الموضوع: معجزة القرآن ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2020, 10:48 PM   #5
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

معجزة القران مستمرة ..

على انه يلاحظ أن معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين ..

معجزات الرسل خرقت قوانين الكون .. وتحدت وأثبتت أن الذي جاءت على يديه رسول صادق من الله .. ولكنها معجزات کونية من رآها فقد آمن بها .. ومن لم يرها صارت عنده خبرا ان شاء صدقه .. وان شاء لم يصدقه .. ولو لم ترد في القرآن لكان من الممكن أن يقال انها لم تحدث ..

اذن فالمعجزة الكونية المحسة .. أي التي يحس بها الانسان ويراها تقع مرة واحدة .. من رآها فقد آمن بها .. ومن لم يرها تصبح خبرا بعد ذلك .. على أن هذه المعجزات لا تتكرر أبدا .. هناك رأي يقول ان معجزات الرسل مع تقدم العلم يمكن أن يصل اليها البشر.. وهذا الرأي غير صحيح على الاطلاق ..

فالمعجزة تبقى معجزة الى يوم القيامة .. قد يقول واحد اننا قد نصل إلى قانون أو اختراع يشق الماء .. وحتى أن حدث هذا فان المعجزة تبقى خالدة .. لأنه لا يمكن أن يأتي انسان يضرب البحر بعصاه فينشق الماء الا موسىى عليه السلام ... وقد يقول بعض الناس ان عیسی عليه السلام كان پیریء الاكمه والابرص .. وأن هناك دواء الآن لبعض .. او لكل هذه الداءات .. ولكننا نقول له أن المعجزة ستبقى هي المعجزة .. فلن يستطيع بشر أن يشفي انسانا مريضا بمجرد لمسه .. أو الاشارة اليه الا عيسى عليه السلام .. قد يقول بعض الناس اننا نستطيع ان نذهب من مكة إلى بيت المقدس ونعود عدة مرات كل يوم وهذا رد على معجزة الاسراء .. فنقول ابدا .. لن يستطيع انسان آن يذهب بغير طائرة في الجو الا محمد عليه السلام .. فضلا عن الصعود الى السماء السابعة .. ذلك أن المعجزة تظل خالدة في نوعها وأدائها مهما طال الزمن .. وهي معجزة أساسها الاعجاز بالطريقة التي تمت بها .. ولا تصل اليها القوانين التي يكشف عنها الله سبحانه وتعالى من علمه للبشر.. بل تظل المعجزة معجزة .. على أننا اذا نظرنا إلى المعجزات السابقة وجدنا هذه المعجزات فعلا من أفعال الله .. وفعل الله من الممكن أن ينتهي بعد ان يفعله الله سبحانه وتعالى .. البحر انشق لموسى .. ثم عاد إلى طبيعته .. النار لم تحرق ابراهيم .. ولكنها عادت الى خاصيتها في الاحراق .. ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم صفة من صفات الله وهي كلامه .. والفعل باق بأبقاء الفاعل له .. والصفة باقية ببقاء الفاعل نفسه ..

على أن معجزات الله سبحانه وتعالى التي يؤيد بها رسله .. أو يريدها آية من آیاته .. تختلف عن معجزات البشر في أن الله سبحانه وتعالى يجعل من يقوم بالمعجزة يملك خاصية هذه المعجزة وقتها .. أي أن الله سبحانه وتعالى يجعل الضعيف قويا .. وغير القادر قادرا .. والذي لا يستطيع شيئا أن يفعله ..

فمعجزة عام الفيل مثلا التي ارسل فيها الله سبحانه وتعالى طيرا أبابيل .. أفنت جيش أبرهه عندما جاء ليحطم الكعبة .. جعل الله المعجزة في أن الطير الضعيف يستطيع أن يهزم فيلا جبارا قويا .. ويستطيع أن يفني جيوش من اقوى جيوشا العالم .. ان لم يكن اقواها في ذلك الوقت .. ولقد أثير حول هذه المعجزة حديث طويل في انه كيف تستطيع الطير وهي تمسك بحجارة صغيرة جدا أن تفني جيشا من الأفيال.. ولوهدمت فوقه عمارة لخرج سالما معافي .. ووجد بعض العلماء في هذا الكلام تجاوزا لحدود العقل .. فبدأوا يحاولون تخريجها تخريجا عقليا بأن يقولوا أن هذه الطير كانت تحمل جراثيم فتكت بهذه الفيلة إلى آخر هذا الكلام الذي يحاولون به تبرير المعجزة ..

والمعجزة لا تبرر أبدا لماذا ؟ لأنها لا تخضع لقوانين البشر .. فالفاعل هو الله سبحانه وتعالى .. ومعجزة الفيل حدثت کما رواها القرآن تماما من ناحية الطير .. ومن ناحية الحجارة .. ذلك أن هذه المعجزة وقعت في العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم .. ورسول الله بعث في الأربعين من عمره .. اي انه عندما نزلت هذه الآية كان هناك من شهدوا عام الفيل .. ممن أعمارهم قد بلغت الخامسة والخمسين.. والستين .. والخامسة والستين .. والسبعين .. وما فوق ذلك .. فلو ان القرآن جاء برواية منافية أو مخالفة لما شهدوه لقالوا أن هذا لم يحدث .. وأن طيرا لم تأت .. وأن حجارة لم تستخدم .. ولكن كون القرآن جاء بهذا.. وهناك شهود .. وشهود من الكفار الذين يهمهم الطعن في الدين .. ويهمهم أن يشككوا فيه .. ولم يستطيعوا

عندما أن يجادلوا في هذه الآية ... أذن فالطير قد جاءت.. والحجارة قد استخدمت وهذه معجزة من معجزات الله تحمل سمة المعجزات وهي أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يحقق المعجزة يعطي القوة او القدرة لمن يختاره لتحقيقها.. فهنا أعطى القوة للطير لتغلب الفيل .. عكس المنطق تماما .. وأعطى قدرة السحر لموسى فغلب السحرة واعطاه قدرة شق البحر فضرب الأرض بعصاه فشق البحر... كل هذا باذن الله.. وهنا الاختلاف بين الاعجاز الالهي .. وأي اعجاز آخر.. فأنت حين تريد أن تجعل رجلا ضعيفا يحمل حملا ثقيلا لا تستطيع أن تنقل اليه قوتك ليحمل هذا الحمل ولكنك تستطيع أن تحمله عنه .. وأي اختراع جديد يخدم الانسان لا يستطيع أن يعطي الانسان قدرة خارقة ولكنه يساعده باستخدام شيء خارجي .. أما الله سبحانه وتعالى ... فأنه هو وحده المستطيع أن يجعل الضعيف قويا ... والعاجز قادرا .. والقوي لا حول له ولا قوة .. ومن هنا فاذا انتصر رجل ضعيف على رجل قوي .. فأنك تعلم أن الضعيف قد نصره الله سبحانه وتعالى .. الله اعطى لابراهيم مثلا قدرة الخلق حينما طلب منه أن يأتي بالطير ويقطعها.. ثم يضع على كل جبل جزءا ثم يدعوها فتأتي له سعيا .. أي أن ابراهيم هو الذي دعا.. والله هو الذي أذن .. وشاء .. على أن معجزة القرآن تختلف في أوجه كثيرة عن المعجزات الاخرى ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس