سواها قلبي
05-19-2025, 05:03 AM
يُـحكى أن في بعض القبائل العربية منذ زمن بعيد تاجر معروف ومن أكبر تجار المنطقة في ذلك الزمن ، وكان له ولد وكان التاجر يريد تعليم ولده التجارة والسفر مع القوافل ؛ بحكم كبر الأب وبلوغ الأبن مرحلة النضج ،،،
صادف أن كانت قافلة في طريقها إلى إحدى بلدان الشام فأعطى الأب أبنه مبلغ من المال وأرسله مع تلك القافلة ، وصادف أن كانت تلك الرحلة موفقة وكان مردود الأبن طيباً مما بعث الطمأنينة في نفس الأب وقرر إرساله في كل قافلة ،،،
وتـتالت سفرات الأبن وفي كل مرة كان يجني ربحاً أكثر من سابقتها ، ولكنه في قرارة نفسه لم يكن مقتنعاً أنها الطريقة المُثلى لجمع المال ؛ بحكم أنه تعود على حياة الترف والراحة في ظل والده التاجر الغني والمعروف وقد أدرك حقيقة صعوبة تحصيل الرزق والمعاناة التي عاناها والده للوصول إلى تلك المرحلة ،،،
وبينما هو في إحدى رحلاته هاجمهم قطّاع طرق وأستولوا على القافلة بكل ما فيها وقد هرب معظم التجار خوفاً على حياتهم وقد كان الفتى من بينهم ، وظّل يمشي حتى حلول الظلام فآوى إلى واحة قريبة طلباً للراحة ،،،
وبـينما هو كذلك إذ به يرى ذئباً هزيلاً لا يقوى على الحراك كان نائماً تحت جذع شجرة وما هي إلا لحظات حتى أتى بجانب تلك الشجرة أسد يجر غزالاً وأكل منه ما أكل وترك الباقي ومضى في حال سبيله وبعد مضي الأسد خرج ذلك الذئب الجائع من مخبئه وأكل ما تركه الأسد من الغزال ..!!
فتعجب الفتى مما شاهد وأمضى ليلته يفكر في كل ما حصل وفي الصباح الباكر شد الرحال عائداً إلى قبيلته وعند بلوغه سأله الأهالي عن مصير القافلة فأخبرهم بما حدث وعاد إلى بيته ، وما هي إلا أيام حتى أخبر الأب أبنه بوجود قافلة أخرى وطلب منه الإستعداد للسفر ، فما كان من الفتى إلا أن أخبره بأنه لن يسافر مستقبلاً ولن يرهق نفسه لأن الأرزاق تأتي وحدها
وقص الإبن على والده ما رآه من الذئب والأسد وكيف أن الذئب أتاه رزقه وهو نائم وبدون أن يبذل أي مجهود ..!!
......فرد الأب بحرقة قائلاً : *إنما أردت بك أن تكون أسداً تأوي إليك الجياع ، لا أن تكون ذئباً تنتظر فضلة السباع .*
صادف أن كانت قافلة في طريقها إلى إحدى بلدان الشام فأعطى الأب أبنه مبلغ من المال وأرسله مع تلك القافلة ، وصادف أن كانت تلك الرحلة موفقة وكان مردود الأبن طيباً مما بعث الطمأنينة في نفس الأب وقرر إرساله في كل قافلة ،،،
وتـتالت سفرات الأبن وفي كل مرة كان يجني ربحاً أكثر من سابقتها ، ولكنه في قرارة نفسه لم يكن مقتنعاً أنها الطريقة المُثلى لجمع المال ؛ بحكم أنه تعود على حياة الترف والراحة في ظل والده التاجر الغني والمعروف وقد أدرك حقيقة صعوبة تحصيل الرزق والمعاناة التي عاناها والده للوصول إلى تلك المرحلة ،،،
وبينما هو في إحدى رحلاته هاجمهم قطّاع طرق وأستولوا على القافلة بكل ما فيها وقد هرب معظم التجار خوفاً على حياتهم وقد كان الفتى من بينهم ، وظّل يمشي حتى حلول الظلام فآوى إلى واحة قريبة طلباً للراحة ،،،
وبـينما هو كذلك إذ به يرى ذئباً هزيلاً لا يقوى على الحراك كان نائماً تحت جذع شجرة وما هي إلا لحظات حتى أتى بجانب تلك الشجرة أسد يجر غزالاً وأكل منه ما أكل وترك الباقي ومضى في حال سبيله وبعد مضي الأسد خرج ذلك الذئب الجائع من مخبئه وأكل ما تركه الأسد من الغزال ..!!
فتعجب الفتى مما شاهد وأمضى ليلته يفكر في كل ما حصل وفي الصباح الباكر شد الرحال عائداً إلى قبيلته وعند بلوغه سأله الأهالي عن مصير القافلة فأخبرهم بما حدث وعاد إلى بيته ، وما هي إلا أيام حتى أخبر الأب أبنه بوجود قافلة أخرى وطلب منه الإستعداد للسفر ، فما كان من الفتى إلا أن أخبره بأنه لن يسافر مستقبلاً ولن يرهق نفسه لأن الأرزاق تأتي وحدها
وقص الإبن على والده ما رآه من الذئب والأسد وكيف أن الذئب أتاه رزقه وهو نائم وبدون أن يبذل أي مجهود ..!!
......فرد الأب بحرقة قائلاً : *إنما أردت بك أن تكون أسداً تأوي إليك الجياع ، لا أن تكون ذئباً تنتظر فضلة السباع .*