عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2015, 11:59 PM   #24
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وكل عام وانت بخير وأسعد الله أيامك يا " بنت الكويت " ونحن كذلك ...



أخي العزيز " انسان خاطئ " ..


قال يسوع :

"ويل لذلك الرجل الذي به يُسَلَّم ابن الإنسان. " ( متى 26 : 24 ).


قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة ... إذا كان الصلب للخلاص .. وإذا كان الصلب بإرادة عيسى ورغبته حسبما تزعمون .. فلماذا الويل لمن يسهّل الصلب ؟!

من المفروض أن يشكر عيسى الرجل الذي يساعده في الوصول إلى الصليب ليتم بذاك الخلاصُ المنشود !

تحذير عيسى يدل على أن الصلب كان مؤامرة ضده .. وليس هدفاً منشوداً يسعى إليه لتحقيق الخلاص المزعوم .


قضى عيسى جزءاً كبيراً من الليل وهو يصلي طالباً من الله إنقاذه من طالبي صلبه ..

" فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت .. امكثوا ههنا واسهروا معي .. .... ثم تقدم قليلاً وخرّ على وجههِ وكان يصلّي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ." ( متى 26 : 36 – 44 ).

كان حزيناً جداً تلك الليلة .. لو كان الصلب هدفاً منشوداً لدي عيسى لمَا دعا الله طالباً النجاة .. ولمَا صلى لله راجياً إنقاذه .. ولمَا حزن واكتأب .. كل هذا يدل على أن الصلب لم يكن هدفاً يسعى إليه عيسى .. لقد كان الصلب مؤامرة ضده أنقذه الله منها ..

إذا كان عيسى عليه السلام قد قدَّم نفسه طواعية للصلب .. كما تزعمون .. فلماذا صرخ المصلوب وهوعلى الصليب :


" إيلي إيلي لَِمَ شبقتني .. أي إلهي إلهي لماذا تركتني .. " ( متى 27 : 46 ).


حسب النص عيسى عليه السلام اعتبر أن الله تخلى عنه وتركه يقع في براثن أعدائه .. إذاً لم يكن الصلب طواعية وما كان من أجل خلاص البشرية ولا الفداء ..

إن القول بالخلاص بالصلب يشجع على ارتكاب الناس للمعاصي .. فإذا كان صلب عيسى هو طريق نجاة الناس فلم يبق عليهم ما يعملونه من خير بعد صلبه .. لأن عيسى قد ضمن لهم الخلاص من كل الذنوب عن طريق افتدائهم بالصلب !!

قال عيسى :

" أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا به إلى هنا واذبحوهم قُدّامي . " ( لوقا 19 : 27 ).

لا نريد التعليق على تناقض هذا القول مع قول عيسى :

" طوبى لصانعي السلام. " ( متى 5 / 9 ).


ولكن نريد أن نسأل :


لماذا يريد عيسى ذبحهم إذا كان صلبه سيخّلصهم من ذنوبهم ؟!


عندما علم عيسى بقرب حلول المؤامرة ضده .. طلب من حواريه الاستعداد للمقاومة وقال :



" من ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً ." ( لوقا 22 : 36 ).




لماذا المقاومة ؟


ولماذا السيوف ؟


أنتم تقولون إن عيسى قَدَّم نفسه للصلب فدية للبشر .. وها هي النصوص تبين أنه حث تلاميذه على شراء السيوف لمقاومة الجنود الذين سيسوقونه إلى الاعتقال والصلب !!

لو كان ينوي أن يقدم نفسه للصلب لما طلب من تلاميذه المقاومة .


تقولون إن الله بذل ابنه الوحيد لأنه يحب العالم ولكي لا يهلك من آمن به ..


" لأنهُ هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ... " ( يوحنا 3 : 16 ).

إذا كان الله يحب الناس ويرأف بهم ... فالأولى أن يحب ابنه .. ابنه الوحيد ( كما تزعمون ) قبل أن يحب الله الناس .. لا بد أن يحب ( ابنه ) .. من باب إلزامكم بقولكم .. ومن يحب ابنه لا يقدمه للصلب .

إن صلب واحد ( عيسى في هذه الحالة ) من أجل نجاة سواه ظلم في حق عيسى عليه السلام .. والله لا يظلم أحداً ..

ما ذنب عيسى ليصلب ؟

لقد أكل آدم من الشجرة وعاقبه الله بطرده من الجنة وانتهت القضية .. واحد يأكل .. وآخر يصلب ..


هل يُعاقَب عيسى لخطية آدم ؟!!

وهل يُصلب عيسى ليدخل الناس الجنة ؟!

لا علاقة بين حلقات هذا المسلسل : لا علاقة بين خطية آدم وصلب عيسى ولا بين صلب عيسى ونجاة الناس .


إن الله قادر على إنقاذ الناس دون إلحاق ظلم بعيسى .. إن الله قادر على إنقاذ الناس وتخليصهم دون صلب عيسى أو سواه.

دعا عيسى عليه السلام الله أن ينقذه من طالبي قتله أو صلبه .. فقال:

" أيها الآب نجّني من هذه الساعة ." ( يوحنا 12 : 27 ).

لو كان عيسى ينوي تقديم نفسه طواعية للصلب من أجل الفداء .. لما طلب من الله أن ينجيه من تلك المحنة .. إن دعاءَه لله لإنقاذه دليل آخر على بطلان القول بالصلب للخلاص .


قال بولس :

" إن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله ." ( رومية 2 : 6 ).


وقال :


" الذي يخطئ لا ينجو من دينونة الله . " ( رومية 2 : 3 ).


إذاً هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال .. إذاً لماذا كان صلب عيسى ؟!!





إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة .. فإن صلب عيسى لا دور له في الخلاص والتخليص .





كذلك يروي " يوحنا " .. خلافاً لسائر الأناجيل .. أن يسوع هو الذي طلب من الجنود أن يخلُّوا سبيل تلاميذه بقوله :


" دعوا هؤلاء يذهبون " ( 18 : 8 ) .


في حين أن مرقس ( 14 : 5 ) يقول : إن جميع تلاميذه هربوا ..


" فتركه الجميع وهربوا " .

ولوقا يقول تبعه بطرس فقط ومن بعيد ( 22 : 54 ) :

" وأما بطرس فتبعه من بعيد . "

ومتى يقول :

" حينئذٍ تركهُ التلاميذ كلهم وهربوا " .



يتبين لنا هنا ما يتبين في مواقف عديدة .. وهو مدى الاختلافات بل والتناقضات بين الأناجيل الأربعة مما يجعل المرء يحار في أي من رواياتها يصدق وأي لا يصدق ...



وللحديث بقية ...



اخوكم / الاثرم ...
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس