عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2015, 10:03 PM   #6
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

قصة لنا فيها عبرة .. حدثت منذ اكثر من مئة عام وهي قصة واقعية .. بثتها اذاعة الكويت في ركن البادية ..

يذكرُ رجلٌ يسمى ابن جدعان يقول :

خرجت في فصل الربيع .. واذا بي أرى أبلي سماناً يكادُ الربيع أن يفجر الحليب من ثديها ... كلما اقترب الحوارُ وابن الناقة من امهِ .. دَرّت وأنهلَ الحليب منها .. لكثرة الخير والبركة .. فنظرتُ إلى ناقةٍ من نياقي وابنها خلفها .. وتذكّرتُ جاراً لي .. له بُنيات سبع .. فقير الحال .. فقلتُ .. والله لأتصدقنَّ بهذه الناقة وبولدها لجاري .. والله يقول :

( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وأحب حلالي هذه الناقة .. يقولُ فأخذتها وابنها وضربتُ الباب على الجار ... وقلت له : خذها هدية مني لك ... يقول .. فرأيت الفرح في وجههِ .. لا يدري ماذا يقول .. فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها .. وينتظر وليدها يكبر ليبيعه ... وجاءه منها خير عظيم ... فلما انتهى الربيع .. وجاء الصيف بجفافهِ وقحطه .. تشققت الارض .. وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلاء .. يقول .. شددنا الرحال وضعنا من مكاننا نبحث عن الماء في الدحول ... والدحول حفر في الأرض توصلُ إلى محابس مائية .. أقبية مائية تحت الأرض لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو .. يقول :

فدخلتُ في هذا الدحلِ حتى أحضر الماء لنشرب .. وأولاده خارج الدحلِ ينتظرون .. فتاه تحت الأرض ولم يعرف الخروج .. وانتظر أبنائه يوماً ويومين وثلاثة .. حتى يأسوا .. قالوا .. لعل ثعبان لدغهُ ومات .. لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانوا والعياذُ بالله ينتظرون هلاكه طمعاً في تقسيم المال والحلال .. فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث .. فقال أوسطهم :

أتذكرون ناقةَ أبي التي أعطاها الجار ... إن جارنا لا يستحقها .. .... فنأخذ بعيراُ أجرباً ونعطيه الجار .. ونسحب منه الناقة وابنها ... فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار وقالوا :

أخرج الناقة .. قال : ولِم ؟؟ إن أباكم أهداها لي .. وأنا أسترزقُ منها .. أتعشى وأتغدى من لبنها .. فاللبن يغني عن الطعام والشراب كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام .. فقالوا :

أعد الناقة خيراً لك وخذ هذا الجمل مكانه وإلا سنسحبها الآن عنوة .. ولن نعطيك شيئاً .. قال .. أشتِكيكم إلى أبيكم .. قالوا .. اشتكي إليه .. إنه مات .. قال مات !! .. كيف مات ؟؟؟ .. أين مات ؟ .. لِم لمْ أدري .. قالوا :

دخل دحلاً في الصحراء ولم يخرج ... قال ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان الدحل .. ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريدُ جملكم .. فذهبوا به فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفيّ .. ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثم ربطه خارج الدحلِ .. ونزل يزحف على قفاه .. حتى وصل إلى أماكن فيه يحبوا .. وأماكنَ يزحف .. وأماكنِ يتدحرج .. ويشتم رائحة الرطوبة تقترب .. واذا به يسمع أنين الرجل عند الماء .. فأخذ يزحفُ تجاه الأنين في الظلام ويتلمسًُ الارض ووقعت يده على الطين .. ثم وقعت يده على الرجل .. فوضع يده على أنفاسه فإذا هو حيّ .. يتنفس بعد اسبوع .. فقام وجره وربط عينيه حتى لا ينبهر بالضوء والشمس ... ثم أخرجه معه خارج الدحلْ .. ومرس له التمر واسقاه .. وحملهُ على ظهره وجاء به إلى داره .. ودبت الحياة في الرجل من جديد وأولاده لا يعلمون .. فقال أخبرني بالله عليك اسبوعاً كاملاً وأنت تحت الأرض ولم تمت ؟

قال سأحدثك حديثاً عجبا .. لما نزلتُ ضعت .. وتشعبت بيّ الطرق .. فقلتُ آوي الى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه .. لكن الجوع لا يرحم .. فالماء لا يكفي ... يقولُ :

وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ .. وبينما أنا مستلقٍ على قفاي .. قد أسلمت وفوضت أمري الى الله واذا بي أحس بدفىء اللبن يتدفق على فمي .. يقولُ :

فاعتدلتُ في جلستي .. واذا بإناء في الظلام لا أراه .. يقتربُ من فمي فأشرب حتى أرتوي .. ثم يذهب .. فأخذت يأتيني ثلاث مرات في اليوم .. لكن منذ يومين انقطع !!

ما أدري ما سبب انقطاعه .. يقولُ .. فقلتُ له .. لو تعلم سبب انقطاعهِ لتعجبت .. ظن أولادك إنك مت .. وجاءوا إليّ وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها .. .... والمسلم في ظلّ صدقته ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ... وكما قال عليه الصلاة والسلام " الصدقة تقي مصارع السوء " ... فعلموا أولاده .. وقالوا : الحمدلله على سلامتك يا والدنا ... قال أخسئوا .. لقد قسمت مالي نصفين .. فنصفه لي ونصفه لجاري ..

أرأيتم أيها الأحبة كيف تخرج الرحمة ويخرج الفرج في وقت الشدة ... ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها فُرجت وكنتُ أظنها لا تفرجُ ... سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام ضاعَ منه يوسف فصبر وبكى من الحزن حتى أبيضت عيناه .. ثم ضاع منه ابنه بنيامين أخو يوسف فصبر وشكى حزنهُ وبثهُ الى الله وحده ثم ضاع منه ابنه الأكبر الذي قال ( لا ابرح ... ) فماذا فعل يعقوب عليه السلام ... وثلاثة من أولاده ينفصمون أمام عينيّه .. مصابٌ يمتد قرابة عشرين سنة فلما أشتدّ البلاء أحس يعقوب عليه السلام بالفرج .. فلما أذن الله بالفرج لم تنتظر الريح أن يصل الرسول لكي يخبره .. بل حملت ريحة قميص يوسف عليه السلام وأوصلته إلى فم يعقوب عليه السلام .. ( قال أن لأجد ) .. أرأيتم .. الريحُ تسابق بالفرج قبل أن يصل .. ويلقي القميص على عينيه فيرتدُ بصيرا ... ويرفعُ من الحزن إلى عرش ملك يسيطر على مصر والشام والجزيرة .. يا سبحان الله .. ( قل اللهم مالك الملك ) هذا أصل أيها الأحباب (( أنك على كل شيىء قدير )) يجب أن نؤمن بها وأن نعرفها وأن نوقن بها أكثر من أن نوقن أننا الآن في ليل أو نهار ... إنك على كل شيىء قدير ..





AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس