أمٌ قتلت إبنها بمشاركة إبتنها ودفنوه في البيت
بسم الله الرحمن الرحيم
أمٌ قتلت إبنها بمشاركة إبتنها ودفنوه في البيت ... وليس عجباً ان يشدد النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم كلُ مخدر ومُـفتر .. وكلُ مسكر .. وما أسكر كثيره فقليله حرام والذي يخامر العقل أياً كان ويغتاله فهو حرام .. والرسول صلى الله عليه وسلم حذر أشد التحذير من تعاطي هذه الخبائث من المخدرات .. ومن المحرمات .. واليكم بعض القصص من كتاب وجيه ابو ذكرى ... " بعنوان شباب في دائرة الموت : المدمنون يعترفون " المجموعة الاولى . قصص اكتبها كما سمعتها .. أمٌ في قفص الاتهام مع ابنتها .. والتهمة الموجه ! " قتلت ابنها بمشاركة ابنتها " .. يقول لها القاضي: القانون الاعدام .. جريمة قتل .. مع سبق الاصرار والترصد .. تكلمي قتلتي ابنك ؟ لا تتكلم .. .. يوجه القاضي الكلام الى الاخت : قتلتي اخاك ؟ لا تتكلم .. .. يحاول القاضي .. لا تتكلم .. ينظرُ إليها القاضي فيراها امرأة وقور ، الحجاب على رأسها .. ووجها الشاحب الحزين عليه قهر .. قهرُ هذه الايام .. وكبت هذه الاحزان .. ودموعها تنحدر .. لكنها لا تتكلم .. .. !!! وفي حجرة المداولة ، رفض القاضي رئيس المحكمة ان يصدر حكماً مهما كانت عقوبته دون ان يسمع هذه الام .. .. قال القاضي لمعاونيه: إنني اشعر ان هذه المرأة على حدٍ كبير فاضلة .. وان هناك أسباباً قد دفعتها إلى ارتكاب هذه الجريمة .. اذا كانت قد ارتكبت فعلاً جريمة . وفتح القاضي الملف من جديد .. واخذ يقرأ ... واذا الذي بلغ عن الجريمة طفلة صغيرة ابنت بنتها المتهمة ( حفديتها ) .. قال الخيط عند الطفلة !. أمر باحضارها في غرفةٍ جانبيةٍ .. وأحضر لها الحلاوه .. وأحضر لها بعض الالعاب .. وبدأ يمازحها حتى اطمأنت له ، .. استدرجها في الحديث .. أتحبين خالك المقتول ؟ قالت لا ... لماذا ؟ لانه يضرب جدتي ويضرب امي .. لماذا يضرب جدتك ويضرب امك ؟ لأنه يريد المال .. لماذا يريد المال ؟ لا ادري ! لكن جدتي تقول له انك مؤمن وايمانك سينهيك ويقتلك .. فقال القاضي : لا يا ابنتي الايمان لا يقتل صاحبه ولا ينهيه .. لعل جدتك تقول " انك مدمن وادمانك سيقتلك " قالت نعم .. مدمن .. مدمن .. هذه الكلمة التي كانت جدتي تقولها له . وبدأت الطفلة تروي ليلة الجريمة .. بكلمات بسيطة ورعب شديد .. وهنا امسك القاضي الخيط !. وأخذ يبحث في القضية .. وواجه الام .. قال لا داعي للصمت ، علمنا ان ابنك مدمن .. ما حكايته ؟ قالت: مات ابوه وتركه واخته عندي .. ثم بعد ذلك تعبت في تربيتهما وبذلتُ كل ما املك .. تزوجت البنت .. وبقيَّ الولد .. فشل في دراسته والسبب انه بدأ يشرب الدخان .. انظروا يا أولياء الامور والدٌ يستدعيه الناظر بعد عثور السجائر في جيب الولد .. يقول له : أيها الوالد عثرنا في جيب ابنك على السجائر .. يشربها في المدرسة !. فالتفت الوالد الغبيُّ .. وقال: ألم أقُل لك لا تشرب في المدرسة .. اشرب في كل مكان الا في المدرسة .. انظروا الى اي درجة .! الذين يتعاطون المخدرات الخطوات الاولى في شرب السيجارات ... لان الطفلَّ لا عقل له .. سيجرُ من خلال التدخين الى المخدرات .. سيأتيه من يقول لهُ جرب .. وسيجرب لانه يدخن .. يعود القاضي .. لا داعي للصمت ، الطفلةُ اعترفت .. الابن مدمن .. قالت: نعم ، دخلتُ عليه في غرفتهِ يومٌٍ واذا به يعطي نفسه حقنة الهيروين .. فصفعتهُ وضربتهُ ، ففرّ .. ثم عاد بعد ذلك ينهبني ويسلب كل ما لدي .. حتى تركني على الحديدة .. ثم دخل علي يوما مزق ثيابي يريد ان يهتك عرضه امه ... تقول وكنتُ لا استطيع دفعه فأنا امرأة .. ففررتُ من بين يديّه .. وخرجت في ظلام الليلِ شبه عاريه ... أجري الى بيت ابنتي .. وضربت الباب .. فذهلت ! لمّا رأت ثيابي ممزقة ... مالك يا اماه ؟ قالت: اخوك هجم عليّ ليهتك عرضي .. فسكنت في بيت ابنتها شهرا تترصد أخبار المدمن في بيته .. لعلهُ يموت .. لعلهُ يحترق .. لعله ينتحر .. فترتاح .. وبعد مرور الشهر قامت المسكينة وبُـنيتها وحفيدتها لتسمع اخباره ... ودخلت البيت فاذا هو وكر مخيف السجائر والزجاجات والغبار والقذر والنفايات والعفن .. وقد باع معظم الاثاث وليس هو في البيت .. فدخلت المسكينه ترتب الاثاث .. وترتب البيت ومن التعب باتت تلك الليه في البيت .. وجاء الوحش آخر الليل .. فتح الباب ودخل .. واذا به يرى أمه وأخته وابنت أخته ، فاستفاقت الامُ والاختُ عليه وهو يراود الصغيرة .. يجرها الى غرفتةٍ ليهتك عرضها .. فجرت الام الى المطبخ وأحضرت سكينا .. ولا تدري كم طعنة طعنته .. حتى خرَّ يتلبط بدمائه .. ثم افاقت الام من ذهولها .. فاذا هو جثه هامدة .. فماذا تفعل ؟ انتظرت لحظة .. ثم خافت من الامن ومن الفضيحة .. فحفرت له في البيت ودفتنته .. وبعد أيام تكلمت الطفلة مع الاطفال في الشارع .. فعلم الناس ، فبلغوا عنها .. فجاءت الشرطة فحفروا في البيت واخرجوا الجثه .. اتهموها بالقتل .. واذا بها تنطق أمام المحكمة لأول مرة .. تقول : انا القاتلة وانا القتيله .. انا الجروح وانا السكينه ... انا التي سكتُ عليه يوم شرب اول سيجارة ... هذه هي نهاية المخدرات ... والسكوت على المخدرات .. يا حضرة القاضي أن كان هناك حكمٌ بالاعدام ، فعلى تاجر المخدرات وزارع المخدرات ومروج المخدرات .. همُ القلته .. هم شركاء الجريمه .. اخواني واخواتي الكرام هذه هي المآسي التي تفتك بهولاء الشباب ... كان بامكان هذا الشاب ان يكون نافعاً لإمّتهِ .. وان يكون خادماً لبلده .. عابداً لربه .. لكن المخدرات أردته واسرته وقضت عليهم ... هذا هو الجيش الخفي الذي يغزوا أمتنا ويدمر ديننا وأوطاننا .. فحاربوه .. .. حاربوه .. وحاربوا من يبيعه ويروجه .. فإلى الله نشكوا فحسبنا الله ونعم الوكيل ... وبعد المداولة .. دخل رئيس المحكمة ووقف الحاضرون . وجلست هيئة المحكمة .. وبدأ القاضي في النطق بالحكم .. وساد صمت رهيب في القاعة . وبدا يتلو حيثيات الحكم .. ولهذه الأسباب حكمت المحكمة ببراءة المتهمة وابنتها ... اخوكم / الاثرم |
قصةٌ اخرى ..
شابٌ في مقتبل العمر يُكوّن أسرته ... من اسرةٍ كريمة .. زوجته ذات دين .. رزقه الله بنتاً وولدا .. يعملُ في شركة الطيران .. وسافر مرة كعادة الموظفين ، فنزل في احدى الدول والتقى بفتاة .. اعطته مسحوقا أبيض ، وقالت له : شمه مرةً واحدة يجعلك تطير كالفراشة .. ولم يعلم المسكين ما حقيقة هذا المسحوق الذي سيسحق دينهُ وأسرته وايمانه وحياته ومستقبله ... وشمهُ .. يقولُ المدمن لا أدري أكنتُ فراشةً او حماراً .. إلا انه سقط طريح الفراش في نومٍ عميق .. أيام مستمرة .. ثم افاق واذا موعد الطائرة على الاقلاع ، فهب يجري وما أن وصل الا وارتمى على مقعدها لا يدري من حوله .. فجاءه قائد الطائرة ينظر اليه مليا .. قال مالك ؟ مالذي حدث ؟ قال نعسان .. اريد ان أنام .. فتفحص فيه .. قال انت مدمن ! وعلامة الادمان من الهيروين تأتي من الجرعة الاولى .. والشمة الاولى .. الخطأ الذي لا يتكرر .. ولما ان وصل ومعه المسحوق الذي اخذه من الفتاة .. لو أنه رماه من الشباك لنجى .. لكنه أحس ان اعصاراً والآم في مفاصله وكبتاً .. وحزناً .. وهماً .. وضيقاً .. يقول له انتحر .. اقتل نفسك .. .. ففتح الصرة ثم أخذ من هذا المسحوق فسكن .. ثم جاءت دواعيه للمرة الثالثة .. انتهى المسحوق فطار من بلده يبحث عن تلك الفتاة كالمجنون .. لكنه لم يجدها فعاد إلى بلده وأخذ يتحسس عن أوكار المخدرات ... فوصل واشترى منهم .. وما أن وصل الى البيت الا وأخوه الضابط وأخوه الطبيب وزوجته بانتظاره ... حيثُ ان رجال الأمن التقطوا رقم سيارته وهو يأخذ الهيروين من تاجر المخدرات .. قالوا وحيك هذا رقم سيارتك .. هل أعطيته أحد ؟ قال : لا . فتشوا جيوبه واذا المخدرات في جيبه .. ظل يتعاطاها حتى نفذت أموالهُ .. وفرت زوجته الى بيت أبيها أخذت اطفالها لتنقذهم ... تبرأت منه أسرته .. وطُرد من شركة الطيران .. وظل في الشوارع .. شاحب الوجه .. حافي القدمين .. مُلوث البدن .. لا يعرف الذكر ولا الصلاة .. يمدُ يديّه عند اشارات المرور ، يتسول الناس فيجمع الدراهم ليشتري المخدرات .. وعرفهُ بعض الموظفين في شركة الطيران .. وقالوا : هذا أنت ؟! قال نعم . اني أتسول لأشتري المخدرات .. أذهب الى حارس العمارة .. وكم تصدقتُ عليه ، والآن أساله فلساً واحداً لا يعطيني ... يبكي يتحسر.. فلما رأى ان كل شيىء يحاربه أين ذهب ؟ ذهب بعيداً عن مظاهر المدنيّه والحضارة والزحمة والزخم .. عن هذا الزيف والصراخ والضجيج الزائف الذي يعيشهُ الناس اليوم ... ذهب الى مكان يسمى " الوادي الجميل " فيه زروع وفيه مياه .. وفيه فلاحون .. وفيه أُناس طيّبون .. فيه مآذن تنادي حيّ على الصلاة .. فلما دخل تلك الاماكن ... لم يجد مكان يأويه الا بيت الله ... دخل المسجد وما يدري ماذا يفعل ! فألقى بنفسه على المصحف وفتحه .. وأخذ يقرأ ما فيه .. فنظر إليه شابٌ مهندس زراعي اقترب منه .. قال هل تشتغل عندي ؟ قال نعم وفّر لي مكان أنام فيه وخبزاً أكله وأعمل لك بالمجان .. أخذه الى ارضه وأخذ يحرث ويزرع واذا جاءته النوبه وحاجة الجسم الى المخدر سقط على الارض يتلوّى يجره المهندس الى غرفته ويغلق الدار عليه .. وفي مرةٍ جاء الطبيب فاذا الحمة تنفظه ثلاثة أيام .. والعرق يتصبب .. ويرى في منامه أشباحاً ووحوشاً لها ثلاثة رؤوس .. يرى الجن .. ويرى العفاريت .. يرى في جسمه مخلوقاً يريد يمزق أنياقه وعروقه .. ويقبض بمقبضٍ من حديد على قلبه .. ما هذا الذي يعيشُ في بدني وجسمي .. لا يدري .. وبعد أيامٌ طوال من العذاب والمعاناة .. فتح كتاب الله في لحظة افاقة .. فاذا هو على آية ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ) فأعاد القراءة مرة ثانية (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {69} ) وأوقفته كلمة شِفاء .. ليس دواء .. شِفاء مضمون مئة بالمئة .. لم يقل الله سبحانه دواء ! صاحب المخدرات يأخذُ دواءه من الصيدلية فيزّداد ادماناً .. القرآن يقول شِفاء .. إلتفت حوله فرأى مائدة الافطار أحضرها زميله فيها عسل فلعطه وشرب الماء ثم سقط نائماً .. فلما أفاق في اليوم الثاني وجد العسل .. قال أحضرلي منه كثراً ... فلعطه وشرب الماء ثم عاد فنام .. وبعد ثلاثة أيام أحس بقوةٍ عجيبةٍ تسري في جسمه .. توضىء .. ذهب يصلي لكنه يقول ما أدري أهي ظهر أم مغرب أم عصر أم عشاء .. عقلهُ لا يعرف الأوقات .. .. فأحضر له صاحبه عسل ملكة النحل فشربهُ وخلال أسابيع واذا الحياة تسري به .. حياة القرآن وشفاء العسل ولزوم بيت الله .. والطاعة والصلاة .. واذا به يعود قوياً فَتياً مؤمناً .. محافظ المنطقة أعطاه عشرة فدادين .. زرعها .. فرزقهُ الله بحسن نيته .. وأخذ المال وعاد يبحث .. ما مصير زوجتي وبُنيّتي وولدي .. ظن أنها تزوجت غيره أو طلبت الطلاق .. لكن كما يقول صلى الله عليه وسلم ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) . عاد اليها واذا هي في بيت ابيها صابرة محتسبه .. تنتظر انتصار أيمانه على نفسهِ والهوى .. واذا به يعود اليها ويلتزم ابنته وطفلهُ ويأخذها الى بيته الصغير المتواضع في " الوادي الجميل " .. ويعود يصلي وأياها في اسرةٍ طيبة .. أنجاه الله بالقرآن والايمان والصلاة .. أخوكم : الاثرم |
بسم الله الرحمن الرحيم احد الاسباب للوسيلة التي تدمر اكثر المجتمعات وخاصة الاسلامية .. ومن اخطر الوسائل هي الافلام هو خطر ملموس في واقعنا القريب .. إن هذه الافلام فرصة لانتشار المخدرات بين الشباب ، وقد كثر الجدل حول علاقة المسلسلات والافلام المعروضة بانتشار المخدرات في البلاد الاسلامية .. ولكن الرأي الذي يكاد أن يتفق عليه معظم الباحثين هو ان وسائل الاعلام تساعد على انتشار الميول الاجرامية للاشخاص الذي توجد لديهم استعدادات لهذه الميول .. يعني ليس كل من شاهد معناها تحول إلى مدمن مخدرات .. وليست وسائل الاعلام بريئة أيضا .. بل هي في موقع وسط ... فهي تساعد أصحاب الميول الاجرامية على تعاطي المخدرات وترويجها وتهريبها ... وهناك عدة وسائل لتظليل المشاهدين واغرائهم بالمخدرات من هذه الوسائل أن يُعرض الفلم .. تعاطي المخدرات على أنه وسيلة للاثارة الغريزية ... فكثيراً ما ينخدع الناس بدعوة إن تعاطي المخدرات يقوي وينشط الانسان ويحرّك الغريزة لديّه .. فيتعاطها الانسان لهذا الغرض بسبب التظليل الاعلامي .. وقد يكون التظليل عن طريق أن تُعرض هذه المخدرات بصورة تُوحي للمشاهد بأنها مقبوله اجتماعياً وليس هناك ما يدعوا الى الحذر منها .. وفي احصائية في مصر تبين أن اكثر من 60% من مدمني الحشيش يعتقدون انه ليس بمحرّم ولا مكروه ... اكثر من ستون بالمائة ، وهذه النسبة كبيرة جداً ولا شك ان هؤلاء ضحايا لوسائل كثيرة أحدها وسائل الاعلام .. التي قد تصوّر لهم الحشّاشين على أنهم مقبولين اجتماعياً وانهم لم يفعلوا ما يخالف القِيم والاخلاقيات التي يقوم عليها المجتمع . ومن الوسائل التي تُغري مشاهد الافلام بتعاطي المخدرات أن التحذير من المخدرات قد يُعرض بصروه مغرية .. فقد يُعرض فلم .. مثلاً لتحذير الشباب من تعاطي المخدرات لكن هذا الفلم تُعرض من خلاله كيفية صناعة هذه المخدرات .. كيفية تحضيرها أو كيفية تهريبها .. فمن باب الفضول وحب الإستطلاع وحب المغامرة التي توجد عند بعض الشباب ، قد يجرب الشاب نفسه في هذا الميدان ... فيقع ضحية المخدرات وضحية الافلام قبل ذلك ... إن افلام المغامرات شجعت الكثيرين على الاستمرار في تهريب الحشيش وان 32% من افراد ، أُجريت عليهم دراسة يؤكدون أنهم يقلدون بعض المشاهد التي يشاهدونها في الافلام في تعاطيهم المخدرات ... يعني قرابة الثلث من مجرمي المخدرات هم ضحايا الافلام .. وبذلك نعلم أن الحرب على المخدرات يجب أن يصاحبها حرب على الافلام المنحطة الفاسدة التي تُغري الشباب بالانحراف .... وفي دراسة لأحدهم في لبنان وافق 41% على ان التلفزيون يؤدي إلى انتشار الجريمة .. وفي القاهرة تم ضبط أفراد من أحدى البلاد العربية وبحوزتهم مخدرات يريدون أن يروجونها .. وبالتحقيق معهم تبين أنهم قد شاهدوا فلم الباطنية ، وان لقطات الفلم جذبتهم ودعتهم إلى تقليدها في تهريب المخدرات وترويجها ... ألخ ولكم هذه القصة المؤلمة جداً ومن الممكن احد الاخوان قد سمعها .. كما سمعتها ... رجلٌ ابتليّ بالحشيش والمخدرات أعاذنا الله وأياكم ... اسألوا مستشفى ......... في دولة خليجية .. يأتيكم بالخبر اليقين ... شباب في عمر الزهور في المتوسطة وفي الثانوية .. وطلبه وطالبات في الجامعة أدمنوا على المخدرات والحشيش والافيون .. هذا الرجل أدمن .. نسأل الله السلامة والعافية ، وجرت المخدرات في عروقهِ ودمه ... كما قال أحد المتخصصين إن الذي يُدمن يفقد النخوه .. ويفقد الغيرة .. ويصبح ديوثاً ... ديوثاً كالتيس ... هذا الرجل كان يجلس في بيتهِ .. في عرينهِ مع اسرته .. وانتهى الحشيش الذي يملكه ... فجاء صديقه المُمونْ ... قال له أريد منك حشيشاً .. فاستغل المجرم تلك الفرصة ، وقال له ماذا تعطيني ؟ .. قال أعطيك ما تريد .... وفي تلك اللحظه المشئومة دخلت ابنت صاحب المنزل وعمرها سبعُ سنوات ، تحمل عصيراً للضيف المُجرم ... فقال له أريد هذه البنت .. اريد ان ............. الاب قد فقد عقلهُ بسبب هذا الحشيش والمجرم كذلك .. فما كان من الأب إلا ذَوّق ابنته ... وأمام ناظريه قام المجرم ....... بأي ذنب قتلت ؟؟؟؟؟ ... يا أمة محمد .. .. إلى اين ... الفيديو والافلام دمرتنا ... والفضائيات دمرتنا . والخمور والمخدرات ضيعتنا ... ... ليتنا ما وجدنا في هذه الحياة .. الأطفال يبطحون وتفعلوا بهم الجرائم على سبب سيجارة يمصها .. الرجل الكبير يبيع عرضه بسبب حبة حشيش .. الرجل العاقل ( ..... ) امه اذا شرب الخمر واكل الحشيش .. والله انها حياة يُملُ منها ويسأم منها .. فإلى الله نشكو وحسبنا الله ونعم الوكيل .. وانا لله وانا اليه راجعون .. اخوكم / الاثرم |
بسم الله الرحمن الرحيم يقول الشاب لم أكن بلغتُ الثلاثين من عمري حين انجبت زوجتي اول أبنائي .. ما زلت أذكر تلك الليه .. كنت سهران مع الشله في احدى الشاليهات ... كانت سهرة حمراء كما يقولون .. اذكر ليلتها اني أضحكتهم كثيراً .. كنتُ أمتلكُ موهبةً عجيبةً في التقليد .. بامكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريباً من الشخص الذي أسخر منه ... أجل .. كنتُ أسخر من هذا وذاك ، لم يسلم أحداً مني حتى شلّتي .. صار بعض أصحابي يتجنبني كي يَسّلمْ من لساني وتعليقاتي اللاذعة تلك ... سخرتُ من رجلٍ أعمى رأيتهُ يتسول في السوق .. والأدهى اني وضعتُ قدمي ليتعثر .. تعثر الاعمى وانطلقت ضحكتي التي دوت في السوق .. عدتُ الى بيتي متأخراً .. وجدتُ زوجتي في انتظاري كانت في حالةٍ يرثى لها .. قالت : أين كنتُ يا راشد ؟ قلتُ في المريخ ساخراً .. بالطبع عند أصحابي .. قالت والعبرةُ تخنقُها .. راشد أنا تَعِبةٌ جداُ الظاهر موعد ولادتي صارت وشيكاً .. سقطت دمعة صامة على جبينها .. احسست أني أهملت زوجتي .. كان المفروض أن أهتم وأقلل من سهراتي وخاصة انها في الشهر التاسع .. قاست زوجتي الآلام يوماً وليلة في المستشفى حتى رأى طفلي النور .. لم أكن في المستشفى ساعتها .. تركتُ رقم هاتف المنزل وخرجت .. وقلت اتصلوا بي حتى تعلموني الخبر .. ففعلوا .. اتصلوا بي ليزفوا ليَّ نبأ قدوم سالم حتى وصلت المستشفى .. طُلِب مني أن أراجع الطبيبة .. أي طبيبة .. المهم الآن أن أرى ابني سالم ... قالوا لي لابد من مراجعة الطبيبة .. أجابتني موظفة الاستقبال بحزم .. صُدمتُ حين عرفت ان ابني به تشوه شديدٌ في عينيه ومعاق في بصره .. تذكرت المتسول الاعمى .. قلتُ سبحان الله كما تدين تُدان .. لم تحزن زوجتي .. كانت مؤمنة بقضاء الله سبحانه وتعالى راضية .. طالما نصحتني .. وطالما طلبت مني أن أكف عن تقليد الآخرين .. .. كلا .. هي لاتسميها تقليداً ، بل غيبه .. معها كل الحق .. لم أكن أهتم بسالم أبداً كثيراُ ، اعتبرته غير موجود في المنزل .. حين يشتدُ بكاؤه أهرب الى الصالة لأنام فيها .. كانت زوجتي تهتم به كثيراً وتحبه .. لحظة .. لا تظنوا اني أكره ، لكني لم استطيع ان أحبه .. أقامت زوجتي احتفالاً حين خطى خطواته الاولى ... وحين أكمل الثانية إكتشفنا أنه أعرج .. كلما زدتُ ابتعاداً عنه زادت زوجتي حباً وتعلقاً بسالم ، حتى بعد أن أنجبت عمراً وخالداً .. .. مرت السنوات وكُنت لاهي .. غرّتني الدنيا وما فيها كنت كاللعبة في يديّ رفقة السوء .. مع إني كنت أضن من يعلب عليهم لم تيأس زوجتي من اصلاحي . كانت دائماً تدعو لي بالهداية .. لم تغضب من تصرفاتي الطائشة .. أو إهمالي لسام واهتمامي بباقي اخوته .. كبر سالم ولم أُمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحد المدارس الخاصة بالمعاقين .. لم أكن أحس بمرور السنوات ... أيامي سواء .. ليل ونهار .. عمل ونوم .. طعام وسهر .. حتى ذاك اليوم .. كان يوم الجمعة .. اسيقضت الساعة الحادية عشر ظهراً ، مازال الوقت مبكراً .. اقول ... لكن لا يهم أخذت دوشاً سريعاً .. لبست وتعطرت ، وهممت بالخروج .. استوقفني منظره .. منظر سالم .. كان يبكي بحرفة .. انها المرة الأولى التي أرى فيها سالم يبكي منذ كان طفلاً .. أأخرج ؟؟ أم أرى ممكا يشكو سالم ؟؟ قلتُ لا كيف أتركه وهو في هذه الحالة .. أهو الفضول ؟؟ أم الشفقة ؟؟؟ لا يهم ، سألته لماذا تبكي يا سالم ؟ حين سمع صوتي توقف .. بدأ يتحسس ما حولهُ .. .. ما به يا ترى ؟!! اكتشفت ان ابني يهرب مني ! .. الآن أحسست به أين كنت منذ عشرة سنوات ؟؟ تبعته .. كان قد دخل غرفته .. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه ، وتحت إصراري عرفت السبب .. تأخر عليه شقيقه عمر الذي اعتاد أن يوصله الى المسجد .. اليوم الجمعة .. خاف سالم ألا يجد مكان في الصف الاول .. نادى والدته لكن لا مجيب حينها .. حينها وضعت يديّ على فمه ، كأني أطلب منه أن يكف عن حديثه ، وأكملت حينها ( بكيت يا سالم ) .. لا أعلم من الذي دفعني لكي أقول له .. سالم لا تحزن هل تعلم من سيرافقك اليوم الى المسجد ... أجاب سالم أكيد عمر .. ليتني أعلم إلى أين ذهب قلت لا يا سالم أنا من سيرافقك ... استغرب سالم ! لم يصدق , ظن أني أسخر منه .. عاد الى بكائه مسحت دموعه ُ بيدي .. وأمسكت بيده أردت أن أوصله بالسيارة .. رفض قائلاً : أبي المسجد قريب .. أريد أن أخطو الى المسجد فإني أحتسب كل خطوة اخطوها .. يقول لا أذكر آخر مرة دخلت فيها الى المسجد .. ولا أذكر آخر مرة سجدت لله سجدة .. هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والندم .. على ما فرطت طوال السنوات الماضية ... مع أن المسجد كان مليئاً بالمصلين إلا اني وجدت لسالم مكاناً في الصف الاول .. استمعنا لخطبة الجمعة معاً ، وصليت بجانبه .. بعد انتهاء الصلاة طلب مني سالم مصحفاً .. استغربت كيف سيقرأ ... هو أعمى ؟! هذا ما تردد في نفسي ولم أصرح له خوفاً من جرح مشاعره .. طلب مني أن افتح المصحف على سورة الكهف .. نفذت له ما طلب .. وضع المصحف أمامه وبدأ في قراءة السورة .. .. يالله !!!! أنه يحفظ سورة الكهف كاملة وعن ظهر غيب .. خجلتُ من نفسي .. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي .. قرأت وقرأت ودعوت الله أن يغفر لي ويهديني هذا المرة ... بكيت ... أنا الذي بكى ... بيكت حزناً وندماً على ما فرطت .. ولم أشعر إلا بيد حنونة تمسح عني دموعي .. لقد كان سالم يمسح دموعي ويهدأ من خاطري ... .. عدنا الى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم ، لكن قلقها تحول إلى دموع فرح , حين علمت أني صليت الجمعة مع سالم .. منذ ذلك اليوم لم تفتني صلاة الجماعة في المسجد ... هجرت رفقاء السوء ، واصبحت الى رفقة خيرة ... عرفتها في المسجد ، ذقت طعم الايمان . عرفت منهم أشياءً ألهتني عن الدنيا .. لم أُفّوْت حلقة ذكر أو قيام .. ختمت القرآن عدة مرات ، وانا نفس الشخص الذي هجرته سنوات .. رطبت لساني بالذكر لعل الله يغفر لي غيبتي وسُخريتي من الناس .. أحسست أني اكثر قرباً من اسرتي .. أختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تُطلُ من عيون زوجتي ... الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم من يرى سالم يظنه أنه ملك الدنيا وما فيها .. حمدت الله كثيراً وصليتُ له كثيراً على نعمه .. ذات يوم قررت انا واصحابي أن نتجه الى أحد المناطق البعيدة في برامج دعوية مع مؤسسة خيرية .. ترددت في الذهاب .. استخرت الله واستشرت زوجتي .. توقعت إنها ترفض . لكن حدث العكس ، فرحت كثيراً بل شجعتني ... حين اخبرت سالم عزمي للذهاب أحاط جسمي بذراعيه فرحاً .. والله لو كان طويل القامة مثلي لما توانَ من تقبيل رأسي .. بعدها توكلت على الله وقدمت اجازة مفتوحة بدون مرتب .. والحمدلله جاءت الموافقة بسرعة أسرع مما أتصور ... تغيبت عن البيت ثلاثة أشهر .. وكنتُ خلال تلك الفترة اتصل كلما سمحت لي الفرصة بزوجتي أُحدث أبنائي ... لقد اشتقت لهم كثيراً ، لكني اشتقت أكثر لسالم .. تمنيت سمعا صوته .. هو الوحيد لم يحدثني منذ سافرت .. أما أن يكون في المدرسة أم بالمسجد ساعة اتصالي بهم .. كلما أحدثُ زوجتي أطلب منها أن تبلغه سلامي .. وتقبلهُ .. كانت تضحك حين تسمعني اقول هذا الكلام .. إلا أخر مرة هاتفتها فيها لم اسمع ضحكتها المتوقعة .. تغير صوتها وقالت لي ان شاء الله .. .. أخيراً عدتُ غلى المنزل ... طرقت الباب ، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره .. حملتهُ بين ذراعيّه وهو يصحيح ( بابا .. بابا ) انقبض صدري حين دخلتُ البيت .. استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. سُعِدتْ زوجتي بقدومي . لكن هناك شيىءٌ قد تغير فيها .. تأملتها جيداً .. انها نظرات الحزن التي ما كانت تفارقها .. عادت ثانية الى عينيها .. سألتها ما بكِ ؟ قالت لا شيىء .. هكذا ردت .. فجأة تذكرت من نسيتتُ للحظات ! .. قلت لها أين سالم خفضت رأسها لم تجب ... لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد الذي ما زال يرنُ في أُذني حتى هذه اللحظة .. قال أبي ان سالم راح عند الله إلى الجنة .. لم تتمالك زوجتي الموقف .. أجهشت بالبكاء .. وخرجت من الغرفة .. عرفتُ بعدها أن سالم أصابته حُماً قبل مجيئي باسبوعين .. أخذته زوجتي الى المستشفى ولازمته يومين .. وبعد ذلك فارقته الحُمم .. حين فارقت روحه الجسد .. أحسست ان ما حدث ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى .. أجل أنه اختبار .. وأيّ اختبار ؟.. صبرت على مصابي وحمدت الله الذي لا يحمدُ سواه .. ما زلت أحسُ بيده تمسحُ دموعي وذراعيه تحيطني .. كم حزنت على سالم الاعمى الاعرج .. لم يكن أعمى .. لم يكن أعرج .. انا من كنت اعمى حين انسقت وراء رفقة السوء .. ولم يكن سالم أعرج لأنه استطاع أن يسلك طرق الايمان .. رغم كل شيىء .. اخوكم : الاثرم |
لقد كنتُ في العراق وأنا في ريعان شبابي . وكنتُ رئيس حرس الاسواق .. وكنتُ أرقب الاسعار والتجار .. وكنتُ فظاً ، غليظ القلب ، لا يُحبني أحد .. ولا أحترم أحداً وبينما أنا أجولُ في السوق واذا بي أرى رجلاً من التجار طويل القامة ، كبير الهامة .. عريض المنكبين .. قد لبس الحرير وأسبل عمامته .. تفوحُ منه رائحة الطيب .. .. وقد لبس ثياباً فاخرة وحلى اصبعه بخاتم ضخم .. البطرّ والسرف باد على محياه وبين يديّه رجل فقير قد جثى على ركبتيه يتوسل ويتضرع ويبكي ... ثيابه ممزقة لا تكادُ تستر جسمه . نحيل الجسم غائر العين بارز الوجنتين ... مشعث الشعر .. أصفر الوجه .. مشقق اليدّ من الكدح والتعب وهو يقول .. يا مولاي لمذا أخذت مني سبعة دراهم .. وهي تحصيل يومي وتعبي .. رُدها عليّ .. اني احتاج إليها هذه الليلة .. ففيها عشاء بُنياتي .. طاويات الجوع في هذا البرد الذي لا يرحم .. رُدّ عليّ دراهمي يرحمك الله .. .. يخلفك الله خيراً منها .. أمهلني .. وكلما تذلل المسكين بين يديّه شمخ الغنيّ بأنفه ورفع رأسه إلى السماء وكأنه يكلم جداراً أو حجراً لا انسان فيه قلبٌ وروح ... يقولُ فتأثرت من هذا المنظر فجئتُ الى الغنيّ وقلت ما شأنك وهذا ... قال وماذا يحشرك أنت فيما بيننا ... انصرف ! .. إنك لا تعرف هذا .. انه مكارٌ .. خبيث .. أقرضته منذ سنة ، سبعة دراهم .. وهو يفرّ مني كلما رآني .. حتى اصطدتهُ اليوم في السوق .. فأخذتها منه .. يقولُ له سبعة دراهم ؟؟؟ وانت قد أغناك الله رُدّها عليه .. فلما قلتُ له ذلك .. أبى واستكبر وطغى ..يقولُ فصفعته صفعة .. طنت لها أُذناه .. وانقدحت لها عيناه .. وكاد أن يزحف أنفه من مكانه ثم أدخلت يديّ في جيبه وأخرجت الدراهم ووضعتها في يد الفقير ... وقلت له انطلق ! .. فانطلق فرحاناً .. يجري وهو يتلفت .. فقلتُ له يا هذا اذا تعشت بُنياتك هذه الللية فقل لهنّ يدعون لمالك ابن دينار ... يقولُ فلما اصبح الصباح .. وبينما أنا في السوق واذا بي احسُ في قلبي أن الله قذف فيه حب الزواج ... وأخذت أعرض نفسي على الناس ولكن مََنْ يُزوجني ؟؟؟
فأنا الفظ الغليظ .. مدمن الخمر لا يرغبُ بي أحد ... يقولُ فلما طردني الناس .. ذهبتُ الى سوق الجواري والإماء .. فاشتريتُ جارية ً مسلمةً مومنة .. ثم أعتقتها وجعلت مهرها عتقها .. ثم تزوجتها .. فكانت نعم المرأة .. عارفة لربها مطيعة لزوجها كنتُ أرى فيها الخير .. والبركة من يوم أن حلت في داري .. فقد تركتُ الخمر ، وأقبلت على الصلاة .. وأقبلت على الذكر والطاعة .. واخذت استغفر الله .. ورق قلبي ولان .. وأحببت الخير والدعوة الى الخير .. ورزقني الله منها بُنية صغيرة كنتُ أرى فيها سعادة الدنيا ... أراها تعلبُ في الدار .. وتتلقاني اذا جئت .. وتنام بجواري في الليل .. وتداعبني وأداعبها ، فامضي معظم أوقاتي في ملاعبتها في الدار .. وبينما أنا كذلك .. ذات يوم وهي تعلب بين يديّ .. اذ خرت في حجري ميتة .. لا أدري ما السبب ، مالذي حدث لها .. فاضت روحها وأنا انظر إليها .. فكاد قلبي ان ينخلع من مكانه .. فقلت .. ويّحي .. بُنيتي ، حبيبتي .. قرة عيني .. مالذي أصابك .. أهي عينْ أصابتك أم قضاءٌ فنزل بك ... فحملتها وقد تدلت رقبتها على يديّ ... وأخذت أذهب في البيت .. لا أدري أين أذهب .. فاستقبلتني أمها .. وقالت : ما الذي حدث للبُنية ؟؟؟ قلتُ لا ادري !! .. تعلبُ بين يديّ ، فخرت ميتة .. انظري .. فجلستُ انا وأمها نبكي ... بعد ان دفنتها وصليت عليها .. كلما التفتُ في الدار أرى ذكراها .. فهذه ألعابها .. وتلك ملابسها .. فلها في كل زاوية أثر .. ولها في كل جدار ضحكة وابتسامة .. اذا جاء الطعام تذكرتها .. واذا جاء المنام تذكرتها .. حتى أخذني الحزن كل مأخذ .. فاصحبت لا أشتهي الطعام والشراب .. أما اذا جاء الليل ، وما أدراك ما الليل .. أظل أرقب نجومه ولا أنام فيه ألا من الإعياء والتعب .. وامها دموعها لا تزال تنكبُ على طفلتها ووليدتها وعندما اقول الولد انتهم آباء وانتنّ امهات وتعرفون هذا الشعور .. تتذكرها يوم كانت في بطنها ، ثم يوم أن وضعتها .. ثم يوم أن أرضعتها .. ثم نشأت في خلاياها .. جاعت حتى تشبع .. سهرت حتى تنام .. مرضت حتى تشفى .. كم اشترت لها الجديد .. وألبستها الجديد ... كم سمعت كركراتها .. كم ناغتها وهدهدتها .. لها رائحة مميزة في البيت .. اصواتها ، اصدائها تنبعث في البيت وعلى الاطباق في المطبخ .. ألعابها لا تزال .. حركاتها تحركها فما سكنت .. كأنها الآن تعلب بها .. البنت فلذة الكبد ... يقول .. وذات ليلة .. لما بلغ بي الحزن مبلغه .. ودب في قلبي اليأس يرافقه الحزن .. يقول .. قلتُ لأشربن هذه الليلة حتى أموت .. يقول .. فأحضرتُ الشراب وجلست أشربُ حتى خررت على الأرض صريعا .. لا أدري كيف ولا ادري متى .. وبينما أنا في ذنبي ومعصيتي لم أرضى بقضاء الله .. ولكن الله أرحمُ الراحمين .. واذا بي أرى في المنام كأن القيامة قد قامت .. وكأن الأرض تشققُ عن العباد كالجراد المنتشر .. يشارك في هول يوم القيامة .. كل شيىء .. السماء تنفطر .. الجبال تُنسف .. كل شيىء يضطرب .. والخلائق تجري .. وأنا أجري .. وأحس بلهيب خلف ظهري .. فلما التفتُ ! .. واذا بي أرى ثعباناً ينفثُ على ظهري ناراً ... كلما جريتُ جرى .. وكلما ابتعدت .. اقترب .. إلى أين المهرب ؟ .. أين انجو .. ؟ إلى من أفر ..؟ يقولُ .. وانا أجري في عَصَرات يوم القيامة ألهثُ من التعب .. والثعبان خلفي يشتدْ .. واذا بي أرى جبلاً وحيداً يعترض طريقي .. وفي الجبل شُرفات وفتحات .. تُطل منهنّ بُنيات .. لما رأينني فرحن .. وصرخن .. يا فاطمة أدركي أباك .. يا فاطمة أدركي أباك ... يقول .. فاذا بُنيتي الصغيرة .. تطلُ من شرفة الجبل .. فتناديني فتقول .. أبي .. ثم أشارت الى الثعبان فوقف .. ومدت يديّها اليّ واصعدتني عندها .. ثم جلست بين يدي .. وهي تقول .. يا أبتاه .. ( ألم يأني للذين آمنو أن تخشع قولبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) ... يقولُ وتكررها ... ( الاية ) .. وأفقتُ من نومي وكأني اسمع صوتها في أُذنيّ يتردد .. واذا بي اسمع أذان الفجر .. حيّ على الصلاة .. حيّ على الفلاح .. يقولُ.. فأفقتُ واستغفرتُ وتُبتُ إلى الله .. وحمدتُ الله الذي أحياني الى الدنيا من جديد .. ثم ذهبتُ واغتسلت .. وتوظئت واتجهتُ إلى المسجد الجامع أصلي خلف الامام .. اذا به في الصلاة يقرأ قول الله تعالى ( ألم يأني للذين آمنو أن تخشع قولبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) يقول .. فانتفظ قلبي وفاضت عينايّ .. وكأنني انا الوحيد المعني والمراد .. وأنا المخاطب بها .. وذلك من رحمة الله فستحييتُ من الله حق الحياء .. فلما انتهت الصلاة واستدار الامام .. وإذا به يفسر قول الله تعالى ( الآية ) واذا به يقول .. عباد الله أن الله يحثنا إلى التوبه .. فهو يقول " ألم يأني " .. ويأني مشتقة من الآن .. فانه يقول .. الآن الآن توبوا قبل أن تفوتُ هذه اللحظة .. ثم يندم الانسان .. فالآن الآن إلى التوبه .. .. الآن الآن الى ذكر الله .. الآن الآن الى الخشوع .. يقولُ .. فتبتُ إلى الله واستغفرت من ذنبي .. وتجلت عندي رحمة الله الذي لم يأخذني وأنا بمعصيتي وأمهلني حتى تُبت وأنبت .. وذهبت إلى زوجتي وقلت لها هيا بنا نشدُ الرحال إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأطلب العلم .. فلعل الله يُنسيني همّ بُنيتي .. فيقول فشددت الرحال وطلبت العلم ووفقني الله الى كثير منه .. وعوضني الله خيراً من بُنيتي .. عوضني أبناء المسلمين .. يشدون اليّ الرحال من مشارق الأرض ومغاربها .. يجلسون بين يديّ طول النهار وزلفٌ من الليل يطلبون العلم ... فحمدت الله تبارك وتعالى على نعمته ، (( وعسى أن تكرهو شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً )) فكم من خير جعل الله في طيات هذا البلاء .. أيها الاحبة في الله إن هذه الحادثة فيها من العبرة وكلنا في حياتنا نتعرض للمصائب .. في حبيب أو عزيز أو غالٍَ ، أو نفيس .. ولكن فإن رضينا فلنا الرضاء وأن سخطنا فعلينا السًخط .. والله هو الغنيّ الحميد .. وهو الوليّ الحميد .. يا ابن آدم إن الله اذا ابتلاك شكوت من يرحم الى من لا يرحم .. فشكوت ربك إلى العبد .. شكوت من يرحم إلى من لا يرحم .. يا ابن آدم أما رأيت كيف أن الله يغذو الجنين في بطن أمه عن طريقٍ واحد حبل السره .. فاذا وُلد الجنين وانقطع الطريق أخلفه بطريقين لبناً صائغاً .. عامين كاملين .. فاذا انقطع الطريقان وجف اللبن .. أخلفه الله بأربعة طرق .. طعامان وشرابان .. الطعامان من الحيوان والنبات ، والشرابان .. اللبن والماء .. فاذا توفي وكان من الصالحين أخلفه الله طُريقاً ثمانية أبواب الجنة تدخله من أي باب شاء .. يا ابن آدم هكذا الله حكمٌ .. عدلٌ .. لطيفٌ .. رحيمٌ رؤوف ودود .. فما ابتلاك إلا ليعافيك .. وما أمرضك إلى ليشافيك .. وما أخذه منك إلا ليعطيك .. ويحك يا ابن آدم تشكو ربك .. تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك .. وقال تعالى في كتابه الكريم .. " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " . |
قصة لنا فيها عبرة .. حدثت منذ اكثر من مئة عام وهي قصة واقعية .. بثتها اذاعة الكويت في ركن البادية ..
يذكرُ رجلٌ يسمى ابن جدعان يقول : خرجت في فصل الربيع .. واذا بي أرى أبلي سماناً يكادُ الربيع أن يفجر الحليب من ثديها ... كلما اقترب الحوارُ وابن الناقة من امهِ .. دَرّت وأنهلَ الحليب منها .. لكثرة الخير والبركة .. فنظرتُ إلى ناقةٍ من نياقي وابنها خلفها .. وتذكّرتُ جاراً لي .. له بُنيات سبع .. فقير الحال .. فقلتُ .. والله لأتصدقنَّ بهذه الناقة وبولدها لجاري .. والله يقول : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وأحب حلالي هذه الناقة .. يقولُ فأخذتها وابنها وضربتُ الباب على الجار ... وقلت له : خذها هدية مني لك ... يقول .. فرأيت الفرح في وجههِ .. لا يدري ماذا يقول .. فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها .. وينتظر وليدها يكبر ليبيعه ... وجاءه منها خير عظيم ... فلما انتهى الربيع .. وجاء الصيف بجفافهِ وقحطه .. تشققت الارض .. وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلاء .. يقول .. شددنا الرحال وضعنا من مكاننا نبحث عن الماء في الدحول ... والدحول حفر في الأرض توصلُ إلى محابس مائية .. أقبية مائية تحت الأرض لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو .. يقول : فدخلتُ في هذا الدحلِ حتى أحضر الماء لنشرب .. وأولاده خارج الدحلِ ينتظرون .. فتاه تحت الأرض ولم يعرف الخروج .. وانتظر أبنائه يوماً ويومين وثلاثة .. حتى يأسوا .. قالوا .. لعل ثعبان لدغهُ ومات .. لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانوا والعياذُ بالله ينتظرون هلاكه طمعاً في تقسيم المال والحلال .. فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث .. فقال أوسطهم : أتذكرون ناقةَ أبي التي أعطاها الجار ... إن جارنا لا يستحقها .. .... فنأخذ بعيراُ أجرباً ونعطيه الجار .. ونسحب منه الناقة وابنها ... فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار وقالوا : أخرج الناقة .. قال : ولِم ؟؟ إن أباكم أهداها لي .. وأنا أسترزقُ منها .. أتعشى وأتغدى من لبنها .. فاللبن يغني عن الطعام والشراب كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام .. فقالوا : أعد الناقة خيراً لك وخذ هذا الجمل مكانه وإلا سنسحبها الآن عنوة .. ولن نعطيك شيئاً .. قال .. أشتِكيكم إلى أبيكم .. قالوا .. اشتكي إليه .. إنه مات .. قال مات !! .. كيف مات ؟؟؟ .. أين مات ؟ .. لِم لمْ أدري .. قالوا : دخل دحلاً في الصحراء ولم يخرج ... قال ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان الدحل .. ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريدُ جملكم .. فذهبوا به فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفيّ .. ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثم ربطه خارج الدحلِ .. ونزل يزحف على قفاه .. حتى وصل إلى أماكن فيه يحبوا .. وأماكنَ يزحف .. وأماكنِ يتدحرج .. ويشتم رائحة الرطوبة تقترب .. واذا به يسمع أنين الرجل عند الماء .. فأخذ يزحفُ تجاه الأنين في الظلام ويتلمسًُ الارض ووقعت يده على الطين .. ثم وقعت يده على الرجل .. فوضع يده على أنفاسه فإذا هو حيّ .. يتنفس بعد اسبوع .. فقام وجره وربط عينيه حتى لا ينبهر بالضوء والشمس ... ثم أخرجه معه خارج الدحلْ .. ومرس له التمر واسقاه .. وحملهُ على ظهره وجاء به إلى داره .. ودبت الحياة في الرجل من جديد وأولاده لا يعلمون .. فقال أخبرني بالله عليك اسبوعاً كاملاً وأنت تحت الأرض ولم تمت ؟ قال سأحدثك حديثاً عجبا .. لما نزلتُ ضعت .. وتشعبت بيّ الطرق .. فقلتُ آوي الى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه .. لكن الجوع لا يرحم .. فالماء لا يكفي ... يقولُ : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ .. وبينما أنا مستلقٍ على قفاي .. قد أسلمت وفوضت أمري الى الله واذا بي أحس بدفىء اللبن يتدفق على فمي .. يقولُ : فاعتدلتُ في جلستي .. واذا بإناء في الظلام لا أراه .. يقتربُ من فمي فأشرب حتى أرتوي .. ثم يذهب .. فأخذت يأتيني ثلاث مرات في اليوم .. لكن منذ يومين انقطع !! ما أدري ما سبب انقطاعه .. يقولُ .. فقلتُ له .. لو تعلم سبب انقطاعهِ لتعجبت .. ظن أولادك إنك مت .. وجاءوا إليّ وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها .. .... والمسلم في ظلّ صدقته ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ... وكما قال عليه الصلاة والسلام " الصدقة تقي مصارع السوء " ... فعلموا أولاده .. وقالوا : الحمدلله على سلامتك يا والدنا ... قال أخسئوا .. لقد قسمت مالي نصفين .. فنصفه لي ونصفه لجاري .. أرأيتم أيها الأحبة كيف تخرج الرحمة ويخرج الفرج في وقت الشدة ... ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها فُرجت وكنتُ أظنها لا تفرجُ ... سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام ضاعَ منه يوسف فصبر وبكى من الحزن حتى أبيضت عيناه .. ثم ضاع منه ابنه بنيامين أخو يوسف فصبر وشكى حزنهُ وبثهُ الى الله وحده ثم ضاع منه ابنه الأكبر الذي قال ( لا ابرح ... ) فماذا فعل يعقوب عليه السلام ... وثلاثة من أولاده ينفصمون أمام عينيّه .. مصابٌ يمتد قرابة عشرين سنة فلما أشتدّ البلاء أحس يعقوب عليه السلام بالفرج .. فلما أذن الله بالفرج لم تنتظر الريح أن يصل الرسول لكي يخبره .. بل حملت ريحة قميص يوسف عليه السلام وأوصلته إلى فم يعقوب عليه السلام .. ( قال أن لأجد ) .. أرأيتم .. الريحُ تسابق بالفرج قبل أن يصل .. ويلقي القميص على عينيه فيرتدُ بصيرا ... ويرفعُ من الحزن إلى عرش ملك يسيطر على مصر والشام والجزيرة .. يا سبحان الله .. ( قل اللهم مالك الملك ) هذا أصل أيها الأحباب (( أنك على كل شيىء قدير )) يجب أن نؤمن بها وأن نعرفها وأن نوقن بها أكثر من أن نوقن أننا الآن في ليل أو نهار ... إنك على كل شيىء قدير .. |
ألماني يرد معروف ليبي عبر سعودي
جاسر عبدالله الحربش قبل أسابيع كثيرة - لا أذكر عددها - قرأتُ في جريدة الرياض زاوية الكاتب الممتع ناصر الحجيلان (إيقاع الحرف). أذكر أنها حوتْ ثلاث قصص عن ثلاث فضائل سُجلت لمجهولين .. وكانت العبرة فيها أن المروءة ثمرة يزرعها الله في قلوب كثيرة فتعطيها ولا تنتظر رد الجميل مقابل أفعالها الطيبة. مثل القصص تلك تجعل القارئ أو السامع يرتاح قليلاً من الإحساس بجفوة الحياة في المدن الكبيرة المزعجة. عبر ذلك الارتياح الذي أحسست به آنذاك ذكرتني زاوية الأخ ناصر بموقف مشابه جرى لي شخصياً عندما كنت طالباً في ألمانيا الغربية عام 1969م. كنا أربعة شباب سعوديين (شباب آنذاك بالطبع) .. ثلاثة منا يدرسون الطب في جامعة هايدلبيرج ورابعنا قريبٌ لأحدنا قَدِمَ إلى ألمانيا لزراعة قرنية في عينه وزُرعت له ونجحتْ .. وغداً يعود إلى الوطن .. فقررنا توديعه بعشاء نتشارك في تكاليفه في مطعم معتبر عند متوسطي الحال. انصرفنا من المطعم عند منتصف الليل .. وكانت السماء تصب وتهب والظلام دامس لغزارة المطر ونحن الأربعة محشورون في سيارة أوبل صغيرة كان يمتلكها محدثكم أيام شبابه .. في وسط الميدان الرئيس لمدينة هايدلبيرج (ميدان بيسمارك) انكسر شيء ما أسفل السيارة وتوقفت مائلة على جنبها الأيسر فتسمرنا بداخلها لا ندري ماذا نفعل. ما هي إلا دقائق قليلة وتوقفتْ أمامنا سيارة شرطة المرور بأنوارها المتلألئة وواحدة مثلها خلفنا .. وإذا بشرطي ألماني طويل عريض مرتدياً لباس المطر الجلدي يسلط نور مصباحه اليدوي على وجهي .. وكنت السائق. أصبت بالخوف من ثقل الغرامة المتوقعة لأنني كنت قد تخطيت موعد الفحص الدوري على سيارتي بشهور كثيرة .. ولأنَّ الشرطي أطال النظر في وجهي على ضوء مصباحه .. أخيراً طلب منا بلطف نسبي لا نتوقعه كأجانب في مثل ذلك الموقف أن نتفضل معه إلى إحدى السيارتين. سألته .. وكنت أقدَمَ زملائي وأفصَحَهم .. إلى أين سيأخذنا ؟ فقال إنه سوف يقِلُّنا إلى حيث نسكن في بيت الطلبة .. هكذا .. وبدون أن يطلب أوراق السيارة الرسمية وبدون سؤال وجواب ينقلنا إلى بيت الطلبة ! إن هذا غريب وغير متوقع. سألته عن مصير سيارتي فرد بهدوء: لا تقلق .. سوف تجدها غداً في ورشة إصلاح سيارات أوبل في الشارع الفلاني .. عند بيت الطلبة رفضت أن أترجل من السيارة قبل أن يخبرني عن سبب لطفه وكسره لقواعد الصرامة المعهودة في الشرطة الألمانية فوعدني أن يحضر غداً ليخبرني بذلك .. وأعطيته رقم غرفتي في بيت الطلبة وانصرف .. وبالفعل في اليوم التالي حضر الشرطي واتضحت الأمور كما اتضح لي أيضاً أن الدنيا صغيرة وأن المعروف مهما طال الزمن لا يضيع. أحدثكم هنا بما قاله لي ذلك الشرطي الألماني الذي ربطتني به لاحقاً صداقة طويلة فتحدث وقال: «كنت في التاسعة عشرة من عمري جندياً في جيش القائد الأماني رومل في الصحراء الليبية غير بعيد عن مدينة طبرق الساحلية . خسرنا الحرب هناك للحلفاء بقيادة الإنجليزي مونتجومري فصدرت لنا الأوامر بالتفرق إلى جماعات صغيرة أو أفراد ومحاولة أن ينجو كل واحد بنفسه بوسائله الخاصة. هربت وهربت وهربت في الصحراء حتى أغمي عليَّ من الإعياء والعطش. صحوت بعد أيام في خيمة بدوي عربي ليبي يسكن مع زوجته وأطفاله فيها ويرعى أغنامه حولها ». استمر الألماني وعيناه مغرورقة بالدموع: «مكثت عندهم أكثر من شهرين .. أنام معهم في خيمتهم وآكل مما يأكلون ولا أبرح الخيمة إلا في الظلام خوفاً من أن تلتقطني دوريات الحلفاء. ذات ليلة مقمرة أفهمني ذلك البدوي أن يا رالف ( وهذا هو اسمي ) .. هذه الليلة سوف تعود إلى وطنك .. انطلق معي على ضوء القمر إلى شاطئ البحر قرب طبرق وكمنا هناك .. ما هي إلا ساعتان أو ثلاث حتى رأينا أنوار قارب عسكري في عرض البحر يرسل ومضات ضوئية عرفت معناها لأن القارب كان ألمانياً .. ناولني البدوي الليبي مصباحاً صغيراً من ردائه فأرسلت للبحر ومضات محددة تدربت عليها في الجيش .. وما هي إلا أقل من ساعة ويصل قارب مطاطي به جنديان ألمانيان يأخذانني معهما بعد أن ودعت صديقي الليبي بما أملك من متاع الدنيا آنذاك وهو الشكر والامتنان وغصة في الحلق». قال الشرطي الألماني: « ذهبتْ السنين وكبرتُ وتزوجتُ وصار لي أولاد وأنا أتذكر ذلك العربي كل يوم .. البارحة حين رأيتك في السيارة على ضوء المصباح عرفت أنني وجدت ابن ذلك البدوي أو قريبه أو أحداً من قبيلته فأنت تشبهه إلى حد بعيد .. أردت أن أرد له بعض الجميل في شخصك ». انتهت القصة .. ويا أيها الناس إن المعروف لا يضيع مهما طال الزمن ومهما اختلفت الأعراق والمشارب. *نقلا عن "الجزيرة" السعودية |
أحد نواخذة الكويت يقول : احنا في البحر ... في الغوص والسفر عندنا واحد من دولة خليجية ....... شاب نظيف تقي .. نقي .. ملتحي ، دائماً يوقضنا لصلاة الفجر .. ويؤذن لصلاة الجماعة .. ويعنّف البحرية الذين لا يصلون .. يعض البحرية يعني ماخذين قضية الصلاة بإهمال .. يأنبه يقول له : اتق الله ، حرام عليك .. هذه فريضة .. يقول ما نراه إلا متوضي أو مؤذناً .. أو يستغفر ، أو يصلي .. يقول وصلنا إلى الهند .. ومن عادة البحرية ينزلون أربعة أيام بعد السفر الطويل يأخذون راحتهم .. اللي يشتري حاجته ، واللي يروح بستان الراني ، واللي يروح حق والعياذ بالله مكان الهوى .. وهذا الرجل الصالح ما ينزل من السفينة ... يقول حتى الأربع أيام هذه ما ياخذها ، يقعد يبرم الحبال ويفتلها .. ينظف المركب يسوي له أي شغلة يتلها فيها إلى ان تأتي الصلاة ... قلبه معلق بالصلاة ..
يقول سفرة من السفرات تسلط عليه واحد لوتي ... قال له انت مجنون شمقعدك ... ضارب البحر تحت ماي وفوقك ماي .. احنا ما قلنا لك تعال دش هالمكان والا هالمكان ... تعال شوف هالدنيا .. شوف هذا اللي يرقّص حية .. شوف هذا اللي يرقص له فيل .. وشوف هذا اللي يمشي على مسامير .. وشوف هذا اللي ياكل جمر ويشرب تب ( سطل ) مالح .. يقول شوف الناس .. قال أكو دنيا هالشكل .. قال له اي نعم .. قام المسكين ونزل ... هذا خذاه من ايده ووراه الدنيا ... ومرّ عليه ودخل في سكة سدّْ ... قاله .. شوف الباب ذاك لا تجرّبه .. انطرني برّا ، وانا بدخل ربع ساعة وأطلع ...!!!! هذا المسكين وقف .. .. سبحان الله .. لا اله الا الله .. الله اكبر .. يسبح ... والا كاااااااع كع كاااااع مثل الموسيقى ضحكة وحدة .. دنا حط أذنه .. والا ضحكة ثانية .. طل من فتحة الباب والا شنو يشوف ... نطر لما طلع هذا .. قال له شنو هذا .. قال اهِيييييه .. خلك يا عمي .. يا مغفل .. قاله يا ابن الحلال هذا أمر .. أمر حرام وهذا منكر .. قاله اهيييييييه ... خلك انت مع الحرام والمنكر ... .. هذا راح المركب ... صج اذن وصلى ... لكن الضحكة والنظره من فتحة الباب ما خلته ينام ... ما خلته ينام ... طول الليل مثل الشياطين امام عينه يراهم .. ما أن أصبح الصبح .. كل البحرية ينزلون لان النوخذه شارط عليهم بالليل يجون .. إلا هو أولهم طار .. ... ها وين ... بس أبي أطل ... أهيييه ابليس ... هو طل الطلة الاولى .. دز الباب ودش ... الحين صاحبه طلع وانتهت الاربعة أيام .. النوخذة وين اللي يأذن .. ماكو أحد .. وين اللي يتوضىء .. ماكو احد .. قال روحوا دّوْروْ رفيجكم ... يكون أحد اذبحه .. ليكون أحد قطع عليه الطريج .. والا هذا عارف وين في حاطه ... ساكت وامجندس راسه .. .. البحرية اللي يعرفون .. قالوا راح مع فلان ... قال تعال فلان وين ودّيته .. قال .. والله طال عمرك وديته هنااااااااك ... قال حسبي الله عليك .. يالله روح جيبه .. وراح والا الرّيال قاعد .. قُوم اطلع ... رُوح ماني طالع .. امش .. ماني ماشي ... تَلْه .. مو راضي يطلع .. إلى ان جاب أربع بحرية شالوه أيد ورجل .. وهو يرفس ... هدوني .. مالكم شغل فيني .. حسبي الله عليكم ، ويصيح ويلبح ... ويصارخ ... ايهههه .. الحين اربطوه وقطوه على المركب وهو يصيح .. إلى ان اختفت الأرض ... وهذا قام ما ياكل ولا يشرب ولا يصلي .. قاعد على طرف المركب ويغني ويشعر .. ويغشى عليه .. ويزبعون ماي البحر ويكتون بالماي عليه .. ويصيح .. ويفَتّحْ .. أكل يا ابن الحلال ... أكل يا يالطيب ... مو راضي .. يغرّونه بالمريس لانه أشرف على الموت ... وفي ليلة من الليالي والنوخذه سهران .. وهو يسمع الونين اللي ما ينقطع ... آآآآآآه .. آآآآآآه .. ياه النوخذه شايل معاه سراي .. قالّه انت اشفيك غرّبَلك الله ذبحتنا ، سهرتنا .. قال اشفيني ... شوف .. فكشف له عن عورته .. فاذا يرى الدود يتساقط منه .. فصرخ النوخذة وقال .. أعوذ بالله .. أعوذ بالله ... قال هذا هو ابتلاء الله .. وهذا مصيري .. فغطاه وخلاه ... وعند شروق الشمس والبحرية يستيقضون للفجر سمعوا صرخة ... أفاقوا كلهم فزعين من نومهم ... واذا بهم يرونه عاظ على طرف المحمل وامدخل ظروسه في الحطبة ، وميت يابس لقوه وشالوه ... سبب هذا كله ... هذه القصة الواقعية نظره من فتحة الباب .. سهم من سهام ابليس ... شوفوا كيف يحذر القرأن الكريم ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ... ) الله أكبر .. ( ذلك أزكى لهم ) ... يعني ما يصيرون نظاف وطاهرين ويزكي القلب الا اذا وضعوا الحواجز والموانع غض الطرف .. وحصنوا الفرج .. معنى هذا ان هذه الزكاة المذكروه في هذه الاية .... والطهارة تأتي اذا العين مفتوحة على المحارم .. على ما حرم الله سبحانه وتعالى .. ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) . والآية عجيبة لم يقول سبحانه .. يغضوا أبصارهم ... لصرنا كلنا ما نشوف .. لازم كل واحد يحط ايده على عينه ويدّعم ... ما يشوف .. لكن قال الله ( من ابصارهم ) يعني لا تابع الحرمة واهي تمشى خلاص مرّت شفتها غصباً عليك .. غض من ابصارك .. شوف حكمة القرآن كيف يختار العبارة والكلمة .. ( يغضوا من أبصارهم ويحفظون فروجهم ان الله خبير ) شوف الاسم والصفة جاءت هنا خبييييييييير يعلممممممممممممم حاجة القلب اللي يصلحه واللي يضره لانه خبييييييييييييييييييييييييييير سبحانه وتعالى .. ( ان الله خبير بما يصنعون ) . وكم من الناس عنده امْريته بنت حلال يعني الله مرضّيه فيها ومثل ما يقولون يعني أسعيّد بعين امه غزال ... مو شرط تكون جميلة .. لكن الجمال جمال الخلق والجمال جمال القناعة ... يحبُها وتحبه .. واذا جلس في مجلس يعني يستحلي بذكر اسمها ويتفنن في مرضاتها .. ثم جاءت منه إلتفاته .. أو نظره إثر نظره .. فتحولت زوجته في وجهه كأنها قرد .. واصبح يأنف الجلوس معاها .. او الحديث معاها .. او أن يأتيها .. الى أن تتفاعل المسألة وتصل إلى الطلاق .. ويبدأ بعد الطلاق يشهر ... اشفيك طلقتها .. هذه حرمة .. هذه أحد يقعد وياها .. هذا وجه .. إتخسى .. الله أكبر وين الحبيبة التي كنت تشرق فيها .. لانه شاف بوني وجوني ووداد يتنقزون جدامه .. راح متحول إلى ذئب بشري .. لا هو اللي تزوج عليها ولا هو اللي تم على الاولية .. ماكو طيارة رايحة لبانكوك وطيارة راحية لامريكا كرسمس . يا ابن الحلال اتق الله في نفسك آخر عمرك .. قال روح آخر العمر موت .. الله يلعنها من فلوس اللي ما تونس صاحبها ... يعلم أن آخر الحياة وموت ويصرّ ... الله يقول .. ( ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون ) . وهو يعلم ويصرّ .. كيف تكون نهايته هذا .. لكنها سببها نظره أو ابتسامة أو مجاملة أو ملاطفة عابرة انتكس الانسان هذه الانتكاسة ... اخوكم / الاثرم |
قصة شاب الماني ... طبيب اسمه جيمي ميشيل .. هذا الشاب أُرسل من مكان في المانيا الغربية قبل التوحيد .. أُرسل بمهمة تنصيرية الى الصومال مع مجموعة من الاطباء .. كانت المهمة الظاهرة هي مداواة أو تقليل من ظاهرة العمى .. بسبب كثرة الامراض وعدم وجود الطب .. معالجة أكبر عدد ممكن من العميان .. أو ضعيفين البصر ..
ولكن المهمة الثانية والحقيقية هي التنصير .. أُرسل جيمي ميشيل 36 سنة الى الصومال .. وهناك كان محبوباً بسبب أخلاقه العالية ، وأحب الشعب الصومالي ذو الأخلاق العالية .. كانوا يحيّونه .. بالرغم أنه لا يعرف لغتهم ولكن يعرف تمتمت أفواههم وهي ترحب به في كل مكان يذهب إليه ... جلس ما يقارب خمسة أشهر أحب هذا الشعب وأحبوه .. ولكنه تفاجىء ببرقية تأتيه من قصر رئاسة هذا المشروع في ألمانيا الغربية .. تدعوه بأن يتوجه إلى لندن ليأخذ دورة في التنصير .. أستغرب هذه البرقية !! .. وهو قد نجح في عمله .. ونجح في مهمته .. وقطع شوطاً كبيراً .. لماذا ؟ .. وما هو السر وراء ذلك ؟ ... ولكنه امتثل لذلك وذهب وجلس في لندن مدة شهر كامل لهذه الدورة .. ثم أُرسل ثانية إلى تنزانيا كان يتمنى العودة إلى الصومال .. ولكنهم أرسلوه إلى تنزانيا ... ولكنه لم يعترض .. ولما رأوا سهولته وأخلاقهُ وعدم الاعتراض أرسلوه ثانية إلى الصومال .. ففرح فرح كبيراً .. فرح وهو يتكلم عنه .. يقول .. فرح لا استيطيع أن أصفه أبداً .. كفرحة الغائب عن البصر ثم يعود له البصر ثانية .. عندما رجع عاد إلى الصومال .. عاد إلى المكان الذي كان يعالج فيه .. أحب شاباً يسمى محمد باهور .. وكان يحب هذا الشاب حباً كبيراً .. ومن حبهِ له .. أن محمد يوماً من الأيام دعاه إلى البيت .. أفراد البيت كلهم رحبوا به وأكرموه اكراماً كبيراً .. ثم عرفه محمد على أبيه ... الأب شيخ كبير في السن .. جلس إلى الطبيب .. وتفاجىء فيه مشيل أن والد محمد باهور يتقن الانجليزية .. ففرح فرحاً كبيرأً .. وقال في نفسه هذا هو المفتاح الذي سأدخل على هذه القرية وأنصرهم .. سيساعدني الكثير في مهمتي الثانية .. مهمة التنصير .. ولكن واالد محمد فاجئه بأنه كان يمسك مصحفاً وقال له : أتعرف هذا الكتاب ..؟ يقول أني اعرف هذا هو القرآن .. ولكني تظاهرت بالتغابي والجهل .. فقال له قبل ان يجيب هذا هو القرآن الكريم ... فتكلم عن القرآن .. وتكلم عن الانجيل .. وتكلم عن عيسى عليه السلام ... وعن الانبياء عليهم افضل الصلاة والسلام .. فأخرسه تماماً مما كان ينوي التحدث به .. انتهت الزيارة ... وذهبت إلى البيت مغموماً .. كيف استطيع أن أغزو عقل هذا الرجل .. ؟؟ قرأ كتبا وبعض المنشورات وأحس كأنه طالب سوف يذهب إلى الامتحان ... لأول مرة يشعر انه طالب وليس طبيب ... وكان يبحث عن محمد باهور في كل مكان .. يرجوه بأن يقوم بترتيب زيارة أخرى ... وفعلاً حدثت زيارة .. وكان الطبيب ميشيل قد أعد كلاماً يتكلمُ فيه عن النصرانية .. وعن عيسى عليه الصلاة والسلام .. وعن الانجيل .. ولكنه ايضاً فوجىء مرة ثانية بأن المبادرة قام بها والد محمد مرة ثانية .... سأله قبل أن يتيح له الكلام .. قال له ما هي المهنة التي تقومُ بها ؟ قال : الطـب ... قال أتعلم يا مشيل أن القرأن الكريم ذكر مراحل نمو الجنين في بطن امه ثلاث مراحل .. وفي ثلاث ظُلمات .. منذ أربعة عشر قرن ... وبدأ يشرح له الآيات التي جاء بها القرأن الكريم عن تخلق الانسان وهو جنين في بطن أمه ظلمة بعد ظلمة ... .. يقول مشيل أخذتني الرهبة .. وفعلاُ تجمدت .. كيف ؟ كيف لكتاب مضى عليه ( 14 ) قرن يحكي بالتفاصيل ما تعلمته فقط حديثأً في ارقى الكليات ... والذي لا أعلم به الا منذ سنين عندما تخصصت بالطـب ... يقول وأصابني شيىء من الإحباط .. ولكني انتصرت على نفسي ... وقلتُ لا تنهزم أبداً يا ميشيل ، حاول مرة ثانية .. يقول رجعتُ إلى شقتي وأنا مغموماً مهموماً ، وبحثتُ في بحوث كثيرة وحاولت الإنتصار والتحدي ... وتمنيت أن تتكرر هذه الزيارة .. ولكن محمد باهور فاجئني فعلاُ .. ان والدي يريد أن يراك كل يوم .. وهذا الذي كنت أُريد .. وفعلاً تحقق اللقاء الثالث والرابع والخامس والسادس ... ولكن في كل هذه اللقاءات هو الذي كان يبادر .. وأراني آخرساً .. أبكماً .. لا أستطيع أن أتكلم لغزارة علم هذا الرجل .. حتى شككني في ديني .. رجعت وما أعلم أنني مراقب .. واذا ببرقية تأتي تأمرني بالابتعاد عن المعسكر والرجوع إلى المركز .. .. كانوا يراقبوني .. يقول في كل حركة .. خافوا عليّ .. ولكني تحججت بأن لي بعض الأوراق التي يجب أن آخذها .. كانوا عندما ينامون بالليل أتسلل من المعسكر وأركب حافلة تُوصلني إلى والد محمد باهور واجلس معه ... ولكنهم عرفوا بذلك ودفعوا مالاً كثيراً لرجال الأمن حتى يمنعونني من الوصول إلى القرية .. وأيضاً دفعتُ أنا لهم مالاً كثيراً حتى يأذنون لي .. ومع ذلك قرروا نهائياً أن يبعدونني إلى كينيا .. وقبل الابعاد رجوتهم أن أعود مرة ثانية إلى القرية .. فان هناك أوراق لي تخصني .. وفعلاً ذهبتُ هناك واذا بهم يستقبلوني استقبالاُ عظيماً ، يرحبون بي .. لاحظت تغييراً كثيراً على أهل القرية .. قابلني والد محمد باهور وفرح فرحاً كبيراً .... وقال لي اليوم هو يوم رمضان .. تسحّرت معهم .. ومكثتُ معهم يوماً كاملاُ .. لأول مرة أصوم في حياتي وأنا غير مسلم ثم ودّعتهم وذهبت ... وفي نيروبي عاصمة كينيا راجعت نفسي .. وأردت أن أضع حداً لهذا التردد .. اما أن أبدأ البداية أو أنني أقطع الشكوك كلها وأدخل في أمرٍ آخر ... واذا برسالة من والدي تأتي وكأنهم أعلموه بما حدث لي ... فيها عطف عليّ وتخوفٌ عليّ .. ويطلبُ مني بأن أرجع إلى ألمانيا الغربية بسرعة ... بعد مراجعة كبيرة واشتياقي لمحمد باهور وإلى الصوماليين وضحكاتهم وتبسمهم وعناقاتهم ... إلى أحاديث والد محمد باهور .... قطعت هذا التردد وأخذت ورقة بيضاء ناصعة وكتبت بها إلى الرئاسة .. رئاسة المؤتمر الذي بعثني لهذه المهمة .. قلت لهم باسلوب واضح ... اطمئنوا وكل شيىء على ما يرام ... ساذهب إلى الصومال .. يقول ولكن كيف بي أن أعود إلى مقديشوا وأنا لا أملك المال .. قلت لأصحابي سارجع إلى الصومال وليفعلوا ما يفعلوا ، حتى لو على موتي ... بعت كل ما أملك .. وبعت ملابسي ولم أبقي إلا التي عليّ وثلاث أحذية .. حاولت ... وفعلاً وحصلت على سعر التذكرة .. رجعتُ إلى مقديشوا ومن مقديشوا ، ذهبت إلى القرية .. قرية والد محمد باهور وأعتنقني وأعتنقته .. واذا بي أسرُّ في أُذنيّه وأقول أشهد أن لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله ... بكيتُ وبكى وأعتنقنا وفرحت القرية كلها باسلامي وأخرجوا أمراً بتسهيل مهماتي وتحركاتي في كل القرية ... لم يكن عندي وقت الا الفرح .. بل استثمرت كل دقيقة لأتعلم فيها الاسلام وأحفظ بها القران الكريم وأحفظ بها الأحاديث .. وبعد فترة جاءت لي رسالة .......................... وما زلت استمتعُ بهذه الحياة .. الحياة الاسلامية بين أحبائي الصوماليين وبين ديني الجديد .. انها حلاوة الإيمان والاعتزاز بالدين .. أنها رسالة لكل أبناء المسلمين ان ينتبهوا إلى هذا الكنز العظيم الذي عندهم الدين الاسلامي ويعتزوا به أكثر ويتبحروا فيه أكثر .... فهو نعمة خالدة إلى يوم القيامة .. نسأل الله أن يُميتنا على هذا الدين موحدين مخلصين له لا نريد ولا نبغي ديناً غيره ... |
يقول أحد الشعراء ... حينما جلست في المقعد المخصّص لي في الدرجة الأولى من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولةٍ غربية .. كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً .. بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فارغاً .. قلتُ في نفسي :
أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً ، أو أن ييسّر الله لي فيه جاراً طيباً يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد ،.. نعم إن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك .. ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد ! وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ .... فتاةٌ في مَيْعة الصَّبا .. لم تستطع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الإطراف المزيّنة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرّقة والجمال .... كان العطر فوّاحاً ، بل إن أعين الرّكاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر هذه الرائحة الزكيّة .. لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهيما إطار منضود من نظرات الرُّكاب .. حينما وجهت نظري إلى أحدهم ... رايتُه يحاصر المكان بعينه ... ووجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ... كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام : " ألا وإنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه ، ألا وأنّ طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه . . ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف .. لقد تساءلت حينها ... لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ..؟ كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها .. ليست لغيره من الناس .. وما دامت له فإنّ طيبَها وراحة عطرها لا يجوز أن تتجاوزه إلى غيره .. كان هذا الجواب واضحاً .. ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاة .. قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي وسألت نفسي : يا ترى لو لم يَفُحْ طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أقمعت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة .. أكانت الأنظار اللاّهثة ستتجه إليها هذه الصورة ؟ عندما جاءت " خادمة الطائرة " العصير .. أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال .. وقدمته إليّ ... تناولته شاكراً وقد فاجأني هذا الموقف .. وشربت العصير وأنا ساكت ... ونظرات ذاك الشخص ما تزال تحاصرني .. وجّهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياءً _ كما أظن _ ثم اكتفى بعد ذلك اختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ولما أصبح ذلك دًيْدًنًه ، كتبت قصاصة صغيرة ( ألم تتعب من الالتفات ؟؟ ) فلم يلتفت بعدها ... عندما غاصتْ الطائرة في السحاب الكثيف عند الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذلك المنظر البديع .... سبحان الله العظيم ، قلتُها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع ... قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم .. ووجهتْ حديثها إليَّ قائلةً إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذّة.. ومن حسن حظي أنني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحة شعرية رائعة لها المنظر .. لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة .. كلا ... لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها ووضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ... لقد بدا وجهها ملوَّناً ألوان الطيف .. أما شعرها فيبدو أنها قد صفّفته بطريقة خاصة تعجب الناظرين ... قلت لها : سبحان من علّم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ... قالت : إنها تدلُّ على قدرة الله تعالى ... قلت : نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون وخالقه .. الذي أودع فيه أسرارّا عظيمة ، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلَّغهم رضى ربهم ، وتنجيهم من عذابه يوم يقول الأشهاد . قالت ألا يمكن أن نسمع شيئاً من الشعر فإني أحب الشعر وان هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إليّ .. ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة ... لقد تمنّيتُ من أعماق قلي لو أنها لم تعرف مَنْ أنا .. لقد كان في الذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها .. وسكتُّ قليلاً .. |
الساعة الآن 03:05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir