عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2020, 08:51 PM   #7
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



وبعد .. هل يمكن للباحث العلمي أن يقطع أن هناك الآن إنجيلاً ينسب إلى المسيح ؟

أن هذه المتناقضات الموجودة في الأناجيل على رغم قلة حجمها .. لأن الأناجيل قليلة جداً في الحجم .. فهذا هو حجم الأناجيل كلها ..

فإذا ثبت أن هذه الأناجيل تحتوي على بعض التناقضات ولو تناقضاً واحداً .. لا مائة تناقض .. فإن ذلك يبطل كونها وحياً من عند الله سبحانه وتعالى .. لأن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الذي نزل على رسول أمي وعلى أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب قال :

" وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) "

يعني لو أن القرآن كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً .. ولذلك فإن كل مسلم يعلن صراحة .. أخرجوا لنا تناقضاً واحداً من القرآن الكريم بأياته التي بلغت 6236 آية .. إن أحداً لا يجرؤ أن يقول إن في القرآن تناقضاً واحداً .. ونحن بين أيديكم نستطيع أن نواجه أي اتهام أو شك أو ريب ثبت أن في القرآن تناقضاً واحداً .. أما الأناجيل فقد رأيتم أنه على قلة حجمها فهي متناقضة .. بل إن هناك تناقضاً في الصفحة الواحدة .. وأضرب لكم مثلاً لشيء من هذا التناقض في صفحة واحدة ..

في إنجيل متى مثلاً نجد عشرات من هذه التناقضات ويمكن أن نشير إلى بعض منها من غير تحيز .. يقول السيد المسيح لبطرس :

" وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقدر عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماء وكل ما تحله في الأرض يكون محلولا في السماء "

إذن - بطرس قال له المسيح .. أنت صخرة .. وأنت قوي .. وأن الشياطين لا تستطيع أن تدخل في خلالك ولا أبواب الجحيم ، وأن عليك أبني كنيستي ، ثم أعطاه وعداً أو عهداً عجيباً أن :

" ما حللته في الأرض أحله في السماء .. وما ربطته في الأرض أربطه في السماء .. ما تفعله أنا أفعله وما تريده أنا أريده .. "

أي أن إرادة الله تابعة لإرادة بطرس . وهذا هو الذي جاء في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى :

" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ (31)" سورة التوبة ..


فقال عدي بن حاتم الطائي وكان نصرانياً وأسلم .. يا رسول الله ما كنا نعبدهم .. على أساس فهمه أن العبادة تعني الركوع على رجليه أو الصلاة له .. فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام .. " ألم يكونوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بكلامهم ؟ قال بلى . قال : فتلك عبادتهم من دون الله "

* إذن ـ أن يكون هناك حق التحليل والتحريم لغير الله وحده فهذا هو الشرك .. ولذلك نجد الإسلام ينفي أن تكون سلطة التحليل والتحريم إلا الله ..
فلا تكون حتى للرسول محمد عليه الصلاة والسلام .. فالرسول لا يملك حق التحليل والتحريم إلا بوحي من الله .. والله عتب عليه حينما حرم على نفسه شيئاً فقال له :

" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ (1) " سورة التحريم ..

في هذا النص الإنجيلي أعلاه .. نجد مكانة بطرس عالية .. ولكن انظر في آخر الصفحة ماذا يقول؟

في أول الصفحة نجد بطرس - كما يقول الإنجيل على لسان المسيح - هو الصخرة التي سيقيم عليها المسيح بناء دعوته .. ويشدها إليه .. وهو صخرة راسخة لا تنال أبواب الجحيم منها .. وأن بيده مفاتيح ملكوت السموات .. ثم لا تكاد العين تتملى هذه الصورة العظيمة لبطرس حتى تلقاها صورة أخرى مضادة تماماً تمسخ هذا الحواري مسخاً وتحيله من إنسان إلهي إلى شيطان مريد .. هكذا فجاة .. وأين ذلك ؟ .. في إنجيل متى نفسه وفي نفس الإصحاح رقم 16 وبعد عددين اثنين - أي حوالي سطرين فقط من كلمات السيد المسيح المبشرة له ..

يقول متى : « من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم .. فأخذه بطرس إليه وابتداء بنتهره قائلاً حاشاك يارب .. لا يكون لك هذا .. فالتفت وقال لبطرس : اذهب عني با شيطان أنت معثرة لى لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس " ( 16: 21-23) ..

** فانظر كيف كان بطرس في أول الصفحة يقول له المسيح : ما حللته في الأرض احله في السماء .. ثم في آخر الصفحة يقول له : أنت شيطان .. إن التناقضات كثيرة جداً في الأناجيل ....


الأستاذ إبراهيم خليل أحمد .. كان قسيساً وأستاذ العقيدة واللاهوت في كلية اللاهوت .. رئيس كنائس الصعيد كلها في مصر .. يقول ..

الحقيقة أن عملنا كمبشرين كان يستند إلى سند جاء في رسالة بطرس الثانية لنؤكد أن التوراة والإنجيل كُتُب موحى بها من الله .. فكنا نقول :

" لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان .. بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" ..

طبعاً هذا النص الذي جاء على لسان بطرس كما جاء في رسالته الثانية .. سوف يوهم هذا النص أن الكتاب المقدس الموجود حالياً كتاب موحى به من الله .. كذلك يتناول القسيس في عمله بين المسلمين آية من آيات القرآن الكريم في سورة آل عمران تقول:

" نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) من قبل هدى للناس "

إن القرآن دقيق كل الدقة فهو لم يذكر العهد الجديد ولا العهد القديم ولكنه ذكر التوراة والإنجيل .. ولما جاء القرآن ليذكر العهد القديم والعهد الجديد بالكتاب ماذا قال ؟ .. قال في سورة آل عمران :


" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ " (64).


إذن عندما ذكر الكتاب كله بدأ القرآن يوجه التوجيه السليم والصحيح .. وكذلك في سورة النساء .. يقول الحق سبحانه وتعالى :

" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " (171) " ..


وجاء في سورة المائدة أيضاً عن أهل الكتاب يقول الله سبحانه وتعالى:


" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ " (15) سورة المائدة .


** إذن .. لما جاءت الإشارة إلى الكتاب ، جاءت الإشارة بالتنويه إلى التصحيح. لكن لما جاءت الإشارة إلى التوراة والإنجيل جاءت الإشارة بالتصديق دون أن يذكر لا العهد القديم ولا العهد الجديد ..

نخرج من هذا إلى الأناجيل ذاتها .. ولنتدبر إنجيل لوقا ذاته .. هل كان موحى به من الله ؟ أم كان تحت تأثير وحى الله سبحانه وتعالى ؟ .. يقول لوقا (1: 1-4) :


" إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة : رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " ..

*** فهو قال : كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء .. ولم يقل موحى بها من الروح القدس ..

* إن لوقا لم يكن من الاثني عشر تلميذا الذين كانوا مع المسيح .. وهذه نقطة لها وزنها في تقييم الموقف ..

ثم عندما نأتي لشاول الذي أصبح يعرف ببولس فيما بعد نجد في ( الإصحاح 7: 8) من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ) يقول في فقرة 8 :

" أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا "

فهذا الكلام من بولس شخصياً .. وهو يريد الناس أن يبقوا مثله بلا زواج .. ثم يقول :

" 10- أما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب ألا تفارق المرأة رجلها "

وهذا هو الانفصال دون الطلاق .. وعندما تتقدم قليلاً نجده يقول :

" 12- وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب "

فهو مرة يقول ربنا قال ومرة يقول أنا أقول . فكأنه على مستوى الله - سبحانه وتعالى - في الكتاب ..

وأكثر من هذا فإنه يجعل المرأة المؤمنة لا مانع من أن تتزوج مشركاً .. وهذا خطر كبير على الحياة الزوجية بين امرأة مؤمنة ورجل مشرك فهو يقول:

" 13- والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه "

هذا كلام بولس ..

هل كان هذا الإنسان متيقظاً عندما جاء ليصحح الوضع ؟ .. لكنه عندما أفاق نجده يقول :

" لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبر والإثم واية شركة للنور مع الظلمة ، وأي اتفاق للمسيح مع بليعال وأي نصيب للمؤمن من غير المؤمن ، وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان ، لأنكم أنتم هيكل الله الحي .. كما قال الله : إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم ليكونون لي شعباً . لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب"

لقد جاء هذا الكلام في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس وجاء في ( الإصحاح 6: 14-18) ..

* إذن هو في الرسالة الأولى يقول .. والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهي ترتضي أن يسكن معها فلا تتركه .. أما في الرسالة الثانية فإنه يقول ..

" اعتزلوا "

هذا ولا شك ذبذبة في الكلام في كتب مقدسة من المفروض تصديقها تصديقاً مطلقاً ؟

نأتي إلى بولس والعذارى فتجده يقول أيضاً في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس :

" وأما العذاري فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأياً كمن رحمه الرب أن يكون أميناً .. فأظن أن هذا حسن بسبب الضيق الحادث أنه حسن للإنسان أن يكون هكذا " ..

وأعتقد أن الظنية في الكتب المقدسة شيء رهيب جداً لا يمكن لإنسان الاعتماد عليها .. وأكثر من هذا فإن الزواج في النصرانية لا انفصام له إلا بالموت .. فإذا حدث أن تزوجت امرأة برجل وكرهت الرجل وأرادت أن تتخلص منه بأي كيفية من الكيفيات الشريفة ، تقول : لما يموت تستطيع أن تتزوج . فالإنسانة تبقى منتظرة ساعة الوفاة حتى تتخلص من الرجل الشؤم الذي كان كابوساً على حياتها .. فماذا يقول بولس :

" المرأة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حياً ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تزوج بمن تريد في الرب فقط .. ولكنها أكثر دقة إن
لبثت هكذا بحسب رأيي .. وأظن أني أنا أيضاً عندي روح الله ( 1 كورنثوس 7: 39-40) ..

فهو لا يصدق نفسه إن كان عنده روح الله أم لا .. عندما يصدر كلام كهذا من رجل مثل بولس فإنه يعطينا تشككاً رهيباً فيما جاء في العهد الجديد ..



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس