عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2018, 06:07 AM   #29
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

ولقد كانت تلك الليلة مثقلةً بالهموم والتفكير .. والتساؤلات .. يا تُرى إلى متى تظلُّ هذه الأقلام الحاقدة الملحدة تكتب عن الإسلام ؟

مَنْ الذي يحمي شباب الإسلام نساءً ورجالاً من ضلالات المضلّين ؟ ... إنَ بذر بذرة الشك في نفوس شباب الإسلام من اخطر وسائل تدمير الأمة .. ثم أين الأسرة المسلمة التي تتابع أبناءها بأسلوب تربوي ناجح .. أين أبو عبدالله هذا وأقاربه .. أين أهل الخير ورجال الصحوة عن أمثاله ؟

بل أين إحساس بعض الأساتذة الذين يشحنون عقول الطلاب بمثل هذه التُرََهات ؟

أين إحساس القائمين على بعض الصحف والمجلات .. الذين يروّجون لأفكار أولئك المنحرفين ونصوصهم البعيدة عن جادَّة الإسلام ؟

يا لها من أسئلة مؤلمة .. ويا له من جرحٍ عميق !! ..

وفي اليوم التالي جاءني عبدالله قبل الموعد المحدّد .. وحمدت الله كثيراً .. إن ّ هذا دليل على انشراح صدره واستعداده لسماع الرأي الآخر .


قال لي .. إني أعتذر إليك حقاً .. لقد استعرضت البارحة ما جرى لي معك في أوّل لقاءنا فشعرت إنني أسأت إليك . .. قلت له : لا تضخّم الأمر إني سعيد بمعرفتك .

وأعطيته بعض الكتب منها .. الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية و كتاب العرب والإسلام .. وغيرها .

قلت له .. هذه مكتبة صغيرة اهديها إليك .. لا أطالبك بقراءتها كلَّها .. لكني اقترح عليك بعضها .. وأعطيك مهلة شهرين نلتقي بعدها للمناقشة .

قال لي متحمساً .. بل يكفيني شهر واحد .. أنا مدمن قراءة .. أقراً في اليوم ما لا يقل عن عشر ساعات .. وقبل أن ينصرف قلت له .. هل لي أن أقترح عليك اقتراحاً آخر . قال نعم .. أنا مستعد للتنفيذ .

قلت له مبتسماً .. هكذا مستعد للتنفيذ مباشرةً حتى لو كان الاقتراح لا يعجبك ! .. ابتسم وقال : نعم .. قلت له يا عبدالله أنت مسلم .. إن إسلامك نعمة كبيرة من الله عليك ومن حق الله علي عبده المسلم أن يطيعه .. إن في الأرض ملايين الحيارى التائهين يبحثون عن حقيقة (( روحية )) تريحهم من ظلمات الإلحاد والضلال والشك .. إن الإسلام هو طريق النجاة .. فكيف ندعو الناس إليه إذا كنا ..نحن _ أهله _ متشككين فيه ؟!

يا عبدالله .. اقترح عليك أن تبدأ بخطوةٍ في الطريق .. أن تؤدي الصلاة التي فرضها الله عليك .. أنت صاحب إرادة .. ومثلك قادر على التنفيذ ... تأكد أن الصلاة ستنقلك نقلةً كبيرة إلى عوالم مضيئة من الراحة واليقين .. وستفتح آفاق ذهنك لفهم المعاني التي تتضمّنها الكتب الهداة إليك .

وجلس عبدالله على المقعد بعد أن كان واقفاً ..

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس