عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2025, 09:37 PM   #124
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 387
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثامن عشر :
اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً



ثم يمضى عيسى بن مريم عليه السلام :

" وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33}
( سورة مريم ).

وهذه الآية تحمل معاني عميقة .. فما من شيء أحدث جدلاً في الدنيا مثل ثلاثة أشياء .. يوم ولادته وطريقة هذا المولد .. ويوم وفاته ورفعه إلى السماء .. ويوم يبعث حياً ، أي بعثه في آخر الزمان ليهدي الناس .. أو بعثه ليوم القيامة .. وهذه النقط الثلاث ما زالت موضع جدل كبير حتى يوما هذا .. وستظل كذلك حتى قيام الساعة .. فما زال مولد عيسى بن مريم موضع جدل بين اليهود والنصارى .. وما زال كل فريق منهما يتحدث عن هذا المولد بطريقة تختلف عن طريقة الفرق الآخر .. ما زالت النظريات الفلسفية تقوم .. والفلاسفة والذين يكتبون عن الدين يحاولون وضع الروايات المختلفة والنظريات الفلسفية المتناقشة عن مولد المسيح عليه السلام .. ورغم أن القرآن الكريم قد حسم الموقف تماماً .. وروى عن الله سبحانه وتعالى قول الحق الذي فيه يختلفون .. إلا أنه ما زالت هناك فلسفات تقوم ونظريات بعد نظريات ..



ولقد كان يكفي ما أراه الله لعباده من طلاقة القدرة في مولد المسيح عليه السلام .. وحديثه وهو طفل .. والمعجزات التي أيده بها .. فقد كان جبريل لا يفارق عيسى عليه السلام ليثبته أمام الجدل والاتهام اللذين واجهه بهما بنو إسرائيل .. ولكن رغم كل هذه المعجزات والتحضير الإلهي لمولد عيسى .. واللفتة إلى الروحانيات .. أو إلى الغيب وطلاقة القدرة التي جاء بها عيسى عليه السلام .. فإن الجدل ما زال يثور .. ولكم أن تطلعوا على الكتب التي تصدر حتى في هذه الأيام فتجدوا أنها تحمل صور هذا الجدل .. ودليلاً يهدمه دليل .. ولكن رغم هذا الجدل فإن عيسى عليه السلام .. أعطى السلام والأمن من الله يوم مولده وبدأه الله سبحانه وتعالى من كل جدل يحدث بعد ذلك .




ويدور الجدل حول وفاة عيسى عليه السلام .. والقرآن الكريم يقول لنا إن عيسى لم يصلب وإن الله قد رفعه إليه .. ولا شك ان مسألة الرفع إلى السماء يجب ألا نتوقف عندها .. ذلك لأن عيسى عليه السلام من مولده إلى وفاته مؤيد بقدرة الله سبحانه وتعالى .. وإذا كان ميلاده معجزة .. وحديثه وهو طفل معجزة .. والأشياء التي قام بها وهو نبي والتي سنتناولها معجزات .. وكلها مؤيدة بطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى ..

لا تخضع لأسباب الكون .. فلماذا نريد أن نخرج عن هذا كله في رفعه إلى السماء .. ولماذا نصدق طلاقة القدرة في مولده ومعجزاته .. ثم بعد ذلك نأتي إلى وفاته ورفعه إلى السماء ونجادل في الأسباب .. ما دامت الرسالة كلها مؤيدة بطلاقة القدرة .. فيجب أن نأخذ كل الأحداث فيها بمنطق طلاق قدرة الله .. وليس بمنطق الأسباب .. فلا نطبق على جزء من حياة عيسى عليه السلام طلاقة القدرة .. وعلى جزء آخر
منها الأسباب .. وإلا نكون قد ناقضنا أنفسنا .. وهدمنا المنطق .. بل إننا يجب أن نأخذ رسالة عيسى عليه السلام منذ مولده حتى رفعه إلى السماء بطلاقة القدرة وحدها التي تقول للشيء كن فيكون ولا نأخذها بالأسباب والمسببات التي نعرفها .


وللحديث بقية ...


اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس