عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2020, 05:10 PM   #22
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

« اعترافات بولس بخطاياه »!

وأخيراً نختتم الحديث عن بولس بنقل اعترافه بخطاياه الجسدية التي عجز عن الفكاك منها والتي جعلته واحداً من سبايا الخطيئة .. ولقد أثبت باعترافه هذا - دون أن يدري - أن الزعم بصلب المسيح وقتله .. الذي عاش بولس يفلسفه ويدعو له .. قد ذهب سدى .. فلا زال بولس باعترافه عبداً للخطيئة وثمنها عنده موته الأبدي .. إن بولس يقول :

" فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطيئة لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فأياه أفعل .. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطيئة ساكنة في .. فإني أعلم أنه ليس ساكن في أي في جسدي شيء صالح . لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسني فلست أجد . لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل . فإن كنت ما لمست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطيئة الساكنة في . إذا أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي . فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن . ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي . ويحي أنا الإنسان الشقي . من ينقذني من جسد هذا الموت ؟..» (رومية 7: 14 - 24) .

دين المسيح كان التوحيد :

والآن بعد أن انتهينا من دراسة مصادر العقائد المسيحية من أناجيل وأسفار أخرى .. ورأينا كيف جاءت هذه لتصير كتباً مقدسة .. وماذا قال فيها علماء المسيحية .. ثم ماذا حوت من تنبؤات استحال تحقيقها .. ومن اختلافات وتناقضات وخاصة في القضايا الرئيسية مثل الصلب والقيامة والظهور .. فإن السؤال الذي نختتم به هو : ماذا كانت حقيقة دين المسيح ؟

إن المصادر المسيحية الموثوق فيها لا تملك سوى الإقرار بأن دعوة المسيح كانت توحيد الله .. ثم ما لبثت أن دخل عليها صنوف من عقائد أهل الشرك حتى إذا ما جاء القرن الرابع الميلادي كانت عقيدة التثليث المسيحي واحدة من نتاج ما يسمى بالمجامع المسيحية المقدسة .. إن هذا مجمل ما تذكره دائرة المعارف الأمريكية في قولها :

«لقد بدأت عقيدة التوحيد - كحركة لاهوتية - بداية مبكرة جداً في التاريخ .. وفي حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين .. لقد اشتقت المسيحية من اليهودية .. واليهودية صارمة في عقيدة التوحيد .. إن الطريق الذي سار من أورشليم ( مجمع تلاميذ المسيح الأوائل) إلى نيقية (حيث تقرر مساواة المسيح بالله في الجوهر والأزلية عام 320 م ) كان من النادر القول بأنه كان طريقاً مستقيماً ..

إن عقيدة التثليث التي أقرت في القرن الرابع الميلادي لم تعكس بدقة التعليم المسيحي الأول فيما يختص بطبيعة الله .. لقد كانت على العكس من ذلك انحرافاً عن هذا التعليم .. ولهذا فإنها تطورت ضد التوحيد الخالص أوعلى الأقل يمكن القول بأنها كانت معارضة لما هو ضد التثليث كما أن انتصارها لم يكن كاملاً .. ( دائرة المعاف الأمريكية : ج 27 - ص 294 ) ..

لقد كانت عقيدة المسيح توحيداً نقياً .. ثم بدأ يتسرب إليها من العقائد المختلفة وخاصة العقائد الوثنية في العالم الروماني ما صبغها بالتثليث .. فأصبحت المسيحية التقليدية الشائعة هي مسيحية الثالوث .

ولكن لا يزال يوجد إلى اليوم طائفة هامة وقوية من بين الطوائف المسيحية المشهورة هي {{ طائفة الموحدين }} وقد أصبحت ظاهرة اليوم في الولايات المتحدة .. ويتلخص قول الموحدين المسيحيين في : ( لا إله إلا الله - المسيح رسول الله ) إنسان فقط .. وفيما يلي خلاصة مركزة لبعض مبادئ الفكر التوحيدي المسيحي :

1- إن كنيسة الموحدين تعتبر الكتاب المقدس تسجيلاً قيّماً للخبرات الإنسانية وهي تصر على أن كاتبيه كانوا معرضين للخطأ .. ولهذا السبب فإن أغلب الأجزاء الرئيسية للمعتقدات المسيحية قد رفضت ..

2 - إن الثلاثة أقانيم تتطلب ثلاثة جواهر وبالتالي ثلاثة آلهة .. إن الأسفار لم تعط أي مستند للاعتقاد في التثليث .. إن نظام الكون يتطلب مصدراً واحداً للشرح والتعليل لا ثلاثة .. لذلك فإن عقيدة التثليث تفتقد أي قيمة دينية أوعلمية ..

3 - لقد قدمت اعتراضات قوية ضد عقيدة لاهوت يسوع المسيح .. إن الكتاب المقدس لم يقل بذلك .. كما أن يسوع فكر في نفسه كزعيم ديني هو المسيا وليس كإله ..

وبالمثل اعتقد التلاميذ أن يسوع مجرد إنسان .. إذ لو كان عند أي من بطرس أو يهوذا أية فكرة على أن يسوع " إله " لما كان هناك تفسير معقول لإنكار بطرس ليسوع وما كان هناك تبرير لخيانة يهوذا. إن الإنسان لا يمكن أن ينكر أو يخون كائناً إلهياً له كل القوى ..

4 - إن الحقيقة المزعومة عن أن يسوع مات من أجل خطايانا وبهذا وقانا لعنة الله إنما هي مرفوضة قطعاً .. إن الاعتقاد في أن موت يسوع كان له من النتيجة إنما يعني الطعن في أخلاق الله ..

*** إن الله يجب ألا يعرف عن طريق اللعنة بل عن طريق الحلم والحكمة والمحبة ..

إن الموت الدموي على الصليب من أجل إطفاء لعنة الإله لهو أمر مناقض للحلم الإلهي والصبر والود والمحبة التي لا نهاية لها ..

5- إن الموحدين ينظرون إلى يسوع باعتباره واحداً من قادة الأخلاق الفاضلة للبشر ..

إنه لو كان إلهاً فإن المثل الذي ضربه لنا بعيشته الفاضلة يفقد كل ذرة من القيمة .. حيث إنه يمتلك قوى لا نملكها .. إن الإنسان لا يستطيع تقليد الإله .. ( دائرة المعارف الأمريكية ، ج 27، ص 300-301 )


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس