منتدى زين فور يو

منتدى زين فور يو (http://zain4u.com/vb/index.php)
-   منتدى خاص بالاثرم (http://zain4u.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب (http://zain4u.com/vb/showthread.php?t=12)

AL-ATHRAM 12-10-2021 08:42 PM


Saif

الفصل التاسع
خطية هارون

قال المعترض الغير مؤمن : ورد في الخروج 32:4 أن هرون صوَّر العجل وعَبَده وأمر بني إسرائيل بعبادته

وللرد نقول: افترى المعترض الغير مؤمن على هرون، فقد ورد في خروج 32 أنه لما رأى بنو إسرائيل أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمعوا على هرون وألزموه على عمل صنم \يسير أمامهم فقال لهم: انزعوا أقراط الذهب التي في آذانكم وكانت غايته صرفهم عن ذلك، إذ لا شيء أعزّ عند المرأة من حليّها، فكان يظن أن نساءهم يبخلن بحليهن فلا يتحقق هذا الطلب, وكان مقصوده أيضاً اكتساب مُهلة الى أن يرجع موسى، فقد عجز هارون عن مقاومتهم بالقوة ولكن لم يتحقق ظنه، فأخذ الحلي وصوَّرها بالإزميل، فقالوا: هذه آلهتك يا اسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر

وقد ذكر القرآن هذه القصة في سورة البقرة والأعراف وطه وغيرها، فقال: لما رأى موسى من هرون خور العزيمة لعنه وجرَّه من شعر رأسه ومن لحيته واعتذر له هرون بأن قال له: إنهم استضعفوني وخفت أن يقتلوني, ومرة قال: أنا خفت على بني إسرائيل من التفريق والتمزيق وصيرورتهم أحزاباً ونكتفي بإيراد بعض الأقوال القرآنية:

1 - ورد في الأعراف 7: 148 - 151 : " واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلًا جسداً له خُوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا؟ اتخذوه وكانوا ظالمين ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا: لئن لم يرحمنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً، قال: بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجرُّه اليه قال ابن أمّ، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال: رب اغفر لي ولأخي "

2 - وورد في طه 20:85 -94 : " قال فإنّا قد فتنَّا قومك من بعدك وأضلَّهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً؟ أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي؟ قالوا: ما أخلفنا موعدك بملكنا، ولكنا حُمِّلْنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها، فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلًا جسداً له خوار، فقالوا: هذا إلهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولًا ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنما فتنتم به، إن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري، قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال: يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن؟ أفعصيت امري؟ قال: يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيت أن تقول: فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي "


هذه الأقوال تدل على انه لما عاد موسى من الجبل: (1) وبخ هرون بقوله: بئسما خلفتموني من بعدي , (2) كسر موسى الألواح من شدة غيظه, (3) جرَّ أخاه من شعره وشده من لحيته, (4) اعتذر هارون، فقال: إنهم استضعفوني وكادوا يقتلونني , (5) توبيخ موسى لهرون بقوله: إذا لم تتبعني قال ابن عباس: أوقد هرون ناراً وقال اقذفوا ما معكم فيها، وقيل إن هرون مرَّ على السامري وهو يصوغ العجل، فقال له: ما هذا ؟ قال: أصنع ما ينفع ولا يضر، فادْعُ لي فقال هرون: اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه فألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل في فم العجل، وقال: كن عجلًا يخور، فكان كذلك بدعوة هرون فذلك قوله فأخرج لهم عجلًا (الرازي في تفسير طه 20:8 , فلماذا الاعتراض على قصة التوراة، وقد أخذ القرآن هذه القصة منها، وأتى بالزيادة والنقصان؟ فإن ذكر السامري جَهْل بالتاريخ والجغرافيا، ولا نعلم من أين أتى هذا السامري! كان الأقرب إلى العقل أن يقول (عوضاً عن السامري) إنه أتى مع بني إسرائيل مصري عمل لهم العجل أبيس معبود قدماء المصريين، فإن الإسرائيليين كانوا في سيناء ولم يكونوا وصلوا إلى أرض كنعان، ولم يكن للسامرة اسم ولا رسم فذكر السامري خطأ ومما يشبه ذلك قوله: تربة حافر فرس جبريل ,

ثم قال إن للعجل خواراً وجسداً، فمثل هذه الأمور تقع على آذان العارف بحقائق التوراة كخرافات، فأقوال التوراة هي الصحيحة، وهي تنزيل الحكيم العليم,

قال المعترض الغير مؤمن : زعموا في حق موسى أنه أمر أن يصنع من ذهبٍ صورة كروبَيْن باسطيْن أجنحتهما إلى فوق، ووجه كل واحد منهما إلى الآخر، ويوضعان فوق غطاء تابوت الشهادة الذي فيه نسخة التوراة، كما في الخروج 37 ، مع أن موسى نهى عن اتخاذ الصور والتماثيل كما في الخروج 20 ,
وللرد نقول:

كان الكروبان من متممات التابوت الذي كان يتجلى الله فيه ويعلن لأنبياء بني اسرائيل أوامره، ويرشدهم إلى ما يجب أن يفعلوه ولا نعرف كيف خفي هذا على المعترض الغير مؤمن ، وهو مذكور في القرآن، وجعله من آيات الله للمؤمنين, فورد في البقرة 246 أنه لما طلب بنو إسرائيل من أحد أنبيائهم (وهو صموئيل) أن يولي عليهم ملكاً ليخرجوا ويقاتلوا أعداءهم، أخبرهم أن الله بعث لهم طالوت ملكاً (شاول) فتذمروا على هذا الملك، فأخبرهم أن الله اصطفاه عليهم وزاده بَسْطة في العلم والجسم، فطلبوا من النبي آيةً على ذلك فقال في البقرة 248: وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت، فيه سكينة من ربكم، وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين , أما قوله سكينة فصوابه شكينا باللغة العبرية,

السكينة:
ذكر علماء السير والأخبار أن الله أنزل على آدم تابوتاً فيه صورة الأنبياء، وكان التابوت من خشب الشمشاد، طوله ثلاثة أذرع في عرض ذراعين، فكان عند آدم، ثم صار إلى شيت، ثم توارثه أولاد آدم إلى أن بلغ إبراهيم ثم كان في بني إسرائيل إلى أن وصل إلى موسى، فكان يضع فيه التوراة ومتاعًا من متاعه، ثم كان عنده إلى أن مات ثم تداوله أنبياء بني إسرائيل الى وقت اشمويل, (صوابه صموئيل) (الرازي في تفسير البقرة 248),

واختلفوا في تلك السكينة ما هي، فقال علي بن أبي طالب : هي ريح خجوج (أي شديدة المر) هفافة، لها رأسان ووجه كوجه الإنسان , وقال مجاهد: هي شيء يشبه الهرة، له رأس كرأس الهرة وذَنَب كذنب الهرة، وله جناحان وقيل له عينان لهما شعاع، وجناحان من زمرد وزبرجد, وكانوا إذا سمعوا صوته تيقَّنوا النصر، فكانوا إذا خرجوا وضعوا التابوت قدامهم، فإذا سار ساروا، وإذا وقف وقفوا وكانوا إذا حضروا القتال قدموه بين أيديهم يستفتحون به على عدوهم فيُنصَرون, فلما عصوا وأفسدوا سلط الله عليهم العمالقة فغلبوهم على التابوت وأخذوه منهم، وكان السبب في ذلك أنه كان لعيلي (وصوابه عالي) وهو الشيخ الذي ربى اشمويل ابنان, وكان عيلي حبر بني إسرائيل وصاحب قربانهم، فأحدث ابناه في القربان شيئاً لم يكن فيه، وكانا يتشبَّثان بالنساء اللواتي يصلين، فأنذره الله، وسلط العمالقة حتى أخذوا التابوت ووقع عيلي وانكسرت رأسه، إلى أن بعث الله طالوت ملكاً وأخذ التابوت من العمالقة, ولما كان في بيت أصنامهم وقعت الأصنام (تفسير الطبري على البقرة 248),

والمطلع على تاريخ الكتاب المقدس يرى تاريخ بني إسرائيل وملوكهم وأنبيائهم مستوفياً، أما روايات القرآن وروايات أصحاب السير والأخبار الذين لم يطالعوا التوراة فهي في غاية التشويش والخلط، فيأخذون من قصة شيئاً، ثم يأتون بشيء من قصة أخرى لا مناسبة بينها وبين الأولى، بل تكون بعيدة عنها في الزمان والمكان بعداً قاصياً، شأن ناقل القصص التي كانت متواترة على ألسن الناس بدون تثبُّت ولا تروٍّ أو تحرٍّ، ولا سيما أن المعارف لم تكن منتشرة انتشارها في العصر الحاضر, ولكن لا عذر الآن في عدم المعرفة!

فإذا أراد المعترض الغير مؤمن معرفة التابوت، وجب عليه أن يطالع التوراة فيعرف حقيقته وغايته وتاريخه بالحق اليقين, ومع ذلك فالقرآن الذي يتمسك به المعترض الغير مؤمن قد ذكر التابوت وبعض لوازمه، وجعله من الآيات للمؤمنين، وعبَّر عن الكروبَيْن بلفظ السكينة كما يعلم من تعريف علي ومجاهد لها، وهي غير الصور والتماثيل التي نهى الله عن اتخاذها,




AL-ATHRAM 12-18-2021 08:35 PM

Saif


الفصل العاشر
خطية موسى

قال المعترض الغير مؤمن : زعموا أن موسى استعفى واستقال من النبوَّة والرسالة، فاشتد غضب الله عليه حيث قال للرب: أرغب منك يا سيدي أن ترسل غيري (كما في خروج 4), فكيف يُتصوَّر غضب الله على موسى مع أنه من أنبيائه وأصفيائه، وغضبه يكون على أعدائه؟ وكذلك حرمانه مع أخيه هرون عن دخول الأرض المقدسة وإعراض الله عنهما في آخر حياتهما ,


وللرد نقول: ورد في الخروج 4:10 - 15 أن موسى قال للرب: أنا ثقيل الفم واللسان فقال الرب: من صنع للإنسان فماً، أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى؟ أما هو أنا الرب؟ فالآن اذهب, وأنا أكون مع فمك، وأعلّمك ما تتكلم به , فقال: اسمع أيها السيد، أرسِلْ بيد من ترسل! فحمي غضب الرب على موسى، وقال: أليس هرون اللاوي أخاك؟ إنه هو يتكلم، وأيضاً ها هو خارج لاستقبالك ,, وأنا الآن مع فمك ومع فمه , فموسى لم يرد التوجُّه الى فرعون لثقل لسانه، إقراراً بعجزه وتواضعاً منه، ولم يُحجم عن طاعة أمر ربه,


وقد جاء اعتذار موسى في القرآن، ففي الشعراء 26:12 -15( قال رب إني أخاف أن يكذبوني ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، فأَرْسل إلى هرون, ولهم عليَّ ذنب، فأخاف أن يقتلوني, قال: كلا فاذهبا بآياتنا، إنّا معكم مستمعون , )

هذا يدل على أنه لما أمر الله موسى، اعتذر عن التوجُّه بسبب العُقدة التي في لسانه، وبأنه قتل أحد المصريين، وطلب من الله أن يرسل إلى أخيه هرون بأن يبلغ الرسالة، فأخبره الله أنه سيكون معه، وأمره أن يتوجَّه مع أخيه هرون، وهي قصة مأخوذة من التوراة التي ذكرت أن الله غضب عليه، لأنه كان يجب طاعة الأمر حالًا وسريعاً، بدون اعتذار ولا إظهار عجز، لأن من يكون الله معه هو في غنى عن كل شيء, فإذا كان ضعيفاً وكان الله معه صار قوياً، وإذا كان جاهلًا أصبح حكيماً، وإذا كان ألكن أصبح فصيحاً,

على أن القرآن نسب خطايا أخرى إلى موسى غير ما ذُكر، فنسب إليه:

1 - أنه قتل, في القصص 28:15 ، 16 (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان، هذا من شيعته وهذا من عدوه، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، فوكزه موسى فقضى عليه, قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مبين, قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ,)

فقتل المصري قتل عمد وعدوان، واعترف : هذا من عمل الشيطان وقال: إني ظلمت نفسي وقوله في الشعراء 26:20\: ( فعلتها إذاً وأنا من الضالين ,) وغاية ما اعتذر عنه المفسرون أن ذلك كان قبل النبوة (الكشاف في تفسير الشعراء 20),

2 - ورد في الشعراء 26:43 قال لهم موسى:( 'ألقوا ما أنتم ملقون`) , فقال علماء الإسلام إنه أذن لهم في السحر، وإظهاره حرام، فيكون إذنه أيضاً حراماً, وأجابوا عنه بعدة أجوبة منها أن السحر كان جائزاً، وهو جواب في غير محله, ومنها أنه أراد إظهار معجزته في عصاه وتلقفها لما أفكوه,

3 - ورد في الأعراف 7:150 ، 151 : ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: بئسما خلفتموني من بعدي, أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرُّه إليه, قال: رب اغفر لي ولأخي , )

فموسى الذي كان مشهوراً بالوداعة والحِلم وقع في ضدهما,

4 - ورد في الكهف 18:71 ، 74 قول موسى للخضر:( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها) (أي الخضر) قال: أخرقتها لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئاً إمراً ,,, لقد جئت شيئاً نكراً , مع أن فعل الخضر لم يكن منكراً لأنه كان بأمر من الله حسب دعواهم, وفي (عدد 75) قال: (ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً؟ ), قال البيضاوي في تفسيره لهذه الآيات: زاد فيه 'لك` مكافحة بالعتاب على رفض الوصية، ووسماً بقلة الثبات والصبر لما تكرر من الاشمئزاز والاستنكار، ولم يرعو بالتذكير أول مرة حتى زاد في الاستنكار ثاني مرة ,

لقد نسَب القرآن إلى سيدنا موسى القتل، وشدّ شعر رأس أخيه وجرّه كما يجر البهيمة، واستقباحه أمر الله، وعدم ثباته وعدم صبره وعدم ارعوائه بالتذكير، وطلبه من الله أن يرسل أخاه إلى فرعون, أما التوراة فلم تذكر سوى اعتذاره بثقل لسانه, ولا يُخفى أن خطيئة واحدة مما نُسب إليه تكفي لحرمانه من دخول أرض الموعد، فإن الله قدوس طاهر يعاقب على أقل خطية، فإن عدله وقداسته يستلزمان عقاب أصغر الخطايا، ما لم يُكفَّر عنها بالذبيحة,


AL-ATHRAM 12-29-2021 07:46 PM

Saif

الفصل الحادي عشر
خطية داود

قال المعترض الغير مؤمن :

زعموا في حق داود أنه اقترن بزوجة أوريا الحثي وحمل منها بولد، وأهلك زوجها بالمكر كما في 2 صموئيل 11 , وأنذَرَه ناثان بموت ابنه، كما في 12:14 ,

وللرد نقول: تشهد نصوص التوراة بتقوى داود وبطهارة قلبه ومسامحته أعداءه, فقد وقع شاول ألدُّ أعدائه مرتين في يده وسامحه حتى شهد له عدوه بأنه أبرُّ منه, مع كل ذلك وقع داود في الخطية، فاشتهى امرأة أوريا وزنى بها، وعرَّض زوجها في ميدان القتال لسلاح العدو فقتله، فأرسل الله إليه النبي ناثان ليوبخه على هذا العمل الوخيم، وحكى له قصة نعجة الرجل الفقير، فغضب داود وقال لناثان:

حي هو الرب، إنه يُقتل الرجل الفاعل ذلك، ويردّ النعجة أربعة أضعاف، لأنه فعل هذا الأمر، ولأنه لم يشفق , فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل! قتلت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امرأته!

والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، وهأنذا أقيم عليك الشر وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين الشمس، لأنك أنت فعلت بالسر، وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس , فاستغفر داود عن ذنبه، فأخبره ناثان: الرب قد نقل عنك خطيئتك, لا تموت , وضرب الرب الولد الذي ولده فمات (2 صموئيل 12),

وورد في سورة ص 38:21-25 :

(وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب، إذ دخلوا على داود ففزع منهم، قالوا لا تخف, خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط، وأهدنا إلى سواء الصراط, إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة، ولي نعجة واحدة، فقال أكفِلْنيها وعزَّني في الخطاب, قال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم, وظن داود أنما فتنَّاه، فاستغفر ربه وخرَّ راكعاً وأناب، فغفرنا له ذلك )

أقوال المسلمين في خطية داود:

قال المفسرون: كان داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام: يوم يقضي فيه بين الناس، ويوم يخلو فيه لعبادة ربه، ويوم يخلو فيه لنسائه, وكان له تسع وتسعون امرأة, وكان فيما يقرأ من الكتب أنه كان يجد فيه فضل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فلما وجد ذلك فيما يقرأ من الكتب قال: يا رب إن الخير كله قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي، فأعطني مثل ما أعطيتهم، وافعل بي مثل ما فعلت بهم, فأوحى الله إليه: إن آباءك ابتلوا ببلايا لم تُبتل بها, ابتُلي إبراهيم بذبح ابنه، وابتُلي إسحاق بذهاب بصره، وابتُلي يعقوب بحزنه على يوسف، وإنك لم تُبتل من ذلك بشيء, قال: يا رب ابتلني بمثل ما ابتليتهم به، وأعطني مثل ما أعطيتهم, فأُوحي إليه:

إنك مبتلي فاحترس, فمكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة من ذهب، حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلي، فمدَّ يده ليأخذه، فتنحَّى فتبعه، فتباعد حتى وقع في كوّة، فذهب ليأخذه، فطار من الكوّة، فنظر أين يقع، فيبعث في أثره, فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها، من أجمل الناس خلقاً، فحانت منها التفاتة فأبصرته، فألقت شعرها فاستترت به، فزاده ذلك فيها رغبة، فسأل عنها، فأُخبر أن لها زوجاً، وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا, فبعث إلى صاحب المسلحة أن يبعث أهريا إلى عدو كذا وكذا, فبعثه، ففُتح له, وكتب إليه بذلك، فكتب إليه أيضاً: أن أبعثه إلى عدو كذا وكذا، أشد منهم بأساً, فبعثه ففُتح له أيضاً, فكتب إلى داود بذلك, فكتب إليه أن أبعثه عدو كذا وكذا، فبعثه فقُتل المرة الثالثة، وتزوج امرأته,

فلما دخلت عليه لم تلبث عنده إلا يسيراً حتى بعث الله ملكين في صورة إنسيين، فطلبا أن يدخلا عليه، فوجداه في يوم عبادته، فمنعهما الحرس أن يدخلا، فتسوَّرا عليه المحراب، فما شعر وهو يصلي إذ هو بهما بين يديه جالسين، ففزع منهما، فقالا: لا تخف (إنما نحن) خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تُشطط يقول: لا تخف واهدنا إلى سواء الصراط , إلى عدل القضاء, فقال: قُّصَا عليَّ قصتكما, فقال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فهو يريد أن يأخذ نعجتي، فيكمل بها نعاجه مئة, فقال للآخر: ما تقول؟ فقال: إن لي تسعاً وتسعين نعجة ولأخي هذا نعجة واحدة، فأنا أريد أن آخذها منه، فأكمل بها نعاجي مئة, قال: وهو كاره؟ قال: وهو كاره؟ قال: إذاً لا ندعك وذاك, قال: ما أنت على ذلك بقادر, قال: فإن ذهبت تروم ذلك أو تريد، ضربنا منك هذا وهذا وهذا، وفسر أسباط طرف الأنف، وأصل الأنف والجبهة, قال: يا داود أنت أحق أن يُضرب منك هذا وهذا وهذا، حيث لك تسع وتسعون امرأة، ولم يكن لأهريا إلا واحدة، فلم تزل به تعرّضه للقتل حتى قتلته، وتزوجت امرأته, فنظر فلم ير شيئاً، فعرف ما قد وقع فيه، وما قد ابتُلي به، فخرَّ ساجداً يبكي أربعين يوماً لا يرفع رأسه (الطبري في تفسير سورة ص 21-25),
وروى البغوي بإسناد الثعلبي

عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول إن داود النبي حين نظر الى المرأة أوصى صاحب البعث فقال:'إذا حضر العدو فقرِّب فلاناً بين يدي التابوت`, وكان التابوت في ذلك الزمان يُستنصر به، ومن قُدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يُقتل أو يُهزم عنه الجيش، فقُتل زوج المرأة (الكشاف في تفسير سورة ص 21-25).

وقال الزمخشري أيضاً في تفسيره (الكشاف عند تفسير سورة ص): اتفق أن داود وقعت عينه إلى امرأة أوريا فأحبها، فسأله النزول له عنها فاستحى أن يرّده ففعل، فتزوجها وهي أم سليمان، فقيل له إنه مع عِظم منزلتك وكثرة نسائك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلًا ليس له إلا إمرأة واحدة النزول عنها لك، بل كان الواجب مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على ما امتُحنت به , قال ابن عباس وغيره: ان داود لما دخل عليه المَلَكان فقضى على نفسه، تحوَّلا في صورتهما وعرجا وهما يقولان: قضى الرجل على نفسه, فعلم داود أنهما قصداه، فسجد، فمكث أربعين ليلة ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض من جبهته وهو يقول في سجوده:'رب، زلَّ داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب, رب، إن لم ترحم ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً في الخلق من بعده`, فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة فقال: 'يا داود، إن الله تعالى قد غفر لك الهمَّ الذي همَمْت به`, فقال:'قد عرفت أن الله عدل لا يميل، فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال:'ربي دمي الذي عند داود؟`, فقال:جبريل:'ما سألتُ ربك عن ذلك، وإن شئتَ لأفعلن`, قال:'نعم`, فعرج جبريل، وسجد داود ما شاء الله تعالى, ثم نزل جبريل فقال:'سألتُ الله يا داود عن الذي أرسلتني فيه، فقال: قل لداود إن الله تعالى يجمعكما يوم القيامة، فيقول له: هَبْ لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب, فيقول الله تعالى: فان لك في الجنة ما شئت ما اشتهيت عوضاً عن دمك` ,
ومع ما في هذه الأقوال من غرابة، إلا أنها تدل على وقوع داود في الخطايا, وقد تواترت هذه القصة في أيام الصحابة، واتخذها الأراذل مسوّغاً لشهواتهم، فزجرهم عليٌّ عن التحدث بها, ولم يكن زجره إنكاراً لحقيقتها بل لصرف الناس عن الاشتغال بالمثالب, وقال علي: مَنْ حدَّثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدتُه مائة وستين، وهي حد الفرية على الأنبياء , ورُوي أنه حدث عمر بن عبد العزيز وعنده رجل من أهل الحق فكذب المحدث به وقال: إن كانت القصة على ما في كتاب الله فما ينبغي أن يُلتمس خلافها، وأعظم بأن يُقال غير ذلك, وإن كانت على ما ذكرت وكفَّ الله عنها سَتْرًا على نبيه، فما ينبغي إظهارها عليه , فقال عمر: لسَمَاعي هذا الكلام أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس ,
وقالوا إن القصة التي أتت في القرآن جاءت على طريق التمثيل والتعريض دون التصريح، لكونها أبلغ في التوبيخ, ولكن هذه القصة مذكورة في التوراة ببساطة الحق, وأعرب داود عن توبته في المزمور الحادي والخمسين فاعترف بخطيئته وتاب وندم,

قال المعترض الغير مؤمن : قال الشيخ السنوسي بعد أن أنكر قصة داود إن في كتب بني إسرائيل تخليطاً عظيماً لا يليق أن يُلتفت إليه ,
وللرد نقول: لقد أعمى التعصب الشيخ السنوسي فلم يذكر ما ورد في القرآن عن داود في التسعة وتسعين نعجة، وهو مأخوذ بالحرف الواحد من التوراة, فإنه لما سقط داود في الخطيئة أتاه النبي ناثان ووبخه، وضرب له هذا المثل كما تقدم,





AL-ATHRAM 01-10-2022 08:17 PM

Saif

الفصل الثاني عشر
خطية سليمان

قال المعترض الغير مؤمن : ما أعجب ما نسبوه لسليمان، أنه في آخر عمره ارتدَّ وعبد الأصنام وبنى لها المعابد، كما في الملوك الأول 11 , وما أجرأ بني إسرائيل لأنهم نسبوا كبار الأنبياء إلى المعاصي، وأدخلوا هذا البهتان العظيم في التوراة ,

وللرد نقول:

ذكرت في التوراة أن النساء الغريبات أملن قلب سليمان حتى بنى لآلهتهن المرتفعات، فغضب الله عليه ومزق المملكة من بعده عقابًا له، لأن للمُلك سكرة وللنساء صولة, غاية المولى أن يعلم الملوك أن لا ينهمكوا في اللذات والشهوات التي تلهيهم عن تدبير الأمور وسياسة الجمهور، وعن القيام بالواجبات الدينية,

وقد ورد في القرآن ما يفيد أن سليمان اشتغل بالأمور الدنيوية التي ألهته عن عبادة الله، وانه سمح بعبادة الأصنام في بيته, وقالوا إنه لم يقدم المشيئة لله، ولم يتوكل عليه, ورد في سورة ص 38:31-33 :

( إذ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب, ردوها عليَّ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق )

ومع اختلاف المفسرين في هذه العبارة إلا أنها تدل على أن الخيل ألهتْهُ عن الصلاة حتى قالوا إنه ذبحها ليتخلص منها, وورد في عددي 35،34 :

( ولقد فتنَّا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب, قال: رب اغفر لي وهَبْ لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي (ابن كثير في تفسير سورة ص 31-33)

وكان سبب ذلك ما ذُكر عن وهب بن منبّه: قال: سمع سليمان بمدينة في جزيرة من جزائر البحر وهي صيدون بها ملك عظيم الشأن، فأخذها عنوة وقتل ملكها، وأخذ ابنته واسمها جرادة، لم يُرَ مثلها حسناً وجمالًا، فاتخذها له امرأة واحبها حباً لم يحبه شيئاً من نسائه, وكان لا يرقأ دمعها جزعاً على أبيها, فأمر سليمان الشياطين، فقال: مثِّلوا لها صورة أبيها في دارها حتى لا تنكر منه شيئاً فمثلوه لها حتى نظرت الى أبيها بعينه إلا أنه لا روح فيه، فألبسته ثياباً مثل ثيابه التي كان يلبسها، وكانت تغدو اليه في ولائدها فتسجد له ويسجدن معها كعبادتها في ملكه، واستمرت على ذلك أربعين صباحاً, وبلغ ذلك آصف بن برخيا، فأتى سليمان فقال له: إن غير الله يُعبد في دارك منذ أربعين صباحاً في هوى امرأة , فأمر سليمان بتكسير ذلك الصنم، وعاقب تلك المرأة وولائدها، ثم خرج إلى فلاة من الأرض وحده، وأمر برماد فُرش له وجلس عليه، وتمعك به في ثيابه تذللًا إلى الله وتضرعاً إليه، يبكي ويستغفر مما كان في داره, فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع إلى داره, وكانت له أم ولد يُقال لها أمينة، إذا دخل للطهارة أعطاها خاتمه، وكان ملكه في خاتمه, فأعطاها خاتمه يوماً، فأتاها شيطان اسمه صخر المارد في صورة سليمان لا تنكر منه شيئًا, فقال: خاتمي يا أمينة فناولته، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان, وخرج سليمان فأتى أمينة وقد تغيرت حالته وهيئته عند كل من رآه فقال: يا أمينة خاتمي قالت: من أنت؟ قال: سليمان بن داود قالت: كذبت! فقد جاء سليمان وأخذ خاتمه، وهو جالس على سرير ملكه , فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته، فخرج فجعل يقف على الدار من دور بني اسرائيل فيقول: أنا سليمان بن داود فيَحْثون عليه التراب، ويقولون: انظر إلى هذا المجنون، أي شئ يقول؟ يزعم أنه سليمان! , فلما رأى سليمان ذلك عمد إلى البحر فكان ينقل الحيتان لأصحاب السوق، ويعطونه كل يوم سمكتين, فإذا أمسى باع إحدى سمكتيه بأرغفة ويشوي الأخرى فيأكلها, فمكث على ذلك أربعين صباحاً - مدة ما كان يُعبد الوثن في داره, فأنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم الشيطان، وسأل آصف نساء سليمان وقال لهن: هل أنكرتم من ابن داود ما أنكرنا؟ فقلن: أشد ما يدع امرأة منّا في دمها، ولا يغتسل من الجنابة , وبعد مضي أربعين صباحاً طار الشيطان من مجلسه، ثم مرَّ بالبحر فقذف الخاتم فيه فبلعته سمكة، فأخذها بعض الصيادين وأُعطى لسليمان سمكتين أجرة يومه، فباع سليمان سمكة بأرغفة، وبقر بطن الأخرى ليشويها فوجد الخاتم، فتختّم به ساجداً لله وعاد اليه المُلك فعلى هذا يكون المراد بقوله جسداً الوارد في القرآن هو صخر (الرازي والجلالان في تفسير سورة ص 34 ، 35)

وهناك عدة اعتراضات أوردها الرازي في تفسيره سورة ص 34 ، 35 وهو يستبعد كلام القرآن لعدة وجوه (1) أن الشيطان لو قدر على أن يتشبَّه بالصورة والخلقة بالأنبياء، فحينئذ لا يبقى اعتماد على شيء من الشرائع, فلعل هؤلاء الذين رآهم الناس في صورة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ما كانوا أولئك، بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة لأجل الإغواء والإضلال، ومعلوم أن ذلك يبطل الدين بالكلية, (2) أن الشيطان لو قدر على أن يعامل نبي الله سليمان بمثل هذه المعاملة، لوجب أن يقدر على مثلها مع جميع العلماء والزهَّاد، وحينئذ وجب أن يقتلهم وأن يمزق تصانيفهم وأن يخرب ديارهم، ولما بطل ذلك في حق آحاد العلماء فلأَنْ يبطل مثله في حق أكابر الأنبياء أَوْلى, (3) كيف يليق بحكمة الله وإحسانه أن يسلط الشيطان على أزواج سليمان؟ ولا شك أنه قبيح, (4) لو قلنا إن سليمان أذن لتلك المرأة في عبادة الصورة فهذا كفر منه، وإن لم يأذن فيه البتة فالذنب على تلك المرأة، فكيف يُؤاخذ الله سليمان بفعل لم يصدر عنه؟

ولو لم يذكر المفسرون مثل البيضاوي والخازن وغيرهما هذه القصة، لضربنا عنها صفحاً, ولكن قد ذكرناها لتوضيح الأقوال القرآنية, ومع أنها مشحونة بالخزعبلات، إلا أنها كافية في الدلالة على أن سليمان أظهر ضعفاً حتى تساهل مع نسائه الغريبات وراعى خاطرهن حتى نزع الله المُلك منه وأذلَّه،

وصار يستعطي أربعين يوماً, وأين هذه الأقوال من أقوال التوراة البسيطة الخالية من التزويق والتلفيق!

يقول القرآن: فتنّا سليمان ويقول: وألقينا على كرسيه جسداً ويقول: ثم أناب وقال هو: ربّ اغفر لي , هذه العبارات تدل صراحة على وقوعه في الخطيئة,

ورُوي مرفوعًا أنه قال: لأطوفنَّ على سبعين امرأة تأتي كلُّ واحدةٍ بفارس يجاهد في سبيل الله , ولم يقل إن شاء الله , فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة جاءت بشق رجل, فوالذي نفس محمد بيده، ولو قال: إن شاء الله لجاهدوا فرساناً! (بداية ونهاية - ابن كثير ج2)(في ظلال القرآن في تفسير سورة ص 34 ، 35),
وقيل وُلد له ابن فأجمعت الشياطين على قتله، فعلم ذلك فكان يغذوه في السحاب, فما شعر به إلا أن أُلقي على كرسيه ميتًا، فتنبه على خطئه بأنه لم يتوكل على الله,

وقِس على ذلك, ما أشبهه من التلفيق الذي ذكروه لتفسير العبارة القرآنية ومهما كان فيدل على خطية سليمان, ومن يطالع آخر ما ورد في كتاب سفر الجامعة في التوراة يظهر له أن سليمان تاب ورجع إلى المولى, وسبحان من تنزَّه عن النقص، فهو المختص بالكمال وحده, (طبقات ابن سعد ج 2 باب تفسير الآيات التي في ذكر أزواج محمد)


قال المعترض الغير مؤمن : وما كفر سليمان، ولكن الشياطين كفروا (البقرة 2:102),

وللرد نقول: لو طالع المعترض الغير مؤمن تفسير هذه الآية لما استشهد بها لتأييد دعواه، فان جميع المفسرين قالوا إن المراد بها تبرئته مما نسب إليه اليهود من السحر, قالوا إن اليهود أنكروا نبوته، وقالوا إنما حصل له هذا الملك وسُخِّرت الجن والإنس له بسبب السحر، وقيل إن السحرة من اليهود زعموا أنهم أخذوا السحر عن سليمان فبرأه الله من ذلك، ولكن الشياطين كفروا، يعني ان الذين اتخذوا السحر لأنفسهم هم الذين كفروا, ثم بيّن سبب كفرهم فقال: يعلّمون الناس السحر أي ما كتب لهم الشياطين من كتب السحر, وقال السيوطي: قال اليهود انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل، ويذكر سليمان مع الأنبياء, أفما كان ساحراً يركب الريح ؟ فنزل واتبعوا ما تتلو الشياطين (أسباب النزول للسيوطي بسبب نزول البقرة 102),
ويتضح من كل ما تقدم ان المراد من هذه العبارة غير ما ذكره المعترض الغير مؤمن ,

يتبع إن شاء الله
أخوكم سيف



AL-ATHRAM 01-23-2022 09:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد أن رأيته قد توقف عن الكتابة 14 يوم .. بدأت بالرد عليه ..


( 1 )

الأخ الكريم Saif .. يقول الشاعر :

لا تقل ما حييتَ إلا بخير .. ليكون الجواب خيراً لديكا
قد سمعت الصدى وذاك جماد .. كل شيءٍ تقوله رد عليكا


أولا : يا أخ Saif وهذا هو تعليقك :

اقتباس:

" لا أكلف نفسي عناء جوابه عن كل نقطة من المليون نقطة التي يطرح دفعة واحدة . بل أنحو نحوه . وأدلو دلهوه . وأمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة . ومتى أجاب عن نقطة أغرفه بآلاف القضايا .

تتمحور استنساخاته على مسالة تناقض الكتاب المقدس وبالتالي تحريفه ثم مسألة الصلب .. فلنبدأ بالأولى ثم نمر للثانية متوسلين بمنهاجه.
اقتباس:

( ومتى أجاب عن نقطة أغرفه بآلاف القضايا )
هذه هي حيلة الضعيف يا أخ Saif .. فقط تشويش .. لا أكثر .. أين ردودك على التناقضات .. لا شيء .. .. لو كنت على حق لما قلت ذلك .. كان يجب عليك الرد .. حتى لو كتبت مليون صفحة وتجاهلتك بالمرة .. فالأعضاء يقرؤون لي ولك .. وعندما قلت:

اقتباس:

( لا أكلف نفسي عناء جوابه )
عذر مقبول .. وأتمنى ذلك .. لإنك لا تستطيع ..

اقتباس:

(. وأمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة )
أنت أول من سيتخطى هذه الصفحات وكذلك الأعضاء .. للذهاب إلى قراءة ما يكتبه الاثرم ..

فلا تنسى العهد .. أغرقني بآلاف القضايا .. فالرجل عند كلمته .. .. وصدقني لقد خدمتي خدمة لا أنساها لك أبداً .. وعلى فكرة يا أخ Saif حتى لو انتهت قضاياك ورغبت في الحديث عن كرة القدم أو الطبخ .. أو أي موضوع شئت على هذه الصفحة .. صدقني لن أزعل .. اكتب ما شئت ..

فأما أنا ولله الحمد لا أقول مثلما قلت .. سأرد بإذن الله .. لأني على حق وهذا ديني .. يجب علي الدفاع عنه والتوضيح لما أثرت .. لو كان ديني كما قلت .. لما دخلت وناقشت .. فأنا أدرى بديني منك .. وسترى ان شاء الله .. وأحب أن اعرفك بنفسي .. أنا من أهل السنة ..

ثانياً يا أخ Saif :

إن القول بارتكاب الأنبياء والمرسلين للمعاصي والسيئات في نظر الإسلام هو قدح في نبوتهم مما يدفع البشر إلى عدم طاعتهم أو الاقتداء بهم في أفعالهم .. واجتراحهم السيئات والمعاصي يناقض ما أثر عنهم من كمال الخلق والهداية .. يقول الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن الكريم :

" أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ {90}." سورة الأنعام.

فصحَّ يقيناٌ أنه لو جاز أن يقع من أحد من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة السلام ذنب عمد سواء كان صغيراً أو كبيراً .. كان الله عز وجل قد حضّنا على المعاصي .. وندبنا إلى الذنوب وهذا محال.

وما وقّر الأنبياء أو نظر إليهم بشيء من التقدير أن كانوا سراقاً أو زناة ولاطة وبغائين ..

والله ما نعلم كفراً أكثر من هذا .. ولا استهزاء بالله تعالى وبرسله وبالدين أعظم من كفر أهل هذه المقالة ..

وليت شعري ما الذي أمنهم من كذبهم في التبليغ ..

لأنا لا ندري لعلهم بلغوا إلينا الكذب من الله تعالى ..

ونستطيع أن نؤكد ونحن مطمئنون أن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام لا يجترحون السيئات .. إذ كيف يجترحونها وبعض الناس لا يجترحها بنص القرآن الكريم ..

وأنبياء الله ورسله هم صفوة خلقه فهم أحق بهذه الدرجة وبكل فضيلة _ بلا خلاف _ فال تعالى في سورة الجاثية :

" أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {21}."

وجماع ما تقدم أن الله عز وجل قد طهّر أنبياءه ورسله وصانهم من كل ما يعابون به .. لأن العيب أذى .. وقد حرم الله عز وجل أن يؤذى رسوله .. قال تعالى :

" إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57}." سورة الأحزاب.

إن صدور كبائر الذنوب عمداً من الأنبياء والمرسلين يا أخ Saif يوجب سقوط هيبتهم من القلوب .. وانحطاط رتبتهم في أعين الناس فيؤدي ذلك إلى النفرة عنهم .. وعدم الانقياد لهم ويلزم منه إفساد الخلائق .. وترك استصلاحهم وهو خلاف مقتضى العقل والحكمة .. فهم معصومون من الكبائر مطلقاً وعن الصغائر عمداً ... فلو صدر منهم الذنب لحرم إتباعهم فيما صدر عنهم ضرورة لقوله تعالى :

" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {31}." سورة آل عمران .

ولو أذنبوا لردت شهادتهم إذ لا شهادة لفاسق بالإجماع لقوله تعالى :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}. سورة الحجرات.

ولأن من لا تقبل شهادته في القليل الزائل بسرعة من متاع الدنيا كيف تُسمع شهادته في الدين القيم أي القائم إلى يوم القيامة.


وأنه إن صدر عنهم ذنب وجب زجرهم وتعنيفهم لعموم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ولا شك أن زجرهم إيذاء لهم وإذاؤهم حرام إجماعاً لقوله تعالى :

" إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57}." سورة الأحزاب .

ولو أذنبوا لدخلوا تحت قوله تعالى :

" وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً {23}." سورة هود.

وقوله : " أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {18}." سورة هود.

وقوله : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {44}." سورة البقرة.


ولو حدث لهم المعصية لم ينالوا عهده تعالى لقوله:

" قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124}." سورة البقرة.

والمذنب ظالم لنفسه .. وأي عهد أعظم من النبوة ..

ولكانوا غير مخلصين لأن الذنب بإغواء الشيطان .. وهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى حكاية عنه على سبيل التصديق :

" قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40}." سورة الحجر.

إنه تعالى قسم المكلفين إلى حزب الله وحزب الشيطان .. فلو أذنبوا لكانوا من حزب الشيطان .. ولكانوا خاسرين لقوله :

" أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ {19}." سورة المجادلة.

وخلاصة القول يا أخ Saif أنه في عقيدة الإسلام ... لا يجوز البتة أن يقع من الأنبياء والمرسلين أصلاً معصية بعمد لا صغيرة ولا كبيرة فالله سبحانه وتعالى عصمهم قبل النبوة وبعدها من كل ما يؤذون به فدخل في ذلك السرقة والعدوان والقسوة والزنا والبغي وأذى الناس في حريمهم وفي أموالهم وكل ما يعاب به المرء ويُشَتكّى منه .. ويؤذي بذكره .. قال الله تعالى ..

" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {75}." سورة الحج .

وكمبدأ عام يا أخ Saif فإن الإسلام لا يعرف الخطيئة الموروثة .. فخطيئة آدم لا تدينه أبداً ما دام رجع إلى ربه .. ولا تدين أبناءه من بعده .. ونجاته كانت رهينة بتوبته إلى الله .. قال الله تعالى :

" فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122}." سورة طه .

والمعروف يا أخ Saif أنه لا أحد يحمل خطيئة أحد .. حتى في قوانيننا الوضعية اليوم .. إذا أخطأت أنت فالمحكمة تدينك أنت .. ولا يمكن أن تأخذك بجريرة أبيك ...

فهل محاكمنا الوضعية أفهم من خالقها يا أخ Saif ؟

وفي حياتنا الوضعية عندما يخالف الموظف تعليمات المؤسسة التي يعمل بها تقوم المؤسسة بفصله .. فالأمر كله بدأ من آدم وانتهى في حينه ..وليس من العقل والمنطق أن يسحب شاؤول خطيئة آدم على جميع ذرية آدم لأن الأبناء لا يحملون خطايا الآباء والعكس صحيح ..

" لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يُتقل الأولاد عن الآباء . كل إنسان بخطيئته يقتل ." ( تثنية 24: 16 )

ولو قتل اليوم ابن مكان أبيه لقامت الحكومات والدول والصحافة والأعلام وهيئات حقوق الإنسان ولم تقعد ..

فهل البشر أفهم من خالقهم يا أخ Saif ؟

وثالثاً :

أنت تستشهد وتقول قال المفسر الفلاني .. وقال علان .. فهؤلاء بشر .. كل واحد منهم مجتهد .. من الممكن ان يصيبوا ومن الممكن ان يخطئوا .. والرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر لنا القرآن .. حتى تكون لك الحجة علينا ..

فأنا عندما أتكلم عن الكتاب المقدس ترى من خلال الفقرات التي استشهد بها .. لا تحتاج لمفسر .. ولا حتى لقاموس .. أي أن حتى الطفل يفهمها ..

وسأقول لك كلمة .. قد تضحك منها ويضحك الجميع .. أعتبرها طرفة ثانية .. نحن المسلمون أعلم بديننا منكم .. ونحن المسلمون أعلم بدينكم منكم ..


اقتباس:

" ولو افترضنا أن المستحيل حصل ، أفما كان اليهود يشترطون حذف كل النصوص التي تمجد المسيح وتتكلم عن لاهوته وكل النبوات التي تتكلم عن تجسده وولادته المعجزية من عذراء ، وكل الأقوال النبوية عن آلامه وموته وقيامته ؟ أما ولك هذه النصوص التي تمجد المسيح ما زالت باقية ، فكل ادعاء في هذا الأمر يسقط ..
سأحل لك هذا اللغز ..

إن اليهود رأوا فيكم ما رأينا نحن المسلمين فسكتوا .. لكن نحن أهل السنة لا نسكت على الباطل .. سنظهر لكم الحق بإذن الله .. معنا كتاب الله ( القرآن الكريم ) .. فيه الحق والحقيقة .. فيه الهدى والنور .. الخ .

ولنرى يا أخ Saif هل العذراء مريم ام المسيح عليه السلام التي ذكرتها انت بقولك وولادته المعجزية (((( من عذراء )))) .. فعلا عذراء أم طعن بشرفها كما ذكر القرآن الكريم ..

ولنرى أيضا المسيح في اعتقادك وفي دينكم .. حيث قلت في الفصل الأول

( إن المسيح وحده هو القدوس عن النقص والعيب المنزه ، حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى عله فإنه كلمة الله الزلي .. )

طبعاً أعداءه بالنسبة لكم نحن المسلمين .. هذه هي الكلمة الوحيدة التي صدقت انت فيها .. .. فعلا انه رسول الله وحبيبنا وأخو نبينا ولا نرى فيه إلا ما نرى في رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ..


لنرى أحباءه ( انتم ) فيما بعد .. وسأكتب لك باذن الله قصة مريم والمسيح عليهم السلام .. وحتى ترى ويرى الجميع من هم أعداءه ومن يطعن بشرف امه ..

لكن قبل كل هذا سأتكلم عن بعض ما أثرته في فصولك .. وبعدها سأكمل موضوعي الأساسي ..

وحديثي القادم ان شاء الله عن هذه الآية التي ذكرتها انت في نهاية الفصل الرابع رقم ( 2 ) .. وهذا هو تعليقك :

اقتباس:

يقول القرآن الكريم إنه شك في قدرة الله ..
إلى نهاية الفصل ..

" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260}". سورة البقرة.


وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 02-04-2022 09:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله في سورة البقرة :

" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260} )

ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمن بقدرة الله تعالى .. لكنه يريد أن يعرف الكيفية ..

إن ابراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن شاكاً .. لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: " نحن أحق بالشك من ابراهيم اذ قال : ربِ أرنِي كيفَ تُحيِ الموتى قال أَولمْ تُؤمِن ، قال بلى ولكن ليطمئنَّ "

ونحن المسلمين لم نشك في هذا الامر .. .. اذن .. فإبراهيم عليه السلام لم يشك من باب أولى .. بدليل منطق الآية السابقة ..

فإن ابراهيم عليه السلام يسأل ربه (( أرني كيفَ تُحِي الموتى )) ؟ أي إنه يطلب الحال التي تقع عليها عملية الإحياء ..

إن ابراهيم عليه السلام لا يتكلم في القدرة على الإحياء ..

ولنضرب هذا المثل في حياتنا .. ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد .. والمثل لتقريب المسألة من العقول .. لأن الله منزه عن أي تشبيه :

إن أَحَدُنا يقول للمهندس المعماري : كيف بنيت هذا البيت ؟

إن صاحب السؤال يشير إلى حدث وإلى محدَث هو البيت وقد تم بناؤه .. إن صاحب السؤال يريد أن يعرف الكيفية
.. ولنا أن نسأل : وهل معرفة الكيفية تدخل في عقيدة الإيمان ؟ إن الإجابة هي : أن معرفة الكيفية لا تدخل في عقيدة الإيمان .. إنها ترف زائد عن عقيدة الإيمان ..

إن عقيدة الايمان هي أن يعلم المؤمن أن الله يحي الموتى .. أما كيف يحي الموتى ؟ فلا مدخل لها في قضية الايمان . ...

إن الله سبحانه يعلم أن ابراهيم عليه السلام مؤمن تمام الإيمان ولكنه يسأل عن الكيفية .. والكيفية لا يمكن أن يتم شرحها بكلام إنما يتم شرحها بعملية واقعية .. إن الله سبحانه يأمر ابراهيم عليه الصلاة والسلام أن يأخذ اربعة من الطير الحيّ ويضمهن إلى صدره ليتأكد من ذوات الطير .. حتى لا يقول إن الله سبحانه ربما أحضر إليه طيرّاً آخر..

إذن ابراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمن إيمان الاتسدلال .. والمطلوب له الكيفية .. لأنه يجهل الحالة التي عليها كيفية الإحياء ..

وعندما خص الله موسى عليه الصلاة والسلام بميزة الكلام حدث عند موسى استشراق وقال ما دام الله قد كلمني فلأطلب منه فضلاً آخر .. هو أن اراه .. وعادة فإن الأنس والاستشراق بالله محبب إلى النفس المؤمنة .. أراد موسى عليه الصلاة والسلام أن يزداد أنساً بربه فقال :

" ربِ أرني أنظُرْ إليكَ (143) " سورة الاعراف آية .

ولكن موسى عليه السلام لم يقل رب أرني ذاتك .. لأنه يعرف أنه بطبيعة تكوينه البشري لا يستطيع أن يرى الله .. ولكنه يعلم أيضاً أن الله تعالى الذي خلق االقوانين يستطيع أن يغيرها ويبدلها متى أراد .. وما دام موسى عليه الصلاة والسلام ببشريته ليس معداً لهذه الرؤية .. فقد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يراه .. أي يغير طبيعة خلق موسى كإنسان لكي يرى .. والمهم أن الله تعالى هو الذي سيفعل .. ولكن المخلوق في الدنيا لا يحتمل في تكوينه أن يرى الخالق .... الخ .

الدليل على أن طبيعة موسى البشرية لا تتحمل رؤية الله سبحانه وتعالى : يقول الله في سورة الأعراف :

" وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ {143}."

لماذا قال الله تعالى (( انظر إلى الجبل )) لأن الجبل مفروض فيه الصلابة والقوة والثبات والتماسك .. والجبل بحكم الواقع وبحكم العقل .. أقوى من الإنسان وأصلب منه ملايين المرات .. والله سبحانه وتعالى يقول لموسى : انظرالى الجبل الصلب القوي المنيع .. فإن بقى مكانه فإنك ستراني .. وهنا يريد الله سبحانه وتعالى أن يبين لموسى استحالة أن يتحمل من هو أقوى منه ملايين المرات رؤية الله سبحانه وتعالى : فكيف يتحملها موسى ؟ ........ بعدها ..

" خرّ موسى صقعاً " ... .. " فلما أفاق قال سُبحانكَ تُبتُ إليكَ وأنا أول المؤمنين "

اي انه نزه الله سبحانه ..... بل وقال ( تُبتُ إليك ) وأن المسألة اقتضت توبته وموسى تاب إلى الله لأنه سأل الله ما ليس له به علم ..ولم يقف عند الحدود البشرية .. بل أراد أن يتجاوزها إلى التجليات المخالفة لقوانين الكون .. وكان الموقف بين يديّ الله يقتضي ألا يسأل موسى .. وأن ينتظر عطاء الله .. والله كلم موسى دون أن يطلب موسى ذلك .. ولكن موسى عليه الصلاة والسلام حباً في الله أراد أكثر وأكثر .. ونسى قدراته البشرية .. ولما أحس بما حدث اتجه إلى الله يطلب التوبه .. وقال : يا ربي أنا لم أصنع ذلك عن قلة ايمان .. فإن ذاتك العلية لا يقدر مخلوق أن يراها أو يدركها .. ولكني فعلت ذلك لفرط حبي لك .. وشغفي بك .. أنا أول المؤمنين .. إنك لا تدركك الابصار ..

وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 02-21-2022 05:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام :

" وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75}."

واليقين ينقسم إلى ثلاث مراحل :

يقين بعلم من تثق فيه .. ويقين بعين ما تخبر به .. ثم يقين بحقيقة ما تخبر به ..

فاليقين هنا بمراحله الثلاث قد دخل نفس إبراهيم ورسخ فيها ..

وتمضي الآيات تقول :

" فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً {76}. " سورة الأنعام.

كلمة " جَنَّ " تفيد الستر والتغطية .. ولذلك فإن الجنون ستر للعقل .. " جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ". بمعنى أظلم وستر ما حولك .. فغيرك لا يراك وأنت لا ترى غيرك .. والجنة سميت بهذا الاسم .. لأن فيها أشجاراً تستر من يمشي فيها .. أما كلمة " كَوْكَباً " فمعناها أنه يأخذ ضوءه من مصدر آخر .. ولقد أتى الله بهذا المثل .. لأنهم في وقت إبراهيم عليه السلام كانوا يعبدون القمر والنجوم والشمس والأصنام .

" قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77}." سورة الأنعام.

إن الذي قال عن إبراهيم إنه قال :

" هَـذَا رَبِّي "

هو الذي قال :

" وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37}". سورة النجم .

وهو الذي قال :

" وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124}." سورة البقرة.

إذن .. فقوله ( هذا ربي ) لا تخدش وفائه الإيماني .. ولكن لابد أن لها معنى آخر .. ذلك أن القوم كانوا يعبدون الكواكب والشمس والقمر .. ويريد إبراهيم أن يلفتهم إلى فساد العقيدة ولكن يلفتهم بأدب النبوة .. وليس بالشتائم ولا بالسب .. فلو أن إبراهيم من أول الأمر قال لهم : يا كذابون .. يا أهل الضلال .. وظل يوجه لهم السباب لما اهتموا به ولا سمعوا له .. لكن إبراهيم عليه السلام استخدم ما يسمى في الجدل بـ " مجاراة الخصم " ليستميل آذانهم ويأخذ قلوبهم معه .. وليعلموا أنه غير متحامل عليهم من أول الأمر فيأخذ بأيديهم معه ..

مثال على ذلك في حياتنا ..

تجد رجلا له ابنة جاء لها خطيب .. وهذا الخطيب قصير جداً .. بيمنا البنت _ ما شاء الله _ طويلة .. وحين جاء الخطيب ليراها وتراه تقول لأمها : هذا خطيبي ؟!

وهذا القول يعني أنها تنكر أن يكون هذا القصير عنها هو خطيبها .. وحين قال إبراهيم ( هذا ربي ) معناه إنكار أن يكون مثل هذا الكوكب أو ذلك القمر أو تلك الشمس هي الرب .

ولذلك فإن هذا الأسلوب يقتضي أن يذكر الشيء وفيه نقص والناس لا تلتفت إليه ولكن سياق الحركة يدل عليه ..

فكأن إبراهيم يقول هذا ربي يبدي استنكاره أن يكون هذا الكوكب حين إلهاً .. وهو يتهكم على الذين يعبدونه ..

والدليل ... هو سياق الحوار حين يقول :

" فَلَمَّا أَفَلَ ".

وأفول النجم والقمر وغروب الشمس .. أمور قد شهدها إبراهيم قبل ذلك مئات المرات .. فلا يمكن أن يكون (( قد فوجئ بأن النجم قد أفل )) .. أو أن الشمس قد غابت ولكنه كان يعلم ذلك جيداً ..

وينهي إبراهيم قوله لقومه بعد أن رأى النجوم والقمر والشمس تغيب أو تأفل ..

" يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78}." سورة الأنعام

فلماذا قال إبراهيم إني بريء مما تشركون ؟

ولم يقل لهم كونا جميعاً برآء مما تشركون .. لأن طبيعة المنذر أو المبشر أو المبلغ أو الرسول أن يحمل نفسه أولا على الأمر قبل أن يحمل مخاطبيه .. وألا يأمرهم بأمر يخالفه هو .. ذلك لأن الإنسان إذا غش الناس فإنه لا يغش نفسه .. والبراءة من الشرك هي التخلي عن المفسد أو الانقطاع عن العمل المفسد والدخول في العمل الصالح ..

وهكذا يثبت لهم أن كل كوكب _ حتى الشمس _ مصيره إلى أفول .. فكأنه قد وصل بهم بالمنطق إلى أن عبادة الكواكب لا تصلح .. واستخدم المنطق الذي يحقق نيته في أن ينكر هذه الربوبية .. ويستأنس به آذان من يسمعه ..

أما قول إبراهيم عليه السلام :

" إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79}." سورة الأنعام

فمعنى ذلك أنني توجهت لله الإله الحقيقي لهذا الكون الذي خلق السموات والأرض .. ولكن لماذا استخدم إبراهيم عليه الصلاة والسلام السموات والأرض كمظهر للكون ؟

ولم يقل مثلا إني توجهت للذي خلق النجوم والكواكب والشمس والقمر ..

أولاً : لأن هذا التعبير أعم ..

ثانياً : لأنه ظاهر للناس جميعاً لا يحتاج إلى دليل ..

ثالثاً : لأنه لا أحد من البشر منذ بدء الخليقة حتى الآن زعم أنه هو الذي خلق السموات والأرض ..

رابعاً : لأن خلق السموات والأرض يشعر بالقدرة الخارقة للإله الذي خلق هذا كله .. وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى :

" لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {57}." سورة غافر.

وحين أعلن إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبين للناس أن ما يعبدون هو مجرد إفك .. وأن ما اتخذوه آلهة لا ينفع ولا يضر ولا يخلق شيئاً .. بل هو مخلوق أو مما صنعته أيديهم هل اقتنع القوم بذلك ؟ بل أخذتهم العزة بالإثم

يقول الله في سورة الأنعام:

" وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ {80}. "


وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 03-23-2022 08:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء:

" وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ {51}."

والرشد هو اهتداء العقل إلى الأكمل في الصلاح والأعلى في الخير بحيث لا يأتي بعد الصلاح فساد ولا بعد الخير شر.

وهذا الرشد له نوعان : رشد بنية ورشد معنى :

فرشد البنية هو اكتمال تكوين الإنسان بحيث إن كل جهاز فيه يقوم بوظيفته خير قيام .. وهذا يحدث عادة بعد البلوغ .. هذا بالنسبة للرشد المادي.

وهناك رشد أعلى يأتي للقمة الفكرية وهو العقل والذهن الذي يختار به الإنسان بين البدائل وهو لا يأتي إلا من الله سبحانه وتعالى .. وأعطاه إبراهيم قبل أن يبلغ سن الرشد التي يحتاج إليها غيره من الناس .. فقد أنكر على قومه عبادتهم للأصنام ..

" إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52}." سورة الأنبياء.

وهذا ليس استفهاماً حقيقياً .. ولكنه استفهام تقريري وتوبيخي لهم كأنه ينكر ما هم عليه من ضلال وانحراف .. إنهم كانوا يعمدون إلى أشياء يمكن نحتها أو تشكيلها ويجعلونها على صورة إنسان ويصنعون منها التماثيل الصغيرة والكبيرة .. يصنعونها من الحجر أو النحاس أو الحديد أو العجوة وغير ذلك .. ويبالغون في بعضها فيصنعونه من المرمر ويضعون في عينيه خرزاً لامعاً حتى يخيل للرائي أن له عينين .. فالقوم كانوا يتفننون في صناعة هذه التماثيل ..

ومعنى " أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52}." سورة الأنبياء.

أي : مقيمون لأن الاعتكاف هو الإقامة .. ولأن كلمة عكف معناها أقام .. فالإنسان يعكف على الشيء أي يقيم عنده ..

واللام في قوله: " لَهَا {52}." سورة الأنبياء.

ليست بمعنى " على " .. ولكنها لام الملكية ولام النفعية لأنهم يعكفون لصالح هذه الأصنام كأنها تملكهم وتسخرهم كما تريد لأنهم يعبدونها ويتقربون إليها.

فلما سألهم إبراهيم عن سر عكوفهم على هذه التماثيل ردوا عليه بقولهم :

" قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ {53}." سورة الأنبياء.

إذن .. لا حجة لهم إلا التقليد .. فليس عندهم حجة لذاتية العمل ولكن حجتهم التقليد .. فهم في ضلال لأنهم قلدوا آباءهم والإيمان لا يكون بالتقليد وآباؤهم في ضلال لأنهم اقترحوا هذه المسألة .

وهذا دليل على عدم الفهم لأن العبادة هي أن يطيع العابد المعبود والأصنام ليس لها أوامر وليس لها تكاليف .

وبعد ذلك جاء رد إبراهيم عليهم :
لأن العبادة هي أن يطيع العابد المعبود والأصنام ليس لها أوامر وليس لها تكاليف

" لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {54}." سورة الأنبياء.

ولأن هذا الرد كان غريباً عليهم ولم يكونوا يتوقعونه .. لذلك ظنوا أنه يمزح معهم .. ولذلك استغربوا منه أن يصفهم وآباءهم بالضلال فكان ردهم عليه :

" قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ {55}." سورة الأنبياء.

فأخبرهم أنه جاءهم بالحق من عند الله الذي أمره أن يدعوهم إلى نبذ عبادة الأصنام وأن يعبدوا الله وحده لذلك قال:

" قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {56}." سورة الأنبياء

وكلمة ( بَل ) : تفيد أن كلامهم الذي قالوه وأصنامهم التي يعكفون عليها لا تنفع .. لأن الرب المستحق للعبادة هو الله خالق السماوات والأرض.

بعد أن قال لهم هذا الكلام .. وأقام عليهم الحجة وبيّن لهم طريق الحق جادلوه بالباطل .. وتملكهم العناد والغرور .. ولم يستجيبوا له .. فكر إبراهيم في الانتقام من أصنامهم حتى يبين لهم أنها لا تنفع ولا تضر .. ولا تستطيع أن تحمي نفسها فقال:

" وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ {57}‏." سورة الأنبياء

والكيد لا يكون للأصنام لأنها لا تعقل ولا تشعر بشيء .. ولكن إبراهيم بتكسيره للأصنام يكيد قومه الذين يعبدونها فهو يكيدهم في أصانامهم .. أما الأصنام نفسها فهي تسبح لله مثل كل شيء في الوجود .. وتتبرأ من عبادتهم لها من دون الله .

" فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ {90} فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ {91}." سورة الصافات.

كلمة ( فَرَاغَ ) : معناها تسلل خفية حتى لا يراه أحد .. وعندما وصل إلى الأصنام أول شيء فعله استهزأ بهذه الآلهة وقال لهم :

" أَلَا تَأْكُلُونَ {91}." سورة الصافات.

كأنه يعرض عليهم الطعام إن كانوا جوعى فلم يردوا عليه .. فقال لهم:

" مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ {92}. " سورة الصافات.

آلهة لا تنطق ولا تتكلم وكان رده عليهم هو تكسيرهم وتحطيمهم :

" فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ {93}."

واليمين تعني القوة والقهر والغلبة .

" فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ {58}." سورة الأنبياء.

ومعنى (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً )

الجذاذ هو القطع المتناثرة مثل الحطام .. فالشيء الذي كان له هيكل ومنظر تقطع وتفتت إلى قطع متناثرة .. فحطم الأصنام كلها وترك الصنم الأكبر لعلهم يسألونه عما حدث لباقي الأصنام . فلما ذهب القوم كعادتهم إلى مكان الأصنام ووجدوها مكسرة ومحطمة غضبوا وثاروا.


" قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ {59}." سورة الأنبياء.

فالذي فعل هذا الفعل في نظرهم ظالم ومجرم .. لأنه اعتدى على الآلهة السليمة وكسرها .. ولكنهم لم يفكروا لحظة واحدة في أن يراجعوا أنفسهم في عبادة آلهة لا تستطيع أن تدافع عن نفسها .. لما أخذوا يسألون عن الجاني الذي اعتدى على الآلهة وحطمها .. تطوع بعض القوم بالإبلاغ عن إبراهيم بما علموا عنه من كراهيته للأصنام ..

لأن القوم كان لهم يوم من الأيام يذهبون فيه إلى ناديهم الذي يجتمعون فيه عند الأصنام .. ويضعون لها الطعام والقرابين .. ففي هذا اليوم الذي يتجمعون فيه عند الأصنام .. أراد عم إبراهيم أن يأخذه معه .. لعله يهتدي إلى عبادة آلهة آبائه وأجداده .. ولعل صنماً يجذبه على عبادته.

وحاول القوم أن يصحبوه معهم .. ولكنه رفض أن يذهب معهم :

" فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ {89}." سورة الصافات.

فأخبرهم أنه مريض ولن يستطيع أن يذهب معهم .. وعزم في نفسه على تحطيم تلك الأصنام التي يعبدونها فكأن أحداً سمعه وهو يحدث نفسه بتكسير معبوداتهم .. فأخبرهم بأنه فتى اسمه إبراهيم كان يذكر الأصنام بسوء ..

" قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {60}." سورة الأنبياء.

فاتفقوا على أن يأتوا به على مشهد من القوم حتى يكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه التعدي على الآلهة .. فلا يجترئ أحد بعد ذلك على مثل هذه الفعلة .

" قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ {61}." سورة الأنبياء.

ومعنى : ( لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ )

أي يشهدون ما سيوقعونه به حتى لا يجترئ أحد على مثل هذا الفعل مرة أخرى ..

فذهب القوم وأحضروا إبراهيم على مشهد من الناس ووجهوا إليه الاتهام :

" قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ {62} ." سورة الأنبياء.

فرد إبراهيم بثبات المؤمن وكأنه يستغرب جهلهم وغضبهم بسبب آلهة مزعومة لا تنفع ولا تضر .

" قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ {95} وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {96}. " الصافات.

ثم قال :

" قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {63}." سورة الأنبياء.

كان إبراهيم ينتظر منهم أن يقولوا إن كبير الأصنام لا يستطيع أن يفعل شيئاً من هذا .. وحينئذ نقول لهم إذا كان عاجزاً عن أي فعل فلماذا تعبدونهم ؟

وهذا ليس كذباً من إبراهيم .. ولكنه توبيخ للقوم الكافرين حتى يصلوا إلى الجواب بأنفسهم .. ويقتنعوا بأن الأصنام لا تستحق العبادة .. وأنهم على ضلال ويجب عليهم أن يستجيبوا للحق.

ولكن القوم لم يسألوا الأصنام .. لأنهم يعرفون أنها لا تنطق :

" فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ {64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ {65}. " الأنبياء.

فبعد أن غلبهم الواقع أمامهم ودفعهم إلى محاولة قول الحق .. تذكروا ما يجره عليهم هذا الحق من فقدان لمكانتهم وسلطتهم الزمنية .

أي أنك تعلم أن هذه الآلهة لا تنطق .. فيرد عليهم إبراهيم ويقيم عليهم الحجة :

" أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ {66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {67}." سورة الأنبياء.

إذا كان الأمر كذلك .. فلماذا تعبدونهم من دون الله مع أنهم لا ينفعونكم إن عبدتموهم ولا يضرونكم إن تركتم عبادتهم .

وكلمة : (أُفٍّ ) :

معناها التضجر فهذا شيء يضايق النفس ويغيضها .. وهي في اللغة ليست اسماً ولا فعلاً ولا حرفاً .. ولكن يسمونها في اللغة " الخالفة " .. ومعناها : أنها اسم مدلوله فعل في اسم معناه فعل مثل هيهات معناها بعد.

ويسمونها الخالفة .. لأنها خالفت الأقسام الثلاثة الموجودة في اللغة هل هذا معقول أن تعبدوا ما تصنعونه بأيديكم وحين يقع تعدلونه .. وإذا كُسر تصلحونه .. وإذا جرفه السيل وغطاه الطين تغسلونه وتضعونه مكانه وتعبدونه .. هل هذا معقول؟ فماذا كان ردهم.

" قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ {97} فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ {98}. " سورة الصافات.

لم يستجيبوا لنداء العقل بل عزموا على الانتقام من إبراهيم واتفقوا على حرقه بالنار ..

" قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ {68}. "

شيء عجيب .. آلهة ينصرها المخلوقون اتفقوا على أن يحرقوا إبراهيم عليه الصلاة والسلام . الخ ..


وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم



AL-ATHRAM 04-13-2022 10:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود :

" وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ {78} قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ {79} قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ {80}.

" وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ "

ومعنى ذلك أن قوم لوط جاءوا إله مسرعين متدفقين .. والإنسان حين يتعود على الإثم يفعله بسهولة ويسرع إليه .. فالذي يسرق أول مرة يكون متهيبًا وخائفاً أن يمسك به .. لأنه ليس له دراية بالسرقة .. أما الذي يسرق كل يوم .. فهو يقدم على السرقة بجرأة ونشاط .. وكلمة يُهرعون من ألفاظ اللغة العجيبة .. كل فعل له فاعل مثل يضرب زيد عمراً .. من الذي ضرب ؟ زيد .. وضرب من ؟ عمرا .. هذا فاعل وهذا مفعول ولكن كلمة يُهرع إذا سمعناها فالضمة على الياء .. وهي ملازمة البناء للمجهول .. يُهرع مثل جُن بضم الجيم .. ومعناها فلان أُصيب بالجنون .. ولكن هل هو أحضر لنفسه الجنون؟ .. لا .. الجنون هو الذي جاءه .. ونحن لا نعرف للجنون سببًا فبُنيت للمجهول .. مثلا يُقال نكب فلان .. وكلنا لا نعرف ما الذي نكبه؟ ولكن إذا جُهل الفاعل بني للمجهول .. إنما ما بعده يكون فاعلاً ..

قوله تعالى : " وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ "

الإنسان إذا أقبل على شيء باندفاع فهو عاشق إلى أن يذهب إلى ذلك الشيء .. ولا يعشق إنسان أن يذهب إلى شيء .. إلا إذا كان يذهب إلى ما يحب ودون أي هيبة .. فيه اندفاع منه وفيه دفع من غيره .. فأي جماعة تكون مقبلة على أمر محبب إلى نفسها تندفع إليه .. فإذا كان هناك نقص في مادة غذائية ثم عرف الناس أنها موجودة في محل معين هرعوا إليه .. أي اندفعوا إليه ودفعوا غيرهم .. وقوم لوط مدربون على هذا الإثم ..

ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى :

" وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ "

إذن فهم متدربون على هذا العمل .. يعشقونه ويفعلونه بلا هيبة ولا حياء .. [color="redلأنbالحياءأن يفعل بعضهم ويخاف بعضهم[/color"] .. ولكن إذا كانوا كلهم يقومون بهذه السيئة .. فلا أحد يخشى أو يمتنع .. لأن ما يفعلونه مع الرجال من الفاحشة قد تعودوا عليه ..

أقبل قومه على بيته بسرعة واندفاع وفي أعداد كبيرة وهو يعلم نيتهم من سوابقهم .. ويريد أن يصرفهم عن ضيوفه انصرافاً من جنس اندفاعهم ..

" قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ "

أيعرض لوط بناته عليهم؟

لوط عليه الصلاة والسلام قال هؤلاء بناتي .. هل قالها بالنسبة لبناته اللاتي من صلبه؟ أو لبنات أمته ؟ أو بنات المؤمنين به ؟

لوظ عليه الصلاة والسلام لم يؤمن برسالته إلا هو وبنتاه .. إذن فلم يكن المقصود بنتيه .. لأنهما لا يكفيان هذا العدد الكبير .. أينهاهما من لواط ويقدم لهما الزنا .. إن لوطاً كان يحال أن يهدي قومه ويدفعهم إلى الزواج .. ولذلك فقوله بناتي يعني بنات القرية .. بدليل أنه قال :

" هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ".

أي : أن زواجكم من البنات أطهر لكم مما ترتكبونه من فاحشة مع الرجال .. فالزواج شريعة الله والفاحشة مع الرجال إثم عظيم ..

ثم عندما لم يحج اقتناعاً منهم بذلك .. حاول أن يستعطفهم بأن يحفظا عليه كرامته بالنسبة لضيوفه .. فقال كما يقص علينا القرآن الكريم :

" فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي."

ما هو الخزي ؟

الخزي هو الفضيحة أمام الناس .. فالإنسان حين يُهان لو كان بمفرده فهذا هوان .. ولكن الخزي أن يهان أمام جمهرة من الناس .. وقوله تعالى:

"
أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ {78}." سورة هود "

أي : رجل يقف مع الحق ويمنع هذه المهزلة ..

لما عرض لوط عليه السلام على قومه الزواج من بناته .. قالوا له :

" قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ {79}." سورة هود

يعني أنت تعلم أنه ليس لنا حق في بناتك .. وأنت تعلم أننا لا نريد البنات .. ولكننا نريد ضيوفك هؤلاء .. الضيوف الرجال ذوي الهيئة الحسنة لنرتكب معهم الفاحشة .. لوط أحس بالضيق الشديد والخزي وبالعجز .. فقال كما يقص علينا القرآن الكريم :

" قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ {80}." سورة هود

ساعة تسمع { لَوْ } تكون للتمني .. أي أتمنى أن تكون لي قوة أدفعكم بها عن ضيوفي .. لو أن عندي القوة لفعلت .. وإن لم يكن عندك القوة الذاتية .. فإنك تبحث عن قوى أو أقوياء .. تستطيع أن تأوي إليهم ليدفعوا عنك السوء .. وقوله تعالى :

" أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ "

أي أجد من الأقوياء من ينصروني عليكم .. فآوي إليهم ليدافعوا عني ..

والله تبارك وتعالى يقول في آية أخرى توضح موقف قوم لوط من الملائكة الذي جاءوا إليه بالبشرى والحوار الذي دار بينهم وبينه .. قال تعالى :

" وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ {67}." سورة الحجر.

أي جاء أهل المدينة فرحين مستبشرين .. لأن الاستبشار هو استشراف النفس إلى شيء مفرح وسار لأنهم حينما سمعوا بأن لوطاً جاءه جماعة في غاية الحسن والجمال : تحركت نوازعهم المنحرفة وقالوا : هذه فرصة .. فجاءوا مستبشرين ومسرورين .. فكأنهم رأوا أن هذه فرصة يجب إلا تفلت من أيديهم .. لأنهم كانوا أهل منكر وانحراف لا يستحون منه بل كانوا يفعلونه بسرور واستبشار ..

ولما جاءوا لوط قال لهم :

" هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ {68}." سورة الحجر.

وكان من عادة العرب أن الضيف يأخذ كرامته واحترامه من المضيف .. ولا يسمح لأحد أن يناله بسوء وهو عنده .. لأنه أخذ جواره .. وأي اعتداء على الضيف يعتبر نقيصة وعارًا على المضيف ..

وقوله : " فَلاَ تَفْضَحُونِ "

الفضيحة هي هتك المساتير التي يستحي منها الإنسان .. لأن هناك أشياء يفعلها الإنسان ولكنه يستحي أن يظهرها .. هذه تسمى المساتير ..

لأنك لو عرفت لمحسن حسنات متعددة .. ثم اطلعت منه على سيئة فقد تلعنه وتقاطعه .. فتحرم نفسك من حسناته فالمولى سبحانه يستر عنك هذه السيئة حتى تنتفع بحسناته ولذلك يقولون :

خذ بعلمي ولا تركن إلى عملي ... وأجن الثمار وخل العود للنار ..

فهو يقول لهم : لا تفضحون لأنهم ضيفي .. فهذه كرامتي .. ثم يقول لهم :

" وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ {69}." سورة الحجر.

الفضيحة تكون أمام النفس . والخزي يكون أمام الناس .. فردوا عليه بقولهم :

" قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ {70}. سورة الحجز.

ألم نقل لك لا شأن لك بهذا الموضوع .. وعن العالمين : العالم ما سوى الله تعالى .. أي دعنا نفعل في الكون ما نشاء .. وإياك أن تناقش هذا الأمر معنا لا في هؤلاء ولا في غيرهم .. إلى أخر القصة ..


وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 05-02-2022 12:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

والآن إلى نهاية القصة ..

تنتهي قصة لوط عليه الصلاة والسلام بهذه الخاتمة :

فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ {82} مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ {83}

وفي سورة الحجر قال الله تعالى :

" فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ {73} فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ {74} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ {75} وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ {76} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ {77}."

ذهب قوم لوط .. وبقيت العبرة والعظة ..


" إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ {75}."

الذين ينظرون في العواقب .. ويفكرون في نتيجة تصرفاتهم وأعمالهم . وقد جعل الله قرى قوم لوط في مكان تمر به قوافل قريش والعرب في رحلتهم إلى الشام . إنها لبسبيل مقيم .. بطريق واضح معروف مطروق .. وهم يعرفون ما حل بهؤلاء القوم المجرمين ..

فلماذا لا يتعظون ويعتبرون ؟! إن في ذلك لآية وعبرة للمؤمنين ..

*** وشتان ما بين نهاية قصة لوط وقومه في القرآن الكريم .. ونهاية قصة لوط وبناته في التوراة المحرفة ..

تنتهي القصة في القرآن الكريم بالموعظة والعبرة ..

وتنتهي القصة في التوراة المحرفة بدعوة إلى الفجور وإلى شرب الخمور .. وإلى اعتداء الإنسان على محارمه ...

تنتهي بصورة حقيرة بالغة الخسة تفوق خسة قوم لوط وشذوذهم ..

تنتهي بأن تزعم هذه التوراة المحرفة أن نبياً كريماً من أنبياء الله قد قارف الفاحشة مع ابنتيه بعد أن شرب الخمر .. ويا لها من صورة تثير التقزز والاشمئزاز ..

ولكنها عقلية أحبار يهود الذين لوثوا الأنبياء جميعهم .. ليسهل لهم اقتراف جرائمهم التي لا يدانيها جرائم أي قوم آخرين .. ولو كانوا قوم لوط عليه السلام .

بعد ذلك .. لنقرأ النص مرة ثانية ..

" وصعد لوط .... وابنتاه معه .... وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ ... هلم نسقي أبانا خمراً ونضطج معه .. فسقتاه .... ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ... ... وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ." سفر التكوين 19: 30 – 36 ) .

ماذا قالت البكر للصغيرة ؟

قالت : أبونا قد شاخ ..

إنسان كبير في السن .. شرب الخمر .. لدرجة أنه لم يعلم باضطجاع ابنته البكر ولا بقيامها .. وكذلك مع ابنته الصغيرة في الليلة الثانية ..

إنسان كالميت .. لا شعور له .. كيف ...... كيف أنجب ذرية ..

اخواني معذرة .. فليتخيل كلنا منا أنه يعيش هذا الحدث .. بالله عليك ماذا ستفعل ؟ والله أكره ان أتخيل ذلك .. فكيف وأنا أرى أطفالي من بنانتي أمام عيني ..

هب ان أحداً سأل لوط .. من هؤلاء ؟

ماذا سيكون جوابه ؟؟ ..

بعد ذلك يا أخ Saif .. تقول أن لوط بعد ان شرب الخمر وزنا بابنتيه .. تاب .. وتاب الله عليه .. وكذلك سليمان عندما زنا بحليلة جاره وقتل زوجها .. تاب وتاب الله عليه .. وغيرهم من زنا بأخته .. وبسرية أبيه .. كلهم تابوا وتاب الله عليهم ..

السؤال الذي يطرح نفسه .. كيف إن الله سبحانه وتعالى يتوب على هؤلاء ( زنا المحارم ) ..

ويغضب على ( آدم عليه السلام ) مجرد أن عصى أمره وأكل من الشجرة ؟

وكيف تقول وهذا هو تعليقك في الفصل الأول اقتباس :

4- ذلك فقد ذكرت التوراة .. ... فقد عصم الله الأنبياء .. .. فحفظهم من الخطأ والنسيان ... فهم معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالة ... ولكنهم غير معصومين في الأعمال العادية .. دلالة على صغف الطبيعة البشرية ..

كيف يعصمهم في التبليغ ولا يعصمهم من ارتكاب أبشع الجرائم والذي نهى عنها .. وتقول دلالة على ضعف الطبيعة البشرية .. إذن كيف تعبد بشر وهو المسيح ؟


وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 05-30-2022 09:56 PM

ثم جاءت مداخلة ..


Qassam


ينتقد المسلمون الكتاب المقدس لانه قد ذكر في بعض إصحاحاته بعض الأمور والتعبير الجنسية والمنسوبة لأنبياء الله في العهد القديم . كنشيد الإنشاد وتعابيره الجنسية . او قصة زنا بنات لوط مع أبيهم .. الخ


بداية .. فليعلم الاخوة الأحباء ان تناول مسألة الجنس في الكتاب المقدس ليس سهلا ولا يمكن تغطيته بفترة زمنية قصيرة . لهذا سنتناول اليوم مسالة محددة على ان نتابع بقية المسائل في حلقات أخرى لاحقة.


سوف نتناول اليوم مسالة لطالما سمعنا فيها وعنها من اخوتنا المسلمين الكثير والمؤلم. وهذه المسالة هي ( اضطجاع بنات لوط مع ابيهم) والمذكورة في (سفرالتكوين الاصحاح 19: 29-39)



وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وارسل لوطا من وسط الانقلاب.حين قلب المدن التي سكن فيها لوط وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه.لانه خاف ان يسكن في صوغر.فسكن في المغارة هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض. هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه.فنحيي من ابينا نسلا. فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي.نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من ابينا نسلا. فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من ابيهما. فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب. وهو ابو الموآبيين الى اليوم. والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي. وهو ابو بني عمون الى اليوم.


نستطيع ان نلخص اعتراض المسلمين حول هذه القصة - قصة لوط وبناته- بنقطتين:


الاولى: كيف نسب لنبي الله لوط مثل تلك الفواحش وهم المنزهون (المعصمون) عن الكبائر (الخطايا) !.

الثانية: هل يلق بكتاب الله ان يذكر مثل تلك القصص الفواحش...!.

نقول وبرب المجد يسوع نستعين:
لفهم هذه المسالة فهما كتابيا صحيحا. يجب علينا اولا ان نوضح بعض الامور التي يجهلها او يتجاهلها المسلم والتي تشكل بمجموها العائق الاساسي لفهم المسلم للكتاب المقدس.

تكمن مشكلة المسلمين في عدم فهمهم للكتاب المقدس في عدة نقاط نذكر هنا اهما:

1) ان المسلم عندما يقرأ الكتاب المقدس ، يقرأه من اجل نقده بالدرجة الاولى ولا يقرأه من اجل المعرفة والفهم. هذه العدوانية البغيضة تقف حاجزا امام فهم المسلم للكتاب لان نقده للكتاب سبق معرفته به.

2) اختلاف مفهوم الوحي والتنزيل في المسيحية والاسلام.
لا شك ان هناك اختلاف جوهريا في مفهوم الوحي والتنزيل في اليهودية والمسيحية عما هو في الاسلام. وهذا ايضا مما يقف عائقا في فهم المسلم للكتاب المقدس فهما صحيحا .

فكلام الله (عندهم) هو ما صدر من الله بصيغة مباشرة باللفظ والمعنى كما هو الحال في آيات القرآن، وكلام الله (عندنا) هو ما صدر من الله ولا يهم كيف تم التعبير عنه (يعنى ليس من الضرورة أن يتكلم الله بصيغة مباشرة كما هو الحال في القرآن) .

كلام الله عندنا يشبه "الحديث القدسي " عندهم والذي يعتبرونه كلام الله أيضا.

الكتاب المقدس ليس كتابا منزلا بالحرف والكلمة فليس في اليهودية ولا في المسيحية كتابا منزلا بالحرف والكلمة. ولا هو بكتاب تاريخ يدون أفعال الله التي أتاها منذ خلق العالم وحتى مجيء المسيح. بل هو رسالة الهية دونها أشخاص ليرووا فيها رسالة الله إلى البشر ويدونوها. وهي أيضا "قراءة لوجود الله وتدخله" في تاريخ البشر. وهذا التدخل الإلهي تم تسجيلهما وتدوينهما على أيدي بشر لا آلهة. انها رسالة الهية بلغة بشرية.

النقطة الثالثة والاخيرة التي اريد توضيحها هي (عصمة الانبياء) فالمسلم يصتدم عندما يسمع ان الكتاب المقدس قد نسب الخطايا للانبياء. وذلك لان عصمة الانبياء تعتبر من الثوات في الاسلام . فكيف نسبها الكتاب المقدس لانبياء الله البررة ؟.

الخطأ الذي يقع فيه المسلم هو انه يحكم على الكتاب المقدس من خلال تصوراته الإسلامية لها . إذا انه جعل من معتقداته الدينية المقياس الذي يحكم من خلاله على الكتاب المقدس. وهذا القياس غير منطقي لوجود اختلافا كبير في المفاهيم والمعتقدات ما بيننا وبين الاسلام وبالتالي المسلمين.

فالذي يعتبره الاسلام من الثوابت ( كعصمة الانبياء) تعتبره المسيحية على العكس تماما.
بمعنى : المسيحية لا تقول ولا تؤمن بعصمة الانبياء. موقف الكتاب المقدس من هذه المسالة (عصمة الانبياء = البشر) واضح وصريح ... ليس ولا واحد... الجميع خطاة
- لم يعرف ادم وحواء الجنس قبل سقوطهما.بل عرفا الجنس وبالتالي الانجاب بعد سقوطهما بالخطيئة لهذا يقول الكتاب : بالخطيئة حبلت بي امي-

اختلاف مفهوم العصمة بين المسيحية والاسلام هو الذي اوجب الخلاف بيننا وبين المسلمين . اضف اليه تعصب وقلة معرفة الطرف الاخر بالامور الكتابية. كلها عوامل ادت الى الخلاف. وبالتالي الى فهم خاطئ للامور الكتابية.

روحهم العدائية في فهمهم للكتاب المقدس ، جعلتهم ينظروا فقط لجانب واحد من القصة الا وهو نسب الخطيئة للوط. في الوقت الذي تعاموا فيه عن قراءة ما تحمله هذه القصة من معاني وعبر نفهما نحن المؤمنين باسمه بطريقة مختلفة عن طريقة فهمهم هم للامور.



وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه. لانه خاف ان يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه.
31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض.
32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه. فنحيي من ابينا نسلا.

33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة. ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.

34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي. نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه. فنحيي من ابينا نسلا.

35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.


36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما.


37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب. وهو ابو الموآبيين الى اليوم.
38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي. وهو ابو بني عمون الى اليوم.


ما هي ارادة الله لذكره هذه القصة في كتابه؟


دعنا اذا ان نرى في ضوء الحقائق سبب ذكر قصه لوط في الكتاب المقدس تكوين 19 من 31-38
قبل ان نمتد نسال لماذا ادان الله سدوم وعمرة وامطر عليهم كبريتا ونارا ؟

نجد ان الاجابه بسبب شرهم واغراقهم في اخطيه الذوذ الجنسي الذي ما زال قبيح في عيني الرب وسيكون دائما هكذا مكتوب ايضا في 1 كورينثس 6 عدد 9 انه لا يدخل ملكوت الله مضاجعوا الذكور.


نعود لقصتنا والمذكورة وماذا نتعلم منها:

الأختيار الخاطئ هو احد الأسباب لوط اختار المنظر الخارجي والثروى والغنى بدلا من القيم الروحية والبيئه الصالحة لتربية بناته ونرى انه اختار سدوم وكانوا اهل سدوم اشرار ونجد آيه في الكتاب تقول المعاشرات الريئه تفسد الأخلاق الجيده 1 كورينثس 15 عدد 33


وفي مزمور 1 عدد 1

طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس‎.


امثال 1 عدد 10

يا ابني ان تملقك الخطاة فلا ترض


امثال 4 عدد 14

لا تدخل في سبيل الاشرار ولا تسر في طريق الاثمة.


بل ان الله يقول في كتابه المبارك
مزمور 128 عدد1

طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه‎.


مزمور 112 عدد 1

هللويا.طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه‎.


مزمور 119 عدد 1

هللويا.طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه‎.


الكتاب المقدس يذكر هذه القصه ليرينا تأثير الخمر على الأنسان وعقله وكيانه البشري فتحت تاثير الخمر لم يعلم لوط انه اضطجع مع بناته في المرتين تكوين 19
عدد 33 وعدد 35


امثال 23 عدد 34

وتكون كمضطجع في قلب البحر او كمضطجع على راس سارية.


افسس 5 عدد 18 يقول : لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا من الروح القدس


امثال 20 عدد 1 :

يقول الخمر مستهزئه المسكر عجاج ومن يترجج بهما فليس بحكيم.


لا ننسى ان االناموس لم يكن قد اعطي بعد مع ان الناموس باليقين في ضمير الانسان وهكذا ايضا كلن في زمن لوط ولكن الحكم على الخطيف يتطلب وجود قانون الذي يحكم عليهاولم يكن في هذه الحاله الا قانون الضمير الذي يوبخه نفسيا حتى يصل الى يوم الحساب امام الله العادل روميه 2 عدد 14 الى 16

انه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم فيما بينها مشتكية او محتجة. في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح


كان لا بد من ذكر هذه القصه لنعرف تاريخ العمونيين والموآبيين ولو لم يذكر الكتاب هذه القصه كيف كنا قد عرفنا تاريخهم؟ نعلم ايضا ان العمونيين هم اباء الردنيين وجزء من سوريا وجزء من العراق وان المؤابيين هم ايضا اباء الاردنيين والسعوديين ومنهم شعب الجزيرة العربيه ومنهم الصحابه ومحمد ايضا.
نجد في لكتاب المقدس ان العمونيين مذكورين 117 مرة وكل ورة يذكرهم الكتاب بسبب نعاصيهم وخطاياهم وشرهو ضد الله وشعب الله وكما انه الموآبيين مذكورين 34 مرة كذلك الأمر معهم اشرارهم وصلت الى هذا الحد الشنيع ونستطيع ان نقراء حدودهم الجغرافيه في يشوع 12 عدد 2

سيحون ملك الاموريين الساكن في حشبون المتسلط من عروعير التي على حافة وادي ارنون ووسط الوادي ونصف جلعاد الى وادي يبّوق تخوم بني عمون


ويقول الكتاب المقدس ان الله ادان اعمالهم الشريرة ولأنهم كانوا محاولة جلب اللعنه على شعب الله تثنيه 23 عدد 3 الى 6

لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب.حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم احد في جماعة الرب الى الابد. من اجل انهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في الطريق عند خروجكم من مصر ولانهم استأجروا عليك بلعام بن بعور من فتور ارام النهرين لكي يلعنك. ولكن لم يشإ الرب الهك ان يسمع لبلعام فحول لاجلك الرب الهك اللعنة الى بركة لان الرب الهك قد احبك. لا تلتمس سلامهم ولا خيرهم كل ايامك الى الابد.


اما الان فقد فتح الله الباب للعمونيين وللموآبيين في المسيح يسوع له كل المجد اذ نقراء في الكتاب يوحنا 3 عدد 16

لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.


AL-ATHRAM 07-01-2022 09:41 PM


Qassam


خطايا محمد

1 - ديانة محمد قبل نبوته

إنّ أبوي محمد وعمّه كانوا مشركين بالله، وإنه لما أراد الاستغفار لهم نهاه الله، بل زجره زجراً أبكاه, أما محمد فقد كان على ديانة أمته وعشيرته وقبيلته، فصرف أربعين سنة في العبادة الوثنية يعبد اللات والعزى ومناة, والدليل على ذلك ما ورد في سورة الضحى (93: 7 ، :

وجدك ضالًا فهدى، ووجدك عائلًا فأغنى , فهذه العبارة ناطقة بأنه كان على عبادة أهله وعشيرته, والضلالة من أعظم المعاصي، وكل معصية في النار, وتقدم حكم الإشراك, أما الأنبياء الذين اصطفاهم الله لتبليغ رسالته فكانوا من بني إسرائيل.

ولنورد ما قاله مفسّروهم تعليقاً على الضحى 7 ، 8: قال بعضهم إنه كان على دين قومه، يعبد اللات والعزى، كما هو صريح العبارة القرآنية, غير أن الزمخشري ردَّ عليهم بأن قال: ومن قال كان على أمر قومه أربعين سنة؟ فإن أراد أنه على خلوّهم عن العلوم السمعية فنعم، وإن أراد أنه كان على دين قومه فمعاذ الله! (الكشاف في تفسير الضحى 93:7 ، ,

قلنا إذا لم يكن على دين قومه، فماذا كان دينه؟ لقد كان على دين عشيرته, وقد أورد في جمع الجوامع في الجزء الثاني أقوالًا عن دينه فقال: اختلف العلماء هل كان محمد مكلَّفاً قبل النبؤة بشرع؟ فمنهم من نفى ذلك، ومنهم من أثبته, واختلف المُثبِت في تعيين ذلك الشرع، فقيل انه كان مكلفاً بشرع نوح، أي كان على دين نوح, وقيل كان على دين إبراهيم, وقيل كان على دين موسى, وقيل كان على دين عيسى, وقالوا غير ذلك ,

وقد كانوا في غنى عن هذا ما دام القرآن قال بصريح اللفظ إنه كان ضالًا, بل إذا سلَّمنا بأنه كان على دين أحد أولئك الأنبياء أولي العزم، فكان الواجب عليه حض قومه على التشبُّه والاقتداء به، لأن دين موسى وعيسى هو حق كامل، بل لم يكن داعٍ ولا باعث الى الإتيان بطريقة أخرى وديانة جديدة ,

قال البيضاوي: وجدك ضالًا عن علم الحكم والأحكام, فهدى فعلَّمك بالوحي والإلهام والتوفيق للنظر (البيضاوي في تفسير الضحى 93:7),

يتبع

AL-ATHRAM 07-26-2022 09:34 PM


Qassam

خطايا محمد (تتمة)

2 - محمد يمدح آلهة قريش

ومن الأدلة على ميله إلى الأصنام، مدحه آلهة قريش وتقديم العبادة لها, وأغرب من ذلك اعتذار الله عنه وتسلية خاطره, وهذا هو الفرق بين القرآن والتوراة، فلم يذكر الله في التوراة خطيئة صغيرة ولا كبيرة إلا أوضح شناعتها وبشاعتها ومرارتها وعقابها، بخلاف القرآن الذي يستخفّ بها كأنها لا شيء, وعلى هذا لما وقع محمد في عبادة الأوثان ومدح اللات والعزى، قال إن الله عزّاه بأن أنزل عليه في سورة الحج 22:25 :

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنّى ألقَى الشيطان في أمنيته، فينسَخ الله ما يُلقي الشيطان ثم يُحكِم الله آياته، والله عليم حكيم ,


قال ابن عباس وجميع المفسرين، سواء كانوا متقدمين أو متأخرين: لما رأى محمد تولِيّ قومه عنه، وشقَّ عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به من الله، تمنّى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه، لحرصه على إيمانهم, فكان يوماً في مجلسٍ لقريش، فأنزل الله سورة النجم فقرأها محمد, حتى بلغ أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمنّاه، وهو: تلك الغرانيق العُلَى وإن شفاعتهنّ لتُرتَجى , فلما سمعت قريش ذلك فرحوا به, ومضى محمد في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها المسلمون بسجوده، وسجد جميع من في المسجد من المشركين، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد، غير الوليد بن المغيرة وأبي أحيحة سعيد بن العاصي، فانهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود, وتفرقت قريش وقد سرَّهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم، ويقولون: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر , وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويُميت ويرزق، ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، فإن جعل محمد لها نصيباً فنحن معه , فلما أمسى محمد أتاه جبريل فقال: يا محمد، ماذا صنعت؟ لقد تلوْتَ على الناس ما لم آتِك به من الله , فحزن محمد حزناً شديداً، وخاف من الله تعالى خوفاً كبيراً، فقال: إن الله أنزل هذه العبارة ليعزيه، وكان به رحيماً, وقد كان لهذه الحادثة طنة ورنة في عصره، والدليل على ذلك قولهم: وسمع بذلك من كان بأرض الحبشة من أصحاب محمد، وبلغهم سجود قريش , وقيل: قد أسلمت قريش وأهل مكة , فرجع أكثرهم إلى عشائرهم، وقالوا: هم أحبُّ الينا! , حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن الذي سمعوه من إسلام أهل مكة كان باطلًا، فلم يدخل أحد منهم إلا بجوارٍ أو مستخفياً, فلما نزلت هذه العبارات قالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله، فغيَّر ذلك , وكان الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان محمد قد وقعا في فم كل مشرك، فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه، وشدة على من أسلم (الرازي في تفسيره للحج 52),
قال ابن عباس تعليقاً على الحج 52 : في رواية عطاء أن شيطاناً يقال له الأبيض أتاه على صورة جبريل عليه السلام وألقى عليه هذه الكلمة فقرأها، فلما بلغ إلى تلك الكلمة قال جبريل عليه السلام: أنا ما جئتك بهذه, قال رسول الله إنه أتاني آتٍ على صورتك فألقاها على لساني (الرازي في تفسيره للحج 52),
والقول: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا إذا تمنى (أي أحب شيئاً واشتهاه وحدَّث به نفسه مما لم يُؤمر به) ألقَى الشيطانُ في أمنيته (أي في مراده), هذا هو نص جميع أقوال المفسرين والعلماء، فكان محمد يظن ثبوت الرئاسة له على قومه بقوله هذا, ولكن لما رأى أنهم اتخذوا ذلك سلاحاً طعنوه به، وزادوا رسوخاً وثبوتاً على دينهم، أضرب عن هذه الطريقة, ومع أن جميع المفسرين ذكروا العبارة التي حاول بها إغراء قومه على اتِّباعه ومدح بها آلهتهم، وهي قوله: تلك الغرانيق العُلى، وإن شفاعتهن لتُرتجى إلا أنهم حذفوها من نص القرآن، مع أنه صلى بها,

واعتذر بعض المفسرين عنه بقولهم: إن الشيطان نطق بها على لسانه , ونقول: إن كان الأمر هكذا، فما المانع من أن يكون الشيطان هو الذي نطق بباقي القرآن على لسانه؟ ولا سيما أنه ورد في الحديث: إنه ليُغان على قلبي، فأستغفر الله في اليوم مائة مرة , وقوله يُغان أي أن الشيطان يغشى قلبه (مشكاة المصابيح - تحقيق الألباني حديث رقم 2324),


ومع أن التوراة ذكرت للأنبياء بعض الخطايا والهفوات، إلا أنه لم يظهر نبي من الأنبياء الصادقين، يساير الناس على شركهم وعبادتهم الكاذبة, ولا مقارنة بين خطيئته وخطيئة سيدنا سليمان، الذي عبدت زوجاته الأجنبيات آلهتهن، ولم يقع هو في هذه العبادة, ومع ذلك عاقبه الله أشد عقاب، فمزق مملكته وأتى عليها بالرزايا والبلايا وسفك الدماء, وهذا بخلاف محمد، فانه لما وقع في عبادة الأصنام، قال إن الله أنزل عليه بعض الأقوال لتعزيته وتسليته, وحاشا لله من ذلك,


وورد في الإسراء 17:90-93 : وقالوا لن نؤمن لك حتى تُفجّر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب، فتفجّر الأنهار خلالها تفجيراً، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً، أو تأتي بالله والملائكة قبيلًا، أو يكون لك بيت من زخرف، أو ترقى في السماء, ولن نؤمن لرقيك حتى تُنزل علينا كتاباً نقرؤه, قل: سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولًا ,


قال ابن عباس: إن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، والنضر بن الحرث، وأبا البختري، والأسود بن عبد المطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، ونبيهاً ومنبهاً ابني الحجاج، اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد , فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك , فجاءهم محمد سريعاً وهو يظن أنه بدا لهم في أمره بدء، وكان حريصاً يحب رشدهم، حتى جلس إليهم فقالوا: يا محمد، إنا بعثنا إليك لنعذر فيك، وإنا والله لا نعلم رجلًا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك, لقد شتمت الآباء، وعبْتَ الدين، وسفَّهت الأحلام، وشتمت الآلهة، وفرّقت الجماعة, وما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك, فإن كنت جئت بهذا الحديث تطلب به مالًا، جعلنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالًا, وإن كنت تريد الشرف سوَّدناك علينا, وإن كان هذا الذي بك رئي تراه قد غلب عليك لا تستطيع ردَّه، بذلنا لك أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه ونعذر فيك , (وكانوا يسمُّون التابع من الجن الرئي),
فقال محمد: ما بي ما تقولون, ما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولًا، وأنزل عليَّ كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً , قالوا: يا محمد، إن كنت غير قابل منّا ما عرضنا عليك، فقد علمتَ أنه ليس أحدٌ أضيق بلاداً ولا أشد عيشاً منا، فسَلْ لنا ربك الذي بعثك فليُسيِّر عنا هذه الجبال التي قد ضيَّقت علينا، ويبسط لنا بلادنا، ويفجر لنا الأنهار كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا مَن مضى مِن آبائنا وليكن منهم قصيّ بن كلاب، فإنه كان شيخاً صدوقاً، فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل؟ فإن صدقوك صدقناك , فقال محمد: ما بهذا بُعثت، فقد بلغتكم ما أُرسلتُ به , قالوا: فإن لم تفعل هذا فسَلْ لنا ربك أن يبعث مَلَكاً يصدقك، واسأله أن يجعل لك جنات وقصوراً وكنوزاً من ذهب وفضة، يعينك بها على ما تريد، فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمس , فقال: ما بُعثتُ بهذا , قالوا: فأسقِط السماء كما زعمتَ أن ربك إن شاء فعل، فإنّا لا نؤمن لك إلا أن تفعل , وقال قائل منهم: لن نؤمن حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلًا ,

فلما قالوا ذلك قام محمد، وقام معه عبد الله بن أبي أمية، (وهو ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب) فقال: يا محمد، عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أموراً يعرفون بها منزلتك من الله فلم تفعل، ثم سألوك أن تعمل ما تخوّفهم به من العذاب فلم تفعل، فوالله ما أؤمن لك أبداً حتى تتخذ إلى السماء مرقى ترقى فيه، وأنا أنظر حتى تأتيها، فتأتي بنسخة منشورة معك، ونفر من الملائكة , وفي رواية: وأربعة من الملائكة يشهدون لك بما تقول , فانصرف محمد الى أهله حزيناً (الطبري في تفسيره للإسراء 17:90-93),

وهم معذورون إذا قاوموه ونبذوه, ولو كان قرآنه وحياً لما تأخر عن تأييده بمعجزة كما فعل كل الأنبياء الصادقين, وليس ذلك فقط، بل انه كثيراً ما كان يعجز عن إجابة أسئلة المستفهمين، وكان يقول إن جبريل كان يغيب عنه, روى البخاري أن محمداً قال لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا؟ فقال في سورة مريم: وما نتنزَّل إلا بأمر بك (وكان جبريل قد أبطأ عنه أربعين يوماً), ولما سأله قريش عن أصحاب الكهف أبطأ خمس عشرة ليلة لا يجيئه في ذلك وحي, ولا يصح أن يكون هذا حال نبي! (أسباب النزول - للسيوطي - سبب نزول الكهف 18:23 ، 24 ومريم 19:64),

يتبع

AL-ATHRAM 08-07-2022 10:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اقتباس:


qassam

الكتاب المقدس يذكر هذه القصه ليرينا تأثير الخمر على الأنسان وعقله وكيانه البشري فتحت تاثير الخمر لم يعلم لوط انه اضطجع مع بناته في المرتين تكوين 19
عدد 33 وعدد 35


اقتباس:

الاثرم ..

**** وولدت ثامارا من زناها بيهوذا توأمين : أحدهما فارص والآخر زارح هؤلاء التوأمين (( هم أجداد الرب يسوع ))


اخ qassam ... سأرد عليك وعلى اخينا Saif ... وبعدها سأكمل موضوعي الاساسي .. سأكتب لك قصة المدينة الغريبة .. واتمنى ان تفهم ما اقصده ..

ما هي هذه المدينة الغريبة ؟

المدينة الغريبة .. مدينة كانت فيها قوانين غريبة جداً .. كانوا يختارون رئيسهم ويعلمونه بعد تقريباُ خمس سنوات يطردونه من أسوار البلد .. كانت كل أسباب الحياة داخل أسوار البلد ... خارج البلد هناك الوحوش الضارية والآفات القاتلة ولا توجد قطرة ماء ... صحراء قاحلة ..

مات أو طُرد الرئيس وأرادوا أن يختارون رئيساً آخر لهم .. القوانين يعرفها الناس كلهم .. يعرفون ان كل رئيس يختار سوف يبقى مدة محددة خمس أو ست سنوات ثم يطرد .. تآكله السباع أو يموت جوعاً أو عطشاً .. ولا يفتح الباب إلا في موعد طرد هذا الرئيس ...

وأعلن المسئول عن اختيار الرئيس أو الجهة المسئولة عن فتح الباب لمن يريد أن يرشح نفسه ... لم يتقدم أحد .. لأنهم يعلمون ما وراء ذلك .. وبعد فترة تقدم شاب وقال : أنا أريد أن أنال هذا المنصب ...

قالوا أَوَ تعلم ماذا سيحدث لك بعد ذلك ؟! .. قال نعم .. وأنت مستعد لذلك .. قال نعم ... تقلد الأمر .. وقامت الاحتفالات بهذه المناسبة ..

ثم في أول يوم من أيامه اتفق مع عدد كبير من المزارعين دون أن يعلم أحد ... واتفق معهم أنهم إذا حلَّ الظلام فتحوا أسوار الحصن أو البلد .. فيخرجون خارج البلد ويشقون الترعْ ويسحبون قنوات للماء من داخل البلد إلى خارجها ، ويزرعون ما طاب من الثمار والأشجار حتى انتهت مدة حكمه ...

جاءت له اللجنة وقالت له أنت ستكون آخر أيامك غداً وسوف تطرد من المكان ... تعجبوا عندما رأوه يضحك ويبتسم !!

لم يبدوا عليه أي اضطراب ، وأي خوف ، وأي جزع .. بل قابل الأمر برحابة صدر وبابتسامة عريضة ... ما كان يحدث لهم هذا الأمر من قبل .. عندما يبلغون من يرأسهم بمغادرة البلد كان يبكي ويضطرب .. لأنه يعلم أنه سيموت ..وفي اليوم .. وفي الساعة المحددة يطرده أصطف الجيش والناس يرون هذه المناسبة العجيبة ...

ففتحوا أسوار البلد وإذا بالجنان خارج البلد والزروعات والمياه .. حتى أصبح خارج البلد أجمل من داخلها ..

ما الذي حدث ؟! .

. ما الذي جرى ؟!

فأخبرهم بما جرى .. فقالوا ما دُمت على هذا القدر من الذكاء والعقل والحكمة .. فإنا تختارك أن تكون رئيساً لنا للأبد .. وافق الجميع واتخذوه رئيساً لهم ..

قد يتساءل من يقرأ هذه القصة .. بأن هذه ليست من الواقع .. نقول له بل هذا هو الواقع .. هذه قصتنا جميعاً كبشر نحن في مملكة واحدة تسمى الأرض .. وخُلقنا لأجل غاية واضحة ..

يقول الله سبحانه وتعالى :

" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق ولا أن يطعمون "

حدد لنا الهدف من خلقنا .. وأخبرنا بأن وجودنا في هذه الأرض لمدة محددة .. تختلف من واحد لآخر .. ولكننا لابد أن نغادر هذه الأرض يوماً من الأيام .. ومن مات قامت قيامته .. خلاص لا رجعة إلى الدنيا أبداً .. ولو أرجع الله أحداً .. لأرجع الأنبياء والرسل ومن يحب ..

ولكنه قضى أنه لا يرجع أحد إلى الدنيا ..

" حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ."


إذن هذه المملكة الأرض وكل منا له مدة محددة .. وانقسم الناس أمام هذا الأمر منهم أو الأغلب ...

معظم الناس كانوا مثل أُولئك الرؤساء الذين كانوا يعينونهم ثم لا يدركون .. أو ينسون مصيرهم فلا يستعدون لهذه النهاية فيموتون .. تأكلهم وتفترسهم السباع خارج البلد ... وقليل من الناس من أدرك مثل هذا الذكي .. أدرك أن مدته محدودة ، واستشعر هذا الأمر وأعد لما بعد الطرد أو بعد الموت ..

والكيّس هو من أعد بعد الموت واستعد للسفر الطويل قبل السفر الصغير .. هذا سفر قليل في الدنيا ولكن السفر الكبير الموت ...

لذلك على بن أبي طالب رضي الله عنه عرّف التقوى .. ماذا قال عندما سألوه عن التقوى ؟

قال التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل ..

يجب أن نكون كلنا مثل هذا الإنسان الذكي ... الشاب الذي غرس وزرع وشق الترع والماء .. استعداداً ليوم رحيله ...

وللحديث بقية ...


اخوكم : الاثرم


AL-ATHRAM 09-27-2022 08:47 PM

مداخلة ..


نزار

سادتي الأثرم و قسام و الآخرون

لقد كان السيد المشرف على الموقع واضحا في رسالته التي وجهها إلى كافة الأعضاء بمناسبة تجديد الموقع، حيث شدد على عدم المساس بالكتب السماوية و الأنبياء.
لذلك أوجه أولا دعوتي إلى المشرف لحذف هذا المنتدى لأنه يتكلم عن الإبطال. و هو مس واضح بالعقيدة المسيحية. كما أشير إلى ردود قسام و سيف التي تمس العقيدة الإسلامية
و أوجه دعوتي ثانيا إليكم أيها الإخوة المتحاورون على هذا الموقع لكي تغيروا طبيعة النقاش في اتجاه الاحترام المتبادل، و التفاعل بدل فكرة الصدام و إبطال عقائد بعضكم البعض.

و لكم الشكر

AL-ATHRAM 10-21-2022 09:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الكريم نزار ... هذه هي وجهة نظرك ... فلكل انسان وجهة نظر تختلف من واحد إلى آخر ..


نحن المسلمون لم نقصد الإساءة إلى أحد .. بل نرى كغيرنا من الناس أن احترام عقائد الغير أمراً واجباً .. بينما راعني ما يذكره اليهود عن أخلاق الأنبياء المعترف بهم من قبل كل الأديان السماوية بحيث لا يشعر المرء بغير الصدمة والإحباط وهو يطالع كتاب العهد القديم ( التوراة المحرفة ) للموبقات التي تفشت في بيوتات النبوة والتي تؤدي إلى قلب مفاهيم المرء الذي اتخذ انطباعاً عن الأنبياء على أنهم قمة في الهرم الأخلاقي والسلوك القويم ودعاة خير وقدوة لغيرهم من البشر..


فإذا فسدت القدوة فالأولى بالمقتدي أن يفسد .. وعندها تصبح الحياة كلها تعاسة وشقاء .. لا بأمن فيها الإنسان جوانب رسله وإلهه .

فإذا كان الله يا أخ qassam ر يرسل أنبياء بمثل هذه الصفات .. فمن يكون هو هذا الله ؟..

وما صفاته وما فائدة شريعته ؟..

إذا لم يكن حامياً وعاصماً للأنبياء ورسالاتهم من الأخطاء والزلل التي يقع فيها العوام من الناس .



لا شك يراود المرء هنا تساؤلات عن جدوى الحياة .. إذا كانت كلها قائمة على الغش والخداع والكذب والدجل والتي انخرط فيها الأنبياء ونساؤهم قبل عامة الناس ..

الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الثقة لدي الشخص بالأديان ويدفع المرء للبحث عن قوانينه الوضعية ليحمي نفسه من غائلة الشريعة الغاب التي ينتهجها البشر في حياتهم على الأرض ..

رغم أن النصوص التوراتية صريحة في تحريم الزنا وتعتبرها فعلة قبيحة ونجسة ( لا تكن زانية من بنات اسرائيل ولا يكن مأبون من بني إسرائيل )

وشددت العقوبة عندما تكون الزنا انتهاك لأعراض الآخرين ( إذا وجد رجل مضطجعاً مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان )

الا أننا نجد في التوراة المحرفة أنبياء يزنون دون أن يردعهم دين أو يطالهم عقاب ويظهر أن الشريعة اليهودية كانت تطبق بصورة انتقائية فيعفى منها شخصيات الطبقة العليا من المجتمع اليهودي بما في ذلك الأنبياء أنفسهم ويبقى الفقراء يترنحون تحت وطأة أحكامها ويدفعون ضريبتها ..

والأنبياء الزانون .. إما هم مغفلون توقع بهم بناتهم وكناتهم بدون إرادتهم وذلك باللجوء إلى مختلف وسائل المكر والخداع التي حذقتها المرأة عامة واليهودية خاصة أو أنهم يمارسون الزنا قوة وتجبرا ودونما خوف من الله وعقابه ..

وقصة النبي لوط مع بنتيه والعياذ بالله .. هي في منتهى السفالة واللا أخلاقية والغدر.. وتدل على سيكولوجية مستهترة للمرأة اليهودية وإلى الانحطاط الأخلاقي الشنيع حتى بمقاييس أوربيي هذا الزمان .. وتورد التوراة القصة على الشكل التالي :


" وصعد لوط .... وابنتاه معه .... هلم نسقي أبانا خمراً .. .. فسقتاه .... نسقيه الليلة أيضاً ... فسقتا أباهما خمراً تلك الليلة أيضاً ... فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ." سفر التكوين 19: 30 – 36 ) .


وفي الحقيقة نحن هنا أمام نبي والعياذ بالله .. مغفل مخدوع يشرب الخمر فيذهب عقله ويردي نفسه في مهاوي المعصية والرذيلة ومن المفترض أن الأنبياء معصومون عن الخطاء لأن الله يرعاهم كما رعى يوسف ومنعه من السقوط في حضن امرأة سيده ...


ولا نقتنع بأن لوطاً شرب الخمر بغير إرادته فوجود الخمر مع العائلة الثلاثية النازحة يدل بدون شك على أن الخمر كان رابعهم وأن لوطاً كان يقتنيه ويشربه فيتحمل هو مسؤولية فقدانه لعقله .. كما يتحمل مسؤولية تربية بنتيه تربية غير صالحة .. لدرجة أنهما استهترتا بدين أبيهما ولجأتا إلى أبشع ما عرفته البشرية من رذائل فخانتا أباهما وراودتاه عن نفسيهما وسقتاه خمراً واضطجعتا معه فحبلتا منه ..


وإله يهوه ساكت وهو قريب من مسرح الأحداث والسكوت علامة الرضى كما قيل قديماً وبذلك لا نبرئ ساحة الإله لأن ما جرى لم يكن دون مباركة وإذن منه وكان بإمكانه وهو الذي أنقذ لوط من السدوميين والعموريين أن يردع ابنتيه عن الإتيان بما هو منكر ومخالف لشريعة الإله نفسه القائلة (( لا تزن )) ..


كما هو مخالف لكل الأعراف الإنسانية ويمكن أن نذهب إلى أن ذلك تم لغايات أخرى ليس أقلها الإكثار من النسل لدي اليهود ليدفع بهم الله الذي يجسد في نفسه كل المفاهيم والإيديولوجية اليهودية التي ترتكز على جمع الأموال والخداع والإستلاء وللسيطرة على الشعوب الأخرى وممتلكاتهم وأراضيهم والتوسع على حسابهم ولو أدى بهم الأمر إلى التضحية بكل القيم والمبادىء الإنسانية وعلى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة .

وقد ضرب الإله يهوه مثلاً سيئاً للناس في هذه القصة وأصبح لوط قدوة سيئة للمجتمع اليهودي وشخصية جمعت بين نقيضين بين أشرف رسالة في الوجود وهي رسالة النبوة وبين أنجس ما قام به إنسان على وجه الأرض فلو كان لوط حياً الآن لاستحى من فعلته ولما عرف أين يأخذ وجهه من الناس .. وهذه ليست من شيم الأنبياء الذين خصهم الله بأفضل ما يعتز به انسان ...

وكأنما أراد مدونو التوراة هنا الإيحاء للعالم بأن أولاد الزنا والعديموا الأخلاق القليلوا الأصل يمكن لهم أن يرثوا الأرض ويعمروا فيها .. والإنسان كله بدون قيم ولا هدف له في هذه الحياة سوى الجنس والخداع والسيطرة على الغير واستعبادهم .. ولا بأس من وسيلة شائنة إذا أدت إلى مكاسب سريعة إلى نسل يرث الأرض مثلاُ :

" فحبلت ابنتا لوط من أبيهما . فولدت البكر ابناً ودعت اسمه مؤاب . وهو أبو المؤابيين إلى اليوم . والصغيرة أيضاً ولدت ابناً ودعت اسمه بن عمَي وهو أبو بني عمون إلى اليوم. " سفر التكوين 19: 30 – 36 ) . "

والهدف هنا واضح .. وهو التمسك بالأرض وإكثار النسل وجلب المنافع المادية والتطاول على الغير .

فقد تم هنا كوسيلة إلى ذلك استخدام الجنس بأبشع صوره لخدمة أقذر الغايات الإنسانية وكان الضحية الأولى المرأة التي طعنت في شرفها وأخلاقها ثم نبي طعن هو الآخر بنزاهة رسالته وأخيراً شعوب نكبت بأنفسها وأراضيها وتلك واحدة من أكثر أساليب اليهود إثارة في التاريخ ونعني بها استخدامهم للمرأة كوسيلة احتموا بأنوثتها وجمالها لإنقاذ أنفسهم أو إبادة الآخرين واستخدمها إلههم يهوه لإنقاذ شبعه من فرعون وفي كل الحالات كانت المرأة لعوبة بيد الله واليهود اللذين كان تعاملها مع المرأة والناس قائماً على النقيض من كل المفاهيم والقوانين والقيم التي أنتجتها الإنسانية خلال مراحل تطورها على مدى آلاف السنين .


وللحديث بقية ...

اخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 01-28-2023 10:15 PM

ثم جاءت مداخلة ..



Saif


سلامة الكتب المقدسة

(1)

تعريف التناقض

لا يمكن القول بوجود شيء وعدم وجوده في وقت واحد وبمعنى واحد, ولا يمكن أن تجتمع صفتان متناقضتان في شيء واحد, ولا يمكن أن يكون قول ما صادقاً وكاذباً معاً,

هذا المبدأ يتفق في الجوهر مع المبدأ المشهور الذي وضعه أرسطو وهو: يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في شخص واحد، في وقت واحد، وبمعنى واحد , فإذا ثبت مخالفة مبادئ هذا التحديد في أية عبارة فلا بد من الحكم بوجود تناقض فيها, غير أن ناقدي الكتاب المقدس غالباً يعبثون بمضمون هذا التحديد فيصيحون قائلين: هنا تناقض! بينما المبدأ السابق لا يبرر عملهم هذا,

(1) لا يمكن القول بوجود شيء ما وعدم وجوده في وقت واحد , وقد يكون أمراً غير قابل للتصديق (مع كونه صحيحاً) أن الناس يتوهمون وجود تناقض بين عبارتين، بينما يكون غائباً عن ذهنهم إن كان المقصود بالعبارتين شيئاً واحداً أم لا, ففي أعمال الرسل 12 يقال إن هيرودس قطع رأس يعقوب، وبعد هذا ببضع سنوات عند عقد المحفل الرسولي العام كما ورد في أعمال الرسل 15 نجد أن أحد المتكلمين يعقوب , فقد يتسرَّع الناقد الطائش ويقول: هنا تناقض! فلا يمكن أن شخصاً ما يكون موجوداً وغير موجود في وقت واحد ,

ونحكم بوجود تناقض إذا كان الشخص نفسه هو المذكور في الأصحاحين, فهل الشخص المذكور في الحادثتين هو يعقوب واحد؟

إن من له ولو معرفة بسيطة بالعهد الجديد يعرف أن يعقوب أعمال 12 هو يعقوب بن زبدي، بينما يعقوب أعمال 15 هو يعقوب بن حلفي, ولذا يتلاشى التناقض الظاهري حالما نلاحظ بتدقيق أن الفصلين يشيران إلى شخصين مختلفين,

(2) ولْنُلاحظ القول وقت واحد , قد يبدو تناقض بين عبارتين بسبب عدم ملاحظة الزمن المقصود, ففي تكوين 1 يُشار إلى إكمال الخليقة كحقيقة واقعة بينما تكوين 6 ينفي هذا الإكمال, قد وُجد من قال إن سفر التكوين يناقض نفسه, ولكن سواء بتعمُّد أو بغير تعمُّد، قد فاتهم أن الإكمال المُشار إليه كان بعد الخلق مباشرة، بينما العبارة التي تنفي هذا الإكمال تشير إلى الزمن السابق للطوفان, كم يكون من الجهل أن يُقال إن ما كان يصْدُق عن بلادنا منذ ألفي سنة مثلًا يجب أن يصدُق عنها اليوم!!

(3) نلاحظ في التحديد أيضاً هذه العبارة بمعنى واحد , كثير مما يُقال له تناقض يبدو واضحاً إذا روعيت هذه العبارة, كثيرون من غير المؤمنين يقولون بوجود اختلاف بين كلام المسيح عن يوحنا المعمدان وكلام المعمدان عن نفسه,

قال الرب يسوع عنه: إن أردتم أن تقبلوا، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي (متى 11: 14) بينما يوحنا المعمدان نفسه في ردّه على المرسَلين من قِبَل الفريسيين ليسألوه إن كان هو إيليا أم لا، أجاب: لست أنا , فإحدى العبارتين تقول إن يوحنا المعمدان هو إيليا، والأخرى تفيد عكس ذلك, فهنا يبدو لأول وهلة تناقض صريح, ولكن على القارئ أن يفحص إن كان للعبارتين معنى واحد أم لا,

وعند مراعاة هذه النقطة يزول التعقيد والتناقض الظاهري، فلم يقل المسيح عن يوحنا إنه نفس إيليا النبي القديم وقد رجع إلى الأرض، ولكنه يقول إنه إيليا الذي كان مزمعاً أن يأتي, يعني إيليا المتنبَّأ عنه، أو سابق مسيا بحسب ما جاء في ملاخي 4: 5 وهذا بخلاف ما يُستفاد من قول يوحنا عن نفسه, فمعنى السؤال الذي وُجِّه إليه كان: هل هو إيليا القديم الذي عاش في عهد أخآب وإيزابل أم لا؟ فكان جوابه الصحيح نفياً صريحاً, فمن اللازم أن نراعي بدقة معنى كل عبارة,

(4) الصفات التي تُسند إلى شخص أو شيء ما يجب ألّا تكون متناقضة، فالطول والقِصر مثلًا صفتان متناقضتان، بمعنى أن الشخص لا يمكن أن يكون طويلًا وقصيراً في وقت واحد,

ولكن قبل القول بتصادم العبارتين لأنهما تنسبان صفتين متناقضتين إلى شخص واحد أو شيء واحد، علينا أن نتروَّى لئلا نخدع أنفسنا, يقول الكتاب عن الله إنه نار آكلة، كما يقول أيضاً إنه رحيم، ولذا قيل إنهما صفتان متناقضتان, كثيراً ما يكون القاضي الجالس على كرسي القضاء للحكم على المجرمين صارماً، ولكن عند احتكاكه بالبائسين الجديرين بالعطف يبدو منه الإشفاق واللطف والعون,

ولنأخذ مثلًا آخر, يُقال في الكتاب عن المسيحيين إنهم قديسون، ويُقال عنهم أيضاً إنهم يخطئون, فيقول قائل: هنا عبارتان متناقضتان , بينما عند الفحص ولو قليلًا يتضح أن هاتين الصفتين تجتمعان جنباً إلى جنب,

يخبرنا الكتاب المقدس أن الإنسان المسيحي ذو طبيعتين، فهو خليقة جديدة مولود من روح الله، ولا يزال في الوقت نفسه بطبيعته الذاتية المولودة في الخطية، أي الإنسان الجديد والإنسان العتيق, فبحسب طبيعته الجديدة هو قديس، ولكن بحسب طبيعته العتيقة هو خاطئ, وهنا نرى الصفتين المختلفتين الموصوف بهما المسيحي مجتمعتين معاً (راجع رومية 7),

(5) القول الواحد لا يمكن أن يكون صادقاً وكاذباً معاً, فإذا قلنا مثلًا إن يوليوس قيصر هزم فرنسا، فلا يمكن أن تكون هذه العبارة صادقة وكاذبة, فإن قال قائل في موقف ما إن هذه العبارة صادقة، وقال في موقف آخر إنها كاذبة يكون هذا تناقضاً منه, يقول الكتاب المقدس: يوجد إله واحد فيظهر أمامنا شيء من التناقض إذا وجدنا في الكتاب ما يفيد أن هذا التصريح صادق وكاذب، ولكننا نقول بكل يقين إن الكتاب المقدس خالٍ على الإطلاق من مثل هذا,

وفي خاتمة تأملنا في تحديد التناقض هذا نرجو القارئ عندما يسمع عن وجود تناقض في الكتاب أن يرجع إلى هذا التحديد ويطبّق عليه كل عبارة، فيرى في الحال أن ما يُقال له تناقض لم يكن له وجود إلا في مخيلة الناقد!

عند فحص المتناقضات المزعومة، من المهم جداً أن نتذكر أنه قد توجد عبارتان مختلفتان الواحدة عن الأخرى دون أن تكونا متناقضتين, في الغالب أن الذين يتَّهمون الكتاب بوجود تناقض فيه هم فريسة لاضطراب الفكر، بمعنى أنهم لم يميّزوا بين الاختلاف والتناقض, فالقول بوجود ملاكين على قبر يسوع في يوم القيامة يختلف عن القول بوجود ملاك واحد, (قابل يوحنا 20: 12 ومرقس 16: 5) وكل عاقل يرى فرقاً في العبارتين، ولكن: هل هما متناقضتان؟ كلا البتة! فإن إحداهما لا تنفي الأخرى، ولكن الواقع أن إحداهما أوسع من الأخرى, ولما كان القانون المشار إليه مطابقاً للعقل ومعمولًا به في الحكم على مؤلفات البشر، حقَّ لنا أن نجعله أساساً لكل ما يُقال له تناقض في الكتاب المقدس,

(6) أحياناً يبدو شيء من التناقض بين عبارتين في الكتاب، والسبب في هذا وقوع خطأ أو عدم تدقيق في الترجمة, ففي حالة كهذه كل من له إلمام باللغة الأصلية يمكنه بكل سهولة حل المشكلة, والخطأ في مثل هذه الأحوال لا يرجع إلى أصل الكتاب بل إلى الترجمة, فاللغتان العبرانية واليونانية المُعطى بهما الكتاب أصلًا لهما اصطلاحات خاصة بهما, وكثيراً ما يتعذَّر ترجمة هذه الاصطلاحات إلى ما يعادلها في اللغات الأخرى, ويمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى عبارتين وردتا في سفر الأعمال بخصوص اهتداء شاول الطرسوسي, ففي أعمال 9: 7 وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين، يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً وفي أعمال 22: 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعدوا، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني , وعند أول وهلة يبدو في هاتين العبارتين تناقض ملموس, فالعبارة الأولى تفيد أن المسافرين مع شاول سمعوا الصوت، بينما الأخرى تفيد أنهم لم يسمعوه, ولكن من يعرف اللغة اليونانية يحل هذه العقدة بغاية السهولة، لأن العبارة الأولى تفيد مجرد سماع الصوت، أي مجرد وصول الصوت إلى الأذن, بينما العبارة الأخري تفيد أن المقصود بالسمع فهم كلام المتكلم, فأعمال 22 لا ينكر أن المسافرين مع شاول سمعوا الصوت سمعاً، ولكنه يفيد أنهم لم يفهموا معنى الكلام الذي قيل,

(7) لا يخفى أنه لا توجد بين أيدينا نسخ الأسفار المقدسة الأصلية، بل النسخ التي نُسخت فيما بعد, فمن المحتمل وقوع بعض هفوات في الهجاء وغيره أثناء النسخ, ولا يغرب عن ذهننا أن أصل الكتاب هو الموحَى به, وتعتبر النسخ التي نُسخت فيما بعد موحَى بها في كل ما كان فيها مطابقاً للأصل, على أن النسَّاخ الأولين قد تعبوا كثيراً وكانوا ذوي ضمائر صالحة, ولكن كما يوجد تشابه بين الحروف في كل لغة هكذا الحال أيضاً في اللغتين العبرانية واليونانية، مما يجعل النسخ عرضة لكتابة حرف بدلًا من حرف آخر,

هذا أمر مهم جداً فيما يختص بالأرقام، لأن اللغتين العبرانية واليونانية القديمتين لم يكن بهما الأرقام العربية, فكان العبرانيون يستخدمون الحروف الهجائية بدل الأرقام, وبعض هذه الحروف متشابهة الشكل, وكثير مما يُقال له تناقض يرجع سببه إلى عدم دقة غير مقصودة من الناسخ,

فمثلًا حرفا الدال والراء في العبرانية متشابهان كل التشابه, والباحث المخلص يجد أن غلطات كهذه يرجع سببها إلى النَّسْخ، ولا تؤثر البتة على نص الكتاب وتعليمه, ويمكن النظر إليها كما يُنظر إلى ما يقع من الغلطات الكثيرة في وقتنا الحاضر أثناء طبع الكتب المختلفة, ومهما كثر عدد الغلطات المطبعية في أي كتاب فهذا لا يغيّر نصَّه ومدلوله, وعلاوة على هذا لا يلقي أحدٌ مسؤولية خطأ كهذا على مؤلف الكتاب,

إذا لم تُنسَ هذه الحقائق فالمؤمن التقي لا يعتريه اضطراب عندما يرى خطأ في النَّسْخ، ولا يكون في الوقت نفسه أقل حقٍ للناقد أن يتطاول على وحي الكتاب المقدس,

( ومن المهم أن نذكر أنه عند النظر في أي تناقض ظاهري يكفي الإتيان بحل واحد أو توفيق واحد بين العبارات التي يبدو فيها التناقض، وليس من العدل المطالبة بأكثر من هذا, إذا كتب كاتبٌ مثلًا عن شخص ما أنه أصفر اللون، وكتب عنه آخر أنه أسمر، يبدو اختلافٌ بين العبارتين، ولكن يمكننا أن نبين أن العبارتين خاليتان من التناقض، لأن الأول يشير إلى هذا الشخص وهو شيخ، والثاني يشير إليه وهو شاب, حلٌّ كهذا جدير بالقبول، ولا يصحُّ رفضه ما لم يُؤتَ بالدليل على عدم صحته, بمعنى أن التناقض يتلاشى إذا أمكن الإتيان بتوفيق لا يمكن الاعتراض عليه,

قال أحد المفسرين: في حل أي عقدة يجب الاكتفاء بتوفيق واحد يمكن الإتيان به , وإذا أمكن تقديم جملة حلول أو توفيقات فلا مكان لاعتراض أي معترض على الكتاب المقدس, وفي حالة وجود توفيقات كثيرة لا يكون من اللازم الجزم بأفضلية أحدها عن باقيها, على أنه قد يجوز أخذ حل دون سواه,

(9) وعندما نقابل في الكتاب عقدة معقدة نتعب باطلًا في حلّها، لا يجوز لنا مطلقاً في حالة كهذه أن نسلِّم بوجود تناقض حقيقي أمامنا، لأن عجزنا عن حل عقدة لا يفيد أن غيرنا أيضاً يعجز كذلك, لا يخفَى أن إدراكنا محدود ومعرفتنا ناقصة واختبارنا قليل, فما أجهل أن يقول قائل إن ما يحيّره يحيّر غيره! كثيراً مما حيَّر أسلافنا نجده الآن سهلًا, ومن المحتمل أن الأجيال المقبلة لا تجد صعوبة في حلّ ما نراه الآن معقداً وغامضاً,

(10) من الغباوة والتطاول أن ترتفع عقولنا على حكمة الله العظيم, فما نحتاج إليه بصفة خاصة عند تناول ما يُقال له تناقض في الكتاب هو روح الخشوع والوقار، فنحني رؤوسنا إجلالًا عندما يتكلم الملك السرمدي الخالد الغير المنظور الإله الحكيم وحده, فمن اقترب من الكتاب بهذه الروح تتضح له الأمور التي تظهر للناقد الطائش كأنها سفر ذو سبعة ختوم, إن الله يعلن ذاته في كلمته كما في أعماله، ففيهما معاً نرى إلهاً يعلن ذاته ويخفيها، ولا يراه إلا طالبوه بالحق, وفي كلمة الله وأعماله يرى الإنسان ما يؤيد الإيمان، وقد يرى فيهما أيضاً (بسبب قصر نظره) ما يدعو إلى الكفر, فيهما يرى تناقضاً ظاهرياً لا يستطيع حله إلا من يسلّم ذهنه لإرشاد الروح بالوقار, وقبول الإنسان إعلانات الله عن نفسه هو امتحان لقلبه, فعلى الإنسان أن يأكل خبزه بعرق جبينه في حياته الروحية كما في حياته الجسدية أيضاً,


AL-ATHRAM 05-08-2023 11:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


اقتباس:

Saif

سلامة الكتب المقدسة

اخي .. Saif وهذا هو تعليقك في الصفحة رقم ( 5 ) تحت عنوان ( سؤال لا بد منه ) :


اقتباس:

وكل النبوات التي تتكلم عن تجسُّده وولادته المعجزية من عذراء،
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

أين ولد الرب يسوع ؟!

ولد في مذود البقر !

سبحان الله .. لماذا ؟

لأنه لا يوجد مكان في المنزل !

يقول لوقا ( 2 : 7 ) :

" ولدت ( مريم المخلوقة ) ابنها البكر وقطمته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضعٌ في المنزل " .

** ولد ( الرب يسوع ) في مذود البقر ..

*** كيف ينام الرب في مذود البقر ؟!

وبعد ذلك يبصق أحد خلقه والعياذ بالله في وجهه ويستهزأ به ويضربه ويصلبه .. وتنتهي نهايته بموته بين لصين ..

بل لقد وصل بهم الحد إلى لعن المسيح عيسى ابن مريم ( ربكم وحبيبكم ) في كتابكم الذي كتبوه بأيديهم وقالوا إنه من عند الله ..

هذا الإله ملعون .. وإبليس ملعون ..

اقرأ معي رسالة بولس الثانية إلى غلاطية ( 3 : 13 ) يقول :

" إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة، إذ صار لعنة عوضا عنا _ لأنه قد كتب :

" ملعون كل من علق على خشبة "

لذا فإن قول المسلمين بأن المسيح لم يصلب ولم يقتل .. هو قول يرفع اللعن عن المسيح عليه الصلاة والسلام .. إن كنتم تعقلون .


يقول لوقا " ولما ابتدأ يسوع كان لهُ نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف ... " ( 3 : 23 )

لوقا يقول : " على ما كان يظن "


إذ أن قضية عيسى كونه ولد من غير أب كانت معروفة مثل الشمس !! لا بل مشهورة عند اليهود حتى إنهم رموا أمه العذراء بالزنى .. إلى أن جاء القرآن الكريم وبرأهما وشهد لها بالطهر والعفاف .. لا بل إنها أطهر نساء العالمين رغم أنف اليهود .


شك اليهود في المسيح وأمه واتهموهما بالزنا .. وشك النصارى واختلفوا في نسبه .. فمتى المزعوم قال إنه ابن يوسف بن يعقوب .. ولوقا قال إنه ابن يوسف بن هالي .. وبولس يقول انه ابن الله .. وابن داود .. وابن الإنسان .. لا يمكن للمرء أن يعرف حقيقة المسيح .. لم نعرف أحداً له أربعة آباء سوى المسيح ..

مما يثبت أنكم واليهود ليسوا على يقين من أمره لا في ميلاده ولا في إلوهيته ولا حتى في صلبه ..

وكان من الممكن أن يسري هراؤهم هذا في العالم أجمع لولا أن أنزل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليبين للناس الحقيقة .. فجاء القرآن منزهاً للمسيح وأمه بكل تأكيد .. وشهد ببراءتهما من كل ما حاولوا إلصاقه بهما إذ بشرت الملائكة مريم بأنها أشرف نساء العالمين .

يقول الله في سورة آل عمران :

” وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {45}‏ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ {46} قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47} ".

واصطفاك على نساء العالمين ..

** إن هذا التكريم والتشريف لم تحظ به مريم حتى في الكتاب المقدس ..

" يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} "

ما هو مصدر هذه التلاوة الجميلة والسامقة التي تحرك مشاعر الإنسان نحو السمو والبكاء ؟


إن الآية رقم ( 44 ) تجيب عن هذا السؤال ...

" ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} "

وعلى الرغم من تمام علمنا وإيماننا الكامل بأن القرآن الكريم هو كلمة الله الحقيقة ..

فإننا مع ذلك سنفترض جدلاً للحظة صدق أعداء محمد صلى الله عليه وسلم فيما زعموا من أنه ألّف القرآن الكريم ..

لقد كان يخاطب قومه من العرب وسواء وافقوه أو لم يوافقوه .. فقد أخبرهم في أسمى الأساليب وبكلمات كادت تحترق في قلوبهم وأفئدة مستمعيه :

أن مريم أم المسيح عليهما السلام الإسرائيلية من ناحية الجنسية اصطفيت على نساء العالمين . فلم تكن التي اصطفيت أمه ( أي أم محمد صلى الله عليه وسلم ) أو زوجته ولا حتى ابنته ولا أي امرأة عربية أخرى .. بل كانت امرأة إسرائيلية !

فهل يمكن لأحد أن يُفسر هذا الأمر ؟

فبالنسبة لكل أحد تأتي أمه وزوجته وابنته قبل نساء العالمين في المنزلة ..

فما الذي يعدو نبي الإسلام أن يُكرم امرأة من المعارضين ؟! وبخاصة من اليهود ؟!


** ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن يسأله كل عاقل هو كيف يجعل كل من متى ولوقا في هاتين القائمتين للمسيح أباً بيولوجياً ( يوسف ) ؟!

فهل هما يريدان يشاركا اليهود في تخرصاتهم عن عذرية مريم .. أم أنهما يريدان أن يغطيا الشمس بقطعة نقود يضعانها على أعينهما ؟.

إذ كيف تكتب هذه السلسلة الطويلة من الآباء لإنسان ليس له أب . سبحان الله .


إذاً فالمسيح بريء من هذا النسب الذي تراكمت فيه الأخطاء لا سيما محاولة ربطه بيوسف النجار مما يوحي بغمز في شرف أمه وأنها جاءت به نتيجة اتصال غير شرعي قبل الزواج من خطيبها كما زعم اليهود .

القرآن الكريم يقول عيسى ابن مريم انتهى نسبه إلى أمه فقط .. ..



وللحديث بقية ..

اخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 07-04-2023 09:08 PM

ثم جاءت مدخلة ..


Saif

سلامة الكتب المقدسة من الاختلافات

قال المعترض الغير مؤمن: الكتب المقدسة غير موحى بها من الله، وتوجد فيها الاختلافات الكثيرة، إما بسبب التحريف القصدي، أو بسبب سهو الكاتب ,

وللرد نقول بنعمة الله : الكتب المقدسة منزَّهة عن الاختلاف والتناقض لأنها وحي الله الذي ليس عنده تغيير، فلا يُثبِت الله اليوم شيئاً ثم ينسخه غداً, قال الله: كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر (2تيموثاوس 3: 16), ولا يعقل أن من آمن بالله وباليوم الآخر يفتري على كتبه المقدسة ويصف بعضها بالكذب أو الاختلاف,

(1) على أن من طالع الكتب المقدسة بروح التواضع للاستفادة، وطرح عنه رداء التعسُّف وجدها منزَّهة عن التشويش والاضطراب والاختلاف والتناقض، وتيقن من توافقها وتطابقها, وعندما يرى أن أنبياء الله ظهروا في مدة 1600 سنة وفي بلاد مختلفة وبعيدة عن بعضها، ينذهل من وحدة غايتهم ومن توافق ديانتهم، ولا يسعه سوى الخضوع لكلامهم والاعتقاد بأنه وحي إلهي, فلو كان مصدر الكتب المقدسة من البشر لوجد فيها اختلافاً وتناقضاً، فالفلاسفة الذين درسوا في معهد واحد يناقض الواحد الآخر في مذهبه وتفكيره،

وكذلك المؤرخون والكتّاب ينقض الواحد ما يثبته الآخر، بخلاف كتب الوحي، فمثل العهد القديم والعهد الجديد كمثل الكاروبين (خروج 25: 20) وجهاهما كل واحد إلى الآخر، وأيضاً كان وجهاهما نحو الغطاء, فالأنبياء والرسل استقوا من ينبوع واحد، فلا عجب إذا اتفق الواحد مع الآخر في التعاليم والمبادئ والنبوات, لا ننكر أنهم اختلفوا في الأسلوب وطرق التعبير، إلا أن الأخلاقيات والتعاليم والمبادئ واحدة، فأحد الأنبياء زاد شرحاً عن غيره، ولكن لا يوجد في أقوالهم أدنى تناقض, كلهم أجمعوا على فساد الطبيعة البشرية، وأنه لا يمكن مصالحتنا مع الله إلا بواسطة كفارة المسيح، ولا يمكن العودة إلى حالة الطهارة والقداسة إلا بعمل الروح القدس فينا, فاتحادهم على هذه التعاليم من أقوى الأدلة على أن مصدر كلامهم هو العليم الحكيم, ولكن إذا أتى شخص وشذ عنهم كان كاذباً,

(2) لا يُعقل أن أهل الكتاب يعمدون إلى تحريف كتبهم الإلهية مع تأكدهم بأن هذه الكتب هي مصدر غبطتهم وسعادتهم وراحتهم وامتيازاتهم, بل لو فعلوا ذلك لزجرهم الأنبياء الذين كانوا يظهرون من جيل إلى آخر في مدة 1600 سنة, ولكن لم يفعل نبي ذلك دلالة على حرصهم على المحافظة عليها,

(3) ولكن ماذا نقول في محمد الذي كان يناقض نفسه بنفسه، فكان يأمر بالشيء ثم ينهى عنه, أمر بإظهار الرفق بالناس ثم أمر بقتلهم، وهو الذي جعل قِبْلته أولًا مثل قِبْلة المشركين، ثم جعلها نحو قِبْلة اليهود، ثم غيّرها نحو قِبْلة المشركين, وهو الذي كان يمدح آلهة المشركين ثم يذمها، ويحرّم على نفسه بعض النساء ثم ينكث عهده, ولما وصفه أهل الكتاب والعرب بالتقلّب والتردد في أموره، تخلّص من معارضتهم بأن وضع قانوناً في كتابه بأن الاختلاف والتناقض جائز في الأفعال والأقوال، وسمَّاه النسخ فقال:

ما ننسخ من آية أو نُنْسها نأت بخير منها أو مثلها , (البقرة 2: 106) هذا فضلًا عن المناقضات المذكورة في القرآن والأحاديث، وهي ليست قاصرة على المعاملات، بل تشمل العبادات, وغاية ما أجابوا به على ذلك هو تخفيف وتشديد، وهذا التفسير يستلزم أن الله يأمر بأمرين متباينين وأنه ذو إرادتين ومشيئتين، وأن له شريعتين, وحاشا لله من ذلك! والقرآن ذاته يسلّم بوجود الاختلافات، بل ذلك هو ركن من أركان الإسلام,

(4) ولا يصح الحكم على شيء بالخطأ إلا بعد معرفة الصواب، فهل وجد خطأ في كيفية عمل الله للدنيا في ستة أيام، أو في خلق الإنسان، أو في تواريخ ابراهيم وأخنوخ ونوح ويوسف وموسى وبني إسرائيل وسائر الأنبياء؟ ألم ير أن جميع علماء الدنيا اقتبسوا معلوماتهم عن هذه الأمور من الكتاب المقدس؟ والقرآن ذاته اقتطف طرفاً من هذه التواريخ وقال إنها من وحيه, أو هل رأى في هذه الكتب المقدسة أن نبياً من أنبياء الله مدح الأوثان وتقلّب في الأديان؟

(5) يعتقد جميع المسيحيين أن كتبهم المقدسة هي بإلهام الروح القدس ووحيه, قال الإنجيل: لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بطرس 1: 21), وإذا سردنا ما ورد في الكتاب المقدس من الآيات الباهرة الدالة على أن شريعة الله هي كاملة وأنها بإلهام الروح القدس، وجب أن نكتب مجلدين كبيرين, وعليك أن تنظر في مزمور 119 الذي يشتمل على 176 آية تتحدث عن كمال ناموس الله، وأنه بإلهام الروح القدس, فكل مسيحي يعتقد من صميم فؤاده أن كتابه هو الوحي الإلهي، وإلا لما كان يتعبد بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار,

(6) لا يجسر أحد على أن يحذف شيئاً أو يزيد عليه شيئاً، وقد أنذر الله قائلًا: إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب، وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب (رؤيا 22: 18 و19), فمن يقبل هذه الضربات وهو يعرف أنه لا يستفيد أدنى فائدة من عمله هذا؟ على أن الحذف والزيادة مستحيلان لأن أئمة الدين الذين يعدون بعشرات الألوف حافظوا على هذه الكتب، وهم يعرفون أنهم إذا حرّفوا أو بدّلوا سقطوا عن مقامهم وحُرموا من امتيازاتهم,

(7) أما القرآن فهو بخلاف ذلك من وجوه عديدة، منها:

(أ) إن كاتبه كان رجلًا أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، وكثيراً ما كان يغيّر أقواله ويبدلها,

(ب) إنه كُتب مفرّقاً في 25 سنة، ولابد من ضياع جانب كبير منه,

(ج_) إنه كُتب في عسب وعلى العظام، والله أعلم كم ضاع وكم بقي منه,

(د) إنه لم يكن في عصره رجال مخصوصون لحفظ الكتب الإلهية,

وعلى هذا لما رأى عثمان استفحال الشر، جمع ما جمعه، فزاد وحذف وحرّف وبدّل وغيّر، وأحرق باقي المصاحف, فكان للكثير من الصحابة مصاحف مختلفة، وبصرف النظر عن هذه العيوب فلا يجوز أن نقول إن القرآن هو موحى به من الله لأنه يخالف طريقة الله التي وضعها من الأول,


AL-ATHRAM 07-25-2023 10:16 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اقتباس:

saif

سلامة الكتب المقدسة

الجزء الثاني :


اقتباس:

لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً




نحن المسلمين نؤمن كما أخبرنا القرآن الكريم أن مريم لم تكن مخطوبة وحتى لم تتزوج في حياتها من أي رجل .. . سأكتب لكم قصة مريم فيما بعد ..


أما في اعتقادكم وكما تروي لنا الأناجيل المحرفة إنها كانت مخطوبة ومتزوجة .. تعالوا معي لنقتبس من الكتاب المقدس بعض النصوص ونرى ذلك ..

يقول لوقا :

" مريم كانت مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف .. كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً ؟ " :


أمامنا نصان متناقضان تماماً .. الأول يقول فيه لوقا أو من دسّ هذا النص في إنجيله : إن مريم كانت مخطوبة ليوسف ، بينما الثاني تناقضه مريم وتقول : أنا لست أعرف رجلاً !

فإذا كانت مريم لا تعرف رجلاً معنى ذلك أنها لم تكن مخطوبة ليوسف هذا وإلاّ لما استغربت من البشارة بميلاد عيسى وقالت :

"كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً "


إذ ليس بعد الخطوبة إلا الزواج والحمل والولادة ! فهل لوقا هو الصادق في أن مريم كانت مخطوبة ؟


أم أن مريم هي الصادقة في أنها لم تكن تعرف رجلا ً !؟

ثم كيف يقع لوقا في هذا التناقض ..

ومما يؤكد أن مريم لم تكن تعرف يوسف هذا ولا غيره من الرجال كما قالت هو كونها كانت متعبدة في الهيكل .. ومكرسة نفسها لخدمته منذ نعومة أظفارها . إذ أن أمها قد نذرتها لذلك وهي لم تزل جنيناً في رحمها .. ومنذ أن دخلت الهيكل لم تخرج منه حتى بلغت ..

لذا فإن قولها للملاك :

" كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً "

هو قول صدق وهي صادقة تماماً فيما قالته ..


تصورا معي طفلة صغيرة دخلت ديراً للنساء وترهبنت منذ نعومة أظفارها ولم تخرج منه إلا في سن الخامسة عشر تقول :

" أنا لست أعرف رجلاً "

فهل نصدقها أم لا ؟!


وأنتم أيها النصارى أنفسكم ترددون اسمها وتقولون مريم " العذراء البتول " وهي حقاً كذلك ..

لأن معنى العذراء هي البنت البكر المحتفظة بعذريتها ولم يمسسها رجل .. أما البتول فهي الفتاة المنقطعة عن الرجال ولا أرب لها فيهم .. فكيف يزوجها الكاتبان ليوسف هذا وبعدها يقولان عنها العذراء البتول !؟ لأنها إن تزوجت لم تعد عذراء ولا بتولاً !! حتى لو رموها في أحضان شيخ عجوز على حافة قبره ..

وكما نلاحظ من ناحية أخرى أن سؤال مريم هذا لم يجب عليه لوقا . إذ أن قوله :

" الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود يدعى ابن الله " ( 1 : 34 – 35 )

لا يشكل جواباً على سؤالها ..

ولكن القرآن الكريم إذا سألت نفس السؤال أعطاها الجواب ..

" قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ "

فماذا قال القرآن الكريم ؟!

لقد ردّها الله سبحانه وتعالى إلى القدرة والمشيئة والكلمة التي خلق بها الكون كله .. إذ قال :

" كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47} ". ( سورة مريم )

هذا ما جاء في سفر التكوين أن الله خلق الكون وكل شيء فيه بالكلمة ( كن فيكون )


وللحديث بقية ..

اخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 08-21-2023 08:57 PM


Saif

هل ضاعت أسفار من العهد القديم؟

قال المعترض الغير مؤمن: ضاع من الكتب المقدسة الكثير، مثل سفر الحروب (عدد 21: 14) وسفر ياشر (يشوع 10: 13) وثلاثة كتب لسليمان (1ملوك 4: 32_34)، وكتاب قوانين السلطنة للنبي صموئيل (1صموئيل 10: 25) وتاريخ صموئيل، وتاريخ ناثان النبي، وتاريخ جاد الرائي (1أخبار 29: 29 و30)، وكتاب شمعيا، وعدّو الرائي، وأخيا النبي، ورؤى يعدو الرائي (2أخبار 9: 29)، وياهو النبي ابن حناني (2أخبار 20: 34)، وكتاب إشعياء النبي عن الملك عزّيا (2أخبار 26: 22)، ورؤيا اشعياء النبي عن حزقيا (2أخبار 32: 32)، ومرثية النبي إرميا على يوشيا (2أخبار 35: 25)، وكتاب تواريخ الأيام (نحميا 12: 23), فجملة ما ضاع نحو عشرين كتاباً ,

وللرد نقول بنعمة الله : نذكر شيئاً عن كل كتاب من هذه:

1 _ سفر الحروب وياشر:

هذا السفر يحوي رواية نصرة موسى على عماليق، وقوانين لإرشاد يشوع في حروبه, ولم تُكْتَب بوحي إلهي، ولم يُكلّف موسى بتبليغها لبني إسرائيل، فلم تُدرج في الكتب الموحى بها,

و سفر ياشر معناه سفر المستقيم , وقال بعض أئمة اليهود إن المراد به سفر التكوين لأنه يتضمن قصة إبراهيم واسحق ويعقوب لأنهم من المستقيمين, وذهب بعضهم إلى أن المراد به سفر التثنية (تثنية 6: 18 و23: 7), وذهب البعض الآخر إلى أن المراد به سفر القضاة, فعلى هذا يكون سفراً موجوداً موحى به, وهو يحتوي على ذكر الحوادث التي حصلت للأمة اليهودية من سنة إلى أخرى، ولا سيما وقوف الشمس, ويشتمل على قوانين حربية، ونصائح عسكرية واستعمال القوس كما في 2صموئيل 1: 18, وعلى هذا فلم يُكتَب بوحي إلهي، بل دوّنه أحد المؤرخين الذي كان يدوّن حوادث عصره، وسُمّي ياشر أي المستقيم لصدق روايته, على أنه يوجد إلى يومنا كتاب باللغة العبرية يسمى ياشر ويشتمل على قصائد وطنية تذكر الأبطال الأتقياء الذين اشتهروا بالإقدام, وعلى هذا القول بما أنه ليس بوحي إلهي، فالواجب عدم الالتفات إليه، سواء كان موجوداً أو معدوماً,

وقد جرت عادة البُلغاء أن يعززوا كلامهم بالاستشهاد بالأقوال المشهورة أو المسلَّمة عند الخصم لإلزامه الحجة، وعلى هذا الأسلوب جرى الرسل والأنبياء الذين أعلنوا أقوال الوحي: (1) فاستشهد بولس الرسول في أعمال الرسل 17: 28 بشطر من أقوال (أراتس) وطبَّقها على مقصوده, (2) واستشهد في 1 كورنثوس 15: 33 بعبارة يُظن أنها مأخوذة من قصيدة (مناندو) من ثايس وهي إن المعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة , (3) واستشهدفي تيطس 1: 12 بقول أبيمانيدس شاعر من كريت، وكان عند الكريتيين بمنزلة نبي، فقال: إن الكريتيين دائماً كذابون وحوش ردية بطون بطالة , فأورد كلام هذا الشاعر في مقام الاستدلال، فيجوز الاستشهاد في أقوال الوحي بمثل هذه الأدلة,

وكثيراً ما استشهد القرآن بكتب غيره، فاستشهد في سورة النجم بما في صحف موسى وإبراهيم، وكذلك استشهد بها في سورة الأعلى, والحقيقة هي أنه ليس لإبراهيم صحف مطلقاً عند اليهود ولا عند غيرهم، فهي وهمية,

2 _ أسفار سليمان الثلاثة:

ورد في (1ملوك 4: 32_34): وتكلم (أي سليمان) بثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفاً وخمساً, وتكلم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط, وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك, وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته ,

(أ) تكلم سليمان بثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفاً وخمساً، ولكن هذا لا يدلّ على أنها تدوَّنت في كتب، بل إن سليمان فقط تكلَّم بها, ومع أنها عامرة بالحكمة إلا أنها ليست وحياً إلهياً, ولو كانت وحياً لدوَّنها اليهود وحافظوا عليها, والوحي يقصد هنا أن يصف حكمة سليمان العظيمة التي لم يصل إليها أحد قبله ولا بعده,

(ب) ألَّف سليمان عن النباتات والحيوانات، وهي مختصة بالعلوم، ولا يلزم أن كل إنسان يعرفها, ومع أن العلماء الباحثين في التاريخ يتأسفون على فقده، إلا أنه لا يختص بالدين,

3 _ كتاب قوانين المملكة:

لا يفهم من عبارة الوحي الإلهي أنه أُوحي لصموئيل بسفر غير السفرين اللذين عندنا، وهاك نص عبارة الوحي الإلهي كما في 1صموئيل 10: 25 فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة، وكتبه في السفر، ووضعه أمام الرب , يعني أنه دوّن القوانين الدستورية بين الملك وبين الشعب كما جرت عادة بني إسرائيل, ولما تولَّى داود المملكة قطع عهداً مع شيوخ بني إسرائيل كما في 2صموئيل 5: 3 , وكذلك لما تولى رحبعام المملكة طلب منه بنو إسرائيل أن يقطع معهم عهداً بالرفق بهم، ولما رفض انشقوا عنه (1ملوك 12: 4_24), ولما تولى يهوياداع قطع عهداً بينه وبين الله وبين الأمة (2ملوك 11: 17), وعلى هذا القياس دوّن صموئيل القوانين الدستورية ببيان امتيازات الملك وحقوقه، وعيّن حدوده حتى لا يستبد، وأوضح واجبات الأمة نحو ملكها، ووضع هذا القانون الدستوري أمام الرب شهادة على أن كل فريق يقوم بما عليه من الواجبات، وسلّمه للكهنة تثبيتاً لهذا, فهل يصح أن نفهم من هذا أن صموئيل كتب سفراً موحى به وضاع؟ حاشا وكلا!

4 _ كتب أخرى:

ونقرأ 1أخبار 29: 29 و30 : وأمور داود الملك الأولى والأخيرة هي مكتوبة في سفر أخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائي , ولا ينكر أحد أن تاريخ داود النبي مذكور بالتفصيل في سفر صموئيل النبي وفي سفر الملوك وفي سفر أخبار الأيام الأول, وهذه الكتب بأيدينا نتعبد بتلاوتها ونستفيد من مطالعتها، فلم يضِعْ شيء من تاريخ هذا النبي الفاضل, ومراد النبي في 1أخبار 29: 29 و30 الاستشهاد بأسفار صموئيل والملوك وأخبار الأيام، وهي موجودة, فالنبي لم يستشهد بشيء وهمي معدوم لا وجود له، بل استشهد بشيء له وجود حقيقي, وبيان ذلك أن سفري صموئيل النبي هما من كتابة صموئيل النبي ومعنونان باسمه, أما سفرا الملوك وسفرا الأخبار فكتبها عددٌ من الأنبياء، فكل نبي دوَّن حوادث عصره، ومن هؤلاء الأنبياء: ناثان وجاد، والدليل على ذلك أن تواريخ بني إسرائيل موجودة بالتفصيل التام في كتاب الله,

وهناك كتب ورد ذكرها في العهد القديم موجودة، ولكنها سُمِّيت بأسماء أخرى، فكتب صموئيل والملوك والأيام لم يكتبها نبي واحد، بل كتبها عدَّة أنبياء الواحد بعد الآخر، فإنه لم ينقطع قيام الأنبياء بين بني إسرائيل إلا عند ختام كتب العهد القديم، فكان إذا أراد الله تدوين تواريخ أو أخبار لنقلها إلى الخَلَف، أوحى إليهم ذلك, وعلى هذا كتب النبي جاد وناثان وعدّو وشمعيا وغيرهم أجزاء من هذه الكتب, ومما يؤيد أن عِدَّة أنبياء دوّنوا هذه التواريخ أن إشعياء النبي كتب في نبوته أربعة أصحاحات وردت في سفر الملوك الثاني، مما يدل على أنه هو الذي كتبها في الأصل (انظر 2ملوك 18_20 وقابلها بما ورد في إشعياء 36_39),

ومما يدل على عدم امكان ضياع شيء من العهد القديم ما يأتي:

(1) حفظ الله بعنايته الإلهية الكتب التي أوحى بها، وأراد بها تعليم كنيسته مدى الدهور والأيام, فلا يتصور أنه يسمح لأحد بإحباط عمله, وقد حفظ هذه الكتب سليمة من التحريف ومنزهة عن النقص مئات السنين في وسط التقلبات والانقلابات الجسيمة، ولا سيما عندما كان يحاول الكفرة ملاشاة ديانة اليهود,

(2) حرص اليهود على كتبهم المقدسة، وأظهروا غاية التحفظ والتيقظ في حفظها,

(3) تدل ترجمة الكتب المقدسة نحو 300 سنة قبل المسيح على أنه لم يضع من كتبهم شيء,

(4) تدل شهادة المسيح ورسله للكتب المقدسة على عدم ضياع شيء منها، فقد استشهدوا بها وحضّوا على مطالعتها مما يدل على سلامتها,

ونود أن نضيف بعض الأفكار الأخرى:

1 _ يجوز أن النبي يكتب أسفاراً لم يُؤمر بتبليغها وليست وحياً، يدوّن فيها تواريخ عادية أو تنبيهات خصوصية بدون وحي إلهي, فإذا كانت هذه الكتب موجودة أو غير موجودة كان الأمر على حد سواء,

2 _ لم يُفقَد كتاب من الكتب الموحى بها مطلقاً كما أوضحنا، فإذا كان المراد بسفر الحروب كتاباً موحى به، كان هذا الكتاب سفر العدد, وإن كان كتاباً وضعه موسى لإرشاد يشوع في الأعمال الحربية، ولم يؤمر بتبليغه، فيكون من الكتب غير الموحى بها, وقس على ذلك كتاب ياشر, فإذا أريد به شريعة موسى كان من الكتب الموحى بها، وإذا كان المراد به أناشيد الأبطال كان كتاباً عادياً,

3 - يقول الكتاب المقدس إن سليمان الحكيم نطق بأمثال وأناشيد وقصائد ولكنه لا يقول إنها تدوَّنت كلها، فهي من العبارات التي أُريد بها الإعراب عن حكمته الباهرة,

4 - أما عن كلامه في التاريخ الطبيعي أي على النباتات والطيور فهي ليست وحياً وتختص بالعلوم,

5 - أخذ صموئيل عهداً على الملك بمراعاة مصلحة الأمة، وعلى الأمة بتقديم الواجبات للملك، كما جرت عادة ملوك بني إسرائيل, وهل يُعقل أنه إذا جاءت عبارة في القرآن عن أخذ عهد وميثاق يقول قائل إنه قد ضاعت كتب العهد والميثاق؟!

6 - سفرا صموئيل موجودان، وفيهما تاريخ داود,

7 - أخبار ناثان وأخبار جاد عن الملك داود موجودة في أسفار الملوك وأخبار الأيام، وتاريخه مكتوب بالتفصيل في هذه الكتب, أما ذكر شمعيا وعدّو عن أخبار رحبعام الشرير فموجود في أسفار الملوك والأخبار، وأخبار أخيا النبي، ورؤى يعدو عن سليمان النبي، وما كتبه ياهو النبي عن تاريخ يهوشافاط كله موجود في هذه الأسفار, ودوّن إشعياء تاريخ عزّيا الأبرص وحزقيا وهو موجود في سفر الملوك, وقد ورد في 2أخبار 35: 25 أن إرميا رثى يوشيا وكذلك جميع المغنين والمغنيات ندبوه, فهل نفهم من هذا أن إرميا النبي كتب مرثية وضاعت؟ أما كتاب تواريخ الأيام المذكور في نحميا فهو سفر أخبار الأيام، وهو موجود,

8 - لم يقل يوسيفوس إن حزقيال النبي كتب كتابين بوحي إلهي ثم ضاعا، فيوسيفوس شهد أن الكتب المقدسة التي يؤمن اليهود أنها وحي إلهي هي 22 ، وبالتفصيل 39,

يقول المعترض: بعض البشارات عن محمد توجد في الكتب القديمة، ولا توجد في الكتب الحالية عندهم, فلعلها كانت موجودة في هذه الكتب المفقودة ,

وللرد نقول بنعمة الله : هل مراده أن النباتات والحيوانات التي كتب عنها سليمان هي بشارات عن محمد؟ أو هل مراده أن أخبار رحبعام الشرير وعزّيا الأبرص هي بشارات عن محمد؟



AL-ATHRAM 09-30-2023 09:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


الحزء الثالث :


اقتباس:

لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً


إخوة الرّب


قد سمى الإنجيل يسوع : ابن يوسف فقال :

" ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة ،وهو على ما كان : ابن يوسف ابن هالي .. " ( لوقا 3 : 23 ) .

وقد دعت مريم يوسف رجلها : أبا لابنها ( الله ) يسوع .. فقد كان :

" أبواه ( مريم ويوسف ) يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح ... ولما أبصراه اندهشا .

وقالت له أمهُ : يا بني لماذا فعلت بنا هكذا . هو ذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين . فقال لها لماذا كنتما تطلبانني .. ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعاً لهما .. " ( لوقا 2: 41 – 52 )

(( كان الله خاضعاً لهما ))


تعبير " إخوة الرب " يطلقه النصارى على إخوة أشقاء لأم .. وأخوات أشقاء لأم .. للمسيح . ثم يختلفون في إخوة الرب. .


1- هل الأُخوة على الحقيقة ؟ أي هم مولودون مثله من مريم .. ولكن يختلفون عنه في أن المسيح مولود بدون زرع بشر .. وهم مولودون من زرع بشر .. هو يوسف النجار ..


2- هل الأخوة على المجاز .. أي هم من المؤمنين به .. والمناصرون له ؟ وإذا كانت الأخوة على الحقيقة ..


أ- فهل هم من يوسف النجار ومريم .. وقد ولدوا بعد ولادة المسيح .. لأن المسيح هو بكر مريم ؟

ب- هل هم من يوسف من زوجة سابقة له على مريم ؟

ت- هل هم أولاد خالة له تسمى مريم ؟


أما نصوص الأناجيل . فإنها :

1- تصرح بولادة المسيح من مريم وهي عذراء بدون زرع بشر .. كما صرح القرآن الكريم ..

2- وتصرح بإخوة أشقاء وأخوات شقيقات للمسيح من أمه بعد ولادته .. ولم يصرح القرآن الكريم ..

3- وتصرح بإخوة له وأخوات على المجاز ..

4- وتصرح بأن إخوته لم يؤمنوا بدعوته. .

5- ثم تصرح بأن بعض إخوته آمنوا به ..

وإيمانهم به .. وعدم إيمانهم به هو من باب التناقض في معاني الأناجيل .. أما وجود إخوة حقيقيين له وأخوات حقيقيات له .. فإننا نقول للنصارى :

هذا إن سلمتم بصحته .. يكن من باب الدلالة على إنسانيته .. لا على إلوهيته .. وها نحن نذكر النصوص ونجادل بها _ على ما هو المكتوب .. على طريقة إلزام الخصم بما يسلم بصحته _ ..


أولاً : النصوص التي تدل على أنهم ولدوا بعد يسوع .

1- يقول لوقا :

" فولدت ابنها البكر .. وقمَّطتهُ في واضجعتهُ في المذود " ( 2 : 7 )

( وولدت ابنها البكر ).., هو قول يدل على أنها ولدت غيره .. وأما البكر بين أبنائها فهو المسيح ..

2- يقول متى ( 1 : 24 – 25 ) :

" فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمرهُ ملاك الرب (( وأخذ امرأتهُ )) . ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر .. ودعا اسمهُ يسوع .."

يدل على أنه قد عرفها أي وطئها بعد ولادته .. وما كان قد وطئها قبل ولادته . . ووطؤها بعد ولادته .. لا يليق بمنصب الإلوهية _ كما يدعي النصارى فيه _ إذ هو يكون قد وطئ أمًّا إلهيه . .

2- يقول متى ( 1 : 18 ) :

" لما كانت مريم أمُّهُ مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وُجدت حبلى من الروح القدس "

قوله قبل أن يجتمعا يدل على أنهما قد اجتمعا بعد ولادته .. أي وطأها ونكحها . .


وللحديث بقية ...

اخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 11-09-2023 08:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


اقتباس:

saif


) أما القرآن فهو بخلاف ذلك من وجوه عديدة، منها:

(أ) إن كاتبه كان رجلًا أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، وكثيراً ما كان يغيّر أقواله ويبدلها,

(ب) إنه كُتب مفرّقاً في 25 سنة، ولابد من ضياع جانب كبير منه,

(ج_) إنه كُتب في عسب وعلى العظام، والله أعلم كم ضاع وكم بقي منه,

(د) إنه لم يكن في عصره رجال مخصوصون لحفظ الكتب الإلهية,



الحزء الرابع :

اقتباس:

لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً



ثانياً : النصوص التي تدل على إنهم أخوة أشقاء وأخوات شقيقات على الحقيقة ..


1- في إنجيل يوحنا ( 2 : 12 ) :


" وبعد هذا انحدر إلى كفر ناحوم هو وامُّهُ واخوتهُ وتلاميذهُ ... "


قوله ( أمه وإخوته ) يدل على أنه مشى في البلاد للدعوة إلى الله مع أمه .. وأنها دعت معه إلى الله ..


ولو أن يوحنا لم يذكر ( وتلاميذه ) بعد { وأخوته } لدلت إخوته على إخوة مجازية أو أخوة طبيعية .. ولاحتمالها المعنيين .. ما كانت تكون نصاً قاطعاً في الأخوة الطبيعية ..

2- يقول متى ( 12 : 46 – 50 ) :

" وفيما هو يكلّم الجموع إذا أمُّهُ واخوتهُ قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلّموهُ . فقال لهُ واحدٌ هو ذا أمُك واخوتك واقفون خارجاً طالبين ان يكلّموك . فأجاب وقال للقائل لهُ. مَنْ أمّي ومَنْ إخوتي. ثم مدَّ يدهُ نحو تلاميذه وقال ها أمّي وإخوتي . لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمّي "

في هذا النص تجد أن إنساناُ يقول للمسح :

إن أمك وإخوتك يطلبونك .. وقوله هذا قد يدل على أم مجازية .. وإخوة مجازيين .. ويدل أيضاً على أم حقيقية وإخوة حقيقيين .. ولاحتماله هذين المعنيين .. تجد أن قوله :

" من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي "

قد عيّن أحد المعنيين وهو أن الطالبين له كانوا على الحقيقة ولم يكونوا على المجاز ..

3- يقول مرقس ( 6 : 3 ) :


" أليس هذا هو النجار ابن مريم . وأخو يعقوب ويُوسي ويهوذا وسمعان .. أوً ليست أخوته ههنا عندنا "


فقد نسبه اليهود إلى يوسف النجار .. وهو منسوب إليه مجازاً لأنه لم يعرف أمه حتى ولدت ابنها البكر .. ونسبوا إليه أربعة إخوة هم يعقوب ويُوسى ويهوذا وسمعان ..


ولو كانت الأخوة مجازية .. فلماذا ذكروا أربعة وقد كان له كثيرون يصنعون إرادة أبيه الذي في السماوات ؟

وفي كتبكم أيها النصارى أنه له أختان أيضاً هما أستير وثامار ..


وهذا حوار دار بين المسيح مع اليهود والاتهامات المتبادلة بينه وبينهم ..

قال اليهود للمسيح :

" إننا لم نولد من زنا لنا أب واحد هو الله " يوحنا ( 8 41 )

فقال له المسيح :

" أنتم من أب هو إبليس " ( يوحنا 8 : 42 )

هنا إشارتهم إلى الزنى .. غمز من اليهود في ميلاد المسيح إذ كانوا يزعمون أن مريم ولدته من زنى ( حاشا لله ) ..

وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 11-23-2023 08:03 PM

وهنا بدأ يكتب ..

saif

توضيحات لا بد منها بشأن ام يسوع و إخوته

أ?- يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى " و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" متى 12 : 47 – 50 .

و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 . ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 .

أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأن؟وماذا عن مريم؟ لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؟ لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته؟

ب?- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي: "أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 . وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .

من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي.

كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة. وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى. لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة.

لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي. ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم "فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 .

ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".

أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها. في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28 [/b]



AL-ATHRAM 12-13-2023 08:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحزء الخامس ..

اقتباس:

لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

ثالثاً : النصوص التي تدل على عدم إيمان أخوته به :

1- يقول يوحنا ( 7 : 1 – 9 ) :

" ... وكان عيد اليهود عيد المظالّ قريباُ . فقال لهُ إخوته انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل . لأنه ليس أحدٌ يعمل شيئاً في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية . ان كنتَ تعمل هذه الأشياء فأَظهر نفسك للعالم. لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحظر بعدُ . وأما وقتكم ففي كلّ حينٍ حاضرٌ . لا يقدر العالم ان يبغضكم ولكنهُ يبغضني أنا لأني اشهد عليهَ ان اعمالهُ شريرة. اصعدوا أنتم إلى هذا العيد . لأن وقتي لم يكمل بعدُ . وقال لهم هذا ومكث في الجليل . "

ففي هذا النص تصريح من يوحنا بعدم إيمان إخوته لقوله :

" لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ "

2- في إنجيل مرقس ( 3 : 21 ) : أن المسيح لما صنع معجزات بإذن الله ، اجتمع عليه خلق كثير ..

" ولما سمع أقرباؤهُ خرجوا ليمسكوهُ لأنهم قالوا : أنهُ مختلٌّ. "

فأقرباؤه ههنا هم أنسباؤه من سٍبطه . والذين خرجوا ليمسكوه عن الدعوة من أقربائه ، لا يستبعد أن منهم إخوته الذين لم يؤمنوا به .

رابعاً : النصوص التي تدل على إيمان إخوته به :

يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس :

إن المسيح بعد قيامته من الأموات ظهر لصفا _ وهو بطرس _ ثم للاثنى عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة ..

" وبعد ذلك ظهر ليعقوب " ( 15 : 7 (

ويعقوب هو أخوه .

يقول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية :

" لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب " ( : 1 : 19 )

جعل بولس للرب أخاً ويقصد هنا بالرب " يسوع " ويعقوب أخو المسيح من أمه مريم . كيف يكون هو الرب ..


وهو مولود مخلوق كان في المهد ثم صار صبياً ثم شاباً ؟! مشى ونام وأكل وجاع وأخرج وخاف وبكى وحزن وصلَّى .. وحسب قول الأناجيل لطموه ولكموا وبصقوا في وجه واستهزءوا فيه وجلدوه وصلبوه ودفنوه !!! ما هذا الرب الذي تتحدث عنه الأناجيل ؟!!!!


اخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 12-21-2023 08:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء السادس ..

اقتباس:

لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

خامساً : إبعاد المسيح لمريم عن إخوته لعدم إيمانهم به :


ومكتوب في إنجيل يوحنا : أن المسيح وهو على الصليب ، رأى أمه واقفة مع يوحنا . فقال لأمه :

" .. يا امرأة هو ذا ابنك . ثم قال للتلميذ : هو ذا أمك . ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته ."

وهذا النص يدل على أن إخوته إلى حين الصلب _ كما تزعمون _ لم يكونوا على وفاق معه ، ولا مع أمه . وإلا ما كان يسلمها إلى يوحنا لتعيش في كنفه .. وما كانت هي ترضى به ..


وهنا أحب أن أضيف تعليق بسيط :

نفطة مهمة متصلة بنسب المسيح عليه السلام :

في خطأ شائع موجود في الإنجيل عموما .. ان دائماً نداء يوجه للمسيح يا ابن داود ..

سنحقق هذه القضية وهي :

النداءات الموجة في الإنجيل أو نسب المسيح إلى داود وسنثبت بطلان أساساً نسب المسيح إلى داود .. وانه لا ينتسب إلى داود وإنما ينتسب ( لهارون ) وأنه من سبط اللاويين ولا علاقة له بداود على الإطلاق ..

في الحقيقة إن المعلومات التي سأستقيها هي من مصدري الأساسي وهو الكتاب المقدس وأيضاً من القرآن الكريم فهو جاء في الكتاب المقدس في النصوص ..

في أناجيل متى ولوقا .. ولما دخل المسيح إلى أورشليم دخول الإنتصاري .. الأولاد هللوا وقالوا أُوصًنَّا مبارك الآتي باسم الرب .. مبارك ابن داود .

المقصود هنا في كلمة ( ابن داود ) إنهم يرجعوا بنسب المسيح إلى سبط يهوذا اللي منه ( داود الملك ( .. لكن في الحقيقة أنا أحب أن أقول : إن مرقس يختلف في هذه المسألة ... فأنا سأخرج النص من إنجيل مرقس ( 12 : 35 – 37 )

" ثم أجاب يسوع وقال وهو يعلْم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود . لأن داود نفسهُ قال بالروح القدس قال الربُّ لربّي اجلس عن يميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك . فداود نفسهُ يدعوهُ ربّاً . فمن أين هو ابنهُ . وكان الجمع الكثير يسمعهُ بسرور. "

في مرقس هنا ينفي ان المسيح ( ابن داود ) لما أجي أنا أحقق هذا الأمر في القرآن الكريم

" يَا أُخْتَ هَارُونَ "


وهنا لما يقول يا أخت هارون معناه أنه هو بينسبها إلى سيدنا هارون أخو موسى عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وموسى وهارون من سبط لاوي .. ومريم العذراء كانت مريم البتول التي عاشت في قدس الأقداس مع زكريا .. وهي أيضاً من سبط لاوي .. فالمسيح نسب إلى أمه .. لأنه من سبط لاوي ولم يكن على الإطلاق من سبط داود اللي منه يوسف خطيب مريم .

الفكرة في سبط داود .. لماذا ؟

انهم يريدون يلبسوا المسيح ثوب داود الملك على اعتبار أن هذا جاء ملك يخلص لبني إسرائيل ... لأنه هو سيعيد مملكة إسرائيل التي هي مملكة داود .. ففي هنا نص واضح جداً ان مرقس ينفي ان مريم تنتسب إلى سبط داود ولكنها تنسب إلى سبط لاوي وسبط لاوي هو سبط مخصص للهيكل ..

وخلاصة الكلام ان المسيح نادى بغير ما كان يتصور بني إسرائيل .. نادى بملكوت الله .. هم كانوا ينتظرون مسيحاً ملكاً مخلصاً يخلصهم ويحررهم من نيل الرومانيين .



من هنا نعلم :

ان غير معقول اطلاقاً ان نحن ننسب المسيح إلى واحد لا علاقة له به على الإطلاق وهو يوسف النجار .. فيوسف النجار عبارة عن خطيب لأمه .. كونا ننسب المسح أو ندخل المسيح كما رأيتم في سلسلة نسب يوسف فهذا لا يقره لا عقل ولا خُلق مع المسيح عليه أفضل الصلاة السلام .

إنما يُنسب إلى أمه ثم إلى نسبها الذي ينتهي كما رأيتم إلى سبط اللاويين وليس إلى سبط يهوذا كما ينادي دائماً ( يا ابن داود ) . لانه ليس لابن داود وإنما هو من سبط اللاويين .




وللحديث بقية ...

اخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 01-21-2024 08:56 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

Saif



توضيحات لا بد منها بشأن ام يسوع و إخوته

أ?- يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى

" و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" متى 12 : 47 – 50 .

و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 .

ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 .

أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأن؟وماذا عن مريم؟ لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؟ لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته؟

ب?- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي:

"أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 .

وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .

من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي.

كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة. وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى.

لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة. لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي. ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم

"فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 . ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".

أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها.

في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما"

أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28

AL-ATHRAM 02-09-2024 09:10 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الخامس ..

اقتباس:

لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

ثالثاً : النصوص التي تدل على عدم إيمان أخوته به :

1- يقول يوحنا ( 7 : 1 – 9 ) :

" ... وكان عيد اليهود عيد المظالّ قريباُ . فقال لهُ إخوته انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل . لأنه ليس أحدٌ يعمل شيئاً في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية . ان كنتَ تعمل هذه الأشياء فأَظهر نفسك للعالم. لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحظر بعدُ . وأما وقتكم ففي كلّ حينٍ حاضرٌ . لا يقدر العالم ان يبغضكم ولكنهُ يبغضني أنا لأني اشهد عليهَ ان اعمالهُ شريرة. اصعدوا أنتم إلى هذا العيد . لأن وقتي لم يكمل بعدُ . وقال لهم هذا ومكث في الجليل . "

ففي هذا النص تصريح من يوحنا بعدم إيمان إخوته لقوله :

" لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ "

2- في إنجيل مرقس ( 3 : 21 ) : أن المسيح لما صنع معجزات بإذن الله ، اجتمع عليه خلق كثير ..

" ولما سمع أقرباؤهُ خرجوا ليمسكوهُ لأنهم قالوا : أنهُ مختلٌّ. "

فأقرباؤه ههنا هم أنسباؤه من سٍبطه . والذين خرجوا ليمسكوه عن الدعوة من أقربائه ، لا يستبعد أن منهم إخوته الذين لم يؤمنوا به .

رابعاً : النصوص التي تدل على إيمان إخوته به :

يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس :

إن المسيح بعد قيامته من الأموات ظهر لصفا _ وهو بطرس _ ثم للاثنى عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة ..

" وبعد ذلك ظهر ليعقوب " ( 15 : 7 (

ويعقوب هو أخوه .

يقول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية :

" لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب " ( : 1 : 19 )


جعل بولس للرب أخاً ويقصد هنا بالرب " يسوع " ويعقوب أخو المسيح من أمه مريم . كيف يكون هو الرب ..


وهو مولود مخلوق كان في المهد ثم صار صبياً ثم شاباً ؟! مشى ونام وأكل وجاع وأخرج وخاف وبكى وحزن وصلَّى .. وحسب قول الأناجيل لطموه ولكموا وبصقوا في وجه واستهزءوا فيه وجلدوه وصلبوه ودفنوه !!! ما هذا الرب الذي تتحدث عنه الأناجيل ؟!!!!

وللحديث بقية ...

اخوكم : الاثرم


AL-ATHRAM 03-12-2024 11:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس ..

اقتباس:

لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

خامساً : إبعاد المسيح لمريم عن إخوته لعدم إيمانهم به :


ومكتوب في إنجيل يوحنا : أن المسيح وهو على الصليب ، رأى أمه واقفة مع يوحنا . فقال لأمه :

" .. يا امرأة هو ذا ابنك . ثم قال للتلميذ : هو ذا أمك . ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته ."

وهذا النص يدل على أن إخوته إلى حين الصلب _ كما تزعمون _ لم يكونوا على وفاق معه ، ولا مع أمه . وإلا ما كان يسلمها إلى يوحنا لتعيش في كنفه ، وما كانت هي ترضى به .


قد تكلمت عن نسب المسيح ... وهنا أحب أن أضيف تعليق بسيط :

نفطة مهمة متصلة بنسب المسيح عليه السلام :

في خطأ شائع موجود في الإنجيل عموما .. ان دائماً نداء يوجه للمسيح يا ( ابن داود ) ..

سنحقق هذه القضية وهي :

النداءات الموجة في الإنجيل أو نسب المسيح إلى داود وسنثبت بطلان أساساً نسب المسيح إلى داود .. وانه لا ينتسب إلى داود وإنما ينتسب ( لهارون ) وأنه من سبط اللاويين ولا علاقة له بداود على الإطلاق ..

في الحقيقة إن المعلومات التي سأستقيها هي من مصدري الأساسي وهو الكتاب المقدس وأيضاً من القرآن الكريم فهو جاء في الكتاب المقدس في النصوص ..

في أناجيل متى ولوقا .. ولما دخل المسيح إلى أورشليم دخول الإنتصاري .. الأولاد هللوا وقالوا أُوصًنَّا مبارك الآتي باسم الرب .. مبارك ابن داود .

المقصود هنا في كلمة ( ابن داود ) إنهم يرجعوا بنسب المسيح إلى سبط يهوذا اللي منه ( داود الملك ( .. لكن في الحقيقة أنا أحب أن أقول : إن مرقس يختلف في هذه المسألة ... فأنا سأخرج النص من إنجيل مرقس ( 12 : 35 – 37 )

" ثم أجاب يسوع وقال وهو يعلْم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود . لأن داود نفسهُ قال بالروح القدس قال الربُّ لربّي اجلس عن يميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك . فداود نفسهُ يدعوهُ ربّاً . فمن أين هو ابنهُ . وكان الجمع الكثير يسمعهُ بسرور. "

في مرقس هنا ينفي ان المسيح ( ابن داود ) لما أجي أنا أحقق هذا الأمر في القرآن الكريم

" يَا أُخْتَ هَارُونَ "


وهنا لما يقول يا أخت هارون معناه أنه هو بينسبها إلى سيدنا هارون أخو موسى عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وموسى وهارون من سبط لاوي .. ومريم العذراء كانت مريم البتول التي عاشت في قدس الأقداس مع زكريا .. وهي أيضاً من سبط لاوي .. فالمسيح نسب إلى أمه .. لأنه من سبط لاوي ولم يكن على الإطلاق من سبط داود اللي منه يوسف خطيب مريم .

الفكرة في سبط داود .. لماذا ؟

انهم يريدون يلبسوا المسيح ثوب داود الملك على اعتبار أن هذا جاء ملك يخلص لبني إسرائيل ... لأنه هو سيعيد مملكة إسرائيل التي هي مملكة داود .. ففي هنا نص واضح جداً ان مرقس ينفي ان مريم تنتسب إلى سبط داود ولكنها تنسب إلى سبط لاوي وسبط لاوي هو سبط مخصص للهيكل ..

وخلاصة الكلام ان المسيح نادى بغير ما كان يتصور بني إسرائيل .. نادى بملكوت الله .. هم كانوا ينتظرون مسيحاً ملكاً مخلصاً يخلصهم ويحررهم من نيل الرومانيين .

من هنا نعلم :

ان غير معقول اطلاقاً ان نحن ننسب المسيح إلى واحد لا علاقة له به على الإطلاق وهو يوسف النجار .. فيوسف النجار عبارة عن خطيب لأمه .. كونا ننسب المسح أو ندخل المسيح كما رأيتم في سلسلة نسب يوسف فهذا لا يقره لا عقل ( ولا خُلق مع المسيح ) عليه أفضل الصلاة السلام .

إنما يُنسب إلى أمه ثم إلى نسبها الذي ينتهي كما رأيتم إلى سبط اللاويين وليس إلى سبط يهوذا كما ينادي دائماً ( يا ابن داود ) . لانه ليس لابن داود وإنما هو من سبط اللاويين .



وللحديث بقية ...

اخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM 04-29-2024 09:18 PM

Saif

توضيحات لا بد منها بشأن ام يسوع و إخوته

أ?- يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى " و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي"

متى 12 : 47 – 50 . و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 . ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 . أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأن؟وماذا عن مريم؟ لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؟ لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته؟

ب?- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي: "أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 . وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .

من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي. كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة. وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى. لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة. لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي. ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم "فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 . ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".

أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها. في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28


الساعة الآن 04:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir