عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2022, 10:04 PM   #66
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 353
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

خامسا : نزول القرآن الكريم عليه .. مع أنه (( أمّيّ )) لم يذهب إلى مدرسة .. ولم يجلس إلى معلم .. ولم يهاجر في طلب علم ..

قال تعالى : " وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) " سورة العنكبوت

وقال تعالى " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)" سورة يونس ..

وتأملوا - إن شئتم - قوله تعالى :


" فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "

*** وهذ العمر الذي لبثه فيهم .. والذي بلغ أربعين عاما !!

لم يؤثر عنه في خلالها علم .. ولا شعر .. ولا بلاغة .. ولا فصاحة ...!

فلما بلغ الأربعين تحدث ... وتحدث كثيرأً بالعلم النافع .. والهدي القويم .. والخير العميم ...!

وتحول ( الأميُّ ) إلى معلم ... لا معلم مدرسة أو منطقة أو مدينة أو قبيلة أو دولة ... وليس معلم زمان واحد .. أو جیل فريد ...!

وإنما أصبح معلما للدنيا بأسرها .. بكل ألوانها وأجناسها .. معلمأً لكل العصور والدهور ..!

قال الله تعالى :


" وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) " سورة النساء

إنه لم يتكلم من عند نفسه .. ولم ينطق بقوة جنانه .. أو بروعة بيانه .. أو بفصاحة لسانه .. ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي علمه الحكمة وفصل الخطاب ..

وقد علمه الله أن يقول في دعائه :

" فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) " سورة طه

وقال تعالى مبيناً التحول العظيم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكيف أنه سبحانه وحده هو الذي علمه ورباه .. وزكاه :

" وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) " سورة الشوى ..

وقال عنه .. وله :

" بسم الله الرحمن الرحيم. وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) " سورة الضحى.


والقرآن الكريم .. وهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الكبرى .. وهو النص الوحيد الباقي لدين الله وهدايته .. ومراده من عباده !

وهو المتعبد بتلاوته .. والمتحدى بأقصر سورة منه !

**** وهذا هو السر في انتشار ( رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ) وشيوعها في الخافقين .. مع قلة ما يبذل في سبيلها - وبخاصة في هذا الزمان - من جهود .. إذا قيست بما يقيمه أعداؤها في سبيلها من عقبات !!

إن الإسلام ...
وإن القرآن ...

وإن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام ...

إن هذا الخير الكبير .. ينتشر .. ويمتد في انتشاره .. حتى بين البلاد التي يسمونها ( العالم الجديد ) بلاد النور .. والحرية .. وحقوق الإنسان !!

لقد قال أحد الأدباء الإنجليز المشهورين : (جورج برنارد شو) :

" وإذا كان لنبوءات كبار الرجال أثر .. فإنني أتنبأ بأن دین محمد .. قد بدأ يكون مقبولا لدى أوروبا اليوم .. وسيكون مقبولا لديها أكثر غداً .. وسيكون دین الإنسانية جميعاً قبل الصيحة الأخيرة " ..

وقد ثبت في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :

" ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر .. وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " ..

وسادسا وسابعا : فإن الدلائل والبراهين .. القائمة الشاهدة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى نبوته أكثر من أن تحصى أو تستقصی :

فصحابته رضوان الله عليهم من أمارات صدقه .. فالذي يدرس حياتهم في الجاهلية والإسلام .. فرادى أو جماعات يجد عجبا ...

أمة متنابزة متخاصمة .. بينهم تراث وعداوات .. تقوم الحروب بينهم .. ولا تهدأ الا لتبدأ .. وهذه الحروب القائمة الدائمة المستمرة .. تشعلها أوْهَی الأسباب .. ولا تطفئها كل الجهود والمساعي ...!

هذه الأمة .. تحولت - بعون الله ومدده – إلى أمة متحالفة .. متآلفة .. متكاتفة .. قوية ... يقول عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم :

" المسلمون تتكافأ دماؤهم .. ويسعى بذمتهم أدناهم .. وهم يد على من سواهم "

ويقول الله سبحانه وتعالى عنهم :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) " سورة آل عمران

وقال تعالى :

" وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) " سورة الأنفال ..

ونقول باختصار - وباختصار شديد :

إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. من آیاته .. وأخلاقه .. وأقواله .. وأفعاله ..

وشريعته من آیاته ...

وأمته من آیاته ...

وغزواته من آیاته ... وعلم أمته ودينهم من آیاته ...

وكرامات صالحي أمته من آیاته ..




وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس