الموضوع: وفاة الممثل
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2016, 02:49 PM   #34
سواها قلبي
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 6,610
افتراضي

الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

ابراهيم الصولة ودَّع عُوده... ورحل

«وطني الكويت سلمت للمجد» سيُبقيه خالداً









ظل صديقاً للموسيقى والتراث الكويتيين... شغوفاً بهما وفخوراً بارتباطهما بتاريخ هذا البلد وشعبه



إبراهيم الصولة ودَّع العود... ورحل!

لكن «وطني الكويت سلمتَ للمجد» سيظل خالداً وسيُخلِّده معها!

فبعدما ظلت أنامله المبدعة «تعفق» أوتار عوده، ليفجر منها أنغاماً تفيض بحب الكويت على مدى ستة عقود، فقدت الساحة الغنائية الكويتية برحيل الصولة عن 81 عاماً، أحد فرسانها الكبار، الذي ظل في السنوات الأخيرة يتوق إلى صنع اللحن الأخير، لكن قبضة الموت كان لها رأي آخر، فحالت دون أن يحقق رغبته الأخيرة، وهو الذي صنع أنشودةً لا يكون الكويتي كويتياً حقاً ما لم يرددها بينه وبين نفسه أو على الملأ بأعلى صوته: «وطني الكويت... وطني الكويت سلمت للمجد»!

إبراهيم الصولة صانع النشيد الوطني الكويتي، ظل صديقاً للموسيقى والتراث الكويتيين، شغوفاً بهما وفخوراً بارتباطهما بتاريخ هذا البلد وشعبه، لم يتخلَّ عن العود متخذاً منه صديقه الصدوق، بل محوراً لحياته كلها، مشبهاً العلاقة الوطيدة بينهما بالعلاقة بين الجندي وسلاحه (وفقاً لتعبيره هو في حوار مطول سبق أن أجرته معه «الراي» في العام 2014).

الصولة وافته المنية قبيل صلاة ظهر أمس، على إثر وعكة صحية دهمته قبل نحو شهر، وألحقت تدهوراً بكبده ، وأصابت القناة المرارية بالسرطان، ما أفضى في النهاية إلى انخفاض شديد في ضغط دمه. كان الرائد الكبير يؤمن بأن «الأغنية الوطنية» ليست مجرد كلمات وموسيقى ومطرب يغني في مناسبة أو مهرجان، بل يراها «ثقافة وقيمة عليا وعاطفةً مشدودة بالحب بين الوطن والمواطنين، وركن أساس في العلاقة المقدسة بين الكويتيين وتراب هذا البلد الذي يتلألأ «على جبينه طالع السعد»!

ولعل هذا ما جعل الصولة - الذي حظي بأرفع التكريم من سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد - يعتبر أن الشعب الذي لا يمتلك فناً ليست لديه حياة، فكان دائماً يحض الكويتيين على التشبث بتراثهم الفني، فهل كان يرى في هذا الفن وعاءً لروح الانتماء الوطني، وشراعاً يضمن لسفينة المجتمع السلامة في الإبحار والرسو على مرفأ الأمان... وهل كان ذلك ما يدفعه دائماً إلى أن يدعو الجميع منبهاً: «التراث التراث.. إياكم وإهمال التراث»! في السنوات الأخيرة، بدا الرائد الموسيقي إبراهيم الصولة غاضباً من الإهمال الذي يُحْدِق بالفنانين الكبار، ويجبرهم على الجلوس في هامش الإهمال، بعدما تغيرت أحوال الفن، منحياً باللائمة على «منهج التكليف والانتقائية» الذي يُسند من خلاله المسؤولون في الإعلام مهمة صنع الأغاني إلى الشباب، تاركين الرواد الكبار بعيداً عن الساحة، معتبراً ذلك نوعاً من القتل للفنانين الكبار، وللفن في وقت واحد، لأنه في الوقت الذي يشجع الفنانين الشباب يتركهم من دون قدوة، وهو أمر ليس في مصلحة الفن والمجتمع على السواء!

في حواره مع «الراي»، قبل نحو 30 شهراً، قال الصولة كأنه يعاتب الجميع: «حلفت ما أمسك العود»... فهل لم يحتمل الفنان الأصيل فراق عوده، فقرر الابتعاد؟

وحتى إذا رحل الصولة، وذهب بعيداً... فهل سينساه عوده بعد عشرة إبداعية قاربت الستين عاماً... وهل سننساه نحن الكويتيون، بل هل سينساه فلذات أكبادنا وهم يرددون كل يوم في صفوف الصباح في ساحات مدارسهم: «وطني الكويت سلمت للمجد»؟!


















http://www.alraimedia.com/ar/article...2467/nr/kuwait
سواها قلبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس