عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2024, 09:06 PM   #77
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تعدد الزوجات ..

سؤلان خاصان بتعدد الزوجات :

يتزوج المسلمون بأكثر من امرأة .. فهل هناك آية في القرآن الكريم توضح ذلك .. ؟

وما هي الأسباب التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يتزوج بأكثر من أربع ؟

أما ( تعدد الزوجات فمما لا شك فيه أن القرآن الكريم جاء بمشروعيته _ كما في الآية الثالثة من سورة النساء _ قال تعالى :

" وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ( 3 ) . "

وقد جاء متصلاً بموضوع هذه الآية من السورة نفسها .. قوله :

" وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 129 ) . "

وتخريج الآيتين الذي يرشد إليه سياقهما .. وسبب نزول الآية الثانية منهما .. أنه لما قيل في الآية الأولى :

" فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ( 3 ) . "

فهم منه أن العدل بين الزوجات واجب .. وتبادر إلى النفوس أن العدل بإطلاقه _ حتى في الميل القلبي _ هو المراد من الآية .. فتحرج بذلك المؤمنين .. وحق لهم أن يتحرجوا .. لأن العدل بهذا المعنى الذي تبادر إلى أذهان غير مستطاع .. فجاءت الآية الثانية لترشد إلى العدل المطلوب في الآية الأولى .. ولترفع الحرج الذي تصوروه ..

فنزل قوله تعالى :

" وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ( 129 ) . "

ومن هذا يتضح أن ( تعدد الزوجات ) .. مباح ما لم يخش المؤمن الجور في القسم بين زوجاته .. فإن خافه .. وجب عليه أن يخلص نفسه من الإثم فيقتصر على واحدة ..

ويتضح _ من الآيتين _ أيضاً .. أن إباحة التعدد لا تتوقف على شيء من وراء العدل .. وعدم الخوف من الجور .. فلا يتوقف _ مثلاً _ :

على عقم المرأة .. ولا مرضها مرضاً يمنع الرجل من التحصن .. ولا على كثرة النساء كثرة يخشى منها على عفافهن .. كما في الحروب وغيرها ..

هذا .. وقد وضعت الآية الكريمة .. ( تعدد الزوجات ) .. في موضع الأصل للتخلص من عدم القسط في اليتامى .. ثم ذكرت الآية الاقتصار على الواحدة عند طروء الخوف من عدم العدل بين لزوجات !
فإذا كان المؤمن عادلاً في اليتيمات !
فهو أيضاً عادل بين الزوجات !


وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس