عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2021, 06:31 PM   #45
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 354
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


نبوة اشعياء .. المدينة المنورة :

بعد ذلك نذهب إلى سفر أشعياء ( 42: 11-13 ) الذي يقول :

" لترفع البرية ومدنها صوتها .. الديار التي سكنها قيدار .. لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا .. ليعطوا الرب مجدأ ويخبروا بتسبيحه في الجزائر .. الرب كالجبار يخرج . كرجل حروب ينهض غيرته . يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه "

وهنا نرى الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة .. إذ إن سالع جبل من الجبال القريبة من جبل أُحد في المدينة المنورة .. وقوله :

" لتترنم سكان سالع "

إنما كان نبوءة عن استقبال الرسول بالأناشيد والهتاف فرحا بمقدمه إلى المدينة .. وهذا ما حدث فعلا حين استقبله أهل يثرب بإنشادهم .. طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ..


مكة المكرمة :

كذلك نجد في ( سفر أشعياء ( 60: 1-7 ):


" قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك .. لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس. أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يُرى فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك .. ارفعي عينيك حواليك وانظري .. قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليك .. يأتي بنوك من بعيد وتحمل بناتك على الأيدي . حينئذ تنظرين وتنيرين ويخفق قلبك ويتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم . تغطيك كثرة الجمال بکران مدیان وعيفه كلها تأتي من شبا . تحمل ذهبا ولباناً وتبشر بتسابيح الرب . كل غنم قیدار تجتمع إليك . كباش نبايوت تخدمك . تصعد مقبولة على مذبحي وأزين بيت جمالي "


** إن النبوءة هنا تتحدث عن مكة المكرمة فقوله :

" قومي استنيري لأنه قد جاء نورك "

يشير إلى بداية الإشعاع بنور الإسلام .. بنور التوحيد بــ لا إله الا الله .. يبدأ من مكة المكرمة .. وقوله :


" ها هي الظلمة تغطي الأرض "

إنما يعني الشرك الذي كان في بلاد العرب .. والمجوسية التي كانت في أرض فارس .. والوثنية الهندية في بلاد الهند .. والضلال والشرك الذي لحق بالنصرانية في بلاد الروم ..ومستعمراتها .. لقد كان الظلام الدامس يغطي الأمم فعلا .. ولكن وسط هذا الظلام الدامس يبدأ نور الإسلام في الظهور من مكة المكرمة .. وقوله :

" فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك "

يعني أن العالم كله سوف يسمع صوت الحق وتسير الأمم والملوك إليك .. إن بلاد العرب أرض قاحلة لا زرع فيها ولا ماء .. ولكن الله سبحانه سوف يجعل ثروة الأمم تتدفق عليها استجابة دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام التي يقول فيها :

" رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) " سورة ابراهيم .

لهذا جاءت ثروات الأمم لتدفق على مكة المكرمة وعلى بلاد العرب ..

وفي قوله :

" تغطيك كثرة الجمال "


إشارة قوية إلى أن المراد هو بلاد العرب ثم عاصمتها مكة المكرمة التي يفد إليها الحجاج من كل حدب وصوب ووسيلتهم إليها هي الجمال .. لأن الأرض الصحراوية لا يقدر على السير فيها سوى الجمال .. ثم هو يتحدث هنا عن نبایوت و قیدار وغيرهم .. وهم من أولاد إسماعيل عليه السلام حسبما جاء في سفر التكوين ( 20: 12-18) :

" وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب موالديهم : نبايوت بكر اسماعيل وقيدار .. "


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم


AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس