عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2021, 09:54 PM   #58
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 353
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الصلب والفداء ...

وإذا كنا قد ناقشنا في الأيام الماضية قضايا ( الثالوث ) .. ( الأقانيم ) .. و ( الإله المولود ) ... فلقد ناقشنا في الشهور الماضية أيضاً ( قضية الصلب والفداء ) ..

وهي قضية عجيبة غريبة .. شائكة ومتشابكة .. لا ندري ما سرها .. وما الهدف منها ؟ .. كل ما ندريه أنها أسطورة في المبدأ .. وأسطورة في النتيجة ..

ما سر هذه المسرحية الغامضة المملة التي بدأت بالتآمر على المسيح عليه السلام .. ثم بمحاكمته .. ثم بصلبه _ كما يزعمون _ ثم بدفنه _ ثم بنزوله إلى الجحيم .. ثم بخروجه في قيامة الأموات !!

لماذا هذا كله ؟

لماذا جعلوه إلهاً .. أو ابن إله وصلبوه ؟



إن القرآن الكريم يتحدث عن ( قضية الصلب ) هذه وينفيها نفياً مؤكداً .. فهو يقول :

" فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ( 155 ) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ( 156 ) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( 157 ) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ( 158 ) وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ( 159 ). " سورة النساء ..

** لماذا ينفي القرآن الكريم صلب المسيح ؟

*** أو بعبارة أخرى .. هل المسيح منزه عن القتل أو الصلب ؟

والجواب .. لا ..

فإن القرآن الكريم تحدث عن الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم .. فقال :

" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ( 144 ). " سورة آل عمران .



فمحمد عليه الصلاة والسلام من الممكن أن يموت .. ومن الممكن أن يقتل ؟ !

والمسيح عليه الصلاة والسلام من الممكن أن يموت .. ومن الممكن أن يقتل أو يصلب ؟!

وإنما نفى القرآن الكريم حادثة الصلب هذا النفي اليقيني المؤكد الذي لا شك فيه .. ليقرر خيبة أمل اليهود .. !

فهم .. يحاسبون في الآخرة .. على أنهم قتلة المسيح .. وإن لم يقتلوه !! كيف ..

إن الله سبحانه وتعالى سجل عليهم عدة أمور :

أولها . أنهم أصحاب ( سوابق ) في جريمة قتل الأنبياء ..

" وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ ( 155 ). " سورة النساء

ثانيها .. سبق الإصرار والترصد .. كما في قوله ..

" وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ( 156 ) ." سورة النساء ..


ثالثها .. الاعتراف _ وهو سيد الأدلة _ ..

" وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ ( 157 ) . " سورة النساء ..

وإذا كان الصلب في حد ذاته أسطورة .. يعتريها الغموض والتناقض من كل أبعادها .. !

فإن ما يترتب على الصلب أسطورة أخرى .. !

تلك هي أسطورة ( ابن الله الفادي ) .. أو .. ( المخلَّص ) ...!

وهذه المقولة .. الغير معقولة .. لا تصلح أساساً للتعامل البشري .. إذ إنها تنفي ( المسئولية الشخصية ) فيكف ارتضاها الله سبحانه وتعالى .. لكي تكون سنَّته في التعامل مع البشر ؟

وتصور معي ..

لو أن واحداً من البشر .. ذهب إلى المحكمة متلبساً بجريمة قتل .. .. يده ملوثةٌ بالدم .. وثبتت إدانته من كل وجه .. واعترف بأنه القاتل !! أفيحق له أو لمحاميه .. أن يدافع قائلاً :

أنا قتلت حقاً .. وأنا الذي اقتدته إلى ذاك المكان المهجور ت.. وذبحته .. ولكن ) فلانا ) ً من الناس أو من غير الناس .. يتحمل عني هذه المسؤولية .. فحاكموه هو .. وحاسبوه هو .. "

هل هذا يجوز في عُرف البشر .. وفي منطق البشر ؟؟

فاذا كان البشر لا يرضونه لقضائهم ولا لِقضاتهم - مع أن قضاء البشر يحيط به القصور من كل جانب – أفيجوز ذلك أمام عدالة الله سبحانه وتعالى ؟

أنرفض أن يكون في قضائنا محسوبيات أو وساطات أو امتيازات أو صرخات عرق .. ثم نقبل بالنسبة لله _ وعز في علاه _ أن يكون قضاؤه قضاء وساطة ومحسوبية .. وامتياز في الدم أو الجنس أو اللون أو العنصر ؟

أفترض أن يكون ربنا _ سبحانه _ رباً لفريق يحبه ويحنو عليه .. ضد فريق يبغضه ويلعنه .. لا لسبب إلا لاختلاف الدم والجنس .. ؟

أفترض أن يكون ربنا رباً لإسرائيل ...

ثم ينبذ الكنعانيين ومن عداهم ..

وأنقل لكم من ( الإنجيل ) المتداول اليوم هذا الحديث والحدث بحروفه وانفعالاته ..

" وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود .. ابنتي مجنونة جداً .. فلم يجبها بكلمة .. فتقدم تلاميذه .. وطلبوا إليه قائلين .. اصرفها لأنها تصيح وراءنا .. فأجاب وقال :

لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة .. فأتت وسجدت له قائلة .. يا سيد أعني .. (( فأجاب )) ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب .. فقالت .. نعم يا سيد .. واكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها .. " ( إنجيل متى 15 : 21 – 27 ).

فهذا المسيح كما تصوره ( الأسطورة النصرانية ) عندما تأتيه امرأة تطلب منه أن يدعو لابنتها لكي تشفى مما هي فيه _ يقول لها :

" ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب ."

سبحان الله ...

أهذا هو المسيح الإله الذي يعبده النصارى ؟!

برأ الله المسيح .. البشر الإنسان الرسول .. من كل ما يفتريه دجال .. أو كاهن .. او جهول !!


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم

التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 08-22-2021 الساعة 09:56 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس