07-27-2025, 09:26 PM
|
#18
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 384
|
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا التغيير ..
ونرى أن الدقة البالغة في التعبير تقتضي التغيير في كل حرف يتم .. وفي كل كلمة تقال .. بل في نفس الكلمة مثلاً .. مثل سقيناهم .. واسقيناهم .. سقيناهم متعدياً .. وأسقيناهم متعدياً ..
" َسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) ". سورة الانسان
هذا قول الله سبحانه وتعالى .. وفي آية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى :
" وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم (16) ". سورة الجن
لماذا لم يقل لو استقاموا على الطريقة لسقيناهم .. مع أن سقى وأسقى بمعنى واحد .. واللفظان يتعديان لمفعولين .. ما هو الخلاف .. هل هي مجرد مترادفات .. أم ألفاظ تتغير حتى لا تتكرر نفس الألفاظ .. أبداً .. كل تغيير له حكمة .. كل تغيير يحدد معنى معيناً لا يحدده غيره .. ونحن حين نأتي ونتابع القرآن الكريم نجد أن سقى تستخدم في الأمر الذي ليس فيه كلفة ولا علاج .. وأسقيناهم في الأمر الذي فيه كلفة وعلاج .. هذا في أمور الدنيا ..
" أَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا "
أمر فيه كلفة .. فيه جهد .. نحن أوجدنا لهم الماء وجعلناه متوفر لديهم بلا تعب ولا نصب .. فهو موجود في البئر .. ولكن لكي تتم السقيا يجب أن يذهب الإنسان إلى البئر ليشرب ... أو أن يحضر له إنسان آخر الماء .. اذن هنا في أسقيناهم .. رغم أن الماء موجود بقدرة الله سبحانه وتعالى .. ومتوافر بقدرة الله سبحانه وتعالى . إلا أن عملية السقيا فيها عمل من الإنسان .. أو جزء من العمل .. فإذا أتينا إلى كلمة سقيناهم .. نجد الله سبحانه وتعالى يقول :
" وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) ." سورة الإنسان
هذا في الجنة .. بمجرد الخاطر ليس فيه كلفة .. إذا أحسست بالعطش وجدت الماء أمامك يصل إلى فمك .. هنا في الآخرة لا يوجد أي جهد ولا أي كلفة للإنسان في أي عمل يعمله .. فكل شيء في الجنة متى تمناه الإنسان وجده حاضراً أمامه .. إذن فقول الله سبحانه وتعالى :
" وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا "
معناه أن السقيا هنا في الجنة ليس فيها أي جهد .. ولا أي كلفة .. ولذلك فرق الله سبحانه وتعالى بين السقيين .. رغم أنه هو الذي أوجد الماء أو ما يتم شربه في الحالتين.
وللحديث بقية ..
اخوكم الاثرم
|
|
|