عرض مشاركة واحدة
قديم 07-19-2021, 09:52 PM   #56
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 354
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


ظهور لوثر ...

نذهب بعد ذلك إلى مجمع ورمز عام 1531 م .. حين ظهر لوثر وندد بصكوك الغفران .. وأنه لا عصمة للبابوية .. وأن كلام البابا غير مقدس .. وفضح الفساد الذي استشرى في الأديرة .. وقال إن الله واحد أحد .. عمل معلقة على كنيسة في ألمانيا .. فعقد هذا المجمع الذي حضره البابا وأمر بحرقه .. فاختطفه الشباب الألماني في اللحظات الأخيرة .. وقرروا الانسلاخ عن الكنيسة البابوية منشئين لأنفسهم كنيسة البروتستانت .. وقد حدثت حروب فظيعة بين الكاثوليك والبروتستانت ولم ينقذ الأخيرين إلا اكتشاف أمريكا وهجرتهم إليها ..

لقد خالف البابوات أمر المسيح عليه السلام الذي حينما اختار تلاميذه .. فإنه قال لهم :

" لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً في مناطقكم .. ولا نزداً للطريق .. ولا أحذية ولا عصا لأن الفاعل مستحق طعامه .."

لكن البابوية دولة غنية مترفة تعيش في الذهب والمال وهو الأمر الذي لا يتفق وتعاليم السيد المسيح عليه السلام .

بعد هذا جاء الإسلام ليبين الحق ويخاطب أهل الكتاب في روية ورفق كما تقول الآيات الأولى من سورة المائدة :

" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ( 15 ) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ( 16 ). "

أيها الأحباب .. يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد .. الحمد لله أن كانت هذه هي المعالم الرئيسة التي استطعت أن أطمئن إليها وأعلن إسلامي على الرغم مما تعرضت له من أذى واضطهاد كثير .. فلم أتزعزع بإذن الله لأني وصلت إلى اليقين .. وفي يوم 25 ديسمبر عام 1959 م .. أبرقت برقية إلى الإرسالية الأمريكية في مصر وقلت لهم :

" لقد آمنت بالله الواحد الحد وبمحمد رسولاً ونبياً .. "

أما شبهة تأليه المسيح فإن الأناجيل لا تزال تؤكد أن المسيح نادى بالتوحيد كما جاء في إنجيل يوحنا ( 17 : 3 ) :

" وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته "

أقر إنسانيته .. كما بينا ذلك من قبل قصة المسيح مع تلاميذه في السفينة .. سأقتبس ذلك ..

نجد في إنجيل ( متى : 8 : 23 – 26 ) :


" ولما دخل السفينة تبعهُ تلاميذُه .. وإذا اضطرابٌ عظيمٌ قد حدث في البحر حتى غطّت الأمواج السفينة .. وكان هو نائماً .. فتقدّم تلاميذه وأيقظوهُ قائلين يا سيّد نجِّنا فإننا نهلك .. فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان .. ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوٌّ عظيمٌ ."


** كيف ينام الإله ويغفل عن الكون ؟

لقد كان المسيح بشراً يجري عليه ما يجري على سائر البشر من نوم ويقظة وتعب وراحة وخوف وطمأنينة بل كان نومه ثقيلاً من كثرة إرهاقه وتعبه رغم الرياح العاتية ورغم الأمواج المتلاطمة .. ورغم المياه الغزيرة التي انصبت على السفينة الصغيرة وسط البحر .. فجعلت تتقاذفها كالريشة في مهب الرياح ..

ورغم كل الضوضاء التي أحدثها الركاب خوفاً وجزعاً فقد ظل المسيح نائماً لا يحس بشيء من هذا ولا يشعر به .. لولا إيقاظ التلاميذ له وطلبهم منه أن يصلي لله طلباً للنجاة لكان من الممكن أن يهلكوا جمعياً بالسفينة وفيهم عيسى نائماً ..

وأنه عطش وجاع .. ونام .. وكما قال :

يوحنا ( 7: 1- وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل . لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه .)

ويقول يوحنا ( 11: 53- فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه . 54- لم يكن يسوع أيضاً يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البريية ..


كل هذا يدل على بشريته عليه الصلاة والسلام ..

مريم العذراء تنفي عن نفسها أن تكون هي والدة الإله .. يقول لوقا ( 1 : 38 ) :

" فقال مريم هو ذا أنا أمَةُ الرب .. ليكن لي كقولك .. فمضى من عندها الملاك ."

وفي أنجيل لوقا أيضاً ( 1 : 46 – 49 ) :

" فقالت مريم تعُظمُ نفسي الرب .. وتبتهج روحي بالله مخلصي .. لأنهُ نظر إلى اتضاع أمتهِ .. فهو ذا منذ الآن جميع الاجيال تُطوِبُني .. لأن القدير صنع بي عظائم واسمهُ قدوسٌ ."

وفي إنجيل لوقا ( 2 : 45 – 52 ) :

" ولما لم يجداهُ رجعا إلى أورشليم يطلبانه .. وبعد ثلاثة أيام وجداهُ في الهيكل جالساً في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم .. وكل الذين سمعوه بُهتوا من فهمه واجوبته .. فلما أبصراه اندهشا .. وقالت لهُ أمُّهُ يا بُني لماذا فعلت بنا هكذا .. هو ذا أبوك ...... وأما يسوع فكان يتقدّم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس .."

*** كل هذا يبين أن المسيح عليه السلام إنسان .. حتى الملاك أيضاً الذي هو الروح القدس .. هو ملاك من الله سبحانه وتعالى ..




وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم







AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس