عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2021, 09:39 PM   #59
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 354
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


التفرقة العنصرية :

ان هذا الفهم .. وهذا السلوك .. هو البدء الحقيقي " للتفرقة العنصرية " التي تدين بها أوربا .. وأمريكا اليوم

.. إن أول من نادى بالتفرقة بين البشر وفقاً للألوان هو الكتاب المقدس ذاته.. وليست أمريكا!!

لم تكن أمريكا هي رائدة التفرقة العنصرية .. وإنما رفعت شعاراتها .. وكان بيدها نصوص مقدسة من الكتاب المقدس

! أليس الكتاب المقدس هو الذي حكم على الجنس الأسود كله باللعنة .. لأنهم أولاد حام ؟

يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين :

" أَمَّا أَبْنَاءُ نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ مِنَ الْفُلْكِ فَكَانُوا: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ. 19هَؤُلاَءِ كَانُوا أَبْنَاءَ نُوحٍ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ تَفَرَّعَتْ مِنْهُمْ شُعُوبُ الأَرْضِ كُلِّهَا. 20 وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفَلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً.. 21 وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ .. فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ.. فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرَى إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ.. وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. .. وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ .. قَالَ: .. لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً.. وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ . .. ثُمَّ قَالَ: تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. .. لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَه. " ( 9 : 18 – 27 )

بل تروى التوراة عن سارة زوجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنها قالت له في سفر التكوين :

" وَرَأَتْ سَارَةُ أَنَّ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَسْخَرُ مِنِ ابْنِهَا إِسْحقَ .. فَقَالَتْ لإِبْرَ اهِيمَ .. اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا.. فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ .. ( تكوين 21 : 10 - 11 ) .

وقد اقتبس (بولس) هذا النص لإشعال العنصرية بين الناس ( غلاطية 4 :

" إِنَّمَا مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا.. لأَنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ!» 31 إِذَنْ.. أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. نَحْنُ لَسْنَا أَوْلاَدَ الْجَارِيَةِ.. بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ .. ( غلاطية 4 : 30 – 31 ).


ولا تزال حكومة جنوب إفريقيا تعتمد على ما جاء في سفر التكوين الذي يصف أحد أبناء حام وهو " كنعان " _ كما أسلفنا _ بأنه عبد العبيد .. لتبرير سيطرتها على السود وإذلالهم .

و ... لهذا ...

فاننا لا نجد في المجتمعات الإسلامية هذه التفرقة العنصرية التي نجدها في المجتمعات المسيحية . !

لان النصوص الإسلامية تقف حائلاً دون ظهور هذه الشّر أو تفاقمهُ ..

يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم سورة الحجرات:

" " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( 13 ). "

وفي هذه الآية الكريمة إعلان المساواة الكاملة بين الأمم والشعوب والأفراد .. إذ ان الآية خطاب موجه إلى جميع بني الإنسان .

كذلك فإن هذه الآية تقرر أن التمايز بين الناس لا يكون باللون أو الجنس أو العنصر .. إنما يكون " بالتقوى " التي هي جماع الخير والهدى والرشاد .


ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

" الخلق كلهم عيال الله .. وأحبهم إليه أنفعهم لعياله "


إذن القاعدة الأساسية في المفاضلة والتقدير بين بني البشر كما أعلن عنها في كتاب الله هي في السلوك والتخلق بالأخلاق الحميدة وحسن التعامل مع الله ومع الناس

" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "

وليس اللون أو الجنس أو المال ... هذا هو الأساس الصادق الوحيد التي يمكن أن تقوم عليها مملكة الله .

وبذلك فتح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بأمر ربه – أفاق دعوته أمام بني الإنسان جميعاً – فالله { رب الناس .. ملك الناس .. إله الناس } وليس رب فئة واحدة .. أو عنصر واحد .. أو مجموعة بشرية واحدة !

وبذلك حطم الإسلام الحواجز التي كانت قائمة بين الأجناس والأعراف والأنساب .

ولقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه .. الذي كان رقيقاً فحرره :

" سلمان منا أهل البيت "

" كما ضم صف السابقين الأولين مجموعة كبيرة من أمثال " صهيب الرومي " و " بلال الحبشي " وهما رقيقان واعتبرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في مقدمة كبار الشخصيات العربية من أصحابه المهاجرين والأنصار .

بل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَّّـرَ على قيادة جيشه شاباً في الثامنة عشر من عمره وجعل تحت قيادته مجموعة من كبار المسلمين .. وأصحاب السابقة في الإسلام .

وهكذا يكون الإسلام قد حقق معجزة في التاريخ الإنساني .. إذ جعل الناس جميعاً يعيشون تحت شعار إلهي نادي به الإسلام منذ ظهوره .. وأكده الرسول عليه الصلاة والسلام من جديد وبكل صراحة وصرامة .. وفي خطبة الوداع .. فقال :

" لا فضل لعربي على أعجمي .. ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى " .
ثم نسأل الجماهير المسلة المحتشدة لسماع الخطاب الأخير :

" ألا هل بلغت ؟ "

" اللهم فاشهد "



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس