عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2016, 10:59 PM   #8
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

تنبيه للقارئ الكريم ....

مشاركةبواسطة عبد الشكور » الأحد أكتوبر 30, 2005 9:08 pm


قدمنا أن تعدد الزوجات ليس ضد شريعة الله، مستندين إلى غياب دليل تحريم التعدد ، وإلى قيام الأنبياء أنفسهم بالتعدد ، مع سكوت الله عن توبيخ واحد لهم على هذا التعدد .

وغياب الإجابة على ما قدمنا إلى الآن معناه حسم الموضوع بوضوح ، والحمد لله رب العالمين .

ننتقل الآن إلى ساحة أخرى حول زواج نبينا بأكثر من أربع ، وما يتبع ذلك من مسائل ....

والمستعان الله ....


أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله !
مشاركةبواسطة عبد الشكور » الاثنين أكتوبر 31, 2005 1:23 am


ـــ غيرة عائشة من صفية وخديجة رضى الله عنهن هى غيرة النساء الطبيعية. ويُحسب لعائشة رضى الله عنها أن غيرتها من صفية لم تمنعها من طلب التكفير عما فعلت. وأن غيرتها من خديجة لم تمنعها من حكاية تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم لخديجة عليها . رضى الله عنهن جميعًا وأرضاهن.



ـــ قول أم المؤمنين ( وتهب المرأة نفسها ؟ ) تنفر به النساء ، دفعها إلى ذلك الغيرة . قال القرطبي : حملت عائشة ــ على هذا التقبيح ــ الغيرةُ التي طبعت عليها النساء ، وإلا فقد علمت أن الله أباح لنبيه ذلك ، وأن جميع النساء لو ملكن له رقهن لكان قليلا. ‏

ثم عدلت رضى الله عنها عن ذلك التنفير . قال السندى : (فقلت إن ربك ليسارع في هواك) ‏كناية عن ترك ذلك التنفير والتقبيح ؛ لما رأت من مسارعة الله تعالى في مرضاة النبي صلى الله عليه وسلم . أي كنت أنفر النساء عن ذلك ، فلما رأيت الله عز وجل أنه يسارع في مرضاة النبي صلى الله عليه وسلم تركت ذلك ؛ لما فيه من الإخلال بمرضاته صلى الله عليه وسلم.

وقولها ( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) قال ابن حجر : ‏‏أي ما أرى الله إلا موجدا لما تريد بلا تأخير , منزلا لما تحب وتختار. ا.هـ. فهذا لا نكارة فيه ، بل هو من فضل الله على نبيه . وقد كان من موافقات النبى والصحابة للقرآن ما كان ، ولا حرج على فضل الله أبدًا . وفى الحديث القدسى يقول رب العزة : ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته ) فهذا من شدة موافقة الله لعبده المؤمن .

وأما قول أم المؤمنين ( ربك ) وعدولها عن ( الله ) أو ( الرب ) فليس ذلك تكذيبًا منها له صلى الله عليه وسلم . وإنما ذاك من بلاغتها رضى الله عنها ، فالمقام مقام قرب الرسول من ربه ، فناسب ذلك نسبته له واختصاصه به .

فتبين بذلك أن القول بأنها ( كانت تسخر منه ) لا وزن له لانعدام دليله . ولو كان التكذيب هو حال أم المؤمنين رضى الله عنها ، لما ورد عنها ذلك الكم الهائل من الأحاديث ، تعلم الدين ، وتنصر الإسلام ، وتفقه المسلمين ، وتمدح النبى عليه الصلاة والسلام ، فى دينه وخلقه وسيرته . ولما أتعبت نفسها فى حفظ القرآن ، وحفظ كلام النبى عليه الصلاة والسلام ، ولما أرهقت بدنها بكثرة الصلاة والقيام والعبادات. فليس هذا حال من يكذب أبدًا ، وحاشاها الله وبرأها ورضى عنها وأرضاها .



ـــ ولا شك فى أن الوحى كثيرًا ما نزل يعارض رغبات الرسول صلى الله عليه وسلم . فمن ذلك رغبته عليه الصلاة والسلام فى إسلام عمه أبى طالب ، الذى رعاه فى يتمه من بعد جده ، وحال بين قريش وبينه . بل قد وعده عليه الصلاة والسلام أن يستغفر الله له ، لكن نزلت الآية صريحة قاطعة ( ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) التوبة 113 .

وقد مثلت قريش بجثة أسد الله الحمزة ، حتى أقسم عليه الصلاة والسلام لئن أظهره الله على قريش فى موطن ليمثلن بثلاثين رجلاً منهم . فنزل الوحى يقول : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) النحل 126 . فعفا رسول الله وصبر ونهى عن المثلة . ومع بغضه لوحشى قاتل حمزة فقد قبل منه إسلامه وإن ساءه مرآه.

وفى أحيان أخرى كان الوحى يخطئ النبى عليه الصلاة والسلام . كما فى قصة ابن أم مكتوم ( عبس وتولى . أن جاءه الأعمى ) . وكما فى واقعة الرجل الذى وجد زوجته مع آخر ، فنزل الوحى بغير اجتهاد النبى عليه الصلاة والسلام فى الواقعة . وكما فى اجتهاده فيمن ظاهر من زوجته فاعتبره طلاقـًا ، فنزل الوحى بغير ذلك .

فانتفت بذلك شبهة تأليف النبى صلى الله عليه وسلم لما يوافق رغباته ، حاشاه الله ، وتبين أن ما وافق الله به نبيه إنما هو من نعم الكريم الودود ، وكذلك الحال فى موافقات باقى المؤمنين .



ـــ لا جدال فى أن التعدد يورث الغيرة بين النساء ، ولكن المصلحة الحاصلة من تشريعه هى الغالبة. فالتعدد ، وإن كان أضر ببعض النساء فى غيرتهن ، فقد نفع المجتمع كله فى زيادة أفراده ، اللذين هم قوة المجتمع لو أحسن استغلال هذه القوة . ونفع التعدد فى وقاية الكثيرات من الفاحشة، فالزوجة الثانية أو حتى الرابعة أفضل ألف مرة من الزانية. ونفع فى وقاية كثيرين من الرجال الذين قد تطمح أنفسهم فوق الزوجة الواحدة . وفى نفس وقايتهم وقاية كثيرات من المخادنة والزنا.
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس