عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2018, 05:54 AM   #58
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

وهذا ردها على الاثرم



أخي الكريم الأثرم ..الهجوم على بولس الرسول أمر معروف للجميع , ومن يطلع على كتب بعض المسلمين ( وهم كثر ) يشعر بوضوح مدى كرهم له وتهجمهم عليه , حتى أن البعض لا يتردد في شتمته ولعنه .

وأنت هنا تنقل أيضاً بعض من كلامهم وهجومهم ..

وردي ليس للدفاع عن بولس ( ولا أحد يعبد بولس !! سامحك الله على كلامك هذا) .. وإنما لتبيان الخطأ والافتراء فيما تدعون على أنه صدق وحق ..

والمشكلة هي عندما يكون الإنسان مشبعاً بأفكار مشوشة ومشوهة فيفقد عندها القدرة على التمييز بين الحق والباطل ... وأدعو الله أن لا تكون من هؤلاء الناس , ممن يُلبسون الحق ثوب الباطل , وبالعكس ..

لقد جاء في ردك الكثير من النقاط والأفكار من هنا وهناك ..

وبداية ردي سيكون جواب على كلامك :

اقتباس نص الاثرم :


(
وإن الإنسان ليحتار في أصله .. فتارة يدعي نفسه أنه يهودي طرطوسي ( أعمال 21: 39 ) وتارة يصرخ في المجمع قائلاً إنه فريسي ابن فريسي ( أعمال 23: 6 ) وأخرى يقول إنه رجل روماني ( 22: 25 ) . يتلون حسب الموقف ..
فلا نستطيع أن نستبين جنسه من هذا على وجه تطمئن إليه النفس .)
كل هذا وتقول بأنك لا تستطيع أن تستبين جنسه ؟؟؟

- ( فتارة يدعي نفسه أنه يهودي طرطوسي ( أعمال 21: 39 ))..

وهذا صحيح , لأن بولس ولد في طرسوس عاصمة قيليقية ( رسل 9 :11 ) , أبوه يهودياً من سبط بنيامين ( رومية 11 : 1 ) .. فهو إذن يهودي طرسوسي .


- (وتارة يصرخ في المجمع قائلاً إنه فريسي ابن فريسي ( أعمال 23: 6 )) .. وهذا أيضاً صحيح , لأن بولس يهودي على مذهب الفريسيين ..


/ والفريسيون هم المنتمين إلى مذهب ديني يهودي متعصب ومتشدد ومتزمت , وأخذ يسوع عليهم رياءهم وكبريائهم وتعلقهم بالألفاظ دون المعاني وقساوتهم على الشعب/

- ( وأخرى يقول إنه رجل روماني ( 22: 25 )) .. وهذا أيضاً صحيح لأن بولس كان مواطن رومانياً يتمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها أهل رومية ..

وبحسب ما ذكر في أعمال الرسل , وفي الرسائل يمكننا أن نتعرف على شخصية بولس .. ونكون فكرة واضحة وجلية عنه .. وعلى كل حال ما نعرفه عن شخصية بولس أكثر ما نعرف عن باقي شخصيات الإنجيل ..

اقتباس نص الاثرم :

أختي الكريمة ( ..... ) .. يشترط فيمن يدعي الرسالة أن يأتي بالمعجزات الخارقة لنواميس الكون المخالفة لسنَنِ الطبيعة ، وبدهي أن يعارض الرسول بها قومه ويلزمهم بوساطتها الحجة ويقيم لهم بها الدليل ..

فهل القديس بولس أتى بمعجزة ما ؟! .. لم يرَوَ عن بولس أنه أتى بمعجزة واحدة يثبت بها رسالته ، بل لقد ذكر في أعمال الرسل أن بولس عُمِلَتْ معجزة فيه حيث عَمِيَ فأتى إلى " حنايا " فطلب له الشفاء ( فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد ) { أعمال الرسل 9: 18 }.

بداية أتسائل ؟؟؟ إذا كان يشترط فيمن يدعي الرسالة أن يأتي بالمعجزات الخارقة؟؟ فما هي المعجزات التي أتى بها رسولكم ؟؟ حتى تبين لكم صدق رسالته ودعوته ؟؟


فالقرآن لم ينسب لمحمد أي معجزة .. بل أن جواب القرآن كان حاسماً وقاطعاً بعدم إتيان محمد بالمعجزات :


« قالوا لولا أُنزل عليه آيات من ربه, قل إنما الآيات من عند الله وإنما أنا نذير مبين » ( العنكبوت 49)

أما بالنسبة لكلامك عن بولس الرسول فأعود وأكرر بأنك مازلت تنقل ما لم تتحق من صدقه وصحته..وهذه بعض من المعجزات التي أجراها الله عن يد رسوله بولس :


1- شفاء مقعد في لسترة :

" و كان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن امه و لم يمش قط. هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص اليه و اذ راى ان له ايمانا ليشفى. قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا فوثب و صار يمشي." ( رسل 14 : 8- 10 )


2- الشفاء من أمراض مختلفة :

" كان الله يُجري عن يدي بولس معجزات غير مألوفة , حتى صار الناس يأخذون ما مس بدنه من مناديل أو مآزر فيضعونها على المرضى فتزول الأمراض عنهم , وتذهب الأرواح الخبيثة " ( رسل 19 : 11- 12 )


3- إقامة شاب ميت اسمه افتيخوس ( رسل 20 : 7- 12 )


وهذه المعجزة جواباً على كلامك : ( فهل رُوِي عن بولس أنه أحيا ميتاً أو ... )

وعلى كل حال ليست هذه المعجزات وحدها هي دليل صدق بولس ... إذ ليس من دليل أصدق من شهادة الدم ..


فتحول بولس فمن أكبر مضطهِد للمسيحيين والكنيسة.. إلى أكبر مضطَهَد ( إلى درجة الاستشهاد ) من أجل المسيح والكنيسة .. هو أكبر دليل على صدقه .

اقتباس نص الاثرم :


"
... وأما الرجال المسافرون معهُ ... يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ."
والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ."

إن التناقض في شهادة بولس يبطل دعواه في أنه رأى المسيح وهو على الطريق إلى دمشق .. هذا الدليل الوحيد عند بولس الذي ادعى به صلته بالمسيح قد بطل بهذه الشهادة المتناقضة ..

إننا يا أخت ( ) لو عرضنا شهادة متناقضة كهذه على قاض في محكمة :

مرة يقول : سمعوا ولم يشاهدوا
ومرة أخرى يقول : شاهدوا لكنهم لم يسمعوا .

لحكم ببطلانها فكيف حصل تجاهل هذه الحقيقة ؟

أخي الأثرم .. الخطأ من البداية هو أن تنقل الروايتين على لسان بولس , فتقول:

مرة يقول: سمعوا ولم يشاهدوا, ومرة أخرى يقول : شاهدوا ولم يسمعوا ...

إذا أن الرواية الأولى هي بلسسان لوقا, أما الثانية فهي على لسان بولس .

ورغم هذا فلا يوجد تناقض بين الروايتين .. إذ لا يوجد بينهما اختلاف في جوهر المعجزة التي حدثت مع بولس والتي كانت السبب في اهتدائه .. وإنما الاختلاف هو في اسلوب السرد .

فالرواية الأولى تقول : " ........ ابرق حوله نور من السماء.......وأما الرجال المسافرون معهُ ... يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ."

والرواية الثانية تقول : " ........ بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم......... والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ."

فبحسب الروايتين , رافق معجزة ظهور المسيح على بولس ظهور نور عظيم .. والراوية الأولى لم تنفي أن يكون المسافرين قد رأوا النور , ولكنهم لم يشاهدوا من ظهر بمعجزة في هذا النور العظيم ( أي المسيح ) ..


والآية واضحة إذ تقول " لا ينظرون أحد "

أما بالنسبة للصوت الذي تقول الرواية الأولى بأنه سمعوه .. فلا يقول بأنه سمعوا كلام المسيح مع بولس ( كما يقول بولس ) .. فقد يكونوا سمعوا صوت رافق هذه المعجزة - كما ظهور النور الشديد - .. أو قد يكون صوت المسيح نفسه ولكنهم لم يفقهوا من كلامه شيء ..

وهذا لأنهم ليسوا المعنيين بهذا الحدث .. والظهور المعجز كما نعرف هو أمر مخصوص بشخص بعينه. الغاية منه إبلاغ شخص ما رسالة ما..

أما ما هو الدليل على صدق رواية بولس .. فأكرر أقول : بأن ليس من دليل أصدق من شهادة الدم ... فبولس لم يكسب شخصياً إلا العذاب والاضطهاد والاستشهاد في سبيل المسيح .

اقتباس نص الاثرم :

يعترف بولس بعجزه أمام شهوات الجسد وبضعف إرادته فيقول في رسالته إلى أهل رومية ( 7 : 14 – 24 ) :
..... لأني لستُ اعرف ما أنا أفعلهُ إذ لستٌ ......... من ينقذني من جسد هذا الموت "
كيف تتمكن الروح الشريرة من دخول جسد القديس بولس ثم تمنعه من فعل الخير مع أنه رسول وفيه روح الله الذي أوحى إليه ما يزيد على ثلثي العهد الجديد ؟ ))
بقراءة هذا الفصل وإذا عدت إلى بدايته , تجد أن بولس الرسول يتكلم عن الشريعة الإلهية وعن الخطيئة , وهو يقوم بتحليل وشرح هذا الأمر... فيقول كيف أن إبليس يستخدم الوصية الإلهية لإغواء الإنسان .. وأنه لولا الشريعة ما عرفنا الخطيئة, ولو لم تكن هناك شريعة فما كان هناك من خطية .. ثم يظهر حقيقة الخطيئة التي تقود الإنسان إلى الموت والعبودية والضياع " فلا يعود يعرف ما يفعل " ..

وهو يستخدم صيغة المتكلم, كأنه يتكلم بلسان كل إنسان ... فكل شخص يمكنه أن يقول هذا الكلام عن نفسه : " أني لا أعرف ما أفعل , فما أريده لا أفعله , وما أكرهه إياه أفعل " و " أريد أن أفعل الخير , وإذ الشر حاضر عندي " ... ويبين بولس أن في الإنسان نزعتان : نزعة إلى الخير تحمله على أن " يسر بناموس الله " ... ونزعة نحو الشر تجعله " أسير لناموس الخطيئة الذي في أعضائه "

وتلك الحالة من الضياع والتي هي حالة كل إنسان تدفعه لأن يصرخ " يا لي من إنسان شقي . من ينقذني من جسد الموت هذا ؟ "

ورغم هذا التحليل الرائع الذي يقوله بولس الرسول عن الخطيئة وعن الصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان ... فلا أحد منا يقول بأن بولس كان إنسان معصوم من الخطيئة .. رغم أننا نعلم يقيناً بأنه جاهد جهاد النفس ,وأمات جسده من أجل المسيح , قبل أن يلقى الموت الحقيقي ( أعني استشهاده ) في سبيل المسيح .

" مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان ايمان بابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي " (غل 2 : 20)


وأخيراً هناك الكثير من النقاط في ردك وهي للأسف غير مترابطة .. وكلها تصب في نفس الخانة الهجوم على بولس .. وعلى الكتاب المقدس .

والإجابة عليها لا بد أن يجدها كل من يبحث بصدق وشفافية عن الحقيقة.

ولك السلام والتحية ..
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس