عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2021, 08:13 PM   #49
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 353
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المجامع المسكونية

إن نظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقي الرحی .. بین اضطهاد اليهود واضطهاد الوثنية الرومانية .. وفي سنة 325 م .. كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين .. وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب .. فلكي يقوي مركزه فإنه قرب المسيحيين إليه .. ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته .. لذلك عقد مجمع نيقية سنة 325 م ..

وقد حضره 2048 أسقفا من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح .. وقول کتاب ( تاریخ الكنيسة ) لمؤلفه هيستنج إن المجتمعين تناظروا معا وكان بينهم آريوس واحد من العلماء .. وقد قال إن المسيح عليه السلام رسول الله ونبي الله هو إنسان وعبد من عباد الله .. وقد تبع آريوس/ 1731 من الأساقفة المجتمعين .. ولكن اثناسيوس الذي كان أصلا شماساً بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثني وأعلن أن المسيح هو الإله المتجسد .. لقد اتبع اثناسيوس 317 عضواً فقط من أعضاء المجمع .. وبعد أن استعرض قسطنطين الآراء .. وكان لا يزال على وثنيته فإنه مال إلى رأي اثناسيوس لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الألهة ونزولها من السماء .. فأقر مقالة اثناسيوس وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم آریوس ..
*** وأخطر من هذا أنه قضى بحبس الكتاب المقدس سنة 325 م .. فلا يسمح بتداوله بين الناس وأن يقتصر تعليم الدين على ما يقوم القساوسة بتلقينه للناس ... أي ان تعليم الدين تلقاه الشعب من أفواه القساوسة ..

*** ومن عجب أن استمرت هذه البدعة الخطيرة سائدة في النصرانية ولم يخرج الكتاب المقدس من حبسه إلا في عام 1516م .. على أيام لوثريوس .. ذلك ما كان من أمر مجمع نيقية الذي كانت أخطر قراراته هي تأليه المسيح ..



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس