الموضوع: معجزة القرآن ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2021, 09:09 PM   #7
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

حفظ القرآن وتطبيق القرآن ..

على أن هناك ناحية ثانية وهي إن معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل اختلافاً آخر .. فكل رسول كانت له معجزة وكتاب ومنهج .. معجزة موسى عليه الصلاة والسلام العصا .. ومنهجه التوراة .. معجزة عيسى عليه الصلاة والسلام الطب .. ومنهجه الإنجيل ..

لكن رسول الله عليه الصلاة والسلام معجزته هي عين منهجه .. ليظل المنهج محروساً بالمعجزة وتظل المعجزة محروسة بالمنهج .. وهنا فقد كانت الكتب السابقة في نطاق التكليف .. بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يكلف عباده بالمحافظة على هذه الكتابة ..

ماذا حدث عندما كلف الله عباده بالمحافظة على هذه الكتب ؟ .. نسوا حظاً مما ذكروا به .. أي أنهم نسوا ما ذكرهم الله سبحانه وتعالى به .. وما لم ينسوه حرقوهه .. ولووا ألسنتهم به .. وما لم يلووا ألسنتهم به زادوا عليه وجاءوا بأشياء من عندهم وقالوا إنها من عند الله ليشتروا بها ثمناً قليلاً ..

إذن فتكليف الله سبحانه وتعالى لعباده أن يحافظوا على الكتب السابقة .. ادخلوا فيها هوى النفس وأخضعوها للتحريف ..

لكن عندما أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن قال :

" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) " سورة الحجر

لماذا .. أولا : لأن القرآن معجزة .. وكونه معجزة لا بد أن يبقى بهذا النص وإلا ضاع الإعجاز ..

وثانياً : لأن الله جرب عباده في الحفاظ على الكتب السابقة فلم يحفظوها وحرفوها ..

وهنا نلاحظ شيئاً هاماً يبين لنا أن معجزة القرآن محفوظة من الله سبحانه وتعالى .. لو أخذنا خطين .. خط تطبيق القرآن والعمل بتعاليمه .. وخط المحافظة علي القرآن ..

نرى أن تطبيق القرآن والعمل به كلما مر الزمن قل وضعف .. أما المحافظة على القرآن .. فكلما مر الزمن زاد بشكل عجيب ..

حتى أنك ترى القرآن الآن في كل مكتب .. وفي السيارة .. وعلى صدور السيدات .. وفي المنازل .. وفي كل مكان .. وتجد تجميلاً في القرآن من أناس لا يؤمنون به .. فترى رجلاً ألمانياً .. مثلا يكتب القرآن كله في صفحة واحدة .. ويخرجه بشكل جميل وهو ربما لم يقرأن القرآن في حياته .. وتجد اليابان مثلاُ تتفنن في طبع المصاحف الجميلة .. فإذا سألت لماذا لا يفعلون ذلك في الكتب الأخرى ؟

نقول لك أنهم مسخرون لذلك .. لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحفظ القرآن .. وكل هذا الحفظ الذي تراه هو من عمل الله .. وليس من عمل الإنسان .. وأنت حين ترى القرآن في مكتب أو سيارة أو منزل وتسأل صاحب المنزل أو السيارة .. او المكتب هل تعمل بهذا القرآن .. هل تؤدي الصلاة كما يجب ؟ يقول لك لا ؟ ..

إذن لماذا تحتفظ بالقرآن في منزلك دون أن تعمل به ؟.. فلا يستيطع أن يجيب أو يقول لك أنه بركة ..

ومن هنا فإن غفلتنا عن تعاليم القرآن كسلوك في الحياة لا تتمشى مع ازدياد الحفاظ على القرآن الكريم .. أحياناً تجد غير المسلم يحافظ على القرآن ويحمله .. وأحياناً تجد من لا يطبق القرآن يقتني أكبر عدد من المصاحف ..

ومن هنا فإن الله سبحانه وتعالى يريد أن يبين لنا ان الذي يحفظ القرآن هو الله .. وأنه كلما نقص خط العمل بالقرآن ازداد خط الحفاظ عليه لأن العباد هم المكلفون بالعمل .. ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحفظه ..


ننتقل بعد ذلك إلى نقطة ثانية وهي أن القرآن نزل رحمة للعالمين أو للعالم أجمع .. وهذه إحدى معجزات القرآن .. فقد كان الله سبحانه وتعالى يرسل الرسل المتلفة إلى المجتمعات المختلفة لتعالج الداءات وتهدي الناس إلى سبيل الله ...

وكان لكل مجمع داء يختص به دون سائر المجتمعات البشرية .. لذلك اقتضى الأمر أن يأتي رسول ليعالج داءات هذا المجتمع .. بل أن الله سبحانه وتعالى أرسل أكثر من رسول في وقت واحد لمعالجة داءات مختلفة .. فإبراهيم عليه الصلاة والسلام .. ولوط رسلاً في وقت واحد .. لماذا ؟

لأن المجتمعات في ذلك الوقت كانت مجتمعات منعزلة لا يعرف بعضها عن بعض شيئاً .. وذلك بسبب سوء المواصلات وعدم وجود التقدم العملي الذي يتيح سرعة الاتصال بين هذه المجتمعات ..

بل أن هذه المجتمعات كانت تعيش وتفني دون أن يدري مجتمع منها عن الآخر شيئاً .. كما أن الداءات في هذه المجتمعات كانت مختلفة .. فمنهم كان لا يوفي الكيل والميزان .. ومنهم من كان يعبد الأصنام .. ومنهم من كان يفسد في الأرض ..

ولكن بعد أن تقدم العمل أصبح العالم كله مجتمعاً واحداً .. يحدث شيء في أمريكا .. وبعد دقائق تجده في مصر .. ويحدث شيء في اليابان .. وبعد ساعات تجده في أوروبا ..

إذن الاتصالات أصبحت سهلة وميسرة .. والعالم كله اقترب من أن يصبح وحدة واحدة .. ومع تعدد الاتصالات وسهولتها توحدت الدائات .. فأصبح ما يشكو منه بلد تشكو منه معظم البلاد الأخرى .. فكان لا بد من وحدة العلاج ..


فمثلاُ الدعاية للكفر والشيوعية داء استشرى في كل أنحاء العالم .. ولم يترك دولة دون أخرى .. النظام المالي والربا تجده في الدنيا كلها .. أكل المال بالباطل والسرقة داء استشرى في معظم دول العالم .. إذن الداءات أصحبت واحدة .. وهذا يقتضي وحدة العلاج ..

ومن هنا جاء الدين الإسلامي للعالمين .. أي للدنيا كلها ... لأن وحدة الداء تقتضي وحدة العلاج .. وهذا من معجزات القرآن الكريم ..

فإن الله وضع وحدة العلاج قبل أن تتحقق وحدة الداء فسبق بذلك علم البشر ..



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس