عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2016, 02:47 AM   #41
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


قضية الصلب :


أ‌- حامل الصليب:

يقول مرقس : ( 15 : 20 – 22 ).

" ثم خرجوا به ليصلبوه . فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه وجاءوا به إلى موضع جلجثه الذي تفسيره موضع جمجمة "

ويتفق متى ولوقا مع مرقس في أن حامل الصليب كان المدعو سمعان القيرواني لكن يوحنا يقرر شيئاً آخر فهو يقول :

" حينئذ أسلمه إلهم ليصلب فأخذوا يسوع ومضوا به . فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة " ( 19: 16-17 )



يقول نينهام :

" لقد كان المعتاد أن يقوم الذين حكم عليهم بالصلب ، بحمل صلبانهم بأنفسهم .. ويقرر يوحنا أن هذا كان ما حدث فعلاً في حالة يسوع ، ولكن على العكس من ذلك نجد حسب رواية ( مرقس ومتى ولوقا ) أن شخصاً مجهولا يدعي سمعان القيرواني هو الذي سخره الرومان لحمل الصليب بدلاً من يسوع.

وبالنسبة لموضع جلجثة فإن التقاليد التي تقول إنه يقع داخل كنيسة القبر المقدس لا يمكن إرجاعها لأبعد من القرن الرابع ، كما أنها لا تزال موضع جدل . ولقد اقترحت أماكن أخرى في عصرنا الحاضر ، إلا أن القطع بواحد منها لا يزال بعيداً عن التحقيق " ( تفسير إنجيل متى صفحة 422 )



ب‌- شراب المصلوب :

يقول مرقس: ( 15: 23 )

" أعطوه خمرا ًممزوجة بمر ليشرب لم يقبل "

ويقول متى : ( 27 : 34 )

" أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب ، ولما ذاق لم يرد أن يشرب "


ج- علة المصلوب :

يقول مرقس : ( 15: 26 )

" وكان عنوان علته مكتوباً : ملك اليهود "

ويقول مرقس : ( 27: 37 )

" وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة : هذا هو يسوع ملك اليهود ؟

ويقول يوحنا : ( 19: 19 )

" وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب .. وكان مكتوباً يسوع الناصري ملك اليهود ".


يقول : نينهام :

" لقد اختلفت الآراء بشدة حول صحة ما كتب عن علته ، فيرى بعض العلماء أن الصيغة الدقيقة قد عرفت عن طريق شهود عيان ، بينما يعتقد آخرون أنه من غير المحتمل أن يكون الرومان قد استخدموا مثل تلك الصيغة الجافة .. ان ما ذكره القديس مرقس بوجه خاص عن علته ، إنما يرجع مرة أخرى لبيان أن يسوع قد أعدم باعتباره المسيا. " ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 424 )

إن اختلاف الأناجيل في عنوان علة المصلوب _ وهو ما لا يزيد عن بضع كلمات بسيطة كتبت على لوحة قرأها المشاهدون _ إنما هي مقياس لدرجة الدقة لما ترويه الأناجيل . وطالما كان هناك اختلاف _ ولو في الشكل كما في هذه الحالة _ فإن درجة الدقة لا يمكن أن تصل على الكمال بأي حال من الأحوال . وقياساً على ذلك نستطيع تقييم درجة الدقة لما تذكره الأناجيل من ألقاب المسيح ، وخاصة عندما ينسب إنجيل إلى أحد المؤمنين به قوله :

كان هذا الإنسان باراً ، بينما يقول إنجيل آخر في نفس الوقت : كان هذا الإنسان ابن الله. أو عندما يقول أحد الأناجيل على لسان تلميذ للمسيح : يا معلم ، ويقول إنجيل آخر : يا سيد ، بينما يقول ثالث : يا رب .



إن الحقيقة تبقى هنا دائماً محل خلاف .




د – اللصان والمصلوب :

يقول مرقس : ( 15: 27-32 )

" وصلبوا معه واحداً عن يمينه وآخر عن يساره ...... واللذان صلبا معه كانا يعيرانه " .

ويتفق متى مع مرقس في أن اللصين كانا يعيرانه ويستهزان به.

لكن لوقا: ( 23: 39-43 )

" وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا.
فأجاب الآخر وانتهره قائلاً: أولا أنت تخاف الله إذا أنت تحت هذا الحكم بعينه. أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلناه ، وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله.
ثم قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك . فقال له يسوع : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس ."

لقد اختلفت الأناجيل في موقف اللصين من المصلوب ..



هـ - وقت الصلب :

يقول مرقس : ( 15: 25 )

" وكانت الساعة الثالثة فصلبوه "

لكن يوحنا يقول :

إن ذلك حدث بعد الساعة السادسة :

" وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة. فقال { بيلاطس } لليهود هو ذا ملككم فصرخوا خذه خذه اصلبه . فحينئذ أسلمه إليهم ليصلب " ( 19: 14 – 16 ) .



يقول نينهام :

" منذ اللحظة التي روي فيها القديس مرقس إنكار الناس ليسوع نجد أن الوقت قد خطط بعناية بحيث تكون الفترة ثلاثية الأحداث أو التوقيتات مثل : ( إنكار بطرس ثلاث مرات ( 14: 68 , 72 ) وقت الصلب الساعة الثالثة ( 15: 25 ) _ وقت الظلمة من الساعة السادسة إلى التاسعة ( 15: 33 , 34 ) .

وفي هذا المثل على الأقل فإن الحساب يبدو مصطنعاً ، إذ أنه من الصعب أن كل ما روت الأعداد ( 15: 1-24 ) ( منذ بدء جلسة الصباح حتى وقت الصلب ) يمكن حدوثه في فترة الثلاث ساعات .
ويبين إنجيل يوحنا ( 19: 14 ) بوضوح أن ذلك لم يحدث " ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 424 )



و – صلاة المصلوب :

يقول لوقا : ( 23: 33 – 34 )

" ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعي جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينه والآخر عن يساره
فقال يسوع : يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون "

لقد انفرد لوقا بذكر هذه الصلاة التي حذفتها الأناجيل الأخرى ، بل وبعض النسخ الهامة التي تنسب للوقا أيضاً .



ويقول جورج كيرد:

" لقد قيل إن هذه الصلاة ربما تكون قد محيت من أحدى النسخ الأولى لإنجيل (لوقا) بواسطة أحد كتبة القرن الثاني ، الذي ظن أنه شيء لا يمكن تصديقه أن يغفر الله لليهود. وبملاحظة ما حدث من تدمير مزدوج لأورشليم في عامي 70 ، 135 صار من المؤكد أن الله لن يغفر لهم " . ( تفسير لوقا : صفحة 250 ).


ز – صرخة اليأس على الصليب :

يقول مرقس : ( 15: 32 – 34 )

" ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة . وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً : (( الوي الوي لما شبقتني )) .. الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني " .


لكن لوقا يقول : ( 23: 46 )

" نادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي "


بينما يقول يوحنا : ( 19: 30 )

" لما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل "

" إن صرخة اليأس على الصليب تثير عدداً من المشاكل التي كانت ولا تزال موضع جدل بين العلماء ، فالبعض يقول:

" يبدو أن القديسين لوقا ويوحنا قد رأيا في كلماتهما غموضاً واحتمالا لسوس الفهم ولذلك حذفاها ، ثم استبدلها أحدهما بقوله :

يا أبتاه في يديك أستودع روحي ، بينما قال الآخر : قد أكمل ..

وعلى العكس من ذلك فإن مثل هذا الرأي يفترض الراوية الذي كان شاغله الأول أن يذكر الحقيقة التاريخية ، ويسجل بأمانة للأجيال القادمة كلاماً مزعجاً يتعذر تفسيره .

ولهذا فإن أغلب العلماء المحدثين يقرون تأويلاً مختلفاً تماماً ، يقوم على حقيقة أن هذه الكلمات ( اليائسة ) إنما هي اقتباس من ( المزمور 22: 1 ) وإذا أخذنا هذا المزمور ككل ، فإنه لا يمكن أن يكون صرخة يأس بأي حال من الأحوال ، إنما هو صلاة لعبد بار يعاني آلماً ، إلا أنه يثق تماماً في حب الله وحفظه من الشر ، وهو مطمئن تماماً إلى حمايته " . ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 427-428 )


ح – في أعقاب الصلب :

يقول مرقس ( 15: 38-39 ) :

" انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل ، ولما رأي قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حقاً كان هذا الإنسان ابن الله "

ويقول متى ( 27: 51-53 ) :

" وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل ، والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت ، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " .

ويقول لوقا ( 22: 45-47 ) :

" أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه . فلما رأي قاد المئة ما كان ، مجد الله قائلاً : بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً ."

أما يوحنا فإنه لا يعلم شيئاً عن ذلك .


يقول جورج كيرد :

" إن حدوث كسوف للشمس ( حسب رواية لوقا ) بينما يكون القمر بدراً ، كما كان وقت الصلب ، إنما هو ظاهرة فلكية مستحيلة الحدوث ... ولقد كان الشائع قديماً أن الأحداث الكبيرة المفجعة يصحبها نذر سوء ، وكأن الطبيعة تواسي الإنسان بسبب تعاسته " ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 253 )


ويقول جون فنتون :

" لقد قيل إن مثل تلك النذر لوحظت عند موت بعض الأحبار الكبار وبعض الشخصيات العظيمة في العصور القديمة الوثنية وخاصة عند موت يوليوس قيصر ". تفسير إنجل مرقس صفحة 427 )


ويقول جون فنتون :

" لقد أضاف متى إلى ما ذكره مرقس حدوث الزلزلة وتفتح القبور وقيامة القديسين من الأموات وظهورهم لكثيرين في أورشليم بعد قيامة يسوع ، وكان قصده من إضافة هذه الأحداث أن يبين أن موت يسوع كان عملاً من صنع الله " ( تفسير إنجيل متى صفحة 444 )

الحق الذي لا مرية فيه أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا يخسفان لموت صغير أو كبير .


لقد رأينا أكثر من ثلاثين تناقضاً في موضوع الصلب .. وهناك كتاب بعنوان ( قاموس الكتاب المقدس ) الصادر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى . ومن العجيب أن هناك خلافاً في شكل الصليب الذي استخدم .. فهذا القاموس يذكر أن هناك الصليب ( X ) والصليب ( T ) والصليب ( + ) والصليب المستخدم كرمز للمسيحية هو ( + ) لكن هذا القاموس يقول إن الصليب الذي استخدم كان على شكل ( T ) وهذا هو نص ما يقوله قاموس الكتاب المقدس .

" وللصلبان نماذج رئيسية ثلاثة .. أحدها المدعو صليب القديس أندراوس وهو على شكل ( x ) وثانيها بشكل ( + ) وثالثها بشكل السيف ( T ) وهو المعروف بالصليب اللاتيني .

ولعل صليب المسيح كان من الشكل الأخير ( T ) كما يعتقد الفنانون .. الأمر الذي كان يسهل وضع اسم الضحية وعنوان علتها على القسم الأعلى منه ".


فإذا كان شكل الصليب مختلفاً فيه .. إذن قوله تعالى ( ولكن شبه لهم )

يبين لنا بوضوح أن كل ما تعلق بالصلب اشتبه أمره عليهم وغابت عنهم الحقيقة .. فهم لا يزالون مختلفين في كل ما يتعلق بقضية الصلب مثل :



حامل الصليب وعلة المصلوب .. واللصان والمصلوب .. وقت الصلب .. وصلاة المصلوب .. وصرخة اليأس على الصليب ، وما حدث في أعقاب الصلب ..


وأما بالنسبة لهذا النص الذي ذكرته أعلاه :

( أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا يخسفان لموت صغير أو كبير .)


فإنها تختص بإبراهيم ابن النبي محمد عليه الصلاة والسلام والتي تعطي الدليل _ لكل ذي عقل سليم _ على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يجمع خرافات أو أوهاماً .. إنما يريد أن يحق الحق .

فالذي حدث هو أنه لما مات ابنه إبراهيم حدثت ظاهرة فلكية وهي كسوف الشمس .. وهذا شيء طبيعي حدوثه . لكن بعض الناس قالوا :

كسف الشمس لموت إبراهيم .

لقد مات إبراهيم .. وكسفت الشمس في نفس اليوم ... وربط الناس بين الحدثين ... فلو كان الرسول يريد التأييد ولو عن طريق الأكاذيب ... لصمت عن ذلك.

لكن الرسول صلى الله عليه وسلم _ برأه الله _ يرفض كل أكذوبة من كل لون لتأييده .. ولهذا صعد المنبر غاضباً وقال :


" أيها الناس .. إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا ينكسفان لموت أحد أو لحياته .. فإذا رأيتهم شيئاً من ذلك .. فادعوا الله وصلوا "



ط – شهود الصلب :

لعل هذه واحدة من أهم عناصر قضية الصلب .. وإنها لترينا أن شهود الصلب كن نساء وقفن ينظرن من بعيد ذلك الذي علق على الصليب .. ولم تكن هناك فرصة للتحقق والمعاينة عن قرب .

يقول مرقس ( 15: 40-41 ) :

" وكانت أيضاً نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة . اللواتي أيضاً تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل . وأخر كثيرات صعدن معه إلى أورشليم " .

وكذلك يقول متى في ( 27: 55 – 56 ) .

ويقول لوقا: ( 23: 49 )

" وكان جميع معارفه ونساء كن تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك ".

ويقول يوحنا : ( 19: 25-26 )

" وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية . فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه يا أماه هو ذا ابنك ."



ويقول جون فنتون :

" لقد هرب التلاميذ عن القبض على يسوع ، ورغم أن بطرس قد تبعه من بعيد إلى فناء دار رئيس الكهنة ، فإننا لا نسمع عنه شيئاً أكثر من هذا ، بعد إنكاره ليسوع .
إن مرقس ومتى ولوقا يخبروننا أن شهود الصلب كن نساء تبعن يسوع من الجليل إلى أورشليم ، وقد رأين دفنه ، واكتشفن القبر خالياً صباح الأحد ، وقابلن يسوع ( بعد قيامته ) . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 455 )


ويعلق العلماء على ما قاله يوحنا عن وجود مريم أم المسيح عند الصليب بقولهم :

" إنه من غير المحتمل أساساً أن يكون قد سمح بوقوف أقارب يسوع وأصدقائه بالقرب من الصليب ." ( تفسير مرقس صفحة 431 ) .

كذلك تقول دائرة المعارف البريطانية تعليقاً على اختلاف الأناجيل في شهود الصلب :

" نجد في الأناجيل ( الثلاثة ) المتشابهة أن النساء فقط تبعن يسوع ، وأن القائمة التي كتبت بعناية واستفاضة لا تضم والدته _ وأنهن كن ينظرن من بعيد ) ( مرقس 15 : 40 )

ولكن في يوحنا نجد أن والدته مريم تقف مع مريمين أخريين والتلميذ المحبوب تحت الصليب ، ومن تلك الساعة أخذها التلميذ المحبوب إلى خاصته . هذا بينما لا تظهر والدته في أورشليم _ حسبما ذكرته الؤلفات القديمة _ إلى قبيل عيد العنصرة وفي رفقة إخوته . ( أعمال الرسل 1: 14 ) ( ج 13 ، صفحة 99 ) .

من ذلك نتبين أن شهود الأحداث الرئيسية التي قامت عليها العقائد المسيحية وهي الصلب ، والقيامة والظهور ، إنما كن _ على أحسن الفروض _ نساء شاهدن ما شاهدن من بعيد .. ثم قمن بعد ذلك بالرواية والتبليغ ...



والآن يحق لنا التعليق على أحداث الصلب فنقول :

إن اعتماد كتّاب أحد الأناجيل على ما رواه كاتب إنجيل آخر ، كان أولى به أن يوجد تآلفاً بين الأناجيل ، ويمنع التناقض والاختلاف بينها . ولكن ما حدث كان على النقيض من ذلك.

وإذا أخذنا بما ترويه الأناجيل عن الصلب وأحداثه ، لوجدناها قد اختلفت فيه من الألف إلى الياء.

ويكفي أن يراجع القارئ ما ذكرته الأناجيل عن حادث القبض وملابساته _ المحاكمات _ توقيت الصلب ( اليوم والساعة ) _ صرخة اليأس على الصليب _ شهود الصلب .

كل ذلك وغيره كثير يكفي للقول بأن الأناجيل اختلفت فيما بينها اختلافاً بعيداً . وهو اختلاف يكفي لرفضه ما يذكره أحد الأناجيل _ على الأقل _ إذا أخذنا برواية الإنجيل الآخر . فأيهما نأخذ به ، وأيهما نرفضه ؟



رب قارئ درج على الإيمان التقليدي بما ترويه الأناجيل ، لا يجد مفراً الآن من أن يقول :

" إنما العلم عند الله "


وللحديث بقية ..


اخوكم / الاثرم




AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس