عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2025, 07:44 PM   #125
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء التاسع عشر :

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

ثم لماذا الجدل عن رفع عيسى عليه السلام إلى السماء بالجسد أو الروح فلقد حدثت هذه المعجزة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وأسرى به الله بالجسد إلى سدرة المنتهى .. ثم أعاده إلى الأرض مرة أخرى .. وهذا ثابت ويقيني مما أخبرنا به القرآن الكريم صدقاً من الله سبحانه وتعالى .. فهل تقف طلاقة قدرة الله عن أن يرفع عيسى إلى السماء بالجسد ..

ان الذي يؤمن بطلاقة القدرة يعلم يقيناً أنه لا شيء يستطيع أن يحدها .. ولا قيود ولا حدود على قدرة الله سبحانه وتعالى ولا أسباب ولا مسببات .. ومادام الفعل قد نسب إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي عرج إلى السماء بمحمد عليه السلام وهو الذي رفع عيسى إلى السماء .. فإن العمل يجب أن ينسب إلى قدرة الفاعل الذي ليس كمثله شيء .. فإذا كان الفاعل وهو الله سبحانه وتعالى يكون الفعل بلا قيود ولا زمان ولا مكان .. ويكون مصدقاً لأن الفاعل هو الله الذي خلق كل شيء والذي يقول كن فيكون .

إذن فلا محل للجدل هنا .. لأن الجدل يمكن أن يثار إذا كان الفاعل إنساناً .. أو محدود القدرة .. ولكن إذا كان الفاعل هو الله فلا جدال .. أما بقاء عيسى عليه السلام ليبعث في أخر الزمن أو يوم القيامة فلا يثير جدلاُ هو الآخر .. ذلك أنه في الحالة الأولى .. فإن الفرق بين معجزة محمد عليه السلام ومعجزة عيسى عليه السلام هو فرق الزمن الأرضي أو الوقت .. فمحمد عليه السلام عرج إلى السماء ثم أعيد إلى الأرض في فترة زمنية قصيرة .. وعيسى عليه السلام سيأخذ فترة زمنية أطول ولا زمن عند الله سبحانه وتعالى .

على اننا في كل هذا .. وأعود فاكرر مرة أخرى يجب أن ننسب الفعل إلى الفاعل .. وإذا كنا في الأشياء الأرضية ننسب الفعل إلى الفاعل .. فحفل يقيمه وزير أو حاكم لا نتقبله بعقولنا كما نتقبل بنفس المقاييس حفلاً يقيمه رجل فقير بسيط .. فإذا قيل لي أن حاكماً أو وزيراً قد أقام حفلا .. وان رجلا بسيطاً قد أقام حفلا .. فأنني بعقلي ودون أن يخبرني أحد أعرف أنه يجب أن أنسب الفعل إلى الفاعل .. فأعرف أن الحفل الذي يقيمه الوزير أو الحاكم يقام في مكان فاخر .. يحضره عدد كبير من الناس وعلية القوم .. بينما حفل الرجل الفقير يقام في مكان بسيط ويحضره عدد قليل من عبادة الله البسطاء .. إذن ففي الحالتين قد نسبت الفعل إلى الفاعل .. وفرقت فرقاً هائلاً بين إمكانيات الفاعل في حدث واحد وهو الحفل .. وإذا كانت هذه هي المقاييس فإننا يجب أن نفرق بين قدرة الفاعل وهو الله .. وبين قدرة البشر .. وان ننسب الحدث لقدرة فاعله الذي ليس كمثله شيء .

على أن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا في كتابه العزيز أن هذه المسائل الثلاث _ مولد عيسى ورفعه إلى السماء وبعثه _ ستكون مثار جدل حتى قيام الساعة .. وأن الله سبحانه وتعالى قد برأ عيسى عليه السلام من هذا الجدل .. ومن كل ما قيل ويقال بعد رفعه إلى السماء .

على أننا حين نتحدث عن معجزات عيسى عليه السلام .. فيجب أن نلاحظ شيئاً هاماً .. هو أن الله سبحانه وتعالى فرق بين هذه المعجزات رغم أن عيسى عليه السلام رسول مؤيد من الله .. فقال الله سبحانه وتعالى على لسان عيسى ..

" .... قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {49} " سورة آل عمران .

نلاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى قد فرق بين المعجزات .. فجعل بعضها تتبعه عبارة ( بإذن الله ) .. والبعض الآخر لم يذكر فيه شيئاً عن هذه العبارة .. ورغم أن عيسى عليه السلام رسول مؤيد من ربه بالمعجزات ، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد فرق بين المعجزات التي هي بإذنه والمعجزات التي أيد بها رسوله .. فمعجزة الخلق وان عيسى عليه الصلاة والسلام يخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طيراً .. ذكر الله سبحانه وتعالى أن الحياة تدب في هذا الطير بإذن الله .. ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد احتفظ بسر خلق الحياة لنفسه .. لم يعطه لعبد من عبادة .. ومن هنا كان لزاماً أن تأتي كلمة بإذن الله بمعنى أن الخلق يتم لا بمعجزة ذاتية ولكن بإذن الله سبحانه وتعالى .

ثم تمضي السورة الكريمة ..

" .... وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ .. {49} سورة آل عمران .

ذلك أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى الذي يحي ويميت .. وهكذا كانت هذه المعجزات إعلاناً من الله سبحانه وتعالى بأنه هو الفاعل وحده .. لا يشرك أحداً معه في ذلك .. أنه إذا كانت هذه المعجزات قد تمت على يد رسول فإنها تتم بإذن الله فأنه هو الذي يحي ويميت وهو الذي يشفي من المرض .

ثم تأتي بعد ذلك المعجزات الأخرى " وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ {49}. ( سورة آل عمران ).

تلك آية من الله سبحانه وتعالى إلى عيسى عليه السلام .. مكنه الله منها فاستطاع أن يقوم بها بذاتيته .. وهي وان كانت تأييداً من الله .. إلا إنها تأييد لرسوله .. كدليل على صدق الرسالة .. وإن الله سبحانه وتعالى لم يحتفظ بسر هذه الأشياء لنفسه .. بل اطلع عليها عيسى عليه السلام ومكنه منها .. ومن هنا فإن هناك معجزات احتفظ الله بسرها لنفسه ومكن عيسى من القيام بها .. ومعجزات اطلع الله عيسى على سرها ومكنه منها وسر الخلق والموت وإحياء الموتى احتفظ به الله لنفسه ولم يطلع رسولا من رسله على الكيفية التي يتم بها ذلك .

على إنه رغم طلاقة القدرة التي لازمت عيسى منذ ساعة مولده حتى رفعه الله إلى السماء .. تلك الطلاقة التي أعطته من ساعة ولادته حتى ساعة رفعه على السماء معجزات بينات .. فإن ذلك لم يقنع بني اسرائيل .. ولم يجعلهم يؤمنون به .. بل على العكس جعلهم يتمسكون بالماديات وهم يرون الغيبيات وطلاقة القدرة . وبدأوا يتآمرون عليه ويكذبون رسالته .. وكلما جاءهم بمعجزة أنكروها ولم يلتفتوا إليها .. ذلك هو طبع بني اسرائيل .. فقد جاءهم موسى بمعجزات لا تعد ولا تحصى .. وكلما حدثت أمامهم معجزة .. بقوا فترة وجيزة على الإيمان .. ثم عادوا إلى الكفر مرة أخرى .. ولم تجعلهم كل المعجزات يبتعدون عن الماديات ويتجهون إلى الله سبحانه وتعالى .. بل كان ولاؤهم دائما للذهب والمال حتى يومنا هذا .. ولقد لعنهم الله بكفرهم .


وللحديث بقية ...

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس