عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2020, 09:10 PM   #18
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

مابين مواكب العزاء ومصاصي الدماء ..

في إحدى المرات كنت أتحدث مع أحد المسيحيين على " الماسنجر " فقال لي : ماذا تعرف عن المسيح؟

فقلت له: كلمة الله ونبي من أولي العزم ..

فقال: هذا لديكم ..

فقلت: ما الصحيح في نظرك إذن ؟

قال: ابن الله _ تعالى الله عما يقول_ وأتى لافتداء خطايا البشر ..

فقلت: ولماذا يعاقب بذنب غيره ؟

فقال : لو فرضنا أنك متهم ويفترض دخولك السجن أليس لدى أبيك من فرط حبه لك استعداد لتحمل ذلك عنك ؟

قلت : لنفرض استعداده.. المهم .. هل هذا عدل أم لا ؟! لو كان القاضي عادلاً فهل
سيحكم بأن يسجن أبي لأنني أنا مجرم ؟!

ثم لو كان المسيح قد أخذ ذنبي وذنب غيري فلماذا لا أفسق وأفجر وأفعل ما يحلو لي؟!

فقد حمل المسيح ذنبي وانتهى الأمر ..

فقال: هل لو سجن أبوك بذنب فعلته أنت سوف تزيد من معاصيك؟

قلت: ألم يتحمل هو العقوبة وانتهى الأمر .. فسادي لن يزيد من عقوبته وصلاحي لن يخفف عنه العقوبة!

ولن أعاقب مهما فعلت فقد تحملها هو وخلصنا ..

لا تحاول إيجاد مبررات وأعذار واهية .. لكي يستقيم الأمر يجب أن يتحمل المرء نتيجة أفعاله هو ولا يتحملها عنه غيرهو ..

حين انغلقت المسالك في وجهه وضع حضراً عليَّ وبعدها بفترة أرسل لي بريداً إلكترونياً فيه صور العزاء والتطبير وصور الناس الذين تسيل الدماء على وجوههم وأجسادهم .. وقال: شاهد تخلف الإسلام .. هؤلاء هم المسلمون .. ومن ضمن الصور صور أطفال لم يتعدوا العام أو العامين قد أحدثت أمهاتهم جراحاً في رءوسهم بالسكين كي تسيل دماؤهم من أجل الإمام الحسين عليه السلام ..

فاحترت بماذا أجيبه!

فأرسلت له بريداً قلت فيه: إذا كان هناك سائق متهور يجتاز الإشارة الحمراء ويقود بتعجرف فليس العيب في السيارة .. وليس العيب في قوانين السير .. لأن قوانين السير لم تفت بجواز ذلك .. بل إن من يفعل ذلك تعاقبه القوانين ..

فهذا السائق إما أنه لا يعرف القوانين .. وإما أنه يعرفها لكن خالفها .. وفي الحالين هو المخطئ لا القوانين ..

وهناك مئات الروايات عن الأئمة التي تنهى عن مثل هذا الفعل ومنها :

عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:

" لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي ولكن الناس لا يعرفون " ( الكافي للكليني { 3/226 } .. وسائل الشيعة للحر العاملي { 3/273 } )

ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :

" ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب " { بحار الأنوار للمجلسي ( 9/73 ) .. مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ( 2/452 ) }

وقد صرح الشيخ التيجاني بحرمة ذلك فقال :

" والحق يُقال: إنّ ما يفعله بعض الشيعة من تلك الأعمال ليست هي من الدين في شيء .. ولو اجتهد المجتهدون .. وأفتى بذلك المفتون ليجعلوا فيها أجراً كبيراً وثواباً عظيماً .. وإنما هي عادات وتقاليد وعواطف تطغى على أصحابها فتخرج بها عن المألوف وتصبح بعد ذلك من الفولكلور الشعبي الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء في تقليد أعمى وبدون شعور.. بل يشعر بعض العوام بأنّ إسالة الدم بالضرب هي قربة لله تعالى .. ويعتقد البعض منهم بأن الذي لا يفعل ذلك لا يحب الحسين "

وقال أيضاً:

" لم أقتنع بتلك المناظر التي تشمئز منها النفوس وينفر منها العقل السليم .. وذلك عندما يعرّي الرجل جسمه ويأخذ بيده حديداً ويضرب نفسه في حركات جنونية

صائحاً بأعلى صوته: حسين .. حسين .. والغريب في الأمر والذي يبعث على الشك أنك ترى هؤلاء الذين خرجوا عن أطوارهم وظننت أنّ الحزن أخذ منهم كل مأخذ إذا بهم بعد

لحظات وجيزة من انتهاء العزاء تراهم يضحكون ويأكلون الحلوى ويشربون ويتفكهون وينتهي كل شيء بمجرد انتهاء الموكب .. والأغرب أنّ معظم هؤلاء غير ملتزمين بالدين .. ولذلك سمحت لنفسي بانتقادهم مباشرة عدة مرات وقلت لهم : إنّ ما يفعلونه هو فلكلور شعبي وتقليد أعمى ..

ثم بيَّن أن الإمام علي والحسن والحسين والسجاد عليهم السلام لم يفعلوا ذلك .. والإمام السجاد عليه السلام حضر محضراً لم يحضره أحد من الناس وشاهد بعينيه مأساة كربلاء التي قتل فيها أبوه وأعمامه وإخوته كلهم .. ورأى من المصائب ما تزول به الجبال ولم يسجل التاريخ أن أحد الأئمة عليهم السلام فعل شيئاً من ذلك .. أو أمر به أتباعه وشيعته .. ( كل الحلول عند آل الرسول {148 – 151 } ) ..

التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 10-22-2020 الساعة 09:22 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس