الموضوع: تعدد الزوجات
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2021, 09:44 PM   #12
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الزميل الفاضل Hussam

إنه يكاد يكون لغرض لا يقل أهمية عن تعدد الزوجات .. لأن الغرض في تعدد الزوجات مشترك بين الزوجيين .. أما هنا فهو للأمة أعظم وأوفر . وذلك لأن الأمة _ أيا كانت _ فهي امرأة لها متطلبات النساء . فإما أن تنالها بزواج وإما بوطء السيد ..



أما الزواج فإما أن يكون من حر لم يستطع طول المحصنات وإما من عبد مملوك مثلها .. والزواج من الحر قليل لأنه للضرورة ويترتب عليه رق الولد .. والزواج من العبد وإن لم يكن ضرورة إلا أنه مضرة حيث تظل تنجب رقيقاً بتوالد بعدها في الوقت الذي يتطلع فيه الشرع لتحريره .. أما وطء السيد فإنه رفع لمستواها ومعنويتها حيث صارت مقابلة لسيدها بذلك .. ومن جهة أخرى فهو محاولة لتحريرها بمجرد حملها منه ولو لم تلد تحرير لولدها بمجرد ميلاده ولم لم يعش ..

ففي إباحة الإماء للسيد بلا عدد تحرير لهن وعتق لأولادهن إلى ما شاء الله .. ولا يتمكن ذلك شرعاً إلا عن طريق السيد .. فكأنه عملية استخلاص الإماء من أيدي الأسياد بطريق عائلي وجانب إنساني من حيث لا يشعر هذا بفوات ولا تلك بهوان .

والإسلام لم يبتدع نظام الرق بل جاء ليحرر الرقيق من رق عبودية البشر إلى عز العبودية لخالق البشر سبحانه .. قد كانت منابع الرق متعددة .. بحق أو باطل .. بحرب أو بغير حرب .. ولم يكن مصرفاً للرق إلا مصرف واحد وهو إرادة السيد أن يعتق عبده.

ومعنى ذلك أن عدد الرقيق والعبيد يتزايد ، ولا ينقص .. لأنه كما قلنا هناك مصادر متعددة للتملك ومصدر واحد للتحرير ... فجاء الإسلام وسد كل منافذ الرق .. إلا باباً واحداً هو باب الحرب المشروعة والتي تكون جهاداً في سبيل الله وحتى في هذه قال الله سبحانه وتعالى :



" فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء {4}." سورة محمد.



أي : إن شئتم مننتم عليهم وأطلقتم سراحهم .. وإن شئتم فاديتموهم بمال تأخذوه منهم .. وتشاطرونهم عليه .. فالمعاملة بالمثل في هؤلاء الأسرى .. ولإمام المسلين أن يحدد المصلحة العامة التي يقرر من أجلها المن . أو الفداء أو المقايضة .



إذن .. الإسلام وحد المنبع في باب واحد .. وعدد أبواب العتق وجعله كفارة لذنوب كثيرة لا يُكَفَّر عنها .. ولا يغفرها الله سبحانه وتعالى (( إلا بعتق رقبة )) ..


وقد ساوى النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد والسيد .. وألغى التمييز بينهما .. فقال عليه الصلاة والسلام :

" إن إخوانكم خولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل .. وليلبسه مما يلبس . ولا تكلفوهم ما يغلبهم .. فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم . "

وقال عليه الصلاة والسلام :

" لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي .. كلكم عبيد الله .. وكل نسائكم إماء الله .. ولكن ليقل غلامي وجاريتي .. وفتاي وفتاتي ".

وأن الرسول صلى الله عليه وسلم في مرض موته جعل يوصي أمته :

" الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم ".


وظل يرددها صلى الله عليه وسلم حتى فاضت روحه الطاهرة ..


وقال صلى الله عليه وسلم :

" ما أطعمت خادمك فهو لك صدقة ".

وقال صلى الله عليه وسلم :

" من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار .. حتى فرجه بفرجه ."


هكذا أحل الله تعالى للرجل أن يتزوج ممن هي في ملك يمينه ..


" أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ {3}". سورة النساء

وفي ذلك رفع لشأن المرأة .. وتصفية للرق . وانظر يا اخ Saif إلى جمال اللفظ في القرآن الكريم .. إذ أسند الله تعالى المِلْك إلى اليمين إذ هي صفة مدح .. واليمين مخصوصة بالمحاسن لتمكنها . ألا ترى أنها المنفقة .. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف السبعة الذين يظلهم الله بظله ..

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

سبعة يُظلهمُ الله في ظله يوم لا ظله : الإمام العادل .. وشاب نشأ في عبادة ربه .. ورجل قلبه معلق في المساجد .. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه .. ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله .. ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .. ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) .

وهي المعاهدة والمبايعة .. وهي المتلقية لرايات المجد ..






وللحديث بقية ....


اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس