عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2023, 09:49 PM   #74
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الوثائق تتكلم ..


والآن ... أنقل لكم بعض النصوص المأخوذة من ( تاریخ الاضطهاد الصليبي ) ..

وأحب أن أقسم هذا الاضطهاد إلى نوعين :

النوع الأول : كان فيه الصليبيون هم المضطهَدين ( بفتح الهاء ) - مفعولا بهم !!

والنوع الثاني : كانوا هم المضطهِدين ( بكسر الهاء ) ! فاعلون !!

والذي علينا هو أن نلقي نظرات فاحصة لنتعرف على ملامح القوم في الحالتين ! .. علينا أن نتعرف على ما نزل بالمسحيين من أعدائهم في فجر التاريخ المسيحي .. ثم ما أنزل المسيحيون بأعدائهم ومخالفيهم بعد قوتهم وسيطرتهم وتمكنهم وتحكمهم ..

لقد كان المسيحيون - في أول عهدهم - مغلوبين على أمرهم .. تنزل بهم صنوف العذاب .. وألوان الضيم والخسف والوحشية .. ثم لما آل إليهم الأمر .. وأصبح بيدهم السلطان .. أنزلوا بأعدائهم ومخالفيهم ألوانا من القتل والذبح والتشريد .. حتى أنشأوا للعذاب البربري ديوان سموه ( الديوان المقدس) ومحاكم سموها ( محاكم التفتيش ) !!


* أما تعاليم الرحمة والغفران ...
** أما نداءات المسيح التي يتشدقون بها ..


" اسمعتم أنه قيل : عين بعين وسن بسن .. وأما أنا فأقول لكم : لا تقاوموا الشر .. بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضا .. ومن أراد أن يخاصمك وأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضأ .. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين .. من سألك فأعطه .. ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده "


" سمعتم أنه قيل : تحب قريبك وتبغض عدوك .. وأما أنا فأقول لكم : أحبوا أعدائكم ، باركوا لاعنيكم .. أحسنوا إلى مبغضيكم .. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " إنجيل متى ( 5: 38 - 44 )


*** أما هذه الوصايا والنصائح .. فقد ذهبت أدراج الرياح ..

النصاری تحت نير الاضطهاد ..

لقد بدأ اضطهاد المسيحيين منذ وقت مبكر .. وقد كان المسيح نفسه - حسبما تصوره أساطيرهم - ضحية لهذا الاضطهاد .. وقد نزل بأتباعه فيما بعد كثير من العسف والظلم .. وكان اليهود مصدر هذه القسوة ..

لكن المسيحية بدأت تنتشر على الرغم من اليهود .. وغلبتهم على أمرهم .. وحينئذ تقدم أباطرة الرومان .. ليقوموا بدورهم المشهور في اضطهاد المسيحيين !!

وذلك لأن هؤلاء الأباطرة كانوا لا يعرفون من أمر ذلك الدين الجديد إلا أنه امتداد لليهودية .. ولقد كانت اليهودية موضع کراهية واشمئزاز من الرومانيين ..

وذلك على غير ما جرى عليه العرف من أن الإمبراطورية الرومانية تعطي أبناءها حق الحرية الدينية ..

ذلك أن اليهودية - بتعصبها وعنصريتها - أثارت الحقد والضغينة في القلوب وكان الأباطرة - قبل المسيح - يقاومون ذلك التيار اليهودي العدواني الجارف !! .. هذا من جهة ..

ومن جهة أخرى .. إنه مما أثار حقد الرومان على المسيحية - كذلك - أن المسيحية أخذت من اليهودية تعصبها .. فأعلنت - حتى في عهود ضعفها - أنها تناصب العقائد الأخرى العداء .. وأنها ستعمل على تحطيم الحضارة الرومانية عندما تتهيأ لها الفرصة ..

أما هذا التحول الذي أعلنته المسيحية من التسامح والرضا والرحمة .. إلى الحقد والثأر .. فإنه يمثل تحول المسيحية وانتقالها من وصايا المسيح .. إلى أفكار بولس .. كما يؤكد ذلك كثير من المؤرخين والباحثين !

ولعل أبشع حركات الاضطهاد التي عاناها المسيحيون في القرن الأول تلك التي أنزلها بهم نيرون الطاغية سنة 68 م .. فقد ألقى بعضهم للوحوش الضارية تنهش أجسامهم .. وأمر فطليت بالقار وأشعلت لتكون بعض مصابيح الاحتفالات التي أقامها نيرون في حدائق قصره !!

وفي القرن الثاني كان المسيحيون يعتبرون أنجاساً لا يسمح لهم بدخول الحمامات والمحال العامة .. وكانوا – كما حدث في عهد نيرون وغيره - يلقون للوحوش الضارية تفترسهم في مدرج عام يضم خصومهم الذين يحضرون للتلهي بمشاهدة هذه المظاهر ..

ولقد سجل القرن الثالث صورة أخرى من أبشع وأشنع أنواع التعذيب والاضطهاد للمسيحيين .. وذلك في عهد الإمبراطور قلديانوس .. فقد أمر بهدم كنائس المسيحية .. وإعدام كتبها المقدسة وآثار آبائها .. وقرر اعتبار المسيحيين مذنبين .. وأسقط حقوقهم المدنية .. وأمر بألقاء القبض على الكهان وسائر رجال الدين .. وصب عليهم العذاب ألواناً ..

ونفذت هذه التعليمات في جميع المناطق .. فامتلات السجون بالمسيحيين ومات الكثيرون بعد أن مزقت أجسادهم بالسياط .. والمخالب الحديدية ..

وأحرقت بالنار .. ومزقت إرباً إرباً .. أو طرحوا للوحوش الضارية أو غير هذا من وجوه التعذيب .. وقد سمى المسيحيون عصره الممتد من سنة 284 إلى 305 م عصر الشهداء ..

وفي مطلع القرن الرابع تغيرت الأحوال فقد أصدر الإمبراطور قسطنطين مراسيم التسامح سنة 311 ، 312 م .. ثم دخل المسيحية بعد ذلك بعشر سنوات .. وسرعان ما قويت المسيحية .. ورجحت كفتها .. فانقضَّت على أعدائها .. تقتل .. وتعذب .. وتفتك .. فتأسست الجمعيات الثورية باسم الدين .. وكان أشهرها جمعية ( الصليب المقدس ) في تورينو .. التي أخذت على عاتقها استئصال شأفة بقايا الرومانيين الوثنيين !!


*** میزان القوى يتغير ..

حدّث بعد ذلك ولا حرج .. عن الدماء التي سفكت .. والأرواح التي أزهقت .. مما جعل (هارثمان ) يصف ( الانتقام المسيحي ) .. بأنه أفظع المجازر البشرية التي سجلها التاريخ !!

ولم يقف الاضطهاد المسيحي .. أو الانتقام المسيحي عند الوثنيين فحسب .. بل تعداهم إلى المسيحيين أيضا ..

إذ أن المسيحية التي ظهرت وأصبحت ذات کیان وسلطان .. لم تكن مسيحية ( المسيح عليه السلام ) وإنما هي مسيحية بولس ومسيحية الفلسفة الإغريقية .. لكنها - كانت ولا تزال – تحمل اسم المسيحية على أي حال !!

وإذا كانت هذه المسيحية قد ابتدعت أشياء لا يرضى عنها المسيحيون الحقيقيون كألوهية المسيح .. والتثليث .. والصلب والفداء .. وما إلى ذلك .. فقد بدأ صراع جديد اعتبر فيه المسيحيون الحقيقيون متمردين .. وأوقعت بهم المسيحية الإغريقية أو مسيحية بولس .. ألواناً من العنت والاضطهاد

واستمرت الكنيسة في تفريخ البدع .. وترويج الخرافات کالعشاء الرباني .. وصكوك الغفران !!

ووجد من المسيحيين من يعارض هذه الخرافات .. فووجه بقسوة لا نظير لها .. ووحشية تشمئز منها النفوس !

وسألمُّ في هذه العجالة ببعض الصور من هذا العنت والاضطهاد الذي أنزله المسيحيون بإخوانهم المسيحيين ..

في القرن الرابع الميلادي .. عارض ( آریوس ) القول بألوهية المسيح مما دعا إلى عقد ( مجمع نيقية ) عام 320 م ..

وقرر هذا المجمع إدانة آریوس .. وإحراق كتاباته وتحريم إقتنائها وخلع أنصاره من وظائفهم ونفيهم والحكم بإعدام كل من أخفي شيئا من كتابات آریوس وأتباعه ..

وفي عهد تيودوسيوس سنة 395 م .. ظهرت لأول مرة ( محكمة التفتيش ) .. وتم تنظيمها فيما بعد في القرن الثاني عشر.. وكان أعضاؤها من الرهبان .. وكانت وظيفتهم اكتشاف المخالفين في العقيدة .. ولهم سلطان كبير فلا يسألون عما يفعلون ..

وتاريخ محكمة التفتيش هو تاريخ الاضطهاد الديني في أقسى صوره .. وقتل حرية الفكر بأبشع أسلوب ..

ومن أشد أساليبها انحرافاً .. أنها نادت بضرورة أن ينهي كل إنسان - في غير ما تواطؤ .. أو تباطؤ- ما يصل إلى سمعه أو علمه من أخبار الملحدين .. وهددت من يتوانى في ذلك بعقوبات صارمة في الدنيا والآخرة .. فانتشر بسبب ذلك ( القرار الإرهابي ) نظام التجسس حتى بين أفراد الأسرة الواحدة !!

وفي القرون التالية كثر صرعى هذا النظام .. وتعرض للشنق والإحراق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنسية وكهنتها هراطقة ..

وكثيرا ما كانت الكنسية تلجأ إلى الإعدام البطيء مبالغة في التعذيب .. إذ كانت تسلط الشموع على جسم الضحية .. وتخلع أسنانه كما فعل ببنیامین كبير أساقفه مصر .. لأنه رفض الخضوع لقرارات مجمع (خلقيدونية ) الذي يرى أن للمسيح طبيعتين .. إلهية وإنسانية ..

وكان الإعدام يسبق بصورة بشعة من التعذيب كالكي بالنار والضرب المبرح .. لعل المتهم يعترف أو يقر .. فإن لم يعترف قتل ..

وكان شعار المحاكمات : المتهم مجرم حتى تثبت براءته ..
وليس المتهم بريء حتى تثبت إدانته ..

وإذا اعترف المتهم بجريمته استمر تعذيبه قبل القضاء عليه لعله يعترف بأسماء أنصاره وشركائه ..

وكانت القوانين تقضي أن يحمل الأبناء والأحفاد تبعة الجرم الذي يتهم به الآباء ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس