مشاهدة النسخة كاملة : تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب
AL-ATHRAM
04-26-2015, 10:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل الفاضل " إنسان خاطئ " ... هذه هي مقدمة حواري لك ...
إن الناظر للبشر جميعا وفي كافة مراحل حياتهم يجد تماثلا في تكوينهم الجسماني رغم تباعد المسافة بينهم وتغير الزمن واختلاف اللون مما يقطع بأنهم من نسل أب واحد ومن خلق إله واحد ، ومع ذلك نجدهم مختلفين في نظرتهم لهذا الإله الواحد . للمسلم تصور خاص في الإله ، وللمسيحي تصور آخر في الإله . فأي التصورين هو السليم ؟ إن صادف أحدهما الحقيقة فالثاني لابد أنه مجافيها .
إن تلقي المسيحي والمسلم على السواء للعقيدة يتم دائما بالتلقين ، فالوالد المسيحي يشب ابنه مسيحيا والمسلم ينشأ ابنه مسلما ، ولا يُـسـتـشار الطفل فيما يُـحـمّـل من عقيدة حتى إذا نما قليلا وتبين له أن هناك أطفالا مثله يحملون عقيدة أخرى ، واستطلع رأي والده أو والديه أفهماه بداهة أن العقيدة التي يحملها هو (( هي الصحيحة )) .. وأن العقيدة المغايرة لها على خطأ ،.
فإذا ما صار صبيا تلـقـفـه علماء دينه فأكدوا له ثانيه هذه المعاني . ومن ثم تستقر في نفسه ووجدانه أنه الوحيد على الحق وما عداه على الباطل. وتستغرق الصبي الحياة .. حياة الدراسة أو العمل أو هما معاً فلا يجد متسعا من الوقت ليقرأ كتابه الديني بإمعان وتدقيق لاستخلاص أوجه الصدق فيه .. ولا يجد من باب أولى وقتاً لمراجعة العقائد الأخرى لاستخراج أوجه الحق منها .. أو لمجرد عقد مقارنة بينها وبين العقيدة التي حُـمّـل بها.. إلخ .
وحكم الله تعالى في الدين الذي يرتضيه ويُـنجي معتـنـقيه ويُـعاقب رافضيه أمر يدّعيه أصحاب كل دين لديانتهم ولم يمت في عصرنا إنسان وارتدتْ إليه الروح لكي يفصح لنا عن حقيقة الدين الذي ارتضاه الله فعلا والذي حُـوسب هذا الإنسان على أساسه.
واذا كان أحد من البشر لن تعود إليه الحياة بعد موته أي لن يُتاح لأحد بعد الموت تصحيح معتقداته أو تدارك ما فاته ، فان الأمر يستوجب إذن مناقشة موضوع الدين الآن .. وقبل فوات الأوان لمعرفة الحق وأتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه .
الزميل " إنسان خاطئ .. إن بعض رجال الدين يرفضون المناقشة حول الدين وينهون أتباعهم عن ذلك بل وعن مجرد التفكير فيه قائلين إن التفكير يقود إلى المناقشة ، والمناقشة دليل الشك ، ومن دخل الشك قلبه فارقته نعمة الإيمان ، وبغير الإيمان يهلك الإنسان ولا يدخل ملكوت السماء.
لنجعل الحكم والفيصل فيما نقول للعقل وحده بعيداً عما استقر في الوجدان من اعتناق كل منا عقيدة بدأت معه طفلا لا يُميز شيئاً , واسمرت معه صبياً وصاحبته حتى صار رجلاً ..
لا بد أن يتوقف المرء وخاصة إذا كان متعلما .. نعم يتوقف قليلا ليسأل نفسه : هل والديّ فعلا على طريق الصواب . هل هناك حقائق لم تصلني .لا بد أن يعيد المرء النظر في مسألة الدين بالوراثة .
إن الدين مسألة جوهرية في حياة المرء ... إن الدين يرسم للإنسان حياته في الدنيا ومصيره في الآخرة .. لا بد أن يكون الدين بالعقل , لا بالوراثة .
إن الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان سيظل قائما ما بقيت السماوات والأرض لا تهدأ معاركه ولا تخبو جذوته ولا تنتهي حوادثه لكن مهما بلغت قوة الباطل وصولته ومهما كانت دولته وكثرته فان العاقبة ستكون بإذن الله دائما لأولياء الله المتقين ودعاته المخلصين فحسب دعاة الحق أنهم يستمدون قوتهم من قوة الله ويأخذون أدلتهم من كتاب الله ... وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
04-30-2015, 10:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء :
"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ". )
اود قبل أن أبدأ .. اوضح لك هذه التعــريفـــات
وهي : الشك ، الظن ، العلم .. بضرب الامثلة لها ...
أذا كنت في مكة مثلا ، وسألك سائل : هل في الطائف الآن مطر ؟ لا تستطيع أن تقول :
( نعم ) ولا تستطيع أن تقول : ( لا ) لأن من الممكن أن يكون في الطائف في تلك الساعة مطر ، ومن الممكن أن يكون الجو فيها صحواً لا مطر فيه ، إمكان وجود المطر 50 % ، وإمكان عدمه 50 % ، تساوى الطرفان فلا دليل يرجح الوجود ، ولا دليل يرجح العدم ..
وهذا هو :
(((( الشك ))))
فإن نظرت فأبصرت في جهة الشرق ، ( والطائف شرقي مكة ) غيوماً تلوح على حواشي الأفق من بعيد .. رجح عندك رجحانا أن في الطائف مطراُ .. وهذا الرجحان الخفيف لإمكان الوجود ..
هو ما يسمونه :
(((( الظن ))))
فأنت تقول : أظن في الطائف الآن مطراً ، فالظن ستون 60 % مثلا ( نعم ) و 40 % ( لا )
فإن رأيت الغمام قد ازداد وتراكم ، واسود وتراكب ، وخرج البرق يلمع من خلاله ، وازداد ظنك بنزول المطر في الطائف ، فصار لـ ( نعم ) 70 % أو 75 % ..
كان هذا
((( غلبة الظن ))) ..
فانت تقول لسائلك : يغلب على ظني أن في الطائف الآن مطراً ....
فإن أنت ذهبت إلى الطائف ، فرأيت المطر بعينك ، وأحسست به على وجهك .. أيقنت بنزوله .. هذا (((( اليقين )))) ( علما ) .... والعلم الذي يجيء بمعنى اليقين ، ويقابل الشك والظن ، هو الذي اقصده .. ..
الزميل " إنسان خاطئ " ..
أتى الإسلام سمحاً وعادلاً ثم دعا الأديان إلى كلمة سواء .. قال تعالى في سورة آل عمران :
" تعالوا إلى كلمة سواء بيننا ألا نعبد إلا الله " (64)
فهل يجادل أحد من اليهود والنصارى في هذه القضية ؟
ماذا نعبد إذن ؟!!
لا يمكن لأحد أن يجادل في :
ألا نعبد إلا الله .. وألا نشرك به شيئاً
وهذه أيضاً قضية لا يجادل فيها ..
ولا نتخذ ارباباً من دون الله ..
وتلك قضية ثالثة ..
إذن ثلاث قضايا محسومة ..
فأي قضية من هذه القضايا يجادل فيها ..
فقد جاء القرآن بثلاث قضايا لا يمكن لعاقل أن يجادل فيها .. ويكون أمر الخلاف والحكم في الخلاف لمنهج الله وحده ..
وبما انك تعشق كما قلت .. سأقتبس نصك .. من هذا الرابط
http://www.xxxxxxxxxxxxxxxx..?t
انت تتحدث مع انسان يعشق الحديث بالعقل والمنطق ... والحجه والبرهان ....
والآن تعال معي .. إلى قضية الصلب .. لنرى العقل .. والمنطق .. والحجة .. والبرهان ..
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
05-06-2015, 11:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل " إنسان خاطئ " ...
أنتقل الآن لمناقشة قضية هامة وخطيرة هي قضية الصلب .... وأقولها الآن _ بأمانة _ إن من أكبر معجزات القرآن أنه نفي نفيا قاطعا القول بصلب المسيح . لقد قالها في آية واحدة ، هي الآية رقم ( 157 - من سورة النساء :
"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ". )
لكن قضايا أخرى مثل القول بان ( الله هو المسيح ) أو ( أن المسيح ابن الله ) ، ذكرها القرآن في مواضع كثيرة وتكفل بالرد عليها باعتبارها كفرا صريحا .
ولقد استغرق الحديث عن قضية التوحيد وما يرتبط بها نحو ثلث القرآن الكريم . ومن المعلوم أن سورة الإخلاص التي تقول ( قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد . ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد . ) _ تعدل ثلث القرآن .
ويحق لنا أن نقول :
لو أن القرآن كان من عند غير الله وأن بشرا من الأرض قد افتراه كذبا على الله وادعى أنه أوحي إليه ، أما كان الأولى به والأيسر لرواد دعوته أن يقول بصلب المسيح ، باعتبار ذلك شائعا ومعروفا بين الناس. وفي تلك الحال فإنه يستميل النصارى إليه ويقلل من المشاكل والعقبات التي تعترض قبولهم الإسلام .
إن الشواهد القريبة تبين أن تحول المسيحي من طائفة مسيحية إلى أخرى يمكن أن يحدث دون ضجة ، وذلك لاشتراك تلك الطوائف في أصول عقائدية كثيرة . لقد بينت الشواهد البعيدة _ في الزمن _ أن تحول أصحاب العقائد التي شاعت في العالم الروماني الوثني إلى المسيحية كان يرجع بالدرجة الأولى على التشابه الكبير بين أصول تلك العقائد والعقيدة المسيحية التي شاركتها فكرة الإله المتجسد وأفكارا وطقوسا أخرى سوف أتحدث عنها بشيء من التفصيل فيما بعد .
أما تحول المسيحي إلى الإسلام فإنه يعتبر انقلابا في حياته ومعتقداته لأنه غيرّ مفاهيم وعقائد كثيرة ترسبت في عقله ووجدانه . لكن القرآن _ كتاب الإسلام _ لم يجارِ النصارى على معتقداتهم وما تعارفوا عليه ، لكنه حدد الموافق تحديدا واضحا فجعل القول بأن ( الله هو المسيح ) أو أن ( المسيح ابن الله ) كفرا لا يقبل المغفرة .
حتى إذا جاء الحديث عن قتل المسيح _ وكم قتل اليهود من أنبياء قبله يقول الله سبحانه وتعالى في ( سورة النساء 155- ... وقتلهم الأنبياء بغير حق .... )
وذلك لكثرة إجرامهم واجترائهم على أنبياء الله فإنهم قتلوا جما غفيرا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ._ نجد القرآن ينفي قتل المسيح وينفي صلبه نفيا قاطعا لا لشيء إلا لأن ذلك ما حدث فعلا .
فالقرآن لا يقول إلا الحق بصرف النظر عما إذا كان ذلك الحق يتفق وما شاع بين الناس وصار من المسلمات بينهم أم أنه جاء مخالفا لما توارثوه عبر قرون عديدة . وبما أن الصلب قضية ، وما أناقشه هنا عبارة عن مجموعة من القضايا ، فالأولى بى أن أذكر قاعدة بسيطة متفق عليها تحكم أحكام الناس في مختلف القضايا على مختلف المستويات_ وهذه القاعدة تقول : كل ما تسرب إليه الاحتمال سقط به الاستدلال
فحين تختلف شهادة شاهدين أمام قاض في محكمة ، فإن ما تفرضه عدالة المحكمة هو عدم الاعتداد بأي من الشهادتين إلى أن يأتي شاهد ثالث يؤيد شهادة أحد الشاهدين ، وإلا امتنع صدور حكم عادل .
والآن نذهب لمناقشة قضية الصلب كما تعرضها الأناجيل ، وهي التي تبدأ بمجموعة من الأحداث الخاصة بمحاولة قتل المسيح إلى أن تنتهي بتعليق شخص يصرخ يائسا على الصليب ، وما أعقب ذلك من تكفينه ودفنه .
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
05-14-2015, 07:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قضية الصلب :
1- اتفاق يهوذا مع اليهود والكهنة على تسليم عيسى لهم :
اتفق يهوذا الإسخريوطي مع اليهود على تسليم عيسى لهم مقابل عدد ثلاثين من الفضة ( انجيل متى 26 : 14 - 16 ) ..
أما ( انجيل مرقس 14 : 10 - 11 ) و ( انجيل لوقا 22 : 3 - 6 )
فإن يهوذا اتفق مع اليهود على تسليمهم عيسى وتعاهد اليهود مع يهوذا على إعطائه فضة دون تحديد هذين الإنجيلين لمقدار هذه الفضة .
هنا نرى إن الأناجيل الثلاثة وضعت دافعا لدي يهوذا لتسليم عيسى وهو الحصول على الفضة التي حددها متى بثلاثين ، وتركها مرقس ولوقا مجهولة لكن لوقا حددها في كتابه أعمال الرسل .
- العلامة التي بها عرف الحواريون من يسلم عيسى لليهود :
( متى : 26- فأجاب وقال. الذي يغمس يده في الصحفة هو يسلمني. 25- فأجاب يهوذا مسلِّمه وقال هل أنا هو يا سيدي. قال له أنت قلت )
أي الأمر كما قلت . وعلى هذا فإن العلامة هي غمس اليد في الصحفة .
ولم ينته التلاميذ من تناول الطعام إلا وقد عرفوا إن يهوذا هو الذي سيقوم بهذا الجرم الشنيع .
وقد اتفق ( مرقس 14 : 20 - فأجاب وقال لهم. هو واحد من الإثنى عشر الذي يغمس معي في الصحفة ) مع انجيل متى في العلامة وهي غمس اليد في الصحفة مع عيسى .
ولكن مرقس لم يذكر إن عيسى أشار إلى يهوذا بشيء ما كما في ( متى ) وإنما قال فقط إنه واحد من الإثنى عشر. فهو في (متى) أصبح معروفا عند الجميع ، لكنه في (مرقس) واحد من التلاميذ فالكل أصبح شاكا إنه هو ، والكل في حيرة إلى أن جاء يهوذا وسلم عيسى لليهود .
وأما ( لوقا 22 : 21 - 23 ) " ولكن هو ذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة ...... فابتدأوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزعم أن يفعل هذا. "
فقد أبهم العلامة حيث حدد هذه العلامة بأن يد مسلمة تكون معه على المائدة. وحين سأله التلاميذ من هو لم يجبهم على سؤالهم ومن المعلوم أنهم جميعا كانوا يأكلون فمن الطبيعي أن تكون أيديهم مع عيسى على المائدة. وقد تباعد (انجيل يوحنا) عن هذه الأناجيل ووضع علامة معاكسة ومضادة لما فيها من علامات حيث جعل هذه العلامة :- ( يوحنا 13 : 26- أجاب يسوع هو ذاك الذي أغمس أنا للقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الأسخريوطي. )
وبذلك فإن الجمع لم ينته إلا وقد عرف الجميع من هو الذي يسلم عيسى إلى اليهود .
وعلى هذا يمكن حصر الاختلافات والتناقضات فيما يلي :-
أ ) التلميذ هو الذي يغمس يده في الصحفة مع عيسى ( انجيل متى و مرقس )
ب ) يد التلميذ تكون مع عيسى على المائدة (انجيل لوقا )
ج ) عيسى هو الذي يسلم اللقمة ويعطيها للتلميذ (انجيل يوحنا)
د ) التلميذ الذي يسلم عيسى عرفه الحواريون وقت تناول الطعام ( متى و يوحنا )
ه( التلميذ الذي يسلم عيسى لم يعرف وقت تناول الطعام ( مرقس و لوقا )
وهكذا ،يا " إنسان خاطئ " فبأي إنجيل نصدق ؟ وبأي قول نأخذ ؟ وما هو القول الصحيح فيها ؟ وما هو القول الباطل منها ؟
ملاحظة :- العشاء الأخير والتلميذ الخائن :
( مرقس 14 : 17 – 21 ) ولقد أدخل (متى) بعض التغييرات على رواية مرقس. ( متى 22 : 22 ، 23 ) أما رواية (يوحنا) ففيها اختلاف يسهل ملاحظته عما روته الإنجيل الثلاثة . انظر ( يوحنا 13 : 21 – 30 ) .
لكن النقطة الهامة التي تتعلق بخيانة يهوذا هي اختلاف الأناجيل في حادثة دخول الشيطان فيه .
أ – يقرر لوقا ( 22 : 3 – فدخل الشيطان في يهوذا .. 7- وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي أن يذبح فيه الفصح . )
إن الشيطان دخل يهوذا قبل العشاء بيوم على الأقل .
ب – بينما يقرر يوحنا ( 13 : 27- فبعد اللقمة دخلهُ الشيطان .. )
إن الشيطان دخل يهوذا بعد أن أعطاه يسوع اللقمة . أثناء العشاء الأخير .
3 – إنكار بطرس لعيسى : -
( متى 26 : 34- قال له يسوع الحق أقول لك إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات .
( لوقا 22 : 34- فقال أقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات انك تعرفني . ) ..
( يوحنا 13 : 38- أجابه يسوع أتضع نفسك عنى الحق الحق أقول لك لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات .
( مرقس 14 : 30- فقال له يسوع الحق أقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات . ) .
أ - في إنجيل (متى) إن عيسى أخبر بطرس بأنه سيكون منه إنكار لعيسى ، وسيتكرر هذا ثلاث مرات ، وبعد المرة الثالثة سيصيح الديك .
ب - وقد اتفق مع (متى) في هذا القول كل من ( لوقا ويوحنا ) .
ج - أما ( مرقس ) فقد خالفهما في ذلك حيث ذكر إن الديك يصيح مرتين خلال الإنكارات الثلاثة ،
وهذا هو أول خلاف في هذه القضية ، الديك يصيح مرة ، الديك يصيح مرتين .
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
05-18-2015, 11:11 PM
وقد اختلفت الأناجيل فيمن تعرف على بطرس . ( متى 26 : 69- أما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار. فجاءت إليه جارية قائلة وأنت كنت مع يسوع الجليلي. 70- فأنكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين 71- ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى فقالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري. 72- فأنكر أيضا بقسم إني لست أعرف الرجل 73- وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا أنت أيضا منهم فان لغتك تظهرك. 74- فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف إني لا اعرف الرجل وللوقت صاح الديك .
75 - فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات فخرج إلى خارج وبكى بكاء مرا . ) ،
( مرقس 14 : 66- وبينما كان بطرس في الدار أسفل جاءت إحدى جواري رئيس الكهنة 67- فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت إليه وقالت وأنت كنت مع يسوع الناصري 68- فأنكر قائلا لست أدري ولا أفهم ما تقولين. وخرج خارجا إلى الدهليز. فصاح الديك. 69- وابتدأت تقول للحاضرين إن هذا منهم. 70- فأنكر أيضا. وبعد قليل أيضا قال الحاضرون لبطرس حقا أنت منهم لأنك جليلي أيضا ولغتك تشبه لغتهم 71- فأبتدأ يلعن ويحلف إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه 72- وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع انك قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات . فلما تفكر به بكى . ) ،
( لوقا 22 : 56- فرأته [COLOR="Blue"]جارية جالسا عند النار فتفرسَّت فيه وقالت وهذا كان معه. 57- فأنكره قائلا لست اعرفه يا امرأة .
58- وبعد قليل رآه آخر وقال وأنت منهم. فقال بطرس يا إنسان لست أنا. 59- ولما مضى نحو ساعة واحدة أكد آخر قائلا بالحق أن هذا أيضا كان معه لأنه جليلي أيضا. 60- فقال بطرس يا إنسان لست أعرف ما تقول. وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك. 61- فالتفت الرب ونظر إلى بطرس . فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات . ) ،
( يوحنا 18 : 17- فقالت الجارية البوابة لبطرس ألست أنت أيضا من تلاميذ هذا الإنسان. قال ذاك لست أنا. 25- وسمعان بطرس كان يصطلي فقالوا له ألست أنت أيضا من تلاميذه . فأنكر ذاك وقال لست أنا. 26- قال واحد من عبيد رئيس الكهنة وهو نسيب الذي قطع بطرس إذنه أما رايتك أنا معه في البستان 27- فأنكر بطرس أيضا. وللوقت صاح الديك.)[/font]
الإنجيـل اسم مـن تعـــرف علــــى بطــــرس عدد مرات صياح الديك
انجيل متى - جارية جارية أخــرى الحاضــرون مرة واحدة
انجيل مرقس - جارية الجارية السـابقة الحاضــرون مرتــان
انجيل لوقا - جارية رجل واحـــد رجل واحد آخر مرة واحدة
انجيل يوحنا - جارية الجمع الذي حضر رجل عبـــد مرة واحدة
** وبذلك تكون الأناجيل متفقة في التعرف الأول ومختلقة في الثاني والثالث . **
4- العلامة التي بها عرف اليهود من هو المسيح :-
( متى 26 : 48- والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلا الذي أقبله هو هو. امسكوه 49- فللوقت تقدم إلى يسوع وقال السلام يا سيدي وقبله . )..
، ( مرقس 14 : 44- وكان مسلمه قد أعطاهم علامة قائلا الذي أقبله هو هو. امسكوه وامضوا به بحرص. 45- فجاء للوقت وتقدم إليه قائلا يا سيدي يا سيدي. وقبله . ) ..
( لوقا 22 : 47- وبينما هو يتكلم إذا جمع والذي يدعي يهوذا أحد الإثنى عشر يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله 48- فقال له يسوع يا يهوذا بقبلة تسلم ابن الإنسان . ) ..
( يوحنا 18 : 4- فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون 5- أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع أنا هو. وكان يهوذا مسلمه أيضا واقفا معهم. 6- فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. 7- فسألهم أيضا من تطلبون. فقالوا يسوع الناصري. 8- أجاب يسوع قد قلت لكم أني أنا هو. فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون . )
إذن العلامة هي : -
1- تقبيل يهوذا لعيسى في الأناجيل الثلاثة ( متى ، مرقس ، لوقا ) .
2- اعتراف عيسى مرتين بأنه هو يسوع الناصري ( يوحنا ) .
5 - موفق التلاميذ حين القبض على عيسى :
( متى 26 : 56- وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء. حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا. 57- والذين امسكوا يسوع مضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ 58- وأما بطرس فتبعه من بعيد إلى دار رئيس الكهنة فدخل إلى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية . ) ،
( مرقس 14 : 50- فتركه الجميع وهربوا 51- وتبعه شابا لابسا إزارا على عريه فأمسكه الشبان . 52- فترك الإزار وهرب منهم عريانا. 53- فمضوا بيسوع إلى رئيس الكهنة فاجتمع معه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبه 54- وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالسا بين الخدام يستدفئ عند النار . ) ،
(يوحنا 18 : 15- وكان سمعان بطرس والتلميذ الآخر يتبعان يسوع. وكان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة فدخل مع يسوع إلى دار رئيس الكهنة 16- وأما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا . فخرج التلميذ الآخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة وكلَّم البوابة فادخل بطرس . ) .
وبذلك الذي تبع عيسى بعد القبض عليه :
أ - رجل واحد هو بطرس تلميذ عيسى . ( متى و لوقا ) .
ب - رجلان هما بطرس والشاب الذي كان لابسا إزارا على عريه . ( مرقس )
6 - شهادة الزور والشاهد بها على عيسى :
(متى 26 : 60 - فلم يجدوا ومع إنه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا ولكن أخيرا تقدم شاهدا زور . 61- وقالا . هذا قال إني اقدر أن انقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام ابنيه . ) ..
( مرقس 14 : 57- ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين . 58- نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام ابني آخر غير مصنوع بأياد . ) ..
( لوقا 22 : 70- فقال الجميع أفأنت ابن الله . فقال لهم انتم تقولون إني أنا هو . 71- فقالوا ما حاجتنا بعد إلى شهادة إننا نحن سمعنا من فمه ) .
وفي هذا نرى الاختلاف بين الأناجيل قد دار حول :
أ - هناك شهادة زور ( متى و مرقس ) .
ب - ليس هناك شهادة زور وإنما اعتراف من عيسى ( لوقا ) .
ج - شاهدة الزور هي / قوله بنقض هيكل الله ( متى ) .
د - شاهدة الزور هي نقض الهيكل المصنوع بالأيدي (مرقس)
هـ – اثنان شهدا على عيسى . ( متى ) .
و – القوم كلهم شهدوا على عيسى . ( مرقس ) .
ز - لا أحد يشهد على عيسى ( لوقا ) .
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
05-21-2015, 11:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
7 - ضرب العبد بالسيف : -
( متى 26 : 51 - وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع إذنه. 52- فقال له يسوع رد سيفك إلى مكانه. لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. 53- أتضن إني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة .) ..
( مرقس 14 : 47 - فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع إذنه ) ،
( لوقا 22 : 50- وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع إذنه اليمنــى . 51 - فأجاب يسوع وقال دعوا إلى هذا . ولمس إذنه وأبرأها . ) ..
( يوحنا 18 : 10 - ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع إذنه اليمنى وكان اسم العبد ملخس 11- فقال يسوع لبطرس اجعل سيفك في الغمد. الكاس التي أعطاني الآب ألا اشربها . )
وحول هذه القضية نرى :
أ - تفرد (متى) بقصة الجيش الملائكي الأكثر من اثني عشر جيشا .
ب تفرد ( لوقا ) بمعجزة رد الأذن إلى مكانها بيد عيسى ولمسه إياها وبرئها .
ج- تفرد (يوحنا) بتسمية الضارب والمضروب ، فالضارب هو بطرس والمضروب هو العبد ملخس.
8- موقف يهوذا بعد القبض على عيسى : -
( متى 27 : 3- حينئذ لما رأي يهوذا الذي أسلمه انه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ 4- قائلا قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا. فقالوا ماذا علينا. أنت أبصر . 5- فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه . ) .
لم تذكر الأناجيل الأخرى شيئا عن موقف يهوذا حين القبض على عيسى وإيذاء الجند والعبيد والكهنة له غير ما ذكره ( متى ) في هذا الموضوع .
9- المناقشة التي دارت بين الكاهن وعيسى :-
( متى 26 : 62- فقام رئيس الكهنة وقال له أما تجيب بشيء . ماذا يشهد به هذان عليك 63- وأما يسوع فكان ساكتا . فأجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله . 64- قال له يسوع أنت قلت. وأيضا أقول لكم من الآن تبصرو ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب الســماء 65- فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود. ها قد سمعتم تجديفه . ) ..
( لوقا 22 : 66- ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة واصعدوه إلى مجمعهم 67- قائلين إن كنت أنت المسيح فقل لنا. فقال لهم آن قلت لكم لا تصدقوني 68- وان سألت لا تجيبوني ولا تطلقونني. 69- منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسا عن يمين قوة الله ) ،
( مرقس 14 : 60- فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلا أما تجيب بشيء. ماذا يشهد به هؤلاء عليك 61- أما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضا وقال له أنت المسيح ابن المبارك 62- فقال يسوع أنا هو. وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا في سحاب السماء. ) ..
( يوحنا 18 : 19- فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه. 20 - أجابه يسوع أنا كلمت العالم علانية. أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما. وفي الخفاء لم أتكلم بشيء 21- لماذا تسألني أنا* أسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم . هو ذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا ) .
من السائل ؟ وما هو السؤال :
إنجيــــــــل ___ السائــــــــــــل ___ الســــــــؤال
متــــى ___ هو رئيس الكهنــة ___ هل المسيح ابــن الله
مرقـــس ___ هو رئيس الكهنــة ___ هل أنت المسيح ابن المبارك
لوقــــا ___ هم الجمع المتواجدين ___ هــل أنـــت المسيح
يوحنـــا ___ هو رئيس الكهنــة ___ كان عن تلاميذه وعن تعليمه
• في (مرقس) يأتي عيسى في السحاب . و - في (متى) يأتي على السحاب .
• ر- (لوقا و يوحنا) لم يذكران أنه سيأتي على سحاب ...
هكذا اختلفت الأناجيل حول السائل والسؤال والجواب ، ولكن الملاحظ في هذه الأسئلة وإجاباتها إن بعضها يثبت بنوة عيسى لله والبعض الآخر يثبت نبوة عيسى للإنسان .
10 - حامل الصليب الذي صلب عليه عيسى : -
( متى 27 : 32- وفيما هم خارجون وجدوا إنسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه ) ..
( مرقس 15 : 21- فسخروا رجلا مجتازا آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه. ) ..
( لوقا 23 : 26- ولما مضوا به امسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان آتيا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع . ) ..
( يوحنا 19 : 16- فحينئذ أسلمه إليهم ليصلب فأخذوا يسوع ومضوا به 17- فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلدثة . )
من هو حامل الصليب :
أ - اتفق كل من ( متى ومرقس ولوقا ) إن حامل الصليب هو / سمعان القيرواني .
ب - وقد خالفهم (يوحنا) إن حامل الصليب هو / المسيح ذاته .
(متى ويوحنا) كان تلميذان لعيسى وانهما ملهمان من الروح القدس ومؤيدان بقوة من الأعالي . فكيف يختلفان في مثل هذه الحادثة .....
11- سقيا عيسى وقت الصلب :-
( متى 27 : 34- أعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب . ولما ذاق لم يرد أن يشرب. 48- وللوقت ركض واحد منهم واخذ اسفنجة وملأها خلا وجعلها على قصبة وسقاه . ) ..
( مرقس 15 : 23- وأعطوه خمرا ممزوجة بمر ليشرب فلم يقبل 36- فركض واحد وملأ إسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه قائلا اتركوا . لنري هل يأتي إيليا لينزله . ) ..
( لوقا 23 : 36- والجند أيضا استهزأوا به وهم يأتون ويقدمون له خلا . ) ..
( يوحنا 19 : 28- بعد هذا رأى يسوع إن كل شيء قد كمل فلكي يتم الكتاب قال أنا عطشان . 29- وكان إناء موضوعا مملواً خلا ، فملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه * 30- فلما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل . ونكس رأسه وأسلم الروح . ) .
أ - اتفق ( متى ومرقس ) إن عيسى بعد أن نادى ربه أعطاه واحد من الجنود إسفنجة بها خل وسقاه .
ب _ وفي (لوقا) إن الجند حاولوا أن يسقوا عيسى خلا ، لكن لوقا لم يذكر أنه كانت به مراره .
ج _ وفي يوحنا إن عيسى هو الذي طلب السقيا فأعطوه خلا فشرب عيسى الخل.
12- عيسى في موقف الصلب :-
( لوقا 23 : 33- ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والآخر عن يساره* 34- فقال يسوع يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون * وإذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها 42- ثم قال ليسوع إذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك* 43- فقال له يسوع الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس .) ..
( يوحنا 19 : 25- وكانت واقفات عند صلب يسوع أمه وأخت أمه مريم كلوبا ومريم المجدلية . 26- فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لأمه يا امرأة هو ذا ابنك 27- ثم قال للتلميذ هو ذا امك* ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته . ) *
أ - لم يذكر ( متى ومرقس ) قولا معينا صدر عن عيسى في هذا الموقف .
ب - ( لوقا و يوحنا ) تفردا بأمرين مختلفين :-
1 - (لوقا) يذكر إن عيسى قد طلب من أبيه المغفرة لصالبيه / وأنه قال لأحد اللصين يكون في الفردوس لأنه دافع عنه .
2- (يوحنا) فانه عند الصليب كانت تقف أمه مع بعض النسوة وكما كان يقف هناك تلميذ عيسى الذي كان يحبه / فوضع هذا التلميذ مكانه في بنوته لمريم .
3 _ انفرد (لوقا) بذكر هذه الصلاة التي حذفتها الأناجيل الأخرى ، بل وبعض النسخ الهامة التي تنسب للوقا أيضا .
13 _ بعد إسلام الروح :-
( متى 27 : 51- وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت والصخور تشققت 52- والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين 53- وخرجوا من القبور بعد قيامه ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثير * 54- وأما قائد المائة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا حقا كان هذا ابن الله. ) ،
( مرقس 15 : 37_ فصرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح 38_ وانشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل *
39- ولما رأي قائد المائة والواقف مقابله أنه صرخ هكذا واسلم الروح قال حقا هذا الإنسان أبن الله . ) ..
( لوقا 23 : 47- فلما رأي قائد المئة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا . ) ..
( يوحنا 19 : 30 _ فلما اخذ يسوع الخل قال قد اكمل . ونكس رأسه واسلم الروح 31_ ثم إذا كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيما سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ورفعوا 32_ فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه 33- وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات 34_ لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء . ) *
وفي هذه الصورة نرى أن :
أ - (متى) تفرد بمعجزة انشقاق الأرض ، وتشقق الصخور ، وتفتح القبور وخروج أجساد القديسين من قبورها ودخولها المدينة المقدسة .
ب _ (يوحنا) تفرد بقصة كسر السيقان وخروج الماء والدم من جنب عيسى .
ج _ (متى ومرقس) الحراس شهدوا واعترفوا بأن عيسى ابن الله .
د _ (لوقا) قائد المائة هو الذي تعجب مما كان واعترف وشهد بأن عيسى إنسان بار .
هـ _ نجد أن حسب رواية القديس (مرقس 15 : 37 – 47 ) فإن جسد يسوع لم يدهن أبدا بعد الموت ، خلافا لما جاء في ( يوحنا 19 : 40 ) .
و _ انفرد (متى 27 : 62 - 66 ) بما ذكره عن طلب اليهود من الحاكم الروماني بيلاطس أن يرسل حراسا لضبط القبر . " فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختمو الحجر )
14 - قيام عيسى من القبر وظهوره للناس:
أ- الذين حضروا لمشاهدة قبر عيسى :-
( لوقا 24 : 1- ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي اعددنه ومعهن أناس . ) ،
( متى 28 : 1 - وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر . ) ..
( مرقس 16 : 1 - وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه . ) ،
( يوحنا 20 : 1 - وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر . )
فالحاضرون :-
يوحنـا __ متـى __ مرقـس __ لوقـــا
امرأة واحدة __ امرأتان __ ثلاث نسوة __ جمع من النسوة وأناس آخرون
الهدف من الحضور :
1- مشاهدة القبر والنظر إليه ( متى ) .
2- دهن عيسى بالحنوط أو الحنوط والطيب ( مرقس و لوقا ) .
زمن الحضور إلى القبر :
1- عند الفجر أو أول الفجر ( متى و لوقا ) .
2- بعد إذ طلعت الشمس ( مرقس ) .
3- كان الظلام باق . ( يوحنا ) .
وهكـذا كـان اختـلاف الرسـل الملهميـن المؤيديـن بالـروح القـدس .
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
05-26-2015, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ب - مشاهدات النسوة اللائى حضرن إلى القبر :
( متى 28 : 1- وبعد السبت .... 2- وإذا زلزلة عظيمة حدثت . لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه . ) ..
( مرقس 16 : 2- وباكرا جدا .... 4- فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج . لأنه كان عظيما جدا. 5- ولم دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فإندهشن . ) ..
( لوقا 24 : 1- ثم في اول ....2- فوجدت الحجر مدحرجا عن القبر 3- فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع 4- وفيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة . ) ..
( يوحنا 20 : 1_ ..... 2- فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس والى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه 3- فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر . 11- أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي * وفيما هي تبكي إنحنت إلى القبر 12- فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا . ) .
وفي هذه الصورة نرى الاختلافات التالية :
1- نزل ملاك الرب قبل حضور النسوة ، كما دحرج الحجر قبل حضورهن أيضا وجلس داخل القبر ، ثم رأت النسوة ملاك الرب ( مرقس ) .
2- نزل ملاك الرب وظهر وقت حضور المرأتين ثم دحرج الحجر عن القبر ثم جلس عليه . ( متى ) .
3- نزل ملكان قبل حضور النسوة ، وتمت دحرجة الحجر قبل حضورهن أيضا ووقف الملكان بجوار النسوة فلما التفتن رأين الملكين بجوارهن ( لوقا )
4- نزل ملكان قبل حضور مريم إلى القبر في المرة الثانية ودحرجا الحجر قبل حضورها ثم جلس الملكان داخل القبر فلما جاءت مريم نظرت داخل القبر فرأت الملكين . ( يوحنا ) .
5 - ( مرقس ) وعند القبر رأت النساء شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء .
6- (متى) ملاك الرب .. وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج .
7 - (لوقا) رجلان بثياب براقة .
8 - (يوحنا ) ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والأخر عند القدمين .
زيارة النساء للقبر :-
(مرقس 16 : 1 - 8) " .... فخرجن سريعا وهربن من القبر لأن الرعدة والحيرة اخذتاهن. ولم يقلن لأحد شيئا إنهن كن خائفات " ..
( متى 28 : 1 - 8 ) " ... فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا ... إذهبا سريعا قولا لتلاميذه إنه قام من الأموات ... فخرجنا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضين لتخبرا تلاميذه . "
نلاحــظ :-
1- في إنجيل ( مرقس ) إن النساء لا تطعن الرسالة "لأنهن كن خائفات" .
2- في إنجيل (متى ) فإنهن يطعنها " ويقدمن تقريرا كاملا عما رأينه وسمعنه إلى التلاميذ الآخرين ."
ج - ظهور المسيح للنسوة :-
( متى 28 : 9- وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما * فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له
10- فقال لهما يسوع لا تخافا. اذهبا قولا لأخوتي ان يذهبوا إلى الجليل وهناك يروني * 11- وفيما هما ذاهبتان اذا قوم من الحراس جاءوا إلى المدينة واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان * 12- فإجتمعوا مع الشيوخ وتشاورا وأعطوا العسكر فضة كثيرة 13- قائلين . قولوا ان تلاميذه أتو ليلا وسرقوه ونحن نيام . ) ..
( مرقس 16 : 9- وبعدما قام باكرا في أول الإسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين 10- فذهبت هذه واخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون . ) ..
( لوقا 24 : 13- واذا إثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس 14 - وكانا يتكلمان ويتحاوران بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث 15- وفيما هما يتكلمان ويتحاوران إقترب اليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما . ) ..
( يوحنا 20 : 11 - وأما مريم فكانت واقفة عند القبر ... 15- قال لها يسوع يا إمرأة لماذا تبكين .. 17- قال لها يسوع ... ولكن اذهبي إلى اخوتي وقولي لهم اني اصعد إلى .. 18- فجاءت مريم المجدلية واخبرت التلاميذ انها رأت الرب وانه قال لها هذا ...20- .. ) .
وعلى هذا يكون الاختلاف بين الأناجيل حول أول ظهور ومن ظهر لهم . وقد انحصر فيما يلي : -
1- إن عيسى ظهر أول مرة لامرأتين ( متى ) .
2- إن عيسى ظهر لمريم المجدلية وحدها ( مرقس ويوحنا ) .
3- لم يظهر أول مرة للنساء وإنما ظهر للرجال ( لوقا ) .
4- ظهر عيسى للمرأتين حينما كانتا عائدتين إلى المدينة ( متى ) .
5- ظهر لمريم عند القبر ( يوحنا ) .
6- طلب عيسى من المرأتين إخبار التلاميذ بلقائه في الجليل ( متى ومرقس ) .
7- طلب عيسى من المرأة أن تخبر التلاميذ بصعوده إلى أبيه وأبيهم ( يوحنا) .
8- فبينما يذكر (مرقس) شابا واحدا عند القبر .. نجد ( انجيل لوقا ) يذكر رجلين.
وحسبما جاء في (انجيل مرقس 16 : 7- لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم )... ولكن (لوقا) يشير بدلا من ذلك إلى تعليم سبق إعطاؤه في الجليل . ذلك أنه حسب مصدر المعلومات الذي استقى منه (لوقا) فان ظهور (المسيح) بعد القيامة لم يحدث في الجليل ، ولكنه حدث فقط في أورشليم وما حولها . ( لوقا 24 : 13 - 35 ) .
د - ظهور عيسى للتلاميذ : -
من عقيدة النصارى التي يؤمنون بها إن عيسى بعد أن قبر في قبره قام وخرج من القبر وظهر لتلاميذه . وقد اختلفت الأناجيل وتضاربت حول عدد مرات الظهور وكيفيته ، ومن هم الذين ظهر لهم , وما الأشياء أو الأمور التي طلبها عيسى من تلاميذه :- * ففي إنجيل (متى 28 : 16 - 20 ) وفي إنجيل ( مرقس 16 : 14 - 19 ) وفي ( لوقا 24 : 13 ، 30 ، 31 ، 33 - 51 ) وفي يوحنـــا ( 20 : 14 - 30 ) و ( 21 : 1 - 14 ) .
1- عدد مرات الظهور :
مرتان ( متى ) .
ثلاث مرات ( مرقس و لوقا ) .
أربع مرات ( يوحنا ) .
2- الذين ظهر لهم عيسى :-
إنجيل -- الذيـــن ظهــر لهـــم عيســـى
متى : أ- مريم المجدلية ب- التلاميذ الأحد عشر
مرقس : أ - مريم المجدلية ___ ب - اثنان من أتباع عيسى ليسا من التلاميذ __ ج - التلاميذ الأحد عشر .
لوقـا : أ - اثنان من أتباع عيسى ليسا من التلاميذ ___ ب – سمعــــان ___ ج - تلاميذ عيسى
يوحنـا : أ - مريم المجدلية ___ ب - التلاميذ بدون توما ___ ج - التلاميذ ومعهم توما
د- التلاميذ الذين كانوا يصطادون
1- اتفق ( مرقس و متى و يوحنا ) على أن الظهور الأول كان من نصيب مريم المجدلية التي لم تعرفه وظنته البستاني ، بينما أسقط ( لوقا ) تلك الرواية تماما ، وجعل الظهور الأول من نصيب اثنين كان منطلقان إلى قرية عمواس.
2- حدث الظهور للتلاميذ مرة واحدة في كل من ( مرقس و متى ولوقا ) بينما تحدث عنه ( يوحنا ) ثلاث مرات بصورة مختلفة.
3- اتفق ( مرقس ومتى ) على أن الظهور للأحد عشر تلميذا حدث في الجليل . فاختلف ذلك مع ( لوقا و يوحنا ) اللذين جعلاه في أورشليم .
4- وأخطر من ذلك كله هو اتفاق الأناجيل في هذه القضية على شيء واحد هو أن ذلك الذي ظهر لمريم المجدلية والتلاميذ كانا غريبا عليهم , ولم يعرفوه جميعا وشكوا فيه وهم الذين عايشوا المسيح وعرفوه عن قرب .
كيف يقال بعد ذلك إن المسيح ظهر لمعارفه وتلاميذه .
* من ذلك يتبين إن خصوم المسيح وهم رؤساء الكهنة والشيوخ وكذا الحراس لم يشاهدوا قيامة المسيح ، ولم يشاهدوه بعد القيامة ، لكن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه هو وجود القبر الذي قيل انه دفن فيه خاليا . وأما أن توجد مقبرة خالية ، فيقال أن المسيح الذي دفن فيها قد قام ولم يره أحد. فذلك شيء لا يقوم على أي أساس بسبب التضارب الواضح فيما ترويه الأناجيل عن القيامة التي تعتبر ركيزة من ركائز العقائد المسيحية
انظر قصة ( دانيال ) الذي خرج حيا من جب الأسود ..
( دانيال 6 : 15 - 24 ) أما كان ضروريا للإقرار بتلك المشابه أن يتوافر العنصر الضروري والكافي لتحقيق الحدث ، وهو شهادة الشهود من الأصدقاء والأعداء على السواء. وهو الشيء الذي اكتمل في قصة دانيال . وفقد تماما في قصة المسيح . وان هناك عددا من النقاط مؤكدة تاريخيا منها : ان أحدا من خصوم المسيح لم يره بعد موته / تفسير إنجيل (متى) صفحة 448 - 450).
نعم .. إن رؤية الخصوم قبل الأصدقاء هي دليل هام ومفقود كان من اللازم تواجده أولاً عند كل من يؤمن بحديث القيامة . ولسوف يبقى مفقودا إلى الأبد .
3- ما طلبه يسوع من تلاميذه :
أ - التبشير بالإنجيل . ب - التعميد باسم الآب والإبن والروح القدس ( متى ) .
أ - التبشير بالإنجيل ( مرقس ) .
أ - التبشير باسم عيسى بالتوبة . ب - البقاء في أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي ( لوقا ) .
أ- طلب منهم إداما ( يوحنا ) .
4 - ما أعطاه عيسى للتلاميذ : -
أ - ( متى ) سيكون معهم كل الأيام حتى انقضاء الدهر .
ب - ( مرقس ) معجزات كثيرة وباهرة تماثل معجزات عيسى ذاتها .
ملاحظات أخرى :
1 - في لوقا : أكل عيسى مع التلاميذ سمكا مشويا ، وقد تفرد (لوقا) بهذا .
2 - في يوحنا : تفرد يوحنا بقصة ظهور عيسى عند بحيرة طبرية .
3 - في مرقس : تفرد بقصة المعجزات الباهرة التي أعطاها عيسى للتلاميذ .
4- أشار كل من ( مرقس و يوحنا و لوقا ) إلى صعود عيسى إلى السماء ليكون مع أبيه لكن مثل هذا الأمر المهم في العقيدة غير موجود عند (متى) الذي يقولون عنه إنه تلميذ عيسى ورسول ملهم ، فما معنى هذا ؟
• دعوى بعض الأناجيل إن عيسى قد صعد إلى السماء بعد قيامه من القبر ( مرقس 16 : 19 ) ، ( لوقا 24 : 51 ) ،
• ( يوحنا 20 : 17 ) .
فكيف تشير الأناجيل الثلاثة الأخيرة إلى هذا الصعود ولا يشير إليه إنجيل ( متى ) مع إنكم تقولون عنه أنه رسول ملهم مملوء من الروح القدس مؤيد بالمعجزات الباهرة .
وللحديث بقية ....
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
06-04-2015, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلاف ( متى ومرقس) في قصة تطهير الهيكل وشجرة التين :
يقول إنجيل / متى 21 : 12 - 21 )
" 12 - ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل ... 13- وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص ... ثم تركهم وخرج خارج المدينة إلى بيت عنيا وبات هناك . وفي الصباح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع . فنظر إلى شجرة تين على الطريق وجاء عليها فلم يجد فيها شيئا إلا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد . فيبست التينة في الحال . فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال .. فأجاب يسوع وقال لهم : الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون .. إن قلتم لهذا الجبل إنتقل وإنطرح في البحر فيكون . "
* لكن إنجيل ( مرقس 11 : 12 - 24 ) يقول في هذا الحادث :
" وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء عليها لم يجد شيئا إلا ورقا . لأنه لم يكن وقت التين . فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد . وكان تلاميذه يسمعون . وجاءوا على أورشليم . ولما دخل يسوع الهيكل إبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام .. وكان يعلم قائلا لهم أليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى .. وانتم جعلتموه مغارة لصوص . ولما صار المساء خرج إلى خارج المدينة وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول . فتذكر بطرس وقال له يا سيدي : انظر التينة التي لعنتها قد يبست . فأجاب يسوع وقال لهم .. من قال فهذا الجبل إنتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه .. فمهما قال يكون له . "
من الواضح أن هناك اختلاف بين (متى و مرقس ) في قصة تطهير الهيكل و شجرة التين :
1- بينما يذكر ( متى ) إن تطهير يسوع للهيكل من الباعة والصيارفة قد حدث قبل أن يمر بشجرة التين ثم لعنها .
2- نجد عكس هذا في إنجيل ( مرقس ) يذكر حادثة شجرة التين قبل تطهير الهيكل .
3- حادثة شجرة التين مختلفة / نجد في إنجيل (مرقس) ان يسوع يبحث عن تمر في الشجرة ويلعنها في نفس اليوم ثم يلفت بطرس نظر يسوع إلى جفافها في اليوم التالي .
4- في إنجيل (متى) جميع أحداثها تقع في نفس اليوم .
تعليق بسيط :
في إنجيل (مرقس) يقول إن الوقت لم يكن وقت تين وهذا يعني أن معلومات المسيح الذي قيل إنه اله أو ابن الله لم تصل إلى مستوى الفلاح العادي الذي يعلم إن كان الوقت وقت تين أم لا . ولم يعلم إن كانت الشجرة التي يرها على مد البصر بها تين أم لا . وتقول الروايتان إن هذا الإله الجائع ذهب إلى الشجرة ولما لم يجد بها تينا فإنه لعنها .
مشكلات التنبؤات التي استحال تحقيقها :
أ- التنبؤ بأن نهاية العالم تحدث في القرن الأول الميلادي :
يقول (متى 10 : 1 - 23 ) " ... 23- ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى فإني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي أبن الإنسان . "
/ أي إن عودة المسيح ثانية إلى الأرض تحدث قبل أن يكمل تلاميذه التبشير في مدن إسرائيل . وهي كذلك تحدث قبل أن يكون معاصري المسيح الذين عاشوا في النصف الأول الميلادي - قد ماتوا :
( متى 16 : 27 فإن أبن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. 28- الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان أتيا في ملكوته . ) .
وبصورة أخرى تؤكد ما سبق فأن نهاية العالم وعودة المسيح ثانية إلى الأرض لابد أن تحدث قبل أن يفني ذلك الجيل الذي عاش في القرن الأول من الميلاد .
( متى 24 : 29 - وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع * 30- وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء . ... ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ...34- الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله . ) *
ويتفق كل من إنجيل ( مرقس 13 : 24 - 30 ) وإنجيل ( لوقا 21 : 25 - 32 ) مع ذلك التقرير الخطير الذي قرره (متى) . / × وان شيئا من هذا لم يحدث كما توقعه (متى) / .
وعلى ذلك تكون التنبؤات التي نسبتها الأناجيل للمسيح عن حدوث نهاية العالم في ( القرن الأول الميلادي استحال تحقيقها ولا يمكن لأحد الدفاع عنها .
ب - التنبؤ باصطحاب يهوذا الخائن للمسيح في العالم الآخر : -
( متى 19 : 27 - فأجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك . فماذا يكون لنا * 28- فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على إثنى عشر كرسيا تدينون أسباط اسرائيل الإثنى عشر . )
لقد كان يهوذا الاسخريوطي أحد التلاميذ الإثنى عشر الذين قيلت لهم هذه النبوءة وبعد خيانته أصبح يعرف ( بابن الهلاك ) لأنه طرد من صحبة المسيح في الدنيا والآخرة . وبهذا استحال تحيق هذه النبوءة .
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
06-08-2015, 11:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ج - التنبؤ بدفن المسيح في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالي : قد تكلمت عنها في رسالتي الماضية . وقد كانت خلاصة جوابك هو في الصفحة رقم ( 6 ) من رسالتك وبالتحديد السطر رقم ( 9 ) تقول ( إذن قام يسوع يوم الأحد ، في (( اليوم الثالث )) ثلاثة أيام بمعنى ثلاثة أجزاء من ثلاثة أيام . ( جزء من الجمعة اعتبروه يوما + يوم السبت + جزء من الأحد اعتبروه يوما ) هذه كانت طريقة التعبير قديما. هكذا فهمها المسيحيون . وهكذا فهمها اليهود الذين خاطبوا المسيح ... ) وهكذا نحن نفهما . ولكن أين الثلاث ليالي التي ذكرها المسيح في قوله ( ... وثلاث ليال هكذا يكون ..... وثلاث ليال ) كيف تحسب هذه الثلاث ليال !! هناك ليلة الجمعة + ليلة السبت + ( ) هناك ليلة مفقودة وهي ليلة الأحـــد ! ....
التنبؤ بدفن المسيح في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال :
حاول قوم من اليهود تعجيز المسيح فقالوا له :
" يا معلم نريد أن نرى منك آية . فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي . لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثالث ليال يكون هكذا ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ." متى ( 12 : 38 – 40 )
إن هذا القول شائع في الأناجيل وتكرر ذكره في أغلبها وفي أكثر من موضع . وقد ذكر في إنجيل مرقس في ( 8: 31 ، 9 ، 31 ، 10: 34 ) .
وذكر في إنجيل لوقا مع اختلاف هام يلحظه القارئ .. وذلك في قوله :
" هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي . لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوي كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل ." ( 11 : 29 – 30 ) . وذكرت الأيام الثلاثة في إنجيل يوحنا ( 2: 19 ) .
ونقرأ في سفر يونان ( يونس ) عليه السلام ما حدث له فقط " أعد ( الرب ) حوتاً عظيماً ليبتلع يونان . فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال .. فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت .. وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر." ( 1: 17 ، 2: 1 – 10 ).
ومن الواضح إذن أنه لكي تتحقق هذه النبوءة فيجب أن يبقى المصلوب في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال .. ولكن إذا رجعنا إلى ما تذكره الأناجيل عن أحداث الصلب والقيامة .. لوجدنا أن المصلوب أنزل من على الصليب مساء الجمعة ( يوم الصلب ) :
" ولما كان المساء إذ كان الاستعداد أي ما قبل السبت جاء يوسف الذي من الرامة . ودخل إلى بيلاطس ( الحاكم ) وطلب جسد يسوع .. فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات . ولما عرف من قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات . ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف . فاشترى كتاناً فأنزله وكفّنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتاً في صخرة ودحرج حجراً على باب القبر ." ( مرقس 15 : 42 : 46 ) .
ولقد اكتشف تلاميذ المسيح وتابعيه أن ذلك القبر كان خالياً من الميت في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد .
وفي هذا يقول إنجيل متى ( 28 : 1 – 6 ) :
" وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر .. فأجاب الملاك وقال للمرأتين .. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال ."
كذلك يقول إنجيل يوحنا :
" في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر ."
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن :
عدد الأيام التي قضاها الميت في بطن الأرض ( في القبر ) = 1 يوماً ( يوم السبت )..
عدد الليالي التي قضاها الميت في بطن الأرض ( في القبر ) = 2 ليلة .. ( ليلة السبت وجزء من ليلة الأحد على أحسن الفروض ).
وبذلك استحال تحقيق هذه النبوءة التي قالت ببقاء الميت في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.
قضية الصلب : 1- مسح جسد المسيح بالطيب : -
يقول مرقس " كان الفصح وأيام الفطير بعد يومين وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه ... وفيما هو في بيت سمعان الأبرص وهو متكئ جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن فكسرت القارورة وسكبته على رأسه . " ( 14 : 1 - 5 )
وقد ذكر (متى) هذه الحادثة في ( 26 : 6 - 9 ) و ( ولوقا 7 : 36 - وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ .. 39- .. ) و ( يوحنا 12 : 1 - 6 ) .
ويمكن تلخيص اختلاف الأناجيل في هذه القصة كالآتي : -
مكان الحادث :
أ - في بيت سمعان الأبرص ( مرقس و متى ) .
ب - في بيت فريسى ( لوقا ) .
ج - في بيت الأخوة لعازر ومريم ومرثا ( يوحنا ) .
شخصية المرأة :
أ - مجهولة ( مرقس ومتى ) .
ب - خاطئة ( لوقا ) .
ج - امرأة صديقة هي مريم أخت لعازر ( يوحنا ) .
ماذا فعلت :
أ - دهنت راس يسوع بالطيب ( مرقس و متى ) .
ب - دهنت رجليه بالطيب ( لوقا و يوحنا ).
رد الفعل عند المشاهدين :
أ - اغتاظ قوم لإسرافها ( مرقس ) . ب - اغتاظ التلاميذ ( متى ) .
ج - كان تساؤل الفريسي مع نفسه حول معرفة يسوع لشخصية المرأة ( لوقا ) .
د - اغتاظ يهوذا الاسخريوطي لإسرافها ( يوحنا ) .
2- التحضير للعشاء الأخير : -
( مرقس 14 : 12 - وفي اليوم الأول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه أين تريد أن نمضي ونعد لتأكل الفصح . 13- فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما اذهبا إلى المدينة فيلاقكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه . 14- وحينما يدخل فقولا لرب البيت إن المعلم يقول أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي 15- فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة . هنالك أعد لنا . 16- فخرج تلميذاه واتيا إلى المدينة ووجدا كما قال لهما فأعدا الفصح. 17- ولما كان المساء جاء مع الإثنى عشر . ) ،
( متى 26 : 17- وفي أول أيام الفطير تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له أين تريد أن نعد لك لتأكل الفصح. 18- فقال اذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له . المعلم يقول إن وقتي قريب. عندك اصنع الفصح مع تلاميذي. 19- ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع وأعدوا الفصح. ) .
نلاحظ هنا ما يلي : يختلف (متى) عن (مرقس) في قصة الإعداد للعشاء .
1- [ أرسل اثنين ] من تلاميذه ليعدوا العشاء . ( مرقس )
2- [ جعل التلاميذ ] جميعا يعدوا العشاء . (متى) .
3- إن كاتب الفقرة ( 17 ) [ ولما كان المساء جاء مع الإثنى عشر ] لا يعلم شيئا عن رحلة التلميذين التي ذكرت في الفقرة ( 13 ) فلو كان كاتب العدد ( 17 ) يعلم محتويات تلك الفقرة لكان عليه أن يتحدث عن ( العشرة ) وليس ( الإثنى عشر ) أي إن العدد (17) كان يجب أن يقرأ هكذا [ ولما كان المساء جاء مع العشرة ] .
4- توقيت العشاء الأخير وأثره على قضية الصلب :-
يتفق ( متى 26 : 17 - 19 ) مع ( مرقس 14 : 12 - 17 ) وكذلك ( لوقا 22 : 7 - 8 ) ..
في أن العشاء الأخير كان هو الفصح وعلى العكس من ذلك نجد الإنجيل الرابع يجعل الفصح في المساء بعد موت يسوع ( يوحنا 18 : 28 ) ذلك إن (يوحنا) يقرر أن العشاء الأخير الذي حضره يسوع مع تلاميذه كان قبل الفصح ، فهو يقول :
( أما يسوع قبل عيد الفصح .. فحين كان العشاء .. قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها ، ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ (13 : 1- 5) وكذلك يقرر يوحنا انهم قبضوا على يسوع في مساء اليوم السابق لأكل الفصح ، وذلك في قوله :
( ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية ، وكان صبح ، ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح . ( 18 : 28 ) .
إن اختلاف الأناجيل في العشاء الأخير وتوقيته ترتب عليه اختلافهم في نقطة جوهرية تعتبر واحدة من أهم عناصر قضية الصلب ألا وهي تحديد يوم الصلب . فإذا أخذنا برواية ( مرقس ومتى ولوقا ) لكان يسوع قد أكل الفصح مع تلاميذه مساء الخميس ، ثم كان القبض بعد ذلك بقليل في مساء الخميس ذاته ، وبذلك يكون الصلب قد حدث يوم الجمعة . أما الأخذ برواية (يوحنا) بأنه يعني أن القبض كان مساء الأربعاء وان الصلب حدث يوم الخميس .
هل حدث الصلب يوم الخميس أم يوم الجمعة . ؟ !!
أين الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى ؟ ! أين إنجيل عيسى نفسه ؟ لدينا الآن أربعة أناجيل تختلف في كل شيء في كل حادثة ، تقريبا ، في كل قصة تقريبا .. لماذا الزيادة أو النقصان أو الاختلاف في النصوص والروايات بين إنجيل وآخر ؟! لو كان الإنجيل الحالي وحي من الله الخالص لما اختلف ، ولكان إنجيلا واحدا أساسا وليس أربعة ! .
يقول بولس ( تسالونيكي 1 / 2 : 9 ... كنا نكرز لكم بإنجيل الله ... )
أين هو إنجيل الله الذي تحدث عنه بولس ؟! لم يقل إنجيل متّى أو لوقا أو مرقس أو يوحنا . بل قال إنجيل الله ، أي الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى أين ذلك الإنجيل ..؟ قال بولس ( رومية 1 : 16 - لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي أولا ثم لليوناني .)
أين هو إنجيل المسيح الذي يذكره بولس ؟! عندنا الآن أربعة أناجيل .. هذه هي الأناجيل المعروفة والمتداولة . ولقد جعل بولس الخلاص درجات وطبقات . ولم يذكر بولس بقية الشعوب ! لماذا اليهودي واليوناني فقط ؟! ونلاحظ أن " اليوناني " هذه من عند بولس لأنها لم ترد في الأناجيل الأربعة ! هذه من اختراعات بولس !! وما نصيب الإيطالي والفرنسي والأسباني .. على سبيل المثال ؟! ألا يشملهم الخلاص ؟!
عدم الدقة في التعبير دليل التأليف البشري ودليل على أن كلام بولس من رأسه وليس بوحي من الله ..
ولعلك تأخذك الدهشة إذا علمت أن التحريف كان منتشرا أشد الانتشار وقت كتابة الأناجيل ، فلقد كان وقتئذ في مقدور أي شخص أن يدعي أنه من أتباع المسيح . وأنه يقول ما يقول بإلهام ، وأن الله تعالى حلَّ فيه ونزل عليه على شكل ألسنة منقسمة كأنها من نار ( أعمال 2 : 1 - 4 ) فيجد له أتباعاً وأنصاراً ومريدين .
ويثبت شيوع التحريف والإدعاء من قول بولس ( غلاطية 1 : 6- إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر. 7 - ليس هو. غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن تحوّلوا إنجيل المسيح ) .
وقوله: في ( 2 كورنثوس 11: 12- ولكن ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن أيضا في ما يفتخرون به . 13 - لأن مثل هؤلاء ُرسُلٌ كذبةّ فعلةّ ماكرون مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح ) . ..
ولكن هل هناك إنجيل غير هذه الأناجيل يعتبر بمثابة ( الأصل أو الأم ) يعترف به المسيحيون ؟ … أن في الأناجيل الأربعة عبارات أو إشارات إلى إنجيل أو ( بشارة ) يأتي ذكرها مضافا مرة إلى (المسيح) بوصف (ابن الله) ومرة مضافاً إلى … الله ، وثالثة مضافاً إلى (ملكوت الله) جاء في إنجيل ( متّى :
" 4 : 23- وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت … "
وفي إنجيل ( مرقس 1: 14 وبعد ما أُُسلِمَ يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله. 15- ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل .)
وجاء في رسالة بولس إلى أهل ( رومية 1 : 9 – فإن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع أذكركم ).
وإذن فهناك إنجيل تذكره الأناجيل الأربعة ، وأمر بديهي أنه غير هذه الأناجيل ، إن هذه الأناجيل ما كانت موجودة وقت أن قال المسيح هذه العبارات التي ورد فيها ذكر هذا الإنجيل ، ولان هذه الأناجيل لا تذكر إلا مضافة إلى أصحابها فيقال إنجيل متّى .. إنجيل لوقا .. وهكذا ، أما هذا الإنجيل فقد أضيف صراحة في رسالة بولس إلى عيسى … ابن الله .. في زعمكم
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
06-16-2015, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل " إنسان خاطئ "
لقد جاء عيسى لينقذ البشر من الجهالة والخطيئة من خلال التعاليم السماوية والأسوة الحسنة في حياته ، وليس عن طريق الموت المتعمد فوق الصليب ، والتضحية بدمه كفارة عن ذنوبهم .
عندما أتاه شاب يسأله :
(انجيل متى 19 : 16 .. أيها المعلم الصالح أي صلاح اعمل حتى أرث الحياة الأبدية )
لم يذكر شيء عن تضحية أو قوى الغفران في دمائه . كان جوابه بنفس ما نطق به كل الأنبياء الآخرين :
(انجيل متى 19 : 17 -فقال له لماذا تدعوني صالحا . ليس أحدا صالحا إلا واحدٌ وهو الله . ولكن إن أردت أن تدخل الحيوة فاحفظ الوصايا . .... )
أي التزم أوامر الله .. وتمسك بها ، ذلك في رأي عيسى هو الطريق إلى الحياة الأبدية . ويمكن أن ننال الخلاص بالإيمان بالله ، وفعل الخير ، والوقوف في وجه الشر ، وليس من خلال القبول بعيسى مخلصا والإيمان بكفارة دمه .
" إنسان خاطئ " .. إن معظم الناس يرثون الدين دون وعي ولا إدراك .. ومعظمنا لا يعرف من الدين سوى اسمه وما سطر في شهادة ميلاده ... أيهودي أو بوذي أو مسيحي أو مسلم .. ومع ذلك فإنه يتعصب لما سطر في شهادة ميلاده تعصب المستميت . يجب على الإنسان أن ينزع عنه جانب التعصب للآراء والمبادئ الموروثة ، وأن يتجرد للحق . لأن التعصب باطل ، والباطل يصد عن إدراك الحقيقة .
وأعلم أن دين الله ليس مالاً أو أرضاً يتوارها الابن عن أبيه . وإنما هو دين الله الذي يهتدي إليه أقوام ويضل عنه آخرون ، ولست تدري لعل أبويك ممن ضلوا الطريق إليه وسلكوا أخر ، فتكمل عنهم هذا الطريق حتى إذا بلغت نهايتها تبين لك أن آخرها إلى الجحيم ، فتندم ولكن لا تنفع الندامة ، لأن تلك الطريق لا سبيل إلى الرجوع عنها ، والاختبار من الله لا يتكرر.
وأعلم أن والدي ووالديك لم يكونا نبيين ، وإنما كانا بشرين ممن يجوز أن يخطئوا ويجوز أن يصيبوا ، فلننظر إلى ما كانا عليه ونتحقق من ذلك . فإن وجدناهما على غير طريق الحق ، فلنبحث عن الحق الذي لا بد وأن يكون على الأرض . ونختاره على ما دونه من المذاهب الباطلة .ولنكن على ثقة أن مصيرنا في الآخرة مرهون بهذا الاختيار الذي نختاره في الدنيا . إن كان الاختيار حسناً فالجنة وحسنت مصيراً . وإن ساء اختيارنا فجهنم وساءت مصيرا .
وفي الخاتمة أسأل الله الهداية والتوفيق والسداد كما أسأله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
06-23-2015, 01:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل " إنسان خاطىء " .. مر اكثر من شهر تقريبا ولم ارى اي مداخلة منك .. عموماً كتبت هذا الموضوع على احد المنتديات المسيحية بتاريخ 19/ 03 / 2005 م ...وكان أول رد على هذا الموضوع في 02 / 04 / 2005 م وسأنقل لك نقاشنا حول هذا الموضوع .. حتى يتبين لك الحق ..
هذا هو رد احد النصارى " new manii " .. على موضوع الاثرم ..
السيد العزيز
( "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ". ) ..
هل لك ان تخبرنا علي ماذا يعود ضمير الغائب في جملة *وما قتلوه يقينا* ؟
هل يعود علي المسيح ام ماذا؟
برجاء تدعيم ردك بالتفاسير المعتمدة.
تحياتي
AL-ATHRAM
06-27-2015, 01:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
انا هنا تجاهلت سؤاله لأني أعلم إلى أي سيجرني ...
أخي العزيز ...
قد لفتنا الله سبحانه وتعالى من قبل إلى أن عملية ميلاد المسيح .. تم استقبالها من بني إسرائيل بضجة ، فعلى رغم علمهم خبر مجيء المسيح بالميلاد من غير أب ، وعلى رغم أنهم علموا بناتهم الاستشراف أن يكون لأية واحدة منهن شرف حمل المسيح ، وعلى رغم ذلك قالوا البهتان في مريم التي اصطفاها الله . وكذلك كان لمسألة الوفاة ضجة .
واقتران الضجتين : ضجة الميلاد وضجة الوفاة في رسالة السيد المسيح يدلنا على أن العقل يجب أن تكون له وحدة تفسيرية .. فساعة يتكلم العقل عن قضية الميلاد بالنسبة لعيسى ابن مريم لا بد أن يستشعر الإنسان أن الأمر قد جاء على غير سنة موجودة .. وساعة يبلغنا الله أن بني إسرائيل بيتوا النية لقتل عيسى ابن مريم ، وان الله رفعه إليه تكون المسألة قد جاءت أيضاً بقضية مخالفة ، ولا بد أن نصدق ما بلغنا الله به .. وأن يتذكر العقل أن الميلاد كان مخالفاً ، فلماذا لا تكون النهاية مخالفة أيضاً.
وكما صدقنا أن عيسى ابن مريم جاء من غير أب ، لا بد أن نصدق أن الله قد رفعه في النهاية وأخذه ، فهذا الأمر موجود أيضاً في الكتاب المقدس وسأذكره ان شاء الله لك فيما بعد ... فلم يكن الميلاد في حدود تصور العقل لولا بلاغ الله لنا ، وكذلك الوفاة لا بد أن تكون مقبولة في حدود بلاغ الله لنا .. والميلاد والنهاية بالنسبة لعيسى ابن مريم كل منهما عجيبة .
وإن فهمنا العجيبة الأولى في الميلاد فنحن نعتبرها تمهيداً إلى أن عيسى ابن مريم دخل الوجود ودخل الحياة بأمر عجيب ، فلماذا لا يخرج منها بأمر عجيب ؟ وإن حدثنا الله سبحانه وتعالى أن عيسى ابن مريم خرج من الحياة بأمر عجيب لا نستعجب ذلك ... لأن من بدأ بعجيب لا عجب أن ينتهي بعجيب .
وسبحانه وتعالى حكم وقال: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "
إن قول الله عز وجل ( ولكن شبه لهم ) يدلنا على عدم تثبت القتلة من شخصية القتيل ، وهذا أمر متوقع في مسألة مثل هذه ... حيث يمكن أن تختلط الأمور . وكما ذكرت لكم سابقاً ..
إننا في حياتنا اليومية نرى أن حادثة يمكن أن تحدث في وجود أعداد كبيرة من البشر وهم ينظرون إليها ، ومع ذلك تقع الحادثة ، وتختلف الروايات ، وقد تكون الحادثة مصورة ومسجلة ، ورغم ذلك تختلف الروايات ، فما بالنا بوجود حادثة مثل هذه ، في زمن قديم لا توجد كل الاحتياطات التي نراها في زماننا ؟! كان لا بد أن تضطرب الآراء والروايات في تلك الحادثة .. ولكن يكفينا ان الله عز وجل قال : ( وما قتلوه وما صلبوه ) .
وقرأننا الذي نزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " . وقال الحق لنا : إنه رفع عيسى إليه وانتهت المسألة بالنسبة لنا . لأننا كمؤمنين لا نأخذ الجزئيات الدينية أولاً. نحن نؤمن أولاً بمُنزَّل هذه الجزئيات ونصدق من بعد ذلك كل ما جاء منه سبحانه وهو قال ذلك فأمنا به وانتهت المسألة .
إذن فحين قال بنو إسرائيل : إنهم قتلوا عيسى ابن مريم كذبهم الله وقال : ( وما قتلوه وما صلبوه ) ورفعه الله إليه كاملاُ ..
وسبحانه وتعالى يقول: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما تقلوه يقيناً "
ويوضح الله سبحانه وتعالى : لم يتيقنوا أنهم قتلوا عيسى ابن مريم ، لكنهم شكوا فيمن قتل ، فلم يعرف المتربصون لقتله .. أقتلوا عيسى أو الشخص الذي ألقى الله عليه شبه عيسى .
والله سبحانه وتعالى جاء هنا بنسبتين متقابلتين ، فبعد أن نفى سبحانه نبأ مقتل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قال:
" وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا ابتاع الظن " .
والنسبة الأولى المذكورة هنا هي الشك ، وهو نسبة يتساوى فيها الأمران . والنسبة الثانية هي اتبعاهم للظن ، وهو نسبة راجحة . لقد بدأ الأمر بالنسبة إليهم شكاً ثم انقلب ظناً .
وينهي الله سبحانه ذلك بعلم يقيني (( وما قتلوه يقيناً )) وسبحانه ينفي بذلك أنهم قتلوه يقيناً ، واليقين كما نعلم هو الأمر الثابت المعقود في الواقع والأعماق بحيث لا يطفو إلى الذهن ليناقش من جديد أو يتغير .. وله مراحل ....
وهنا فرق بين أن نؤمن بالأشياء متعقلة وبين أن نؤمن بها متصورة . فالمطلوب منك أن تتعقل الأشياء لأن التعقل يعطي الإيمان .. والإيمان لا يكون بالمحسوس أبداً ..
الإيمان يكون بأمر غيبي ، ويتطلب توفر اليقين .. لكن اليقين له مراحل :
- اليقين يكون علماً مرة .. ونسميه علم يقين ...
- ومرة أخرى نسميه عين يقين حين ينتقل إلى شيىء ما .
- ومرة ثالثة : لا يكون عين يقين لكنه يصبح حقيقة يقين ..
أي ان اليقين الإيماني يمر بثلاث مراحل : علما وعينا وحقيقة .
ولتفسير ذلك يا اخي العزيز ... نضرب مثلا :
ان كنت أنا قد سافرت إلى اندونيسيا ثم عدت إلى طلابي وقلت لهم هبوا أنني قلت لكم انني رأيت فاكهة في أندونيسيا حجمها في حجم البطيخ .. ولونها لون البرتقال ، وطعمها طعم الموز .. ورائحتها رائحة التفاح .. فباعتباري أستاذا لهم فسيصدقونني وعندئذ يقال انني نقلت لهم صورة علمية . حيث يصبح عندهم علم يقين على مقدار توثيق كلامي .
ثم ندخل مرحلة أخرى .. اذا أحضرت للطلاب نفس الفاكهة ووضعتها أمامهم .. في هذه الحالة ننتقل من علم اليقين إلى عين اليقين .. ثم مرحلة ثالثة : اذا أحضرت سكينا وشققتها وأعطيت لكل طالب قطعة .. نصبح هنا في مرحلة (( حقيقة يقين )) بالنسبة للطلاب .. أي أن حقيقة اليقين هي أعلى مستوى في اليقين .
والله سبحانه وتعالى حين أراد أن يعطي لنا هذه المراحل اليقينية قال في محكم آيته في سورة التكاثر :
" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ {1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ {2} كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {3} ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {4} كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ {5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ {6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ {8} ).
فجاء ( علم اليقين ) أولا ثم انتقلت الآيات إلى ( عين اليقين ) وفي هذه السورة اقتصر الأمر على هاتين المرحلتين .. علم اليقين ، وعين اليقين ولكن في سورة أخرى تتضح (( حقيقة اليقين )) يقول الله في سورة الواقعة ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {76} إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {80}) .
ثم يقول :
( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ {81} وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ {82} فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ {84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ {85} فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ {86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {87} فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ {89} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {90} فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {91} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ {92} فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ {93} وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ {94} إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ {95} .
وهنا لا محل للجدل .. (( إن هذا لهو حق اليقين )) .. وعندئذ قد تتسائل لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى (( حق اليقين )) في مسألة الكفار ولم يقلها في مسألة أهل الجنة ؟ ..
فنقول إن السبب أن أهل الجنة مكتفون من الله بعلم اليقين أما الكفار فهم الذين يتشككون إلى إن يأتي لهم حق اليقين ويصطلوها _ أي النار .
اخي العزيز ..
المسألة ليست انتصاراً لنا في الدنيا على فريق يقول كذا ... وليست انتصاراً لفريق من أهل الدنيا علينا يقول كذا .. وإنما هي مسألة لها عاقبة تأتي في الآخرة ، فمن المهم أن نُصفِّيها تصفيةً تُصحِّحُها ، وتُظْهِرَ الحق فيها ، حتى لا يُظْلَم أحدٌ.
سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام جاء على دين بني إسرائيل وقد حرفه اليهود تحريفاُ ينحاز إلى الأمور المادية الصرفة ( كما بينت وسأبينه لك لاحقاً ) ، ويكاد يطغى على عقل اليهود وإيمانهم ويهينهم في قضية الغيبيات .. فهم ماديون لدرجة أنهم قالوا لموسى عليه السلام ( لن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً ) البقرة آية رقم 55
وللحديث بقية ..
اخوك .... الاثرم
AL-ATHRAM
07-07-2015, 03:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز بعد كل هذه التناقضات ... اقرأ معي قصة القديس بولس وكيفية دخوله الى المسيحية .. التي ذكرتها في لجزء الاول
ولقد كان بولس ( شاول ) يهوديا واشتهر بعنفه في خصومته بل بعدائه الشديد لأتباع المسيح ولم يكن له حظ من رؤية المسيح ولو مرة واحدة في حياته .
يقول سفر { أعمال الرسل 7 : 58- .... والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له ( شاول ) فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو .. 60- ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم : يا رب لا تقم لهم هذه الخطية . { 8 : 1- وكان شاول راضيا بقتله 2- ...... 3- وأما شاول فكان يسطوا على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن. )
ثم أعلن بولس فجأة تحوله إلى المسيحية ....
إن تاريخ الديانات يشهد لكثير كانوا من ألد أعدائها وأعداء النبي والرسول الذي جاء يدعو لها ثم يتحولون إليها ويصيرون من خير دعاتها .
لكن القاعدة الهامة والخطيرة التي شذ فيها بولس هي أنه لم يلتزم بالتعاليم الموجودة في العقيدة الجديدة التي تحول إليها وهي المسيحية .
لكنه اختص بتعليم انفرد به وطفق يبشر به , واستطاع بوسائله الخاصة ومهاراته .. أن ينحي كل التلاميذ جانبا ويتصدر الدعوة إلى المسيحية بعد أن اكتسح الآخرين.
ولنرى الآن ماذا يقول سفر أعمال الرسل عن قصة تحول بولس إلى المسيحية :
{ 9 : 1- أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب . فتقدم إلى رئيس الكهنة 2- وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناسا من الطريق رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم * وفي ذهابه حدث انه اقترب إلى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء . 4- فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني 5- فقال من أنت يا سيد . فقال الرب انا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك أن ترفس مناخس * 6- فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد أن افعل . فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل * 7- وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا * فنهض شاول عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحدا . فاقتادوه بيده وادخلوه إلى دمشق * 9- وكان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل ولم يشرب )
لكن الله سبحانه وتعالى دائما يبين الحق رحمة بالناس ولهذا نجد الإصحاح 22 من سفر أعمال الرسل يحكي قصة تحول بولس إلى المسيحية على لسانه شخصيا.
فيقول { أعمال 22 : 6- فحدث لي وأنا ذاهب ومتقرب إلى دمشق انه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم . 7- فسقطت على الأرض وسمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني * 8- فأجبت من أنت يا سيد . فقال لي انا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده * 9- والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني . }
من ذلك يتبين أن " المسافرين : سمعوا الصوت ولم ينظروا النور حسب قول الإصحاح ( 9 )
بينما ذكر الإصحاح ( 22 ) عكس ذلك تماما فقال : نظروا النور ولم يسمعوا الصوت ..
هذه بداية دخول بولس إلى المسيحية وهي قصة مشكوك فيها تماما . لقد دخل بولس المسيحية وفق رواية خطؤها واضح تماما . ثم انطلق بتعليمه الخاص الذي أعلن فيه الاستغناء عن كل تعليم تلقاه تلاميذ المسيح من معلمهم بدعوى انه تلقى تعليمه من المسيح مباشرة في تلك الرؤيا المزعومة.
فهو يقول { غلاطية 1 : 15- ولكن لما سر الله الذي افرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته 16- أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت لم استشر لحما ودما 17- ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضا إلى دمشق 18- ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما 19 ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب 20- والذي اكتب به إليكم هو ذا قدام الله إني لست اكذب فيه )
وهكذا بدأ بولس الدعوة إلى المسيحية وفق مفهومه الخاص ((( لمدة ثلاث سنوات " قبل " ))) أن يتعرف بتلاميذ المسيح الذين أسسوا الكنيسة الأم في أورشليم والذين {{ كانوا المرجع في كل ما يتعلق بالمسيحية والدعوة إليها. }}
ثم يقول بولس { غلاطية 2 : 1- ثم بعد أربعة عشر سنة صعدت أيضا إلى أورشليم مع برنابا آخذا معي تيطس أيضا . 2- وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلا . 3- ...... 6- فان هؤلاء المعتبرين لم يشيروا على بشيء 7- بل بالعكس اذ رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان 8- بان الذي عمل في بطرس الرسالة الختان عمل في أيضا للأمم }
من ذلك يتضح : -
1 - إن قصة دخول بولس في المسيحية مشكوك فيها ولا يمكن الاعتماد عليها لما فيها من تناقضات صارخة . )
2- لم يعرف بولس عن المسيحية سوى الصلب وسفك الدم وأن هذا شيء أختص به .
وأما غير ذلك من تعاليم المسيح فقد أهمله تماما فهو يقول :
{ غلاطية 1 : 11- واعرفكم أيها الاخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان 12- لأني لم اقبله من عند إنسان ولا علمته . بل بإعلان يسوع المسيح . )
و { 1 كورنثوس 2 : 2- لأني لم اعزم أن اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا . )
إن بولس يعترف في رسائله .. بأنه لم يتحرز عن استخدام كل الوسائل لكسب أكبر عدد من الاتباع .. فهو يقول:
{ 1 كورنثوس 9 : 19- فإني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين 20- فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود . وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس 21- وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس . مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح . لأربح الذين بلا ناموس 22- صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء . صرت للكل كل شيء لأخلص علل على كل حال قوما 23- وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه.
وهكذا نجد بولس قد عرض المسيحية على أصحاب العقائد المختلفة بالصورة التي ترضي كلا منهم وترتب على ذلك أنهم دخلوا الديانة الجديدة بعقائدهم وأفكارهم القديمة وكان لهذا _ ولا يزال _ أثره الخطير في المسيحية.
.
ولقد عرفنا من قبل برنابا هو الذي قدم بولس إلى التلاميذ لكن الذي حدث بعد ذلك {{ أن أزاح بولس برنابا }} من تصدر الدعوة إلى المسيحية .
يقول سفر { أعمال الرسل 15 : 39- فحصل بينهما { مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر } . وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرس . }
ولم يلبث بولس أن { تشاجر مع بطرس رئيس التلاميذ} - ونحاه أيضا .
فهو يقول { غلاطية 2 : 11- ولكن لما أتى بطرس إلى إنطاكية قاومته مواجهة لأنه كان ملوما . }
ومن المؤكد أن بولس لم يعلم قدر بطرس الذي أعطاه المسيح التفويض أن يحل ويربط كما يشاء والذي عينه راعيا لتلاميذه يقول انجيل :
{ متى 16 : 16- فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي 17- فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ... 18- وأنا أقول لك أيضا أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها 19- وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات . }
ولا داعي للحديث عن رسائل بولس فهي رسائل شخصية بحتة يقول في بعضها :
{ 1 كورنثوس 7 : 25-وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينا }
أو يقول { 1 كورنثوس 7 : 40- ولكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا بحسب رأيي . (((( وأظن )))) اني انا أيضا عندي روح الله }
{{{{ أنه لا يصدق نفسه إن كان عنده روح الله أم لا .}}}} عندما يصدر كلام كهذا من رجل مثل بولس فانه يعطينا تشككا رهيبا فيما جاء في العهد الجديد
.
أ و يقول في { 1 كورنثوس 7 : 6- ولكن أقول هذا على سبيل الأذن لا على سبيل الأمر .}
وهكذا من مثل هذه الأمور الظنية التي لا تصلح اطلاقا لبناء عقيدة . كذلك تنتهي رسائله بالحديث عن السلام وبث القبلات المقدسة للرجال والنساء على السواء ..
مثل قوله { رومية 16 : 12- سلموا على تريفينا وبريقفوسا التاعبتين في الرب ... 13- سلموا على روفس ... 14- سلموا على اسينكريتس .... 15- سلموا .... 16- سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة * كنائس المسيح تسلم عليكم } ....
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
07-19-2015, 02:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنبياء الدجالون :
وهنا يحذر المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام قائلاً :
" احذروا الأنبياء الدجالين الذين يأتون إليكم لابسين ثياب الحملان ، ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة ! ومن ثمارهم تعرفونهم " ) متى 7 : 15 )
نفهم مما ورد الآتي :
1- أنه سوف يأتي أنبياء بعد المسيح .
2- أن هؤلاء الأنبياء فيهم الصادقون والدجالون .
3- أن الدجالين كثير.
4- أن بعضاً منهم يستعملون أساليب ملتوية تبدو طيبة .. ولكنها في طياتها ودواخلها تحمل الضلال والشر .
5- أنهم من نتاج دعوتهم وإرشادهم تعرفون إذا كانوا صادقين أم كاذبين .
6- أن نتاج دعوة الصادقين منهم هو نتاج طيب ( ثمر طيب ) ويقصد بذلك ( الاتباع ).
7- الأمر باتباع الأنبياء الصادقين منهم ، واجتناب الكاذبين .
ولا ينطبق هذا الوصف الدقيق ( الثمر طيب ) على أي أمة بعد المسيح او أي نبي .. إلا على خاتم الأنبياء والرسل نبي الهدى محمد عليه الصلاة والسلام وأمته .. فقد انتشر دين الإسلام الذي لا يستطيع أعداؤه الإنكار أنه يحمل الخير والرحمة للبشرية كلها .. مصلحاً لها أحوالها في الدنيا والآخرة .. مناديا بتوحيد الله وعبادته .. بعد أن كانت في ضلال بعيد .
وقد زاد المسيح مبشراً بأن الدجالين من الأنبياء سوف يقطعون ( يقتلون ) ويلقون في النار .
" وكل شجرة لا تثمر ثمراً جيداً ، تقطع وتطرح في النار ، إذن فمن ثمارهم تعرفونهم " ( متى 7 : 19 )
أتذكر يا أخي الكريم ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية للنبي المزعوم ( ديفيد كوراش ) وأتباعه في ولاية تكساس منطقه واكو .. عام 1993 م . خلال شهري مارس وابريل . فقد انتهى حصارهم من قبل القوات الأمريكية إلى احتراقهم بالنار .. ومنهم نبيهم . فإلى جهنم وبئس المصير . لقد كان المسيح صادقاً في هذا وكان نبياً حقاً ..
أخي الكريم .. لقد كتبت الأناجيل _ كما علمت _ بعد عشرات السنين من رحيل المسيح ثم تعرضت للكثير من الإضافات والحذف .. ولقد كان المسيح يعلم حقيقة من حوله وحقيقة الأدعياء الذين سيلتصقون باسمه وبرسالته ويزعمون أنهم رسلهُ وتلاميذه رغم أنهم تلاميذ الشيطان الذي سيؤيدهم بعجائب وأضاليل تكون فتنة للناس .
ولذلك قال كاتب إنجيل متى على لسانه :
"21- لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ بِإِرَادَةِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22- فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سَيَقُولُ لِي كَثِيرُونَ: يَارَبُّ، يَارَبُّ، أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ طَرَدْنَا الشَّيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ عَمِلْنَا مُعْجِزَاتٍ كَثِيرَةً؟ 23- وَلَكِنِّي عِنْدَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ابْتَعِدُوا عَنِّي يَافَاعِلِي الإِثِْم! ."
لقد لعب اسم الروح القدس دوراً كبيراً في الدعوة باسم المسيح لدرجة أنهم لو وجدوا إنساناً يهذي فإنهم يقولون :
" قد امتلأ من الروح القدس . "
ولا شك أن المجرم هو أقدر من يدل على طرق الإجرام فإذا أردنا أن نحد من الجرائم علينا أن نأتي بجماعة من المجرمين ونتعرف منهم على أساليبهم ومن ثم نستطيع وضع الخطط اللازمة لمكافحة الإجرام
.
ونأتي الآن إلى شاول _ بولس _ نجده يقول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس :
(11- لِمَاذَا ؟ أَلأَنِّي لاَ أُحِبُّكُمْ؟ اللهُ يَعْلَمُ! 12- وَلَكِنْ، سَأَفْعَلُ مَا أَنَا فَاعِلُهُ الآنَ لأُسْقِطَ حُجَّةَ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ حُجَّةً تُبَيِّنُ أَنَّهُمْ مِثْلُنَا فِي مَا يَفْتَخِرُونَ بِهِ. 13- فَإِنَّ أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ دَجَّالُونَ، عُمَّالٌ مَاكِرُونَ، يُظْهِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. 14- وَلاَ عَجَبَ! فَالشَّيْطَانُ نَفْسُهُ يُظْهِرُ نَفْسَهُ بِمَظْهَرِ مَلاَكِ نُورٍ. 15- فَلَيْسَ كَثِيراً إِذَنْ أَنْ يُظْهِرَ خُدَّامُهُ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ خُدَّامِ الْبِرِّ. وَإِنَّ عَاقِبَتَهُمْ سَتَكُونُ عَلَى حَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. 16- أَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ وَإِلاَّ، فَاقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، كَيْ أَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضاً قَلِيلاً! 17- وَمَا أَتَكَلَّمُ بِهِ هُنَا، لاَ أَتَكَلَّمُ بِهِ وَفْقاً لِلرَّبِّ، بَلْ كَأَنِّي فِي الْغَبَاوَةِ، وَلِي هَذِهِ الثِّقَةُ الَّتِي تَدْفَعُنِي إِلَى الافْتِخَارِ ). .
وعندما نأتي لفكر بولس ( شاول ) في الصلب _ مع إيماننا الكامل بأن المسيح لم يصلب على الإطلاق ولم يعلق على الصليب _ نجده يقول غلاطية :
(13- إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ:
" مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ " .
كيف هذا يا اخوان .. كيف يكون المسيح لعنة ؟
قول بولس لا يصدقه عقل .. فكيف يجرؤ بولس أن يقول عن عيسى إنه لعنة ... أو ملعون ؟!!
إن النص الذي استشهد به بولس يدينه ويدل على أن عيسى لم يصلب أساساً .. لنفس السبب الذي ذكره بولس .. وهو أن المصلوب ملعون ... ولذلك حمى الله عيسى عليه الصلاة والسلام من الصلب وأنقذه ...
كيف يأخذ بولس الوحي من عيسى وهو يقول إنه ملعون في الوقت نفسه .. ؟!!
كيف يكون عيسى ( رباً ) وملعوناً في الوقت ذاته .. ؟!!
كيف يكون عيسى ( إلهاً ) وملعوناً في الوقت ذاته .. ؟!!
هل بولس يوقر المسيح عليه الصلاة والسلام ...؟
(13- إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ:
" مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ " .
وكأن المسيح كان يتحرز ضد بولس وأفكاره وتابعيه حين قال في إنجيل يوحنا :
(32- سَتَأْتِي سَاعَةٌ وَهَا قَدْ حَانَتِ الآنَ فِيهَا تَتَفَرَّقُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَلكِنِّي لَسْتُ وَحْدِي، لأَنَّ الآبَ مَعِي. 33- أَخْبَرْتُكُمْ بِهَذَا كُلِّهِ لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فَإِنَّكُمْ فِي الْعَالَمِ سَتُقَاسُونَ الضِّيقَ. وَلكِنْ تَشَجَّعُوا، فَأَنَا قَدِ انْتَصَرْتُ عَلَى الْعَالَم!» )
وهذا مخالف تماماً لقول ذلك الذي علقوه على الصليب فصرخ يائساً يقول :
" الهي الهي لماذا تركتني " .
إن هذا يا أخي الكريم وحده كاف لإثبات عدم صلب المسيح .
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
07-30-2015, 02:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبؤات المسيح بنجاته من القتل ...
المسيح يرفض كل محاولة لقتله :
منذ أن بدأ المسيح دعوته .. حتى آخر يوم فيها نجد أن الأناجيل تذكرنا بين الحين والحين برفضه فكرة قتله واستنكارها تماماً ، ثم هو قد عمل كثيراً لإحباط جميع المحاولات التي رآها تـبـذل من اليهود ...
يقول إنجيل يوحنا ( 7: 16-19):
" أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي ، بل للذي أرسلني لماذا تطلبون أن تقتلوني .. ؟
يوحنا 8: 37- ...... 40- لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني ، وأنا إنسان قد حدثكم الحق الذي سمعه من الله . هذا لم يعلمه إبراهيم "
ولأن المسيح إنسان عادي ككل البشر فإنه يجهل ما يخبئه له القدر ، ولذلك اتخذ من الاحتياطات ما يجنبه الوقوع في براثن أعدائه من اليهود .
ولو كان يعلم أنهم سيقبضون عليه في يوم معين ، (( فلم )) _ إذن _ تلك الإحتياطات ؟؟
يقول إنجيل يوحنا ( 7: 1- وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل . لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه .
ويقول يوحنا ( 11: 53- فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه . 54- لم يكن يسوع أيضاً يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البريية .. ) .
هذا واكتفي الآن بذكر عدد من التنبؤات الواضحة التي قالها المسيح بنجاته من القتل ، والتي تتفق وتلك الاحتياطات التي اتخذها للمحافظة على حباته .
1- حدث ذات مرة في إحدى محاولات القبض عليه أن :
( " أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خدماً ليمسكوه . فقال لهم يسوع : أنا معكم زماناً يسيراً بعد ، ثم أمضي للذي أرسلني. ستطلبوني ولا تجدونني ، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن أن تأتوا. " يوحنا 7: 32 – 34 ).
لا أضن أحداً يشك في وضوح هذا القول الذي يعني أن اليهود حين يطلبون المسيح لقتله فلن يجدوه لأنه سيمضي للذي أرسله ، أي سيرفعه الله إليه كما أن رفع (( أيليا)) ( إلياس عليه الصلاة والسلام ) وشاهده تلميذه اليشع ( اليسع ) وهو صاعد إلى السماء .
2- وفي موقف آخر من مواقف التحدي بين المسيح واليهود ، أكد لهم نبوءته السابقة وان محاولاتهم ضده ستنتهي برفعه إلى السماء .
يقول يوحنا ( 8: 21- قال لهم يسوع أيضاً أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم * حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ؟ .... 28- فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي ، بل أتكلم بهذا كما علمني 29- ((( والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي ))) لأني في كل حين أفعل ما يرضيه . )
لكن ذلك المصلوب .. صرخ يائساً على الصليب قائلاُ : إلهي إلهي لماذا تركتني ؟
3- ولقد كانت آخر أقوال المسيح لتلاميذه في تلك اللحظات التي سبقت عملية القبض مباشرة ، وهو تأكيده لهم أن الله معه دائماً ولن يتركه :
يوحنا ( 16: 32- هو ذا تأتي ساعةٌ وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحداً إلى خاصتهِ وتتركوني وحدي 33- .. لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ."
ومن المؤكد كذلك أن ذلك المصلوب قد غلبه أعداؤه وقهره الموت وأخضعه لسلطانه .
4- وفي آخر مواجهة عاصفة حدثت بين المسيح والكهنوت اليهودي كان قوله:
(( لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولا مبارك الآتي بأسم الرب ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل . متى 23: 39 و 24: 1 ).
إن التحدي في هذا القول واضح ، ذلك أن المسيح يؤكد لأعدائه أنهم لن يروه منذ تلك الساعة حتى يأتي في نهاية العالم ((( بقوة ومجد كثير ))) .
لكن ذلك المصلوب رآه الكهنوت اليهودي أسيراً في قبضته أثناء المحاكمة + ثم رأوه بعد ذلك معلقاً على الخشبة قتيلاً قد أسلم الروح والمشيئة ، ولم يبق منه إلا جسد خامد فقد نبض الحياة .
واستعير لغة المسيح في الإنجيل ، اكتفاء بهذا القدر فاقول :
" من له أذنان للسمع فليسمع ، ومن يسمع فعليه أن يعقل . "
وقبل ان أكتب لك ما تقوله المزامير أرجو أن يكون معلوماً أن ، تراجم أسفار العهدين القديم والجديد تتغير من حين لآخر وفقاً للدراسات التي يقوم بها علماء الكتاب المقدس ، إما لتدقيق الترجمة ، أو للتخلص من التناقضات والاختلافات .
وكمثال نجد أنه في واحدة من طبعات الكاثوليك للعهد الجديد أنها عندما تحدثت عن نهاية الخائن يهوذا ( في الإصحاح الأول من سفر أعمال الرسل ) فإنها جعلته يخنق نفسه ، ليتفق هذا مع ما يقوله ( إنجيل متى ) .. أما طبعة البروتستانت فلا تزال تروي نهاية يهوذا بأن نقمة حلت به (( إذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها )) وهذا شيىء مختلف تماماً عن عملية الانتحار خنقاً .
كذلك ظهرت طبعات حديثة للمزامير تختلف كثيراً عما في الطبعات المتداولة لها . وإذا كان داود هو الإسم الذي يرتبط بأغلب المزامير ، فإن العلماء مختلفون فيما يتعلق بحقيقة قائل كل مزمور وتاريخه وظروفه ، كما أن هناك خلافاً حول ترقيمها . .. وكيف ان الترجمة للمزمور 69 _ ;كمثال _ تقول في بعض فقراتها : (( حينئذ رددت الذي لم أخطفه )) ، (( ويجعلون في طعامي علقماً )) .. بينما تقول الترجمة الحديثة له في نظير ذلكما العددين : (( كيف أرد الذي لم أسرقه أبداً ؟ )) ، (( أعطوني لطعامي سماً )) .
فالإختلاف بينهما واضح ، سواء في المضمون أو في زمن الفعل .
أختي الكريمة .. بشرى .. أخواني الكرام.. بعد كل هذا وذاك ... فإذا ثبت أن هذه الأناجيل تحتوي على بعض التناقضات ولو تناقضاً واحداً _ لا مائة تناقض _ فإن ذلك يبطل كونها وحياً من عند الله سبحانه وتعالى ..
لأن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم الذي نزل على رسول أمي وعلى أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب قال :
" ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً "
يعني لو أن القرآن كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً . ولذلك فإن كل مسلم يعلن صراحة :
أخرجوا لنا تناقضاً واحداً من القرآن الكريم بآياته التي بلغت 6236 أية . إن أحداً لا يجرؤ أن يقول إن في القرآن تناقضاً واحداً ، ونحن بين أيديكم نستطيع بإذن الله أن نواجه أي اتهام أو شك أو ريب يثبت أن في القرآن الكريم تناقضاً واحداً .
أما الأناجيل فقد رأيتم أنه على قلة حجمها فهي متناقضة ، بل إن هناك تناقضاً في الصفحة الواحدة . وأضرب لكم مثلاً لشيء من هذا التناقض في صفحة واحدة.
في إنجيل متى مثلاً نجد عشرات من هذه التناقضات ويمكن أن نشير إلى بعض منها من غير تحيز. يقول السيد المسيح لبطرس :
" وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقدر عليها {{{{ وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاُ في السماء وكل ما تحله في الأرض يكون محلولا في السماء. }}}}} "
إذن _ بطرس قال له المسيح : أنت صخرة ، وأنت قوي ، وأن الشياطين لا تستطيع أن تدخل في خلالك ولا أبواب الجحيم ، وأن عليك أبني كنيستي ، <<<<< ثم أعطاه وعداً أو عهداً عجيباً>>>>> (( أن ما حللته في الأرض أحله في السماء ، وما ربطته في الأرض أربطه في السماء ))
ما تفعله أنا أفعله وما تريده أنا أريده. أي أن إرادة الله تابعة لإرادة بطرس
.
وهذا هو الذي جاء في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة الآيتان ( 30-31 )
" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)
اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) "
فقال عدي بن حاتم الطائي وكان نصرانياً وأسلم ، يا رسول الله ما كنا نعبدهم .. على أساس فهمه أن العبادة تعني الركوع على رجليه أو الصلاة له . فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :
" ألم يكونوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بكلامهم "
قال: بلى ، قال : " فتلك عبادتهم من دون الله "
إذن _ أن يكون هناك حق التحليل والتحريم لغير الله وحده فهذا هو الشرك .
ولذلك نجد الإسلام ينفي أن تكون سلطة التحليل والتحريم إلا لله . فلا تكون حتى للرسول صلى الله عليه وسلم ، فالرسول لا يملك حق التحليل والتحريم إلا بوحي من الله ، (( والله عتب عليه حينما حرم على نفسه شيئاً )) فقال له في سورة التحريم:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) "
في هذا النص الإنجيلي أعلاه نجد مكانة بطرس عالية .
ولكن انظر في آخر الصفحة ماذا يقول ؟
في أول الصفحة نجد بطرس _ كما يقول الإنجيل على لسان المسيح _ هو الصخرة التي سيقيم عليها المسيح بناء دعوته ، ويشدها إليه ، وهو صخرة راسخة لا تنال أبواب الجحيم منها ، وأن بيده مفاتيح ملكوت السموات. .
((((((((((( ثم لا تكاد العين تتملى هذه الصورة العظيمة لبطرس حتى تلقاها صورة أخرى مضادة تماماً تمسخْ هذا الحواري مسخاً وتحيله من إنسان إلهي إلى شيطان مريد . هكذا فجأة )))))))))).... وأين ذلك ؟ في إنجيل متى نفسه وفي نفس الإصحاح رقم 16 وبعد عددين اثنين _ أي حوالي سطرين فقط _ من كلمات السيد المسيح المبشرة له.
يقول متى : " من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. فأخذه بطرس إليه وابتداء ينتهره قائلاً حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا . فالتفت وقال لبطرس : ((((( أذهب عني يا شيطان ))))). أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس " ( 16: 21 – 23 )
فانظروا يا أخوان كيف كان بطرس في أول الصفحة يقول له المسيح : ما حللته في الأرض أحله في السماء .. ثم في آخر الصفحة يقول له : أنت شيطان. إن التناقضات كثيرة جداً في الأناجيل .
يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد بعد ما من الله عليه بالإسلام .. وباعتباره كان قسيساً وأستاذ العقيدة واللاهوت في كلية اللاهوت.
" الحقيقة أن عملنا _ كمبشرين _ كان يستند إلى سند جاء في رسالة بطرس الثانية لنؤكد أن التوراة والإنجيل كُتُبٌ موحى بها من الله. فكنا نقول:
(( لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ))
طبعاً هذا النص الذي جاء على لسان بطرس كما جاء في رسالته الثانية ، سوف يوهم هذا النص أن الكتاب المقدس الموجود حالياً كتاب موحي به من الله . كذلك يتناول القسيس في عمله بين المسلمين آية من آيات القرآن الكريم في سورة آل عمران تقول :
" نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) "مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ ) (4)
إن القرآن دقيق كل الدقة فهو لم يذكر العهد الجديد ولا العهد القديم ولكنه ذكر التوراة والإنجيل . ولما جاء القرآن ليذكر العهد القديم والعهد الجديد بالكتاب ماذا قال :
" قُلْ يَا (( أَهْلَ الْكِتَابِ )) تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ .. " سورة آل عمران (64)
إذن عندما ذكر الكتاب كله بدأ القرآن يوجه التوجيه السليم والصحيح .
وكذلك في سورة النساء ، يقول الحق سبحانه وتعالى :
" يَا (( أَهْلَ الْكِتَابِ )) لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (171) "
وجاء في سورة المائدة أيضاً عن أهل الكتاب يقول الله سبحانه وتعالى :
" يَا (( أَهْلَ الْكِتَابِ ))قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) "
إذن _ لما جاءت الإشارة إلى الكتاب ، جاءت الإشارة بالتنويه إلى التصحيح . لكن لما جاءت الإشارة إلى التوراة والإنجيل جاءت الإشارة بالتصديق دون أن يذكر لا العهد القديم ولا العهد الجديد .
وللحديث بقية ..
أخوك : الاثرم
AL-ATHRAM
08-07-2015, 11:47 PM
وهذه هي ثاني مداخلة لنفس الاخ .. النصراني الأول .. بعد ان صرفت النظرعن سؤاله لي .. خشية أن نذهب بعيداً عن الموضوع ..
هذه بداية الحوار ...
الزميل الفاضل الاثرم
هنا اقتبس نص الاثرم ..
أخي العزيز new_manii قد لفتنا الله سبحانه وتعالى من قبل إلى أن عملية ميلاد المسيح .. تم استقبالها من بني إسرائيل بضجة ، فعلى رغم علمهم خبر مجيء المسيح بالميلاد من غير أب ، وعلى رغم أنهم علموا بناتهم الاستشراف أن يكون لأية واحدة منهن شرف حمل المسيح ، وعلى رغم ذلك قالوا البهتان في مريم التي اصطفاها الله .
التعليق عليه ..
اولا: لم تحدث ضجة لميلاد المسيح من عذراء طبقا للاناجيل, بل الضجة حدثت لان المولود هو ملك اليهود المسيا المنتظر.
ثانيا:اليهود الان و في ايام المسيح ايضا لم يفهموا ان المسيح سيولد من عذراء. فلم يعلموا بناتهم ان مجئ المسيح سيكون بدون اب.
ثالثا: لم يتهم اليهود العذراء مريم بالزني او شئ من هذا القبيل لانهم اعتقدوا ان يوسف الذي هو رجلها هو والد يسوع المسيح. كل ما في الامر انهم استهجنوا هذا لان مريم كانت نذر للهيكل.
لو كانوا اعتقدوا بانها زانية لرجموها و لما دعوها تصعد الهيكل كل سنة كما يخبرنا الانجيل
فبرجاء لا تخلط المفهوم القراني مع الاناجيل.
وهنا ايضا اقتبس نص الاثرم .
.
بالنسبة لعيسى ابن مريم لا بد أن يستشعر الإنسان أن الأمر قد جاء على غير سنة موجودة ..
وساعة يبلغنا الله أن بني إسرائيل بيتوا النية لقتل عيسى ابن مريم ، وان الله رفعه إليه تكون المسألة قد جاءت أيضاً بقضية مخالفة ، ولا بد أن نصدق ما بلغنا الله به .. وأن يتذكر العقل أن الميلاد كان مخالفاً ، فلماذا لا تكون النهاية مخالفة أيضاً.
التعليق ...
اولا: نسأل هنا, اذا كان المسيح *مجرد* نبي اخر في سلسلة الانبياء, فما هو الداعي لان يولد بدون اب و ان تكون له هذة الضجة؟
لماذا يولد المسيح بدون اب وهو مجرد نبي, و يولد محمد *خاتم الانبياء* في معتقدك يولد كاي شخص اخر؟!!
ثانيا: طبقا لمنطقك و للقران و الانجيل, فالضجة الاكبر هي قيامة المسيح من الاموات و ليس رفعه و كان الله قام بتهريبه من ايدي اليهود.
المسيح يا عزيزي, مات علي الصليب و قام من الاموات.
المسيح يا عزيزي, لم يستطع الموت ان يمسك المسيح.
المسيح يا عزيزي, هزم الموت الذي لم يهزمه احد.
اقتباس نص الاثرم والتعليق عليه :
وكما صدقنا أن عيسى ابن مريم جاء من غير أب ، لا بد أن نصدق أن الله قد رفعه في النهاية وأخذه ، فهذا الأمر موجود أيضاً في الكتاب المقدس وسأذكره ان شاء الله لك فيما بعد ...
فلم يكن الميلاد في حدود تصور العقل لولا بلاغ الله لنا ، وكذلك الوفاة لا بد أن تكون مقبولة في حدود بلاغ الله لنا .. والميلاد والنهاية بالنسبة لعيسى ابن مريم كل منهما عجيبة .
نحن نصدق ان المسيح بالرغم من ان اليهود قتلوه ليتخلصوا من رسالته الا انه قام من الاموات, فهل تصدق ان هذا؟
هل تصدق ان الله قادر علي اقامة المسيح من الاموات؟؟؟
اقتباس نص الاثرم والتعليق عليه :
وسبحانه وتعالى حكم وقال: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "
إن قول الله عز وجل ( ولكن شبه لهم ) يدلنا على عدم تثبت القتلة من شخصية القتيل ، وهذا أمر متوقع في مسألة مثل هذه ... حيث يمكن أن تختلط الأمور . وكما ذكرت لكم سابقاً ..
لماذا قال القران "ما قتلوه" و لم يقل "لم يقتلوه" ؟
و ما هو الفارق في النفي بــ *ما* و النفي بــ*لم* ؟ هل تستطيع ان تخبرني يا عزيزي ؟؟؟؟
و ما معني *شبه لهم* لغويا ؟ شبه لمن و بمن ؟
اقتباس نص الاثرم والتعليق عليه :
وقرأننا الذي نزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " . وقال الحق لنا : إنه رفع عيسى إليه وانتهت المسألة بالنسبة لنا . لأننا كمؤمنين لا نأخذ
الجزئيات الدينية أولاً. نحن نؤمن أولاً بمُنزَّل هذه الجزئيات ونصدق من بعد ذلك كل ما جاء منه سبحانه وهو قال ذلك فأمنا به وانتهت المسألة .
بالعكس يا عزيزي, القران قال ان الله توفي المسيح و رفعه اليه. و انت تقول ان الله رفع المسيح بدون موت. فهل انتهت المسألة فعلا بالنسب لكم كمسلمين؟
هل اتفقتم بان الوفاة هنا بمعني الموت ام النوم ؟؟؟؟؟؟
المسألة لم تنتهي بالنسبة لكم يا عزيزي...
.
القران يقول ان الله توفي المسيح ثم رفعه اليه. الانجيل يقول ان المسيح مات ثم قام من الاموات و صعد الي السماء.
اذا فسرت الوفاة بانها الموت -وهو المعني الاصلي للكلمة- يكون القران يوافق الانجيل في قضية الصلب و القيامة.
اما اذا فسرت الوفاة بمعني اخر غير الموت, فلنا ان نسألك عن مصادرك و اسبابك التي دفعتك الي هذا التفسير.
اقتباس نص الاثرم والتعليق عليه :
وسبحانه وتعالى يقول: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما تقلوه يقيناً "
ويوضح الله سبحانه وتعالى : لم يتيقنوا أنهم قتلوا عيسى ابن مريم ، لكنهم شكوا فيمن قتل ، فلم يعرف المتربصون لقتله أقتلوا عيسى أو الشخص الذي ألقى الله عليه شبه عيسى .
انت تقول بان *وما تقلوه يقيناً * الهاء تعود علي المسيح؟؟؟
اخطأت يا عزيزي عندما لم ترجع للتفاسير.
الهاء تعود علي الشك يا عزيزي و ليس علي المسيح. العرب تقول *قتلت الشك باليقين* او *قتلت الشك يقينا*.
ارجو يا عزيزي ان تقوم بمراجعة ما قاله مفسروا القران و ما قاله رسول الاسلام عن موضوع صلب المسيح و تفاسير الايات ثم نعود لنري هل خالف القران الانجيل ام لا.
بالنسبة لتناقضات الانجيل التي ذكرتها, فساقتبس منها واحد فقط لتدليل علي انها تناقضات مفتهله ناتجة عن سوء نية في الفهم ذكرت يا عزيزي التالي
اقتباس نص الاثرم والتعليق عليه :
وبذلك الذي تبع عيسى بعد القبض عليه :
أ - رجل واحد هو بطرس تلميذ عيسى . ( متى و لوقا ) .
ب - رجلان هما بطرس والشاب الذي كان لابسا إزارا على عريه . ( مرقس ).
فهل ممكن ان تذكر الفقرات الخاصة بالحالتين لنري هل فعلا تبع المسيح رجلان هما بطرس و الشاب اللابس الازار؟
ام مثلا هذا الشاب هرب و لم يتبع المسيح الي بيت رئيس الكهنة مثلا؟؟؟
تحياتي و بانتظار ردك علي اسئلتي
AL-ATHRAM
08-16-2015, 11:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز .. ( new manii )
( وما قتلوه ) :
الهاء ضمير عيسى. وقيل : ضمير العلم ، أي وما قتلُوا العِلْمَ يقيناً ، كما يقال : قتلته علماً .
و ( يقيناً ) صفة مصدر محذوف ، أي قَتْلاً يقيناً ، أو عِلَماً يقيناً .
ويجوز أن يكونَ مصدراً من غير لفْظِ الفعل ، بل من معناه ، لأنَّ معنى ما قتلوه ما علموا. وقيل: التقدير : تَيقنُوا ذلك يَقيناً .
وهذا هو نصك :
( new manii )
بالنسبة لتناقضات الانجيل التي ذكرتها, فساقتبس منها واحد فقط لتدليل علي انها تناقضات مفتهله ناتجة عن سوء نية في الفهم
ذكرت يا عزيزي التالي
جوابا على:
________________________________________
وبذلك الذي تبع عيسى بعد القبض عليه :
أ - رجل واحد هو بطرس تلميذ عيسى . ( متى و لوقا ) .
ب - رجلان هما بطرس والشاب الذي كان لابسا إزارا على عريه . ( مرقس ).
أخي الكريم ( new manii ) لنفترض وكما قلت إنها (مفتهله ناتجة عن سوء نية في الفهم )
هذا بالنسبة لاقتباسك احد التناقضات وتعليقك عليه ..
وباقي التناقضات اعتقد إنها واضحة وضوح الشمس ... لا يحتاج لها أي شرح .. أو ذكاء ... ارجوا ان تقرأ الموضوع أعلاه ... وأعني بها التناقضات في قضية صلب المسيح .. اقرها جيداً ...
ولو كانت هذه الأناجيل يا أخ ( new manii ) وحياً وإلهاماً نازلاً على رسلٍ حقاً وصدقاً لكانت هذه الكتب خالية من الأغاليط والأخطاء والتضارب والتناقض والزيادة لأن الوحي لا يخطئ والرسول الحق لا يكذب .. ولا يزيد ولا ينقص في وحي الله أبداً .
تصوروا معي يا إخوان .. ..
" لو أن واحداً من البشر ، ذهب إلى المحكمة متلبساً بجريمة قتل .. .. يده ملوثةٌ بالدم .. وثبتت إدانته من كل وجه .. واعترف بأنه القاتل !! أفيحق له أو لمحاميه ، أن يدافع قائلاً : أنا قتلت حقاً .. أنا الذي اقتدته إلى ذاك المكان المهجور ، وذبحته .. ولكن ( فلانا ) ً من الناس أو من غير الناس .. يتحمل عني هذه المسؤولية ، فحاكموه هو .. وحاسبوه هو .. "
هل هذا يجوز في عُرف البشر ، وفي منطق البشر ؟؟ فاذا كان البشر لا يرضونه لقضاهم ولا لِقضاتهم - مع أن قضاء البشر يحيط به القصور من كل جانب – أفيجوز ذلك أما عدالة الله سبحانه وتعالى ؟
ثم ألم يكن من العدل أن يحي الله آدم ثم يجعله يصلب ليتحمل هو عقوبة خطيئته مثلا .. أو مثلا .. أن يسجد ابن الله بزعمكم لأبوه سجدة واحدة ويطلب منه المغفرة .
ثم ... أما كان الله قادراً على مغفرة ذنب آدم دون الحاجة إلى الصلب ..
يقول الشاعر :
أعباد عيسى لنا عندكم سؤال عجيب فهل من جواب ... إذا كان عيسى على زعمكم إلها قديراً عزيزاً يهاب !!! ..
فكيف اعتقدتم بأن اليهود أذاقوه بالصلب مر العذاب ؟! .. وكيف اعتقدتم بأن الإله يموت ويدفن تحت التراب .
ثم تعال معي إلى هذه النصوص بعيداُ عن التناقضات .. ماذا يقول السيد المسيح : طبعاً المسيح ألزمكم بالعهد القديم .. حيث قال في إنجيل ( متى 5 : 17- 18 )
" لا تظنُّوا إني جئْت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمْل . فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ من الناموس حتى يكون الكل . "
" موسى يكتب تفاصيل موته :
هل يعقل أن يكون موسى هو مؤلف الجزء الذي يذكر فيه تفاصيل موته ؟
" فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب ودفنه (الرب) في الجواء .. ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم . وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات .. ولم يقم بعد نبي في إسرائيل كموسى .. " (تثنية 34: 5 – 10 )
أهذا هو كلام الله ؟ .. أهذا هو الذي ألزمكم به المسيح ؟ كيف .. انسان مات ويكتب تفاصيل موته كيف ؟؟؟
هل هذا وكما قلت يا اخ ( new manii ) ..
(مفتهله ناتجة عن سوء نية في الفهم )
والآن .. كيف ستفسر لي هذا النص ..
اقسم بعظمة الله لو كان هذا النص موجود في القرآن الكريم لأمسكته حجة على بطلان القرآن الكريم .. وأيضاً هذه التناقضات ...
تعال معي لننظر إلى صفات الله في العهد القديم ( طبعا ( الله ) عندكم ( هو الرب يسوع ) :
يعقوب عليه الصلاة والسلام .. يصارع ربه ( يسوع الناصري ) : ( خروج 33: 22 )
( قال الله ليعقوب حين صارعه : " أطلقني لأنه قد طلع الفجر . فقال لا أطلقك حتى تباركني . ... فدعا يعقوب باسم المكان : ( فينينيل ) قائلا : لأني نظرت الله وجهاً لوجه . )
سبحان الله ... الله يتصارع .....
هل يتعب الرب ؟ ( خروج 31: 17 )
" لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس ."
مع ان الله كما يقول سفر التكوين خلق كل شيء بالكلمة . كيف يتعب ويستريح في آخر يوم ؟!
اقرأ معي هذه الآية : ( سورة ق : أية 38 )
" ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب "
أي لم يمسنا التعب على أية صورة من الصور. وبذلك لا معنى للحديث بعد خلق العالم في تلك الأيام الستة .
هذا هو الله في القرآن الكريم ...
هل ينسى ربنا :
مزمور : 10: 12 – قم يا رب. إرفع يديك لا تنسى المساكين .
خروج : 2 : 24- فتذكر الله ميثاقه مع ابراهيم .
كيف يتصورون الله :
7فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وبِإِلَهِي اسْتَغَثْتُ، فَسَمِعَ صَوْتِي مِنْ هَيْكَلِهِ، وَبَلَغَ صُرَاخِي أُذُنَيْهِ. 8عِنْدَئِذٍ ارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَتَزَلْزَلَتْ. ارْتَجَفَتْ أَسَاسَاتُ السَّمَاوَاتِ وَاهْتَزَّتْ لأَنَّ الرَّبَّ غَضِبَ.((( 9نَفَثَ أَنْفُهُ دُخَاناً، وانْدَلَعَتْ نَارٌ آكِلَةٌ مِنْ فَمِهِ، فَاتَّقَدَ مِنْهَا جَمْرٌ.))))
بالله عليك أهذا وصف لله خالق السموات والأرض ومن فيهن .. سبحان الله ...
تعال ننظر إلى السيد المسيح ( { الله } " الرب يسوع " " الله ، ابن الله ، الروح القدس " بزعمكم ) ماذا تقول الأناجيل :
إنجيل يوحنا الإصحاح الثاني من فقرة 1 إلى 11 ) :
" وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك . ودعي أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس ولما ( فرغت الخمر ) (((((((((( قالت أم يسوع له : )))))))))
((((((((( ليس لهم خمر . ))))))))) قال لها يسوع (( ما لي ولك يا امراة )) .. لم تأت ساعتي بعد . قالت أمه للخدام . مهما قال لكم فافعلوه . وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة قال لهم يسوع : املأوا الأجران ((( ماء ))) فملأوها إلى فوق .. ثم قال لهم : استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ. فقدموا . فلما ذاق رئيس المتكأ ((( الماء المتحول خمراً ))) ولم يكن يعلم من أين هي. لكن الخدام كانوا قد استقوا الماء علموا دعا رئيس المتكأ العريس وقال له : كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ، ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجدية إلى الآن " .
{{{{{ هذه بداية الآيات }}}}} فعلها يسوع في قانا الجليل
<<<<<<<<< وأظهر مجده فآمن به تلاميذه " >>>>>>>>>>
سبحان الله يا أخ .. ( new manii ) هنا ( الله ) " الرب يسوع " في زعمكم يصنع خمراً ...
... وهناك في العهد القديم الله يحرض على السرقة .
( خروج 3 : 21- قال الله لبني اسرائيل: حين تمضون من أرض فرعون : لا تمضوا فارغين : بل تطلب كل امرأة من جارتها أمتعة فضة و1هب وثياب ، وتضعونها على بنيكم ونباتكم فتسلبون المصريين )
فالرب _ عند كتبة هذه الأسفار ورواة هذه الأخبار _ هو الذ حرض بني إسرائيل على السرقة وعلمهم كيف يسطون فيسرقون ذهب المصريين ، وفضتهم ، وأمتعتهم ، قبل خروجهم من مصر مع موسى !!!
أهكذا الله يا أخ ( new manii ) .. ؟!!
وكيف يقول السيد المسيح لأمه (( ما لي ولك يا {{ امرأة }} )) ..
أرأيت التحريف ... برأ الله عيسى عليه الصلاة والسلام .. البشر , الرسول , النبي من ذلك .. حاشاه والله حاشاه ان تكون أخلاقه بهذه الطريقة ...
أين ولد المسيح ( الله ) .. يقول لوقا( 1 : 26 )
" وبينما هنا هناك تمت أيامها لتلد . فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في ((((( المذود ))))) إذ لم يكن لهما موضع في المنزل "
أرأيت لم يكن هنا موضع في المنزل وولد ( الله ) الرب يسوع في ((( المذود )))
وقبل أن تلد ( الله ) الرب يسوع في زعمكم عاش في بطن أمه تسعة أشهر بين الدم والأوساخ ... إلى ان خرج من مجرى البول ... ثم ولدته أمه في المذود ..
هذا هو الله ... والعياذ بالله
وأما نصك يا اخ .. ( new manii )
لماذا قال الله ( ما قتلوه ) ولم يقل ( لم يقتلوه ) ؟
فيا أخي العزيز لا أعلم .. لكن الله قال ( وما قتلوه ) وانتهى بالنسبة لنا .. لان اليهود قالوا إنا قتلنا المسيح ... والله خيّب أملهم ... وألقى الشبه على شخص آخر ورفعه إليه ...
بعد ذلك نأتي إلى استفسارك ... وهذا هو نصك :
( new manii )
بالعكس يا عزيزي, القران قال ان الله توفي المسيح و رفعه اليه. و انت تقول ان الله رفع المسيح بدون موت. ((( فهل انتهت المسألة فعلا بالنسب لكم كمسلمين؟ ))
((((( هل اتفقتم بان الوفاة هنا بمعني الموت ام النوم ؟؟؟؟؟؟ )))))
((((( المسألة لم تنتهي بالنسبة لكم يا عزيزي.... ))))
أخوي .. ليش تكبر السالفة .. ان المسألة لم تنتهي لنا كمسلمين هل اتفقنا على الوفاة .. أم لم نتفق ..
شسالفة اخوي .. ان الله نفى نفياً قاطعا .. صلب المسيح ..... أي انه لم يصلب ... ولم يقتل على الصليب (((((((((( ولم يمسكه اليهود ))))))))) .. وسأثبت لك ذلك بإذن الله من الأناجيل .. إن الله رفعه إليه ..
أما أن الله رفعه ميتاً أو حياً .. أو نائما أو معه سيف أو كان يصلي أو رفعه على فرس ابيض عليه ملك أو ملكين أو ثلاثة .. أو .. أو فهذه أمور ثانوية لا تُقدّم ولا تُؤخر ..
المهم أن الله رفعه أليه ... ولم يمسكه اليهود .. ولم يصلب ..
أخوكم :الاثرم
AL-ATHRAM
08-24-2015, 11:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رده على الاثرم ..
الاخ الكريم الاثرم
اشكرك علي مداخلتك و اسمح لي ان اعلق عليها.
اقتباس نص الاثرم ..
أخي العزيز new_manii :
( وما قتلوه ) :
الهاء ضمير عيسى. وقيل : ضمير العلم ، أي وما قتلُوا العِلْمَ يقيناً ، كما يقال : قتلته علماً .
و ( يقيناً ) صفة مصدر محذوف ، أي قَتْلاً يقيناً ، أو عِلَماً يقيناً .
ويجوز أن يكونَ مصدراً من غير لفْظِ الفعل ، بل من معناه ، لأنَّ معنى ما قتلوه ما علموا. وقيل: التقدير : تَيقنُوا ذلك يَقيناً .
والرد عليه ..
اذن يا عزيزي هناك عدم تأكد في مردود الضمير هل يعود علي المسيح ام العلم. فلا يمكن ان تستخدم الجملة علي انها نفي قاطع علي قتل المسيح.
ما تطرق اليه الاستنتاج, بطل به الاستدلال يا عزيزي, اليس كذلك؟
اقتباس نص الاثرم :
وهذا هو نصك :
بالنسبة لتناقضات الانجيل التي ذكرتها, فساقتبس منها واحد فقط لتدليل علي انها تناقضات مفتهله ناتجة عن سوء نية في الفهم
ذكرت يا عزيزي التالي
جوابا على:
________________________________________
وبذلك الذي تبع عيسى بعد القبض عليه :
أ - رجل واحد هو بطرس تلميذ عيسى . ( متى و لوقا ) .
ب - رجلان هما بطرس والشاب الذي كان لابسا إزارا على عريه . ( مرقس ).
أخي الكريم new_manii لنفترض وكما قلت إنها (مفتهله ناتجة عن سوء نية في الفهم )
الرد عليه ...
اذن استطيع ان اقول انك تعترف بان هذا ليس تناقض؟ و ان القصتين بمعني واحد. و لكن احداهما اعطت تفاصيل اكثر من الاخري.
ام لديك اعتراض علي هذا؟؟
اقتباس نص الاثرم :
وباقي التناقضات اعتقد إنها واضحة وضوح الشمس ... لا يحتاج لها أي شرح .. أو ذكاء ... ارجوا ان تقرأ الموضوع أعلاه ... وأعني بها التناقضات في قضية صلب المسيح .. اقرها جيداً ...
ولو كانت هذه الأناجيل يا أخ new_manii وحياً وإلهاماً نازلاً على رسلٍ حقاً وصدقاً لكانت هذه الكتب خالية من الأغاليط والأخطاء والتضارب والتناقض والزيادة لأن الوحي لا يخطئ والرسول الحق لا يكذب ، ولا يزيد ولا ينقص في وحي الله أبداً .
الرد عليه ...
سنفند باذن الله باقي التناقضات يا عزيزي, لا تستعجل.
اردت فقط ان اعطيك مثال علي اما جهل بالكتاب المقدس او تدليس علي القارئ بذكر مثال علي مغالطات *التناقضات* في قصة من اتبع المسيح و من هرب وقت الصلب.
اتفق معك يا عزيزي في ان وحي الله لا يزاد عليه و لا ينقص منه. و لا ينسخ او ينٌسي و لا يبطل اياته في ظروف معينه. و لا تاكله داجن فتضيع اياته ولا ...الخ
اقتباس نص الاثرم :
تصوروا معي يا إخوان .. ..
" لو أن واحداً من البشر ، ذهب إلى المحكمة متلبساً بجريمة قتل .. .. يده ملوثةٌ بالدم .. وثبتت إدانته من كل وجه .. واعترف بأنه القاتل !! أفيحق له أو لمحاميه ، أن يدافع قائلاً : أنا قتلت حقاً .. أنا الذي اقتدته إلى ذاك المكان المهجور ، وذبحته .. ولكن ( فلانا ) ً من الناس أو من غير الناس .. يتحمل عني هذه المسؤولية ، فحاكموه هو .. وحاسبوه هو .. "
الرد عليه ....
هذا يدل علي مدي معرفتك يا عزيزي بالمسيحية. فالمسيحية لا تقول بهذا ابدا. هذا جهل بالمسيحية. اتسأل كيف تناقش و تعرض *تناقضات* الكتاب المقدس و انت تعتقد بهذا الاعتقاد عن المسيحية!!!
المثال الصحيح يا عزيزي هو الاتي
"هناك شاب قام بقتل رجل و تم القبض عليه و محاكمته و حكم عليه فعلا بالموت, فتدخل ابوه و طلب اطلاق سراح ابنه و اعدامه هو بدلا منه." هذا الاب يحب ابنه لدرجة انه وضع نفسه للموت من اجله.
بالنسبة للاسلام, فتصور معي يا اخي الاتي
" لو أن واحداً من البشر ، ذهب إلى المحكمة متلبساً بجريمة قتل .. .. يده ملوثةٌ بالدم .. وثبتت إدانته من كل وجه .. واعترف بأنه القاتل !! أفيحق له أو لمحاميه ، أن يدافع قائلاً : أنا قتلت حقاً .. أنا الذي اقتدته إلى ذاك المكان المهجور ، وذبحته .. ولكني ساكون انسان جيد و سابني جامع و ساكفل يتيم . و هذا بدل من ان يتم اعدامي .. " فيتم الافراج عنه!!!
اقتباس نص الاثرم :
ثم ألم يكن من العدل أن يحي الله آدم ثم يجعله يصلب ليتحمل هو عقوبة خطيئته مثلا .. أو مثلا .. أن يسجد ابن الله بزعمكم لأبوه سجدة واحدة ويطلب منه المغفرة .
ثم ... أما كان الله قادراً على مغفرة ذنب آدم دون الحاجة إلى الصلب ..
الرد عليه ..
اتعجب من ان يكون مسلم هو من يسأل مثل تلك الاسئلة و قرانه يأمره بــ*لا يسأل عن شئ و انتم تسألون* !!! عجبا يا عزيزي
اتملك من الله شئ؟ انما امره ان يقول للشئ كن فيكون, اليس كذلك ؟؟؟
اقتباس نص الاثرم :
"موسى يكتب تفاصيل موته :
هل يعقل أن يكون موسى هو مؤلف الجزء الذي يذكر فيه تفاصيل موته ؟
" فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب ودفنه (الرب) في الجواء .. ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم . وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات .. ولم يقم بعد نبي في إسرائيل كموسى .. " (تثنية 34: 5 – 10 )
أهذا هو كلام الله ؟ .. أهذا هو الذي ألزمكم به المسيح ؟ كيف .. انسان مات ويكتب تفاصيل موته كيف ؟؟؟
هل هذا وكما قلت يا اخ new_manii ..
(مفتهله ناتجة عن سوء نية في الفهم )
والآن .. كيف ستفسر لي هذا النص ..
اقسم بعظمة الله لو كان هذا النص موجود في القرآن الكريم لأمسكته حجة على بطلان القرآن الكريم .. وأيضاً هذه التناقضات ...
الرد عليه ...
طبعا يا عزيزي, في كل ذكر لــ*تناقض* تثبت للجميع انك لم تقرأ المسيحية من مصادرها.
ما ذكرته عن موت موسي دليل اخر عن التناقضات المفتعله ناتجة عن جهل بالكتاب المقدس.
فمعروف للقاصي و الداني ان كاتب اخر فصل في سفر التثنية هو يشوع خادم موسي و كاتب سفر يشوع و ليس موسي كما تدعي.
اعلم يا صديقي ان الكتاب المقدس كان يكتب كله في درج واحد و لم يكن مقسم الي كتب منفصله. فكان كتب موسي تنتهي فيبدأ كتاب يشوع ثم القضاة...الي اخره.
و لما تم تقسيم الكتاب الي اسفار منفصله لتسهيل عملية الكتابة و الحفظ, تم نقل اول فصل من سفر يشوع الي اخر سفر التثنية من باب انهاء السفر.
و نفس الشئ تم مع نهاية سفر يشوع و بداية القضاة.
اما عن القسم و القران, فهل تعرف يا عزيزي ان قصة اهل الكهف ما هي الا اسطورة مسيحية من التراث الشرقي؟ يذكرها القران علي انها حقيقة واقعة!
هل تعلم قصة وجود العذراء مريم في الهيكل و ان زكريا كان يعولها فيجد الملائكة احضروا لها الطعام...الي اخره و كذلك قصة ان المسيح صنع من الطين طير ما هي الا قصص من التراث القبطي من القرن الرابع الميلادي و لا اصل لها في الحقيقة؟
يذكرها القران علي انها حقائق. مما يدل علي جهل مؤلف القران و يؤكد بان مصدره بشري بحت.
فهل ستمسكها حجة علي القران؟ ام ستصوم ثلاثة ايام كفارة لقسمك؟
اقتباس نص الاثرم :
تعال معي لننظر إلى صفات الله في العهد القديم ( طبعا ( الله ) عندكم ( هو الرب يسوع ) :
يعقوب يصارع ربه ( يسوع الناصري ) : ( خروج 33: 22 )
( قال الله ليعقوب حين صارعه : " أطلقني لأنه قد طلع الفجر . فقال لا أطلقك حتى تباركني . ... فدعا يعقوب باسم المكان : ( فينينيل ) قائلا : لأني نظرت الله وجهاً لوجه . )
سبحان الله ... الله يتصارع .....
الرد عليه ...
سنأخذ مثال واحد علي تناقضاتك المزعومة يا عزيزي لاثبات الجهل و سوء النية في البحث.
اولا: الاقتباس خطأ, فهو في كتاب التكوين و ليس الخروج مما يدل علي انك ناقل و لم تكلف نفسك عناء التأكد مما تنقل
تكوين 33: 24 - 30
24 فبقي يعقوب وحده. وصارعه انسان حتى طلوع الفجر.
25 ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه. فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه.
26 وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر. فقال لا اطلقك ان لم تباركني.
27 فقال له ما اسمك. فقال يعقوب.
28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل. لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت.
29 وسأل يعقوب وقال اخبرني باسمك. فقال لماذا تسأل عن اسمي. وباركه هناك
30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل. قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه ونجّيت نفسي.
اولا: الكتاب يقول *صارع يعقوب انسان* لم يقل "صارع يعقوب الله"
ثانيا: يعقوب هو من قال انه صارع الله. لم يقل الله هذا.
ثالثا: عندما يظهر الله, يقول الكتاب "و ظهر الرب لفلان...الخ" مثلما حدث مع يعقوب نفسه في تكوين 35
9 وظهر الله ليعقوب ايضا حين جاء من فدّان ارام وباركه.
10 وقال له الله اسمك يعقوب. لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك اسرائيل. فدعا اسمه اسرائيل.
رابعا: واضح من القصة ان يعقوب صارع ملاك و لم يصارع الله.
خامسا: صراع يعقوب كان بالبكاء و التمسك بطلب البركة و لم يكن عراك او صراع قوة. كما يعلمنا الكتاب في هوشع 12
3 في البطن قبض بعقب اخيه وبقوّته جاهد مع الله.
4 جاهد مع الملاك وغلب. بكى واسترحمه. وجده في بيت ايل وهناك تكلم معنا.
فما رأيك يا عزيزي؟ هل شبهتك تلك بناء علي دراسة و فهم ام بناء علي نقل و جهل؟؟
اقتباس نص الاثرم :
سبحان الله يا new_manii هنا ( الله ) " الرب يسوع " في زعمكم يصنع خمراً ...
الرد عليه ...
سبحان الله يا اخ الاثرم, مسلم و يتعجب من صنع الله للخمر و ينسي ان جنة القران الموعودة بها انهار من الخمر؟
ستقول بان خمر الجنة لا يسكر و غير مضر بعكس خمر الدنيا؟
سنرد عليك باذن الله و نقول لك, و من اخبرك بان ما صنعه المسيح كان من خمر الدنيا المسكر
اقرأ يا عزيزي ما قاله صاحب العرس عندما تذوق خمر المسيح, من انجيل المسيح بحسب رواية القديس يوحنا 1
9 فلما ذاق رئيس المتكإ الماء المتحول خمرا ولم يكن يعلم من اين هي. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا. دعا رئيس المتكإ العريس
10 وقال له. كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا ومتى سكروا فحينئذ الدون. اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الآن.
هنا الخمر لم تسكره, بل جعلته منتبه و اكثر يقظة حتي يقرر ان ما قد تم شربه قبل تلك كان دون و اما الخمر المتحول هو الجيد...
اقتباس نص الاثرم :
وأما لماذا قال الله ( ما قتلوه ) ولم يقل ( لم يقتلوه ) ؟
فيا أخي العزيز لا أعلم .. لكن الله قال ( وما قتلوه ) وانتهى بالنسبة لنا .. لان اليهود قالوا إنا قتلنا المسيح ... والله خيّب أملهم ... وألقى الشبه على شخص آخر ورفعه إليه ...
الرد عليه ...
بالعكس يا عزيزي, الموضوع لم ينتهي
اولا: ما قتلوه, قد تفيد بانه تم قتله و لكن الغرض من القتل لم يتحقق. اما لم يتقلوه فهي تفيد نفي الفعل من الاساس.
مثال من القران, "ما رميت, اذ رميت, و لكن الله رمي" فهل هنا *ما رميت* تنفي فعل الرمي؟ ام تؤكده و لكن توجه الاهتمام الي شئ اخر وهو ان الله هو الذي رمي؟
ثانيا: القران لم يذكر ان هناك شخص اخر القي بالشبه عليه, من اين اتيت بتلك الاكذوبة؟ القران يقول ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم بل رفعه الله اليه! اين ذكر ان هناك شخص اخر تم قتله و صلبه؟؟؟؟؟
اقتباس نص الاثرم :
بعد ذلك نأتي إلى استفسارك ... وهذا هو نصك :
بالعكس يا عزيزي, القران قال ان الله توفي المسيح و رفعه اليه. و انت تقول ان الله رفع المسيح بدون موت. ((( فهل انتهت المسألة فعلا بالنسب لكم كمسلمين؟ ))
((((( هل اتفقتم بان الوفاة هنا بمعني الموت ام النوم ؟؟؟؟؟؟ )))))
((((( المسألة لم تنتهي بالنسبة لكم يا عزيزي.... ))))
أخوي .. ليش تكبر السالفة .. ان المسألة لم تنتهي لنا كمسلمين هل اتفقنا على الوفاة .. أم لم نتفق ..
شسالفة اخوي .. ان الله نفى نفياً قاطعا .. صلب المسيح ..... أي انه لم يصلب ... ولم يقتل على الصليب (((((((((( ولم يمسكه اليهود ))))))))) .. وسأثبت لك ذلك بإذن الله من الأناجيل .. إن الله رفعه إليه ..
--
الرد عليه ...
عزيزي, طبقا للقران , الله لم ينفي نفيا قاطعا
1- القران قال ان سلام علي المسيح يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا!
2- القران قال بان الله توفي المسيح و رفعه اليه!
3- القران قال بان الله رفع المسيح!
4- القران قال بان الله توفي المسيح!
نحن نقول من الانجيل بان المسيح مات علي الصليب و بعث حيا و رفع الي السماء.
انتم ماذا تقولون, هل مات المسيح ثم بعثه الله حيا و رفعه اليه؟ ام رفع و لم يمت؟؟؟ اذا كان مات, فكيف مات و انت تنكر انه مات مصلوب؟؟؟ هل اخبرك القران بهذا؟؟؟؟
اما اذا كان رفع دون موت, فكيف تفسر التناقض الحادث في ايات القران اذن؟ بانه لا بعث دون موت؟ و لا رفع دون وفاة؟؟؟؟؟؟؟
هل عرفت يا عزيزي ان المسألة لم تحسم اسلاميا بعد اكثر من 1400 سنة من الجدال؟؟؟؟؟؟
اقتباس نص الاثرم :
أما أن الله رفعه ميتاً أو حياً .. أو نائما أو معه سيف أو كان يصلي أو رفعه على فرس ابيض عليه ملك أو ملكين أو ثلاثة .. أو .. أو فهذه أمور ثانوية لا تُقدّم ولا تُؤخر ..
المهم أن الله رفعه أليه ... ولم يمسكه اليهود .. ولم يصلب ..
الرد عليه ...
بل هي لب الموضوع و قلبه.
اذا كان الله رفع المسيح دون موت, اذن القران كاذب و متناقض عن نهاية المسيح و انه توفي قبل الرفع.
و اذا كان الله رفعه بعد موته, فكيف مات المسيح؟؟؟؟ هل مات مصلوب ام لا؟ ماذا قال القران في تلك المسألة الجوهرية التي هي اساس الخلاف بين القران و الانجيل حول المسيح؟؟؟
ام لعل القران يتفق مع الانجيل في نهاية المسيح و انه مات علي الصليب و قام و صعد الي السماء و لكنك لا تريد ان تعترف بهذا مفضلا الباطل علي الحق؟؟؟؟؟
تحياتي اليك و بانتظار ردك علي استفساراتي
AL-ATHRAM
08-30-2015, 11:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز " new manii "
سأجعل هذا النص في أعلى الصفحة .. وهذا هو نصك :
" new manii "
اتفق معك يا عزيزي في ان وحي الله لا يزاد عليه و لا ينقص منه. و لا ينسخ او ينٌسي و لا يبطل اياته في ظروف معينه. و لا تاكله داجن فتضيع اياته ولا ...الخ
وبعد ذلك نذهب الى .. نصك هذا :
" new manii "
اذن استطيع ان اقول انك تعترف بان هذا ليس تناقض؟ ((((((((((((( و ان القصتين بمعني واحد. و لكن احداهما اعطت تفاصيل اكثر من الاخري. ))))))))))
ام لديك اعتراض علي هذا؟؟
دعني اقتبس هذا السطر ..
((((((((((((( و ان القصتين بمعني واحد. و لكن احداهما اعطت تفاصيل اكثر من الاخري. ))))))))))
وبناءا على ذلك النص ... دعنا نرى أي الروايتين تعطي تفاصيل اكثر من الاخرى حتى لا يكون هناك كما قلت تدليس على القارىء ...
هذا نص الاثرم .. في موضوع قضية الصلب ..
لكن النقطة الهامة التي تتعلق بخيانة يهوذا هي اختلاف الأناجيل في حادثة دخول الشيطان فيه .
أ – يقرر لوقا ( 22 : 3 – فدخل الشيطان في يهوذا .. 7- وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي أن يذبح فيه الفصح . )
إن الشيطان دخل يهوذا قبل العشاء بيوم على الأقل .
ب – بينما يقرر يوحنا ( 13 : 27- فبعد اللقمة دخلهُ الشيطان .. )
إن الشيطان دخل يهوذا بعد أن أعطاه يسوع اللقمة . أثناء العشاء الأخير .
ماذا تقول عن ذلك .. هل هذا تدليس على القارئ ... أم كما قلت ان القصتين بمعنى واحد وكلن احداهما أعطت تفاصيل أكثر من الأخرى ..
Al-athram
14 - قيام عيسى من القبر وظهوره للناس:
زمن الحضور إلى القبر :
1- عند الفجر أو أول الفجر ( متى و لوقا ) .
2- بعد إذ طلعت الشمس ( مرقس ) .
3- كان الظلام باق . ( يوحنا ) .
فرق بين الظلام باق و إذ طلع الشمس ..
وهل هذا تدليس على القارئ ... أم كما قلت ان القصتين بمعنى واحد وكلن احداهما أعطت تفاصيل أكثر من الأخرى ...
_____________________
اقتباس : Al-athram
ب- التنبؤ باصطحاب يهوذا الخائن للمسيح في العالم الآخر : - ( متى 19 : 27 - فأجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك . فماذا يكون لنا * 28- فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده ((((( تجلسون أنتم أيضا على إثنى عشر كرسيا ))))) تدينون أسباط اسرائيل الإثنى عشر . )
لقد كان يهوذا الاسخريوطي أحد التلاميذ الإثنى عشر الذين قيلت لهم هذه النبوءة وبعد خيانته أصبح يعرف ( بابن الهلاك ) لأنه طرد من صحبة المسيح في الدنيا والآخرة . وبهذا استحال تحيق هذه النبوءة .
وهل هذا تدليس على القارئ ... أم كما قلت ان القصتين بمعنى واحد وكلن احداهما أعطت تفاصيل أكثر من الأخرى ...
أما بالنسبة لهذا النص :
al-athram
ثم ألم يكن من العدل أن يحي الله آدم ثم يجعله يصلب ليتحمل هو عقوبة خطيئته مثلا .. أو مثلا .. أن يسجد ابن الله بزعمكم لأبوه سجدة واحدة ويطلب منه المغفرة .
ثم ... أما كان الله قادراً على مغفرة ذنب آدم دون الحاجة إلى الصلب ..
وانك قلت :
" new manii "
اتعجب من ان يكون مسلم هو من يسأل مثل تلك الاسئلة و قرانه يأمره بــ*لا يسأل عن شئ و انتم تسألون* !!! عجبا يا عزيزي
اتملك من الله شئ؟ انما امره ان يقول للشئ كن فيكون, اليس كذلك ؟؟؟
أنا لم اسأل يا اخ " new manii "
.. وكيف اسأل ؟! ... لكن هذا النص لك أنت مثلما أقول لك :
أما كان الأولى أن ينزل من السماء عيسى بزعكم ابن الله أو هو الله أو ثلاثه في واحد .. مباشرة إلى الأرض كما نزل آدم عليه السلام .. لماذا يهان هذا الاله هكذا .. ويعيش داخل رحم امرأة تسعة أشهر .. ويخرج من مجرى البول .. ويولد هذا الإله في المذود .. وفق كل هذا .. ((( هذا الإله يختن كما يختن البشر ))) ..!!! أيهما أقرب إلى العقل .. ينزل من السماء أم يدخل في رحم امرأة .. كما ذكرت ؟
نحن نؤمن ان عيسى عليه السلام لم يصلب ولم يقتل ...
أما ان القرآن ينهانا عن السؤال فأرجو ان تكتب الأية كاملة ولا تأخذ منها مقطع .. هذا هو التدليس وايهام القارىء بانك على الصواب ..
وهذه هي الآية التي تقصدها ( في سورة المائدة ) :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ {101}
اقتباس: وهذا هو نصك :
" new manii "
ثانيا: القران لم يذكر ان هناك شخص اخر القي بالشبه عليه, من اين اتيت بتلك الاكذوبة؟
القران يقول ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم بل رفعه الله اليه! اين ذكر ان هناك شخص اخر تم قتله و صلبه؟؟؟؟؟
انا لم اقل ان القران قال القى الشبه على شخص آخر وإنما قال هذا بعض المفسرين .. وهذا هو نصي ((( جواباً على تساؤلك )))
لماذا الله قال: ( ما قتلوه ) ولم يقل ( لم يقتلوه ) ؟
وهذا هو جوابي عليه :
(( فيا أخي العزيز لا أعلم .. لكن الله قال ( وما قتلوه ) وانتهى بالنسبة لنا .. لان اليهود قالوا إنا قتلنا المسيح ... والله خيّب أملهم ... وألقى الشبه على شخص آخر ورفعه إليه ... ))
هل ذكرت لك آية تقول ان الله قال بالقرآن الكريم ((( وما قتلوه وما صلبو ولكن القى الشبه على شخص آخر .. ))))
لاااااااااااا . من أين تأتي بهذا الكلام .. أنظر إلى النص أعلاه .. أتريد أن تتمسك بأي شيء .. وتسميها أكذوبة .. حتى تتهرب من صلب الموضوع .. الآن كل القراء منتظرين ردك على موضوع قضية الصلب .. موضوع كبير كتبته ولم تختار إلا هذا النص فقط ... ((( واخترته من الوسط .. )))
وهذا هو اقتباسك ... وتعليقك عليه :
اقتباس :
" new manii "
بالنسبة لتناقضات الانجيل التي ذكرتها, فساقتبس منها واحد فقط لتدليل علي انها تناقضات مفتهله ناتجة عن سوء نية في الفهم
ذكرت يا عزيزي التالي جوابا على :
وبذلك الذي تبع عيسى بعد القبض عليه :
أ - رجل واحد هو بطرس تلميذ عيسى . ( متى و لوقا ) .
ب - رجلان هما بطرس والشاب الذي كان لابسا إزارا على عريه . ( مرقس ).
اما بالنسبة لهذه السطور:
وهذا هو نصك :
" new manii "
عزيزي ، طبقاً للقرآن ، الله لم ينفي نفيا قاطعاً ... إلى نهاية ام لعل القران يتفق مع الانجيل في نهاية المسيح و انه مات علي الصليب و قام و صعد الي السماء (((( و لكنك لا تريد ان تعترف بهذا مفضلا الباطل علي الحق؟؟؟؟؟.. )))))
سأتكلم فيه باذن الله مستقبلا .. وحتى عن الخمر .. ولا تقول تهرباً مني .. لا والله .. حتى هذا السؤال لن أتركه وهذا هو نصك :
اقتباس :
" new manii "
(((((( اولا: نسأل هنا, اذا كان المسيح *مجرد* نبي اخر في سلسلة الانبياء, فما هو الداعي لان يولد بدون اب و ان تكون له هذة الضجة؟
لماذا يولد المسيح بدون اب وهو مجرد نبي, و يولد محمد *خاتم الانبياء* في معتقدك يولد كاي شخص اخر؟!! )))))
كل شيء مكتوب على المنتدى .. لكن أريد أن تشرح للقارىْ ما جاء بالتناقضات واتمنى أن تبدأ من البداية وألا تتجاهل فقرة وتذهب لفقرة أخرى .. حتى لا يكون هناك كما قلت تدليس على لقارىء ..
وتذكر كلامك هذا:
((((( و لكنك لا تريد ان تعترف بهذا مفضلا الباطل علي الحق؟؟؟؟؟.. )))))
أما بخصوص نصك هذا :
اقتباس :
" new manii "
طبعا يا عزيزي, في كل ذكر لــ*تناقض* تثبت للجميع انك لم تقرأ المسيحية من مصادرها.
ما ذكرته عن موت موسي دليل اخر عن التناقضات المفتعله ناتجة عن جهل بالكتاب المقدس.
فأنا قلت وهذا هو كلامي :
اقتباس :
"al-athram "
ثم تعال معي إلى هذه النصوص (((( بعيداُ عن التناقضات ))).. ماذا يقول السيد المسيح : طبعاً المسيح ألزمكم بالعهد القديم .. حيث قال في إنجيل ( متى 5 : 17- 18 )
" لا تظنُّوا إني جئْت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمْل . فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ من الناموس حتى يكون الكل . "
أردت من ذلك أن اثبت لك ان العهد القديم ليس كلام الله .. بل محرف .. بعد أن رأيتك تتهرب من الموضوع .. لذا استندت على ذلك .. كيف ان المسيح حشاه ان يلزمكم بكتاب كهذا ..
أتذكر يا أخي العزيز ( new manii ) هذا السطر الذي كتبته أنت عندما تعرضت لقصة أهل الكهف .... حتى نخوض بالحديث فيها وتتهرب من التناقضات والجواب عليها .. وهذا هو نصك :
((( {{{{{{{{{{ مما يدل علي جهل مؤلف القران }}}}}}}}}}} ((((((((((( و يؤكد بان مصدره بشري بحت. ))))))))))))))))) فهل ستمسكها حجة علي القران؟ ام ستصوم ثلاثة ايام كفارة لقسمك؟ .. )))
تعال معي مرة أخرى .. حتى اثبت لك ودون تدليس على لقارئ ...
لنرى مرة أخرى من مصدره بشري بحت كما قلت أعلاه القرآن أم الكتاب المقدس ...
وقارن قصص الأنبياء بين الكتاب المقدس والقرآن ..!
تعال معي لنرى حقيقة الكتاب المقدس ، وحقيته :
إن هذا الكتاب يا أخي الكريم ( new manii ) مليء بأمور تتعارض مع ( الهداية ) التي هي الهدف الأول من إرسال الرسل .. وإنزال الكتب .
ويكفي أن نلقي نظرات عابرة على ما جاء في (( سفر نشيد الأنشاد )) الذي يعبر سفراً غزلياً ، تتردد في فقراته عبارات من الأدب المكشوف العاري .. فهو يصف خفايا جسد المرأة ، بأسلوب مسف فاحش إذ يقول ( الإصحاح الثالث : 1 – 5 )
" في الليل ، على فراشي ، طلبت من تحبه نفسي ، طلبته فما وجدته ، إني أقوم وأطوف في المدينة ، في الأسواق ، وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي ، طلبته فما وجدته ، وجدني الحرس الطائف في المدينة ، فقلت : أرأيتم من تحبه نفسي ، فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبه نفسي ، فأمسكته ، ولم أرخه ، حتى أدخلته بيت أمي ، وحجرة من حبلت بي ، أحلفكن يا بنات أورشليم ، بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء ".
ويقول الإصحاح الرابع من هذا السفر : ( 1 – 7 )
" ها أنت جميلة يا حبيبتي ، ها أنت جميلة ، عيناك حمامتان من تحت نقابك ، شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد ، أسنانك كقطيع الجزائر الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهن عقيم ، شفتاك كسلكة من القرمز ، وفمك حلو ، خدك كفلقة رمانة تحت نقابك ، عنقك كبرج داود المبني للأسلحة ... ثدياك كحشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن ، إلى أن يفيح النهار ، وتنهزم الظلال أذهب إلى الجبل المر ، وإلى تل اللبان ، كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة ".
ويقول الإصحاح السابع من السفر نفسه : ( 1 – 11 ) :
" ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ، دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع ، سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج ، بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن ، ثدياك كحشفتين توأمي ظبية ، عنقك كبرج من عاج ، .... ما أجملك ، وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات ، قامتك هذه شبيهة بالنخلة ، وثدياك بالعناقيد ، قلت إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها ، وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح ، وحنكك كأجود الخمر _ لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين . أنا لحبيبي ، وإلى اشتياقه ، تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ، ولنبت في القرى ، ... هناك أعطيك حبي ".
أخي العزيز ( new manii ) بالله عليك أهذا دين وهداية .. ؟
أهذا هو القصص الحق ... الذي يهدي إلى صراط مستقيم ؟
وإذا تركنا هذا الجانب الجنسي الطافح بالنزوة والشهوة إلى غيره من جوانب التناقض والتعارض والتضارب ، فإننا نجد ما لا يصدق عقل ، ولا يقره منطق.
إن هذه التناقضات تؤكد شيئاً هاماً وخطيراً ، ((((((((((( هو نفي صفة الوحي عن هذه الأسفار ، القديم منها والجديد ....! )))))))))))
وتعال معي يا أخي ( new manii ) .. مرة ثانية ننظر إلى صفات الله في الكتاب المقدس .
الله يحزن ويندم :
" فحزن الرب أن عمل الإنسان في الأرض ، وتأسف في قلبه ، فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته ، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم " ( سفر التكوين 6 : 6 – 8 ).
الله يعزم على ألا يعود :
" وقال الرب في قلبه لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان لأن تصوُّر قلب الإنسان شرير منذ حداثته ، ولا أعود أيضاً أميت كل حي كما فعلت. ( سفر التكوين 8 : 21 ) .
فكأن الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً .. حزن أولا وتأسف لأنه خلق الإنسان ... فأهلكه على عهد نوح ... !
ثم عاد فندم مرة ثانية لأنه أهلكه ... وقرر إلا يعود إلى ذلك مرة أخرى ...!
وهكذا تعرض الأسفار المتناقضة ، صورة متناقضة لإله متناقض ....!!
الله يتذكر عهده مع الناس عن طريق (( قوس قزح )) :
" وصنعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض ، فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض ، ويظهر القوس في السحاب إني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد ، فلا تكون أيضاً المياه طوفاناً لتهلك كل ذي جسد ، فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقاً أبديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض " . ( سفر التكوين 9 : 13 – 16 ) .
الله يغار من الإنسان :
وكانت الأرض كلها لساناً واحداً ، ولغة واحدة وحدث في ارتحالهم شرقاً أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار ، وسكنوا هناك ، وقال بعضهم هلم نصنع لبناً ونشويه شياً ، فكان لهم اللبن مكان الحجر ، وكان لهم الحمر مكان الطين ، وقالوا : هلم نبني لأنفسنا مدينة ويرجاً رأسه بالسماء ، ونصنع لأنفسنا اسماً لئلاً نتبدد على وجه الأرض فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونمها وقال الرب : هو ذا شعب واحد ، ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل ، والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض ، فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض ، فكفوا عن بنيان المدينة ، لذلك دعى اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض ، ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض ". ( سفر التكوين 11 : 1 – 9 )
أسمعتم أيها الأخوة والأخوات ؟ أقرأتم .... إن الله غار من خلقه حينما هموا ببناء مدينة وبرج !!!! فدمر عليهم وبلبل ألسنتهم !!
ولست أدري .. كيف تم بناء المدن الكبار ، والأبراج الضخمة ، وناطحات السحاب ألم يكن في هذا العمران الحديث الضخم ، ما يثير غيرة إله الكتاب المقدس !
الله يحرض على السرقة :
سفر الخروج 11 : 1 – 2 )
( سفر الخروج 12 : 35 – 36 )
ومرة أخرى فالرب _ عند كتبة هذه الأسفار ورواة هذه الأخبار _ هو الذي حرض بني إسرائيل على السرقة ، وعلمهم كيف يسطون فيسرقون ذهب المصريين وفضتهم ، وأمتعتهم ، قبل خروجهم من مصر مع موسى !!!!
الله يصار يعقوب :
" بقى يعقوب وحده ، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ، ولما رأي أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه ، وقال : أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال : لا أطلقك إن لم تباركني فقال له : ما أسمك ؟ فقال : يعقوب ، فقال : لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل ، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت . وسأل يعقوب وقال : أخبرني باسمك ، فقال : لماذا تسأل عن اسمي وباركه هناك . فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلاً ((( لأني نظرت الله وجهاً لوجه )))) ونجيت نفسي ". ( سفر التكوين 32 : 24 - 30 ) .
وهذا هو تعليقك :
( new manii )
ثانيا: يعقوب هو من قال انه صارع الله. لم يقل الله هذا . .
يعقوب نبي أتكذبه هذا اعتراف منك بان ( يعقوب قال ) ... أتفسر على مزاجك وتقول ان المصارع ملك .. من فينا يتكلم بجهل أنا أم انت .. كيف تقول (((((((( يعقوب هو من قال انه صارع الله لم يقل الله هذا ))))) .. من المصارع انت ام يعقوب ؟ ... ومن هو النبي انت ام يعقوب ؟ .. ومن الذي بارك يعقوب ملاك أم الله ...
الأنبياء لا تطلب المباركة من الملائكة هذا شرك بالله .. كيف ملاك يبارك انسان وهو الذي يتوسل إلى يعقوب ان يتركه كما قال (أطلقني لأنه قد طلع الفجر ) .. لم يستطع حتى الافلات منه .. الأنبياء دعائهم مستجاب ...
وتعال معي يا أخي العزيز ( new manii ) ... وهذا هو نصك :
اقتباس :
( new manii )
فما رأيك يا عزيزي؟ هل شبهتك تلك بناء علي دراسة و فهم ام بناء علي نقل و جهل؟
صورة شوهاء لأنبياء الله ورسله في العهد القديم :
إبراهيم الرسول الخليل :
تقول أسفار العهد القديم يا أخ .. ( new manii ) ... عن إبراهيم رسول الله وخليله :
" وحدث جوع في الأرض ، فانحدر أبراهم إلى مصر ليتغرب هناك ، لأن الجوع في الأرض كان شديداً . وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر ، فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته ، فيقتلونني ويستبقونك ، قولي إنك أختي ليكون لي خير بسببك ، وتحيا نفسي من أجلك .
فحدث لما دخل أبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جداً ، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدي فرعون ، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون ، فصنع إلى أبرام خيراً بسببها ، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء ، وأتن وجمال . فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام ، فدعا فرعون أبرام وقال : ما هذا الذي صنعت بي ، لماذا لم تخبرني أنها امرأتك ، لماذا قلت هي أختي حتى أخذتها لي لتكون زوجتي ، والآن هو ذا امرأتك ، خذها واذهب ، فأوصى عليه فرعون رجالاً فشيعوه هو وامرأته وكل ما كان له " ( سفر التكوين 12: 14 – 20 )
أفيرضى أحد من الناس له مروءة وخلق ، أو بقية من مروءة وخلق ، أن يتجر في جمال امرأته وحسنها !؟
فكيف بنبي الله ، ووليه ، ورسوله وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ؟!!
نوح عليه الصلاة والسلام : ( سفر التكوين 9 : 20 - 22 ) ..
" وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً ، ( وشرب من الخمر فسكر وتعرى ) داخل خبائه . ( فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه ) وأخبر أخويه خارجاً. "
لوط عليه الصلاة والسلام :
جاء في سفر التكوين 19 : 30 – 36 )
" وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه ، لأنه خاف أن يسكن في صوغر ، فسكن في المغارة هو وابنتاه ، وقالت البكر للصغيرة ... ( أخي ( new manii ) انتبه ماذا قالت ! ) أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض ،((( هلم نسقي أبانا خمراً ))) ، ((( ونضطجع معه ))) ، (((( فنحيي من أبينا نسلاً )))) ، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ، (((( ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها )))) ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها .. (((( وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي .. نسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلي واضطجعي معه .. (((( فتحيي من أبينا نسلاً )))) ، ((( فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً )))) ، وقامت الصغيرة واضطجعت معه ، ((( ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها .. ((( فحبلت ابنتا لوط من أبيهما .
- ما هي الحكمة والعظة .. يا أخ ( new manii ) .. التي يمكن أن يستفيدها قراء كتاب مقدس ... من قراءة هذه القصة ؟
وإذا كان الأنبياء بهذه المثابة ، وهم حملة كلمة الله الهادية .. فماذا بقى للفساق والسفهاء ؟
كيف يخاطبون الله :
وإذا رحنا نقلب صفحات هذه الأسفار لنتعرف منه على آداب الدعاء والضراعة … فإننا نجد عجباً … !!
إن الخطاب مع الله يتسم بالجرأة والاتهام .. واقرأ معي هذا النص الواحد من عشرات النصوص :
في سفر الملوك الأول ( 17 : 20 ) أن إيليا ( إلياس عليه السلام ) النبي خاطب الله _ يقول السفر :
" وصرخ إلى الرب وقال : ((( أيها الرب إلهي ))) .. أيضاً إلى الأرملة التي أنا نازل عندها (((((( أسأت بأماتتك ابنها )))))
وهل ستقول يا أخي الكريم ( new manii ) .. مثلما قلت عن يعقوب عليه السلام أنه ملاك اعتقد قال ( أيها الرب إلهي ) ..
أخي العزيز .. ( new manii ) .. عندما يقرأ المرء العادي النصوص السابقة بالكتاب المقدس .. والتي تصم أنبياء الله ورسله ومن اختص الله بوحيه بتلك الأوصاف .. هل يجول في خاطره أن يكون هذا الكلام وحياً أو شبه وحي ؟
إن المرء لا يسعه إلا أن يستغرق في الأسى والضيق وهو يسمع هذا الكلام الذي لا يصدر إلا من عقل مريض أو فؤاد سقيم .
إخواني وأخواتي ...
إن في تلك النصوص إساءة أيّما إساءة إلى أنبياء الله ورسله لما نسبوه إليهم مما يتورع عنه الحشاشون والرعاع .. وبأي وسيلة تكون هذه الإساءة من جانبهم إلى الأنبياء ؟.. لقد غلفوا هذه الإساءات في ثوب الوحي السماوي المعصوم حتى لا يجرؤ على تكذيبه أحد .
هل هذه سيرة رسل وأنبياء من قبل الله وأولاده أنبياء أم سيرة قطاع طريق ولصوص وفسقة وديوثين ؟
إن جمهرة الفلاسفة والعلماء العقلاء يرفضون كل الرفض (((( أن يوصف الله بالجهالة .. كما يرفضون مقولة أن يسيء الله اختياره لسفرائه إلى خلقه )))) .. فكيف إذاً يستقيم ذلك مع تلك النصوص التي تنعت الأنبياء والمرسلين وأبناءهم بالزنا والسكر والاحتيال .. واحط صفات الانحراف.
وإذا كان أنبياء الله ورسله بتلك الصفات المنحطة .. فلماذا يلام إذاً رواد السجون وأصاحب الشرور .
لا شك أن تلك النصوص التي تصم الأنبياء والمرسلين بهذه الصفات الدنيئة لا تتفق مع مقتضيات العقل السليم .. والمنطق المستقيم .. فيما يجب أن يكون عليه هؤلاء الصفوة من الناس مما يقطع بأن النصوص المذكورة هي من إضافات البشر الذين لم يراعوا لله حقاً ، ولا لرسله أو لأنبيائه حرمة .
وهذا هو نصك :
( new manii )
سنأخذ مثال واحد علي تناقضاتك المزعومة يا عزيزي ((( لاثبات الجهل و سوء النية في البحث .)))
اولا: الاقتباس خطأ, فهو في كتاب التكوين و ليس الخروج
(((( مما يدل علي انك ناقل و لم تكلف نفسك عناء التأكد مما تنقل : ))))
بارك الله فيك يا أخي الكريم على تصحيح الخطأ .... لكن قد وقعت أنت أيضاً بنفس الخطأ فرحاً (( مما يدل على إنك ناقل ولم تكلف نفسك عناء التأكد مما تنقل فتصحح الخطأ للقارئ ))
فالإصحاح هو الثاني والثلاثون وليس الثلاثة والثلاثون يا أخ .. ( new manii ) . .
لكن أنا بشر وأنت بشر معرضون للخطأ .. لكن الاستغراب أن يخطأ الله !!
المفروض يا أخ ( new manii ) .. أن توجه كلامك أعلاه .. ( للكتاب المقدس ) وليس للأثرم ... فانا كما قلت بشر معرض للخطأ ..
انظر إلى (( سفر الملوك الثاني : الإصحاح التاسع عشر وقارنه مع اشعياء الإصحاح السابع والثلاثون )) سأضع فقرات اشعياء بين الاقواس وسفر التكوين بدون أقواس حتى يسهل لك التعرف على النصين ..
وَعِنْدَمَا سَمِعَ الْمَلِكُ حَزَقِيَّا ذَلِكَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَارْتَدَى مُسُوحاً وَلَجَأَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 2ثُمَّ أَرْسَلَ أَلْيَاقِيمَ.
( وَعِنْدَمَا سَمِعَ الْمَلِكُ حَزَقِيَّا ذَلِكَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَارْتَدَى مُسُوحاً وَلَجَأَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 2ثُمَّ أَرْسَلَ أَلْيَاقِيمَ )
مُدِيرَ شُؤُونِ الْقَصْرِ وَشِبْنَةَ الْكَاتِبَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَهُمْ مُرْتَدُونَ الْمُسُوحَ إِلَى النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ بْنِ .
( مُدِيرَ شُؤُونِ الْقَصْرِ وَشِبْنَةَ الْكَاتِبَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَهُمْ مُرْتَدُونَ الْمُسُوحَ إِلَى النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ بْنِ )
آمُوصَ، 3فَقَالُوا لَهُ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ حَزَقِيَّا: هَذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ ضِيقٍ وَإِهَانَةٍ وَكَرْبٍ، فَإِنَّنَا كَالأَجِنَّةِ
( آمُوصَ، 3فَقَالُوا لَهُ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ حَزَقِيَّا: هَذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ ضِيقٍ وَإِهَانَةٍ وَكَرْبٍ، فَإِنَّنَا كَالأَجِنَّةِ )
الْمُشْرِفَةِ عَلَى الْوِلاَدَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَوَافَرَ لَهَا الْقُوَّةُ عَلَى ذَلِكَ. 4فَلَعَلَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ يَسْمَعُ وَعِيدَ الْقَائِدِ
( الْمُشْرِفَةِ عَلَى الْوِلاَدَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَوَافَرَ لَهَا الْقُوَّةُ عَلَى ذَلِكَ. 4فَلَعَلَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ يَسْمَعُ وَعِيدَ الْقَائِدِ )
الأَشُّورِيِّ الَّذِي أَوْفَدَهُ سَيِّدُهُ مَلِكُ أَشُّورَ، لِيُهِينَ الإِلَهَ الْحَيَّ فَيُعَاقِبَهُ الرَّبُّ إِلَهُكَ عَلَى مَا صَدَرَ مِنْهُ مِنْ تَعْيِيرٍ، فَصَلِّ مِنْ أَجْلِ الْبَقِيَّةِ النَّاجِيَةِ مِنَّا».
( الأَشُّورِيِّ الَّذِي أَوْفَدَهُ سَيِّدُهُ مَلِكُ أَشُّورَ، لِيُهِينَ الإِلَهَ الْحَيَّ فَيُعَاقِبَهُ الرَّبُّ إِلَهُكَ عَلَى مَا صَدَرَ مِنْهُ مِنْ تَعْيِيرٍ، فَصَلِّ مِنْ أَجْلِ الْبَقِيَّةِ النَّاجِيَةِ مِنَّا». )
5فَجَاءَ رِجَالُ الْمَلِكِ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ، 6فَقَالَ لَهُمْ إِشَعْيَاءُ: «بَلِّغوا سَيِّدَكُمْ: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: لاَ تَجْزَعْ مِمَّا سَمِعْتَهُ مِنْ تَجْدِيفِ رِجَالِ مَلِكِ أَشُورَ عَلَيَّ. 7فَهَا خَبَرٌ سَيِّيءٌ يَرِدُ إِلَيْهِ مِنْ بِلاَدِهِ يَحْمِلُهُ عَلَى الْعَوْدَةِ إِلَيْهَا حَيْثُ أَقْضِي عَلَيْهِ بِحَدِّ السَّيْفِ فِي عُقْرِ دَارِهِ».
( 5فَجَاءَ رِجَالُ الْمَلِكِ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ، 6فَقَالَ لَهُمْ إِشَعْيَاءُ: «بَلِّغوا سَيِّدَكُمْ: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: لاَ تَجْزَعْ مِمَّا سَمِعْتَهُ مِنْ تَجْدِيفِ رِجَالِ مَلِكِ أَشُورَ عَلَيَّ. 7فَهَا خَبَرٌ سَيِّيءٌ يَرِدُ إِلَيْهِ مِنْ بِلاَدِهِ يَحْمِلُهُ عَلَى الْعَوْدَةِ إِلَيْهَا حَيْثُ أَقْضِي عَلَيْهِ بِحَدِّ السَّيْفِ فِي عُقْرِ دَارِهِ». )
ملك أشور يكرر تهديداته
8وَعِنْدَمَا عَلِمَ قَائِدُ الْجَيْشِ الأَشُورِيُّ بِأَنَّ مَلِكَ أَشُورَ قَدِ ارْتَحَلَ عَنْ لَخِيشَ وَشَرَعَ فِي مُحَارَبَةِ لِبْنَةَ، انْسَحَبَ هُوَ أَيْضاً وَانْضَمَّ إِلَيْهِ هُنَاكَ. 9وَبَلَغَ مَلِكُ أَشُورَ أَنَّ تُرْهَاقَةَ مَلِكَ كُوشٍ قَدْ خَرَجَ لِمُحَارَبَتِهِ، فَبَعَثَ مَرَّةً أُخْرَى رُسُلاً إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلاً:
( ملك أشور يكرر تهديداته
8وَعِنْدَمَا عَلِمَ قَائِدُ الْجَيْشِ الأَشُورِيُّ بِأَنَّ مَلِكَ أَشُورَ قَدِ ارْتَحَلَ عَنْ لَخِيشَ وَشَرَعَ فِي مُحَارَبَةِ لِبْنَةَ، انْسَحَبَ هُوَ أَيْضاً وَانْضَمَّ إِلَيْهِ هُنَاكَ. 9وَبَلَغَ مَلِكُ أَشُورَ أَنَّ تُرْهَاقَةَ مَلِكَ كُوشٍ قَدْ خَرَجَ لِمُحَارَبَتِهِ، فَبَعَثَ مَرَّةً أُخْرَى رُسُلاً إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلاً: )
10«هَذَا مَا تُبَلِّغُونَهُ إِلَى حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَخْدَعْكَ إِلَهُكَ الَّذِي تَتَّكِلُ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَقُولُ لَنْ تَسْقُطَ أُورُشَلِيمُ فِي قَبْضَةِ مَلِكِ أَشُورَ، 11فَهَا أَنْتَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَا أَلْحَقَهُ مُلُوكُ أَشُورَ بِكُلِّ الْبُلْدَانِ مِنْ تَدْمِيرٍ كَامِلٍ فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَنْجُوَ أَنْتَ؟ 12هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ الأُمَمِ الأُخْرَى أَهْلَ جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصْفَ وَبَنِي عَدَنَ الَّذِينَ فِي تَلاَسَّارَ الَّذينَ أَفْنَاهُمْ آبَائِي؟ 13أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفْرَوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟»
( «10 هَذَا مَا تُبَلِّغُونَهُ إِلَى حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَخْدَعْكَ إِلَهُكَ الَّذِي تَتَّكِلُ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَقُولُ لَنْ تَسْقُطَ أُورُشَلِيمُ فِي قَبْضَةِ مَلِكِ أَشُورَ، 11فَهَا أَنْتَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَا أَلْحَقَهُ مُلُوكُ أَشُورَ بِكُلِّ الْبُلْدَانِ مِنْ تَدْمِيرٍ كَامِلٍ فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَنْجُوَ أَنْتَ؟ 12هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ الأُمَمِ الأُخْرَى أَهْلَ جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصْفَ وَبَنِي عَدَنَ الَّذِينَ فِي تَلاَسَّارَ الَّذينَ أَفْنَاهُمْ آبَائِي؟ 13أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفْرَوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟» )
بماذا تُفسر يا أخ ( new manii ) تطابق السفرين معاً صفحة كاملة ، كلمة بكلمة ، وحرفاً بحرف ، ونقطة بنقطة .. هل نسى ( كاتب الإصحاح السابع والثلاثين من سفر أشعياء أن كاتباً آخر كان قد سبقه إلى تدوين نفس ما يكتبه ، وذلك بالإصحاح التاسع عشر من سفر الملوك الثاني .
أم تقول كما قلت وهذا هو نصك :
( new manii ) ..
اذن استطيع ان اقول انك تعترف بان هذا ليس تناقض؟ و ان القصتين بمعني واحد. و لكن احداهما اعطت تفاصيل اكثر من الاخري.
ام لديك اعتراض علي هذا؟؟
أو تقول وهذا نصك :
( new manii ) ..
{{{ لاثبات الجهل و سوء النية في البحث }}} (((( مما يدل علي انك ناقل و لم تكلف نفسك عناء التأكد مما تنقل : )))) )
أم ماذا تقول ؟
ألا ينطبق عليه ما قلته لي يا أخ .. ( new manii ) .. :
((( مما يدل على انه نقل ولم يكلف نفسه عناء التأكد مما ينقل )))))) هل هذه الصفحة كتبت في موضع آخر أم لا ...
بعد هذا كله نرجع إلى موضوع :
( new manii ) ..
موسى يكتب تفاصيل موته : وهذا هوتعليقك عليه :
طبعا يا عزيزي, في كل ذكر لــ*تناقض* تثبت للجميع انك لم تقرأ المسيحية من مصادرها.
ما ذكرته عن موت موسي دليل اخر عن التناقضات المفتعله ناتجة عن جهل بالكتاب المقدس.
فمعروف للقاصي و الداني ان كاتب اخر فصل في سفر التثنية هو يشوع خادم موسي و كاتب سفر يشوع و ليس موسي كما تدعي.
" ((( فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب ))) (((( حسب قول الرب )))) ((( ودفنه (الرب) في الجواء ))) .. ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم . وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات ..
لَمْ يَكِلَّ بَصَرُهُ وَلاَ غَاضَتْ نَضَارَتُهُ.8 (( وَنَاحَ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) عَلَى مَوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ (( طَوَالَ ثَلاَثِينَ يَوْماً.)) .. (((((((( ولم يقم بعد نبي )))))))) في إسرائيل كموسى .. " (تثنية 34: 5 – 10 )
اخواني واخواتي .. كيف يقال هذا الكلام عن موته ودفنه وعدد أيام المناحة بعد موته وعدم استدلال أحد على قبره ؟ ليس هذا الكلام كلام الله وليس هذا الكلام كلام موسى .. ولا كلام تلميذه .. وإن التوراة نزلت على موسى .. وما فائدة هذا الكلام ...
أخي الكريم وهذا هو كلامك .. تذكره ولا تنساه .. ((((( و لكنك لا تريد ان تعترف بهذا مفضلا الباطل علي الحق؟؟؟؟؟.. )))))
واخيرا .. يا أخ ( new manii ) ... دعنا نتفق .. اما ان ترد على ما جاء في قضية الصلب فقرة .. فقرة وعلى ما جاء أعلاه .. وانا أعاهدك بأن لا أقاطعك فقط سأكتب ملاحظات على ما تقول .. واذا انتيهت اذن لي بالكتابة .. حتى لو جلست سنة كاملة أو سنتين تكتب لن اقاطعك .. لكن لا تغيب عن الكتابة شهر .. عندها سأسأل عنك ..
واما ان تترك لي المجال حتى تر جهلي وتضحك عليه .. وتعاهدني بألا تقاطعني فقط تكتب ملاحظاتك وبعد انتهائي سأذن لك ..
ولا تعتبر هذا هزيمة لي أو لك .. لكن المقصد هي اظهار الحق والحقيقة للقراء .. وحتى لا يتوه القارىء
بعد ذلك .. ترك الأمر لي ... وبدأت اكتب .. وأكتب ... إلى أن جاءت مداخلة .. من احد الأعضاء ..
أخوك : الاثرم
AL-ATHRAM
09-04-2015, 04:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل ... إنسان خاطئ ... وهذا هو نصك ...
إنسان خاطئ
(( انت تتحدث مع انسان يعشق الحديث بالعقل والمنطق ... والحجه والبرهان .... ))
http://wwwxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
دعني اقتبس هذا النص من هذا الرابط ...
http://www.xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
أ
AL-ATHRTAM
نتقل الآن لمناقشة قضية هامة وخطيرة هي قضية الصلب .... وأقولها الآن _ بأمانة _ إن من أكبر معجزات القرآن أنه نفي نفيا قاطعا القول بصلب المسيح . لقد قالها في آية واحدة ، هي الآية رقم ( 157 - من سورة النساء :
"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ". )
إبطال دعوى صلب المسيح من الأناجيل ..
قلتم أنه لا ينكر صلبه ( أي عيسى ) إلا كافر .. وما ذلك إلا ضلالات ابتدعتموها .. ومحالات على رعاع الأعاجم أجزتموها .. وأيم الله انكم لفي شك منه .. ما لكم به من علم إلا إتباع الظن ..
ما معنى قول " يهوذا الأسخريوطي " وهو من الحواريين .. تلاميذ المسيح .. ارتد عنكم بزعمكم .. ودل عليه بظنكم _ حين خرج مع اليهود إلى طلبه ..
قال لهم :
إني لأستحي منه ( ولذا فسوف ) أجعل الأمارة عليه _ حيث أنكم (( لا تعرفونه )) بعينه _ أن اقبله .. فماذا فعلتم فأنتم وذاك ..
فهذا يشهد أن اليهود لم تكن تعرفه .. وهذا منصوص في إنجيلكم ومن نصوصكم أيضاً أنهم حين أحاطوا بعيسى ومن معه .. خرج بنفسه إليهم وقال :
" من تطلبون "
((((( قالوا ))))) : يسوع الناصري .. ((((((( قال )))))))) : أنا هو ..
فنظروا إلى يهوذا ( نظرة تساؤل عن الإشارة التي اتفقوا معه عليها ) .. فقبضوا عليه بظنكم ..
كيف أمنتم ( والحال كما رويتم ) أن يكون قد عمدت إلى سواه _ حيث كانت لا تعرفه _ ورفعه الله .. كما رفع أخنوخ النبي ..
" وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد .. لأن الله أخذه .. " ( التكوين 5 : 24 ) .
ولعلكم صدقتم ( يهوذا الأسخريوطي ) في دلالته عليه ( و ) في نص إنجيلكم أنه مرتد .. كافر .. ملعون .. فشهادته إذن غير جائزة .. أو لعله عندما عاينه .. وأدركته الندامة .. جعل الامارة على غيره من التلاميذ وسارع التلميذ إلى وقايته بنفسه ..
والدليل على قيام هذا الاحتمال أنه في نص إنجيلكم الذي بأيديكم أن " يهوذا الأسخريوطي " أدركته الندامة حينئذ .. و ( أعاد ) لهم الثلاثين درهما التي كان باعه بها .. إذ أعلمهم أنه ليس ( هو ) ذلك ( المقبوض عليه ).
" فقال اليهود :
" وما علينا " ( متى 27 : 3 – 4 ) .
إذن .. اليهود قتلت رجلا لم تعينه _ بإقرار كتابكم _ ولم تعرفه إلا بشهادة يهوذا الأسخريوطي ..
أن الله سبحانه وتعالى قادر على خلق مثل لكل شيء في العالم .. فجميع صفات عيسى عليه السلام لها أمثال في حيز الامكان في العدم .. يمكن خلقها في محل آخر .. غير جسد عيسى عليه السلام فيحصل الشبه قطعاً ..
القول بالشبه قول بأمر ممكن لا بما هو خلاف الضرورة .. ويؤيد ذلك أن التوراة مصرحة بأن الله تعالى خلق جميع ما للحية في عصاة موسى عليه السلام .. .. وهو أعظم من الشبه ... فان جعل حيوان يشبه حيواناً أقرب من جعل نبات يشبه حيوانا .. وقلب العصا حية تسعى مما أجمع عليه اليهود والنصارى .. كما أجمعوا على جعل النار لإبراهيم عليه السلام برداً وسلاما .. وعلى قلب الماء خمراً .. فإذا جوزتم مثل هذا جوزتم أيضاً إلقاء الشبه من غير استحالة .
ثم ان الإنجيل ناطق بأن عيسى عليه السلام نشأ بين ظهور اليهود في مواسمهم وأعيادهم وهياكلهم .. ويعظهم ويعلمهم .. ويناظرهم .. ويعجبون من براءته وكثرة تحصيله .. حتى كانوا هم يقولون :
أليس هذا ابن يوسف ؟
أليست أمه مريم ؟
أليس أخواه عندنا ؟
فمن أين له هذه الحكمة ؟
وإذا كان كذلك في غاية الشهرة والمعرفة عندهم .. فلم نص الإنجيل على أنهم وقت ما أرادوا القبض عليه لم يحققوه .. حتى دفعوا لأحد تلاميذه _ وهو يهوذا _ ثلاثين درهماً ليدلهم عليه .. فجاء ليلة الجمعة لثلاث عشر ليلة خلت من شهر نيسان .. ومعه جماعة من اليهود .. ومعهم السيوف والعصي من عند رؤساء الكهنة .. وقال لهم التلميذ المذكور الذي أقبله هو مطلوبكم فامسكوه ...
فلما جاء قال :
السلام عليك .. ثم قبله .. فقال له يسوع : لماذا جئت يا صاحب ؟
فوضعوا أيديهم عليه وربطوه .. وتركه التلاميذ كلهم وهربوا . وتبعه " بطرس " من بعيد .. فقال له ((( رئيس الكهنة ))) :
أستحلفك بالله الحي (( أن تقول لنا )) .. هل أنت المسيح ؟
قاله له المسيح : أنت قلت ذلك .. واني أقول لكم : انكم ((من الآن )) لا ترون ابن الإنسان حتى تروه جالساً عن يمني القوة آتيا في سحاب السماء ." ( متى 26 : 62 – 64 ) .
" ويقول لوقا :
" .... اجتمعت (( مشيخة الشعب )) ... (( قائلين )) إن كنت أنت المسيح (( فقُل لنا )) .. " ( 22 : 66 – 68 ) .
سألوا المقبوض عليه عمَّا إذا كان هو المسيح .. لماذا السؤال ؟
ألا يدل سؤالهم على شكهم في هوية المقبوض عليه ؟!
هذه نقطة هامة ينبغي الانتباه إليها .
ماذا كان جواب المقبوض عليه .. عندما سألوه عمّا إذا كان هو المسيح .. قال :
" أنت قلت "
وهذا يشبه قولنا عندما لا نوافق على كلام نسمعه :
" هذا قولك أنت "
أي أن المقبوض عليه لم يقرّ بأنه المسيح ...
ويروي " لوقا " أن جواب المعتقل عن السؤال كان :
" إن قلتُ لكم لا تصدقوني .. وإن سألتُ لا تجيبوني ولا تطلقوني. "
( 22 : 66 – 68 ) .
ما معنى هذا الجواب ؟
لو كان المعتقل عيسى .. فكيف إن قال لهم هو عيسى لا يصدقونه ؟!
إنهم يبحثون عن عيسى وأردوا اعتقال عيسى .. فكيف لا يصدقونه إن كان هو عيسى ؟!
لا يمكن أن يكون قائل هذا الجواب هو عيسى ..لا بد أن يكون قائله شخصاً غير عيسى .. فلو قال لهم المعتقل إنه ليس عيسى لَمَا صَدَّقوه لأنه يشبه عيسى ولأنهم نفسياً مهيأون للقبض على عيسى .. ولو طالبهم ذلك الشخص بإطلاق سراحه لما وافقهوا لأنهم ظنوه عيسى أو يريدونه أن يكون عيسى .. ولأن قوله غير قابل للتصديق لديهم بسبب تشابه ملامحه مع عيسى من ناحية واختفاء عيسى من ناحية أخرى .
فلا شك أن هذا الالتباس العظيم مع تلك الشهرة العظيمة نحو سنين في المحاورات العظيمة .. والمجادلات البليغة .. كلها تدل على وقوع الشبه قطعاً .. خصوصاً أن في الإنجيل .. أنه أخذ حندس من ليل مظلم من بستان فشوهت صورته .. وغيرت محاسنه بالضرب والسحب وأنواع النكال .. ومثل هذه الحالة توجب الالتباس بين الشيء وخلافه .. فكيف بين الشيء وشبهه .. فمن أين لكم .. أو لليهود القطع بأن المصلوب هو عيسى عليه السلام دون شبهه ؟ بل انما حصل الظن والتخمين .. كما قال الله سبحان وتعالى ..
" وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( 157 ) . بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ ( 158 )". سورة النساء.
اليهود ليسوا قاطعين بذلك . لأنهم اعتمدوا على قول " يهوذا " .. فأي ضرورة تدعوكم إلى إثبات أنواع الاهانة والعذاب في حق رب الأرباب (( على زعمكم ؟ )) .. إن هذا لمن عجب العجاب ..
ثم في الإنجيل أيضاً : أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان مع تلاميذه بالبستان .. فجاء اليهود في طلبه .. فخرج إليهم عليه السلام .. وقال لهم :
من تريدون ؟
قالوا : يسوع .. وقد خفى شخصه عنهم .. ففعل ذلك مرتين ( يوحنا 18 : 4 – 8 ) .. وهم ينكرون صورته .. وما ذلك إلا ((( دليل الشبه ))) .. ورفع عيسى عليه السلام .. لا سيما وقد حكى بعض منكم أن المسيح أعطى قوة التحول من صورة إلى صورة .
قال " متى " في إنجيله ( 26 : 31 – 34 ) :
" بينما التلاميذ يأكلون طعاماً مع يسوع قال :
كلكم تشكون في هذه الليلة .. فانه مكتوب أني أضرب الراعي فتفترق الغنم .. قال بطرس :
فلو شك جميعهم ما أشك أنا .. فقال يسوع : الحق أقول لك :
انك في هذه الليلة تنكرني قبل أن يصيح الديك ."
فقد شهد عليهم بالشك .. بل على خيارهم ( بطرس ) .. فانه خليفته عليهم .. فقد انخرم حينئذ الوثوق بأقوالكم .. وجزم بالقاء الشبه على غير عيسى عليه السلام .
وصح قول الحق سبحانه وتعالى :
" وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ ( 157 ) . " سورة النساء.
ومن هنا نعلم أن هذه الأناجيل ليست قاطعة في صلبه .. بل فيها اختلافات وشكوك كثيرة .. كما قدمت لكم .. وان أردتم أن أزيدكم توضيحاً .. تذكروا ما فعله " يهوذا " ويحتمل أن يكون قد كذب في قوله لليهود ويدل على وقوع ذلك منه . ظهور الندم منه بعد ذلك ..
وقول المسيح عليه السلام :
يا صديق .. ويا صاحب ! لم أقبلت ؟
ولو كان مصرا على الفساد ما سماه صديقاً .. ثم لا تنسى أن الإنجيل شهد أن المسيح عليه السلام .. شهد للتلاميذ الاثنى عشر بالسعادة ( متى 19 : 28 ) .. وشهادته حق ..ولا شك أن السعيد لا يتم منه الفساد العظيم .. إذا شرع فيه .. ويهوذا أحد الاثنى عشر السعيد لا يتم منه الفساد العظيم .. إذا شعر فيه .. ويهوذا احد الاثنى عشر ...
فيلزم :
أما أن يكون يهوذا لم يدل عليه ..
أو يكون المسيح عليه السلام ما نطق بالصدق ..
أو يكون كتابكم قد تحرف وبدل ..
فاختاروا لكم واحدة من هذه الثلاث ..
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
09-13-2015, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز " إنسان خاطئ "
( اتفقت الأناجيل الثلاثة _ " متى " و " مرقس " و " ولوقا " _ في رواية القبض على عيسى عليه السلام _ كما تزعمون _ إذ نصت على أن " يهوذا الأسخريوطي " قبل عيسى .. فعرفه الجند .. فقبضوا عليه .. وخالفهم في ذلك " يوحنا " فقد جاء في إنجيله :
" فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك (((( بمشاعل ومصابيح وسلاح )))) .. .... وقال لهم ( يسوع ) من تطلبون ؟ أجابوه يسوع الناصري .. قاله لهم يسوع :
أنا هو .. .. فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض .. (( فسألهم أيضا )) : من تطلبون .. قالوا : يسوع الناصري .. أجاب يسوع : قد قلت لكم إني أنا هو ... " ( 18 : 3 – 12 ) .
المشاعل والمصابيح .. تشير إلى أن الوقت كان ظلاماً .. وهذا ينسجم مع اختفاء عيسى عليه السلام وعدم إدراكهم لما حدث بالضبط مما سَهَّل وقوع الشبه على غيره في قبضتهم بدلا من عيسى عليه الصلاة والسلام ..
عندما عرَّفهم عيسى بنفسه .. ماذا حدث ؟!
" رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض . "
لماذا رجعوا لدي سماع اسمه ؟!!
جنود عديدون مدججون بالسلاح يفاجئون عيسى وحواريه .. كيف تراجعوا وسقطوا على الأرض وهم في حالة تفوق ظاهري على عيسى وتلاميذه .. تفوق في العدة والعدد والمفاجأة ؟!!
سقطوا على الأرض دون أن يقاومهم أحد !!
أليس هذا أمراً غريباً يستحق التأمل ؟!
ألا يشير هذا إلى تدبير الله لإيقاع البلبلة في صفوف الجنود وإكمال إنقاذ عيسى واختفائه وتيسير إلقاء القبض على شبيه عيسى والواشي به ؟!
رجعوا إلى الوراء .. لماذا ؟!
ولم يرجعوا فقط بل سقطوا على الأرض .. لماذا سقطوا على الأرض ؟!!
جاءوا ليقبضوا على عيسى .. لما عَرَّفهم بنفسه .. رجعوا وسقطوا على الأرض !!
أليس هذا غريباً ؟!!
ظلام ومشاعل ورجوع وسقوط على الأرض ينهض الجنود فلا يجدون أمامهم سوى شبيه عيسى .. أمسكوا به غاضبين أو مذهولين لما جرى لهم ..
وهنا نتساءل في تعقل وتدبر :
ما الذي أفزعهم .. إذ رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض وهم مسلحون وهو أعزل ؟
لا بد أن تكون ظاهرة كونية قذفت في قلوبهم الرعب ..
فلو أضفنا قرينة واردة في إنجيل ( لوقا ) بشأن مولد المسيح قائلة :
" وكان في تلك الكورة رُعاةٌ متبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيَّتهم .. وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً .. فقال لهم الملاك :
لا تخافوا .. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . إنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب .." ( لوقا 2 : 8 – 11 )
فنأخذ القرينة الواردة في العدد التاسع من الإصحاح الثاني من إنجيل ( لوقا ) التي تقول :
" وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً "
ولنضعها بعد قول السيد المسيح :
" إني أنا هو "
من العدد السادس من الإصحاح الثامن عشر من إنجيل يوحنا .. ولنكتب النص بعد إضافة المحذوف :
" فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون .. أجابوه يسوع الناصري .. قال لهم يسوع أنا هو .. وكان يهوذا مسلّمه أيضاً واقفاً معهم لما قال لهم (((( إني أنا هو وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض ."
في هذه اللحظات اقتاده الروح القدس إلى مكان آمن كما سبق أن اقتاده في البرية .. حسب رواية ( لوقا ) قائلاً :
" أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس .. وكان يقتاد بالروح القدس في البرية . " ( لوقا 4 : 1 ).
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
09-20-2015, 10:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل .. إنسان خاطئ
حاول الشبيه الإنكار بأنه ليس الشخص المطلوب .. ولكن الجنود لا يصدقونه وليسوا مستعدين للعودة دون المعتقل .. وتسير الأمور على هذا النحو : الذي أكد لهم الشبيه أنه ليس عيسى .. ويُصلب هذا الشبيه بدلاً من عيسى عليه السلام ..
ألا يستحق عيسى النجاة ؟
بلى ..
ألا يستحق الواشي الصلب ؟
بلى ..
تروي الأناجيل أن المعتقل بصقوا عليه ولكموه .. أسألك بالله العظيم .. أيهما أليق بمنزلة عيسى :
أن يكون قد تعرض للبصق واللكم واللطم والركل والجلد أم أن يكون الله قد أنقذه من هذا كله ؟
أيهما أليق بإكرام الله لعيسى ؟!
لم يكن اختفاء عيسى ليلة المداهمة أول مرة يختفي فيها .. فلقد أرادوا مرة طرحه في الوادي وأخذوه إلى حافة الجبل .. ولكنه جاز في وسطهم ومضى ..
" فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل ..... حتى يطرحوه إلى أسفل .. أما هو فجاز وسطهم ومضى . " ( لوقا 4 : 20 – 30 ) .
وورد في يوحنا :
" فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا. " ( 8 : 59 ) .
" فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرج من بين أيديهم. " ( يوحنا 10 : 39 ).
وعندما كان عيسى يعلّم في الهيكل .. اختلف سامعوه في حقيقته ..
" وكان قوم يريدون أن يمسكوه ولكن لم يُلْقِ أحد عليه الأيادي . " ( يوحنا 7 : 44 ).
أيضاً هنا اختفى من بينهم .. كان الله ينجيه من أعدائه وهو بينهم .. كان يخفيه عن أنظارهم .. والله على كل شيء قدير ..
وكان عيسى عليه السلام يتحدث إلى قوم من اليهود يسألونه .. وأجابهم :
" ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون .. وأخذتهُ سحابةٌ عن أعينهم .. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلقٌ إذا رجلان قد وقفا بهم بلباسِ أبيض .. وقالا أيها الرجال الجليلون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء ... إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموهُ منطلقاً إلى السماء . " ( 1 : أعمال 9 – 11 ) .
هذا مثل آخر لاختفاء عيسى عليه السلام ..
كتابكم يروي أن أحد تلاميذ عيسى وهو فيلبس اختفى أيضاً من مكانه ووجد في مدينة أخرى ( أعمال 8 : 39 - 40 ) :
" ولما صعد من الماء خطف روح الرب فيلبُّس فلم يبصرهُ الخصيُّ أيضا .. وذهب في طريقه فرحاً .. ووجد فيلبُّس في اشدود ... "
لماذا تصدقون الاختفاء هنا ولا تصدقونه عن عيسى عندما أراد الجنود إلقاء القبض عليه ؟!
إن إنقاذ الله لرسوله عيسى أولى وأقرب للتصديق من إنقاذ فيلبس الذي لم يكن سوى أحد تلاميذ عيسى .
جاء في الإنجيل أن المصلوب قد استسقى اليهود .. فأعطوه خلا ممزوجاً بمرارة .. فذاقه ولم يشربه .. فنادى :
إلهي ! إلهي ! لم خذلتني !
والأناجيل كلها مصرحة بأنه عليه السلام كان يطوي أربعين يوماً وليلة .. ويقول للتلاميذ :
إن لي طعاماً لستم تعرفونه ..
ومن يصبر على العطش والجوع أربعين يوماً وأربعين ليلة .. كيف يظهر الحاجة والمذلة والمهانة لأعدائه بسبب عطش يوم واحد ... !
هذا لا يفعله أدنى الناس .. فكيف بخواص الأنبياء ؟ أو كيف بالرب تعالى ( على ما تدعونه ) ؟
فيكون حينئذ المدعي للعطش غيره .. وهو الذي شبه لكم .
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثر
بنت الكويت
09-25-2015, 09:10 PM
سلام عمي اثرم ولهانة عليكم واااااااااااااااااااااااااااااااااااااايد وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااايد كل عام وانت دايم بخير ومن العايدين الفايزين يعطيك العافية انت وسواها قلبي اعذرني انا مستاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ة لما شفتكم بس
AL-ATHRAM
09-30-2015, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وكل عام وانت بخير وأسعد الله أيامك يا " بنت الكويت " ونحن كذلك ...
أخي العزيز " انسان خاطئ " ..
قال يسوع :
"ويل لذلك الرجل الذي به يُسَلَّم ابن الإنسان. " ( متى 26 : 24 ).
قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة ... إذا كان الصلب للخلاص .. وإذا كان الصلب بإرادة عيسى ورغبته حسبما تزعمون .. فلماذا الويل لمن يسهّل الصلب ؟!
من المفروض أن يشكر عيسى الرجل الذي يساعده في الوصول إلى الصليب ليتم بذاك الخلاصُ المنشود !
تحذير عيسى يدل على أن الصلب كان مؤامرة ضده .. وليس هدفاً منشوداً يسعى إليه لتحقيق الخلاص المزعوم .
قضى عيسى جزءاً كبيراً من الليل وهو يصلي طالباً من الله إنقاذه من طالبي صلبه ..
" فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت .. امكثوا ههنا واسهروا معي .. .... ثم تقدم قليلاً وخرّ على وجههِ وكان يصلّي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ." ( متى 26 : 36 – 44 ).
كان حزيناً جداً تلك الليلة .. لو كان الصلب هدفاً منشوداً لدي عيسى لمَا دعا الله طالباً النجاة .. ولمَا صلى لله راجياً إنقاذه .. ولمَا حزن واكتأب .. كل هذا يدل على أن الصلب لم يكن هدفاً يسعى إليه عيسى .. لقد كان الصلب مؤامرة ضده أنقذه الله منها ..
إذا كان عيسى عليه السلام قد قدَّم نفسه طواعية للصلب .. كما تزعمون .. فلماذا صرخ المصلوب وهوعلى الصليب :
" إيلي إيلي لَِمَ شبقتني .. أي إلهي إلهي لماذا تركتني .. " ( متى 27 : 46 ).
حسب النص عيسى عليه السلام اعتبر أن الله تخلى عنه وتركه يقع في براثن أعدائه .. إذاً لم يكن الصلب طواعية وما كان من أجل خلاص البشرية ولا الفداء ..
إن القول بالخلاص بالصلب يشجع على ارتكاب الناس للمعاصي .. فإذا كان صلب عيسى هو طريق نجاة الناس فلم يبق عليهم ما يعملونه من خير بعد صلبه .. لأن عيسى قد ضمن لهم الخلاص من كل الذنوب عن طريق افتدائهم بالصلب !!
قال عيسى :
" أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا به إلى هنا واذبحوهم قُدّامي . " ( لوقا 19 : 27 ).
لا نريد التعليق على تناقض هذا القول مع قول عيسى :
" طوبى لصانعي السلام. " ( متى 5 / 9 ).
ولكن نريد أن نسأل :
لماذا يريد عيسى ذبحهم إذا كان صلبه سيخّلصهم من ذنوبهم ؟!
عندما علم عيسى بقرب حلول المؤامرة ضده .. طلب من حواريه الاستعداد للمقاومة وقال :
" من ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً ." ( لوقا 22 : 36 ).
لماذا المقاومة ؟
ولماذا السيوف ؟
أنتم تقولون إن عيسى قَدَّم نفسه للصلب فدية للبشر .. وها هي النصوص تبين أنه حث تلاميذه على شراء السيوف لمقاومة الجنود الذين سيسوقونه إلى الاعتقال والصلب !!
لو كان ينوي أن يقدم نفسه للصلب لما طلب من تلاميذه المقاومة .
تقولون إن الله بذل ابنه الوحيد لأنه يحب العالم ولكي لا يهلك من آمن به ..
" لأنهُ هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ... " ( يوحنا 3 : 16 ).
إذا كان الله يحب الناس ويرأف بهم ... فالأولى أن يحب ابنه .. ابنه الوحيد ( كما تزعمون ) قبل أن يحب الله الناس .. لا بد أن يحب ( ابنه ) .. من باب إلزامكم بقولكم .. ومن يحب ابنه لا يقدمه للصلب .
إن صلب واحد ( عيسى في هذه الحالة ) من أجل نجاة سواه ظلم في حق عيسى عليه السلام .. والله لا يظلم أحداً ..
ما ذنب عيسى ليصلب ؟
لقد أكل آدم من الشجرة وعاقبه الله بطرده من الجنة وانتهت القضية .. واحد يأكل .. وآخر يصلب ..
هل يُعاقَب عيسى لخطية آدم ؟!!
وهل يُصلب عيسى ليدخل الناس الجنة ؟!
لا علاقة بين حلقات هذا المسلسل : لا علاقة بين خطية آدم وصلب عيسى ولا بين صلب عيسى ونجاة الناس .
إن الله قادر على إنقاذ الناس دون إلحاق ظلم بعيسى .. إن الله قادر على إنقاذ الناس وتخليصهم دون صلب عيسى أو سواه.
دعا عيسى عليه السلام الله أن ينقذه من طالبي قتله أو صلبه .. فقال:
" أيها الآب نجّني من هذه الساعة ." ( يوحنا 12 : 27 ).
لو كان عيسى ينوي تقديم نفسه طواعية للصلب من أجل الفداء .. لما طلب من الله أن ينجيه من تلك المحنة .. إن دعاءَه لله لإنقاذه دليل آخر على بطلان القول بالصلب للخلاص .
قال بولس :
" إن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله ." ( رومية 2 : 6 ).
وقال :
" الذي يخطئ لا ينجو من دينونة الله . " ( رومية 2 : 3 ).
إذاً هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال .. إذاً لماذا كان صلب عيسى ؟!!
إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة .. فإن صلب عيسى لا دور له في الخلاص والتخليص .
كذلك يروي " يوحنا " .. خلافاً لسائر الأناجيل .. أن يسوع هو الذي طلب من الجنود أن يخلُّوا سبيل تلاميذه بقوله :
" دعوا هؤلاء يذهبون " ( 18 : 8 ) .
في حين أن مرقس ( 14 : 5 ) يقول : إن جميع تلاميذه هربوا ..
" فتركه الجميع وهربوا " .
ولوقا يقول تبعه بطرس فقط ومن بعيد ( 22 : 54 ) :
" وأما بطرس فتبعه من بعيد . "
ومتى يقول :
" حينئذٍ تركهُ التلاميذ كلهم وهربوا " .
يتبين لنا هنا ما يتبين في مواقف عديدة .. وهو مدى الاختلافات بل والتناقضات بين الأناجيل الأربعة مما يجعل المرء يحار في أي من رواياتها يصدق وأي لا يصدق ...
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم ...
AL-ATHRAM
11-14-2015, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ثبوت براءة يهوذا من خيانة المسيح :
الزميل .. " إنسان خاطئ "
تقولون .. أن يهوذا أحد حواري المسيح .. خان ابن مريم .. واستأجرته اليهود ليدلهم عليه .. وأنْقَذتْهُ على ذلك ثلاثين فضة .. ولكن الذي يطلع على كتبكم .. يتبين له منها أن هذا العمل محال أن يصدر عن يهوذا نحو المسيح .. وإلاّ نسبنا للمسيح الجهل واتهمناه بالكذب ..
وإن في تناقض الرواية عن يهوذا واختلافهم في الحكاية عنه .. ما يساعد على الاهتداء إلى كون مسألة التسليم لم يحكي أحد كاتبي الأناجيل عن يقين .. وأنها محض حَدْسٍ وتخمين .
ولأضرب لكم مثلاً مما اختلفت فيه كتبكم بشأن يهوذا .. فقد ذكر أن يهوذا بعد أن ندم على تسليم المسيح :
" مضى وخنق نفسه " .. ( متى : 27 : 5 )
وذكر كتابكم .. أعمال الرسل ( 1 : 18 ) .. أن يهوذا لم يخنق نفسه .. بل :
" سقط على وجهه فانشق من الوسط فانسكبت أحشاءه كلها . "
وخالف ( أعمال الرسل ) كذلك ( متى ) فلم يذكر أن يهوذا ندم على تسليم المسيح ..
بل وهنالك تناقض غريب كذلك في الروايتين .. فقد ذكر الثاني أن يهوذا أخذ نقوداً من اليهود أجْر تسليم المسيح .. وأنه اشترى به حقلاً ..
" وفي تلك الأيام قام بطرس ..... فقالهُ بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع .. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم ... وصار معلوماً عند جميع سكان أورشليم.. حتى دُعَيَ ذلك الحقل في لغتهم حقل دماً أي حقل دم ." ( أعمال 1 : 15 – 19 ).
ويناقض هذا القول ( متى 27 : 3 – 7 ) فيشهد أن يهوذا ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً :
" قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً .. فقالوا : ماذا علينا أنت أَبْصرُ . فطَرَحَ الفضَّة في الهيكل وانصرف " .. " فأخذ رؤساء الكهنة الفضة . وقالوا : لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء . "
أما كونُ يهوذا لا يمكن أن يُسلم المسيح أو يخونه .. فإني أبرهن عليه من شهادة كتبكم .. ومن شهادة يسوع ابن مريم نفسه فيها.. ولا يمكن إنكارُ أحد النصارى قَوْلَ المسيح أو تكذيب كلامه الصريح الذي لا يتسع لتأويل .. وسنرى أن الأقرب للعقل والصواب .. أن يهوذا خدع اليهود .. وأوهمهم أن المصلوب هو المسيح .
لقد كان يهوذا أحد حواري المسيح وأحبائه .. بل لقد كان يهوذا أحد الاثنى عشر تلميذاً الذين مدحهم المسيح أعظم مدح .. ووعدهم بالجلوس على كراسي العظمة والمجد .. فقد ذكر ( متى 19 : 28 ) قول المسيح :
" الحق أقول لكم أنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد .. متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده .. تجلسون أنتم أيضاً على اثنى عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر . "
ويهوذا كذلك هو أحَدُ الاثنى عشر الذين دعاهم المسيح :
" وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها .. ويشفوا كل مرض وكل ضعف .. " ( متى 10 : 1 ) .
ويقول بعد أن ذكر الاثنى عشر تلميذاً بأسمائهم .. ومنهم يهوذا :
" هؤلاء الاثنى عشر أرْسَلَهُمْ يسوع وأوصاهم قائلاً : إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا .. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة .. وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين إنه قد اقترب ملكوت السموات .. اشفوا مرضاً طهروا برصاً أقيموا موتى أخرجوا شياطين .. .. الخ . "
إن يهوذا هذا الذي أعطاه المسيح كل هذا السلطان .. تدعون أنه مات مرتداً كافراً منافقاً .. وأنه خان المسيح وسِلَّمَهُ .. وذلك بالرغم من شهادة المسيح .. أنه سيكون معه هو والحواريون في الجنة في الآخرة ..
إن الذي روى حكاية تسليم يهوذا للمسيح .. حَسِبَ أن يهوذا أسلمه حقيقة فرواها حسب ظنه .. ولم يدر أن يهوذا غسل المسيحُ رِجْلَه .. مع باقي التلاميذ وقال :
" الذي اغتسل ليس له حاجة إلاّ إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله . " ( يوحنا 13 : 10 ) .
فشهد بذلك أن يهوذا طاهر كله ..
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
11-23-2015, 08:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل .. إنسان خاطئ ..
آخر خمس مداخلات لم تكن من ضمن حواري معهم .. والآن سأعود إلى التكملة.. وبدأت قائلا :
هذه أسئلة التي سأكتبها لتكون موضوعاً للمناظرة وهي ذا شقين ، يدور الأول منها حول الديانة المسيحية ، ويدور الثاني حول الديانة الإسلامية.
وهذه هي الأسئلة :
1- الديانة المسيحية
1- هل يؤيد القرآن المسيح والإنجيل ؟
2- النسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟
3- الخمر محرم في القرآن ولكنه غير محرم في الإنجيل فكيف تفسرون ذلك ؟ وهل هناك آية في القرآن الكريم تحرم الخمر ؟
4- هل يؤمن المسلمون برسل المسيح الذين اختارهم وأوكل إليهم مهمة التبشير لجميع الأمم كما ذكر في الإنجيل ؟
5- هل يؤيد القرآن الكريم الروح القدس ؟
6- حسب ما جاء في الإنجيل أن المسيح عليه الصلاة والسلام صلب ومات ودفن ثم قام من بين الأموات في اليوم الثالث . فماذا في القرآن فيما يختص بهذا القول ؟
7- ورد في الإنجيل أن المسيح ابن الله . فما رأي القرآن الكريم ؟
8- هل يؤد القرآن الكريم الأقانيم الثلاثة : الآب والابن والروح القدس حسب ما جاء في الإنجيل ؟
9- ما هي مكانة مريم العذراء لدى المسلمين كأم المسيح عليه الصلاة والسلام ؟
2- الدين الإسلامي :
1- محمد صلى الله عليه وسلم كيف كانت حياته ونزول القرآن عليه ؟
2- كيف نقنع المشككين بأنه خاتم الأنبياء كما جاء في القرآن الكريم فقط ؟
3- هل استعمل السيف في فجر الإسلام لإخضاع الكفار للدخول في الإسلام ؟ وهل كان ذلك في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، أم في عهد الخلفاء الراشدين ؟
4- ما رأي المسلمين في إخوتهم العلماء الذي قاموا بتفسير القرآن حسب آرائهم مما أدي في ذلك إلى تكوين طوائف مختلفة ، وما حقيقة هذه الطوائف ؟
5- يتزوج المسلمون بأكثر من امرأة . فهل هناك آية في القرآن توضح ذلك ، وما هي الأسباب التي دعت النبي عليه الصلاة والسلام يتزوج بأكثر من أربع ؟
6- لماذا يحرم القرآن لحم الخنزير ؟ وهل هناك آية تحرم ذلك ؟
7- هل يؤيد القرآن أن المسيح عليه السلام مرسل لبني إسرائيل فقط ؟
8- نلاحظ في القرآن أن هناك آيات تنسخ آيات ، مثل في سورة الكافرون :
" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {6} "
في حين أن هناك آية أخرى تقول في سورة المائدة آية رقم 3 :
" .............. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ............... "
فما رأي المسلمين في هذا التناقض ؟
9- ما هي نظرة المسلم لغير المسلم فيما يختص بالمعاملات الاجتماعية المختلفة ؟
10- لماذا تمنع السلطات السعودية دخول المسحيين في الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية ؟
وللحديث بقية ...
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
12-06-2015, 11:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى : في سورة البقرة :
" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {127} رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {128}
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ {129} وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ
الصَّالِحِينَ {130} إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131} وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ
يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {133} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا
يَعْمَلُونَ {134} وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {135} قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا
أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {136} فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {137}
صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ {138} قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ {139} أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {140} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {141} "
بعد ان كتبت هذه الأسئلة .. رأيت ان أعيد تنظيم الخريطة لتكون هي الخريطة التي تؤدي بنا إلى مجموعة من الدراسات لأننا لسنا في حاجة إلى مواعظ ، ولسنا في حاجة إلى خطب رنانة ، وعلى جيوش الخطباء أن يوفروا جهودهم . إننا في حاجة إلى دراسة علمية موضوعية هادئة وهادفة نعرف فيها الحق ونعرف فيها الطريق المستقيم حتى نسلكه جمعياً صفاً واحداً .
وعليكم أن تصبروا علي لأن جهالات عصور كاملة ينبغي أن تمحى ، وهي ليست متعة صيد أو فسحة ، وإنما هي دارسة ديانات كاملة والديانات لا تدرس في رحلة ولا تدرس في جلسة واحدة ، وإنما تدرس دراسات متأنية عبر النصوص المقدسة عند الطرفين . ولسوف يكون تنظيم خريطة العمل على الوجه التالي :
سيكون الحديث حول قضية قانونية الأناجيل ، ولقد جاء حولها أسئلة ، منها السؤال القائل بالنسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟
أود ان أشير قبل أن أبدا إلى نقطتين الأولى :
أن أبدأ بالإجابة على الأسئلة النصرانية أولا ، لأن دراسة النصرانية يجب أن تسبق دراسة الإسلام .
وأما الثانية :
فهي ألا أكتفي على هذين السؤالين الخاصين بالنسخ والتحريف ، وإنما هناك موضوعات أخرى مرتبطة بهما يجب الاهتمام بها ، كقصة كتابة الأناجيل وكيف قبل بعضها وصار قانونياً مثل الأناجيل الأربعة وكيف رفض أكثريتها ولماذا ؟ وما هي موضوعات التآلف أو الاختلافات بين هذه الأناجيل القانونية ؟ ثم ما هو موقف بقية أسفار العهد الجديد وقيمتها العقائدية ، وكيف تكوَّن العهد الجديد القانوني ؟
كل هذا وما يرتبط به وهو كثير وكثير .. والله أسأل أن يهدينا إلى الحق فأنه لا يهدي إلى الحق إلا هو وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
الجلسة الأولى :
• حديث عن أسفار العهد الجديد .
• نظرة في أسفار العهد الجديد :
- مشكلة الاختلاف الكثير .
- مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها .
• قضية الصلب .
أرحب بكم جمعياً ايها الاخوة والاخوات ... وخاصة هذه الأسئلة والاستفسارات عما في المسيحية والإسلام من أمور يتفق عليها وأخرى يختلف فيها ، (((( ولا تزال موضع جدل بين المسيحيين والمسلمين .
))))
والسؤال البديهي في مثل هذا اللقاء : من أين يستقي الناس عقائدهم ؟
من المتفق عليه أن العقائد الدينية تستقي من الكتب المقدسة . من أجل ذلك فإن المنطق يقضي بدراسة الكتب المقدسة أولا ، قبل أن نناقش العقائد المستخرجة منها . ولا شك أن من أهم الدراسات لتلك الكتب هي الدراسات التي يقوم بها علماء تلك الديانة .
ولهذا أعرض الآن خلاصة لبعض ما انتهى إليه علماء النصرانية في دراستهم للأسفار المقدسة تحت عنوان : ( حديث عن أسفار العهد الجديد ) . وهو يماثل تماماً التقرير الذي يتلقاه من يهمه الأمر من أحدى اللجان المتخصصة التي شكلت لدراسة مشكلة موضوع معين . وهو ما يناسب مثل هذا للقاء .. والذي لا يستغرق في العادة سوى فترة زمنية محدودة بالساعات أو بعدد محدود من الأيام .
بعد ذلك أعرض حديثاً بعنوان : ( نظرة في أسفار العهد الجديد ) يسمح لكل قارئ مهما كانت ثقافته أن يطلع بنفسه على حقيقة ما في هذه الأسفار ، وعلى الأسباب التي جعلت كثيراً من علماء النصرانية يقررون ما سوف نعرضه عند الحديث عن أسفار العهد الجديد.
(((( وبهذا تكتمل الصورة اليقينية لكل باحث عن الحقيقة ، ومن حقه أن يطلب ذلك ، لأن لسان حال الإنسان الصادق مع نفسه دائماً يقول : أريد أن أعرف ، وأن أتدبر وأتحقق : ليطمئن قلبي . ))))
إذن أيها الإخوة والأخوات – فإن النقاط المختصرة التي سأكتبها حالياً تمثل خلاصة كلام علماء النصرانية . وبالمناسبة هنا أن أذكر الأسماء العربية لأهم المراجع المسيحية ومؤلفيها ، ونبذة يسيرة للتعرف بهم بحيث لا نحتاج بعد ذلك إلا لذكر اسم المصدر ورقم الصفحة فقط .
المراجع الأجنبية :
1- اسم الكتاب الأناجيل ... المؤلف : الدراسات اللاهوتية بمعهد اللاهوت الاتحادي بنيويورك .
2- اسم الكتاب إنجيل مرقس ... المؤلف : دنيس نينهام – أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة بليكان لتفسير الإنجيل .
3- اسم الكتاب : تفسير إنجيل متى .... المؤلف : جون فنتون – عميد كلية اللاهوت بانجلترا .
4- اسم الكتاب : تفسير إنجيل لوقا ... المؤلف جورج كيرد
5- اسم الكتاب : تفسير إنجيل يوحنا ... المؤلف : جون مارش – عميد كلية مانسفيلد باكسفورد وعضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي.
6- اسم الكتاب : تاريخ العقيدة .. المؤلف : أدولف هرنك – أستاذ تأريخ الكنيسة بجامعة برلين.
7- اسم الكتاب : كتابات مقدسة ... المؤلف : جنتر لانسزكد منسكي – محاضر في تأريخ العقائد بجامعة هيدلبرج الألمانية .
8- اسم الكتاب : دائرة المعارف الأمريكية ، طبعة سنة 1959م .
9- اسم الكتاب : دائرة المعارف البريطانية ، طبعة سنة 1960م
حديث عن أسفار العهد الجديد :
قانونية الأناجيل :
1- " إن المسحيين الأوائل لم يكونوا يعتقدون أن كتبهم المقدسة تكوَّن عهداً جديداً يتميز عن العهد القديم ، فقد كان العهدان شيئاً واحداً متصلاً .. وعندما ظهرت أولى الكتابات المسيحية .. فقد كان ينظر إليها جمعياً باعتبارها إضافات صحيحة أو ملحق لما في أسفار الناموس والأنبياء ، التي كانت تقرأ أسبوعياً في المعبد اليهودي والكنيسة المسيحية .
إن العهد الجديد كتاب غير متجانس ، ذلك أنه شتات مجمّع ، فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة تسوده من أوله إلى آخره لكنه في الواقع يمثل وجهات نظر مختلفة . ( فريدريك جرانت : صفحة 12 ، 17 )
2- " في فترة المائة والخمسين عاماً الأخيرة تحقق العلماء أن الأناجيل الثلاثة الأولى تختلف عن إنجيل يوحنا أسلوباً ومضموناً .
إن إنجيل يوحنا يختلف اختلافاً بيناً عن الثلاثة المتشابهة ( متى ومرقس ولوقا ) فهو لا يذكر أي شيء عن رواية الميلاد ..
وبالنسبة للروايات التي تحكي نشاط يسوع الجماهيري فإنه توجد اختلافات في الزمان والمكان إذا قورنت بنظريتها في الأناجيل المتشابهة .. وأن التاريخ المضبوط الذي تحددت فيه قانونية أسفار العهد الجديد غير مؤكد " . ( جنتر لانسزكوفسكي : صفحة 32 – 36 ) .
3- " إن هناك مشكلة هامة وصعبة تنجم عن التناقض الذي يظهر في نواح كثيرة بين الإنجيل الرابع والثلاثة المتشابهة . (((( إن الاختلاف بينهم عظيم )))) ، لدرجة أنه لو قبلت الأناجيل المتشابهة باعتبارها صحيحة وموثوقاً فيها {{{{{{ فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا ".}}}}}} ( دائرة المعارف الأمريكية : جـ 13 _ 73 )
4- " ليس لدينا أية معرفة مؤكدة بالنسبة للكيفية التي تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذي تقرر فيه ذلك .
تحريف الأناجيل :
وبالنسبة لموضوع التحريف وإدخال كلمات في النص أو استخراجها منه نقرأ الآتي :
أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس ، إذ أن التغييرات الهامة قد حدثت عن قصد ، مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها " ( دائرة المعارف البريطانية جـ2 _ صفحة 519 – 521 ) .
5- " إن نصوص جميع هذه المخطوطات ( العهد الجديد ) تختلف اختلافاً كبيراً ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ .. ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت عن نسخته الأصلية . إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة ". ( جورج كيرد : صفحة 32 ) .
ونذهب الآن لدراسة الصورة العامة للأناجيل ، وهذا الذي أقوله لا يزال قول علماء المسيحية :
" إن القول {{ بأن متى ولوقا استخدما إنجيل مرقس }} ، أصبح على وجه العموم مسلماً به ، ولكن بجانب إنجيل مرقس فلا بد أنهما استخدما وثيقة أخرى يشار إليها الآن q والذي يرمز إلى كلمة المصدر ، كما استخرجت من الكلمة الألمانية التي تعطي هذا المعنى " ( دائرة المعارف البريطانية جـ 2 – صفحة 523 ) .
1- أنجيل مرقس :
1- يقول بابياس ( حوالي عام 135م ) :
" في الواقع أن مرقس الذي كان ترجماناً لبطرس قد كتب بالقدر الكافي من الدقة التي سمحت بها ذاكرته ما قيل عن أعمال يسوع وأقواله ولكن دون مراعاة للنظام .
( ونلاحظ أن مرقس هذا هو كاتب أقدم الأناجيل الذي اعتمد عليه كل من متى ولوقا ) .
ولقد حدث ذلك لأن مرقس لم يكن قد سمع يسوع ولا كان تابعاً شخصياً له ، لكنه في مرحلة متأخرة كما قلت أنا ( بابياس ) من قبل قد تبع بطرس ".
ويتفق مع قول بابياس هذا ما اقتبسه أيرنيوس في قوله :
" بعد موت بطرس وبولس فإن مرقس تلميذ بطرس وترجمانه سلم إلينا كتابة ما صرح به بطرس ". ( فريدريك جرانت : صفحة 73 – 74 )
2- " لم يوجد أحد بهذا الاسم ( مرقس ) عرف أنه كان على صلة وثيقة وعلاقة خاصة ( بيسوع ) أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى .. ومن غير المؤكد صحة القول المأثور الذي يحدد مرقس كاتب الإنجيل بأنه يوحنا مرقس المذكور في ( أعمال الرسل ( 12: 12 ، 25) _ أو أنه مرقس المذكور في رسالة بطرس الأولى ، ( 5: 13 ) أو أنه مرقس المذكور في رسائل بولس :
كولوسي ( 4: 10 ) ،(2) تيموثاوس 4 : 11 ، فليمون 24 ) .
لقد كان من عادة الكنيسة الأولى أن تفترض أن جميع الأحداث التي ترتبط باسم فرد ورد ذكره في العهد الجديد إنما ترجع جميعها إلى شخص واحد له هذا الاسم ، ولكن عندما نتذكر أن اسم مرقس كان أكثر الأسماء اللاتينية شيوعاً في الإمبراطورية الرومانية فعندئذ نتحقق من مقدار الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة ". ( دنيس نينهام : صفحة 39 )
3- وبالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل : " فإنه غالباً ما يحدد في الجزء المبكر من الفترة 65 – 67 م ، وغالباً في عام 65م ، أو عام 66م .. ويعتقد كثير من العلماء أن ما كتبه مرقس في ( الإصحاح 13 ) قد سطر بعد عام 70م ."
وأما عن مكان الكتابة : " فإن المأثورات المسيحية الأولى لا تسعفنا .. إن كليمنت السكندري وأوريجين يقولان روما ، بينما يقول آخرون مصر . وفي غياب أي تحديد واضح تمدنا به هذه المأثورات لمعرفة مكان الكتابة فقد بحث العلماء داخل الإنجيل نفسه عما يمكن أن يمدنا به ، وعلى هذا الأساس طرحت بعض الأماكن المقترحة مثل أنطاكية ، لكن روما كانت هي الأكثر قبولاً ". ( دنيس نينهام : صفحة 42 ) .
ومن ذلك يتضح ((( أن أحداً لا يعرف بالضبط من هو مرقس كاتب الإنجيل ))) ، كذلك فإن أحداً لا يعرف بالضبط من أين جاء هذا الإنجيل .
مشاكل إنجيل مرقس :
إن من مشاكل إنجيل مرقس : اختلاف النسخ على مر السنين ، ولقد أدى ذلك إلى قول علماء المسيحية إنه قد " زحفت تغييرات تعذر اجتنابها ، وهذه حدثت بقصد أو بدون قصد . ومن بين مئات المخطوطات _ أي النسخ التي عملت باليد _ لإنجيل مرقس والتي عاشت إلى الآن فإننا لا نجد أي نسختين تتفقان تماماً " .
كذلك نحد من مشاكل إنجيل مرقس {{ خاتمة هذا الإنجيل }} ، ذلك أن الأعداد من ( 9 إلى 20 ) " التي تتحدث عن ظهور المسيح ودعوته التلاميذ لتبشير العالم بالإنجيل " هذه تعتبر إلحاقية ، أي أنها أضيفت فيما بعد بحوالي 110 من السنين ، فلم تظهر لأول مرة إلا حوالي سنة 180م . ( دنيس نينهام : صفحة 11 )
2- إنجيل متى :
" لا يزال من الواضح أن كلاً من بولس الهلليني ومتى المبشر اليهودي له وجهة نظر تخالف الآخر تماماً فيما يتعلق بأعمال يسوع وتعاليمه ". ( فريدريك جرانت : صفحة 141 ) .
وأما بالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل فيمكن القول بأنه " كتب في حوالي الفترة من 85 إلى 105 م ، وعلى أي حال فيمكن القول بأنه كتب في الربع الأخير من القرن الأول أو في السنوات الأولى من القرن الثاني ". ( جون فنتون : صفحة 11 ) .
وفيما يتعلق بمكان تأليفه : " فإن شواهد قوية تشير إلى أنطاكية باعتبارها موطنه الأصلي. ولما كان من الصعب ربط الإنجيل بمدينة محدودة ( مثل أنطاكية ) فمن المناسب إذن القول بأنه يأتي من مكان ما في المنطقة المحيطة بها أو أي مكان ما يقع شمال فلسطين ". ( فريدريك جرانت : صفحة 140 ) .
مشاكل إنجيل متى :
1- {{{{{{{ توقع نهاية العالم سريعاً }}}}}}} : ولو أن هذه الفكرة قد سيطرت على تفكير مؤلفي أسفار العهد الجديد ، إلا أن متى كان أكثرهم حرصاً على تأكيد ذلك . فهو قد يتوقع ((( أن تأتي نهاية العالم في أيام المسيح ))) : قبل أن يكون رسله قد أكملوا التبشير في مدن إسرائيل ( 10: 23 ) ، وقبل أن يدرك الموت بعض معاصري المسيح والذين استمعوا إلى تعاليمه ( 16: 28 ) وقبل أن يكون ذلك الجيل الذي عاصر المسيح وتلاميذه قد فني ( 24: 34 ) .
ومن الواضح كما يقول جون فنتون في صفحة 21 _ " أن شيئاً من هذا لم يحدث كما توقعه متى ".
3- ثم تأتي خاتمة الإنجيل التي (( يشك )) فيها العلماء ويعتبرونها دخيلة . فهي تنسب للمسيح قوله لتلاميذه : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ( 28: 19 ) .
ويرجع هذا الشك _ كما يقول أدولف هرنك _ وهو من أكبر علماء التاريخ الكنسي ، إلى الأتي :
أ?- " لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم المسيحية ما يتكلم عن المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات ، وأن بولس لا يعلم شيئاً عن هذا ".
ب?- " إن صيغة {{{{ التثليث هذه غريب ذكرها}}}}} على لسان المسيح ، ولم يكن لها نفوذ في عصر الرسل ، وهو الشيء الذي كانت تبقي جديرة به ، لو أنها صدرت عن المسيح شخصياً . ( أدولف هرنك : جـ 1 _ صفحة 79 ) .
وللحديث بقية ....
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
12-11-2015, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
3-إنجيل لوقا :
يبدأ بمقدمة ألقت كثيراُ من الضوء على ما كان يحدث في صدر المسيحية ، وخاصة فيما يتعلق بتأليف الأناجيل ، فهو يقول :
" إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلما إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّاماً للكلمة . رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس . (((( لتعرف )))) صحة الكلام (( الذي علمت به )) ( 1: 1 – 4 ) .
ومن هذه المقدمة يتضح جملة أمور لا بد من التسليم بها :
1- أن لوقا يكتب رسالة شخصية إلى ثاوفيلس ، وأن هذه الرسالة تكبت على التوالي حسبما تتوفر لها إمكانيات الكتابة من وقت ومعلومات .
2- وأن هذا العمل قام به لوقا بدافع شخصي بحت بغية أن تصل المعلومات التي علم بها إلى صديقه . ولم يدع الرجل في رسالته أن كتبها بإلهام أو مسوقاً من الروح القدس ، بل إنه يقرر صراحة أن معلوماته جاءت نتيجة لاجتهاده الشخصي لأنه تتبع كل شيء من الأول بتدقيق.
3- كذلك يقرر لوقا أن كثيرين قد أخذوا في تأليف أناجيل .
4- وأخيراً يعترف لوقا بأنه لم ير المسيح ولم يكن من تلاميذه ، لكنه كتب رسالته بناء على المعلومات التي تسلمها من الذين عاينوا المسيح وكانوا في خدمته . ومن المعلوم أن سفر أعمال الرسل _ وهو أطول أسفار العهد الجديد _ هو الجزء الثاني من رسالة لوقا إلى ثاوفيلس .
ولقد حاول العلماء معرفة ثاوفيلس هذا ، لكن جهودهم لم تصل إلى نتيجة محدودة .
يقول فريدريك جرانت : :
" لم نخطر بمن يكون ثاوفيلس هذا ، قد يمكن افتراضه موظفاً رومانياً .. كذلك لم نخطر بمن أولئك الكثيرين الذين أخذوا في تأليف قصص مماثلة .. ورغم أن الموضوع لا يتعدى مجرد احتمالات غير مؤكدة فليس من المعتذر أن يكون مؤلف إنجيل لوقا قد جمع مادته في فلسطين أو سوريا مبكراً في الفترة 70 – 80 م. ثم ربطه بالجزء الأكبر من إنجيل مرقس في وقت ما من السبعينات ثم أصدر إنجيله حوالي عام 80 أو 85 م . وبعد ذلك بحوالي خمس سنوات فإنه ذيل كتابه الأصلي برسالة ثانية نعرفها الآن باسم أعمال الرسل .. ثم نشر مصنفه في حوالي عام 95 م . " ( فريدريك جرانت : صفحة 121 ، 127 ، 128 ) .
ومن أقوال العلماء في كتابات لوقا :
" إن سفر أعمال الرسل يوجد به كثير من النقاط التي تتعارض تعارضاً تاماً مع التعاليم المذكورة في رسائل بولس ، ومن غير المعقول إذن أن تكون هذه قد سطرها شخص له معرفة مباشرة ببولس ورحلاته التبشيرية ( التي تحدث عنها تفصيلاً سفر أعمال الرسل حتى أن هذا السفر يسمى أحياناً سفر أعمال بولس .. ) . ومن النادر ذكر لوقا كشخصية بارزة في سجلات التاريخ للقرن الأول من المسيحية ". ( جورج كيرد : صفحة 15 - 17 ) .
مشاكل إنجيل لوقا :
1- يعاني نص إنجيل لوقا من التغييرات التي تعاني منها الكتب الأخرى للعهد الجديد ، إلا أن النص الغربي للإنجيل وسفر أعمال الرسل يعاني من اختلافات كثيرة بالإضافة أو الحذف عما في النصوص الأخرى لذات الإنجيل ، مثل النص السكندري والنص البيزنطي ". ( جورج كيرد : صفحة 32 – 33 ) .
2- " ثم هناك المشكلة الحادة التي نتجت عن اختلاف نسب المسيح كما ذكره لوقا عما جاء في نظيره في إنجيل متى وفي أسفار الهد القديم ."
وهذه واحدة من مشاكل الأناجيل التي سوف نبحثها فيما بعد .
اخوكم / الاثرم
وللحديث بقية ..
AL-ATHRAM
12-24-2015, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
4- إنجيل يوحنا :
لقد كان من المعتقد لفترة طويلة أن يوحنا كان على بينة من وجود الأناجيل الثلاثة المتشابهة ، وأنه قد كتب ليكملهم أو ليصححهم في حالة أو حالتين . فقد جرى القول بأن حادثة تطهير الهيكل _ على سبيل المثال _ قد وضعها يوحنا عمداً في بداية دعوة يسوع ، لأنه حسبما تذكَّرها يوحنا الذي تقدمت به السنون كان ذلك موضعها .
كذلك فإنه صحح تاريخ الصلب ، حيث وضعه عشية الفصح في اليوم الذي تذبح فيه خراف الفصح . ومن ناحية أخرى فإن لقب : ابن الإنسان ( الذي كان يطلقه المسيح على نفسه ويفضله كثيراً على الألقاب الأخرى ) والي لم يستخدمه بولس قط ، قد أبقى عليه يوحنا ..
لقد كان يوحنا مسيحياً وبجانب ذلك فإنه كان هللينياً ، ومن المحتمل إلا يكون يهودياً ولكنه شرقي أو إغريقي ..
ومن المحتمل أن يكون إنجيل يوحنا قد كتب في أنطاكية أو أفسس أو الإسكندرية أو حتى روما ، فإن كلا من هذه المدن كانت مركزاً عالمياً للدعاية العقائدية في القرنين الأول والثاني من الميلاد ، كما كانت على اتصال ببعضها ." ( فريدريك جرانت : صفحة 156و 166و 174 ، 178 ) .
ويقول جون مارش في مقدمته لتفسير إنجيل يوحنا تحت عنوان : " استحالة التوكيد " :
" حين نأتي لمناقشة المشاكل الهامة والمعقدة التي تتعلق بالإنجيل الرابع وإنجيله ، نجد أنه من المناسب والمفيد أن نعترف مقدماً بأنه لا توجد مشكلة للتعريف ( بالإنجيل وكاتبه ) يمكن إيجاد حل لها .
من كان يوحنا هذا الذي قيل إنه المؤلف ؟ أين عاش ؟ لمن من الجمهور كان يكتب إنجيله ؟ أي المصادر كان يعتمد عليها ؟ متى كتب مصنفه ؟..
حول كل هذه الأسئلة وحول كثير غيرها توجد أحكام متباينة ، أحياناً تقرر تأكيدات قوية ومع ذلك فإن أياً منها لا يرقى إلى مرتبة اليقين ..
( ثم يختتم جون مارش مقدمته بقوله ) :
وبعد أن نفرغ كل ما في جعبتنا نجد أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل تحقيق أي شيء أكثر من الاحتمال حول مشاكل إنجيل يوحنا . ويعتقد كاتب هذه السطور ( جون مارش ) أنه ليس من المستحيل الاعتقاد أنه خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن الأول الميلادي قام شخص يدعى يوحنا ، من الممكن أن يكون يوحنا مرقس ، وقد تجمعت لديه معلومات وفيرة عن يسوع ، ومن المحتمل أنه كان على دراية بواحد أو أكثر من الأناجيل المتشابهة ، فقام عندئذ بتسجيل شكل جديد لقصة يسوع اختص بها طائفته التي كانت تعتبر نفسها عالمية ، كما كانت متأثرة بوجود تلاميذ يوحنا المعمدان ". ( جون مارش : صفحة 20 ، 80 ) .
مشاكل إنجيل يوحنا :
تقول دائرة المعارف الأمريكية :
يوجد ذلك التضارب الصارخ بينه وبين الأناجيل المتشابهة ، فهذه الأخيرة تسير حسب رواية مرقس للتسلسل التاريخ للأحداث فتجعل منطقة الجليل هي المحل الرئيسي لرسالة يسوع ، بينما يقرر إنجيل يوحنا أن ولاية اليهودية كانت المركز الرئيسي .
وهناك مشكلة الإصحاح الأخير ( رقم 21 ) من الإنجيل :
إن القارئ العادي يستطيع أن يرى أن الإنجيل ينتهي بانسجام تام بانتهاء الإصحاح العشرين الذي يقول : وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله .. ان هذا الإعلان يبين بوضوح الغرض الذي كتب من أجله هذا الكتاب .
بعد ذلك يأتي الإصحاح الأخير ( رقم 21 ) الذي يخبرنا أن يسوع ظهر كرب أقيم من الأموات لخمسة تلاميذ .. وأنه قال لبطرس : ارع خرافي .. وكذلك تعليق مبهم يقول : هذا هو التلميذ الذي جاء عن طريق الجماعة التي تشير إلى نفسها بكلمة : نحن ( نعلم ) .. وفي حقيقة المر فإن هؤلاء يصعب تحيدهم " ( دائرة العارف الأمريكية : جـ 16 – صفحة 159 ) .
ولقد ظهر شيء من التآلف بين إنجيلي لوقا ويوحنا مما ساعد على ظهور نظرية تقول بأن يوحنا استخدم إنجيل لوقا كأحد مصادره . إلا أن هذه النظرية تجد معارضة بسبب الاختلاف الواضح بين الإنجيلين في المواضع المشتركة بينهما :
" فكلا الإنجيلين يتحدث عن بطرس وصيد السمك بمعجزة ، لكن أحدهما ( لوقا ) يضع القصة مبكراً في رسالة يسوع في الجليل ، أما الآخر ( بوحنا ) فيضعها بعد قيامه من الأموات " ( لوقا 5: 1 – 11 ، يوحنا 21: 1 – 14 ) .
وكلاهما يتحدث بلغة مشتركة عن كيفية مسح يسوع ( بالطيب ) من امرأة . لكنها في أحدهما ( لوقا ) كانت زانية في بيت فريسي ، بينما هي في الآخر ( يوحنا ) كانت امرأة صديقة ليسوع ، وأن ذلك حدث في بيتها . ( لوقا 7 : 36 – 38 ، يوحنا 12: 1 – 8 ) . ( جورج كيرد : صفحة 20 ) .
**
أما بعد .. فإن النتيجة التي لا مفر من التسليم بها كما بينتها هذه الخلاصة لأبحاث علماء النصرانية تقول بحق :
إن الأناجيل القانونية ما هي إلا كتب مؤلفة _ بكل معنى الكلمة _ وهي تبعاً لذلك معرضة للصواب والخطأ . ولا يمكن الدعاء ولو للحظة واحد أنها كتبت بإلهام.
لقد كتبها أناس مجهولون ، في أماكن غير معلومة، وفي تواريخ غير مؤكدة . والشيء المؤكد _ الذي يلحظه القارئ البسيط كما يلحظه القارئ المدقق _ أن هذه الأناجيل مختلفة غير متآلفة ، بل إنها متناقضة مع نفسها ومع حقائق العالم الخارجي ( حيث فشلت التنبؤات بنهاية العالم ) كما رأينا وكما سنرى فيما بعد .
إن هذا القول قد يضايق النصراني العادي ، بل إنه قد يصدمه ولكن بالنسبة للعالم النصراني المدقق فقد أصبح القول بوجود أخطاء في أسفار الكتاب المقدس حقيقة مسلماً بها .
إن الكنيسة الكاثوليكية كانت تتمسك بشدة بعقدية الإلهام ، كما يقول موريس بوكاي التي تأكد القول بها في مجمع الفاتيكان الذي عقد عام 69 – 1870م ، والذي تقرر فيه (( إن الكتب القانونية لكل من العهدين القديم والجديد قد كتبت بإلهام من الروح القدس وأعطيت هكذا للكنيسة )).
لكنها عادت الآن – بعد نحو قرن من الزمان – لتواجه الحقائق وتعترف بها . لقد بحث المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان ( 62 ) – 1965م ) المشكلة التي تتعلق بوجود أخطاء في بعض نصوص أسفار العهد القديم ، وقدمت له خمس صيغ مقترحة استغرق بحثها ثلاث سنوات من الجدل والمناقشة . وأخيراً تم قبول صيغة حظيت بالأغلبية الساحقة ، إذا صوت إلى جانبها 2344 ضد 6 ، وقد أدرجت في الوثيقة المسكونية الرابعة عن التنزيل فقرة تختص بالعهد القديم ( الفصل الرابع ، ص 53 ) تقول :
” بالنظر إلى الوضع الإنساني السابق على الخلاص الذي وضعه المسيح تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان .. غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان ".
( نقلاً عن الطبيب الفرنسي الكاثوليكي ( يوم أن كان كاثوليكياً ولكنه أسلم ) موريس بوكاي من كتابه : La Bible, Le Coran et la Science.
وقد نشرت دار المعارف بالقاهرة ترجمته العربية تحت عنوان :
" دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة " . وهذه الفقرة منقولة عن الطبعة الأولى . ( ص 59 – 60 ) .
إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو :
كم من المؤمنين بقداسة هذه الأسفار واعتبارها تعليماً إلهياً موحي به من الله ، يعلم هذا الذي قررته الكنيسة بشأنها ، وما تحتويه من شوائب وبطلان ؟
*
وما لنا نذهب بعيداً ولدينا الكتاب المقدس _ طبعة الكاثوليك 1960م _ وهو يقدم لأسفار موسى الخمسة ( التوراة ) بقوله :
" كثير من علامات التقدم تظهر في روايات هذا الكتاب وشرائعه مما حمل المفسرين كاثوليك وغيرهم على التنقيب عن أصل هذه الأسفار الأدبي . فما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته قد كتب كل البانتاتيك ( الأسفار الخمسة ) منذ قصة الخلق إلى قصة موته . كما أنه لا يكفي أن يقال إن موسى أشرف على وضع النص الملهم الذي دوّنه كتبة عديدون في غضون أربعين سنة .
كذلك يقول الكتاب المقدس في تقديمه لسفر راعوث :
" من المحتمل أن يكون الكاتب قد استعان في البدء بذكريات تقليدية غير واضحة الظروف تماماً ، ثم أضاف إليها عدداً من التفاصيل ليجعل الرواية أكثر حياة ويعطيها قيمة أدبية." !!
وها هي كتب التبشير التي توزع هنا بين المسلمين تعترف بتسرب أخطاء خطيرة إلى أسفار العهد الجديد . لقد جاء في كتاب : " هل الكتاب المقدس حقاً كلمة الله ؟" في ص 160 ، ما يلي :
" بمقارنة أعداد كبيرة من المخطوطات القديمة باعتناء يتمكن العلماء من اقتلاع أية أخطاء ربما تسللت إليها . مثالاُ على ذلك الإدخال الزائف في رسالة يوحنا الأولى ، الإصحاح الخامس . فالجزء الخير من العدد 7 ، والجزء الأول من العدد 8 ، يقول حسب الترجمة البروتستنتية العربية ، طبع الأمريكان في بيروت _ ونقرأ في الترجمة ******ية العربية شيئاً مماثلاً : في السماء ... الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة ( الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة في واحد ."
ولكن طوال القرون الثلاثة عشر الأولى للميلاد لم تشتمل أي مخطوطات يونانية على هذه الكلمات . وترجمة " حريصا " العربية تحذف هذه الكلمات كلياً من المتن . والترجمة البروتستنتية العربية ذات الشواهد تضعها بين هلالين موضحة في المقدمة أنه ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها .
أعتقد أن أبسط تعليق هو التذكرة فقط بأن هذا النص الخطير الذي أدخل ابتداء من القرن الثالث عشر ، والذي يقتبس منه فكرة التثليث ، لم يكن له وجود طوال القرون السابقة . وهذا شيء لا يمكن اعتباره تحريفاً بسيطاً ، بل إنه تحريف خطير ، لأنه يمس أساس العقيدة . وهكذا نجد أن نصوصاً وأفكاراً تتسرب إلى الكتابات التي اعتبرت مقدسة عبر القرون ، فكل ما يتعلق بتثليث أو ثالوث ، ما من شك في أنه دخيل على مسيحية المسيح الحقة التي لا تزال لها بقايا في الأناجيل الموجودة حالياً .
ويكفي أنه عندما يأتي العلماء لتفسير صلاة المسيح الأخيرة في إنجيل ( يوحنا 17 : 3 ) التي يقول فيها :
" وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ،((( و ))) يسوع المسيح الذي أرسلته ".
فإنهم يقولون : إن هذا توحيد لا شك فيه .
وطبعاً هذا الكلام معناه باللغة العربية المتداولة :
لا إله إلا الله ، المسيح رسول الله .
ومن هذه النقاط يمكن أن تلتقي النصرانية مع الإسلام .
وفي فقرات أخرى وفي لقاءات أخرى مع الإسرائيليين كان قوله :
" أسمع يا إسرائيل : الرب إلهنا رب واحد " ( إنجيل مرقس 12 : 29 )
وهذه الفقرة تشير إلى ما في أسفار العهد القديم . ( سفر التثنية 6 : 4 )
وعندما تقدم إليه إسرائيلي ليسأله :
" أيها المعلم الصالح ، ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟". ( إنجيل لوقا 18: 18 )
ماذا قال المسيح ؟
لم يقل له افعل كذا أو كذا .. لكنه أولا نفى الصلاح عن نفسه فقال :
" كيف تدعوني صالحاً ؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله . بعد ذلك بدأ المسيح يعلمه ما جاء في أسفار العهد القديم وما دعا إليه وهو التوحيد في العقيدة والتمسك بشريعة موسى والحفاظ عليها . أعتقد أنه بهذا نكون قد انتهينا من الحديث عن أسفار العهد الجديد .
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
01-10-2016, 09:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة في أسفار العهد الجديد
1 - مشكلة الاختلاف الكثير :
يوجد اختلاف كثير بين الأناجيل : الواحد عن الآخر .. واختلاف داخل الإنجيل نفسه . ومن الطبيعي أنه في أي دراسة سواء كانت دراسة دينية أو أي دراسة وخاصة ما يتعلق بالوحي والتنزيل والكتب المقدسة فإنه تحكمنا القاعدة الأساسية التي لا بد أن يقبلها الكل .. وهي أنه :
لو كان من عند غير اله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " ( سورة النساء آية 82 . )
أ- اختلاف متى ولوقا في نسب المسيح ?- :
لقد جرت التقاليد المسيحية في نسبة المسيح ليوسف النجار خطيب مريم ((( اتهام مخزي .. نسبوه إلى هذا النبي الكريم وهو برئ منه أشد البراءة واتهام لأمه مريم البتول العفة الحصان .
وقد قص الله تعالى علينا أمرها وابنها في سورة مريم ، قال تعالى :
" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} . "
وقال سبحانه وتعالى عنها في سورة التحريم :
" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12} " ))) .
فها هو لوقا يقول :
" ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة ، وهو على ما كان يظن أنه ابن يوسف ( النجار ) بن هالي بن ... ... " ( 3 : 23 )
ولقد اختلف متى مع لوقا في تسلسل نسب المسيح هذا ، إذ جعله متى بأتي من نسل سليمان بن داود .. بينما جعله لوقا بأتي من نسل ابن آخر لداود هو ناثان ويتضح الموقف بعمل جدول يبني الأنساب التي ذكرها كل من متى ولوقا مقارنة بأنساب الآباء التي وردت في أسفار العهد القديم وخاصة سفر أخبار الأيام وذلك كالآتي :
مسلسل .... أنجيل متى .... سفر أخبار الأيام الأول .... إنجيل لوقا
1 .... داود .... داود .... داود
2 .... سليمان .... سلمان-ناثان .... ناثان
3 .... رحبعام .... رحبعــــــــــام .... متاثا
4 .... أبيـــــــا .... أبيــــــــــــــــا .... مينان
5 آسا آسا مليا
6 .... يهوشافاط .... يهوشافاط .... الياقيم
7 .... .يــــــــورام .... يــــــــورام .... يونان
8 .... عزيـــــــــا .... اخزيـــــــــا .... يوسف
9 .... ـــــــــــــــ .... يـــــــــــــــــــوآش ....... يهوذا
10 ـــــــــــــــــ .... أمصيـــــــــــــــــا .... شمعون
11 .... ـــــــــــــ .... عزريــــــــــــــا .... لاوي
12 .... يوثـــــــــام .... يوثـــــــــــام .... متثات
13 .... آحـــــــــــاز .... آحـــــــــاز .... يوريم
14 .... حزقيـــــــــا .... حزقيــــــــا .... اليعـازر
15 .... منســــــــي .... منســـــــي ..... يوسي
16 .... آمــــــــــون .... آمــــــــون .... عيـــــــر
17 .... يوشيــــــــــا .... يوشيــــــا .... المودام
18 .... ــــــــــــــــــ .... يهوياقيــــــم .... قصم
19 ..... يكنيــــــــــا ..... يكنيــــــــــــا ..... أدي
20 .... شألتيئـــــيل .... شألتيئيـــــــل .... ملكي
21 .... ـــــــــــــــــ .... فدايـــــــــــــــا ... .ؤ نيري
22 .... زربابــــــــل .... زرباـــــــــبل .... شألتيئيل
23 .... أبيهـــــــــود .... حنتيــــــــــــا .... زربابل
24 .... ( متى ) الياقيم ......... ( لوقا ) ريسا
25 .... ( متى ) عازور ..... ( لوقا ) يوحنا
26 .... ( متى ) صادوق ...... ( لوقا ) يهوذا
27 .... ( متى ) أخيم ..... ( لوقا ) يوسف
28 .... ( متى ) اليود .... ( لوقا ) شمعي
29 .... ( متى ) اليعازر .... ( لوقا ) متاثيا
30 .... ( متى ) متان .... ( لوقا ) مآث
31 .... ( متى ) يعقوب .... ( لوقا ) نجاي
32 .... ( متى ) يوسف .... ( لوقا ) حسلي
33 ............................... ( لوقا ) ناحوم
34 ............................... ( لوقا ) عاموص
35 ................................. ( لوقا ) متاثيا
36 ................................ ( لوقا ) يوسف
37 ................................. ( لوقا ) ينا
38 ............................. ( لوقا ) ملكي
39 ................................. ( لوقا ) لاوي
40 ................................. ( لوقا ) فتثاث
41 ................................ ( لوقا ) هالي
42 ................................. ( لوقا ) يوسف
يلاحظ في هذا الجدول – أنه تبسيطاً للدراسة – فقد اكتفينا بتتبع نسب سلمان بن داود كما جاء في سفر أخبار الأيام حتى المسلسل رقم ( 23 ) فقط وصرفنا النظر عن تتبع نسب ناثان بن داود . كما أن الأنساب التي وضع مكانها ( ـــ ) تحت إنجيل متى إنما تعني أسماء آباء سقطت خطأً من القائمة التي كتبها متى .
إن في الجدول السابق يكشف عن عدد من الملاحظات التي لا تخفي على أحد . ولقد تحدث مفسرو الأناجيل في هذه الملاحظات فكان مما قالوا الآتي :
يقول جون فنتون :
" من المحتمل أن يكون متى قد استمر في الاعتماد على ( سفر أخبار الأيام الأول 3: 5 ، 10- 16 ) إلا أنه حذف ثلاثة أجيال بين يورام ويوثام ، كما حذف يوهاقيم بعد يوشيا . أما تسلسل النسب في لوقا فإنه يسير خلال ابن آخر لداود وهو ناثان .
ولقد استطاع متى أن يأخذ الأسماء الثلاثة :
يكنيا ، وشألتيئيل ، وزربابل ، من ( أخبار الأيام 3 : 16 ) وما يليها ، أما بالنسبة لبقية الأسماء المذكورة في قائمته فلم يكن لديه أي مصدر مكتوب حسبما نعلم .
كذلك فإن لوقا أورد في قائمته :
شألتيئيل وزربابل ، لكنه لم يذكر أحداً من الآخرين ( المذكورين في متى ).
ويشر متى إلى أنه في كل من العصور الثلاثة يوجد أربعة عشر جيلاً ، رغم أنه في الحقيقة لم يذكر سوى ثلاثة عشر اسماً في الجيل الأخير ابتداء من ( 1 : 12 – 16 ) . ( تفسير إنجيل متى : ص 39 – 40 ) .
ويقول جورج كيرد :
" في منتصف قائمة لوقا نجد هذه الأسماء الثلاثة :
يوحنا بن ريسا بن زربابل _ لكن يوحنا هي صيغة أخرى لاسم " حننيا " الذي كان ابناً لزربابل . إن هذا الشخص " ريسا " لم يذكر البتة في ( سفر أخبار الأيام الأول 3 : 19 ) ، لكن " ريسا " هي كلمة آرامية تعني أمير ، ولا بد أنها ملحقة في القائمة الأصلي كلقب يسبق زربابل ، وهو الرجل الوحدي الذي كان يمكن الإشارة إليه بهذا اللقب بعد عام 586 ق . م . ( عام السبي البابلي ) .
إن الخطأ الذي لحق بقائمة لوقا يمكن إرجاعه إلى أن القائمة الأصلية . ( التي نقل عنها ) كانت مصنفة بترتيب عكس هذا :
" زربابل الأمير ولد يوحنا ". ( تفسير إنجيل لوقا ص 19.)
وخلاصة القول في نسب المسيح أننا إذا اعتبرنا سفر أخبار الأيام هو المرجع الرئيسي لأنساب الآباء نجد الآتي :
1- أخطأ متى في سلسلة نسب المسيح حين أسقط منها خمسة أسماء ( المسلسلات أرقام 9 , 10 , 11 , 18 , 21 ) .
2- أخطأ لوقا حين أضاف " ريسا " ( المسلسل رقم 24 ) بين زربابل ويوحنا .
3- أختلف لوقا مع متى اختلافاً جوهرياً حين جعل يوسف زوج مريم ينحدر من نسل ناثان بن داود ، بينما جعله متى ينحدر من نسل سليمان بن داود.
ومنذ قرون مضت بذلك نفر من المدافعين عن الأناجيل _ باعتبارها وحياً من الله _ محاولات مضنية للتوفيق بين لوقا ومتى اعتماداً على التقاليد الإسرائيلية ، لكن محاولاتهم باءت جميعها بالفشل.
ويكفي التسليم بالخطأ الذي لحق بقائمة متى عند مقارنتها بما في سفر أخبار الأيام الأول _ إذ أنه أسقط منها : يوآش ، وأمصيا ، وعزريا ، ويهوياقيم، وهو أمر واضح لا يحتمل الجدل _ حتى يكفي التسليم تبعاً لذلك باختلاف لوقا مع متى وهو الشيء الذي قرره علماء المسيحية .
ب – اختلاف الأناجيل في أسماء التلاميذ :
يقول متى في إنجيله :
" أما أسماء الاثنى عشر رسولاً فهي هذه . الأول سمعان الذي يقال له بطرس ، وأندراوس أخوه. يعقوب بن زبدي. ويوحنا أخوه. فيلبس ، وبرثولماوس . توما ومتى العشار. يعقوب بن حلفي ن ولباوس الملقب تداوس . سمعان القانوني ، ويهوذا الأسخريوطي . ( 10 : 2 – 4 ).
لكن لوقا يقول :
" لما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضاً رسلاً . سمعان الذي سماه أيضاً بطرس ، وأندراوس أخاه . يعقوب ، يوحنا . فيلبس وبرثولماوس . متى وتوما. يعقوب بن حلفي، وسمعان الذي يدعى الغيور . يهوذا أخا يعقوب ويهوذا الأسخريوطي . ( 6 : 13 – 16 ).
ويذكر يوحنا أسماء بعض التلاميذ من بينهم يهوذا آخر غير الخائن وهو الذي يقول عنه : " يهوذا الأسخريوطي " ( 14 : 22 ) .
من الواضح أن هناك اختلافاً بين ما ذكره متى ومرقس ( 3: 16 – 19 ) من جانب وبين لوقا ويوحنا من جانب آخر ، ولهذا يقول جورج كيرد:
" عندما كتبت الأناجيل لم يكن هناك مجرد التحقق من شخصية التلاميذ . أن يهوذا بن يعقوب لا يظهر في القائمة المذكورة في كل من متى ومرقس ، بينما شغل مكانه لباوس الملقب تداوس ".
ج - اختلاف ( متى ومرقس) في قصة تطهير الهيكل وشجرة التين :
يقول إنجيل متى ( 21 : 12 - 21 ) :
" ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل ... وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص ... ثم تركهم وخرج خارج المدينة إلى بيت عنيا وبات هناك . وفي الصباح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع . فنظر إلى شجرة تين على الطريق وجاء عليها فلم يجد فيها شيئا إلا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد . فيبست التينة في الحال .
فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال .. فأجاب يسوع وقال لهم : الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون .. إن قلتم لهذا الجبل إنتقل وإنطرح في البحر فيكون . " *
لكن إنجيل ( مرقس 11 : 12 - 24 ) يقول في هذا الحادث :
" وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء عليها لم يجد شيئا إلا ورقا . لأنه لم يكن وقت التين . فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد . وكان تلاميذه يسمعون . وجاءوا على أورشليم . ولما دخل يسوع الهيكل إبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام .. وكان يعلم قائلا لهم أليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى .. وانتم جعلتموه مغارة لصوص . ولما صار المساء خرج إلى خارج المدينة وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول . فتذكر بطرس وقال له يا سيدي : انظر التينة التي لعنتها قد يبست . فأجاب يسوع وقال لهم .. من قال فهذا الجبل إنتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه .. فمهما قال يكون له . "
من الواضح كما قلت سابقاً أن هناك اختلاف بين (متى و مرقس ) في قصة تطهير الهيكل و شجرة التين :
1- بينما يذكر ( متى ) إن تطهير يسوع للهيكل من الباعة والصيارفة قد حدث قبل أن يمر بشجرة التين ثم لعنها .
2- نجد عكس هذا في إنجيل ( مرقس ) يذكر حادثة شجرة التين قبل تطهير الهيكل .
3- حادثة شجرة التين مختلفة / نجد في إنجيل (مرقس) ان يسوع يبحث عن تمر في الشجرة ويلعنها في نفس اليوم ثم يلفت بطرس نظر يسوع إلى جفافها في اليوم التالي .
4- في إنجيل (متى) جميع أحداثها تقع في نفس اليوم . ( تفسير انجيل متى : ص 336 ) .
تعليق بسيط :
في إنجيل (مرقس) يقول إن الوقت لم يكن وقت تين وهذا يعني أن معلومات المسيح الذي قيل إنه اله أو ابن الله لم تصل إلى مستوى الفلاح العادي الذي يعلم إن كان الوقت وقت تين أم لا . ولم يعلم إن كانت الشجرة التي يرها على مد البصر بها تين أم لا . وتقول الروايتان إن هذا الإله الجائع ذهب إلى الشجرة ولما لم يجد بها تينا فإنه لعنها .
وللحديث بقية ..
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
01-23-2016, 12:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن علم المسيح الغيبَ ليس من علْمه ابتداء بل هو من الله .. ففي إنجيل يوحنا ( 5: 20 ) :
" لأنّ الآب يحبُّ الابن ويُريهِ جميعَ ما هو يعملُه وسيُريه أعمالاً أعظمَ من هذهِ لتتعجّبوا أنتم . "
وفيه ( 21 : 5 ) :
فقال لهم يسوع يا غلمان ألعلّ عندكم إيداماً ؟ أجابوه : لا
وفي إنجيل متى ( 8 : 10 ) :
" فلمّا سمع يسوع تعجب ... "
وفيه 15 : 34 ) سؤال المسيح لتلاميذه :
" فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز ؟ فقالوا له : سبعةٌ وقليلٌ من صغار السمك "
وفي إنجيل لوقا ( 8 : 45 ) أن المسيح لم يعرف المرأة التي لمسته :
" فقال يسوع من الذي لمسني ".
فهذه الفقرات تدل على أنّ المسيح عليه السلام لا يعلم الغيب .. وإلا لَمَا قال بأنّ الله سيريه أعمالاً .. ولَمَا صدر منه التعجب الحاصل بخفاء السبب ، ولَمَا سأل الغلمان عن مقدار الطعام وعن الذي لمسه..
فإذا كان لا يعلم بأقرب الأشياء إليه فكيف بما بَعُد عنه ؟!
وهذا يدل على أنه بَشَرٌ مخلوق وليس إلهاً ولا ابن إله .
تجربة إبليس للمسيح : ارجوا الانتباه هذا ( إبليس )
ورد في أنجيل متى ( 4 : 1 – 11 ) :
" ثم أصعِدَ يسوعُ إلى البريّة من الروح ليُجرَّب من إبليس . فبعد ما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلةً جاع أخيراً . فتقدّم إليه المجرِّب وقال له : إن كنتَ ابن الله فقلْ أنْ تصير هذه الحجارةُ خبزاً . فأجابَ وقال: مكتوبٌ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسانُ بلْ بكلّ كلمة تخرجُ من فم الله . ثم أخذه إبليسُ إلى المدينة المقدّسة وأوقفه على جناح الهيكل . وقال له : إن كنت ابن الله فاطرحْ نفسك إلى أسفل ز لأنه مكتوبٌ أنه يوصي ملائكته بك فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تَصْدِمَ بحَجَرٍ رجْلَكَ. قال له يسوع : مكتوبٌ أيضاً لا تجرّب الربّ إلهَكَ . ثم أخذه أيضاً إبليسُ إلى جَبَلٍ عالٍ جداً وأراه جميعَ ممالك العالم ومجدها . وقال له :
أعطيكَ هذه جميعها إنْ خررتِ وسجدت لي . حينئذ قال له يسوع : اذهبْ يا شيطانُ . لأنه مكتوبٌ للربّ إلهك تسجدُ وإياه وحده تعبدُ . ثم تركه إبليسُ وإذا ملائكةٌ قد جاءتْ فصرات تخدمُهُ. "
نرى في هذه الفقرات أن إبليس أراد أن يُجرّبَ المسيحَ فطلبَ منه أن تصيرَ الحجارةُ خبزاً . وأن يُلقيَ نفسه من مكانٍ عالٍ ، وأن يَسجد له سجدةً واحدةً ليعطيَه ملْكَ العالَم ، وهذا القصة _ على الشكّ في صحَتها _ فيها إشارةٌ تامّة وواضحةٌ لبشرية المسيح ورسالته .. وتوحيده لله ، وأنّه ليس إلهاً ولا ابن إله ، بل هو عابدٌ لله . وفيما يلي أوجه الدلالة :
الوجه الأول :
أنّ إبليس قاد المسيح إلى بيت المقدس ثم إلى مكان عال. وما نرى المسيح إلاّ انقاد له ، ولابدّ أنْ يكون قد انقاد له طائعاً أو مكرهاً لا ثالث لهما.
فإن كان انقاد له طائعاً فيكون تحت حُكم الشيطان وتصرّفه .. وهذه منزلة يجلّ عنها الأنبياء فضلاً عن الإله ذي العزة والجبروت .
وإنْ كان انقاد له مكرهاً فهذه منزلة المصروعين الذين يتخبطهم الشيطان من المسّ .. ولا تليق بعيسى عليه الصلاة والسلام وهو عبدُ الله ورسوله الكريم .
الوجه الثاني :
كيف يطمع إبليس في أنْ يسجد له الإله الذي خلقه لعبادته، بل كيف يتجرّأ إبليس _ لو كان المسيح إلهاً _ أنْ يدعو إلهه إلى السجود له وعبادته ؟! .. والمسيح بزعمكم خالقكم وخالق إبليس .. فهل يُجرِّب المخلوقُ خالقه ؟!
وهذه التجربة والدعوة للسجود تصحّ في حق البشر المخلوقين ، والله يعصم الأنبياء .. فلئن صحّت دعوتُ إبليس للمسيح أنْ يسجد له فهي أكبر دليل على أن المسيح بَشَرٌ مخلوق خالص العبودية لله الواحد الأحد.
الوجه الثالث :
هو أنّ إبليس وجنده كلهم ضمن ملْك الله وتصرّفه .. فكيف يصّح أنْ يمنّي إبليسُ ربَّه بإعطائه ملْك الدنيا والحال أنه مملوك له ؟!
فأن قال قائل إن الجوعَ والانقيادَ وطلبَ السجودِ مقابل ملْك الدنيا كله واقع على الناسوت دون اللاهوت ، يقال :
إنّ اللاهوت والناسوت عندكم متّحدان ، فانقيادُ الناسوت يعني انقياد اللاهوت بالضرورة .. ويؤيدُ ذلك أنّ إبليس دعا اللاهوت دون الناسوت بقوله :
" إنْ كنتَ ابن الله ".
الوجه الرابع :
وفيه عدة نقاط :
1- صعودُ إبليس إلى البرية ليجرّب وصومُه وجوعُه يدلّ على أنّه بشرٌ مخلوقٌ معرّض للامتحان ، واللهُ يمتحنُ عبادَه ولا يُمتَحَن ، ويُطْعِمهم ولا يُطعَم .
2- جواب المسيح لإبليس عندما طلب منه أن يأكل من خبز الحجارة " مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " فيه دليلٌ على أنّ المسيح إنسانٌ أعطاه اللهُ الحياةَ ، وجعل وسيلةَ الحفاظ على هذه الحياة الأكل من الخبز ، وهو بهذا يُشْبه سائر البشر ، لأنّ الإله حياته بذاته لا يغيره ، وهي حياة مستمرة أزلاً وأبداً بدون خبز .
3- قول المسيح : " بكل كلمة تخرج من فم الله " اعتراف بوحدانية الله ، وبأنّ الحياة الدنيوية تستمر بالخبز ، لكنّ الحياة الأخروية تكون بالحفاظ على أوامر الله واتّباع كلماته.
4- قول إبليس " يوصي ملائكته بك " دالٌ على أنّ المسيحَ عبدٌ يختلف عن الملائكة ، وليس هو إلهاً .. لأنّ الإله ليس بحاجة إلى من يحفظه .. والملائكة يحفظون البشر .
5- قول المسيح " لا تجرب الربّ إلهَك " .. " للربّ إلهِك تسجدُ وإياه وحده تَعبد " دالٌّ على أنّ المسيحَ عبدٌ مربوبٌ يَعبد الله ربَّه ويسجدُ له وحده ، ولم يَرْض أنْ يُجَرِّب إلهَه ، لأنّ المخلوقَ لا يجرِّب خالقَه .
6- قول الإنجيل : " ثم تركه إبليسُ وإذا ملائكةٌ قدْ جاءتْ فصارتْ تخدِمه "
دليلٌ على أنّ المسيحّ عبدٌ إلى الله يحفظه ويقوّيهِ بالملائكة .. والله ليس بحاجة لملائكته.
(( أفلا يَعلم مَن كان في عقله أدنى مسكة أنّ هذا الفعل لا يكون من شيطان إلى إله . ولو كان إلهاً لأزاله عن نفسه قبل أنْ يأتيه الملَك من عند ربه . ))
وللحديث بقية ...
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
02-26-2016, 11:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
2- مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها :
بعد ذلك نأتي لموضوع خطير هو مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها .
إن المتفق عليه بين علماء الديانات وخاصة ديانات الكتب المقدسة ( عند أهلها ) هو أن أحد تعاريف النبي بأنه الشخص المرسل من عند الله سبحانه وتعالى أو الذي يتكلم بوحي من خالقه ولا يدخل الخلف في أخباره.
فمن المؤكد أن النبي الذي يصدقك فيما حدث في الدنيا ، لابد أن يصدقك ما وعد به في الآخرة . لكن عندما تنسب نبوءة لنبي ما ، بل وأكثر من نبوءة تثبت أن الحياة الدنيا التي نعيشها قد انتهت ..
فماذا يكون المصير بالنسبة لتنبؤات الحياة الأخرى ؟
من المؤكد أن ما وعد به لن يتحقق أيضاً . اعتقد أن هذه قاعدة متفق عليها .
وبالنسبة لموضوع التنبؤات في الأناجيل نجد الآتي :
التنبؤ بأن نهاية العالم تحدث في القرن الأول الميلادي :
تقول الأناجيل إن السيد المسيح : " دعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض .. وأوصاهم قائلاً .. ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام .. ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى فإني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان ( المسيح ). ( متى 10 : 1 – 23 ) .
وبصورة أخرى تؤكد ما سبق فأن نهاية العالم وعودة المسيح ثانية إلى الأرض لابد أن تحدث قبل أن يفني ذلك الجيل الذي عاش في القرن الأول من الميلاد .
( متى 24 : 29 - وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع * 30- وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء . ... ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ...34 -الحق أقول لكم (( لا يمضي )) ((ؤهذا الجيل )) حتى يكون هذا كله
ويتفق كل من إنجيلي ( مرقس 13 : 24 - 30 ) وإنجيل ( لوقا 21 : 25 - 32 ) مع ذلك التقرير الخطير الذي قرره (متى) .
وان شيئا من هذا لم يحدث كما توقعه (متى) . ( تفسير إنجيل متى : ص 21 ).
وعلى ذلك تكون التنبؤات التي نسبتها الأناجيل للمسيح عن حدوث نهاية العالم في ( القرن الأول الميلادي استحال تحقيقها ولا يمكن لأحد الدفاع عنها .
ب - التنبؤ باصطحاب يهوذا الخائن للمسيح في العالم الآخر :
فأجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك . فماذا يكون لنا . فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على أثنى عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر . " ( متى 19 : 27 – 29 ) .
لقد كان يهوذا الأسخريوطي أحد التلاميذ الاثنى عشر الذين قيلت لهم هذه النبوءة وبعد خيانته أصبح يعرف ( بابن الهلاك ) لأنه طرد من صحبة المسيح في الدنيا والآخرة . وبهذا استحال تحيق هذه النبوءة .
وإذا رجعنا إلى نظير هذه الفقرة في إنجيل لوقا لوجدنا _ كما يقول جون فنتون _ " أنه حذف العدد الاثنى عشر ولعل ذلك يرجع إلى أنه كان يفكر في يهوذا الأسخريوطي " . ( تفسير إنجيل متى : ص 317
ج - التنبؤ بدفن المسيح في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالي :
حاول قوم من اليهود تعجيز المسيح فقالوا له :
" يا معلم نريد أن نرى منك آية . فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثالث ليال يكون هكذا ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال متى 12 : 38 – 40 ) .
إن هذا القول شائع في الأناجيل وتكرر ذكره في أغلبها وفي أكثر من موضع . وقد ذكر في إنجيل ( مرقس في 8 : 31, 9 : 31, 10 : 34 ).
وذكر في إنجيل لوقا مع اختلاف هام يلحظه القارئ ، وذلك في قوله :
" وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول. هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي . لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل " ( 11 : 29 – 30 ) .
وذكرت الأيام الثلاثة في إنجيل ( يوحنا 2 : 19 ) .
ونقرأ في سفر يونان ( يونس عليه الصلاة والسلام ) ما حدث له فقد " أعد ( الرب ) حوتاً عظيماً ليبتلع يونان . فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال .. فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت .. وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر " ( 1 : 17 ، 2 : 1 – 10 ) .
ومن الواضح إذن أنه لكي تتحقق هذه النبوءة فيجب أن يبقى المصلوب في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.
ولكن إذا رجعنا إلى ما تذكره الأناجيل عن أحداث الصلب والقيامة لوجدنا أن المصلوب أنزل من على الصليب مساء الجمعة ( يوم الصلب ) :
" ولما كان المساء إذا كان الاستعداد أي ما قبل السبت. جاء يوسف الذي من الرامة .. ودخل إلى بيلاطس ( الحاكم ) وطلب جسد يسوع .. فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات. ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف . فاشترى كتاناً فأنزله وكفَّنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتاً في صخرة ودحرج حجراً على باب القبر " ( مرقس 15 : 42 – 46 ) .
ولقد اكتشف تلاميذ المسيح وتابعيه أن ذلك القبر كان خالياً من الميت في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد . وفي هذا يقول إنجيل متى :
" وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر ... فأجاب الملاك وقال للمرأتين .. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال " ( 28 : 1 – 6 ) .
كذلك يقول إنجيل يوحنا :
" وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر ( 20 : 1 ) .
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن :
عدد الأيام التي قضاها الميت في بطن الأرض ( في القبر ) = 1 يوماً ( يوم السبت ).
عدد الليالي التي قضاها الميت في بطن الأرض ( في القبر ) = 2 ليلة ( ليلة السبت وجزء من ليلة الأحد على أحسن الفروض ).
وبذلك استحال تحقيق هذه النبوءة التي قالت ببقاء الميت في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
03-17-2016, 02:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المحاكمة :
لم تتفق الأناجيل على عدد المحاكمات ... سنكتفي بالحديث عن محاكمتين فقط .
1- المحاكمة الأولى : أمام مجمع اليهود :
يقول مرقس : " مظوا بيسوع إلى رئيس الكهنة فاجتمع ومعه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة .
وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالساً بين الخدام يستدفئ عند النار.
وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا . لأن كثيرين شهدوا عليه زوراً ولم تتفق شهاداتهم .. ثم قام قوم وشهدوا عليه زوراً قائلين نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني حجر غير مصنوع باياد . ولا بهذا كانت شهاداتهم تتفق.
فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلاً : أما تجيب بشيء .. ماذا يشهد به هؤلاء عليك.
أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء . فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال له : أأنت المسيح ابن المبارك.
فقال يسوع : أنا هو . وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء.
فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال : ما حاجتنا بعد إلى شهود ؟ وقد سمعتم التجاديف . ما رأيكم ؟ . فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت . فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له : تنبأ . وكان الخدام يلطمون " ( 14: 53-65)
يقول نينهام :
" ليس من السهل ان نتبين كيف نشأ هذا الجزء . ولقد كان السؤال حول قيمته التاريخية _ ولا يزال _ موضوعاً يتعرض لمناقشات حيوية. ومن الواجب أن نعرض الأسباب الرئيسية للشك في قيمته التاريخية ، ونناقشها وبأختصار : كما يلي :
1- يصف القديس مرقس المحاكمة على أنها حدثت أمام المجمع _ أي السهندرين _ وهو هيئة رسمية تتكون من واحد وسبعين عضواً يرأسها رئيس الكهنة وتمثل السلطة الشرعية العليا في إسرائيل.
ولما كانت لائحة السهندرين المذكورة في المشنا ، تبين الخطوات التفصيلية التي يجب اتخاذها أمام تلك الهيئة ، فان المقارنة بين تلك الإجراءات وبين ما يذكره القديس مرقس عن محاكمة يسوع ، تكشف عن عدد من المتناقضات أغلبها جدير بالاعتبار .
2- ولكن ، هل كان من الممكن أن يجتمع أعضاء السهندرين ، ولو حتى لعمل مثل تلك الإجراءات القضائية الرسمية التي تسبق المحاكمة في منتصف ليلة عيد الفصح ، أو إذا اعتبرنا أن تقويم القديس مرقس لأسبوع الأحداث غير دقيق ، فهل كان يمكن أن يجتمعوا في منتصف الليلة السابقة لعيد الفصح ؟
إن محاكمة رسمية في مثل ذلك الوقت تبدو شيئاً لا يمكن تصديقه ، كما يشك أغلب العلماء تماماً في عقد جلسة في مثل ذلك الوقت ، ولو لعمل تحقيقات مبدئية " ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 398 – 401 )
المحاكمة الثانية أمام بيلاطس :
يقول مرقس :
" وللوقت في الصباح الباكر تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله وأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه على بيلاطس. فسأله بيلاطس : أنت ملك اليهود ؟ فأجاب وقال له : أنت تقول ؟ وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيراً .
فسأله بيلاطس أيضاً قائلاً أما تجيب بشيء . انظر كم يشهدون عليك . فلم يجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس . وكان يطلق لهم في كل عيد أسيراً واحداً ، من طلبوه . وكان المسمى باراباس موثقاً مع رفقائه في العتنة ، الذين في الفتنة فعلوا قتلاً .
فصرخ الجميع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائماً يفعل لهم. فأجابهم بيلاطس قائلاً أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود. لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً فهيج رؤساء الكهنة الجميع لكي يطلق لهم بالحري باراباس .
فأجاب بيلاطس أيضاً وقال لهم فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود ؟ فصرخوا أيضاً أصلبه . فقال لهم بيلاطس : وأي شر عمل ؟ فازدادوا جداً صراخاً : أصلبه .
فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجميع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعد ما جلده ليصلب " ( 15 ك: 1 – 15 )
يقول نينهام :
" رغم أن المحاكمة تعرض لنا باعتبارها وقعت في العراء _ فإن رواية القديس مرقس لا يمكن اعتبارها بأية حال تقريراً لشاهد عيان ، وفي الواقع إنها ليست تقريراً على الإطلاق .
إننا لم نخطر كيف علم بيلاطس بالتهمة . ( وفي العدد 2 نجده قد عرفها من قبل ) ولماذا لم يرد ذكر لحكم رسمي ( على عكس لوقا الذي يقول : فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم – 23 : 24 )
وبالنسبة لما قيل عن عادة إطلاق أحد المسجونين _ فإن وجهة نظر أغلب العلماء تقرر أنه :
لا يعرف شيئاً عن مثل هذه العادة كما وصفت هنا. إن القول بأن عادة الحكام الرومان جرت على إطلاق أحد المسجونين في عيد الفصح ، وأن الجماهير هي التي كانت تحدد اسمه بصرف النظر عن جريمته .. إنما هو قول لا يسنده أي دليل على الإطلاق .. بل إنه يخالف ما نعلمه عن روح الحكم الروماني لفلسطين وأسلوبه في معاملة أهلها .
على أن محتويات الحوار بين بيلاطس والجمهور تعتبر من المشاكل أيضاً .. فيبدو منها أن بيلاطس قد وُوجِه مقدماً بالاختيار بين مجرمين أدينا , بحيث إذا أطلق سراح أحدهما لوجب عليه إعدام الآخر .. وفي نهاية الفقرة التالية ( الأعداد 2- 5 ) نجد أن يسوع لم يدن وحسبما تذكره القصة لا نجد مبرراً يمنع بيلاطس من تبرئة يسوع إذا كان قد اعتقد في براءته وإصدار عفو كذلك عن باراباس .
ونجد في رواية القديس متى لهذه القصة أن اسم ذلك المتمرد قد ذكر مرتين ( في 27: 16-17 ) في أغلب النسخ على أنه : يسوع باراباس .. والاعتقاد الشائع أن ذلك كان القراءة الأصلية.
إن حذف كلمة يسوع من النسخ المتداولة .. يمكن شرحه ببساطة على أساس انه بالرغم من أن اسم يسوع كان شائعاً في أيام المسيح . فلم يلبث المسيحيون أن اعتبروه اسماً مقدساً يرقى عن الاستخدام العادي ، وأن إطلاقه على أحد المجرمين يعتبر مهيناَ . ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 411 – 416 )
ولقد أضاف متى إلى رواية مرقس قصتين :
احدهما تحكي نهاية يهوذا ، وهذا الموضوع سوف نتعرض له في حينه .. وأما الأخرى فهي الحديث عن حلم زوجة بيلاطس . كذلك بيَّن متى أن بيلاطس أعلن براءته من دم المصلوب بطرقة قاطعة
فهو يقول :
" فقال الوالي وأي شر عمل ؟ فكانوا يزدادون صراخاً ليصلب. فلما رأي بيلاطس أن لا ينفع شيئاً بل بالحري يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلاً إني بريء من دم هذا البار . أبصروا أنتم . فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا . حينئذ أطلق لهم باراباس . وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب " ( 27 : 23-26 )
لكن العلماء يشكون في حادث غسل يد بيلاطس _ كما يقول جون فنتون _ باعتبار أن " عملية غسل اليد لتكون دليلاً على البراءة إنما هي عادة يهودية أكثر منها رومانية ، إذا يقول سفر التثنية :
" يغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من المدينة أيديهم ، ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدم . "
ومن المستبعد جداً أن يكون بيلاطس قد عمل شيئاً كهذا . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 436 ) .
نكتفي بهذا القدر بالنسبة لبعض ما يقال في المحاكمات والثغرات الموجودة فيها ثم نمر بعد ذلك على عدد من العناصر التي تتعلق بقضية الصلب ، وهي لا تحتاج كثيراً للاستشهاد بأقوال العلماء ، إذا أن اختلاف الأناجيل فيها واضح لا يتحاج إلى تعليق .
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
03-21-2016, 10:19 PM
]بسم الله الرحمن الرحيم
[/center]
أنتقل الآن لمناقشة قضية هامة وخطيرة هي قضية الصلب .... وأقولها الآن _ بأمانة _ ومرة أخرى إن من أكبر معجزات القرآن أنه نفي نفيا قاطعا القول بصلب المسيح . لقد قالها في آية واحدة .. هي الآية رقم ( 157 - من سورة النساء :
"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ". )
لكن قضايا أخرى مثل القول بان ( الله هو المسيح ) أو ( أن المسيح ابن الله ) .. ذكرها القرآن في مواضع كثيرة وتكفل بالرد عليها باعتبارها كفرا صريحا . ولقد استغرق الحديث عن قضية التوحيد وما يرتبط بها نحو ثلث القرآن الكريم . ومن المعلوم أن سورة الإخلاص التي تقول ( قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد . ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد . ) _ تعدل ثلث القرآن .
ويحق لنا أن نقول :
لو أن القرآن كان من عند غير الله وأن بشرا من الأرض قد افتراه كذبا على الله وادعى أنه أوحي إليه .. أما كان الأولى به والأيسر لرواد دعوته أن يقول بصلب المسيح .. باعتبار ذلك شائعا ومعروفا بين الناس. وفي تلك الحال فإنه يستميل النصارى ( المسيحيون ) إليه ويقلل من المشاكل والعقبات التي تعترض قبولهم الإسلام .
إن الشواهد القريبة تبين أن تحول المسيحي من طائفة مسيحية إلى أخرى يمكن أن يحدث دون ضجة .. وذلك لاشتراك تلك الطوائف في أصول عقائدية كثيرة . لقد بينت الشواهد البعيدة _ في الزمن _ أن تحول أصحاب العقائد التي شاعت في العالم الروماني الوثني إلى المسيحية كان يرجع بالدرجة الأولى على التشابه الكبير بين أصول تلك العقائد والعقيدة المسيحية التي شاركتها فكرة الإله المتجسد وأفكارا وطقوسا أخرى سوف أتحدث عنها بشيء من التفصيل فيما بعد .
أما تحول المسيحي إلى الإسلام فإنه يعتبر انقلابا في حياته ومعتقداته لأنه غيرّ مفاهيم وعقائد كثيرة ترسبت في عقله ووجدانه.
لكن القرآن _ كتاب الإسلام _ لم يجارِ النصارى على معتقداتهم وما تعارفوا عليه ، لكنه حدد الموافق تحديدا واضحا فجعل القول بأن( الله هو المسيح ) أو أن ( المسيح ابن الله ) كفرا لا يقبل المغفرة .
حتى إذا جاء الحديث عن قتل المسيح _ وكم قتل اليهود من أنبياء قبله يقول الله سبحانه وتعالى في ( سورة النساء 155- ... وقتلهم الأنبياء بغير حق .... )
وذلك لكثرة إجرامهم واجترائهم على أنبياء الله فإنهم قتلوا جما غفيرا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ._ نجد القرآن ينفي قتل المسيح وينفي صلبه نفيا قاطعا لا لشيء إلا لأن ذلك ما حدث فعلا .
فالقرآن لا يقول إلا الحق بصرف النظر عما إذا كان ذلك الحق يتفق وما شاع بين الناس وصار من المسلمات بينهم أم أنه جاء مخالفا لما توارثوه عبر قرون عديدة . وبما أن الصلب قضية ، وما أناقشه هنا عبارة عن مجموعة من القضايا ، فالأولى بى أن أذكر قاعدة بسيطة متفق عليها تحكم أحكام الناس في مختلف القضايا على مختلف المستويات_ وهذه القاعدة تقول : كل ما تسرب إليه الاحتمال سقط به الاستدلال ..
فحين تختلف شهادة شاهدين أمام قاض في محكمة .. فإن ما تفرضه عدالة المحكمة هو عدم الاعتداد بأي من الشهادتين إلى أن يأتي شاهد ثالث يؤيد شهادة أحد الشاهدين ، وإلا امتنع صدور حكم عادل .
والآن نذهب لمناقشة قضية الصلب كما تعرضها الأناجيل .. وهي التي تبدأ بمجموعة من الأحداث الخاصة بمحاولة قتل المسيح إلى أن تنتهي بتعليق شخص يصرخ يائسا على الصليب ، وما أعقب ذلك من تكفينه ودفنه .
قضية الصلب :
1- مسح جسد المسيح بالطيب :
لقد اختلفت الأناجيل في هذه الحادثة البسيطة التي تعتبر مقدمة لأحداث الصلب . يقول إنجيل مرقس :
" كان الفصح وأيام الفطير بعد يومين وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه ... وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص وهو متكئ جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن فكسرت القارورة وسكبته على رأسه .
وكان قوم مغتاظين في أنفسهم فقالوا لماذا كان تلف الطيب هذا . لأنه كان يمكن أن يباع هذا بأكثر من ثلاثمائة دينار ويعطي للفقراء وكانوا يؤنبونها ". ( 14 : 1 – 5 ) .
وقد ذكر متى هذه الحادثة في ( 26 : 6 – 9 ) ، ولوقا في ( 7 : 36 – 39 ) ، ويوحنا في ( 12 : 1 – 6 ) مع اختلاف بينهم في توقيتاتها وعناصرها الرئيسية .
يقول نينهام في هذه القصة :
" نجد القديس يوحنا يذكرها مبكراً عما أورده القديس مرقس ببضعة أيام ، وكذلك يضعها القديس لوقا في موقع مختلف تماماً من سيرة يسوع .. فبينما نجدها في إنجيل مرقس قد حدثت في منزل سمعان الأبرص من قرية بيت عنيا .. نجدها في إنجيل يوحنا حدثت في بيت مريم ومرثا ولعازر . ( تفسير إنجيل مرقس ص 370) .
ويمكن تلخيص اختلاف الأناجيل في هذه القصة كالآتي :
مكان الحادث :
في بيت سمعان الأبرص ( مرقس ومتى ) _ في بيت فريسي ( لوقا ) _ في بيت الإخوة لعازر ومريم ومرثا ( يوحنا ) .
شخصية المرأة :
مجهولة ( مرقس ومتى ) _ خاطئة ( لوقا ) _ امرأة صديقة هي مريم أخت لعازر ( يوحنا ) .
ماذا فعلت :
دهنت راس يسوع بالطيب ( مرقس و متى ) _ دهنت رجليه بالطيب ( لوقا و يوحنا ).
رد الفعل عند المشاهدين :
اغتاظ قوم لإسرافها ( مرقس ) _ اغتاظ التلاميذ ( متى ) . _ كان تساؤل الفريسي مع نفسه حول معرفة يسوع لشخصية المرأة ( لوقا ) _ اغتاظ يهوذا الأسخريوطي لإسرافها ( يوحنا )
2- التحضير للعشاء الأخير : -
( مرقس 14 : 12 - وفي اليوم الأول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه أين تريد أن نمضي ونعد لتأكل الفصح . 13- فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما اذهبا إلى المدينة فيلاقكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه . 14- وحيثما يدخل فقولا لرب البيت إن المعلم يقول أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي 15- فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة . هنالك أعد لنا . 16- فخرج تلميذاه واتيا إلى المدينة ووجدا كما قال لهما فأعدا الفصح. 17- ولما كان المساء جاء مع الإثنى عشر . )
ويقول نينهام :
" إن أغلب المفسرين يعتقدون أن هذه الفقرة بأعدادها من رقم ( 12 – 16 ) إنما كانت في الواقع إضافة أدخلت فيما بعد إلى الرواية التي يتبعها القديس مرقس في هذا الجزء من إنجيله .
17- ولما كان المساء جاء مع الإثنى عشر
1- وصف اليوم الذي قيل : إن القصة حدثت فيه بأسلوب لا يستخدمه اليهودي العادي الذي كان معاصراً لها .
2- وصف أتباع يسوع في كل فقرة من هذا الإصحاح ( الرابع عشر ) بأنهم تلاميذه بينما أشير إليهم بإصرار في هذه الفقرة بأنهم الإثنا عشر .
3- أن كاتب العدد ( 17 ) الذي يقول :
" إن كاتب الفقرة ( 17 ) [ ولما كان المساء جاء مع الإثنى عشر ] لا يعلم شيئا عن رحلة التلميذين التي ذكرت في الفقرة ( 13 ) فلو كان كاتب العدد ( 17 ) يعلم محتويات تلك الفقرة لكان عليه أن يتحدث عن ( العشرة ) وليس ( الإثني عشر )
أي إن العدد ( 17 ) كان يجب أن يقرأ هكذا :
ولما كان المساء جاء مع العشرة . "
وللحديث بقية ...
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
03-29-2016, 09:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
3- توقيت العشاء الأخير وأثره على قضية الصلب :-
يقول جون فنتون :
" يتفق ( متى 26 : 17 - 19 ) مع ( مرقس 14 : 12 - 17 ) وكذلك ( لوقا 22 : 7 - 8 ) في أن العشاء الأخير كان هو الفصح وعلى العكس من ذلك نجد الإنجيل الرابع يجعل الفصح يؤكل في المساء بعد موت يسوع ( يوحنا 18 : 28 ).
ويرى أغلب العلماء أن توقيت كل من متى ومرقس ( ولوقا ) صحيح وأن يوحنا قد غير ذلك لأسباب عقائدية . ( تفسير إنجيل متى ص 415 ).
ذلك إن (يوحنا) يقرر أن العشاء الأخير الذي حضره يسوع مع تلاميذه كان قبل الفصح ، فهو يقول:
" أما يسوع قبل عيد الفصح .. فحين كان العشاء .. قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها ، ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ " (13 : 1- 5)
وكذلك يقرر يوحنا انهم قبضوا على يسوع في مساء اليوم السابق لأكل الفصح .. وذلك في قوله:
" ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية ، وكان صبح ، ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح . ( 18 : 28 ) .
إن اختلاف الأناجيل في العشاء الأخير وتوقيته ترتب عليه اختلافهم في نقطة جوهرية تعتبر واحدة من أهم عناصر قضية الصلب ..
ألا وهي تحديد يوم الصلب .
فإذا أخذنا برواية ( مرقس ومتى ولوقا ) لكان يسوع قد أكل الفصح مع تلاميذه مساء الخميس ، ثم كان القبض بعد ذلك بقليل في مساء الخميس ذاته ،
وبذلك يكون الصلب قد حدث يوم الجمعة .
أما الأخذ برواية (يوحنا) بأنه يعني أن القبض كان مساء الأربعاء وان الصلب حدث يوم الخميس .
هل حدث الصلب يوم الخميس أم يوم الجمعة . ؟ !!
فإذا ثبت أن هذه الأناجيل تحتوي على بعض التناقضات ولو تناقضاً واحداً _ لا مائة تناقض _ فإن ذلك يبطل كونها وحياً من عند الله سبحانه وتعالى .. لأن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم الذي نزل على رسول أمي وعلى أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب قال :
" ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً "
يعني لو أن القرآن كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً . ولذلك فإن كل مسلم يعلن صراحة :
أخرجوا لنا تناقضاً واحداً من القرآن الكريم بآياته التي بلغت 6236 أية . إن أحداً لا يجرؤ أن يقول إن في القرآن تناقضاً واحداً ، ونحن بين أيديكم نستطيع بإذن الله أن نواجه أي اتهام أو شك أو ريب يثبت أن في القرآن الكريم تناقضاً واحداً .
أما الأناجيل فقد رأيتم أنه على قلة حجمها فهي متناقضة .. بل إن هناك تناقضاً في الصفحة الواحدة .
وأضرب لكم مثلاً لشيء من هذا التناقض في صفحة واحدة ..
في إنجيل متى مثلاً نجد عشرات من هذه التناقضات ويمكن أن نشير إلى بعض منها من غير تحيز. يقول السيد المسيح لبطرس :
" وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقدر عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاُ في السماء وكل ما تحله في الأرض يكون محلولا في السماء. "
إذن _ بطرس قال له المسيح : أنت صخرة ، وأنت قوي ، وأن الشياطين لا تستطيع أن تدخل في خلالك ولا أبواب الجحيم ، وأن عليك أبني كنيستي ، ثم أعطاه وعداً أو عهداً عجيباً أن (( ما حللته في الأرض أحله في السماء ، وما ربطته في الأرض أربطه في السماء ))
ما تفعله أنا أفعله وما تريده أنا أريده. أي أن إرادة الله تابعة لإرادة بطرس.
وهذا هو الذي جاء في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة الآيتان ( 30-31 )
" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) "
فقال عدي بن حاتم الطائي وكان نصرانياً وأسلم .. يا رسول الله ما كنا نعبدهم . على أساس فهمه أن العبادة تعني الركوع على رجليه أو الصلاة له . فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :
" ألم يكونوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بكلامهم "
قال: بلى ، قال : " فتلك عبادتهم من دون الله "
إذن _ أن يكون هناك حق التحليل والتحريم لغير الله وحده فهذا هو الشرك . ولذلك نجد الإسلام ينفي أن تكون سلطة التحليل والتحريم إلا لله . فلا تكون حتى للرسول صلى الله عليه وسلم .. فالرسول لا يملك حق التحليل والتحريم إلا بوحي من الله .. والله عتب عليه حينما حرم على نفسه شيئاً فقال له في سورة التحريم:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) "
في هذا النص الإنجيلي الذي كتبته أعلاه نجد مكانة بطرس عالية .
ولكن انظر في آخر الصفحة ماذا يقول ؟
في أول الصفحة نجد بطرس _ كما يقول الإنجيل على لسان المسيح _ هو الصخرة التي سيقيم عليها المسيح بناء دعوته ، ويشدها إليه ، وهو صخرة راسخة لا تنال أبواب الجحيم منها ، وأن بيده مفاتيح ملكوت السموات. .
ثم لا تكاد العين تتملى هذه الصورة العظيمة لبطرس حتى تلقاها صورة أخرى مضادة تماماً تمسخْ هذا الحواري مسخاً وتحيله من إنسان إلهي إلى شيطان مريد . هكذا فجأة .... وأين ذلك ؟ في إنجيل متى نفسه وفي نفس الإصحاح رقم 16 وبعد عددين اثنين _ أي حوالي سطرين فقط _ من كلمات السيد المسيح المبشرة له.
يقول متى : " من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. فأخذه بطرس إليه وابتداء ينتهره قائلاً حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا . فالتفت وقال لبطرس : أذهب عني يا شيطان . أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس " ( 16: 21 – 23 )
فانظروا كيف كان بطرس في أول الصفحة يقول له المسيح :
ما حللته في الأرض أحله في السماء .. ثم في آخر الصفحة يقول له : أنت شيطان. إن التناقضات كثيرة جداً في الأناجيل .
يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد بعد ما من الله عليه بالإسلام .. وباعتباره كان قسيساً وأستاذ العقيدة واللاهوت في كلية اللاهوت.
" الحقيقة أن عملنا _ كمبشرين _ كان يستند إلى سند جاء في رسالة بطرس الثانية لنؤكد أن التوراة والإنجيل كُتُبٌ موحى بها من الله. فكنا نقول:
(( لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ))
طبعاً هذا النص الذي جاء على لسان بطرس كما جاء في رسالته الثانية ، سوف يوهم هذا النص أن الكتاب المقدس الموجود حالياً كتاب موحي به من الله . كذلك يتناول القسيس في عمله بين المسلمين آية من آيات القرآن الكريم في سورة آل عمران تقول :
" نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) " مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ ) (4)
إن القرآن دقيق كل الدقة فهو لم يذكر العهد الجديد ولا العهد القديم ولكنه ذكر التوراة والإنجيل ..
ولما جاء القرآن ليذكر العهد القديم والعهد الجديد بالكتاب ..
ماذا قال :
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ .. " سورة آل عمران (64)
إذن عندما ذكر الكتاب كله بدأ القرآن يوجه التوجيه السليم والصحيح .
وكذلك في سورة النساء ، يقول الحق سبحانه وتعالى :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (171) "
وجاء في سورة المائدة أيضاً عن أهل الكتاب يقول الله سبحانه وتعالى :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) "
إذن _ لما جاءت الإشارة إلى الكتاب ، جاءت الإشارة بالتنويه إلى التصحيح . . لكن لما جاءت الإشارة إلى التوراة والإنجيل جاءت الإشارة بالتصديق دون أن يذكر لا العهد القديم ولا العهد الجديد
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
04-10-2016, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نخرج من هذا إلى الأناجيل ذاتها .. ولنتدبر إنجيل لوقا ذاته .. هل كان موحي به من الله ؟ أم كان تحت تأثير وحي الله سبحانه وتعالى ؟
لكن قبل هذا كله أحب ان أقول لكم ..
إن الإسلام شيء والمسلمين وسلوكهم وما هم عليه من ضعف الآن شيء آخر بعيد عن الإسلام ... والقرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى ..
فالقرآن الكريم بسوره " 114 " وآياته " 6236 " آية باق ومحفوظ بحفظ الله لا يعتريه نقص أو زيادة أو تحريف ... والله قد تعهد بحفظ القرآن الكريم من التحريف فهو يقول في سورة الحجر اية رقم 9 :
" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون " .
فان كتب الأديان الأخرى قد اعتراها التحريف والتشويه والزيادة والنقصان كما بينت لكم .. فباتت على غير وضعها الاصلي .. ولنتدبر انجيل " لوقا " ذاته ..
هل كان موحي به من الله ؟
أم كان تحت تأثير وحي الله ؟
يقول لوقا { 1 : 1- لَمَّا كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَقْدَمُوا عَلَى تَدْوِينِ قِصَّةٍ فِي الأَحْدَاثِ الَّتِي تَمَّتْ بَيْنَنَا.. 2- كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مِنَ الْبَدَايَةِ شُهُودَ عِيَانٍ.. ثُمَّ صَارُوا خُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ.. 3- رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً.. بَعْدَمَا تَفَحَّصْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ تَفَحُّصاً دَقِيقاً.. أَنْ أَكْتُبَهَا إِلَيْكَ مُرَتَّبَةً يَا صَاحِبَ السُّمُوِّ ثَاوُفِيلُسَ 4 لِتَتَأَكَّدَ لَكَ صِحَّةُ الْكَلاَمِ الَّذِي تَلَقَّيْتَهُ. )
فهو يقول :
{ كما سلمها الينا .. }
ولم يقل موحي بها من الروح القدس ..
ان لوقا لم يكن من الاثنى عشر تلميذاً الذين كانوا مع المسيح .. وهذه نقطة لها وزنها في تقييم الموقف .
ثم عندما نأتي لشاول الذي أصبح يعرف ببولس فيما بعد نجد في ( الإصحاح 7 من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ) يقول في ( العدد 8 ) :
" 8- أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا "
فهذا الكلام من بولس شخصياً .. وهو يريد الناس أن يبقوا مثله بلا زواج .
ثم يقول:
" 10- أما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب ألا تفارق المرأة رجلها "
وهذا هو الانفصال دون الطلاق ..
وعندما تتقدم قليلاً نجده يقول :
" 12- وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب "
فهو مرة يقول ربنا قال ومرة يقول أنا أقول . فكأنه على مستوى الله _ سبحانه وتعالى _ في الكتاب .
وأكثر من هذا فإنه يجعل المرأة المؤمنة لا مانع من أن تتزوج مشركاً .. وهذا خطر كبير على الحياة الزوجية بين امرأة مؤمنة ورجل مشرك .
فهو يقول: " 13- والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه . "
هذا كلام بولس .
هل كان هذا الإنسان متيقظاً عندما جاء ليصحح الوضع ؟
لكنه عندما أفاق .. نجده يقول في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس الإصحاح السادس فقرة 14 – 18 :
" لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبر والإثم .. وأي شركة للنور مع الظلمة .. وأي اتفاق للمسيح مع بليعال .. وأي نصيب للمؤمن من غير المؤمن .. وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان .. لأنكم أنتم هيكل الله الحي .. كما قال الله : إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً . لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب. "
إذن في الرسالة الأولى يقول : والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهي ترتضي أن يسكن معها فلا تتركه . أما الرسالة الثانية فإنه يقول اعتزلوا.
هذا ولا شك ذبذبة في الكلام في كتب مقدسة من المفروض تصديقها تصديقاً مطلقاً ؟
نأتي إلى بولس والعذارى فنجده يقول أيضاً في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح السابع 25 – 26 :
" وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأياً كمن رحمه الرب أن يكون أميناً . فأظن أن هذا حسن بسبب الضيق الحادث أنه حسن للإنسان أن يكون هكذا " .
وأعتقد أن الظنية في الكتب المقدسة شيء رهيب جداً لا يمكن لإنسان الاعتماد عليها .
وأكثر من هذا فإن الزواج في النصرانية لا انفصام له إلا بالموت فإذا حدث أن تزوجت امرأة برجل وكرهت الرجل وأرادت أن تتخلص منه بأي كيفية من الكيفيات الشريفة .. تقول : لما يموت تستطيع أن تتزوج. فالإنسانة تبقى منتظرة ساعة الوفاة حتى تتخلص من الرجل الشؤم الذي كان كابوساً على حياتها.
فماذا يقول بولس ( 7: 39 – 40 ) :
" المرأة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حياً ولكن إن مات رجلها فيه حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط .. ولكنها أكثر دقة إن لبثت هكذا بحسب رأيي. وأظن أني أنا أيضاً عندي روح الله.
فهو كما قلت لا يصدق نفسه إن كان عنده روح الله أم لا . عندما يصدر كلام كهذا من رجل مثل بولس يعطينا تشككاً رهيباً فيما جاء في العهد الجديد.
وعندما نأتي إلى العهد القديم ونرى الألاعيب التي حدثت في العهد الجديد .. نجد أن التوراة واقصد بها " العهد القديم " وهي الاسفار الخمسة الاولى التي اعطاها موسى ( للاويين ) نجد الاتي :
{ تثنية 31 : 24وَعِنْدَمَا أَتَمَّ مُوسَى تَدْوِينَ نُصُوصِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ كَامِلَةً فِي كِتَابٍ.. 25أَمَرَ اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلاً: 26«خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ إِلَى جِوَارِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ.. لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَلَيْكُمْ.. 27 لأَنِّي أَعْرِفُ تَمَرُّدَكُمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِكُمْ. إِذْ وَأَنَا مَازِلْتُ حَيّاً مَعَكُمُ الْيَوْمَ أَخَذْتُمْ فِي مُقَاوَمَةِ الرَّبِّ. فَكَمْ بِالأَحْرَى تَتَمَرَّدُونَ بَعْدَ مَوْتِي؟ }
فهذا سيدنا موسى رسول الله يؤكد للأجيال ان اليهود شعب متمرد ليس على موسى فقط ولكنه متمرد على الله خالق اسرائيل
. ففي سفر التثنية نجد كلاماً غريباً يقول في ( الإصحاح 34 : 5 )
" فَمَاتَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ بِمُوْجِبِ قَوْلِ الرَّبِّ. 6وَدَفَنَهُ فِي الْوَادِي فِي أَرْضِ مُوآبَ.. مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 7- وَكَانَ مُوسَى قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ.. لَمْ يَكِلَّ بَصَرُهُ وَلاَ غَاضَتْ نَضَارَتُهُ. )))
هل يستطيع الميت أن يكتب تفاصيل موته ؟
اذا كان موسى قد مات .. فكيف يستطيع أن يكتب هذه الأسفار ويقول أنا مت وحدث كذا وكذا ( وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ ).
إذن هذا الكلام ولا شك أنه قد زيد وأن التوراة ( العهد القديم ) قد كتبت في غير أيام موسى وحدث لها ما حدث .
هذا بالإضافة إلى أنه بدراسة التوراة والإنجيل دراسة تاريخية سنطمئن كل الاطمئنان إلى أن التوراة عموماً قد أبيدت .. وفي تاريخ إسرائيل نجد أن نبوخذنصر دخل بجيشه إلى الهيكل ودمره وأخذ كل المقتنيات ومن ضمنها الكتب المقدسة والأواني وذهب بها إلى بابل.
إذن ثابت تاريخياً أن التوراة التي كتبها موسى قد فقدت نهائياً . فلما أمر كورش ملك الفرس بإرجاع بني إسرائيل إلى فلسطين أخذ عزرا ونحميا بإعادة تدوين التوراة من ذاكرتهما .
إننا لا نستطيع أن نصدق التوراة والإنجيل كلها .. ولا نستطيع أن تكذبها كلها .. لأن العامل الإنساني موجود في هذه الكتب .
يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد :
" لكني كإنسان هداني الله للإسلام .. فلقد كنت قسيساً ولم أهتد إلى الإسلام بسهولة .. فلا بد أن يكون لدي حجة قوية .. وأن الكتب من موسى إلى عيسى تنبأت بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونجد في سورة النساء الآية (82) يقول الله سبحانه وتعالى :
" أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ).
ليس المفروض أن يكون كل الناس علماء وأن يفرغوا وقتهم للدراسة والمقارنة .. ولكني أعتقد أن ما كتبته أعلاه من رسائل بولس إلى أهل كورنثوس يبين وجود العنصر البشري في العهد الجديد .
هذا ونجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا بشر .. ولم يقل أنا إله .
فالقرآن يقول في سورة الكهف آية (110) :
" قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحد )"
ويتحدى القرآن كل المخلوقات فيقول في سورة الإسراء آية رقم (8 :
" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً " .
إذن نستطيع أن نقطع بأن إنجيل المسيح غير موجود ؟
هذا مؤكد .
فكيف يقول القرآن الكريم في سورة المائدة آية 47 و 44 :
" وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه "
ويقول :
" إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا " .
ويقول الله تعالى في سورة آل عمران أية رقم (93) :
" قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ".
فأي توراة يقصد وأي إنجيل ؟
ان التوراة الموجودة مدبجة بكلام ينسب لموسى وليس كل ما فيها كلام موسى .
وكذلك الإنجيل مدبج بكلام ينسب للمسيح ولكن ليس كل ما فيه كلام المسيح.
نستطيع أن نُجمل الإجابة .. في أن الله سبحانه وتعالى لما قال :
" إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور "
وقال :
" وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه "
بيَّن ربنا سبحانه وتعالى في قوله لرسوله صلى الله عليه وسلم :
" وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه "
إذن المرجع الوحيد لما صح من الإنجيل .. ولما صح من التوراة .. ولما رضيه الله .. هو القرآن الكريم .. فما أثبته القرآن وأقره فهو حق .. وما نسخه القرآن فقد انتسخ .. وما رد عليه القرآن الكريم فهو باطل .
إن السيد المسيح ألزمكم ( بالتوراة ) .. حين قال :
" 17لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ.. بَلْ لأُكَمِّلَ. 18فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِلَى أَنْ تَزُولَ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ.. لَنْ يَزُولَ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ الشَّرِيعَةِ .. ))
فالذي قال هذا من الطبيعي انه غير المسيح عليه الصلاة والسلام الذي نؤمن به نحن المسلمين ... كيف يلزمكم بكتاب محرف ...
اذن هذا الكلام ولا شك انه قد زيد وأن التوراة ( العهد القديم ) قد كُتبت في غير أيام موسى وحدث لها ما حدث .
يقول الله في سورة النساء آية رقم 82 :
( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً ) ..
والاسلام جاء بعبادة وخالق قادر وهو بريىء من عبادة غير الله من جمادات وحيوانات أو أهواء وشهوات .. فالله المعبود رب واحد لا ند ولا مثيل له ونظير .. لم يتخذ زوجه ولا ولدا .
فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة المؤمنون آية رقم (91) :
" مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ "
وسورة الانعام آية رقم (101- بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) .
وسورة الاخلاص :
" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4} ) .
وأما أنبياء الله ورسلهُ فكلهم عباد الله مكرمون .. فضّلهم الله على سائر البشر وأكرمهم بالنبوة والرسالة وكانوا لها أهلاً .
والمسلم يؤمن برسالة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم عليهم افضل الصلاة والسلام .. مما ذكرهم القرآن الكريم فجاءت الاحاديث النبويه بأخبارهم . ويؤمن أن الله أرسل لكل قوم هاد .
والرسل والانبياء في نظر المسلم ليسوا آلهة يعبدون من دون الله ولا يتقرب بهم المرء الى الله .. يتقوى بدعائهم في حايتهم انما فقط لمكانتهم عند الله .. على ان المسلم مطالب أن يخلص العبادة لله وحده من غير وسيط .. فلا شيخ ولا إمام مسجد ولا ولي ولا أي أحد يبارك أعمال العباد . كما تفعل الديانات الاخرى يلزمون البشر أن يتوجهوا لله عن طريقهم .. فهذا في الاسلام عين الضلال .. فكل انسان مسئول عن نفسه مطالب أن يتوجه الى الله مباشرة .. وهناك أهل علم يرجع اليهم المسلم لاستفسار عما أشكل عليه من أمور دينه .. فاذا حصل العلم .. لا يغني عنه استغفار أحد إلا أن يستغفر هو بنفسه
. يقول الله في سورة آل عمران آية رقم (135- وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ..
هكذا ببساطة دون أي اجراءات .. وابناء آدم عليه السلام كأبيهم ليسوا خارجين من رحمة الله حين يخطئون .. فالله يعلم طبيعتهم فلا يكلفهم الا وسعهم .. ولا يحاسب إلا في حدود طاقاتهم يقول الله في سورة البقرة آية رقم (286 ) :
" لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {28} ) .
و يقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام :
" كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون "
أخواني تصوروا معي .. " لو أن واحداً من البشر .. ذهب الى المحكمة متلبساً بجريمة قتل .. .. يده ملوثةٌ بالدم .. وثبتت ادانته من كل وجه .. واعترف بأنه القاتل !!
أفيحق له أو لمحاميه .. أن يدافع قائلاً : أنا قتلت حقاً .. ,انا الذي اقتدته الى ذاك المكان المهجور .. وذبحته .. ولكن فلاناً من الناس أو من غير الناس .. يتحمل عني هذه المسؤوليه .. فحاكموه هو .. وحاسبوه هو ..
" هل هذا يجوز في عُرف البشر .. وفي منطق البشر ؟؟
فاذا كان البشر لا يرضونه لقضاهم ولا لِقضاتهم - مع أن قضاء البشر يحيط به القصور من كل جانب – أفيجوز ذلك أما عدالة الله سبحانه وتعالى ؟
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
04-20-2016, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ان جميع ما في الأرض من مختلف الديانات ، قد سُمِّيت بأسمائها ، أما نسبة إلى اسم رجل خاص ، أو أمة معينة ظهرت وترعرعت بين ظهرانيها . فالمسيحية مثلاُ ، أخذت اسمها من السيد المسيح ، وتسميت البوذية على اسم بانيها بوذا ، واشتهرت الزردشتية باسمها لان مؤسسها وحامل لوائها كان زردشت . وكذلك ظهرت اليهودية بين ظهراني قبلية تعرف بيهوذا , فسميت باليهودية ... الخ .
الا الاسلام ، فانه لا ينتسب الى رجل خاص ولا إلى أمة بعينها ، وانما يدل اسمه على صفة خاصة يتظمنها معنى كلمة الاسلام .
ومعنى كلمة " الاسلام " هو : ( الانقياد والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتارض ) وقد سميّ ديننا بالاسلام لانه طاعة لله وانقياد لأمره بلا اعتراض .
فالاسلام هو دين الله .. والله سبحانه وتعالى لم يُنزّل ديانات مختلفة وانما أنزل على عباده المرسلين ديناً واحداً وهو الاسلام .. ولقد جاء بهذا الدين الواحد جميع رسل الله وانبيائه من آدم الى رسول الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام .. وكلهم يدعون الى عبادة الله الواحد الاحد " لا اله الا الله " ومعناها أنه ليس في هذا الكون أحد جدير بأن يعبده الناس ، ويسجدوا له بالطاعة والعبادة الا الله سبحانه وتعالى .
فما لهذا الكون من مالك ولا حاكم إلا هو وحده وكل شيء مفتقر إليه مضطر إلى استعانته .. حتى المسيح عيسى (يسوع) عليه الصلاة والسلام يدعو الى توحيد الله ، وانه " لا اله الا الله "
انظروا لوقا : الاصحاح (18: - 18-19):
" ١٨ وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قَائِلًا: «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لِأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟» ١٩ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللهُ. "
ومتى يقول في الاصحاح ( 19: 19 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ؛ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ...» 20قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هَذِهِ كُلُّهَا عَمِلْتُ بِهَا مُنْذُ صِغَرِي، فَمَاذَا يَنْقُصُنِي بَعْدُ؟» 21فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً، فَاذْهَبْ وَبِعْ كُلَّ مَا تَمْلِكُ، وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاوَاتِ. وَتَعَالَ اتْبَعْنِي!»)
من الملاحظ ان السيد المسيح كما قلت .. قبل أن يجيب السائل إلى سؤاله ، قد صحح صيغة السؤال ، فنفى الصلاح عن نفسه ، ورده إلى الله وحده الذي تفرد في ذاته وصفاته.
وبذلك قرر المسيح على رؤوس الاشهاد أن ..
" لله المثل الاعلى في السموات والارض " ..
فكيف يقال بعد ذلك إن المسيح إله أو ابن الله .
بل أكثر من ذلك نجد في مرقس الاصحاح ( 12: 28 وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ كَانَ قَدْ سَمِعَهُمْ يَتَجَادَلُونَ، وَرَأَى أَنَّهُ أَحْسَنَ الرَّدَّ عَلَيْهِمْ، فَسَأَلَهُ:
«أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أُولَى الْوَصَايَا جَمِيعاً؟» 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ : « أُولَى الْوَصَايَا جَمِيعاً هِيَ:
اسْمَعْ يَاإِسْرَائِيلُ، الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ... 32فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ:
«صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. .... 34فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِحِكْمَةٍ، قَالَ لَهُ: « لَسْتَ بَعِيداً عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ! » )
فلم يَّدعِ المسيح أنه إله يعبد .. لكن موقفه أمام الله كموقف كل بني اسرائيل . فقال في يوحنا الاصاح (17: 3 – وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقَّ وَحْدَكَ، [/color] وَالَّذِي أَرْسَلْتَهُ: يَسُوعَ الْمَسِيحَ ) ثم عرَّف نفسه بانه رسول الله ( ويسوع المسيح الذي أرسلته) ..
وفي حديث المسيح مع " مريم المجدلية " الذي ذكره يوحنا في الاصحاح ( 20: 17فَقَالَ لَهَا:
« لاَ تُمْسِكِي بِي! فَإِنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى الآبِ، بَلِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي سَأَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ، وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ !» 18فَرَ جَعَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَبَشَّرَتِ التَّلاَمِيذَ قَائِلَةً: «إِنِّي رَأَيْتُ الرَّبَّ!» وَأَخْبَرَتْهُمْ بِمَا قَالَ لَهَا. )
فعلاقة المسيح بالله كعلاقة التلاميذ بالله ، كلهم عبيده . فقد سوّى المسيح بينه وبين سائر الناس في أنّ الله أبوه وأبوهم وإلههُ وإلههم جميعاً .. ومن كان مألوهاً لا يكون ألهاً . وإلا لزم كون المخاطبين بهذه الآية جميعهم آلهة ، والحق من ساوا نفسه بسائر الناس في المألوهية فهو عبد مثلهم ..
ورغم ان ( بولس ) هو مخترع عقيدة ألوهية المسيح إلا أن رسالته الاولى الى ( تيموثاوس الاولى 2 : 5 - فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، وَالْوَسِيطُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ وَاحِدٌ، وَهُوَ الإِنْسَانُ الْمَسِيحُ يَسُوعُ، ) تجلَّى فيها الحق إذ يقول فيها { لانه يوجد إله واحد .. }
فاعترف ان الله واحد ولم يقل أنه مثلث الاقانيم ، كما اعترف أن المسيح وسيط بين الله والناس للتبليغ, وليس ذلك فحسب بل جعل هذا الوسيط هو الانسان يسوع ، ولم يقل انه الأقنوم الثاني أقنوم الابن .
فهل يبقى شك بعد هذا التصريح بوحدانية الله ونفي الألوهية عما سواه .
وحينما نتأمل تاريخ الانبياء نجد أن موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن قتل المصري هرب الى البرية .. وبقى بها أربعين سنة يرعى الغنم .. ويتأمل صنع الله في الارض وفي السماء .. وكان ذلك تحت رعاية الله حتى يتأهل لحمل الرسالة بمشاقها ومتاعبها .
وكذلك تعرض يوسف عليه الصلاة والسلام لمحن كثرة بدأت بتآمر اخوته عليه ثم بيعه الى عزيز مصر ليخدم في بيته ثم اتهامه بمداعبة أمرأة العزيز وأخيراُ برّأِه الله سبحانه وتعالى وصار بعد ذلك الوزير الأول لملك مصر .
وكذلك كان أمر المسيح يسوع ( عيسى ) عليه الصلاة والسلام فقبل أن يبدأ دعوته في سن الثلاثين حسب كلام (لوقا) نجده قد ذهب من بلدته الناصرة الى البرية وبقي هناك أربعين يوماً بلا طعام ثم جاءه ابليس ليجربه بثلاث تجارب ... نجح فيها جميعاً وانتصر على ابليس وأصبح بعد ذلك مُعداً ليكون رسول الله .
ثم يقول لوقا في الاصحاح 4 : 14وَعَادَ يَسُوعُ إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ بِقُدْرَةِ الرُّوحِ .. وَذَاعَ صِيتُهُ فِي الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ كُلِّهَا. 15 وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ .. وَالْجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ. )
ونجد في متى الاصحاح ( 4 : فَتَرَكَهُ إِبْلِيسُ ، وَإِذَا بَعْضُ الْمَلاَئِكَةِ جَاءُوا إِلَيْهِ وَأَخَذُوا يَخْدِمُونَهُ ) ..
لقد أُعدّ المسيح للرسالة كما أُعدّ سائر الانبياء قبله.
وهذه شهادة أقرب الناس الي المسيح وأعني به (بطرس) رئيس التلاميذ الذي يقول في سفر اعمال الرسل ( 2: فَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، اسْمَعُوا هَذَا الْكَلاَمَ:
إإنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللهُ بِمُعْجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ وَعَلاَمَاتٍ أَجْرَاهَا عَلَى يَدِهِ بَيْنَكُمْ، كَمَا تَعْلَمُونَ)
لم يقل بطرس إن المسيح هو الله ، لكنه قال إنه رجل انسان أجرى الله على يديّهِ معجزات وآيات .
وكذلك يقول بطرس في ( أعمال الرسل ( 10: 38 :
"فَقَدْ مَسَحَ اللهُ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَبِالْقُدْرَةِ، فَكَانَ يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ يَعْمَلُ الْخَيْرَ، وَيَشْفِي جَمِيعَ الَّذِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ" ..
لم يقل بطرس لان الله كان معه كما كان مع كل الانبياء والمرسلين ..
" كل هذا يبين أن المسيح انسان بشر ، وأنه رسول الله ، وأنه نبي ظهر في بني اسرائيل كما ظهر أنبياء آخرون قبله ...
من الغريب .. والشيىء الملفت للنظر أن في القرآن الكريم ((((( سورة كاملة تسمى سورة مريم عليها السلام ))))))) لا يوجد مثيل له في الكتاب المقدس بعهديه .. ولم توجد سورة باسم عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها او فاطمة بنت الرسول رضي الله عنها ..
وكذلك ان عيسى عليه الصلاة والسلام ذُكر بالاسم ( 25 ) مرة في القرآن الكريم في حين ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يذكر إلى ( 4 ) مرات .. فتزداد الحيرة هنا اكثر يا اخوان
وقد مرت على الرسول عليه الصلاة والسلام حالات عصيبة مثل وفاة زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها و وفاة بناته وابنائه .. ...
لم نجد ولن تجدوا ان القرأن الكريم قال ((((( ولقد توفيت زوجته خديجة عن عمر يناهز ... وتوفي عمه .. وابنه وبناته وكانت عمر البنت الاولى 45 سنة حيث اكلت لحما .. وكانت تسكن مع زوجها في منطقة تبوك .. الخ . كما نرى القصص في الكتاب المقدس وانتم اخبر بها منا... اليس كذلك..
اخواني واخواتي الكرام انظروا لهذه الآية نحن المسلمون نفتخر بها :
(( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً ))
وإنها آية عجيبة ..
ومن المبادىْ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء في النظريات ان ثبت صحتها .. والعجيب ان القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا ..
وان هذه الآية لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد ..
والآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد عليه الصلاة والسلام والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه وانه مدعيّ النبوة والله تعالى يقول في القرآن الكريم :
" وما تَتزلتْ به الشياطين ، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ، إنهم عن السمع لمعزولون ." سورة الشعراء 210-212 ) )
فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم . (سورة النحل الاية رقم 9 (
أرأيتم ؟؟
هل هذا طريق الشيطان في كتابة إي كتاب ..؟؟؟
يؤلف كتبا ثم يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب يجب عليك (( أن تتعوذ مني ))
ان هذه الآيات من الأمور الإعجازية في هذا الكتاب المعجز ! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبة..
ومن قصص القرآن الكريم قصة أبو لهب (( عم الرسول )) .. هذا الرجل كان يكره الإسلام كرهاً شديداً لدرجة أنه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمته .. ما يقوله الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ، إذا رأى الرسول يتكلم إلى أناس غرباء .. فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..
لو قال لكم (محمد) أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل فهو نهار .. والمقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ويشكك الناس فيه .
وقبل (10) سنوات من وفاة أبو لهب نزلت سورة في القرآن الكريم اسمها ( المسد ) ، هذه السورة تقرر أن أبو لهب سوف يذهب إلى النار .. أي بمعنى أصح إن أبو لهب (((( لن يدخل الإسلام )))
وخلال (10) سنوات كاملة .. كل ما كان على أبو لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول (( محمد يقول أني لن أسلم وسوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلما .. أشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ))
الآن ما رأيكم .. هل محمد صلى الله عليه وسلم صادق فيما يقول أم لا ؟؟؟؟ هل الوحي الذي يأتيه ؟؟ وحي إلهي ؟؟
لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماماً رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة للرسول عليه الصلاة والسلام .. لكنه لم يخالفه في هذا الأمر ..
أي ان القصة كأنها تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تنهيني ، حسنا لديك الفرصة أن تنقض كلامي ... ! لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات كاملة !! لم يُسْلٍمْ ((((ولم يتظاهر حتى بالاسلام)))) .
عشر سنوات كانت لديه الفرصة (((( أن يهدم الاسلام في اقل من دقيقة ... !!!!! ))))
ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم .. ولكنه وحيٌ ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم .. .. .. كيف لمحمد عليه الصلاة والسلام أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحياً من الله ... ؟؟
كيف يكون واثقاً خلال عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحياً من الله ؟؟
لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلى معنى واحد هذا وحي من الله ....
يقول الله سبحان في سورة المسد :
" تَبتْ يدا أبي لهبٍ وتبَّ ، ما أغنى عنهُ ماله وما كَسَبَ ، سيصلى ناراً ذَاتَ لهبٍ ، وامرأتهُ حَمَالةَ الحطبْ ، في جِيدِهَا حَبْلٌ مِن مَّسدِ. "
ومن المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي بأشياء لا يمكن أن يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق ألا وهو مبدأ إيجاد الأخطاء .. حتى نتبين صحة الشيء المراد اختباره وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن الكريم عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى ..
القرآن يقول ان اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين وهذا متسمر إلى وقتنا الحاضر فأشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود ..
وان هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط ألا وهو أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها .. ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول أننا أشد الناس عداوة لكم ، إذن كيف .. القرآن خطأ ! .. ولكن هذا لم يحدث خلال 1425 سنة !!
ولن يحدث لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان .. هل رأيتم ( ان الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول ؟؟؟ )
يقول الله سبحانه في سورة المائدة:
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {82} وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ {83} وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ {84} " .
بدون أدنى شك .. يوجد في القرآن الكريم .. ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر ، وذلك أن القرآن الكريم يعطيك معلومات معينة ويقول لك :
((لم تكن تعلمها من قبل )) .
.
مثال على ذلك .. سورة آل عمران :
(( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} ))
سورة هود ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {49} ))
سورة يوسف (( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ))
لا يوجد كتاب يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب .. كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أتت هذه المعلومات .. على سبيل المثال .. الكتاب المقدس المحرف .. عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هذا هنا .. وهذا القائد قاتل هنا .. معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماءهم .. فلان وفلان .. الخ.
بعكس القرآن الذي يمد القارئ بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة .. بل ويطلب منك أن تتأكد منها إن كنت متردداً في صحة القرآن بطريقة لا يمكن أن تكون من عقل بشر ؟
والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت _ وقت نزول هذه الآيات _ ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا قومه ...
بالرغم من ذلك لم يقولوا : هذا ليس جديد .. بل نحن نعرفه ، أبداً لم يحدث أن قالوا مثل ذلك ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات ، أيضا لم يحدث مثل هذا ، ولكن الذي حدث أن أحداً لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لأنها فعلا معلومات جديدة كليا وليست من عقل بشر ولكنها من الله الذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل ...
الاخوة الكرام ... الإنجيل كما تعلمون هو أحد الكتب السماوية الكبرى .. لكبرى الرسالات اليهودية ، المسيحية ، الإسلام ...
ولقد تحدث القرآن الكريم عن الإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام فوصفه بأوصاف طيبة إذ نسب إليه الهداية والنور .. وبجانب هذا الحديث الطيب عن الإنجيل نجد أيضاً أن القرآن قد نسب التحريف إلى هذا الإنجيل وأن أهله قد تناسوا كلام الله وأخفوا الحق الذي أنزله على نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام ..
( سورة المائدة :
" وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ {14} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} "
وللحديث بقية ..
اخوكم الاثرم
AL-ATHRAM
04-26-2016, 10:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
التفرقة العنصرية :
ان هذا الفهم ، وهذا السلوك ، هو البدء الحقيقي " للتفرقة العنصرية " التي تدين بها أوربا .. وامريكا اليوم .. إن اول من نادى بالتفرقة بين البشر وفقاً للألوان هو الكتاب المقدس ذاته .. وليست امريكا!!
لم تكن امريكا هي رائدة التفرقة العنصرية .. وإنما رفعت شعاراتها .. وكان بيدها نصوص مقدسة من الكتاب المقدس !
أليس الكتاب المقدس هو الذي حكم على الجنس الأسود باللعنة .. لأنهم أولاد حام ؟؟
يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين :
( 9 : 18أَمَّا أَبْنَاءُ نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ مِنَ الْفُلْكِ فَكَانُوا: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ. 19هَؤُلاَءِ كَانُوا أَبْنَاءَ نُوحٍ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ تَفَرَّعَتْ مِنْهُمْ شُعُوبُ الأَرْضِ كُلِّهَا. 20 وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفَلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً، 21 وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ، 22فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرَى إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ، وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. 24 وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25قَالَ: « لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ . 26ثُمَّ قَالَ: «تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. 27لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَه.)
بل تروى التوراة المحرفة واعني بها ( العهد القديم ) عن سارة زوجة ابراهيم عليه الصلاة والسلام أنها قالت له في سفر التكوين :
( 21: 9وَرَأَتْ سَارَةُ أَنَّ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَسْخَرُ مِنِ ابْنِهَا إِسْحقَ، 10فَقَالَتْ لإِبْرَ اهِيمَ: « اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ) و ( 21: 11فَقَبُحَ هَذَا الْقَوْلُ فِي نَفْسِ إِبْرَ اهِيمَ مِنْ أَجْلِ ابْنِهِ).
وقد اقتبس (بولس) هذا النص لإشعال العنصرية بين الناس ( غلاطية 4 :
30- إِنَّمَا مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ!» 31 إِذَنْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، نَحْنُ لَسْنَا أَوْلاَدَ الْجَارِيَةِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ ..)
ولا تزال حكومة جنوب إفريقيا تعتمد على ما جاء في سفر التكوين الذي يصف أحد أبناء حام وهو " كنعان " بأنه عبد العبيد ، لتبرير سيطرتها على السود وإذلالهم .
فاننا أيها الاخوة والأخوات لا نجد في المجتمعات الإسلامية هذه التفرقة العنصرية التي نجدها في المجتمعات المسيحية . لان النصوص الإسلامية تقف حائلاً دون ظهور هذه الشّر أو تفاقمهُ ..
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم سورة الحجرات:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} )
وفي هذه الآية الكريمة إعلان المساواة الكاملة بين الأمم والشعوب والأفراد .. إذ ان الآية خطاب موجه إلى جميع بني الإنسان.
كذلك فإن هذه الآية تقرر أن التمايز بين الناس لا يكون باللون أو الجنس أو العنصر .. إنما يكون " بالتقوى " التي هي جمعا الخير والهدى والرشاد .
هنا سؤال يطرح نفسه ..
كيف نضع نظاماً يحقق للبشرية كلها أخوة واحدة .. ؟!
الاسلام يوجب على المسلم الالتقاء خمس مرات في اليوم لتأدية الصلاة في المسجد مع اخوته في الإسلام ليتقوى روحيّاً .. الأبيض مع الأسود .. والغني مع الفقير .. والناس على اختلاف جنسياتهم وتباين ألوانهم ومراتبهم يصفون متحازين كتفاً لكتف في الصلاة .. وهي العادة اليومية للمسلمين ..
ومرة في كل اسبوع في يوم الجمعة يتجمع المسلمون في المسجد الرئيسي للحي لصلاة الجمعة والذي يعتبر تجمعاً على نطاق أوسع للمناطق المحيطة ..
ومرتين في العام في العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى .. يجتمع المسلمون في تجمع أوسع وأشمل ويستحسن أن يكون في الخلاء ( خارج المسجد على ارض واسعة ) مما يتيح شعوراً أكبر بالإخوة الاسلامية ..
وفوق كل ذلك " اللقاء الأكبر " في رحاب الكعبة الشريفة مرة واحدة على الأقل في العمر لمن استطاع إلى ذلك سبيلا . وهو اللقاء العالمي لكل مسلمي العالم فتجد التركي الأشقر والأثيوبي والصيني والهندي والامريكي والإفريقي .. والملك والخادم .. كلهم متساوون في لباس الحج الواحد المكون من قطعتين من القماش دون أي حياكة .
فهل يوجد مثل هذه المساواة في أي شعيرة لأي دين آخر ؟
إذن القاعدة الأساسية في المفاضلة والتقدير بين بني البشر كما أعلن عنها في كتاب الله هي في السلوك والتخلق بالأخلاق الحميدة وحسن التعامل مع الله ومع الناس { ان اكرمكم عند الله أتقاكم } وليس اللون أو الجنس أو المال ... هذا هو الأساس الصادق الوحيد التي يمكن أن تقوم عليها مملكة الله .
وبذلك فتح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بأمر ربه – أفاق دعوته أمام بني الإنسان جميعاً – فالله { رب الناس ، ملك الناس ، أله الناس } وليس رب فئة واحدة ، أو عنصر واحد ، أو مجموعة بشرية واحدة !
وبذلك حطم الإسلام الحواجز التي كانت قائمة بين الأجناس والأعراف والأنساب .
ولقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه .. الذي كان رقيقاً فحرره ..
" سلمان منا أهل البيت "
كما ضم صف المسابقين الأولين مجموعة كبيرة من أمثال " صهيب الرومي " و " بلال الحبشي " وهما رقيقان واعتبرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في مقدمة كبار الشخصيات العربية من أصحابه المهاجرين والأنصار .
بل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَّّـرَ على قيادة جيشه شاباً في الثامنة عشر من عمره وجعل تحت قيادته مجموعة من كبار المسلمين ، وأصحاب السابقة في الإسلام .
وهكذا يكون الإسلام قد حقق معجزة في التاريخ الإنساني ، أذ جعل الناس جميعاً يعيشون تحت شعار إلهي نادي به الإسلام منذ ظهوره ، وأكده الرسول عليه الصلاة والسلام من جديد وبكل صراحة وصرامة .. فقال :
" لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا ( بالتقوى ) . "
إن القرآن الكريم لم يذكر في سوره أو آياته ، أي اسم على الإطلاق من أسماء أحد معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أسمين هما :-
{ زيدٌ بن حارثة " مولىّ الرسول " عندما أراد الله أن يلغي عادة التَّـبني .. و " أبو لهب " عم الرسول عليه الصلاة والسلام هذان هما الاسمان اللذان ذكرا في القرآن الكريم ..
لم يذكر القرآن الكريم اسم أبي بكر ولا عمر رضي الله عنهما فهما أصاحبه وآباء زوجاته ولا عثمان وعلي رضي الله عنهما أيضاً أصحابه وأزواج بناته ، وإنما ذكر اسم زيد بن حارثة موّلى الرسول ... وذكر في مناط التكريم ( سورة الاحزاب آية رقم 27 )
وذكر اسم " أبي لهب في مجال اللعنة ، حيث يقول الله في القرآن الكريم سورة المسد ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ {1} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ {2} سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ {3} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ {4} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ {5} ) .
فزيد موّلى غريب عن الرسول عليه الصلاة والسلام في دمه ، وفي قبيلتهِ ، وفي جنسهِ !! أما أبو لهب ، فإنه عمه ، وهو شريف قرشي !! ومع ذلك فان القرآن يتهدده بالهلاك هو وامرأته حمالة الحطب ..
فالقرآن الكريم بهذا يضع مبدأه المعروف أنه لا مفاضلة بين الناس على أساس الجنس أو اللون أو أي نوع من أنواع الامتيازات الطبقية ، إنما المفاضلة بالتقوى .. "
( والتقوى : الامتثال لأوامر الله ونواهيه .. سراً وعلانية .. لأنها _ أي التقوى _ تدفع الإنسان إلى مخافة الله القهار..
ويقول الشاعر :
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه فلا تترك التقوى اعتماداً على النسبْ .. فقد رفع الإسلام سلمانَ فارس وقد وضع الشركُ الشريفّ أبا لهب
ويقول الشاعر :
أيها الطالب فخراً بالنسب إنما الناس لأم ولأبْ .. هل تراهم خُلقوا من فضّةٍ أو حديدٍ أو نحاسٍ أو ذهبْ .. أو ترى فضلهُم في خلقهم هل سوى لحم وعظم وعصبْ .. ..
وللحديث بقية ...
AL-ATHRAM
05-04-2016, 10:17 PM
سم الله الرحمن الرحيم
لنقتبس هذا النص ومنه ننطلق ..
لكن النقطة الهامة التي تتعلق بخيانة يهوذا هي اختلاف الأناجيل في حادثة دخول الشيطان فيه .
أ – يقرر لوقا ( 22 : 3 – فدخل الشيطان في يهوذا .. 7- وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي أن يذبح فيه الفصح . )
إن الشيطان دخل يهوذا قبل العشاء بيوم على الأقل .
ب – بينما يقرر يوحنا ( 13 : 27- فبعد اللقمة دخلهُ الشيطان . )
إن الشيطان دخل يهوذا بعد أن أعطاه يسوع اللقمة أثناء العشاء الأخير .
بعد ان رأينا أن الشيطان دخل يهوذا قبل العشاء الأخير حسب رواية لوقا _ لكنه حسب رواية يوحنا دخل يهوذا بعد أن أعطاه المسيح اللقمة أثناء العشاء الأخير فخرج ليتآمر عليه .
ونبدأ الآن بعنصر معروف تحت عنوان :
المعاناة في الحديقة أو آلام المسيح ومتاعبه في الحديقة .. وسوف أكتب النص .. ودائماً أبدأ بأنجيل مرقس باعتباره أقدم الأناجيل .. ولكن أرجو أن نركز ونحن نقرأ النص الذي يصف هذه الفترة الهامة والحاسمة من حياة المسيح .. عما إذا كانت الصورة التي رسمها كتبة الأناجيل للمسيح هنا تبين أنه جاء ليبذل دمه فدية عن كثيرين .. ومن ثم كان الصلب وسفك دمه هدفاً رئيسياً لرسالته ، كما يقولون ...
أم أن المسيح فوجئ بقوة الظلم تكاد تطبق عليه .. وأن حياته باتت مهددة بالخطر بشكل لم يكن يتوقعه .. ولذلك أصابته حالة من الرعب القاتل كان يود في كل لحظة من لحظاتها أن ينجو من الخطر وينقذ نفسه من الموت .
آلام المسيح :
ويقول مرقس في الإصحاح ( 14 : 32 – 42 ) :
" وجاءوا إلى ضيعة اسمها جشيماني ، فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى أصلي . ثم أخذه معه بطرس ويعقوب وابتدأ يدهش ويكتئب . وقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت . امكثوا ههنا واسهروا .
ثم تقدم قليلاً وخر على الأرض يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك ، فاجز عني هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما أريد أنا ، بل ما تريد أنت .
ثم جاء ووجدهم نياماً . فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم . أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة ؟ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف . ومضى أيضاً وصلى قائلاً ذلك الكلام بعينه . ثم رجع ووجدهم نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه . ثم جاء ثالثة وقال لهم الآن استريحوا ، يكفي ، قد أتت الساعة ، هو ذا ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة ، قوموا لنذهب ، هو ذا الذي يسلمني قد اقترب. "
إن ابسط تعليق على هذا الكلام هو أنه واضح تماماً أن المسيح لم يكن يتوقع هذه المفاجأة المذهلة وهي أن أعداءه سيقتنصونه .. وطبعاً هو يعلم أنهم عندما يمسكونه فلسوف يقتلونه .. ولذلك كان يصلي في كل وقت لكي تعبر عنه هذه الساعة أو هذه المحنة أو هذه الكأس ، حتى ينجو.
إذن نستطيع أن نقرر _ مبدئياً _ بأن أي قول يقول أنه جاء ليبذل نفسه فدية عن كثيرين أو أن سفك دمه كان ضرورياً للتكفير عن خطيئة آدم أو خطايا البشر .. كل ذلك لا يمكن قبوله .
وإذا كان عصيان آدم ، يكون تكفيره بقتل ابن الإله غصباً عن ابن الإله نفسه ، فهذا كارثة أكبر .. لأن الخطيئة تتضاعف تماماً بهذه الصورة .
بعد ذلك نذهب لمعرفة آراء العلماء ومفسرو الأناجيل .
يقول دنيس نينهام :
" لقد انقسمت الآراء بعنف حول القيمة التاريخية لهذه الجزء وجرى تساؤل عما إذا كان يعتر في الحقيقة جزءاً من المصدر الذي روي القديس مرقس.
ويؤكد آخرون أنه لم يكن في مقدور أحد أن يكون شاهداً لأغلب الحوادث المذكورة هنا ، كما لم يكن في مقدوره أن يعلم ما هي الصلاة التي صلاها يسوع وحيداً . ولذلك فإنهم يعتبرون أن الصلاة النموذجية ( في العد 36 ) وتكرارها ثلاث مرات إنما شيء مصطنع مثل القول بإنكار بطرس ثلاث مرات.
إن القرار الموثوق منه { حول حقيقة ما جرى في الحديقة} مستحيل .. تفسير إنجيل مرقس 389-390 .
أما رواية لوقا عن آلام المسيح فنجد فيها ما يجعلنا نعرضها _ إذ إنها تقول :
" وخرج ومضي كالعادة إلى جبل الزيتون وتبعه أيضاً تلاميذه ، ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة. وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك. وظهر له ملاك من السماء يقويه. وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن ، فقال لهم لماذا أنتم نيام قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. ( 22: 39-46) .
يقول جورج كيرد في تفسيره لهذه الفقرات :
" حسب رواية مرقس ( الذي كان مصدراً للوقا ) نجد أن يسوع بدأ يكتنفه الفزع والذهول وقد تحدث إلى تلاميذه عن الحزن الذي صحب استنزاف حياته وتلاشيها . ولما كان غير قادر على رفقة أعز أصحابه ( تلاميذه ) فإنه قضى الليل في تشنجات متتالية من صلاة المكروب . ولكن رواية لوقا المختصرة ( بالنسبة لرواية مرقس ) تعطينا بقدر الإمكان انطباعاً أقوى من حالة الاضطراب التي حلت بيسوع . فلقد أخبرنا أن يسوع هو الذي انتزع نفسه بعيداً عن أصحابه ، وانه كان في ألم مبرح ، وأن عرقه صار مثل قطرات الدم.
وعندما نتذكر الشجاعة والثبات التي واجه بها الموت رجال آخرون شجعان بكل أشكاله البربرية وما كان يصحب ذلك من تعذيب مفرط .. فلا يسعنا إلا أن نتساءل :
ما هي الكأس التي كان يسوع يرجو الله _ في صلاته _ أن يجيزها عنه . .. ان صلاة يسوع ترينا أن عذاب الشك كان أحد عناصر محنته المعقدة . فلكم تنبأ بآلامه لكنه الآن عشية حدوثها نجده ينكص على عقبيه..
هذا _ ولما كانت بعض المراجع القديمة تحذف العددين ( 43 , 44 ) الذين يقولان :
" وظهر له ملاك من السماء يقويه . وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض . "
ورغم وجودهما في أغلب النسخ وإلمام علماء المسيحية في القرن الثاني بهما { فإن الحذف يمكن إرجاع سببه (كما يقول جورج كيرد ) إلى فهم أحد الكتبة بأن صورة يسوع هنا ، وقد اكتنفها الضعف البشري ، كان يتضارب مع اعتقاده في الابن الإلهي الذي شارك أباه في قدرته القاهرة . } تفسير إنجيل لوقا صفحة 243 .
فإذا سلمنا بأن هذا هو حقيقة ما حدث للمسيح في الحديقة فإن هذا يعني بوضوح أنه لم يكن يتوقع القتل إطلاقاً . وبالنسبة لعذاب الشك الذي أصابه فيمكن إرجاعه إلى أنه لا بد وقد اطمأن مسبقاً إلى أن أعداءه لن يتمكنوا من اصطياده _ وهو ما ذكرته أعلاه تحت عنوان تنبؤات المسيح بنجاته من القتل .. ارجو منك الاطلاع عليه ...
أما وقد رأى أعداءه على وشك اصطياده ، فهناك أصابه عذاب الشك فيما إذا كان سينجو حقاً أم أنهم سيقضون عليه .
القبض :
يقول مرقس :
" وللوقت فيما هو يتكلم أقبل يهوذا واحد من الاثنى عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ . وكان مسلمه ( يهوذا ) قد أعطاهم علامة قائلاً الذي أقبّله هو ، هو ، أمسكوه وامضوا به بحرص. فجاء للوقت وتقدم إليه قائلاً يا سيدي يا سيدي وقبله.. فألقوا عليه وأمسكوه.
فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . فأجاب يسوع وقال لهم كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني كل يوم كنت معكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني ، ولكن لكي تكمل الكتب، فتركه الجميع وهربوا ، وتبعه شاب لابساً إزاراً على عريه فأمسكه الشبان ، فترك الإزار وهرب منهم عرياناً . ( 14 : 43 0 52 )
لقد كانت القُبلة هي بداية عملية القبض ، ونجد هذا قد اتفق فيه متى ولوقا مع مرقس ، مع خلاف يسير . أما عند يوحنا فلا مكان للقُبلة ، كما أنه يعطي صورة مختلفة تماماً عما روته الأناجيل الثلاثة المتشابهة _ فهو يقول :
" أخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين ، وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال من تطلبون ؟
أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع أنا هو . وكان يهوذا مسلمه أيضاً واقفاً معهم. ( فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض . )
فسألهم من تطلبون ؟ فقالوا يسوع الناصري. أجاب يسوع قد قلت لكم إني أنا هو فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون. " ( 18: 3- 8 ).
لقد اتفقت الأناجيل على شيء هام وهو أنه ابتداء من ذلك الوقت الذي ان في ظلمة الليل _ لأنهم جاءوا بمشاعل ومصابيح _ فقد تركه التلاميذ كلهم وهربوا.
أين شك التلاميذ ؟
لقد سبق أن ذكرت الأناجيل على لسان المسيح قوله لتلاميذه:
" كلكم تشكون فيَّ .. في هذه الليلة ".
ونحن هنا أمام احتمالين :
أحدهما _ أن يكون المسيح قد تنبأ لتلاميذه بأن مؤامرة ستدبر ضده ، ورغم أنها ستسبب له ألماً ومعاناة ، إلا أنها ستفشل وينقذه الله من القتل الذي ينتظره على أيدي مدبريها.
ثانيهما _ أن يكون المسيح قد تنبأ لتلاميذه بأن مؤامرة ستدبر ضده وتسبب له ألماً ومعاناة وتنتهي بقلته.
فإن كانت الحالة الأولى ، ورأي التلاميذ _ حسبما ترويه الأناجيل بكل وضوح _ أن المسيح قبض عليه في تلك الليلة ، واستطاعت قوى الظلم أن تنتصر عليه وتحقق ما تريد ، فعندئذ لا بد وأن يشك التلاميذ في معلمهم الذي تنبأ لهم بنجاته ، ثم أظهرت الحوادث أمام أعينهم بعد ذلك أنه لم يحدث .
هنا فقط يحدث الشك والزلل والارتداد عن العقيدة
.
ومن المعلوم أن الشك غير الإنكار .. ذلك أن اللص الذي يقبض عليه .. قد ينكر السرقة .. لكنه في الوقت نفسه أول من يعلم يقيناً أنه سرق .. فهو لا يشك في السرقة رغم أنه ينكر ذلك .
ولما كانت الأناجيل قد أظهرت جميعاً أن التلاميذ لم يشكوا في المسيح في تلك الليلة _ وإنما تحدثت عن إنكار بطرس أنه من تلاميذه _ فإن هذا يعني أن الأحداث سارت حسبما جاء في تلك الحالة التي تنتهي بنجاة المسيح من القبض والقتل.
أما إن كانت الحالة الثانية وهي أن المسيح تنبأ لتلاميذه بالقبض عليه وقتله ، فإن ما شاهده التلاميذ _ حسب رواية الأناجيل أيضاً _ هو أن ذلك ما حدث ولا محل للشك _ إذن _ في هذه الحالة .. ولا ريب في أن نفي الشك عن التلاميذ في تلك الليلة ، يترتب عليه بالضرورة إلحاق تنبؤات خاطئة بالمسيح ، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصدر عنه ، وهو أمر ننكره ونستنكره .
مما سبق نجد أن الأناجيل الأربعة اختلفت في قصة القبض وملابساتها :
فقد روى كل من مرقس ومتى أن يهوذا قبًّل المسيح .. وروى لوقا أن يهوذا كان على وشك أن يقبَّله .. بينما لا يعرف يوحنا شيئاً عن القُبلة.
ويذكر كل من مرقس ومتى أن تحية وكلاماً جرى بين يهوذا والمسيح ، ويصمت لوقا عن تلك التحية ، بينما لا يذكر يوحنا شيئاً عن يهوذا سوى الصمت التام بعد أن قاد القوة للقبض عليه في البستان.
وإذا صرفنا النظر عما جاء في روايتي الاثنى عشر جيشاً من الملائكة ، والشاب الذي هرب عرياناً _ لبقيت ثلاث نقاط أساسية لا بد من استيعابها تماماً للوقوف عندها وهي :
1- أن القُبلة كانت الوسيلة الوحيدة لتعريف أفراد القوة بشخصية المسيح ( حسب مرقس ومتى ولوقا ) ، بينما تم ذلك في يوحنا بعد أن أظهر المسيح ذاته إليهم بطريقة تنم عن التحدي والثبات الذي يتحلى به المجاهدون من أصحاب العقائد والرسالات .
2- وأن حادثاً غير عادي قد وقع في تلك اللحظة .. مما أذهل أفراد القوة وجعلهم يرجعون إلى الوراء ويسقطون على الأرض .
3- وأن التلاميذ _ حسبما يرويه كتبة الأناجيل _ لم يشكوا في المسيح ولو للحظة واحدة من تلك الليلة التي حدث فيها القبض.
يبدو بوضوح أن هذا النص ( وجعلهم يرجعون إلى الوراء ويسقطون على الأرض .)
فيه إسقاط ذلك بأن يسوع المسيح لن تكون لكلماته القوة التي تقذف الرعب في قلوب الجند وخدام رؤساء الكهنة وهو الإنسان الأعزل الذي كان يحزن ويكتئب في الصلاة عسى أن ينجيه الله ... والله سينجيه بأسلوب معجزي . فكيف السبيل لتصحيح هذا النص ..
وحيث أن الأناجيل الأربعة تكمل احدها الآخر فلا مناص إلا الرجوع إلى إنجيل ( لوقا ) في حادث مولد يسوع المعجز حيث يرتعد الرعاة من ظهور ملاك الرب :
" وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً " ( لوقا 2 : 9 ) .
إذن التصحيح يكون بإضافة هذا النص بين قول يسوع :
" إني أنا هو "
وبين حركة الجند :
" رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض "
هكذا ..
" فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض " (يوحنا 18 : 6 ) .
بعد التصحيح وإضافة ( لوقا 2 : 9 )
" فلما قال لهم إني أنا هو وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض " .
وكان يسوع المسيح قد تحدى الرؤساء والشعب اليهودي :
" سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خدَّاماً ليُمسكوه. فقال لهم يسوع أنا معكم زمانا يسيراً ثمَّ أمضي إلى الذي أرسلني . ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا . فقال اليهود فيما بينهم إلى أين هذا مزمع أن يذهب حتى لا نجده نحن . ألعله مزمع أن يذهب إلى شتات اليونانيين ويعلم اليونانيين . ما هذا القول الذي قال ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " ( يوحنا 7 : 32 – 36 )
ولما كانت قصة المسيح بكل تفاصيلها ، ترد دائماً إلى تنبؤات العهد القديم وخاصة سفر المزامير ، فإن المزمور 91 الذي يستشهد به كثيراُ _ يقول:
" لأنك قلت يا رب ملجاي . جعلت العلي مسكنك ".
لا يلاقيك شر ، ولا تدنو ضربة من خيمتك . لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك. أرفعه لأنه عرف اسمي ، يدعوني فأستجيب له ، معه أنا في الضيق . أنقذه وأمجده ، من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي " ( 91: 9-16 )
أليس من حق القائل أن يقول إن ملائكة الله قد حملت المسيح على أيديها في تلك اللحظة التي كادت تزيغ فيها قلوب المؤمنين .. بعد أن رأي المسيح وتلاميذه أن سلطان الظلمة على وشك أن يبتلعهم ؟
وإذا قيل : أين ذهب المسيح بعد ذلك ؟
نقول : وأين ذهب إيليا ( إلياس ) الذي رفع إلى السماء ؟
وفي هذا تقول أسفار العهد القديم :
" وفيما هما ( إيليا وتلميذه اليشع ) يسيران ويتكلمان ، إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء. وكان اليشع يرى وهو يصرخ يا أبي .. يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها . ولم يره بعد " ( سفر الملوك الثاني 2: 11 – 12 ) .
وكما سبق أن رفع أخنوخ ( إدريس ) إلى السماء ، كما تقول الأسفار :
" وسار أخنوخ مع الله ، ولم يوجد لأن الله أخذه . " ( سفر التكوين 5: 24 ).
الحق أنه من رحمة الله _ سبحانه وتعالى _ بالناس .. أن كل ما فعله المسيح من معجزات له سابقة فعلها الأنبياء قبله . فإذا كان قد أحيا أمواتاً لا يزيد عددهم حسبما ترويه الأناجيل عن ثلاثة _ فقد أحيا واحد من الأنبياء قبله جيشاً عظيماً من الموتى .. كما أحيا غيره أفراداً ماتوا حديثاً أو بعد أن انقضى على موتهم مدة طويلة .
" وتذكر كذلك معجزة ( حزقيال ) كما هو مكتوب في سفره إصحاح ( 37 : 1 – 9 ) :
" كانت على يد الرب فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنةٌ عظام .. وأمرني عليها من حولها وإذا هي كثيرةٌ جداً على وجه البقعة وإذا هي يابسةٌ جداً .. فقال في يا ابن آدم أتحيا هذه العظام ... فقلتُ يا سيدُ الربُّ أنت تعلمُ .. فقال في تنبَّاْ على هذه العظام وقل لها .. أيتها العظامُ اليابسةُ اسمعي كلمة الرب .. هكذا قال السيدُ الربُّ لهذه العظام . هأنذا أُدخِلُ فيكم روحاً فتحيون .. وأضعُ عليكم عصباً وأكسيكُم لحماً وأبسُطُ عليكم جلداً وأجعلُ فيكم روحاً فتحيون وتعملون إني أن الربُ .. فتنبأتُ كما أمرتُ وبينما أنا أتنبأْ كان صوتٌ وإذا رعشٌ فتقربت العظام كُل عظم إلى عظمه .. ونظرتُ وإذا بالعصب واللحم كساها وبُسِطَ الجلد عليها من فوقُ وليس فيها رُوحٌ .. فقال لي تنبأ للروح تنبّأ يا ابن آدم وقُل للروح هكذا قال السيدُ الرب هلُمّ يا رُوحُ من الرياح الأربع وهُب على هؤلاء القتلى ليحيوْا... فتنبأتُ كما أمرني فدخل فيهم الروحُ فَحَيُوا وقاموا على أقدامهم جيشٌ عظيمٌ جداً جداً ."
وبالنسبة للمباركة وتكثير الطعام التي مارسها المسيح ، فإنها حدثت كذلك مع الأنبياء قبله.
وبالمثل كانت عملية شفاء المرضى التي مارسها الأنبياء السابقون.
إن هذا كله رحمة من الله بخلقه .. حتى لا يضلوا في المسيح ويفتنوا به فيتخذونه إلهاً .
وللحديث بقية ...
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
05-31-2016, 09:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المحاكمة :
لم تتفق الأناجيل على عدد المحاكمات ... سنكتفي بالحديث عن محاكمتين فقط .
1- المحاكمة الأولى : أمام مجمع اليهود :
يقول مرقس : " مظوا بيسوع إلى رئيس الكهنة فاجتمع ومعه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة .
وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالساً بين الخدام يستدفئ عند النار.
وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا . لأن كثيرين شهدوا عليه زوراً ولم تتفق شهاداتهم .. ثم قام قوم وشهدوا عليه زوراً قائلين نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني حجر غير مصنوع باياد . ولا بهذا كانت شهاداتهم تتفق.
فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلاً : أما تجيب بشيء .. ماذا يشهد به هؤلاء عليك.
أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء . فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال له : أأنت المسيح ابن المبارك.
فقال يسوع : أنا هو . وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء.
فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال : ما حاجتنا بعد إلى شهود ؟ وقد سمعتم التجاديف . ما رأيكم ؟ . فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت . فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له : تنبأ . وكان الخدام يلطمون " ( 14: 53-65)
يقول نينهام :
" ليس من السهل ان نتبين كيف نشأ هذا الجزء . ولقد كان السؤال حول قيمته التاريخية _ ولا يزال _ موضوعاً يتعرض لمناقشات حيوية. ومن الواجب أن نعرض الأسباب الرئيسية للشك في قيمته التاريخية ، ونناقشها وبأختصار كما يلي :
1- يصف القديس مرقس المحاكمة على أنها حدثت أمام المجمع _ أي السهندرين _ وهو هيئة رسمية تتكون من واحد وسبعين عضواً يرأسها رئيس الكهنة وتمثل السلطة الشرعية العليا في إسرائيل.
ولما كانت لائحة السهندرين المذكورة في المشنا .. تبين الخطوات التفصيلية التي يجب اتخاذها أمام تلك الهيئة .. فان المقارنة بين تلك الإجراءات وبين ما يذكره القديس مرقس عن محاكمة يسوع .. تكشف عن عدد من المتناقضات أغلبها جدير بالاعتبار .
2- ولكن ، هل كان من الممكن أن يجتمع أعضاء السهندرين ، ولو حتى لعمل مثل تلك الإجراءات القضائية الرسمية التي تسبق المحاكمة في منتصف ليلة عيد الفصح ، أو إذا اعتبرنا أن تقويم القديس مرقس لأسبوع الأحداث غير دقيق ، فهل كان يمكن أن يجتمعوا في منتصف الليلة السابقة لعيد الفصح ؟
إن محاكمة رسمية في مثل ذلك الوقت تبدو شيئاً لا يمكن تصديقه ، كما يشك أغلب العلماء تماماً في عقد جلسة في مثل ذلك الوقت ، ولو لعمل تحقيقات مبدئية " ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 398 – 401 )
المحاكمة الثانية أمام بيلاطس :
يقول مرقس :
" وللوقت في الصباح الباكر تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله وأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه على بيلاطس. فسأله بيلاطس : أنت ملك اليهود ؟ فأجاب وقال له : أنت تقول ؟ وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيراً . فسأله بيلاطس أيضاً قائلاً أما تجيب بشيء . انظر كم يشهدون عليك . فلم يجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس . وكان يطلق لهم في كل عيد أسيراً واحداً ، من طلبوه . وكان المسمى باراباس موثقاً مع رفقائه في العتنة ، الذين في الفتنة فعلوا قتلاً .
فصرخ الجميع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائماً يفعل لهم. فأجابهم بيلاطس
قائلاً أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود. لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً فهيج رؤساء الكهنة الجميع لكي يطلق لهم بالحري باراباس .
فأجاب بيلاطس أيضاً وقال لهم فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود ؟ فصرخوا أيضاً أصلبه . فقال لهم بيلاطس : وأي شر عمل ؟ فازدادوا جداً صراخاً : أصلبه .
فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجميع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعد ما جلده ليصلب " ( 15 ك: 1 – 15 )
يقول نينهام :
" رغم أن المحاكمة تعرض لنا باعتبارها وقعت في العراء _ فإن رواية القديس مرقس لا يمكن اعتبارها بأية حال تقريراً لشاهد عيان ، وفي الواقع إنها ليست تقريراً على الإطلاق .
إننا لم نخطر كيف علم بيلاطس بالتهمة . ( وفي العدد 2 نجده قد عرفها من قبل ) ولماذا لم يرد ذكر لحكم رسمي ( على عكس لوقا الذي يقول : فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم – 23 : 24 )
وبالنسبة لما قيل عن عادة إطلاق أحد المسجونين _ فإن وجهة نظر أغلب العلماء تقرر أنه :
لا يعرف شيئاً عن مثل هذه العادة كما وصفت هنا. إن القول بأن عادة الحكام الرومان جرت على إطلاق أحد المسجونين في عيد الفصح ، وأن الجماهير هي التي كانت تحدد اسمه بصرف النظر عن جريمته ، إنما هو قول لا يسنده أي دليل على الإطلاق ، بل إنه يخالف ما نعلمه عن روح الحكم الروماني لفلسطين وأسلوبه في معاملة أهلها .
على أن محتويات الحوار بين بيلاطس والجمهور تعتبر من المشاكل أيضاً ، فيبدو منها أن بيلاطس قد وُوجِه مقدماً بالاختيار بين مجرمين أدينا , بحيث إذا أطلق سراح أحدهما لوجب عليه إعدام الآخر ، وفي نهاية الفقرة التالية ( الأعداد 2- 5 ) نجد أن يسوع لم يدن . وحسبما تذكره القصة لا نجد مبرراً يمنع بيلاطس من تبرئة يسوع إذا كان قد اعتقد في براءته وإصدار عفو كذلك عن باراباس . ونجد في رواية القديس متى لهذه القصة أن اسم ذلك المتمرد قد ذكر مرتين ( في 27: 16-17 ) في أغلب النسخ على أنه : يسوع باراباس ، والاعتقاد الشائع أن ذلك كان القراءة الأصلية.
إن حذف كلمة يسوع من النسخ المتداولة .. يمكن شرحه ببساطة على أساس انه بالرغم من أن اسم يسوع كان شائعاً في أيام المسيح . فلم يلبث المسيحيون أن اعتبروه اسماً مقدساً يرقى عن الاستخدام العادي ، وأن إطلاقه على أحد المجرمين يعتبر مهيناَ . ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 411 – 416 )
ولقد أضاف متى إلى رواية مرقس قصتين :
احدهما تحكي نهاية يهوذا ، وهذا الموضوع سوف نتعرض له في حينه ، وأما الأخرى فهي الحديث عن حلم زوجة بيلاطس . كذلك بيَّن متى أن بيلاطس أعلن براءته من دم المصلوب بطرقة قاطعة فهو يقول :
" فقال الوالي وأي شر عمل ؟ فكانوا يزدادون صراخاً ليصلب. فلما رأي بيلاطس أن لا ينفع شيئاً بل بالحري يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلاً إني بريء من دم هذا البار . أبصروا أنتم . فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا .
حينئذ أطلق لهم باراباس . وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب " ( 27 : 23-26 )
لكن العلماء يشكون في حادث غسل يد بيلاطس _ كما يقول جون فنتون _ باعتبار أن " عملية غسل اليد لتكون دليلاً على البراءة إنما هي عادة يهودية أكثر منها رومانية ، إذا يقول سفر التثنية :
" يغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من المدينة أيديهم ، ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدم . "
ومن المستبعد جداً أن يكون بيلاطس قد عمل شيئاً كهذا . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 436 ) .
نكتفي بهذا القدر بالنسبة لبعض ما يقال في المحاكمات والثغرات الموجودة فيها ثم نمر بعد ذلك على عدد من العناصر التي تتعلق بقضية الصلب ، وهي لا تحتاج كثيراً للاستشهاد بأقوال العلماء ، إذا أن اختلاف الأناجيل فيها واضح لا يتحاج إلى تعليق .
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
06-25-2016, 02:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قضية الصلب :
أ- حامل الصليب:
يقول مرقس : ( 15 : 20 – 22 ).
" ثم خرجوا به ليصلبوه . فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه وجاءوا به إلى موضع جلجثه الذي تفسيره موضع جمجمة "
ويتفق متى ولوقا مع مرقس في أن حامل الصليب كان المدعو سمعان القيرواني لكن يوحنا يقرر شيئاً آخر فهو يقول :
" حينئذ أسلمه إلهم ليصلب فأخذوا يسوع ومضوا به . فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة " ( 19: 16-17 )
يقول نينهام :
" لقد كان المعتاد أن يقوم الذين حكم عليهم بالصلب ، بحمل صلبانهم بأنفسهم .. ويقرر يوحنا أن هذا كان ما حدث فعلاً في حالة يسوع ، ولكن على العكس من ذلك نجد حسب رواية ( مرقس ومتى ولوقا ) أن شخصاً مجهولا يدعي سمعان القيرواني هو الذي سخره الرومان لحمل الصليب بدلاً من يسوع.
وبالنسبة لموضع جلجثة فإن التقاليد التي تقول إنه يقع داخل كنيسة القبر المقدس لا يمكن إرجاعها لأبعد من القرن الرابع ، كما أنها لا تزال موضع جدل . ولقد اقترحت أماكن أخرى في عصرنا الحاضر ، إلا أن القطع بواحد منها لا يزال بعيداً عن التحقيق " ( تفسير إنجيل متى صفحة 422 )
ب- شراب المصلوب :
يقول مرقس: ( 15: 23 )
" أعطوه خمرا ًممزوجة بمر ليشرب لم يقبل "
ويقول متى : ( 27 : 34 )
" أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب ، ولما ذاق لم يرد أن يشرب "
ج- علة المصلوب :
يقول مرقس : ( 15: 26 )
" وكان عنوان علته مكتوباً : ملك اليهود "
ويقول مرقس : ( 27: 37 )
" وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة : هذا هو يسوع ملك اليهود ؟
ويقول يوحنا : ( 19: 19 )
" وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب .. وكان مكتوباً يسوع الناصري ملك اليهود ".
يقول : نينهام :
" لقد اختلفت الآراء بشدة حول صحة ما كتب عن علته ، فيرى بعض العلماء أن الصيغة الدقيقة قد عرفت عن طريق شهود عيان ، بينما يعتقد آخرون أنه من غير المحتمل أن يكون الرومان قد استخدموا مثل تلك الصيغة الجافة .. ان ما ذكره القديس مرقس بوجه خاص عن علته ، إنما يرجع مرة أخرى لبيان أن يسوع قد أعدم باعتباره المسيا. " ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 424 )
إن اختلاف الأناجيل في عنوان علة المصلوب _ وهو ما لا يزيد عن بضع كلمات بسيطة كتبت على لوحة قرأها المشاهدون _ إنما هي مقياس لدرجة الدقة لما ترويه الأناجيل . وطالما كان هناك اختلاف _ ولو في الشكل كما في هذه الحالة _ فإن درجة الدقة لا يمكن أن تصل على الكمال بأي حال من الأحوال . وقياساً على ذلك نستطيع تقييم درجة الدقة لما تذكره الأناجيل من ألقاب المسيح ، وخاصة عندما ينسب إنجيل إلى أحد المؤمنين به قوله :
كان هذا الإنسان باراً ، بينما يقول إنجيل آخر في نفس الوقت : كان هذا الإنسان ابن الله. أو عندما يقول أحد الأناجيل على لسان تلميذ للمسيح : يا معلم ، ويقول إنجيل آخر : يا سيد ، بينما يقول ثالث : يا رب .
إن الحقيقة تبقى هنا دائماً محل خلاف .
د – اللصان والمصلوب :
يقول مرقس : ( 15: 27-32 )
" وصلبوا معه واحداً عن يمينه وآخر عن يساره ...... واللذان صلبا معه كانا يعيرانه " .
ويتفق متى مع مرقس في أن اللصين كانا يعيرانه ويستهزان به.
لكن لوقا: ( 23: 39-43 )
" وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا.
فأجاب الآخر وانتهره قائلاً: أولا أنت تخاف الله إذا أنت تحت هذا الحكم بعينه. أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلناه ، وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله.
ثم قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك . فقال له يسوع : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس ."
لقد اختلفت الأناجيل في موقف اللصين من المصلوب ..
هـ - وقت الصلب :
يقول مرقس : ( 15: 25 )
" وكانت الساعة الثالثة فصلبوه "
لكن يوحنا يقول :
إن ذلك حدث بعد الساعة السادسة :
" وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة. فقال { بيلاطس } لليهود هو ذا ملككم فصرخوا خذه خذه اصلبه . فحينئذ أسلمه إليهم ليصلب " ( 19: 14 – 16 ) .
يقول نينهام :
" منذ اللحظة التي روي فيها القديس مرقس إنكار الناس ليسوع نجد أن الوقت قد خطط بعناية بحيث تكون الفترة ثلاثية الأحداث أو التوقيتات مثل : ( إنكار بطرس ثلاث مرات ( 14: 68 , 72 ) وقت الصلب الساعة الثالثة ( 15: 25 ) _ وقت الظلمة من الساعة السادسة إلى التاسعة ( 15: 33 , 34 ) .
وفي هذا المثل على الأقل فإن الحساب يبدو مصطنعاً ، إذ أنه من الصعب أن كل ما روت الأعداد ( 15: 1-24 ) ( منذ بدء جلسة الصباح حتى وقت الصلب ) يمكن حدوثه في فترة الثلاث ساعات .
ويبين إنجيل يوحنا ( 19: 14 ) بوضوح أن ذلك لم يحدث " ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 424 )
و – صلاة المصلوب :
يقول لوقا : ( 23: 33 – 34 )
" ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعي جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينه والآخر عن يساره
فقال يسوع : يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون "
لقد انفرد لوقا بذكر هذه الصلاة التي حذفتها الأناجيل الأخرى ، بل وبعض النسخ الهامة التي تنسب للوقا أيضاً .
ويقول جورج كيرد:
" لقد قيل إن هذه الصلاة ربما تكون قد محيت من أحدى النسخ الأولى لإنجيل (لوقا) بواسطة أحد كتبة القرن الثاني ، الذي ظن أنه شيء لا يمكن تصديقه أن يغفر الله لليهود. وبملاحظة ما حدث من تدمير مزدوج لأورشليم في عامي 70 ، 135 صار من المؤكد أن الله لن يغفر لهم " . ( تفسير لوقا : صفحة 250 ).
ز – صرخة اليأس على الصليب :
يقول مرقس : ( 15: 32 – 34 )
" ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة . وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً : (( الوي الوي لما شبقتني )) .. الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني " .
لكن لوقا يقول : ( 23: 46 )
" نادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي "
بينما يقول يوحنا : ( 19: 30 )
" لما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل "
" إن صرخة اليأس على الصليب تثير عدداً من المشاكل التي كانت ولا تزال موضع جدل بين العلماء ، فالبعض يقول:
" يبدو أن القديسين لوقا ويوحنا قد رأيا في كلماتهما غموضاً واحتمالا لسوس الفهم ولذلك حذفاها ، ثم استبدلها أحدهما بقوله :
يا أبتاه في يديك أستودع روحي ، بينما قال الآخر : قد أكمل ..
وعلى العكس من ذلك فإن مثل هذا الرأي يفترض الراوية الذي كان شاغله الأول أن يذكر الحقيقة التاريخية ، ويسجل بأمانة للأجيال القادمة كلاماً مزعجاً يتعذر تفسيره .
ولهذا فإن أغلب العلماء المحدثين يقرون تأويلاً مختلفاً تماماً ، يقوم على حقيقة أن هذه الكلمات ( اليائسة ) إنما هي اقتباس من ( المزمور 22: 1 ) وإذا أخذنا هذا المزمور ككل ، فإنه لا يمكن أن يكون صرخة يأس بأي حال من الأحوال ، إنما هو صلاة لعبد بار يعاني آلماً ، إلا أنه يثق تماماً في حب الله وحفظه من الشر ، وهو مطمئن تماماً إلى حمايته " . ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 427-428 )
ح – في أعقاب الصلب :
يقول مرقس ( 15: 38-39 ) :
" انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل ، ولما رأي قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حقاً كان هذا الإنسان ابن الله "
ويقول متى ( 27: 51-53 ) :
" وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل ، والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت ، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " .
ويقول لوقا ( 22: 45-47 ) :
" أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه . فلما رأي قاد المئة ما كان ، مجد الله قائلاً : بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً ."
أما يوحنا فإنه لا يعلم شيئاً عن ذلك .
يقول جورج كيرد :
" إن حدوث كسوف للشمس ( حسب رواية لوقا ) بينما يكون القمر بدراً ، كما كان وقت الصلب ، إنما هو ظاهرة فلكية مستحيلة الحدوث ... ولقد كان الشائع قديماً أن الأحداث الكبيرة المفجعة يصحبها نذر سوء ، وكأن الطبيعة تواسي الإنسان بسبب تعاسته " ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 253 )
ويقول جون فنتون :
" لقد قيل إن مثل تلك النذر لوحظت عند موت بعض الأحبار الكبار وبعض الشخصيات العظيمة في العصور القديمة الوثنية وخاصة عند موت يوليوس قيصر ". تفسير إنجل مرقس صفحة 427 )
ويقول جون فنتون :
" لقد أضاف متى إلى ما ذكره مرقس حدوث الزلزلة وتفتح القبور وقيامة القديسين من الأموات وظهورهم لكثيرين في أورشليم بعد قيامة يسوع ، وكان قصده من إضافة هذه الأحداث أن يبين أن موت يسوع كان عملاً من صنع الله " ( تفسير إنجيل متى صفحة 444 )
الحق الذي لا مرية فيه أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا يخسفان لموت صغير أو كبير .
لقد رأينا أكثر من ثلاثين تناقضاً في موضوع الصلب .. وهناك كتاب بعنوان ( قاموس الكتاب المقدس ) الصادر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى . ومن العجيب أن هناك خلافاً في شكل الصليب الذي استخدم .. فهذا القاموس يذكر أن هناك الصليب ( X ) والصليب ( T ) والصليب ( + ) والصليب المستخدم كرمز للمسيحية هو ( + ) لكن هذا القاموس يقول إن الصليب الذي استخدم كان على شكل ( T ) وهذا هو نص ما يقوله قاموس الكتاب المقدس .
" وللصلبان نماذج رئيسية ثلاثة .. أحدها المدعو صليب القديس أندراوس وهو على شكل ( x ) وثانيها بشكل ( + ) وثالثها بشكل السيف ( T ) وهو المعروف بالصليب اللاتيني .
ولعل صليب المسيح كان من الشكل الأخير ( T ) كما يعتقد الفنانون .. الأمر الذي كان يسهل وضع اسم الضحية وعنوان علتها على القسم الأعلى منه ".
فإذا كان شكل الصليب مختلفاً فيه .. إذن قوله تعالى ( ولكن شبه لهم )
يبين لنا بوضوح أن كل ما تعلق بالصلب اشتبه أمره عليهم وغابت عنهم الحقيقة .. فهم لا يزالون مختلفين في كل ما يتعلق بقضية الصلب مثل :
حامل الصليب وعلة المصلوب .. واللصان والمصلوب .. وقت الصلب .. وصلاة المصلوب .. وصرخة اليأس على الصليب ، وما حدث في أعقاب الصلب ..
وأما بالنسبة لهذا النص الذي ذكرته أعلاه :
( أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا يخسفان لموت صغير أو كبير .)
فإنها تختص بإبراهيم ابن النبي محمد عليه الصلاة والسلام والتي تعطي الدليل _ لكل ذي عقل سليم _ على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يجمع خرافات أو أوهاماً .. إنما يريد أن يحق الحق .
فالذي حدث هو أنه لما مات ابنه إبراهيم حدثت ظاهرة فلكية وهي كسوف الشمس .. وهذا شيء طبيعي حدوثه . لكن بعض الناس قالوا :
كسف الشمس لموت إبراهيم .
لقد مات إبراهيم .. وكسفت الشمس في نفس اليوم ... وربط الناس بين الحدثين ... فلو كان الرسول يريد التأييد ولو عن طريق الأكاذيب ... لصمت عن ذلك.
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم _ برأه الله _ يرفض كل أكذوبة من كل لون لتأييده .. ولهذا صعد المنبر غاضباً وقال :
" أيها الناس .. إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا ينكسفان لموت أحد أو لحياته .. فإذا رأيتهم شيئاً من ذلك .. فادعوا الله وصلوا "
ط – شهود الصلب :
لعل هذه واحدة من أهم عناصر قضية الصلب .. وإنها لترينا أن شهود الصلب كن نساء وقفن ينظرن من بعيد ذلك الذي علق على الصليب .. ولم تكن هناك فرصة للتحقق والمعاينة عن قرب .
يقول مرقس ( 15: 40-41 ) :
" وكانت أيضاً نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة . اللواتي أيضاً تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل . وأخر كثيرات صعدن معه إلى أورشليم " .
وكذلك يقول متى في ( 27: 55 – 56 ) .
ويقول لوقا: ( 23: 49 )
" وكان جميع معارفه ونساء كن تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك ".
ويقول يوحنا : ( 19: 25-26 )
" وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية . فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه يا أماه هو ذا ابنك ."
ويقول جون فنتون :
" لقد هرب التلاميذ عن القبض على يسوع ، ورغم أن بطرس قد تبعه من بعيد إلى فناء دار رئيس الكهنة ، فإننا لا نسمع عنه شيئاً أكثر من هذا ، بعد إنكاره ليسوع .
إن مرقس ومتى ولوقا يخبروننا أن شهود الصلب كن نساء تبعن يسوع من الجليل إلى أورشليم ، وقد رأين دفنه ، واكتشفن القبر خالياً صباح الأحد ، وقابلن يسوع ( بعد قيامته ) . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 455 )
ويعلق العلماء على ما قاله يوحنا عن وجود مريم أم المسيح عند الصليب بقولهم :
" إنه من غير المحتمل أساساً أن يكون قد سمح بوقوف أقارب يسوع وأصدقائه بالقرب من الصليب ." ( تفسير مرقس صفحة 431 ) .
كذلك تقول دائرة المعارف البريطانية تعليقاً على اختلاف الأناجيل في شهود الصلب :
" نجد في الأناجيل ( الثلاثة ) المتشابهة أن النساء فقط تبعن يسوع ، وأن القائمة التي كتبت بعناية واستفاضة لا تضم والدته _ وأنهن كن ينظرن من بعيد ) ( مرقس 15 : 40 )
ولكن في يوحنا نجد أن والدته مريم تقف مع مريمين أخريين والتلميذ المحبوب تحت الصليب ، ومن تلك الساعة أخذها التلميذ المحبوب إلى خاصته . هذا بينما لا تظهر والدته في أورشليم _ حسبما ذكرته الؤلفات القديمة _ إلى قبيل عيد العنصرة وفي رفقة إخوته . ( أعمال الرسل 1: 14 ) ( ج 13 ، صفحة 99 ) .
من ذلك نتبين أن شهود الأحداث الرئيسية التي قامت عليها العقائد المسيحية وهي الصلب ، والقيامة والظهور ، إنما كن _ على أحسن الفروض _ نساء شاهدن ما شاهدن من بعيد .. ثم قمن بعد ذلك بالرواية والتبليغ ...
والآن يحق لنا التعليق على أحداث الصلب فنقول :
إن اعتماد كتّاب أحد الأناجيل على ما رواه كاتب إنجيل آخر ، كان أولى به أن يوجد تآلفاً بين الأناجيل ، ويمنع التناقض والاختلاف بينها . ولكن ما حدث كان على النقيض من ذلك.
وإذا أخذنا بما ترويه الأناجيل عن الصلب وأحداثه ، لوجدناها قد اختلفت فيه من الألف إلى الياء.
ويكفي أن يراجع القارئ ما ذكرته الأناجيل عن حادث القبض وملابساته _ المحاكمات _ توقيت الصلب ( اليوم والساعة ) _ صرخة اليأس على الصليب _ شهود الصلب .
كل ذلك وغيره كثير يكفي للقول بأن الأناجيل اختلفت فيما بينها اختلافاً بعيداً . وهو اختلاف يكفي لرفضه ما يذكره أحد الأناجيل _ على الأقل _ إذا أخذنا برواية الإنجيل الآخر . فأيهما نأخذ به ، وأيهما نرفضه ؟
رب قارئ درج على الإيمان التقليدي بما ترويه الأناجيل ، لا يجد مفراً الآن من أن يقول :
" إنما العلم عند الله "
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
07-14-2016, 02:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نهاية يهوذا الخائن :
لقد انفرد إنجيل متى _ دون بقية الأناجيل _ بالحديث عن نهاية يهوذا .. كذلك تحدث سفر أعامل الرسل الذي سطره لوقا عن كيفية هلاكه . ولنرجع الآن إلى هذين المصدرين لنري كيف هلك يهوذا .. وما إذا كانا قد اتفقا في الحديث عن هذا الجزء الخطير .. والذي له علاقة مؤكدة بقضية الصلب أم أنهما اختلفا كالعادة .
يقول متى ( 27: 3 – 10 ) :
" حينئذ لما رأي يهوذا الذي أسلمه أنه قد دِيْنَ ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً : قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً فقالوا ماذا علينا .. أنت أبصر .
فطرح الفضة في الهيكل وانصرف . ثم مضى وخنق نفسه . فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم. فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. لهذا سمي هذا الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم.
حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل : واخذوا الثلاثين من الفضة ثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب . "
ويقول جون فنتون :
" إن متى يستخدم الفترة ما بين قرار السهندرين والمحاكمة أما بيلاطس .. في أخبار قرائه عن نهاية يهوذا . وعند هذه النقطة نجد أن متى لا يتبع مرقس الذي لم يورد أي ذكر ليهوذا بعد القبض على يسوع.
ويذكر متى أن يهوذا غيّر رأيه بعد أن رأى يسوع قد دِيْنَ .. فأرجع النقود إلى أعضاء السهندرين واعترف لهم بجرمه .. ثم هو يضع النقود في خزينة الهيكل .. ويمضي ليخنق نفسه.
ويقول رؤساء الكهنة إنه طالما كانت تلك النقود ثمناً لحياة .. فلا يحل وضعها في خزينة الهيكل .. ولهذا يشترون بها قطعة من الأرض مقبرة للغرباء. وهذا يحقق نبوءة يرجعها متى إلى أرميا ( خطأ ) ولكنها في الواقع من كتاب زكريا الذي لعب من قبل دوراً هماماً في رواية متى.
ولقد سجل لوقا موت يهوذا في ( أعمال الرسل : 1: 18 ) .. وتتفق روايته مع رواية متى في جزء منها .. بينما تختلف في جزء آخر " ( تفسير إنجيل متى صفحة 431 ) .
إننا قبل أن نذهب لمعرفة ما سجله لوقا عن موت يهوذا في سفر أعمال الرسل يخبرنا جون فنتون :
" أنه اتفق مع متى في جزء من الرواية .. وخالفه في جزء آخر .. كما أن متى أرجع قصة حقل الدم إلى نبوءة ظنها _ خطأ _ من سفر أرميا بينما هي لها شبيه في سفر زكريا.
وتقول رواية لوقا المشار إليها _ في سفر أعمال الرسل:
" في تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ . وكان عدة أسماء نحو مائة وعشرين. فقال أيها الرجال الإخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقال بفم داود عن يهوذا .. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه .. وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم حتى دعى ذلك الحقل في لغتهم حقل دماً أي حقل دم .. لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خراباً ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر . " ( 1 : 15 – 20 ) .
فعلى حسب رواية لوقا تجد _ كما يقول جون فنتون :
" أن يهوذا نفسه الذي يشتري الحقل ثم هو يموت هناك .. ولهذا سمي ذلك الحقل حقل دم إن هذا يعني : إما أن كلاً من متى ولوقا كان لديه مدخلاً مستقلاً لمثل تلك القصص عن يهوذا .. أو أن لوقا اختصر رواية متى وأدخل إليها بعض التغييرات . ( تفسير إنجيل متى صفحة 431 )
وسواء أكان هذا أو ذاك .. فإن هذا واحد من بين مئات الأدلة على أننا نتعامل مع كتب مؤلفة بكل معنى الكلمة .. لا علاقة لها بوحي الله.
إن ما اتفق عليه متى ولوقا _ وصمت عنه مرقس ويوحنا _ هو أن يهوذا الخائن قد هلك في ظروف مريبة .. لكن روايتهما اختلفت في ثلاثة عناصر هي :
الأول :
يتعلق بكيفية موته .. وفيها يروي متى أن يهوذا قد انتحر بخنق نفسه .. بينما يروي لوقا أنه مات ميتة دموية .. انشق فيها وسطه وانسكبت جميع أحشائه .
الثاني :
ويتعلق بمشتري الحقل .. فيروي متى أن رؤساء الكهنة هم الذين اشتروه .. بينما يروي لوقا أن يهوذا كان هو الشاري.
الثالث :
كذلك اختلفت روايتا متى ولوقا في سبب تسمية الحقل باسم : حقل دم .. فرواية متى ترجع ذلك لكنه اشترى بنقود كانت ثمناً لبيع دم برئ .. بينما يرد لوقا تلك التسمية إلى الميتة الدموية التي ماتها يهوذا .
إن ما ذكره متى ولوقا عن هلاك يهوذا لا يعني إلا شيئاً واحداً هو :
أن يهوذا قد اختفى في فترة الاضطراب التي غشيت أحداث الصلب وملابساته .
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
07-26-2016, 08:15 PM
تنبؤات المسيح بآلامه ....
لقد تأثرت الأناجيل _ التي كُتب أقدمها وهو إنجيل مرقس بعد أن بدأ بولس كتابة رسائله بأكثر من 15 سنة _ بنظرية سفك دم المسيح فدية عن كثيرين .. تلك التي روج لها بولس وجعلها إنجيله الوحيد الذي يبشر به . فهو يقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( 2: 2 ) :
" إني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً "
ولما كان من المتوقع أن يتحدث المسيح عن آلامه ورفضه باعتبارها ظواهر اقترنت دائماً بحمل رسالات السماء .. فإنا نجد إنجيل مرقس يضع ما يمكن اعتباره أساساً لكل ما قيل عن التنبؤات بالآلام المرتقبة . فهو يروي حديث المسيح لتلاميذه :
" كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيراً ويرذل " ( 9 : 12 )
ولقد طور متى هذا القول فجعله تنبؤاً بصلب المسيح إذ يقول على لسانه :
" ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت. ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه . " ( 20: 18-19 )
ومن المعلوم أن إنجيل مرقس كان مصدراً رئيسياً لمتى .. ومن المعلوم كذلك إن إنجيل متى هو الإنجيل الوحيد الذي نسب للمسيح تنبؤه بالقتل صلباً . ولقد رأينا فيما سبق كيف طور متى ما قيل عن آية يونان .. فد بدأها مرقس بقوله :
" خرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه .. فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية ؟ الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية " ( 8: 11 – 12 ) .
ولقد طورها لوقا فقال :
" وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول هذا الجيل شرير .. يطلب آية ولا تعطى له إلى آية يونان النبي .. لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل " ( 11: 29 – 30 ) .
أما متى الذي اعتمد على مرقس وكتب إنجيله بعد لوقا أيضاً _ فإنه حول ذلك القول الذي ينسب للمسيح .. بما قدمه من إضافات وتعديلات .. إلى نبوءة خاطئة .. وذلك في قوله :
" 38-حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آ ية . 39- فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له إلا أية يونان النبي . 40- لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام و ثلاث ليال . )
ولقد بينا خطأ هذه النبوءة عند الحديث عن التنبؤات التي استحال تحقيقها .
يبقى بعد ذلك ما ينسب للمسيح من قوله إن ابن الإنسان سوف يتألم كثيراً ويرفض من جيله .. ماذا يعني قول كهذا ؟
يقول تشارلز دود :
" لقد سجلت أقوال بأن يسوع تنبأ بأن الآلام تنتظره هو وتابعيه .. وغلاباً ما استحسن ذلك الاعتقاد في أن الإنذار بموته _ وهو القول الذي تكرر ذكره منسوباً ليسوع في الأناجيل _ إنما هو تنبؤ خرج من واقع الأحداث .. أي بعد وقوعها ( حيث عاصر جيل المسيح اختفاءه فجأة .. وقتل شخص على الصليب لم يسمح لتلاميذه بالاقتراب منه ).
إن رجال الكنيسة لم يستطيعوا الاعتقاد بأن ربهم كان جاهلاً بما كان ينتظره . ويمكن التسليم صراحة بأن دقة بعض هذه التنبؤات قد ترجع إلى ما عرفته الكنيسة من حقائق فيما بعد.
وفي الواقع إن الانطباع الذي نخرج به من الأناجيل ككل هو أن يسوع قاد أتباعه إلى المدينة بمفهوم واضح هو أن أزمة تنتظرهم هناك .. وقد يصيبه وأتباعه بسببها آلام مبرحة .
وإن الفقرة المتميزة في هذا المقام ما ذكره مرقس في ( 10: 35 – 40 ) :
" عندما تقدم أبناء زبدي إلى المسح طالبين مشاركته المصير والملكوت فقال لهما : أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا .. وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟ فقالا له : نستطيع . فقال لهما يسوع : أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ أنا تصطبغان ... ) .
فنجد هنا أن ابني زبدي قد تأكدا أنهما سيشربان الكأس التي يشربها سيدهما ويصطبغان بصبغته . إن مفهوم الكلام هنا لا شك فيه .
وبالنسبة للتنبؤ بمشاركة الأخوين ( ابني زبدي ) لسيدهما مصيره فإنها تعتبر واحدة من التنبؤات التي لم تتحقق بمعناها الطبيعي .
وبما أن الصليب كان هو الوسيلة الوحيدة المألوفة للإعدام تحت حكم الرومان فإن ما توحي به تلك الفقرة هو أنه أراد تهيئتهم لا من أجل المعاناة فقط .. بل للموت . وما من شك في أنه يمكن قبول الرأي الذي يقول بأن التنبؤات التي نجدها في الأناجيل ليست أكثر من انعكاس لتجارب الكنيسة الأولى التي تكونت فيها التعاليم المسيحية . ومن المؤكد أن بعضاً من هذه التنبؤات _ على الأقل _ قد كونتها تلك التجارب .. وفضلاً عن ذلك تظهر بعض الآثار لتنبؤات نسبت ليسوع ولم تتحقق " ( من كتاب : " أمثال الملكوت " صفحة 41 – 47 )
تنبؤات المسيح بنجاته من القتل ...
المسيح يرفض كل محاولة لقتله :
منذ أن بدأ المسيح دعوته .. حتى آخر يوم فيها نجد أن الأناجيل تذكرنا بين الحين والحين برفضه فكرة قتله واستنكارها تماماً .. ثم هو قد عمل كثيراً لإحباط جميع المحاولات التي رآها تـبـذل من اليهود ..
يقول إنجيل يوحنا ( 7: 16-19):
" أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي .. بل للذي أرسلني لماذا تطلبون أن تقتلوني .. ؟
يوحنا 8: 37- ...... 40- لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني .. وأنا إنسان قد حدثكم الحق الذي سمعه من الله . هذا لم يعلمه أبراهيم "
ولأن المسيح إنسان عادي ككل البشر فإنه يجهل ما يخبئه له القدر .. ولذلك اتخذ من الاحتياطات ما يجنبه الوقوع في براثن أعدائه من اليهود .
ولو كان يعلم أنهم سيقبضون عليه في يوم معين .. (( فلم )) _ إذن _ تلك الإحتياطات ؟؟
يقول إنجيل يوحنا ( 7: 1- وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل . لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه .
ويقول يوحنا ( 11: 53- فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه . 54- لم يكن يسوع أيضاً يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البريية .. ) .
هذا واكتفي الآن بذكر عدد من التنبؤات الواضحة التي قالها المسيح بنجاته من القتل .. والتي تتفق وتلك الإحتياطات التي اتخذها للمحافظة على حباته ..
1- حدث ذات مرة في إحدى محاولات القبض عليه أن :
( " أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خدماً ليمسكوه . فقال لهم يسوع : أنا معكم زماناً يسيراً بعد .. ثم أمضي للذي أرسلني. ستطلبوني ولا تجدونني .. وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن أن تأتوا. " يوحنا 7: 32 – 34 ).
لا أضن أحداً يشك في وضوح هذا القول الذي يعني أن اليهود حين يطلبون المسيح لقتله فلن يجدوه لأنه سيمضي للذي أرسله .. أي سيرفعه الله إليه كما سبق أن رفع (( أيليا)) ( إلياس عليه الصلاة والسلام ) وشاهده تلميذه اليشع ( اليسع ) وهو صاعد إلى السماء ..
2- وفي موقف آخر من مواقف التحدي بين المسيح واليهود .. أكد لهم نبوءته السابقة وان محاولاتهم ضده ستنتهي برفعه إلى السماء .
يقول يوحنا ( 8: 21- قال لهم يسوع أيضاً أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم * حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ؟ .... 28- فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي .. بل أتكلم بهذا كما علمني 29- ((( والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي ))) لأني في كل حين أفعل ما يرضيه . )
لكن ذلك المصلوب صرخ يائساً على الصليب قائلاُ : إلهي إلهي لماذا تركتني ؟
3- ولقد كانت آخر أقوال المسيح لتلاميذه في تلك اللحظات التي سبقت عملية القبض مباشرة .. وهو تأكيده لهم أن الله معه دائماً ولن يتركه :
يوحنا ( 16: 32- هو ذا تأتي ساعةٌ وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحداً إلى خاصتهِ وتتركوني وحدي 33- .. لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم . )
ومن المؤكد كذلك أن ذلك المصلوب قد غلبه أعداؤه وقهره الموت وأخضعه لسلطانه .
4- وفي آخر مواجهة عاصفة حدثت بين المسيح والكهنوت اليهودي كان قوله:
(( لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولا مبارك الآتي بأسم الرب ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل . متى 23: 39 و 24: 1 ).
إن التحدي في هذا القول واضح .. ذلك أن المسيح يؤكد لأعدائه أنهم لن يروه منذ تلك الساعة حتى يأتي في نهاية العالم ((( بقوة ومجد كثير ))) .
لكن ذلك المصلوب رآه الكهنوت اليهودي أسيراً في قبضته أثناء المحاكمة + ثم رأوه بعد ذلك معلقاً على الخشبة قتيلاً قد أسلم الروح والمشيئة .. ولم يبق منه إلا جسد خامد فقد نبض الحياة .
واستعير لغة المسيح في الإنجيل .. اكتفاء بهذا القدر فاقول : (((((((( من له أذنان للسمع فليسمع .. ومن يسمع فعليه أن يعقل . ))))))))
وقبل ان أكتب لك ما تقوله المزامير أرجو أن يكون معلوماً أن .. تراجم أسفار العهدين القديم والجديد تتغير من حين لآخر وفقاً للدرسات التي يقوم بها علماء الكتاب المقدس .. إما لتدقيق الترجمة .. أو للتخلص من التناقضات والإختلافات .
وكمثا ل نجد أنه في واحدة من طبعات الكاثوليك للعهد الجديد أنها عندما تحدثت عن نهاية الخائن يهوذا ( في الاصحاح الأول من سفر أعمال الرسل ) فإنها جعلته يخنق نفسه .. ليتفق هذا مع ما يقوله ( إنجيل متى ) .. أما طبعة البروتستانت فلا تزال تروي نهاية يهوذا بأن نقمة حلت به (( إذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها )) وهذا شيىء مختلف تماماً عن عملية الانتحار خنقاً .
كذلك ظهرت طبعات حديثة للمزامير تختلف كثيراً عما في الطبعات المتداولة لها . وإذا كان داود هو الإسم الذي يرتبط بأغلب المزامير .. فإن العلماء مختلفون فيما يتعلق بحقيقة قائل كل مزمور وتاريخه وظروفه .. كما أن هناك خلافاً حول ترقيمها . .. وكيف ان الترجمة للمزمور 69 _ كمثا ل _ تقول في بعض فقراتها : (( حينئذ رددت الذي لم أخطفه )) .. (( ويجعلون في طعامي علقماً )) .. بينما تقول الترجمة الحديثة له في نظير ذلكما العددين : (( كيف أرد الذي لم أسرقه أبداً ؟ )) .. (( أعطوني لطعامي سماً )) .
فالإختلاف بينهما واضح .. سواء في المضمون أو في زمن الفعل .
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
08-12-2016, 11:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب :
إن الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب وسفك الدم .. فتلك نظرية بولسية أقحمها القديس بولس في مسيحية المسيح الحقة . وهذا شيىء أستطيع ان شاء الله بيانه من الأناجيل :
1- بينما كان المسيح يسير خارجاً ( إذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية .؟ فقال له لماذا تدعوني صالحاً ؟ ليس صالحاً ( إلا واحد هو الله ).
ولكن إن أردت أن تدخل الحياة .. فاحفظ الوصايا . قال له : أية الوصايا ؟ فقال يسوع : لا تزن . لا تسرق . لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك . قال له الشاب هذا كلها حفظتها منذ حداثتي .. فماذا يعوزني بعد ؟ ((( قال له يسوع ))) : إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء .. فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني . متى 19: 16 – 21 )
وكما ذكرت لك في السابق أن المسيح قبل أن يجيب السائل إلى سؤاله .. فقد صحح صيغة السؤال .. فنفى الصلاح عن نفسه .. ورده الى الله سبحانه وتعالى الذي تفرد في ذاته وصفاته .
وبذلك قرر المسيح على رؤوس الأشهاد أن (( الله المثل الأعلى في السماوات والأرض )) .
وإن أي خلط بين الله _ سبحانه _ وبين المسيح .. إنما هو قول مردود وكفر مرفوض .
ومن ذلك يتبين أن الخلاص الحق يقوم على الإيمان بالله الواحد .. ثم العمل الصالح . ولا مجال للحديث هنا عن الصلب أو الصليب .. فتلك كلها مسميات قال بها بولس وتلاميذه .. ما أنزل الله بها من سلطان .
2- وفي يوم الدينونة تكون النجاة بالعمل الصالح بعيداً عن الصلب وفلسفاته .. بل وحتى اسمه . فهناك " 34- يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا مباركي أبي رِثُوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم . 35- لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريباً فآويتموني . 36- عرياناً فكسوتموني . مريضاً فزرتموني . محبوساً فأتيتم إليَّ . 37- فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يا رب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك . أو عطشاناً فسقيناك . 38- ومتى رأيناك قريباً فآويناك أو عرياناً فكسوناك ؟ 39- ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك . 40- فيجيب الملك ويقول لهم الحق أوقول لكم بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم . 41- ثم يقول الملك للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته . 42- لأني جعت فلم تطعموني ... 44- حينئذ يجيبونه هن أيضاً قائلين : يا رب متى رأيناك جائعاً ؟ .... 45- فيجيبهم قائلاً : الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوا بأحد هؤلاء الأصاغر .. فبي لم تفعلوا . 46- فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حاة أبدية . " (انجيل متى) .
هكذا يدان الناس :
أهل البر والعمل الصالح إلى الحياة الأبدية السعيدة .. وأهل الشر والبخل إلى عذاب أبدي
.
ومرة أخرى لا دخل لفلسفة الصلب والفداء في إنقاذ أهل الشر .. فلن تنفعهم في شيىء .
3- يقول يعقوب في رسالته ( 2- 19- أنت تؤمن بأن الله واحد . حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون . 20- ولكن هل تريد أن تعمل أيها الإنسان الباطل ((( أن الإيمان بدون أعمال ميت )))) ؟ ... 24- ترون إذاً بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده .
إن ( الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم . يعقوب 1:17 ) .
من ذلك وغيره كثير وكثير جداً .. يتبين أن الخلاص لا علاقة له بالصلب على الإطلاق .
اخي العزيز .. انتم تقولون إن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة .. فأي عدل وأي رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه ؟ وقلتم انه هو الذي قبل ذلك .. وأقول لك إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر فإنه مذنب ولو كان يريد ذلك .
إن خطيئة آدم عليه السلام لم تزد عن أن تكون أكلاً من شجرة نُهى عنها قد عاقبه الله عليها _ باتفاق المسحيين والمسلمين _ باخراجه من الجنة , ولا شك أنه عقاب كاف .. فالحرمان من الجنة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين. وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه . وكان يستطيع أن يفعل بآدم عليه السلام أكثر من ذلك .. ولكنه اكتفى بذلك .
فكيف يستساغ أن يظل مضمراً السوء ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟!!
وقد مرت بالبشر منذ عهد آدم الى عيسى عليه الصلاة والسلام أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد الرسول نوح عليه الصلاة والسلام .. حيث لم ينجد إلى من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة .. فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم . فكيف تبقي بعد ذلك ضيقة أو كراهية تحتاج أن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية .
نضع الآن مجموعة من الأسئلة حول الصلب والفداء .. موجهة إلى المسيحيين لعلنا نجد لها إجابة ... وهذه الأسئلة هي :
1- ادعى المسيحيون أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة .. فأي عدل وأي رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه ؟
قد يقولون : إنه هو الذي قبل ذلك .. ونقول لهم إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر .. فأنه مذنب .. ولو كان يرد ذلك.
2- إذا كان المسيح ابن الله .. فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يديه ؟
3- ما هو تصور المسحيين لله _ جل في علاه _ الذي لا يرضى إلا أن ينزل العذاب المهين بالناس .. والعهد في الله _ الذي يسمونه الآب ويطلقون عليه : الله محبة .. الله رحمة _ أن يكون واسع المغفرة .. كثير الرحمات ؟
4- من هذا الذي قد الله _ سبحانه وتعالى _ وألزمه وجعل عليه أن يلتزم العدل وأن يلتزم الرحمة .. وأن يبحث عن طريق للتوفيق بينهما .. بين العدل والرحمة .. بأن ينزل ابنه الوحيد .. في صورة ناسوت .. يصلب تكفيراً عن خطيئة آدم ؟
5- يدعي المسيحيون أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم .. وفي أي شرع يلتزم الأحفاد بأخطاء الأجداد _ خاصة وأن الكتاب المقدس ينص على أنه " لا يقتل الآباء عن الأولاد .. ولا يقتل الأولاد عن الآباء. فكل إنسان بخطيئته يقتل " ( تثنية 24: 16 ) ؟
6- إذا كان صلب المسيح عملاً تمثيلياً على هذا الوضع .. فلماذا يكره المسيحيون اليهود ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح ؟
إن اليهود _ وخاصة يهوذا الأسخريوطي _ كانوا حسب الفهم المسيحي لموضوع الصلب أكثر الناس عبادة لله .. لأنهم بذلك نفذوا إرادة الله التي قضت بصلب ابنه فقاموا هم بتنفيذ ذلك العمل .
7- هل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضرورياً .. أم كان هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر ؟
ماذا يقول المسيحيون للإجابة عن مثل هذا السؤال .. كما يقدمه القس بولس ساباط .. إذا يقول :
" لم يكن تجسد الكلمة ضرورياً لإنقاذ البشر .. ولا يتصور ذلك مع القدرة الإلهية الفائقة الطبيعية " _ ثم يسترسل هذا الكاتب .. فيذكر السبب في اختيار الكلمة لتكون فداء لخطيئة البشر .. فيقول :
" إن الله على وفرة ما له من الذرائع إلى فداء النوع البشري وإنقاذه من الهلاك الذي نتج من الخطيئة ومعصية أمره الإلهي .. قد شاء _ سبحانه _ أن يكون الفداء بأعز ما لديه .. لما فيه من القوة على تحقيق الغرض وبلوغه سريعاً ".
إن أبسط الذرائع لدي الله _ سبحانه _ وتعالى إذا استخدمنا لغة ذلك القس .. هي أن يقول الله :
عفوت عنك يا آدم . ... هذا ما يقوله القرآن الكريم :
" فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ."
ونصرخ في وجه هذا الكاتب فنقول إنه ليس من الحكمة في شيء أن نفتدي بدينار ما نستطيع أن نفتديه بفلس .
ثم هناك إجابة أخرى عن هذا السؤال نقتبسها من كاتب مسيحي آخر هو الآب بولس اليافي الذي يقول :
" مما لا ريب فيه أن المسيح كان باستطاعته أن يفتدي البشر ويصالهم مع أبيه بكلمة واحدة أو بفعل سجود بسيط يؤديه باسم البشرية لأبيه السماوي لكنه أبى إلا أن يتألم .. ليس لأنه مريض بتعشق الألم أو لأن أباه ظالم يطرب لمرأي الدماء .. وبخاصة دم ابنه الوحيد .. وما كان الله بسفاح ظلوم .. لكن الإله الابن شاء مع الله الآب أن يعطي الناس أمثولة خالدة من المحبة تبقى على الدهر وتحركهم على الندامة لما اقترفوه من آثام وتحملهم على مبادلة الله المحبة ".
ومرة أخرى نصرخ في وجه هذا المؤلف مؤكدين أنه صور الداء أدق تصوير عندما تكلم عن الدماء والقسوة .. لكنه عندما بدأ يجيب ويصف الدواء تعثر وكبا ولم يقل إلا عبارات جوفاء لا تحمل أي معنى .
8- ونعود إلى القس بولس ساباط .. ونسأله كما سأل :
إذا كان الكلمة قد تجسد لمحو الخطيئة الأصلية .. فما العمل في الخطايا التي تحدث بعد ذلك ؟ يجيب هذا الكاتب بما يلي :
" إذا عاد الناس إلى اجتراح الخطايا .. فالذنب ذنبهم لأنهم نسوا النور وعشوا فيه مؤثرين الظلمة بإرادتهم ".
ومعنى هذا أن خطيئة واحدة محيت .. وأن ملايين الخطايا سواها بقيت وجدت بعد ذلك . وسيحاسب الناس على ما اقترفوه .. وبعض ما اقترفوه أقسى من عصيان آدم . لقد أنكر بعض الناس وجود الله .. وهاجمه آخرون وسخروا من جنته وناره . فلماذا كانت ظاهرة التجسد لخطيئة واحدة .. وتركت خطايا أكبر .. لا تعد ولا تحصى ؟
9- أين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح ؟ ومعنى هذا أن الله _ تعالى عن ذلك علواً كبيراً _ ظل حائراً بين العدل والرحمة ألوف السنين .. حتى قبل المسيح منذ ألفي عام فقط أن يصلب تكفيراً عن خطيئة آدم .
10- يلزم _ كما في جميع الشرائع _ أن تتناسب العقوبة مع الذنب .. فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم ؟
11- هذا _ إلى أن خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلاً من شجرة نهى عنها قد عاقبه الله عليها كما قلت _ باتفاق المسيحيين والمسلمين _ بإخراجه من الجنة ..ولا شك أنه عقاب كاف .. فالحرمان من الجنة الفينانة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين . وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه .. وكان يستطيع ان يفعل بآدم أكثر من ذلك .. ولكنه اكتفى بذلك . فيكف يستساغ أن يظل مضمراً السوء غاضباً ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟
12- وقد مرت بالبشر كما قلت منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة .. فهؤلاء هم الذي رضي الله عنهم .. فكيف تبقى بعد ذلك ضغينة أو كراهية تحتاج لن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية .
13- والكاتب المسيحي الذي أسلم _ عبد الأحد داود وكان مطراناً للموصل _ ينتقد قصة التكفير عن الخطيئة هذه انتقاداً سليماً فيقول:
" إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي .. وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها ظل مكتوماً عن كل الأنبياء السابقين ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب .
14- ويقول هذا الكاتب _ عبد الأحد داود :
" إن ما حمله على ترك المسيحية هو هذه المسألة وظهور بطلانها .. إذ أمرته الكنيسة بأوامر لم يستسغها عقله :
أ- نوع البشر مذنب بصورة قطعية ويستحق الهلاك الأبدي .
ب- الله لا يخلص أحداً من هؤلاء المذنبين من النار الأبدية المستحقة عليهم بدون شفيع .
ت- الشفيع لا بد أن يكون إلهاً تاماً وبشراً تاماً ".
ويدخل هذا الكاتب في نقاش طويل مع المسيحيين بسبب هذه الأوامر .. فهم يرون أن الشفيع لا بد أن يكون مطهراً من خطيئة آدم .. ويرون أنه لذلك ولد عيسى من غير أب لينجو من انحدار الخطيئة إليه من أبيه .
ويسألهم الكاتب ألم يأخذه عيسى نصيباً من الخطيئة عن طريق أمه ؟
ويجيب هؤلاء : بأن الله طهر مريم من الخطيئة قبل أن يدخل الابن رحمها .
ويعود الكاتب يسأل :
إذا كان الله يستطيع _ التطهير _ هكذا في سهولة ويسر إذ يطهر بعض خلقه .. فلماذا لم يطهر خلقه من الخطيئة كذلك بمثل هذه السهولة وذلك اليسر .. بدون إنزال ابنه وبدون تمثيلية الولادة الصلب ؟
ونضيف إلى نقاش عبد الأحد داود .. أن قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهراً من خطيئة آدم .. مما استلزم أن يولد عيسى من غير أب أو ان يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها .. يحتاج إلى طريق طويل معقد .. وكان أيسر منه أن ينزل ابن الله مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة .
ونضيف كذلك أن اتجاه المسيحيين هذا يتعارض مع اتجاه مسيحي آخر .. هو أن ابن الله دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليتحمل في الظاهر بعض خطيئة آدم الذي يبدو ابن الله كأنه ولد من أولاده .. ثم يصلب ابن الله تكفيراً عن خطيئة البشر الذين أصبح كواحد منهم .
ويبقى أن نسأل أسئلة أخيرة في هذا الموضوع هي :
هل كان الأنبياء جميعاً .. نوح _ إبراهيم _ موسى .. عليهم أفضل الصلاة والسلام ... .. مدنسين بسبب خطيئة أبيهم ؟
وهل كان الله غاضباً عليهم كذلك .. وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟
هذه الأسئلة نضعها بين يدي النصارى لعلهم يحاولون الإجابة عنها.
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
08-31-2016, 10:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
القيامة والظهور
لقد انتهينا من دراسة قضية الصلب .. وهي واحدة من أخطر القضايا المسيحية باعتبارها صارت ركيزة من ركائز العقيدة التي تبناها بولس .. وصار لها السيادة فيما بعد . ولم تكن على الإطلاق من وصايا المسيح ولا من رسالته .. وماذا رأينا فيها ؟
رأينا أن هذه المصادر المسيحية _ وهي الأناجيل _ قد اختلفت تماماً في كل جزئية تتعلق بموضوعات الصلب .. وقلنا _ من قبل _ إننا نتبع في دوائرنا القضائية في كل بلد من بلاد العالم .. أنه عندما تختلف شاهدة الشهود .. ترفض على الفور شهاداتهم ..
كذلك فإن السمة الواضحة والعامل المشترك بين هذه المصادر المسيحية .. شيء واحد .. هو أن كل ما كتب قام على ظن وعلى تناقض يتناقض بعضه مع بعض .. وينقض بعضه بعضاً ..
وقد عبَّر القرآن الكريم عن هذه الحالة في آية من آياته .. وذلك من معجزات القرآن فقد قال :
" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( 157 ). " سورة النساء .
لقد وجدنا أن كل ما كتب وخاصة ابتداء من قضية الصلب .. وملحقاتها وهي القيامة والظهور .. قد اختلف فيه كتبة الأناجيل جمعياً من الألف إلى الياء ..
ونبدأ الآن في دراسة قضية القيامة التي تقول _ وفق التعليم المسيحي _ إن المسيح صلب ومات ودفن وقام في اليوم الثالث .. وبعد ذلك ظهر لبعض الناس ..
ولقد عرفنا مما سبق أنه لم يدفن في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال .. كما قالت الأناجيل .. إذ أن المصلوب دفن في الأرض لمدة يوم واحد وليلتين على أحسن الفروض ...
القيامة ..
بدأت روايات قيامة المسيح من الأموات وظهوره بعد الموت تنشر ببطء شديد وسط المجموعة المسيحية الأولى .. بسبب إنكار تلاميذه وحوارييه _ وعلى رأسهم بطر س _ لتلك الروايات .. وشكهم فيها .. وعدم إيمانهم بوجود أدنى صلة بين رسالة المسيح الحقة التي تلقوها من معلمهم .. وبين فكرة القيامة من الأموات هذه التي صارت واحدة من ركائز العقائد المسيحية .. من أجل ذلك تأخر الإعلان عن قيامة المسيح وظهروه سبعة أسابيع .. فلم يذع خبرها بين عامة المسيحيين إلا بعد 50 يوماً .. كما تقول رسالة الإعمال التي سطرها (( لوقا )) بعد أكثر من 60 عاماً من رفع المسيح .
وإذا كان هذا هو مجمل حديث القيامة .. كما سجلته الأناجيل .. فمن الواجب ألا يغيب عن البال _ كما يقول جورج كيرد:
" إن أول شهادة عن القيامة لم تعطها الأناجيل .. لكن جاءت من رسائل بولس .. وعلى وجه الخصوص رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( الإصحاح 15 ) التي كتبت قبل أقدم الأناجيل بعشر سنوات على الأقل . ففي هذا الإصحاح نجد بولس يقتبس تعليماً تسلمه من أولئك الذين كانوا مسحيين قبله " . ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 255 ) .
ولقد رأينا أن ما تقوله الأناجيل عن صلب المسيح وما امتلأت به من اختلافات ومتناقضات يكفي لرفضها .. وبالتالي كان ذلك مبرراً كافياً لرفض ما قام على الصلب وهو القيامة والظهور . ومع ذلك فلسوف نتجه إلى الأناجيل لنناقش من خلالها قضية القيامة والظهور بعناصرها الرئيسية .
زيارة النساء للقبر :
يقول مرقس :
" وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه . وباكر جداً في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس وكن يقلن في أنفسهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر . فتطلعن ورأين الحجر قد دحرج لأنه كان عظيماً جداً . ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء فاندهش .. فقال لهن لا تندهشن .. أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب .. قد قام .. ليس هو ههنا هو ذا الموضع الذي وضعوه فيه .. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلى الجليل .. هناك ترونه كما قال لكم . فخرجن سريعاً وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة أخذتاهن . لم يقلن لأحد شيئاً لأنهن كن خائفات . " ( 16 : 1 – 8 ) .
يقول نينهام :
" إن الدافع المقترح لهذه الزيارة يدعو على أي حال إلى الدهشة . وإذا صرفنا النظر عن التساؤل الذي أثير ( عمن يدحرج الحجز ) فمن الصعب أن نثق في أن الغرض من زيارة النسوة كان دهان جسم إنسان انقضى على موته يوم وليلتان .
إن أغلب المعلقين يرددون ما يقوله مونتفيوري من أن السبب الذي تعزى إليه هذه الزيارة غير محتمل البتة ..
وفي الواقع نجد أنه حسب رواية القديس مرقس ( 15 : 37 – 47 ) .. فإن جسد يسوع لم يدهن أبداً بعد الموت .. خلافاً لما جاء في ( يوحنا 19: 40 ) الذي يقول :
" فأخذا _ يوسف ونيقوديموس _ جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب .. كما لليهود عادة أن يكفنوا ) ..
إن كثير من القراء سيتفقون في الرأي مع ما انتهى إليه فنسنت بيلور من أنه : من المحتمل أن يكون وصف مرقس محض خيال .. إذ أنه يصور لنا في وصفه بما يعتقد أنه حدث ". ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 443 – 444 )
وقد انفر متى ( 27 : 62 – 66 ) بما ذكره عن طلب اليهود من الحاكم الروماني بيلاطس أن يرسل حراساً لضبط القبر .. فاستجاب لهم " فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر ."
بعد ذلك تكلم عن زيارة النساء للقبر بصورة مختلفة فقال :
" وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت لن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج . .
فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا .. اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه إنه قام من الأموات ... فخرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه ". ( 28 : 1 – 8 )
ويقول جون فنتون :
" إن حدوث الزلزلة .. ونزول الملاك من السماء .. ودحرجة الحجر بعيداً .. وخوف الحراس .. كلها إضافات من عمل متى .. كذلك نجد في إنجيل مرقس ان النساء لا تطعن الرسالة .. أما في متى فإنهن يطعنها ( فيخبرن التلاميذ بالقيامة ) . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 449 – 450 ) .
ويقول لوقا :
" في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس .. فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر . فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع.
وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة .. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض قالا لهن .. ليس هو ههنا لكنه قام .. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل .. فتذكرن كلامه ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر الباقين بهذا كله . وكانت مريم المجلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل " ( 24 : 1 – 10 )
ويقول جورج كيرد :
" إن قصة لوقا عن القبر الخالي تسير بمحاذاة مرقس .. لكنها تختلف عنها في أربع نقاط :
فبينما يذكر مرقس شاباً واحداً عند القبر .. نجد لوقا يذكر رجلين . وحسبما جاء في ( مرقس 16: 7 ) قيل للنسوة : ولكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم _ لكن لوقا يشير بدلا من ذلك إلى تعليم سبق إعطاؤه في الجليل . ذلك أنه حسب مصدر المعلومات الذي استقى منه لوقا فإن ظهور ( المسيح ) بعد القيامة لم يحدث في الجليل .. لكنه حدث فقط في أورشليم وما حولها ) . ( لوقا 24: 13 – 35 )
كذلك نجد حسب رواية مرقس أن النسوة قد حملن برسالةٍ فشلن في توصيلها لأنهن كن خائفات .. بينما يخبرنا لوقا أنهن قدمن تقريراً كاملاً عما رأينه وسمعنه إلى التلاميذ الآخرين .
وأخيراً فإن قائمة الأسماء مختلفة .. إذا أن لوقا بذكر يونا بدلا من سالومي التي ذكرها مرقس ." ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 256 ) .
أما رواية يوحنا عن القيامة فإنها مختلفة عما روته الأناجيل الثلاثة في عناصرها الرئيسية .. ذلك أن يوحنا يقول :
" في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باقٍ .. فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر . فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه .
فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر . وكان الاثنان يركضان معاً . فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولا إلى القبر . وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل .. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعاً مع الكفان . بل ملفوفاً في موضع وحده فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الأخر الذي جاء أولا إلى القبر ورأى آمن .. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات.
أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكي .. فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً ." ( 20: 1 – 10 ) .
اختلاف الأناجيل في روايات الزيارة :
من الواضح أن هناك اختلافاً بين ما ترويه الأناجيل عن زيارة النساء للقبر وملابساتها كما يتضح مما سبق .. بالإضافة إلى الآتي :
1- يذكر مرقس أن توقيت زيارة النساء للقبر كان بعد طلوع الشمس .. بينما يقول الآخرون أن الزيارة كان قبل طلوعها _ فيه في متى ولوقا عند الفجر .. وفي يوحنا : " الظلام باق " .
2- يذكر " مرقس " أن الزائرات كن ثلاث نسوة , لكن " متى " يذكر اثنتين فقط .. بينما يقول " لوقا " إنهن كن جمعاً من النساء .. أما " يوحنا " فيجعل بطلة الزيارة هي مريم المجلية بمفردها التي تذهب لتحضر معها بطر ويوحنا ( التلميذ المحبوب ) .
ولا يتفق كتبة الأناجيل على شيء من العناصر الرئيسية لقصة الزيارة قدر اتفاقهم على جعل مريم المجدلية في موضع الصدارة بين الزائرات .. حتى أن يوحنا يجعلها الزائرة الوحيدة .
وبذلك صارت مريم المجدلية _ التي أخرج منها المسيح سبعة شياطين _ هي المصدر الرئيسي لكل ما قيل عن قيامة المسيح من الأموات.
3- وعند القبر رأت النساء شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء _ حسب مرقس _ بينما هو في متى: " ملاك الرب .. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج " .. أما في لوقا: " رجلان بثياب براقة " .. وفي يوحنا : " ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند القدمين ".
هذا بالإضافة إلى ما سبق بيانه بخصوص قضية القيامة التي اختلفت فيها الأناجيل اختلافاً يكفي لرفض شهاداتها جمعياً ..
لقد انفرد إنجيل متى بقوله :
" وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس : قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم _ فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الموات . فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى . فقال لهم بيلاطس عندكم حراس .. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون . فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر " ( 27 : 62 – 66 ) .
وبذلك تكون الإجراءات التي تمت هي حراسة القبر وختم الحجر.
وإذا صرفنا النظر عن كيفية دحرجة الحجر واختلاف الأناجيل فيها .. فإننا نقرأ في " متى " بعد ذلك الآتي :
" وفيما هما ذاهبتان ( مريم المجدلية ومريم الأخرى ) إذا قوم من الحراس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة .. قائلين : قولوا إن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام .. وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين . فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم . فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم ." ( 28 : 11 – 15 ) .
من ذلك يتبن كما قلت أن خصوم المسيح وهم رؤساء الكهنة والشيوخ وكذا الحراس لم يشاهدوا قيامة المسيح .. ولم يشاهدوه بعد القيامة .. لكن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه هو وجود القبر _ الذي قيل إنه دفن فيه _ خالياً .
وإذا رجعنا إلى قصة دانيال أثناء السبي البابلي لوجدنا نظيراً لقصة المقبرة التي وضع عليها حراس وسدت بحجر مختوم . فلقد حدث أن تأمر خصوم دانيال عليه ووشوا به عند الملك لأنه لا يتعبد له .. إنما بتعبد للإله الواحد خالق الأكوان . آنذاك غضب الملك وأمر بوضع دانيال في جب الأسُود .. وقفله بحجر وختمه . وفي هذا يقول سفر دانيال :
" قولوا قدام الملك إن دانيال الذي من بني سبي يهوذا لم يجعل لك أيها الملك اعتباراً .. فلما سمع الملك هذا الكلام اغتاظ على نفسه جداً .. حينئذ أمر الملك فأحضروا دانيال وطرحوه في جب الأسُود. أجاب الملك وقال لدانيال إن إلهك الذي تعبده دائماً هو ينجيك . وأتى بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه وخاتم عظمائه.
ثم قام الملك باركاً عند الفجر وذهب مسرعاً إلى جب الأسُود . فلما اقترب إلى الجب نادى دانيال بصوت أسف. أجاب الملك وقال لدانيال . يا دانيال عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسُود ؟ فتكلم دانيال مع الملك .. أيها الملك عش إلى الأبد . إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسُود فلم تضرني لأني وجدت بريئاً قدامه وقدامك أيضاً . أيها الملك لم أفعل ذنباً .
حينئذ فرح الملك به وأمر بأن يصعد دانيال من الجب .. فأصعد دانيال من الجب ولم يوجد فيه ضرر لأنه آمن بإلهه.
فأمر الملك فأحضروا أولئك الرجال الذي اشتكوا على دانيا وطرحوهم في جب الأسُود هم وأولادهم ونساءهم . ولم يصلوا إلى أسف الجب حتى بطشت بهم الأسُود وسحقت كل عظامهم " ( 6: 13 – 24 )ة
هنا حدثت المعجزة حقاً .. إذ رفعت الأختام في وجود شهود عاينوا دانيال قائماً بينهم حياً .. قد انتصر على الموت الذي كان ينتظره في فم الأسُود .. وشهد بذلك أعداء دانيال وأصدقاؤه على السواء .
فلو كان المسيح هو ذلك الذي صلبوه .. ثم وضعوه في القبر .. ثم أقاموا عليه حراساً وختموه .. لكان الأولى به حين يقوم من الموت _ كما يدعون _ أن يحدث ذلك على مرأى ومسمع من أعدائه قبل أصدقائه .. حتى تتحقق المعجزة بشهادة الشهود .. خاصة وأن المسيح مارس معجزاته كلها أمام الناس سواء المؤمنين به أو المكذبين له .
أما أن توجد مقبرة خالية .. فيقال إن المسيح الذي دفن فيها قد قام ولم يره أحد .. فذلك شيء لا يقوم على أي أساس بسبب التضارب الواضح فيما ترويه الأناجيل عن القيامة التي تعتبر ركيزة من ركائز العقائد المسيحية والتي تفوق في أهميتها خروج دانيال حياً من جب الأسُود ألاف المرات .
هذا ويقول جون فنتون :
" لقد كانت الكنيسة الأولى ترى في خروج دانيال حياً من جب الأسُود نوعاً من المشابهة لقيامة يسوع ..
كما يلاحظ أن " متى " غيّر قول مرقس أن المرأتين اشترتا حنوطاً . ليأتين ويدهنه .. إلى قول أخر هو : ( لتنظرا القبر ) . ولعل السبب في ذلك هو أنه ما دام " متى " قد أدخل قصة ختم الحجر إلى روايته .. فلا بد أن يقوم بهذا التعديل ". ( تفسير إنجيل متى صفحة 448 – 450 ) .
وإذا كانت الكنيسة قد اعتبرت خروج دانيال من جب الأسُود شبيهاً بقيامة المسيح .. أما كان ضرورياً للإقرار بتلك المشابهة أن يتوافر العنصر الضروري والكافي لتحقيق الحدث .. وهو شهادة الشهود من الأصدقاء والأعداء على السواء ؟ وهو الشي الذي اكتمل في قصة دانيال .. وفقد تماماً في قصة المسيح .
ونستطيع أن ندرك الآن قيمة هذه الفقرة المختصرة التي قررها أدولف هرنك :
" إن هناك عدداً من النقاط مؤكدةٌ تاريخياً منها : أن أحداً من خصوم المسيح لم يره بعد موته ". ( تاريخ العقيدة : جـ 1 .. صفحة 85 ) .
نعم .. إن رؤية الخصوم قبل الأصدقاء دليل هام ومفقود كان من اللازم تواجده _ أولا _ عند كل من يؤمن بحديث القيامة .. ولسوف يبقى مفقوداً إلى الأبد..
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
09-18-2016, 10:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الظهُور ..
نبدأ أولا بذكر ما يقوله إنجيل مرقس في مختلف الموضوعات التي نتعرض لها في هذه الدراسة .. ثم نتبع ذلك بما تقوله بقية الأناجيل في ذات الموضوع . ويرجع ذلك لما هو متفق عليه من أن إنجيل مرقس يعتبر أقدم الأناجيل القانونية ... بالإضافة لكونه المصدر الرئيسي الذي نقل عنه كل من متى ولوقا. وإذا طبقنا تلك القاعدة التي درجنا عليها .. وبدأنا بما يقوله إنجيل مرقس عن ظهور المسيح بعد قيامته من الأموات فإننا نقول :
يقول إنجيل مرقس : لا شيء ...
نعم : لا يقول إنجيل مرقس شيئاً عن موضوع الظهور .
ولسوف يسرع بعض القراء إلى النسخ التي في متناول أيديهم من إنجيل مرقس .. بغية التثبت من حقيقة هذا الإدعاء الخطير .. فيجدون خاتمة هذا الإنجيل _ ( الأعداد من 9 إلى 20 ) التي ينتهي بها الإصحاح السادس عشر _ تتكلم عن ظهور المسيح لبعض الناس بعد فتنة الصلب وروايات القيامة .
وهنا يحدث لبس تزيله الحقيقة الآتية :
إن خاتمة إنجيل مرقس التي تتكلم عن ظهور المسيح _ ( الأعداد 9 إلى 20 ) _ ليست من عمل مرقس كاتب الإنجيل .. ولكنها إضافات أدخلت إليه حوالي عام 180م .. أي بعد أن سطر مرقس إنجيله بنحو 120 عاماً .. ولم تأخذ أي صورة قانونية إلا بعد عام 325 م .
سأشير إلى هذا عند الحديث عن مشاكل إنجيل مرقس _ وقبل ان أبدأ به سأتكلم عن السؤال القائل بالنسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟ كان من الممكن ان أبدأ بهذا من أول مشاركة لي .. لكن هناك أمر جعلني أؤجل هذا فيما بعد ..
ونضيف الآن قول نينهام : " إنه على الرغم من أن هذه الأعداد ( 9 – 20 ) تظهر في أغلب النسخ الموجودة لدينا من إنجيل مرقس .. إلا أن النسخة القياسية المراجعة مصيبة تماماً في اعتبارها غير شرعية .. منزلة إياها من النص إلى الهامش .
إن العالم الكاثوليكي الكبير " لاجرانج " واضح تماماً في قوله : إنه بالرغم من قانونيتها ( أي أنها جزء من الكتاب المقدس ) فإنها ليست قانونية بالمعنى الحرفي ( أي ليست من عمل القديس مرقس ). وتقوم وجهة النظر التي تتطابق وآراء العلماء الآخرين على ثلاثة أسباب رئيسية هي :
1- إن بعض أفضل النسخ من إنجيل مرقس تنتهي عند ( 16: 8 ) .. وبعض النسخ الأخرى تتفق معها في حذف الأعداد ( 9 – 20 ) .. لكنها تعطي بدلا من ذلك خاتمة ( أخرى ) .
2- إن كبار العلماء في القرن الرابع مثل ايزييوس وجيروم يشهدون بأن هذه الأعداد كانت ساقطة من أفضل النسخ الإغريقية المعلومة لديهم .
3- والأكثر حسماً من كل ما سبق هو أن أسلوب تلك الأعداد ومفردات اللغة التي كتبت بها يعطي أسلوب القرن الثاني .. وهو شيء يختلف تماماً عما كتب به القديس مرقس.
إن هذه الفقرة لا يمكن تحديد تاريخها بالضبط .. ويمكن القول بأنها أصحبت تقبل كجزء من إنجيل مرقس حوالي عام 180م . ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 449 – 450 ) .
كذلك يقول جون فنتون : :
" على حسب معلوماتنا فإن إنجيل مرقس الذي كان بين يدي متى .. قد انتهى عند ( 16: 8 ) .. وعلى هذا فإن ظهور يسوع للنساء في إنجيل ( متى 28 : 8 ) قد أضافه متى .
وحسبما نعلم فإن إنجيل مرقس لم يحتو على أي روايات تتكلم عن ظهور الرب المقام من الأموات ". ( تفسير إنجيل متى صفحة 449 – 450 ) .
روايات الأناجيل :
ومع ذلك فلسوف نذهب الآن إلى نسخ إنجيل مرقس التي تتكلم عن ظهور المسيح فنجدها تقول :
" وبعد ما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولا لمريم المجدلية التي قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معها وهن ينحون ويبكون فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته .. لم يصدقوا .
وبعد ذلك ظهر بهيئته أخرى لأثنين منهم وهما يمشيان منطلقين في البرية . وذهب هذان وأخبرا الباقين .. فلم يصدقوا ولا هذين . أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام ". ( 16: 9 – 14 ) .
ولقد علمنا حسب رواية متى عن زيارة النساء للقبر .. أن مريم المجدلية ومريم الأخرى قد حمَّلها ملاك الرب رسالة يقول فيها : " اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه إنه قد قام من الأموات . ها هو يتبعكم إلى الجليل " .
وعندئذ خرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه " .
والآن نضيف قول متى :
" وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال (( سلام لكما )). فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له .. فقال لهما يسوع : لا تخافا اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني. وأما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجبل حيث أمرهم يسوع .
ولما رأوه سجدوا له .. ولكن بعضهم شكوا " ( 28: 9 – 17) .
هذا وبعد أن ذكر لوقا ما روته النسوة من حديث القيامة للتلاميذ والرسل نجده يتكلم عن الظهور فيقول :
" وإذا اثنين منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم .. وفيما هما يتكلمان وتحاوران اقترب إليها يسوع نفسه وكان يمشي معهما ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته . فقال لهما ما هذا الكلام الذي تتطارحان به .. فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب .. ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد . فألزماه قائلين امكث معنا .. فلما اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولها فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما . فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووحدا الأحد عشر مجتمعين هم والذين معهم . وهم يقولون إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان ..
وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم.
فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم رأوا روحاً .
فقال لهم : ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم .. انظروا يدي ورجلي إني أنا هو .. جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه .. فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل . فأخذ وأكل قدامهم ". ( 24: 13 – 43 ) .
يقول يوحنا إن مريم المجدلية كانت تبكي عند القبر .. فقال لها الملاكان :
" يا امرأة لماذا تبكين قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه . ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفاً ولم تعلم أنه يسوع . قال لها يسوع : يا امرأة لماذا تبكين . من تطلبين . فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد: إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه . فقال لها يسوع يا مريم . فالتفت تلك وقالت له ربوني _ الذي تفسيره يا معلم _ فقال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى : أبي وأبيكم .. وإلهي وإلهكم.
فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قد قال لها هذا . ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود .. جاء يسوع ووقف في الوسط . فرح التلاميذ أنهم رأوا الرب .. أما توما أحد الاثني عشر .. فلم يكن معهم حين جاء يسوع . فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب فقال لهم : إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أومن . وبعد ثمانية أيام كان التلاميذ أيضا داخلاً وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال : سلام لكم ...
بعد هذا أظهر أيضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية .. لما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع .. ثم جاء يسوع وأخذ الخبز وأعطاهم وكذلك السمك . هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الأموات ". ( 20: 13 – 26 , 21: 1 -14 )
ملاحظات على روايات الأناجيل :
لقد عرضنا ما ترويه الأناجيل الأربعة عن ظهور المسيح .. وكلها روايات تسمح بإبداء الملاحظات الآتية :
1- اتفق مرقس ومتى ويوحنا على أن الظهور الأول كان من نصيب مريم المجلية التي لم تعرفه وظنته البستاني .. بينما أسقط لوقا تلك الرواية تماماً .. وجعل الظهور الأول من نصيب اثنين كانا منطلقين إلى قرية عمواس.
2- حدث الظهور للتلاميذ مرة واحدة في كل من مرقس ومتى ولوقا . بينما تحدث عنه يوحنا ثلاث مرات بصورة مختلفة .
3- اتفق مرقس ومتى على أن الظهور للأحد عشر تلميذاً حدث في الجليل .. فاختلفا في ذلك مع لوقا ويوحنا اللذين جعلاه في أورشليم .
4- وأخطر من ذلك كله هو اتفاق الأناجيل في هذه القضية على شيء واحد هو أن الذي ظهر لمريم المجدلية وللتلاميذ كان غريباً عليهم .. ولم يعرفوه جمعياً ((( وشكوا فيه )) .. وهم الذين عايشوا المسيح وعرفوه عن قرب .
كيف يقال بعد ذلك أن المسيح ظهر لمعارفه وتلاميذه ؟
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
10-14-2016, 11:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شك التلاميذ في روايات القيامة والظهور :
تمتلىء روايات الأناجيل عن القيامة والظهور بالكثير من المآخذ والثغرات التي يستطيع القارىء أن يتلمسها بنفسه بمجرد المطالعة ومقارنة المواقف المتشابهة في الاناجيل المختلفة .
وتكفي هذه المآخذ والثغرات لرفض ما تقوله تلك الروايات عن قيامة المسيح وظهوره .. وكيف لا ترفض وقد رفضها كاتب إنجيل مرقس الأصلي فأسقطها من حسابه وأنهى الإنجيل ( 16: 8 ) كما سبق بيانه . كذلك رفضها تلاميذ المسيح وشكوا فيها ذلك الشك المريب الذي سجلته الأناجيل .
لقد شك التلاميذ جميعاً فيما روته مريم المجدلية ومن معها من النسوة عن قيامة المسيح من الأموات ..
فحين ((( رجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجيمع الباقين بهذا كله وكانت مريم المجلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهم لهم كالهذيان .. ولم يصدقوهون . فقام بطرس وركض إلى القبر فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها فمضى متعجباً في نفسه مما كان )))
ولكن أناجيل مرقس ومتى ولوقا تذكر لنا حديثاً جرى بين المسيح وتلاميذه .. تنبأ فيه بقتله ثم قيامته من الأموات ... فيه تقول :
(( ابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ( المسيح ) ينبغي أن يتألم كثيراً ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم ..
فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره فالتفت وأبصر تلاميذه .. فانتهر بطرس قائلاً اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن للناس )) { مرقس 8: 31 – 33 } .. { متى 16: 21 – 23 } , { لوقا 9 : 22 } .
إن رواية الحوار بين المسيح وتلاميذه على هذه الصورة تعني أن قيامة المسيح من الأموات أصبحت أمراً مفروغاً منه .. مثلها مثل قتله .. ذلك أن الأناجيل تذكر أن المسيح (( قال القول علانية )) .
فإذا وجدنا بعد ذلك أن روايات القيامة التي جاءت بها مريم المجدلية كانت بالنسبة لبطرس _ رئيس التلاميذ والذي سبق أن راجع المسيح في أمرها _ ولرفاقه كلاماً (( كالهذيان )) لا يمكن تصديقه .. فإن النتيجة التي لا مفر من التسليم بها هي :
إن ذلك الحوار الذي قيل إنه جرى بين المسيح وتلاميذه .. والذي تنبأ فيه بقتله ثم قيامته لم يحدث على الإطلاق .
وإن ما نجده عن ذلك الحوار في الأناجيل .. لا يعدو أن يكون إضافات أدخلت إليها فيما بعد .
إن هذا ما ينطق به إنجيل يوحنا حين يقرر أن فكرة القيامة كانت غريبة تماماً عن التلاميذ الذين فوجئوا برواية مريم المجدلية . فحين ذهبت هذه وأخبرت بطرس ويوحنا .. فإنهما تسابقا إلى القبر (( يوحنا 20 : 8 فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الأخر الذي جاء أولا إلى القبر ورأى فآمن . 9- لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. 10- فمضى التلميذان " بطرس ويوحنا " أيضاً إلى موضعهما . ))
كيف يتفق قول يوحنا هذا عن تلاميذ المسيح (((( لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات ))) _ مع ذلك القول والحوار الطويل الذي جرى بين المسيح وتلاميذه وعرفهم فيه بقيامته من الأموات .. وهو الحوار الذي ذكرته أناجيل : مرقس ومتى ولوقا ... ؟
وكذلك شك التلاميذ فيما روته مريم المجدلية وغيرها عن ظهور المسيح .. فحين ذهبت مريم وأخبرت التلاميذ (( لما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته .. لم يصدقوا )) وكذلك كان الحال مع الاثنين اللذين قيل إنه ظهر لهما .. إذ لما (( ذهب هذان وأخبرا الباقين .. فلم يصدقوا ولا هذين )) .
ويسجل متى شك التلاميذ في ذلك الذي قيل إنه المسيح الذي صاحبوه من قبل فيقول : (( أما الأحد عشر تلميذاً _ لما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا ))
وكذلك يقول لوقا عن التلاميذ أنهم (( جزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً )
ويسجل يوحنا شك ( توما ) بصورة تقطع فكرة القيامة لا علاقة لها البتة برسالة المسيح وتعاليمه .. فهو يقول : (( أما توما أحد الأثنى عشر ... فلم يكن معهم حين جاء يسوع فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب . فقال لهم إن لم أبصر في يديه أثر المسامير .. وأضع أصبعي في جنبه لا أومن . ))
لقد ربطت المسيحية التقليدية _ مسيحية بولس الصليبية _ نفسها بالقول بأنها تقوم على أحداث تاريخية _ مثل القول بقتل المسيح على الصليب وقيامته في اليوم الثالث _ بحيث لو تعذر إثبات وقوعها .. ما كان للمسيحية من برهان يدعمها .. كما أنه لو أمكن إثبات عدم حدوثها لانهارت العقيدة التقليدية من أساسها ولم يبق منها شيء.
وفي هذا يقرر علماؤها بأنه جرى التوكيد دائماً على (( أن المسيحية تعتبر عقيدة تاريخية بمفهوم قلما تناظرها فيه أي من العقائد الأخرى .. ذلك أنه إما أن تظل قائمة أو تنهار .. بناء على حقيقة ما كان من أحداث معينة .. جرى الزعم بأنها وقعت خلال فترة زمنية محددة تقدر بثمان وأربعين ساعة في فلسطين مذ ألفي عام تقريباً .
وهنا يثور سؤال :
" من أي الوجوه _ إذن _ تكون العقيدة المسيحية عرضة للسقوط تاريخياً ؟ "
ولكن إذا نظرنا إلى السؤال بعين فاحصة .. لوجب علينا الاعتراف بأنه لا يمكن إثبات أن المعتقدات التي تقوم على الأمور التاريخية يمكن اعتبارها حقائق مؤكدة . وبتعبير أدق .. فإن تلك المعتقدات لا تملك أكثر من درجة عالية جداً من الاحتمال والترجيح ". ( من كتاب : " اعتراضات على العقيدة المسيحية " ص 58و 64و 65 ) .
إن كل من لم يبصر في مسيحية المسيح الحقة الفاضلة .. سوى الصلب والقيامة قد جعلها تحت رحمة التاريخ . وإذا رجعنا إلى ما يسعفنا به التاريخ في روايات الصلب والقيامة والظهور .. لوجدناه في غير صالح ذلك المفهوم الذي لم ير بولس شيئاً غيره في المسيحية التي جال يدعو لها حتى جعل لها السيادة .. وأعني بها مسيحية الصليب .
ولكن العلماء يقررون _ حقاً _ أن تلك المعتقدات التي تقوم على الأمور التاريخية لا يمكن اعتبارها حقائق مؤكدة . .
وهل تبنى العقائد _ أيها الناس _ على الظن والاحتمال والترجيح ؟
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
سعاد حلمى
11-07-2016, 11:51 AM
جزاكم الله خيرا
موضوع ممتاز نتمنى لك التوفيق
AL-ATHRAM
11-07-2016, 08:01 PM
جزاكم الله خيرا
موضوع ممتاز نتمنى لك التوفيق
وانتي كذلك
AL-ATHRAM
11-07-2016, 08:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن القضية الرئيسية في المسيحية هي قضية الغفران وأنه بسبب خطئية آدم المتوارثة فإن البشرية كلها هالكة لا محالة ولذلك جاء المسيح ليفديها بنفسه .. وكان قلته على الصليب _ باعتباره ابن الله الوحيد _ هو الثمن الذي ادعى بولس أنه دفع للمصالحة مع الله أو على حد تعبيره " صولحنا مع الله بموت ابنه " ( رومية 5 : 10 ) .
ولكن إن صح ما قيل عن الخطيئة المتوارثة _ وهو غير صحيح على الإطلاق ولا يتفق مع عدل الله ولا شرائعه ومنها شريعة موسى .. فهل كان ضرورياً تلك الرواية المأساوية التي تتمثل في قول المسيحية بقتل المسيح صلباً وسط صرخاته اليائسة التي كان يرفض فيه تلك الميتة الدموية ؟
أما كان يمكن أن تحدث المغفرة دون سفك دم بريء .. دم يرفض صاحبه بإصرار أن يسفك ؟
لنرجع إلى إنجيل متى نجده يقول :
" فدخل السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته . وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحاً على فراش . فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج : ثق يا بني .. مفغورة لك خطاياك.
وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم هذا يجدف . فعلم يسوع أفكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم . أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك . أم أن يقال قم وامش ؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا .
حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك فقام ومضى إلى بيته . فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا. ( 9 : 1 – 8 ) .
لقد قال المسيح للمفلوج :
(( مفغورة لك خطاياك ))
ومغفورة اسم مفعول لفاعل تقديره الله سبحانه وتعالى لأن المخلوق لا يستطيع أن يغفر الخطايا .. تماماً كما يقول إنسان عن إنسان آخر متوفى :
المغفور له ..
فهذا يعني أنه يرجو أن يغفر الله له.
بل إن متى ينسب للمسيح قوله :
" لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا "
فكأن الله _ سبحانه وتعالى _ منح المسيح أن يغفر الخطايا بكلمة منه . وبناء على ذلك فإن مغفرة خطايا البشر ليست في حاجة إلى عملية صلبه وقتله وكل ذلك العمل الدرامي المفجع الذي ضاعف الخطايا _ لو كان قد حدث كما يزعمون _ بدلاً من أن يمحوها . وأكثر من هذا أن المسيح أعطى لبطرس _ الذي وصفه بأنه شيطان والذي تقول الأناجيل إنه تبرأ من سيده في وقت المحنة وأنكره أما اليهود _ سلطاناً أن يغفر الخطايا فقال له :
" أعطيك مفاتيح ملكوت السموات .. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السموات . "
هل يستطيع الإنسان أن يغفر بكلمة ويعجز رب الإنسان عن مثل ذلك ؟
أين عقول الناس التي يفكرون بها ؟
لقد كتبت الأناجيل _ كما علمتم _ بعد عشرات السنين من رحيل المسيح ثم تعرضت للكثير من الإضافات والحذف . ولقد كان المسيح يعلم حقيقة من حوله وحقيقة الأدعياء الذين سيلتصقون باسمه وبرسالته ويزعمون أنهم رسله وتلاميذه رغم أنهم تلاميذ الشيطان الذي سيؤيدهم بعجائب وأضاليل تكون فتنة للناس. ولذلك قال كاتب بإنجيل متى على لسانه :
" ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات .. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات . كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب . أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة . فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط . اذهبوا عني يا فاعلي الإثم . " ( 7 : 21 – 23لا ).
وكما قلت سابقاً ..
لقد لعب اسم الروح القدس دوراً كبيراً في الدعوة باسم المسيح لدرجة أنهم لو وجدوا إنساناً يهذي فإنهم يقولون : قد امتلأ من الروح القدس .
ولا شك أن المجرم هو أقدر من يدل على طرق الإجرام فإذا أردنا أن نحد من الجرائم علينا أن نأتي بجماعة من المجرمين ونتعرف منهم على أساليبهم ومن ثم نستطيع وضع الخطط اللازمة لمكافحة الإجرام .
ونأتي الآن إلى شاول _ بولس _ نجده يقول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس :
" ولكن ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن أيضاً في ما يفتخرون به . لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم على شبه رسل المسيح . ولا عجب لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور . فليس عظيماً إن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر .. الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم.
أقول أيضاً لا يظن أحد أني غبي وإلا فاقبلوني ولن كغبي لأفتخر أنا أيضاً قليلاً . الذي به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه ". ( 11 : 3 – 12 ).
وعندما نأتي لفكر بولس في الصلب _ مع إيماننا الكامل بأن المسيح لم يصلب على الإطلاق ولم يعلق على الصليب _ نجده يقول :
" المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة ." ( غلاطية 3 : 13 ).
كيف أيها الناس ؟
كيف يكون المسيح لعنة ؟
وكأن المسيح كان يتحرز ضد بولس وأفكاره وتابعيه حين قال في إنجيل يوحنا :
" هو ذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي .. وأنا لست وحدي لن الآب معي ". ( 16 : 32 – 33 ).
وهذا مخالف تماماً لقول ذلك الذي علقوه على الصليب فصرخ يائساً يقول :
" إلهي إلهي لماذا تركتني "
إن هذا وحده كاف لإثبات عدم صلب المسيح . ..
بولس ...
حديثنا الآن عن بولس خاصة وقد علمنا لمحة عن فكر بولس وفلسفته لفكرة الصليب والفداء .. وهي مسيحيته التي قام يبشر بها وجاءت مخالفة لمسيحية المسيح الحقة التي اتسمت بالمحبة والوداعة .. خلافاً لذلك العنف الدموي الذي اعتنقه بولس في مسيحيته الصليبية . ولسوف نرى كيف دخل بولس في المسيحية وكيف كان نتاج أفكاره .. وخاصة وأن هناك قاعدة معروفة تقول :
إنك لا تجني من الشوك العنب .
. ولقد كان بولس ( شاول ) يهوديا واشتهر بعنفه في خصومته بل بعدائه الشديد لأتباع المسيح ولم يكن له حظ من رؤية المسيح ولو مرة واحدة في حياته . يقول سفر { أعمال الرسل 7 : 58- .... والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له ( شاول ) فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو .. 60- ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم : يا رب لا تقم لهم هذه الخطية . { 8 : 1- وكان شاول راضيا بقتله 2- ...... 3- وأما شاول فكان يسطوا على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن. }
ثم أعلن بولس فجأة تحوله إلى المسيحية .... إن تاريخ الديانات يشهد لكثير كانوا من ألد أعدائها وأعداء النبي والرسول الذي جاء يدعو لها ثم يتحولون إليها ويصيرون من خير دعاتها .
لكن القاعدة الهامة والخطيرة التي شذ فيها بولس هي أنه لم يلتزم بالتعاليم الموجودة في العقيدة الجديدة التي تحول إليها وهي المسيحية . لكنه اختص بتعليم انفرد به وطفق يبشر به .. واستطاع بوسائله الخاصة ومهاراته أن ينحي كل التلاميذ جانبا ويتصدر الدعوة إلى المسيحية بعد أن اكتسح الآخرين.
ولنرى الآن ماذا يقول سفر أعمال الرسل عن قصة تحول بولس إلى المسيحية. يقول الإصحاح التاسع :
" أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب . فتقدم إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناسا من الطريق رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم * وفي ذهابه حدث انه اقترب إلى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء . فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني فقال من أنت يا سيد . فقال الرب انا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك أن ترفس مناخس * فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد أن افعل . فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل * وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا * فنهض شاول عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحدا . فاقتادوه بيده وادخلوه إلى دمشق * وكان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل ولم يشرب " ( 9 : 1 – 7 ) .
لكن الله سبحانه وتعالى دائما يبين الحق رحمة بالناس ولهذا نجد الإصحاح 22 من سفر أعمال الرسل يحكي قصة تحول بولس إلى المسيحية على لسانه شخصيا . فيقول :
" فحدث لي وأنا ذاهب ومتقرب إلى دمشق انه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم . فسقطت على الأرض وسمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني * فأجبت من أنت يا سيد . فقال لي أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده * والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني . " ( 22 : 6 – 9 ) .
من ذلك يتبين أن " المسافرين :
سمعوا الصوت ولم ينظروا النور حسب قول الإصحاح ( 9 ) بينما ذكر الإصحاح ( 22 ) عكس ذلك تماما فقال : نظروا النور ولم يسمعوا الصوت .. هذه بداية دخول بولس إلى المسيحية وهي قصة مشكوك فيها تماما ...
لقد دخل بولس المسيحية _ وفق رواية خطؤها واضح تماما _ ثم انطلق بتعليمه الخاص الذي أعلن فيه الاستغناء عن كل تعليم تلقاه تلاميذ المسيح من معلمهم بدعوى انه تلقى تعليمه من المسيح مباشرة في تلك الرؤيا المزعومة .
فهو يقول { غلاطية 1 : 15- ولكن لما سر الله الذي افرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته 16- أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت لم استشر لحما ودما 17- ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضا إلى دمشق 18- ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما 19 ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب 20- والذي اكتب به إليكم هو ذا قدام الله إني لست اكذب فيه }
وهكذا بدأ بولس الدعوة إلى المسيحية وفق مفهومه الخاص لمدة ثلاث سنوات " قبل " أن يتعرف بتلاميذ المسيح الذين أسسوا الكنيسة الأم في أورشليم والذين كانوا المرجع في كل ما يتعلق بالمسيحية والدعوة إليها .
ثم يقول بولس { غلاطية 2 : 1- ثم بعد أربعة عشر سنة صعدت أيضا إلى أورشليم مع برنابا آخذا معي تيطس أيضا . 2- وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلا . 3- ...... 6- فان هؤلاء المعتبرين لم يشيروا على بشيء 7- بل بالعكس اذ رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان 8- بان الذي عمل في بطرس الرسالة الختان عمل في أيضا للأمم }
من ذلك يتضح : -
1 - إن قصة دخول بولس في المسيحية مشكوك فيها ولا يمكن الاعتماد عليها لما فيها من تناقضات صارخة .
2- لم يعرف بولس عن المسيحية سوى الصلب وسفك الدم وأن هذا شيء أختص به . وأما غير ذلك من تعاليم المسيح فقد أهمله تماما فهو يقول :
{ غلاطية 1 : 11- واعرفكم أيها الاخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان 12- لأني لم اقبله من عند إنسان ولا علمته . بل بإعلان يسوع المسيح . } و { 1 كورنثوس 2 : 2- لأني لم اعزم أن اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا . }
لقد بحث العلماء فكر بولس والتيارات التي أثرت فيه . وفي هذا يقول تشارلز دود :
" لقد أوضحنا سلفاً أن فكرة الكمنولث العالمي كانت شائعة في العالم الوثني وكانت روما في تأثرها بالمثل العالية للرواقيين _ الذي قدموا في أيام بولس رئيساً لوزراء الإمبراطورية .. وفي القرن التالي له اعتلى أحدهم عرش الإمبراطورية _ فحاول تأسيس ذلك الكمنولث . ولقد تأثر بولس كأحد الماوطنين الرومان بهذه الأفكار ". ( من كتاب : " ماذا يعنيه بولس لنا اليوم ص 49 ).
لقد فكر بولس في إنشاء كمنولث مسيحي يقوم على اسم واحد وعلامة واجدة هما المسيح والصليب . ولا مانع أن تكون فيه أفكار وديانات مختلفة .. ليكن ما يكون .. إن بولس يعترف في رسائله بأنه لم يتحرز عن استخدام كل الوسائل لكسب أكبر عدد من الاتباع فهو يقول :
" فإني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين . فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود . وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس . وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس . مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح . لأربح الذين بلا ناموس . صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء . صرت للكل كل شيء لأخلص علل على كل حال قوما . وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه . " ( 1 كورنثوس 9 : 19 – 23 ) .
وهكذا نجد بولس قد عرض المسيحية على أصحاب العقائد المختلفة بالصورة التي ترضي كلا منهم وترتب على ذلك أنهم دخلوا الديانة الجديدة بعقائدهم وأفكارهم القديمة وكان لهذا _ ولا يزال _ أثره الخطير في المسيحية .
ولقد عرفنا من قبل برنابا هو الذي قدم بولس إلى التلاميذ لكن الذي حدث بعد ذلك أن أزاح بولس برنابا من تصدر الدعوة إلى المسيحية . يقول سفر أعمال الرسل : 15 : 39- فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر . وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرس . }
ولم يلبث بولس أن تشاجر مع بطرس رئيس التلاميذ - ونحاه أيضا . فهو يقول :
{ غلاطية 2 : 11- ولكن لما أتى بطرس إلى إنطاكية قاومته مواجهة لأنه كان ملوما . }
ومن المؤكد أن بولس لم يعلم قدر بطرس الذي أعطاه المسيح التفويض أن يحل ويربط كما يشاء والذي عينه راعيا لتلاميذه يقول متى :
" .... فأجاب يسوع وقال ... وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات . } ( متى 16 : 16 – 19 )
ولا داعي للحديث عن رسائل بولس فهي رسائل شخصية بحتة يقول في بعضها { 1 كورنثوس 7 : 25-وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينا }
أو يقول { 1 كورنثوس 7 : 40- ولكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا بحسب رأيي . وأظن اني انا أيضا عندي روح الله }.
أنه لا يصدق نفسه إن كان عنده روح الله أم لا . عندما يصدر كلام كهذا من رجل مثل بولس فانه يعطينا تشككا رهيبا فيما جاء في العهد الجديد .
أو يقول في { 1 كورنثوس 7 : 6- ولكن أقول هذا على سبيل الأذن لا على سبيل الأمر .}
وهكذا من مثل هذه الأمور الظنية التي لا تصلح اطلاقا لبناء عقيدة ..
كذلك تنتهي رسائله بالحديث عن السلام وبث القبلات المقدسة للرجال والنساء على السواء مثل قوله :
{ رومية 16 : 12- سلموا على تريفينا وبريقفوسا التاعبتين في الرب ... 13- سلموا على روفس ... 14- سلموا على اسينكريتس .... 15- سلموا .... 16- سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة * كنائس المسيح تسلم عليكم } ....
إن مسيحية بولس تقوم أساساً على فكرة الإله المخلص المقتول .. ولقد كانت الديانات التي شاعت في العالم الروماني في ذلك الوقت مثل ديانات إيزيس وميثرا وسيبل تقوم على نفس هذه الفكرة . ولهذا يقول مؤرخو الديانات إن التشابه ملحوظ بين المسيحية وتلك الديانات .
يقول : هربرت فيشر في كتابه (( تاريخ أوربا )) :
" استدرا العالم الروماني بشغف زائد إلى عبادات الشرق الملتهبة مثل عبادات إيزيس وسيرابيس وميثرا .. إن عباد إيزيس المصرية وسيبل الفريجية وميثرا الفارسي اشتركوا في معتقدات كثيرة وجدت في النظام المسيحي .
لقد اعتقدوا في اتحاد سري مقدس مع الكائن الإلهي إما عن طريق اقتران خلال الشعائر أو بطريقة أبسط عن طريق أكل لحم الإله في احتفال طقسي ..
لقد كان الإله الذي يموت بين العويل والراثي بيد أنه يقوم ثانية وسط صيحات الترحيب والشرور .. من الملامح الرئيسية في هذه العبادات الشرقية الغامضة ..
إن عبادة إيزيس قد نظمت بطريقة تماثل تماماً ما في الكنيسة لكاثوليكية .
لقد كان هناك تنظيم كهنوتي مماثل مكون من البابا مع القسس والرهبان والمغنين وخدم الكنيسة . وكانت صورة السيدة ترصع بجواهر حقيقية أو مزيفة وكانت زينتها تعمل كل يوم كما كان صلاة الصبح وأغاني المساء تغني في معابدها الرئيسية . وكان الكهنة حليقي الرؤوس ويلبسون ملابس كهنوتية بيضاء من الكتان .
إن التحول من الوثنية إلى المسيحية لم يكن يعني الدخول في جو غريب كلية .. أو ممارسة ثورة فجائية . لقد كانت عملية التحول تتم بلطف .. وكان طقوس العقيدة الجديدة استرجاعاً للأسرار القديمة .
فقد كانت عقيدة الوسيط مألوفة في معتقدات الفرس وأتباع الأفلاطونية الحديثة وكانت فكرة التثليث معتقداً دينياً شائعاً تنبع أساساً مما تعارفوا عليه من العدد ثلاثة هو العدد الكامل " ( من كتاب : " تاريخ أوربا " ص 102 – 115 ) .
ويقول أرنست كيللت في كتابه " مختصر تاريخ الديانات " :
إن أوجه التشابه المحيرة بين شعيرة التعميد ( المسيحية ) _ على سبيل المثال _ وبين طقوس التطهير في ديانة أتيس وأدونيس لتصدم كل دارس . لقد أظهرت الديانة المسيحية قدرة ملحوظة في جميع العصور على الأخذ لنفسها ما يناسبها من الديانات الأخرى .
ولسوف أعطي هنا ملخصاً لأسطورة أتيس وطقوس عبادته لأن هذا لم يؤثر فقط بعمق في المسيحية بل لأنه كان منتشراً في أغلب الإمبراطورية الرومانية .
لقد حدثت قيامة أتيس في يوم الخامس والعشرين من مارس بدء الربيع وهو نفس اليوم الذي قام فيه المسيح من الأموات حسب أقوال كثير من المسيحيين .. كذلك فإن التشابه بين الطقوس السرية لديانة ميثرا والمسيحية مذهلة . إن المثرية لها طقوسها المتعلقة بالعشاء الرباني ومن الصعب التفريق بينها وبين ما في عقيدتنا المسيحية .. ولها احتفالا تماثل احتفالا عيد الميلاد ولها عيد القيامة ". ( من كتاب : " مختصر تاريخ الديانات " .. ص 130 – 262 ) .
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
نيفين مؤمن
11-16-2016, 01:22 PM
مشكوووووووووووووووورة
AL-ATHRAM
12-05-2016, 08:12 PM
مشكوووووووووووووووورة
وشكرا لكي ..
AL-ATHRAM
12-05-2016, 08:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المسألة أصبحت من الوضوح بحيث لا بد من الإقرار بأن تسمى الديانة المسيحية الديانة البوليسية . فهي تنسب بحق لبولس وليس للمسيح عليه الصلاة والسلام . كذلك من المفيد معرفة أن الفاتيكان يعترف بموقف بولس من المسيحية وعدم حرصه عليها . فقد جاء في كتاب نشره الفاتيكان سنة 1968 م بعنوان (( المسيحية عقيدة وعمل )) ما يلي في صفحة ( 50 ) :
" كان القديس بولس منذ بدء المسيحية ينصح لحديثي الإيمان أن يحتفظوا بما كانوا عليه من أحوال قبل إيمانهم بيسوع ".
إن هذا الإقرار الخطير يتفق وكل ما قلناه عن بولس والمسيحية .
فطيرة القربان والعشاء الرباني الذي كان معمولا به في الديانات الوثنية القديمة
جاء في إنجيل ( لوقا إصحاح 22 ) ( وفي الأناجيل الأخرى أيضاً ) ما نصه :
" ولما كانت الساعة اتكأ والاثنا عشر رسولا معه . وقال شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل فيَّ ملكوت الله . ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله . وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم . اصنعوا هذا لذكري . وكذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم . ولكن هو ذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. وابن الإنسان ماض كما هو محتوم. ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه" ( لوقا 22 : 14 – 22 ) .
من الملاحظ أن الأيام الأخيرة من حياة المسيح كانت مزدحمة بالقلق والرعب وكان المسيح حقيقة في أيامه الأخيرة ثابتاً لكل الضغوط دون أن يتأثر بتلك القلاقل لأنه كان واثقاً تمام الثقة أن الله _ سبحانه وتعالى _ سوف ينجيه.
لكن عندما نأتي حقيقة لتفسير هذا الكلام . فإني أقول في صراحة متناهية :
من هو المصدر الأساسي لهذا النص ؟ إن هناك نصاً في سفر أعمال الرسل يمنع الدم.
" بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم " ( ( 15 : 20 ) .
فإذا كان ينهى عما ذبح للأصنام والدم فكيف يقال:
" هو ذا دمي .. اشربوه ".
إن هذه وثنية منقولة من وثنية العبادات التي كانت متفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت . إن مصدر هذا النص أو إيحاءه إنما يرجع إلى تلك الوثنية المتفشية مثل المثرية الفارسية وكان من طقوسها العشاء الرباني .. وكان منها يوم 25 ديسمبر يوم الميلاد ويوم الأحد يوم الراحة .. كل هذه وثنية فارسية في عبادة ميثرا ثم غيرت اللافتة من ميثرا إلى المسيح . أما أن نؤمن بشريعة موسى التي تمنع الإنسان المؤمن عن الدم وبذلك تكون هذه العادة باطلة .. لأنه لا يعقل أن يقول المسيح :
" كلوا جسدي هذا واشربوا دمي هذا ... "
لسبب هو أن المسيح تحدى اليهود قائلاً :
" ستطلبونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ."
فهو يتحداهم ويؤكد عجزهم عن الوصول إلى المسيح بدليل قوله في إنجيل ( يوحنا إصحاح 8 عدد 28 ) :
" فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه ".
إن قصة الصلب منقوضة من أساسها تماماً ...
كذلك فإن الذي صلب هو شبه بابن الإنسان إذ يقول إنجيل يوحنا على لسان المسيح إصحاح 3 عدد 14 :
" وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان ".
وكانت الحية التي رفعها موسى شبيه بالحية الحقيقية .
فبالمقارنة نقول .
كما رفع موسى شبيه الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع شبيه ابن الإنسان .
وعلى هذا الأساس نقول إن النص الذي يتكلم عن أكل جسد المسيح وشرب دمه إنما هو نص مقتبس من المصادر الوثنية المتفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت . لقد كان المسيح آمناً على نفسه وبالتالي كان جسده سليماً ودمه سليماً .
_ وأي قسيس _ لا يقدر أن يتصور أن كسر لقمة وإعطائها لأخ _ في العقيدة _ يضعها تحت أسنانه تتحول إلى جسد المسيح .. ويشعر أن لحماً تحت أسنانه ...!
ما أريد قوله هو بيان كيف استطاع بولس إفساد المسيحية . لقد قال المسيح :
" ما جئت لأنقض شريعة موسى "
وتجد في سفر التكوين إصحاح 17 عدد 9 في حديث الله _ سبحانه وتعالى _ لأبينا إبراهيم :
" وقال الله لإبراهيم وأما أنت فتحفظ عهدي . أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم . هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك . يختن منكم كل ذكر . فتختنون في لحم غرلتكم . فيكون علامة عهد بيني وبينكم . ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم .. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها . إنه قد نكث عهدي " . ( 17 : 9 – 14 ).
وكان بولس من الصنف الوصولي الذي يطمع في الوصول إلى القمة حتى إذا ما وصل فإنه يتخلص من كل من خلفه .
لقد أراد بولس أن يخرج بالرسالة من اليهودية إلى الأمم علماً بأن السميح لم يأمر بهذا لأن الرسالة كانت محدودة في بني إسرائيل.
ولما كانت الأمم غير مختتنة فإنه لجأ إلى أول مجمع هاجم فيه الختان وقال إن الختان ختان القلب .. كمن يقول للمسلم إنك تستطيع دخول الصلاة بلا وضوء . فهذا فساد للصلاة إذ قد هدم الأسس التي يجب السير عليها لإقامة الصلاة .
وقد استطاع التأثير على الحاضرين .. فنقرأ في سفر أعمال الرسل إصحاح 15 عدد 22 :
" حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة إن يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا رجلين متقدمين في الإخوة . وكتبوا بأيديهم هكذا . الرسل والمشايخ والإخوة يهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية . إذا قد سمعنا أن أناساً خراجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلي أن تختتنوا وتحفظوا الناموس . الذين نحن لم نأمرهم . رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبنا برنابا وبولس .. رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح . فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاها . لأنه قد رأى الروح القدس ونحن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة . أن تتمتعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوقة والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعماً تفعلون . كونوا معافين . " ( 15 : 22 – 29 ) .
هكذا صار الروح القدس لعبة في أفواههم فقد أمرهم ألا يختتنوا. بهذا حطم بولس شريعة موسى تحطيماً كبيراً ..
وبالنسبة للطلاق نجد شريعة موسى تسمح بالطلاق كما في سفر التثنية .. لكن بولس يعمل على إشاعة الفاحشة بين الناس. فإذا كانت امرأة على خلاف مع زوجها فإنه يأمرها بعدم الطلاق . وهكذا وجد فساد في المجتمع حيث تضطر الزوجة إلى سلوك خفي مشين . وأريد أن أسأل الآن :
لماذا رفضت الكنيسة إنجيل برنابا ؟
لأن برنابا في إنجيله بيَّن بقوة ووضوح كيف أفسد بولس المسيحية وحولها إلى نصرانية يونانية .. ومن عقيدة تؤمن بالتوحيد وهو أن الله واحد أحد .. إلى عبادة ابن الله على شاكلة أوزوريس وإيزيس وحورس .
" اعترافات بولس بخطاياه " !
وأخيراً نختتم الحديث عن بولس بنقل اعترافه بخطاياه الجسدية التي عجز عن الفكاك منها والتي جعلته واحداً من سبايا الخطيئة . ولقد أثبت باعترافه هذا _ دون أن يدري _ أن الزعيم بصلب المسيح وقتله .. الذي عاش بولس يفلسفه ويدعو له .. قد ذهب سدى . فلا زال بولس باعترافه عبداً للخطيئة .. وثمنها عنده موته الأبدي . إن بولس يقول :
" فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطيئة . لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فأنا أفعل .. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطيئة ساكنة فيَّ . فإني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح. لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد . لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل . فإن كنت ما لمست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطيئة الساكنة فيَّ. إذا أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي . فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي . ويحي أنا الإنسان الشقي . من ينقذني من جسد هذا الموت ؟ ... " ( رومية 7 : 14 _ 24 ) ..
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
مى جمال السيد
12-14-2016, 12:54 PM
جزاكم الله خير على نقلكم الطيب
AL-ATHRAM
04-05-2018, 10:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا جاءت مداخلة من احدى الاخوات .. ردا علي الاثرم حين تكلمت عن بولس .. وهذا هو حديثها ...
هل تحققت بنفسك من هذا الكلام؟؟
قال السيد المسيح لرسله قبل صعوده إلى السماء :
" اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس "(متى 28 : 19)
وأيضاً قوله في مرقس :
" و قال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن و اعتمد خلص و من لم يؤمن يدن. " ( 16/ 15- 16 )
وفي لوقا أيضاً يقول :
" و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح يتألم و يقوم من الأموات في اليوم الثالث. و أن يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدا من أورشليم. و انتم شهود لذلك. " ( 24/ 46- 4
يا أخ الأثرم , هذه الآيات تؤكد بطلان ما تدعيه .. فالسيد المسيح هو الذي طلب من الرسل أن يذهبوا ويعلموا وينشروا البشارة في جميع الأمم بل للخليقة كلها .. وأن يعمدوهم ,لا أن يختنوهم ...
وتجد أن بطرس أيضاً عمد قائد المئة قرنيليوس الوثني , هو وجميع أهل بيته , دون أن يطلب منهم الختان أولاً .. لأن عطية الله بالمسيح يسوع وهبت لجميع البشر على السواء
" فإذا كان الله قد وهب لهم مثل ما وهب لنا , لأننا آمنا بالرب يسوع المسيح , هل كان في إمكاني أنا أن أمنع الله ؟ " ( أعمال الرسل 11 :17 )
هنا اقتبست نص الاثرم :
اقتباس:
( وبالنسبة للطلاق نجد شريعة موسى تسمح بالطلاق كما في سفر التثنية ، لكن بولس يعمل على إشاعة الفاحشة بين الناس. فإذا كانت امرأة على خلاف مع زوجها فإنه يأمرها بعدم الطلاق . وهكذا وجد فساد في المجتمع حيث تضطر الزوجة إلى سلوك خفي مشين . )
كلام لا مبرر له إلا التهجم والافتراء على بولس الرسول لا أكثر ولا أقل .
في المسيحية لا يوجد طلاق بحسب تعاليم سيدنا يسوع المسيح , وهذه هي شريعة الله من البدء .. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان.
قال المسيح لهم : " ان موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا."
وهنا اقتبست نص الاثرم ...
اقتباس:
وأريد أن أسأل الآن :
لماذا رفضت الكنيسة إنجيل برنابا ؟
لو كنت قرأت هذا الكتاب ونتائج البحث والتدقيق فيه لما كنت سألت هذا السؤال .. سأذكر لك أمراً واحداً سيجعلك أنت كمسلم ترفض أيضاً هذا الكتاب كما رفضته الكنيسة من قبل , بعد أن أخضعته للدراسة والتدقيق..
يقول صاحب هذا الكتاب المسمى بإنجيل برنابا : أن يسوع ( عيسى ) ليس هو المسيح بل أنه رسول جاء ليبشر بمجيء المسيح الذي هو النبي محمد .. ( برنابا : 44/ 19- 31 , 54/ 9 , 97/ 14- 18 )
ما رأيك بهذا الكلام ؟؟ هل تقبله أنت ؟؟ هل تقول بأن المسيح هو محمد ؟؟
" إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ "
قال دكتور محمد شفيق غربال في الموسوعة العربية الميسّرة تحت كلمة برنابا ما يأتي:
إنجيل مزيف، وضعه أوربي في القرن الخامس عشر، وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس أيام المسيح أخطاء جسيمة. كما أنه يصرح على لسان عيسى أنه ليس المسيح، إنما جاء مبشِّراً بمحمد الذي سيكون المسيح.
وكتب الأستاذ عباس محمود العقاد في صحيفة الأخبار القاهرية الصادرة في 26 أكتوبر (ت 1) 1959 موضوعاً عن إنجيل برنابا, فقال :
" ............. تتكرر في هذا الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يردّدها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمَدة في الكنيسة الغربية، ولا يتورّط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن، مثل القول عن محمد إنه المسيا أو المسيح. "
وأختم بهذا الكلام للأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (عبقرية المسيح ص118و189 ) :
" ومن بدع (أهل) القرن العشرين سهولة الاتهام كلما نظروا في تاريخ الأقدمين فوجدوا في كلامهم أنباء لا يسيغونها وصِفاتٍ لا يشاهدونها ولا يعقلونها. ومن ذلك اتهامهم الرسل بالكذب فيما كانوا يثبتونه من أعاجيب العيان أو أعاجيب النقل. ولكننا نعتقد أن التاريخ الصحيح يأبى هذا الاتهام، لأنه أصعب تصديقاً من القول بأن أولئك الدعاة أبرياء من تعمُّد الكذب والاختلاق. فشتّان عمل المؤمن الذي لا يبالي الموت تصديقاً لعقيدته، وعمل المحتال الذي يكذب، ويعلم أنه يكذب، وأنه يدعو الناس إلى الأكاذيب. مثل هذا لا يُقْدم على الموت في سبيل عقيدة مدخولة، وهو أول من يعلم زيفها وخداعها. وهيهات أن يوجد بين الكذبة العامدين من يستبسل في نشر دينه كما استبسل الرسل المسيحيون. فإذا كان المؤلف الصادق مَن يأخذ بأقرب القولين إلى التصديق، فأقرب القولين أن الرسل لم يكذبوا في ما رووه، وفي ما قالوا إنهم رأوه، أو سمعوه ممن رآه "
" ذاك الذي كان منذ البدء , ذاك الذي سمعناه , ذاك الذي رأيناه بعيوننا , ذاك الذي تأملناه ولمسته أيدينا من كلمة الحياة...... نبشركم به أنتم أيضاً لتكون لكم أيضاً مشاركة معنا ...... "
عذراً على الإطالة..
AL-ATHRAM
04-23-2018, 11:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وكان ردي عليها هكذا ...
الاخت العزيزة ..... وهذا هو نصك :
فأنت إما تكتب / أو تنقل / (((عن جهل )))), (((( وتلك مصيبة )))) . وإما عن قصد , ((( والمصيبة هنا أكبر ))) . ((( لأنه كله كذب وتدليس وافتراء .. )))
وهذا هو نصك ايضا :
كلام لا مبرر له إلا التهجم والافتراء على (( بولس الرسول )) لا أكثر ولا أقل .
((( التهجم على بولس ))) ألم تهتزي من الداخل على ما جاء في الكتاب المقدس وهو يسب الله وانبياؤه وينعتهم باقبح الصفات .. لماذا كل هذا الدفاع عن بولس .. هل اقول انكم تعبدونه .. نعم ..
اختي الكريمة .. .. لنرى أين الجهل؟ .. ولنرى اين المصيبة والمصيبة الكبرى ؟.. ولنرى ( الكذب والتدليس والافتراء ) أين هو ؟!!
اما ما قلتيه عن :
"
اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس "(متى 28 : 19)
"
سيأتيك الرد عليه فيما بعد ..
سأتوقف قليلاً عن تكملة موضوعي .. وبعدها ساكمل ..
بولس :
الأخت الكريمة ... .. يعترف بولس بعجزه أمام شهوات الجسد وبضعف إرادته .. فيقول في رسالته إلى أهل رومية ( 7 : 14 – 24 ) :
" ..... لأني لستُ اعرف ما أنا أفعلهُ إذ لستٌ أفعل ما أريدهُ بل ما ابغضهُ فايَّاهُ أفعل . .....
فإني أعلم أنهُ ليس ساكنٌ فيَّ أي في جسدي شيءٌ صالح . لان الإرادة حاضرة ٌ عندي وأما أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد .
لاني لستُ أفعل الصالح الذي اريدهُ بل الشرُّ الذي لستُ أريدهُ فايّاهُ أفعل .
فإن كنتُ ما لستُ اريده أياه افعل فلستُ بعدُ افعلهُ أنا بل الخطيّة الساكنة فيّ . إذاً أجد الناموس لي حينما اريد ان أفعل الحُسنى ان الشر حاضرٌ عندي . فإني اسرُّ بناموس الله بحسب الإنسان الباطن . ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطيّة الكائن في أعضائي . ... من ينقذني من جسد هذا الموت "
كيف تتمكن الروح الشريرة من دخول جسد القديس بولس ثم تمنعه من فعل الخير مع أنه رسول وفيه روح الله الذي أوحى إليه ما يزيد على ثلثي العهد الجديد ؟
وإذا كان هذا حال بولس فماذا يكون حال عامة الناس ممن ليس فيهم روح الله ؟
إذا كان من الصعب بل المستحيل أن يتخلص بولس من الروح الشرير فيكف يكون حال غيره من النصارى ممن يدعون ان روح الله يدخل في أجسادهم ؟
ولهذا يكذب من يدعي ان روح الله تحل فيه .. ليست هي روح الله إنما هي روح من الأرواح .
من المعلوم إن القديس بولس كان شديد العداء والخصومة للنصرانية .. شديد التعذيب والتنكيل بأتباعها ومعتنقيها ..
يقول سفر أعمال الرسل ( 9 : 1- 2 )
" أما شاول فكان لم يزل ينفث تبدُّداً وقتلاً على تلاميذ الرب .... حتى إذا وجد اناساً من الطريق رجلاً ونساء يسوقهم مُوثَقين إلى أورشليم ."
وفي الإصحاح الثامن ( 1 – 3 )
" حدث في ذلك اليوم اضطهادُ عظيم على الكنيسة ... وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالاً ونساء ويسلمهم إلى السجن ".
أختي الكريمة ...: ليس من الغريب أو المستبعد أن يتحول قلب من الكفر إلى الإيمان .. لكن من غير المتوقع أن يتحول رجل من الكفر والعداء العميق للمؤمنين وتعذيبهم .. يوحى إليه .. يكتب الرسائل وينشر الدعوة ويبشر بها !!
أي أن الغريب هو أن يتحول إلى رسول يوحي إليه الروح القدس :
كما أن القصة التي وردت في سفر أعمال الرسل _ تخبرنا بهذا التحول المفاجئ الغريب _ تدفع القارئ إلى الوقوف عندها فاحصاً متأملاً .. جاء في الإصحاح ( 22 : 3 – 5 ) :
" وكنت غيورا لله كما أنتم جميعكم اليوم ، واضطهدتُ هذا الطريق ( النصرانية ) حتى الموت مقيداً ومسلماً إلى السجون رجالاً ونساءً .. كما يشهد لي أيضاً رئيس الكهنة وجميع المشيخة .. ذهب لآتي بالذين هناك إلى أورشليم مقيّدين لكي يعاقبوا ."
هذا هو بولس وهذا هو موقفه من النصرانية ومن معتنقيها .. يتعقبهم للقبض عليهم وسجنهم والتنكيل بهم .. وبقية النص تعرض إلينا الحدث المفاجئ التالي .. قد تكلمت فيه سابقا .. لكن سأقتبس هذه الكلمات ..
سفر أعمال الرسل ( 9 : 3 – 7 ) :
" ... وأما الرجال المسافرون معهُ ... يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ."
سفر أعمال الرسل ( 22 : 9 ) :
والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ."
إن التناقض في شهادة بولس يبطل دعواه في أنه رأى المسيح وهو على الطريق إلى دمشق .. هذا الدليل الوحيد عند بولس الذي ادعى به صلته بالمسيح قد بطل بهذه الشهادة المتناقضة ..
إننا يا أخت ...لو عرضنا شهادة متناقضة كهذه على قاض في محكمة :
مرة يقول : سمعوا ولم يشاهدوا
ومرة أخرى يقول : شاهدوا لكنهم لم يسمعوا .
لحكم ببطلانها فيكف حصل تجاهل هذه الحقيقة ؟
إن الإنسان ليحتار في أصله .. فتارة يدعي نفسه أنه يهودي طرطوسي ( أعمال 21: 39 ) وتارة يصرخ في المجمع قائلاً إنه فريسي ابن فريسي ( أعمال 23: 6 ) وأخرى يقول إنه رجل روماني ( 22: 25 ) . يتلون حسب الموقف ..
فلا نستطيع أن نستبين جنسه من هذا على وجه تطمئن إليه النفس .
هدفه واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار .. إن هدفه هو هدم المسيحية وتقويضها من الداخل بتحريفها والابتداع في عقيدتها وشريعتها .. بعد أن فشل في هدمها ومحوها تماماً من الخارج كعدو لدود ومعذب مضطهد .. لأن الاعتداء بالمواجهة يضع عادة (( رد الفعل )) والاعتداء بالحيلة والخداع واختلاق القصص المثيرة فقد يكون أسهل بكثير من المواجهة من الخارج ..
أختي الكريمة ... .. يشترط فيمن يدعي الرسالة أن يأتي بالمعجزات الخارقة لنواميس الكون المخالفة لسنَنِ الطبيعة ، وبدهي أن يعارض الرسول بها قومه ويلزمهم بوساطتها الحجة ويقيم لهم بها الدليل ..
فهل القديس بولس أتى بمعجزة ما ؟! ..
لم يرَوَ عن بولس أنه أتى بمعجزة واحدة يثبت بها رسالته ، بل لقد ذكر في أعمال الرسل أن بولس عُمِلَتْ معجزة فيه حيث عَمِيَ فأتى إلى " حنايا " فطلب له الشفاء ( فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد ) { أعمال الرسل 9: 18 }.
" ولما جاء ( شاول ) إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ (( وكان الجميع يخافونه)) ( غير مصدقين أنه تلميذ ) .. ( وأخذه برنابا ) وأحضره إلى الرسل " . ( أعمال الرسل 9: 26 – 27 ) .
وأما برنابا " ...... لأنهُ كان رجلاً صالحاً ممتلئاً من الروح القدس والإيمان ."
( أعمال الرسل 11 : 22 – 24 )
فهو الذي كان _ في مواقف كثيرة يرسله التلاميذ مندوباً عنهم .. وهو الذي تشاجر معه بولس ثم افترقا بعد أن تبين أن لكل منهما آراءه الخاصة في التعاليم والدعوة إليها ..
" فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر .. وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرص وأما بولس فاختار سيلا وخرج مستودعاً من الإخوة إلى نعمة الله .. ... " ( أعمال الرسل 15 : 39 – 40 ) .
ولم يلبث بولس أن تشاجر مع بطرس رئيس التلاميذ - ونحاه أيضا . كما ذكرت لكم سابقاً ..
" ولكن لما أتى بطرس إلى انطاكية قاومته مواجهةً لأنهُ كان مَلُوماً ."
{ غلاطية 2 : 11 }
ومن المؤكد أن بولس لم يعلم قدر بطرس الذي أعطاه المسيح التفويض أن يحل ويربط كما يشاء والذي عينه راعيا لتلاميذه { متى 16 : 16 آلي 19 - }:
" ... وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها . وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطهُ على الأرض (((( يكون مربوطاً في السموات )))) وكل ما تحله على الأرض (((( يكون محلولاً في السموات .)))) "
كل هذه النصوص يا أختي الكريمة تشير إلى شك التلاميذ وريبتهم منه وتوجسهم فيه بادئ ذي بدء .. وتوضح صدق بصيرتهم فيه إذ سرعان ما تشاجر مع من قدّمه إلى التلاميذ وشهد له عندهم .
لقد جعل عيسى من شروط الإيمان به عمل المعجزات ، بل لقد قرر أن من كان في قلبه (((( ذرة )))) من الإيمان به يمكنه خرق سُنَنِ الكون .. وتغيير نواميس الطبيعة وهذا قوله :
" ثم تقدم (((( التلاميذ )))) إلى يسوع على انفراد وقالوا لما لم نقدر نحن ان نُخرجهُ . (( فقال لهم يسوع )) لعدم إيمانكم . فالحق أقول لكم (((( لو كان لكم إيمان )))) مثل ((( حبة خردل ))) لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقِلْ من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيءٌ غير ممكن لديكم " ( متى 17 :19 - 20 ) . وكذلك مرقص ( 11 : 23 ) .
فهل رُوِي عن بولس أنه أحيا ميتاً أو نقل الجبال من أماكنها وطرحها في البحار ..؟!!
لا يشك أحد من عامة المسحيين أن رؤساء الدينيين على جانب عظيم من الإيمان فضلاً عن حبة خردل منه بل يعتقدون أن رجال الكنيسة أو رؤساءها على الأقل يحل فيهم روح القدس فما بلانا لا نرى معجزة لهم بل ما بالهم يحارون في تعليل التناقض في أناجيلهم وكتبهم . لعلهم يكتفون بغفران الخطايا بإيهامهم العامي أن ذنوبه قد مُحِيَت لن الأمر ليس ظاهراً لديه .
" فالحق أقول لكم (((( لو كان لكم إيمان )))) مثل ((( حبة خردل )) "
بالمناسبة .. إن الإنجيل ملئ بالنعوت والصفات التي أطلقها المسيح على تلاميذه والتي منها صفات تدخل الفرد إلى جهنم ..
يقول متى ( 8 : 25 – 26 ) :
" ... فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين يا سيد نجّنا فاننا نهلك . فقال لهم ما بالكم خائفين (((( يا قليلي الإيمان ؟ )))).
وقال يسوع لبطرس رئيس التلاميذ في متى : ( 16 : 24 – 27 ) :
" ... فلتفت وقال لبطرس أغرب عني (( يا شيطان )) أنت معثرة لي (( لأنك لا تهتم بما لله )) ( لكن بما للناس ) .
إذا كان نعت المسيح لتلاميذه بقليلي الإيمان .. ولكبيرهم بطرس بالشيطان .. فكيف يكون حال من قام دينه مبني على قليلي الإيمان هؤلاء . وعلى المعثرة بطرس الذي لا يتهم لله .. كيف ؟!!
وهناك قصة أخرى وردت في الإنجيل .. أن رجلا أتى المسيح يشكو من أن ابنه يصاب بالصرع .. وقد عرضه على تلاميذ المسيح لعلاجه . ورغم أن المسيح أعطاهم سلطة إخراج الشياطين إلا أنهم عجزوا عن التنفيذ لسبب يقوله المسيح نفسه :
" .... يا سيد ارحم ابني ... واحضرتُهُ إلى تلاميذك فلم يقدوا إن يشفوهُ . فأجاب يسوع وقال (( أيها الجيل غير المؤمن الملتوي )) إلى متى أكون معكم ... فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فَشُفيَ الغلام من تلك الساعة ." ( متى 17: 14 – 19 )
لقد عاد وقلل من أهمية تلاميذه بل دعاهم بالجيل غير المؤمن الأعوج .. هؤلاء أساس الدعوة المسيحية ..!! سبحان الله ..
لنرى بولس كيف يصف الله :
يقول : " الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين " .
نسب بولس إلى الله عدم الشفقة أي القسوة .. والقسوة شكل من أشكال الظلم .. وهذا لا يجوز في حق الله .. فالله سبحانه وتعالى عادل رحيم .
وصلب عيسى من أجل غيره ظلم لعيسى .. والظلم ليس من صفات الله.
بولس يتهم الله جل شأنه بالحماقة والضعف .. يقول بولس في رسالته بدون رويَّة أو تفكير إن الله جل شأنه أحمق ضعيف .. وذلك في ( 1 كورنثوس : 25 ) .
" لأن جهالة الله أحكم من الناس . وضعف الله أقوى من الناس "
كيف هذا !! .. بولس ينسب الجهالة إلى الله ( والله هو العالم الحكيم ) .. وينسب الضعف إلى الله ( والله هو القوي العزيز القدير ).
إن قوله هذا يؤكد جهالته هو وضعفه هو . ويؤكد إن ما يقوله ليس وحياً من الله بل من بنات رأسه .. إذ كيف ينسب الله الجهل والضعف إلى نفسه .. وكيف يكون الله جاهلاً أو ضعيفاً .
الشيء الوحيد الذي صدق بها بولس حين قال بلسانه :
" ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً . بل انتم محتملي ."
إذا كان هو يقر بغباوته .. فليس لنا تعليق على ذلك ..
وبعد ذلك يؤكد مرة أخرى أن كتاباته ليست وحياً من الله ولا من عيسى ..
" ها أنا بولس أقول لكم : أنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً. " ( غلاطية 5 : 2 )
" وأما المتزوجون فأوصيهم : لا أنا بل الرب ." ( 1 كورنثوس 7 : 10 ) .
" وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن : ولكني أعطي رأياً ". ( 1 كورنثوس 7 : 25 )
الرداء الذي تركه بولس : ما فائدته ؟؟؟؟؟؟؟؟
قال بولس في رسالته إلى صديقه الحبيب تيموثاوس :
" بادر أن تجئ سريعاً ..... الرداء الذي تركته في تراوس عند كاربس : أحضره متى جئت والكتب أيضاً . ولا تنس الرقوق ".
هذا النص يؤكد ان هذه الرسائل ليست من وحي الله وإنما رسائل متبادلة دخلت في الكتاب لتصير وحياً .. والا فماذا ينفع وجود نص ( تعتبرونه آية ) في الكتاب المقدس يتعلق برداء بولس الشخصي ؟!!!
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
07-15-2018, 05:53 AM
آسف ... ولكي مني كل الاحترام والتقدير .. وجزاك الله خير
جزاكم الله خير على نقلكم الطيب
AL-ATHRAM
07-15-2018, 05:54 AM
وهذا ردها على الاثرم
أخي الكريم الأثرم ..الهجوم على بولس الرسول أمر معروف للجميع , ومن يطلع على كتب بعض المسلمين ( وهم كثر ) يشعر بوضوح مدى كرهم له وتهجمهم عليه , حتى أن البعض لا يتردد في شتمته ولعنه .
وأنت هنا تنقل أيضاً بعض من كلامهم وهجومهم ..
وردي ليس للدفاع عن بولس ( ولا أحد يعبد بولس !! سامحك الله على كلامك هذا) .. وإنما لتبيان الخطأ والافتراء فيما تدعون على أنه صدق وحق ..
والمشكلة هي عندما يكون الإنسان مشبعاً بأفكار مشوشة ومشوهة فيفقد عندها القدرة على التمييز بين الحق والباطل ... وأدعو الله أن لا تكون من هؤلاء الناس , ممن يُلبسون الحق ثوب الباطل , وبالعكس ..
لقد جاء في ردك الكثير من النقاط والأفكار من هنا وهناك ..
وبداية ردي سيكون جواب على كلامك :
اقتباس نص الاثرم :
(
وإن الإنسان ليحتار في أصله .. فتارة يدعي نفسه أنه يهودي طرطوسي ( أعمال 21: 39 ) وتارة يصرخ في المجمع قائلاً إنه فريسي ابن فريسي ( أعمال 23: 6 ) وأخرى يقول إنه رجل روماني ( 22: 25 ) . يتلون حسب الموقف ..
فلا نستطيع أن نستبين جنسه من هذا على وجه تطمئن إليه النفس .)
كل هذا وتقول بأنك لا تستطيع أن تستبين جنسه ؟؟؟
- ( فتارة يدعي نفسه أنه يهودي طرطوسي ( أعمال 21: 39 ))..
وهذا صحيح , لأن بولس ولد في طرسوس عاصمة قيليقية ( رسل 9 :11 ) , أبوه يهودياً من سبط بنيامين ( رومية 11 : 1 ) .. فهو إذن يهودي طرسوسي .
- (وتارة يصرخ في المجمع قائلاً إنه فريسي ابن فريسي ( أعمال 23: 6 )) .. وهذا أيضاً صحيح , لأن بولس يهودي على مذهب الفريسيين ..
/ والفريسيون هم المنتمين إلى مذهب ديني يهودي متعصب ومتشدد ومتزمت , وأخذ يسوع عليهم رياءهم وكبريائهم وتعلقهم بالألفاظ دون المعاني وقساوتهم على الشعب/
- ( وأخرى يقول إنه رجل روماني ( 22: 25 )) .. وهذا أيضاً صحيح لأن بولس كان مواطن رومانياً يتمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها أهل رومية ..
وبحسب ما ذكر في أعمال الرسل , وفي الرسائل يمكننا أن نتعرف على شخصية بولس .. ونكون فكرة واضحة وجلية عنه .. وعلى كل حال ما نعرفه عن شخصية بولس أكثر ما نعرف عن باقي شخصيات الإنجيل ..
اقتباس نص الاثرم :
أختي الكريمة ( ..... ) .. يشترط فيمن يدعي الرسالة أن يأتي بالمعجزات الخارقة لنواميس الكون المخالفة لسنَنِ الطبيعة ، وبدهي أن يعارض الرسول بها قومه ويلزمهم بوساطتها الحجة ويقيم لهم بها الدليل ..
فهل القديس بولس أتى بمعجزة ما ؟! .. لم يرَوَ عن بولس أنه أتى بمعجزة واحدة يثبت بها رسالته ، بل لقد ذكر في أعمال الرسل أن بولس عُمِلَتْ معجزة فيه حيث عَمِيَ فأتى إلى " حنايا " فطلب له الشفاء ( فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد ) { أعمال الرسل 9: 18 }.
بداية أتسائل ؟؟؟ إذا كان يشترط فيمن يدعي الرسالة أن يأتي بالمعجزات الخارقة؟؟ فما هي المعجزات التي أتى بها رسولكم ؟؟ حتى تبين لكم صدق رسالته ودعوته ؟؟
فالقرآن لم ينسب لمحمد أي معجزة .. بل أن جواب القرآن كان حاسماً وقاطعاً بعدم إتيان محمد بالمعجزات :
« قالوا لولا أُنزل عليه آيات من ربه, قل إنما الآيات من عند الله وإنما أنا نذير مبين » ( العنكبوت 49)
أما بالنسبة لكلامك عن بولس الرسول فأعود وأكرر بأنك مازلت تنقل ما لم تتحق من صدقه وصحته..وهذه بعض من المعجزات التي أجراها الله عن يد رسوله بولس :
1- شفاء مقعد في لسترة :
" و كان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن امه و لم يمش قط. هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص اليه و اذ راى ان له ايمانا ليشفى. قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا فوثب و صار يمشي." ( رسل 14 : 8- 10 )
2- الشفاء من أمراض مختلفة :
" كان الله يُجري عن يدي بولس معجزات غير مألوفة , حتى صار الناس يأخذون ما مس بدنه من مناديل أو مآزر فيضعونها على المرضى فتزول الأمراض عنهم , وتذهب الأرواح الخبيثة " ( رسل 19 : 11- 12 )
3- إقامة شاب ميت اسمه افتيخوس ( رسل 20 : 7- 12 )
وهذه المعجزة جواباً على كلامك : ( فهل رُوِي عن بولس أنه أحيا ميتاً أو ... )
وعلى كل حال ليست هذه المعجزات وحدها هي دليل صدق بولس ... إذ ليس من دليل أصدق من شهادة الدم ..
فتحول بولس فمن أكبر مضطهِد للمسيحيين والكنيسة.. إلى أكبر مضطَهَد ( إلى درجة الاستشهاد ) من أجل المسيح والكنيسة .. هو أكبر دليل على صدقه .
اقتباس نص الاثرم :
"
... وأما الرجال المسافرون معهُ ... يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ."
والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ."
إن التناقض في شهادة بولس يبطل دعواه في أنه رأى المسيح وهو على الطريق إلى دمشق .. هذا الدليل الوحيد عند بولس الذي ادعى به صلته بالمسيح قد بطل بهذه الشهادة المتناقضة ..
إننا يا أخت ( ) لو عرضنا شهادة متناقضة كهذه على قاض في محكمة :
مرة يقول : سمعوا ولم يشاهدوا
ومرة أخرى يقول : شاهدوا لكنهم لم يسمعوا .
لحكم ببطلانها فكيف حصل تجاهل هذه الحقيقة ؟
أخي الأثرم .. الخطأ من البداية هو أن تنقل الروايتين على لسان بولس , فتقول:
مرة يقول: سمعوا ولم يشاهدوا, ومرة أخرى يقول : شاهدوا ولم يسمعوا ...
إذا أن الرواية الأولى هي بلسسان لوقا, أما الثانية فهي على لسان بولس .
ورغم هذا فلا يوجد تناقض بين الروايتين .. إذ لا يوجد بينهما اختلاف في جوهر المعجزة التي حدثت مع بولس والتي كانت السبب في اهتدائه .. وإنما الاختلاف هو في اسلوب السرد .
فالرواية الأولى تقول : " ........ ابرق حوله نور من السماء.......وأما الرجال المسافرون معهُ ... يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ."
والرواية الثانية تقول : " ........ بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم......... والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ."
فبحسب الروايتين , رافق معجزة ظهور المسيح على بولس ظهور نور عظيم .. والراوية الأولى لم تنفي أن يكون المسافرين قد رأوا النور , ولكنهم لم يشاهدوا من ظهر بمعجزة في هذا النور العظيم ( أي المسيح ) ..
والآية واضحة إذ تقول " لا ينظرون أحد "
أما بالنسبة للصوت الذي تقول الرواية الأولى بأنه سمعوه .. فلا يقول بأنه سمعوا كلام المسيح مع بولس ( كما يقول بولس ) .. فقد يكونوا سمعوا صوت رافق هذه المعجزة - كما ظهور النور الشديد - .. أو قد يكون صوت المسيح نفسه ولكنهم لم يفقهوا من كلامه شيء ..
وهذا لأنهم ليسوا المعنيين بهذا الحدث .. والظهور المعجز كما نعرف هو أمر مخصوص بشخص بعينه. الغاية منه إبلاغ شخص ما رسالة ما..
أما ما هو الدليل على صدق رواية بولس .. فأكرر أقول : بأن ليس من دليل أصدق من شهادة الدم ... فبولس لم يكسب شخصياً إلا العذاب والاضطهاد والاستشهاد في سبيل المسيح .
اقتباس نص الاثرم :
يعترف بولس بعجزه أمام شهوات الجسد وبضعف إرادته فيقول في رسالته إلى أهل رومية ( 7 : 14 – 24 ) :
..... لأني لستُ اعرف ما أنا أفعلهُ إذ لستٌ ......... من ينقذني من جسد هذا الموت "
كيف تتمكن الروح الشريرة من دخول جسد القديس بولس ثم تمنعه من فعل الخير مع أنه رسول وفيه روح الله الذي أوحى إليه ما يزيد على ثلثي العهد الجديد ؟ ))
بقراءة هذا الفصل وإذا عدت إلى بدايته , تجد أن بولس الرسول يتكلم عن الشريعة الإلهية وعن الخطيئة , وهو يقوم بتحليل وشرح هذا الأمر... فيقول كيف أن إبليس يستخدم الوصية الإلهية لإغواء الإنسان .. وأنه لولا الشريعة ما عرفنا الخطيئة, ولو لم تكن هناك شريعة فما كان هناك من خطية .. ثم يظهر حقيقة الخطيئة التي تقود الإنسان إلى الموت والعبودية والضياع " فلا يعود يعرف ما يفعل " ..
وهو يستخدم صيغة المتكلم, كأنه يتكلم بلسان كل إنسان ... فكل شخص يمكنه أن يقول هذا الكلام عن نفسه : " أني لا أعرف ما أفعل , فما أريده لا أفعله , وما أكرهه إياه أفعل " و " أريد أن أفعل الخير , وإذ الشر حاضر عندي " ... ويبين بولس أن في الإنسان نزعتان : نزعة إلى الخير تحمله على أن " يسر بناموس الله " ... ونزعة نحو الشر تجعله " أسير لناموس الخطيئة الذي في أعضائه "
وتلك الحالة من الضياع والتي هي حالة كل إنسان تدفعه لأن يصرخ " يا لي من إنسان شقي . من ينقذني من جسد الموت هذا ؟ "
ورغم هذا التحليل الرائع الذي يقوله بولس الرسول عن الخطيئة وعن الصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان ... فلا أحد منا يقول بأن بولس كان إنسان معصوم من الخطيئة .. رغم أننا نعلم يقيناً بأنه جاهد جهاد النفس ,وأمات جسده من أجل المسيح , قبل أن يلقى الموت الحقيقي ( أعني استشهاده ) في سبيل المسيح .
" مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان ايمان بابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي " (غل 2 : 20)
وأخيراً هناك الكثير من النقاط في ردك وهي للأسف غير مترابطة .. وكلها تصب في نفس الخانة الهجوم على بولس .. وعلى الكتاب المقدس .
والإجابة عليها لا بد أن يجدها كل من يبحث بصدق وشفافية عن الحقيقة.
ولك السلام والتحية ..
AL-ATHRAM
10-19-2018, 07:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا هو ردي عليها ..
اختي الكريمة ........
يقول الشاعر :
قد يدرك المتأني بعض حاجته .. وقد يكون مع المستعجل الزلل ..
والرد على جزء وترك الباقي .. فما معناها ..
وبالنسبة لمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم .. سأتكلم عنها فيما بعد .. اي سارجع إلى تكملة موضوعي السابق ... ومثلما يقولون .. كل شيء في وقته حلو ..
الانتقاد سهل وكل إنسان يستطيع ان ينتقد أي شخص ما أو أي شيء ما .. لكن أن ينتقد نفسه أو معتقده فهذا شيء صعب ونادر .. مع إنه يعلم علم اليقين انه على خطأ ويصرّ على ذلك ..
وكما قلت لكم .. إن معظم الناس يرثون الدين دون وعي ولا إدراك .. ومعظمنا لا يعرف من الدين سوى اسمه وما سطر في شهادة ميلاده : أيهودي أو بوذي أو مسيحي أو مسلم .. ومع ذلك فإنه يتعصب لما سطر في شهادة ميلاده تعصب المستميت . يجب على الإنسان أن ينزع عنه جانب التعصب للآراء والمبادئ الموروثة ، وأن يتجرد للحق . لأن التعصب باطل .. والباطل يصد عن إدراك الحقيقة ...
وإني لأعجب كل العجب وأنت تؤمنين بأن الله إله جاهل .. ورسله وأنبياءه كلهم زناة ومدمنو خمر .. والعياذ بالله .. كيف ترفعي يديك إلى السماء وتدعين الله .. كيف تدعين الناس إلى عبادته .. كيف ؟
إن المرء ليصدم حينما يقرأ التوراة المحرفة ( العهد القديم ) الموجودة بين أيدي الناس اليوم .. كما يصاب بالهلع والروع عندما يفاجأ بصفات الله سبحانه وتعالى في التلمود .. ولا شك أن أحبار اليهود عليهم لعائن الله قد حرّفوا التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام وجعلها هدى ونور ...
وإذا كان اليهود قد صوروا المولى سبحانه وتعالى بصورة بشرية مقززة .. فكيف يمكن أن نتخيل وقاحتهم وتصويرهم للأنبياء الله عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وقد لوثوا سيرة هؤلاء الأنبياء بصورة لا يكاد يصدقها عقل .. ووصفوهم بأقذع الصفات ونعتوهم بأشنع الأخلاق .. فهم كذبة فجرة قتلة زناة جبناء لصوص ديوثون ... الخ .
لا شك أن البشر يتفاوتون فيما بينهم تفاوتاً كبيراً في الخَلْق والخُلُق والمواهب ، فمن البشر القبيح والجميل وبين ذلك ، ومنهم الأعمى والأعور والمبصر بعينيه ، والمبصرون يتفاوتون في جمال عيونهم وفي قوة إبصارهم ، ومنهم الصم والسميع وبين ذلك ، ومنهم ساقط المروءة ومنهم ذو المروءة والهمة العالية.
ولا شك َّ أن الأنبياء والرسل يمثلون الكمال الإنساني في أرقى صورة .. وذلك أن الله اختارهم واصطفاهم لنفسه .. فلا بدّ أن يختار أطهر البشر قلوباً ... وأزكاهم أخلاقاً .. وأجودهم قريحة ..
يقول الله :
" اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " ( سورة الأنعام آية رقم 124 ) .
وقد بلغ الأنبياء في الأخلاق قمة الكمال .. وقد استحقوا أن يثنى عليهم رب الكائنات ، فقد أثنى الله على خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال :
" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ {75} " ( سورة هود )
وقالت ابنة العبد الصالح تصف موسى عليه الصلاة والسلام :
" قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ {26} " (سورة القصص 26 )
وأثنى الله على إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد :
" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً {54} " ( سورة مريم)
وأثنى الله جل جلاله ، وتقدست أسماؤه _ على خُلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام _ ثناءً عطراً ، فقال :
" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4} " ( سورة القلم 4 )
والأنبياء أعطوا العقول الراجحة ، والذكاء الفذ ، واللسان المبين ، والبديهية الحاضرة .. وغير ذلك من المواهب والقدرات التي لا بدَّ منها لتحمل الرسالة ثم أبلاغها ومتابعة الذين تقبلوها بالتوجيه والتربية ..
لقد كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يحفظ ما يلقى إليه ولا ينسى منه كلمة :
" سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى {6} " سورة الأعلى 6
وقد كانوا يعرضون دين الله للمعارضين ويفحمونهم في معرض الحجاج ، وفي هذا المجال أسكت إبراهيم عليه الصلاة والسلام خصمه النمرود :
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {258}" ( سورة الأنعام ) .
وقف سيدنا إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام أمام هذا الطاغية وقال له :
أنت بشر . أنت لست بإله واحمرَّت حدقتا النمرود .. ولكنه تماسك .. وقال له :
ما هذا الذي تقول يا إبراهيم ؟
فقال إبراهيم (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ )
وعلم النمرود أنه لا يحي ولا يميت ، ولكنها المكابرة والعناد وإظهار قدرته أمام رعيته وعبيده ...
قال : ( قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ )
آمر النمرود بقتل إنسان ثم آمر بالعفو عنه ، فأنا قد أمتُّهُ في الأولى يا إبراهيم وأحييته في الثانية .
وعلم إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن لا فائدة من الجدل بهذه الصورة مع هذا المتعالي المعاند ، فعمد إلى دليل آخر لا يتمكن معه النمرود من الإجابة .
قال إبراهيم عليه السلام :
" فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ "
فوجئ النمرود بهذا الجواب المفحم ...
(فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
ولم يحر نمرود جواباً وظل فاغراً فاه طوال اليوم من هول الصدمة . وتنبهت عقول العبيد الذين أعماهم سلطان النمرود وجبروته ، وبدأت النفوس تتململ من عبادة هذا الذي لا يكاد يبين ..
وقال الله معقباً على محاججة إبراهيم لقومه :
" وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ {83} " ( سورة الأنعام ).
وموسى عليه الصلاة والسلام كان يجيب فرعون على البديهية حتى انقطع ، فالتجأ إلى التهديد بالقوة :
" قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ {23} قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ {24} قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ {25} قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ {26} قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ {27} قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ {28} قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ {29} " ( سورة الشعراء )
وللحديث بقية يا اخت بشرى ...
الاثرم
AL-ATHRAM
06-10-2020, 01:15 AM
وهنا جاءت مداخلة من .. ( SINCERE )
( Saif )
ثم ( بشرى ) ..
SINCERE
أتريد أن تقنعنا أن الإسلام والقرآن أنصفا الأنبياء بعكس التوراة؟ حسناً، فماذا تقول بما ورد في كل من التوراة والقرآن عن حادثة يوسف مع امرأة فوطيفار (الذي يُدعى العزيز في الإسلام)؟
فبينما لا تُسمي التوراة يوسف نبياً بل مجرد إنسان يتقي الله، حينما تعرض لتجربة الإغواء أجاب بكل عزم وحزم: "فكيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله!!" (تكوين 9:39)
أما في القرآن، والذي دعي يوسف نبياً وصديقاً، تجده يصور يوسف أضعف وأهون وبل يتجاوب مع الإغواء ويقوم بالخطوات الأولى نحو الرذيلة بقوله "همت به وهم بها!!" (يوسف 23)
ولنرى بعض ما يقوله الطبري في تفسير تلك الآية:
حدثني زياد بن عبد الله قال ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة قال : سألت ابن عباس : ما بلغ من هم يوسف ؟ قال : استلقت له ، وجلس بين رجليها .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة : ولقد همت به وهم بها ، قال: استلقت له وحل ثيابه .
حدثني المثنى قال ، حدثنا قبيصة بن عقبة قال ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس : ولقد همت به وهم بها ، ما بلغ ؟ قال : استلقت له ، وجلس بين رجليها ، وحل ثيابه ـ أو : ثيابها .
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا يحيى بن سعد ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة قال : سألت ابن عباس : ما بلغ من هم يوسف ؟ قال : استلقت على قفاها ، وقعد بين رجليها لينزع ثيابه .
حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، وحدثنا وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة قال : سئل ابن عباس عن قوله : ولقد همت به وهم بها ، ما بلغ من هم يوسف ؟ قال : حل الهميان ، يعني السراويل .
حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا ، حدثنا ابن إدريس قال ، سمعت الأعمش ، عن مجاهد في قول : ولقد همت به وهم بها ، قال : حل السراويل حتى أليتيه ، واستلقت له .
حدثنا زياد بن عبد الله الحساني قال ، حدثنا مالك بن سعير قال ، حدثنا الأعمش ،عن مجاهد في قوله : ولقد همت به وهم بها ، قال : حل سراويله حتى وقع على أليتيه .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ،عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ولقد همت به وهم بها ، قال : جلس منها مجلس الرجل من امرأته .
(أعتذر من جميع القراء على ذكر هكذا بذاءات ولكن كان لا بد من إيراد بعض الحقائق للسيد أثرم الذي أتحفنا بعظاته المطولة عن إنصاف القرآن للأنبياء... ثم لا حياء في الدين!!)
AL-ATHRAM
06-20-2020, 12:45 AM
ثم بدأ الثاني يكتب ..
Saif
تحية طيبة وسلاما
أود فقط أن أنبه إخوتي المؤمنين نيومان و بشرى و سانسير و غيرهم في هذا المنتدى إلى أن الأخ الأثرم يتبع منهجا معروفا لدى المسلمين في نقاشاتهم و حجاجهم. و هو منهاج الصمم و الثرثرة. إن الشخص طبقا لهذا المنهاج لا يسمع بقدر ما يثرثر. لأن الغرض ليس النقاش بل تعويمه في متاهات لا تحد و ذلك عبر طرح قضايا مختلفة و متشعبة دفعة واحدة. فانظر كيف يستنسخ كتبا و مقالات بأكملها ثم يلصقها حتى لتحسب أن الشخص يعاني من إسهال لغوي حاد. هناك بالمناسبة كتاب يدرس هذه الآفة و عنوانه العرب ظاهرة صوتية.
لذلك مع شخص مثل هذا لا أكلف نفسي عناء جوابه عن كل نقطة من المليون نقطة التي يطرح دفعة واحدة. بل أنحو نحوه، و أدلو دلوه، و أمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة. و متى أجاب عن نقطة أغرقه بآلاف القضايا.
تتمحور استنساخاته على مسالة تناقض الكتاب المقدس و بالتالي تحريفه ثم مسألة الصلب.
فلنبدا بالأولى ثم نمر للثانية متوسلين بمنهاجه.
تمهيد
منذ آلاف السنين، بلّغ الله اليهود بواسطة موسى وصية، هذا نصها: لَا تَزِيدُوا عَلَى الكَلَامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلَا تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِل هِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا ـ تثنية 4: 2 ـ ,
وتكررت هذه الوصية في السفر نفسه، حيث يقول: كُلُّ الكَلَامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لَا تَزِدْ عَلَيْهِ وَلَا تُنَقِّصْ مِنْهُ ـ تثنية 12: 32 ـ ,
وبعد ذلك بعدة قرون، كتب سليمان الحكيم هذه الشهادة مسوقاً من الروح القدس: كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. لَا تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلَّا يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ ـ أمثال 30: 5-6 ـ ,
وفي ختام الأسفار المقدسة، نقرأ هذا التحذير الشديد: لِأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذا الكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللّهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الحَيَاةِ، وَمِنَ المَدِينَةِ المُقَدَّسَةِ، وَمِنَ المَكْتُوبِ فِي هذا الكِتَابِ ـ رؤيا 22: 18 و19 ـ ,
فهل بعد هذه النواهي والتحذيرات الصارمة، يتجرأ مؤمن بالله وكتبه ورسله، على تحريف كلام الله، فيحذف الله نصيبه من كل البركات الروحية، التي أعدها الله لأتقيائه, ويسقط من وعود الله التي قطعها للبشر بالخلاص والحياة الأبدية؟ أما غير المؤمنين، فلا سبيل لهم إلى تحريف الأسفار الإلهية، إذ يتعذر عليهم جمع الألوف من نسخها المنتشرة في رحاب الدنيا ليعبثوا بها ويزوِّروها,
وإنه لمن نكد الدنيا أن يقوم أناس في الأيام الأخيرة ويتَّهموا رسل المسيح الأطهار بتحريف الإنجيل الذي ائتمنوا عليه، مما يشكل طعناً ليس بالأسفار المقدسة فقط، بل أيضاً يعرض بقرآن المسلمين، لأن القرآن شهد للرسل المغبوطين بالنزاهة والأمانة, وقد لقبهم بالحواريين أنصار الله ـ سورة آل عمران 3: 52 ـ ,
أما الأدلة على صحة الكتاب المقدس وسلامته من أي عبث، أو إفساد، أو تحريف فكثيرة، ونحن نوردها في الفصول التالية:
شهادة الوحي
أ - شهادة الله بعدم زوال كلمته
في الكتاب المقدس طائفة من إعلانات الله ووعوده، بأن كلمته لا يمكن أن تزول أو تتبدل منها:
أَمَّا رَحْمَتِي فَلَا أَنْزِعُهَا عَنْهُ، وَلَا أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي. لَا أَنْقُضُ عَهْدِي وَلَا أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ ـ مزمور 89: 33 و34 ـ ,
فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ والأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ ـ متى 5: 18 ـ ,
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَا يَمْضِي هذا الجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولَانِ وَلكِنَّ كَلَامِي لَا يَزُولُ ـ متى 24: 34 و35 ـ ,
وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ المَكْتُوبُ ـ يوحنا 10: 35 ـ ,
AL-ATHRAM
11-27-2020, 07:17 PM
Saif
ب - شهادة الله لأنبيائه
قال الرب لإرميا النبي: لَا تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لِأَنِّي أَنَا مَعَكَ,,, هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلَامِي فِي فَمِكَ ـ إرميا 1: 8 و9 ـ ,
وقال لهوشع النبي: وَكَلَّمْتُ الأَنْبِيَاءَ وَكَثَّرْتُ الرُّؤَى، وَبِيَدِ الأَنْبِيَاءِ مَثَّلْتُ أَمْثَالاً ـ هوشع 12: 10 ـ ,
وقال لإشعياء النبي: أَمَّا أَنَا فَهَذَا عَهْدِي مَعَهُمْ قَالَ الرَّبُّ: رُوحِي الذِي عَلَيْكَ،وَكَلَامِي الذِي وَضَعْتُهُ فِي فَمِكَ لَا يَزُولُ مِنْ فَمِكَ وَلَا مِنْ فَمِ نَسْلِكَ وَلَا مِنْ فَمِ نَسْلِ نَسْلِكَ قَالَ الرَّبُّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ ـ إشعياء 59: 21 ـ ,
وقال لحزقيا النبي: يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ عَلَى قَدَمَيْكَ فَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ,,, أَنَا مُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ.,, مِنْ كَلَامِهِمْ لَا تَخَفْ,,, مِنْ وُجُوهِهِمْ لَا تَرْتَعِبْ، لِأَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ. وَتَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ بِكَلَامِي ـ حزقيال 2: 1-7 ـ ,
وقال لملاخي: فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ هَذِهِ الوَصِيَّةَ لِكَوْنِ عَهْدِي مَعَ لَاوِي، قَالَ رَبُّ الجُنُودِ. كَانَ عَهْدِي مَعَهُ لِلْحَيَاةِ والسَّلَامِ، وَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُمَا لِلتَّقْوَى. فَاتَّقَانِي,,, شَرِيعَةُ الحَقِّ كَانَتْ فِي فَمِهِ ـ ملاخي 2: 4-6 ـ ,
شهادة الأنبياء والرسل
لقد شهد أنبياء الله ورسله بأن الله تكلم إليهم، وأوحى إليهم أن يكتبوا نبواتهم وتعاليمهم لتكون شريعة أبدية للبشر, وها نحن نورد ما تيسر منها:
قال داود: رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي ـ 2صموئيل 23: 2 ـ ,
وقال إشعياء: حَقّاً الشَّعْبُ عُشْبٌ! يَبِسَ العُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلَهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ ـ إشعياء 40: 7-8 ـ , فَتِّشُوا فِي سِفْرِ الرَّبِّ وَاقْرَأُوا. وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ لَا تُفْقَدُ. لَا يُغَادِرُ شَيْءٌ صَاحِبَهُ، لِأَنَّ فَمَهُ هُوَ قَدْ أَمَرَ، وَرُوحَهُ هُوَ جَمَعَهَا ـ إشعياء 34: 16 ـ
,
وقال إرميا: ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ: مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا إِرْمِيَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا رَاءٍ قَضِيبَ لَوْزٍ . فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ، لِأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لِأُجْرِيَهَا ـ إرميا 1: 11 و12 ـ ,
وقال حزقيال: وَكَانَ إِلَيَّ كَلَامُ الرَّبِّ: وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ، فَتَسْمَعُ الكَلَامَ مِنْ فَمِي وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي ـ حزقيال 33: 1 و7 ـ ,
وقال الرب يسوع لتلاميذه: لِأَنَّ لَسْتُمْ أَنْتُمُ المُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ ـ متى 10: 20 ـ ,
وقال الرسول بولس: وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الذِي مِنَ اللّهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ المَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللّهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً، لَا بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ القُدُسُ ـ 1كرونثوس 2: 12 و13 ـ ,
وقال الرسول بطرس: مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لَا مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لَا يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللّهِ الحَيَّةِ البَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. لِأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. العُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ ـ 1بطرس 1: 23-25 ـ ,
إَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ، لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللّهِ القِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ ـ 2بطرس 1: 20 و21 ـ ,
AL-ATHRAM
01-07-2021, 07:33 PM
Saif
شهادة التواتر
يذكر لنا التاريخ، أن أئمة الدين العلماء، الذين كانوا معاصرين للرسل، أو الذين خلفوهم في رعاية الكنيسة، اقتبسوا في مواعظهم ومؤلفاتهم من الكتب المقدسة، وخصوصاً من الأناجيل, وذلك ليقينهم بأنها كتب إلهية موحى بها من الله، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها, نذكر منهم:
أكلمندس، أسقف رومية، وكان عاملاً مع الرسول بولس، كما هو مذكور في رسالة فيلبي 4: 3,
ديونسيوس، أسقف كورنثوس الذي توفي سنة 100 ميلادية, هرماس، المعاصر لبولس، والذي ألف كتاباً في ثلاثة مجلدات، ضمَّنها الكثير من الاقتباسات من العهد الجديد, أغناطيوس، الذي تعيَّن أسقفاً على أنطاكية، بعد صعود المسيح بسبعة وثلاثين عاماً, بوليكاربوس الشهيد، تلميذ يوحنا الرسول، الذي تعين أسقفاً على إزمير، واستشهد عام 166, ولم يبق من مؤلفاته سوى رسالة مفعمة بالشواهد من الأناجيل الأربعة, وكذلك أئمة القرن الثاني الميلادي، اقتبسوا من الأسفار الإلهية لدعم تعاليمهم, منهم:
بابياس، الذي كان أسقفاً على كنيسة هيارابوليس، في فريجيا، ونبغ سنة 110, واجتمع ببوليكاربوس، وألف تفسيراً للكتاب المقدس، في ستة مجلدات, وقال هذا العالم إن الأناجيل كانت متداولة في الكنائس باللغة اليونانية، وشهد بأن البشير مرقس كان مرافقاً لبطرس، وأن إنجيله كان متداولاً بين المسيحيين,
يوستين الشهيد، وُلد سنة 89 ميلادية، وكان قبل الاهتداء فيلسوفاً وثنياً, وإنما بحثه عن الحق قاده إلى المسيحية, وهذا المفكر الشهير ألَّف عدة كتب في دفاعه عن الدين المسيحي، وقد ارتكز في دفاعه على الأناجيل الأربعة, وذكر في أحد مؤلفاته أنه زار الكنائس في رومية والإسكندرية وأفسس، ورأى أن المسيحيين كانوا يتعبدون بتلاوة الأناجيل في كنائسهم, هيجيوس، الذي نبغ بعد يوستين بثلاثين سنة, ولشهادته أهمية كبرى لأنه سافر من فلسطين إلى رومية ورأى أساقفة كثيرين, وقال إنه رأى المسيحيين في كل مكان يعلّمون تعاليم واحدة، حسب الناموس والأنبياء والرب يسوع المسيح, إيرينيوس، يوناني الأصل، من آسيا الصغرى وُلد سنة 140 ميلادية، وتتلمذ على بوليكاربوس، تلميذ يوحنا الرسول, وكان مركز أعماله ليون، حيث رُسم أسقفاً بعد بونيتيوس، الذي استشهد عام 177, وألَّف رسالة ملأها بالاقتباسات من الأناجيل, وقد قال في أحد فصولها: إننا لم نقبل خلاصنا إلا من الذين أبلغونا الإنجيل الذي كرزوا به أولاً, وبعد ذلك دوَّنوه بإرادة الله ومشيئته ليكون أساس إيماننا وعموده, لأن بعد قيامة المسيح من الأموات منح الله الرسل قوة الروح القدس، فعرفوا كل شيء معرفة تامة, وحينئذ ذهبوا إلى أقاصي الدنيا، وبشَّروا الناس ببركات السلام السماوي, ومع كل واحد منهم إنجيل الله, فدوَّن متى إنجيله لليهود لما كان بطرس وبولس في رومية يكرزان بإنجيل السلام، ويؤسسان كنيسة هناك, وبعد ارتحالهما، دوَّن مرقس تلميذ بطرس ورفيقه الإنجيل، وهو خلاصة كرازة بطرس, وكذلك دوَّن لوقا الطبيب، رفيق بولس الإنجيل بحسب كرازة بولس، وبعد ذلك دوَّن يوحنا، تلميذ الرب، الذي اتكأ على صدره، إنجيله لما كان في أفسس ,
ثم أضاف هذا العلامة قائلاً: إن تعاليم الرسل المأثورة انتشرت في جميع أنحاء العالم, وكل من يفتش على مصادر الحق يجد أن كل كنيسة محافظة على هذه التعاليم وتعتبرها مقدسة ,
وقال أيضاً: في وسعنا أن نذكر الذين عيَّنهم الرسل أساقفة على هذه الكنائس، والذين خلفوهم إلى يومنا هذا, وبهذا السند المتصل أخذنا الروايات الموجودة في الكنيسة، وتعاليم الحق أيضاً، حسب ما كرز بها الرسل ,
أكليمندس أسقف الاسكندرية، وكان بعد إيرينيوس بست عشرة سنة, فشهد أن جميع الكنائس، تعتقد بالأناجيل الأربعة, واستشهد هذا العالم المدقق بالأناجيل في تعليمه ومؤلفاته, وقال إن الأناجيل الأربعة مؤكدة عندنا, ترتليانوس، وُلد سنة 160 ميلادية، وتوفي حوالي سنة 220, وقال هذا العالم، عن الرسل: إن يوحنا ومتى يعلّماننا الإيمان, أما رفقاء الرسل، فلوقا ومرقس ينعشاننا , وبعد أن عدَّد الكنائس التي أسسها بولس في كورنثوس وغلاطية وأفسس وفيلبي وتسالونيكي، والكنائس التي أسسها يوحنا، وكنيسة رومية، التي أسسها بولس وبطرس، قال: إن الأناجيل الأربعة هي في يد الكنيسة، منذ البداية , وقال أيضاً: نحن المسيحيين نجتمع معاً لنطالع الكتب الإلهية ونغذي إيماننا، ونرفع رجاءنا، ونؤيد وديعتنا بالكلمة المقدسة , فينتج مما تقدم:
1 - إن أئمة الديانة المسيحية، سواء الذين عاصروا الرسل أو الذين أتوا بعدهم بالتسلسل، من العلماء الأعلام، كانوا يقتبسون من أقوال الكتب المقدسة، ويستشهدون بها في أثناء كلامهم,
2 - إن استنادهم عليها واستشهادهم بآياتها، يدل على يقينهم بأنها الحكم الفصل في جميع المسائل، التي يختلفون عليها,
3 - إنهم كانوا يقرأونها في اجتماعاتهم الدينية العمومية، ويشرحونها,
4 - إنهم كتبوا عليها تفاسير في عدد عديد من المجلدات، مؤكدين اتفاق البشيرين في ما كتبوه، مسوقين من الروح القدس,
5 - إن جميع المسيحيين منذ البدء، اعتقدوا بهذه الكتب المقدسة، على اختلاف شعوبهم ومذاهبهم,
AL-ATHRAM
02-22-2021, 08:12 PM
Saif
شهادة النُسخ القديمة
يوجد بين الذخائر التي يحتفظ بها المسيحيون نسخ مخطوطة، يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام بعدة أجيال, منها:
1 - النسخة الإسكندرية: وقد دعيت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة الاسكندرية، التي خُطَّت فيها، ولها المرتبة الأولى بين النسخ الثلثية, وقد أهداها كيرلس لوكارس، بطريرك القسطنطينية إلى ملك انكلترة شارل الأول سنة 1628, وكان قد أحضرها معه من الاسكندرية حيث كان بطريركاً سابقاً, وهي مكتوبة باليونانية، وتحتوي كل أسفار الكتاب المقدس من العهدين القديم والجديد, وعلى أول صفحة منها حاشية مدوَّن فيها أن كل هذا الكتاب نسخ بيد سيدة شريفة مصرية اسمها تقلا, وذلك في نحو سنة 325 ميلادية, وقد علق البطريرك كيرلس على هذه الحاشية بخط يده أن هذا التاريخ حسب رأيه صحيح,
والنسخة مكتوبة بالحرف الثلثي، على رق قُسمت كل من صفحاته إلى حقلين, وفي كل حقل خمسون سطراً, ولم تزل هذه النسخة محفوظة بعناية في المتحف البريطاني بلندن,
2 - النسخة الفاتيكانية: سُميت بالفاتكيانية نسبة إلى مكتبة الفاتيكان المحفوظة فيها, وهي مكتوبة على رق جميل جداً, وحرفها ثلثي صغير, وفي كل صفحة منها ثلاثة حقول، يحتوي كل منها على اثنين وأربعين سطراً, وتشتمل كل أسفار الكتاب المقدس باللغة اليونانية, ويرجح العلماء أنها خُطت حوالي العام 300 بعد الميلاد,
3 - النسخة السينائية: وهي تعادل النسخة الفاتيكانية بالقدم، بل لعلها أقدم منها, ولها أهمية كبرى في مقابلة المتون, وقد سُميت بالسينائية نسبة إلى جبل سيناء حيث اكتشفها العلامة تشندورف الألماني، في دير القديسة كاترينا بسيناء, وذلك في عام 1844, وهذه النسخة مكتوبة بحرف ثلثي كبير، وعلى رق، في كل من صفحاته أربعة حقول, وكل ما فيها يدل على القدم, وقد أهداها مكتشفها إلى الإسكندر، قيصر روسيا, وبقيت في روسيا إلى أن حدثت الثورة البلشفية، فبيعت للمتحف البريطاني بلندن، حيث لا تزال محفوظة,
4 - النسخة الافرائمية: وهي محفوظة في دار الكتب الوطنية بباريس، وتشمل على كل الأسفار المقدسة باللغة اليونانية، ومكتوبة على رق بحرف حسن، بدون فواصل، ولا حركات, والحرف الأول من كل صفحة فيها، أكبر من بقية الحروف, ويرجح أنها كتبت حوالي عام 450 ميلادية,
كل هذه النسخ تتيح رد الادِّعاء بالتحريف بعد شهادة القرآن بصحتها، لأن النسخ التي ذُكرت أعلاه كُتبت قبل القرآن، والنسخ المتداولة بين أيدينا اليوم لا تختلف في شيء عن نصوص تلك المخطوطات القديمة,
AL-ATHRAM
03-10-2021, 09:38 PM
Saif
شهادة المخطوطات القديمة
ـ 1 ـ مخطوطات قمران: من بين الكنوز التي عثر عليها في مغاور قمران بالأردن عام 1947 مخطوطة كاملة لسفر إشعياء النبي، باللغة العبرية, وهي مكتوبة على رقوق جلد على شبه درج, ويستدل من شكل الكتابة والمفردات اللغوية، أن هذه المخطوطة كُتبت في القرن الثاني قبل الميلاد, وقد قال العلماء الذين دققوا فيها إنها لا تختلف في نصوصها عن النص الموجود بين أيدينا, وعثر أيضاً في كهوف قمران على نسخة من أسفار اللاويين وأيوب والمزامير وحبقوق, وقد وجدت النصوص المدوَّنة في هذه المخطوطات مطابقة لنصوص الأسفار المتداولة بيننا حالياً, وكذلك وجد إلى جانب هذه المخطوطات قائمة بأسفار العهد القديم شملت كل الأسفار التي لدينا، ما عدا سفر أستير,
ـ 2 ـ مخطوطات أرسينوي: في العام 1877 عثر في أرسينوي الواقعة جنوب مدينة القاهرة، على عدد عديد من الوثائق المكتوبة على ورق البردي، مطمورة في الرمال, ومن بينها نسخة للإنجيل بحسب يوحنا، أكد العلماء أن تاريخ كتابتها يعود إلى عام 125 بعد الميلاد, وهي لا تختلف في نصوصها، عن النسخة التي بين أيدينا,
ـ 3 ـ مخطوطات سيناء: اكتُشف مؤخراً في دير القديسة كاترين بسيناء نسخة للأناجيل الأربعة باللغة السريانية, ويعود تاريخ كتابتها إلى ما قبل القرن الخامس الميلادي, وهي منقولة عن ترجمة قام بها المسيحيون في القرن الثاني الميلادي, ونصوصها لا تختلف عن البشائر المتداولة حالياً في العالم,
فالحفريات والمخطوطات القديمة إذن، أيدت الكتاب المقدس بصورة مذهلة, لأنه ما كان ليصدق أن الكتاب الإلهي يتفق مع التاريخ بهذه الدقة، وما زلنا نتوقع اكتشافات أخرى، لأن العلماء جادّون بالتنقيب, وتدل كل البراهين على أنه لم يعد هناك موضع لناقد أو معترض على أسفار العهد الجديد، وعلى التواريخ التي كتبت فيها, ولا ريب في أن هذا التوافق بين الاكتشافات ونصوص الكتاب العزيز، يشكّل أقوى برهان على سلامة الوحي الإلهي وصدق أولئك الذين دوَّنوه, قال العالم الأثري الدكتور أُلبرايت: بفضل اكتشافات قمران نستطيع أن نتيقن أن العهد الجديد هو كما كتب بمعرفة الأقدمين، وهو الذي يحوي تعاليم المسيح ورسله, وكلها يتجاوز تاريخ كتابتها الفترة ما بين 25 إلى 80 للميلاد ,
شهادة علم الآثار
منذ القديم كانت الأسفار المقدسة عرضة لتهجُّمات الكفرة والملحدين، لأنها تتعارض مع أفكارهم، وتكشف مساوئهم, ولهذا حاول كثيرون منهم أن يجدوا في الآثار والنقوش القديمة ما يخالف النصوص المقدسة, ولكن الاكتشافات جاءت مخيبة لآمالهم، لأن النقوش التي عثر عليها الباحثون في فلسطين وما بين النهرين كلها تؤيد ما ورد في الكتب المقدسة، حتى أن كثيرين من الملاحدة رجعوا إلى الإيمان، لأن الآثار التي اكتُشفت شهدت بصحة النصوص الكتابية, كان الاعتقاد السائد لدى الباحثين أن الكتابة لم تكن مستعملة في فلسطين قبل العام 540 قبل الميلاد, أي أن موسى وعدداً آخر من رجال العهد القديم لم يكتبوا أسفارهم بأيديهم, كما أن الملحدين ادَّعوا بأن كَتَبة التوراة قد بالغوا في وصف أحداث وحضارة الشرق إلى حد يفوق التصديق، نظراً لمغايرة هذه الأسفار لأقوال المؤرخين القدماء, ولكن الاكتشافات الحديثة نقضت نظرياتهم تماماً، لأنها جاءت مؤيدة تماماً لصحة الأسفار الإلهية في كل ما ورد فيها عن حضارة مصر وبابل وأشور, وقد ثبتت كل ما ذكرته عن سنحاريب، وتغلث فلاسر، ونبوخذ نصر، وغيرهم,
وإنه ليبهجنا أن تتيح لنا هذه الاكتشافات أن نرى لوحات نُقشت فيها الحروف التي كان يكتب بها موسى ويشوع وعزرا وصموئيل وغيرهم, وأن نتأكد أن الكتابة كانت معروفة في عهد إبراهيم وموسى وأيوب ونحميا، كما في أيامنا, ومما يسعدنا أنه تم في زمننا قول المسيح إن الحجارة تتكلم, والواقع أنها تكلمت بما حوته من نقوش سجل فيها معظم الحوادث المهمة التي جاء الكتاب المقدس على ذكرها,
ـ 1 ـ قصة التكوين: لقد جاء في النقوش البابلية والأشورية كتابات مذهلة عن رواية التكوين، لأنها جاءت متفقة مع ما جاء في الكتاب المقدس ولا تختلف عنها إلا ببعض الألفاظ, فمثلاً، يقول الكتاب المقدس إن الله عمل النورين العظيمين، النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم ـ تكوين 1: 16 ـ وتقول النقوش البابلية إن الله صنع السدوم والكواكب, الكتاب المقدس يقول إن الله خلق البهائم والدبابات كأجناسها ـ تكوين 1: 24 ـ واللوحات البابلية تقول إن مجمع الآلهة خلق هذه الحيوانات,
الكتاب المقدس يقول إن الله خلق الإنسان من تراب الأرض ـ تكوين 2: 7 ـ , وقصة بابل تقول إن الإله مردوخ خلق الإنسان من اللحم والعظام,
ـ 2 ـ تعدد الآلهة: يقول الكتاب المقدس إن البشر ارتدوا عن الله الحي وعبدوا آلهة متعددة، مما حدا بالأنبياء إلى بذل المحاولات لإرجاع الناس إلى عبادة الإله الواحد, أما العلماء الملحدون فزعموا أن الإنسان منذ البداية يعتقد بتعدد الآلهة, وبقيت هذه النظرية سائدة لدى الكثيرين إلى أن دحضها الدكتور س, هربرت, وهو أحد أعلام الحفريات وأستاذ الدراسات الأشورية في جامعة أكسفورد فقد قال هذا العلامة إن عقيدة الوحدانية في الديانات السامية والسومرية قد سبقت العقيدة بتعدد الآلهة, وكذلك الاكتشافات الحديثة دحضت الرأي الذي كان سائداً في بعض الأوساط العلمية، والذي مفاده أن عقيدة التوحيد في الديانة اليهودية لم تكن موجودة قبل أن ينادي بها أنبياء القرن السابع أو الثامن قبل المسيح, فأكدَّ عدد عديد من النقوش أن موسى نادى بعقيدة التوحيد قبل أن يدخل العبرانيون أرض كنعان,
ـ 3 ـ قصة الطوفان: قدَّم عِلم الآثار من الحفريات البابلية قصة رائعة للطوفان، تتفق مع ما جاء عنها في سفر التكوين، فقد ذكر في كل من النصين، التوراتي والبابلي، أن الطوفان وقع بترتيب إلهي, وفي كل من الروايتين، يحذر بطل القصة من كارثة مزمعة أن تقع على العالم, وبعد التحذير بنى فلكاً له ولعائلته, ثم أخذ معه حيوانات إلى الفلك، اثنين من كل جنس ذكراً وأنثى لاستبقائها, وحين هدأت العاصفة وانسدت ينابيع الغمر استقر الفلك على قمة جبل، فأرسل البطل طيوراً للاستكشاف, وفي نهاية الطوفان قدم قرباناً لله، فاستجاب الله له، وأكّد له الأمان,
ـ 4 ـ أور الكلدانيين: قبل التنقيب في أراضي العراق، لم يكن علماء الكتاب المقدس يعلمون مدى الحضارة التي وُجدت هناك، والتي دلت على أن تلك الأرض القفراء كانت يوماً جنة تجري من تحتها الأنهار, وقد قامت في وسطها عاصمة لأمة عريقة في الحضارة, ومما أكدته الحفريات هناك، أنه في أحقاب التاريخ البعيدة، وفد السومريون إلى تلك البقعة واستوطنوها، وأنشأوا فيها حضارة عظيمة,
أما عن ديانتهم فكانوا يؤمنون بتعدد الآلهة, وكان لكل عائلة صنمها الخاص, وهذا يفسر لنا تصرُّف راحيل حين سرقت آلهة لابان أبيها، قبل هربها مع زوجها يعقوب ـ تكوين 31: 27-32 ـ ,
وقد أثبتت لنا تلك الحفريات أن إبراهيم لم يكن مجرد شيخ قبيلة بدوية، من سكان الخيام، بل كان ينتسب إلى شعب عريق في مدنيته، كان يسكن في حاران, وهذا يتفق تماماً مع نص الكتاب المقدس ـ تكوين 11: 28-31 ـ ,
وإذا تأملنا في رحلة إبراهيم الطويلة، نرى أن أبا المؤمنين مر بدوثان وبيت إيل وشكيم, وهي مدن ورد ذكرها في الكتاب المقدس,
ودلَّت الآثار المكتشفة في فلسطين على صحة ما جاء في الكتاب المقدس عن المنطقة الواقعة جنوب البحر الميت، التي قضى فيها إبراهيم ردحاً من الزمن، والتي كانت مزدهرة ومزدحمة بالسكان، في عهد إبراهيم,
ـ 5 ـ قصة يوسف: كان يوسف فريسة لمكيدة قاسية دبرها إخوته، فقد باعوه إلى إحدى قوافل مصر, ولكن إذ كان باراً، جعل الله الأشياء تعمل معاً لخيره, فقد وجد نعمة في عيني فرعون، فرفعه وجعله وزيراً لخزانة مصر, وقد تأكدت هذه القصة، بتأييد لوحة اكتُشفت في مقبرة أحد عظماء مصر، المدعو ألقاب والذي كان معاصراً ليوسف, فقد قرأ العلماء في هذه اللوحة أن مجاعة رهيبة حدثت في أيامه وأن الدولة وزعت على الشعب الغلال التي اختزنها وزير الخزانة في سني الخصب, ومقابل ذلك، استولت الدولة على أملاكه, وهذه الرواية توافق تماماً ما جاء في ـ تكوين 47: 18-22 ـ ,
ـ 6 ـ عبودية العبرانيين في مصر: اكتشفت في مصر منحوتة، يعود تاريخها إلى تحتمس الثالث، تمثّل العبرانيين وهم يقومون ببناء هيكل لفرعون, وكذلك اكتُشفت عدة خرائب تبلغ سماكة جدران الأبنية فيها ثمانية أقدام, وهي مبنية باللبن الممزوج بالتبن، والمجفف بحرارة الشمس, وهذا الاكتشاف يؤيد ما جاء في خروج 5: 7,
ـ 7 ـ خروج العبرانيين من مصر: عثر في تل العمارنة عام 1888 على لوحة منقوشة بالخط المسماري، كان حكام فلسطين قد أرسلوها إلى فرعون مستنجدين به لمساعدتهم ضد غزوات شعب خطير، دُعي باسم عبيرو، الذي معناه العبرانيون,
ـ 8 ـ موسى والناموس: كان الاعتقاد السائد لدى بعض العلماء أن الناموس يعود إلى فترة لاحقة لزمن موسى, إلا أن التنقيب عن الآثار، الذي قام به العالم ده مورجان عام 1884 أيد الكتاب المقدس في قوله إن الناموس أُعطي بموسى, فقد اكتشف هذا الباحث كنزاً من المخطوطات في قصر شوشن، المذكور في سفر أستير، أيَّدت ما جاء في الكتاب المقدس عن ناموس موسى,
ـ 9 ـ قصص الكتاب عن بعض الشعوب القديمة: اكتُشف في رأس الشمرة، على بعد عشرة أميال شمال اللاذقية بقايا مدينة أوغاريت، التي تأسست عام 2000 قبل الميلاد, وعثر فيها على مئات من الألواح تؤيد قصص الكتاب المقدس عن الفرزيين والحيويين والحثيين,
ـ 10 ـ لوحات مصرية تثبت وجود الحثيين: إلى عهد قريب كان علماء التاريخ يشكون في وجود الحثيين، الذين اشترى إبراهيم منهم مغارة المكفيلة وجعلها مقبرة لزوجته سارة ـ تكوين 23: 8-9 ـ وبقي هذا الشك إلى أن عثر على أخبارهم في لوحات أثرية مصرية, وتذكر إحدى هذه اللوحات أن معركة دارت بينهم وبين قوات رمسيس الثاني بالقرب من قادش، عام 1287 قبل الميلاد,
AL-ATHRAM
04-10-2021, 09:01 PM
saif
شهادة الإسلام
شهد القرآن للأسفار الإلهية بالصحة، وكل من يطالعه يندهش لشهادته الصريحة لصحة ما جاء فيها, وهي شهادة من الوضوح بمكان حتى أنها لا تقبل التأويل، وقد وردت في عدد من السُّور, منها:
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا والرَّبَّانِيُّونَ والأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ـ سورة المائدة 5: 44 ـ ,
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ـ سورة المائدة 5: 46 ـ ,
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ـ سورة المائدة 5: 48 ـ ,
ففي الآية الأولى يشهد القرآن لصحة التوراة، وأنها هدى من الضلالة، ونور لبيان الأمور التي يحكم بها النبيون بموجب ما استحفظهم الله من كتابه، وكانوا شهوداً أنه حق,
وفي الآية الثانية بيان أن المسيح صدَّق على التوراة أنها حق, وكذلك إنجيله، الذي فيه هدى ونور وموعظة جاء مصدقاً لما قبله من الكتب الإلهية,
وفي الآية الثالثة يؤكد القرآن أنه أُنزل إلى محمد مصدِّقاً لما بين يديه من الكتاب, وأنه مُعيَّن حارساً له, وأنه يوصيه بأن يحكم بموجب ما أنزل الله فيه من تأييد للتوراة والإنجيل,
ويذهب القرآن في تأييده للتوراة والإنجيل إلى حضّ أهلهما على إقامة ما جاء فيهما من تعاليم إذ يقول:
قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ والإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ـ سورة المائدة 5: 68 ـ ,
وكذلك يحض أهل الإنجيل على إقامة أحكام ما جاء في كتابهم، ويصف الذين يهملون ذلك من أهل الإثم، إذ يقول:
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ـ سورة المائدة 5: 47 ـ , .
يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ والكِتَابِ الذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ والكِتَابِ الذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً ـ سورة النساء 4: 136 ـ ,
فمما تقدم يتبين لنا: .
أولاً: يحثُّ القرآن أهل الكتاب على إقامة أحكام التوراة والإنجيل، وهذا اعتراف ضمني بصحتهما وسلامتهما من التحريف، لأنهما يحكّمان المؤمن للخلاص الذي في البر,
ثانياً: يأمر القرآن جميع المؤمنين بمن فيهم المسلمون أن يؤمنوا بالقرآن وبالكتاب الذي أّنزل من قبل، أي التوراة والإنجيل, وهذه دعوة صريحة للمسلم لكي يؤمن بما جاء في التوراة والإنجيل وهذه الدعوة متفقة فعلاً مع نص القرآن الآتي:
أُولَئِكَ الذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ والحُكْمَ والنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُولَئِكَ الذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ـ سورة الأنعام 6: 89 و90 ـ ,
ويعترف القرآن بصلاح الكتاب المقدس للحكم في الأمور الروحية إذ يقول محمد:
وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بَا لْمُؤْمِنِينَ ـ سورة المائدة 5: 43 ـ ,
فهذه الآية تبين أن الذين يقيمون أحكام الكتاب المقدس لا يحتاجون إلى كتب أخرى للتحكيم, أما من يتولى عن الكتاب الإلهي بعد معرفة الحق الذي فيه فليس بمؤمن,
قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ـ سورة القصص 28: 49 ـ ,
ففي هذه الآية إرشاد لمحمد إلى ما يجب قوله للذين رفضوا الرسالة التي نادى بها، كما رفضوا موسى من قبله, وذلك بأن يقدموا له كتاباً من عند الله أهدى من الكتاب المقدس والقرآن,
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَا سْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ـ سورة النحل 16: 43 ـ ,
جاء في تفسير الجلالين أن أهل الذكر هم العلماء بالتوراة والإنجيل, فإن كنتم لا تعلمون ذلك، فإنهم يعلمونه, وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد ـ الجلالين ص 357 ـ ,
والذِّكر هو التوراة والإنجيل، كما جاء في سورة الأنبياء 21: 105 وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ وأيضاً: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ ـ سورة الأنبياء 21: 48 ـ ,
في الواقع أن سورة النحل 16: 43 شهادة صريحة بأن رسل الله وأنبياءه الذين كتبوا الذكر إنما كتبوه بالوحي، مسوقين من الروح القدس, إنها مع مجموعة الآيات التي استشهدنا بها لتؤكد أن القرآن اعتبر كتابنا المقدس هدى ونوراً، وذكراً وحكم الله، ووحياً, وقد أمر المسلمين أن يسألونا في ما لا يعلمون, أليس هذا اعترافاً صريحاً من القرآن بأن أسفارنا المقدسة صحيحة، وبالتالي لم تُحرَّف؟
وأنها لتتفق مع شهادة رسل المسيح، بصحة الكتاب المقدس ووحيه, فقد قال رسول الجهاد العظيم بولس: كُلُّ الكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللّهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ والتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ والتَّأْدِيبِ الذِي فِي البِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللّهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ ـ 2تيموثاوس 3: 16 و17 ـ ,
لهذا قبل المسيحيون أسفار العهد القديم، التي اكتملت حوالي العام 400 قبل الميلاد, وكان اليهود قد قسموها إلى ثلاثة أقسام:
1 - التوراة، وهي مؤلفة من أسفار موسى الخمسة: التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية, وهي منذ البدء معتبرة ومحترمة ومقدسة، لاحتوائها على وصايا الله العشر، ومواعيده لبني البشر,
2 - الأنبياء، وهو قسمان:
الأول: ويتألف من أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك,
الثاني: ويتألف من أسفار: إشعياء، إرميا، حزقيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا وملاخي,
3 - المكتوبات: وتشمل: المزامير، الأمثال، أيوب، دانيال، عزرا، نحميا، أخبار الأيام، نشيد الأنشاد، راعوث، مراثي إرميا، الجامعة وأستير,
أما أسفار العهد الجديد، فقد أجمع العلماء على أنها كتبت، ونشرت أيام كان كثيرون من خاصة المسيح الذين سمعوه ورأوه لا يزالون أحياء, وهي: الأناجيل الأربعة، سفر أعمال الرسل، رسائل بولس، رسائل بطرس، رسالة يعقوب رسائل يوحنا، رسالة يهوذا وسفر الرؤيا,
هذا موجز عن محتويات الكتاب، الذي أوحى به الله إلى رجاله القديسين, وقد حفظه الله، بعناية فائقة, وكما اختار رجالاً أمناء لكتابة وحيه، هكذا اختار رجالاً أمناء ليترجموه إلى لغات العالم, ومما لا ريب فيه أن وجوده الآن، في ما يقرب الألف وأربعمائة لغة ولهجة دليل على أن الله ساهر على كلمته وحافظ لها إلى الأبد,
نعم وستمضي الأمم، وتنتهي اللغات، ويتغير العالم بأسره, أما الكتاب المقدس العزيز فيبقى حياً إلى الأبد، لأن فيه رسالة الله لكل رجل وامرأة لكل ولد وفتاة، في كل زمان ومكان, أعني بذلك، رسالة الخلاص بيسوع المسيح, وهذه الرسالة، هي للجميع، لا فرق بين أبيض وأسود، أو جنس أو لسان أو أمة, إذ توجد قوة حية في الكتاب الإلهي، تعطي كل من يقبل يسوع مخلّصاً بالإيمان أن يصير ابناً لله,
AL-ATHRAM
04-26-2021, 10:43 PM
Saif
سؤال لا بد منه
بعد ما تقدم، يحق لنا أن نسأل المدَّعين بتحريف الأسفار المقدسة دليلهم العلمي والتاريخي، عن الزمن الذي جرى فيه هذا التحريف؟
إن قالوا إنه حصل قبل المسيح، قلنا لهم إن المسيح قد صادق على صحة الكتب المقدسة,
أولاً: بالاستشهاد بما جاء فيها من نبوات تتكلم عنه، ومن أبرزها نبوة إشعياء التي تلاها المسيح في مجمع الناصرة حيث مكتوب:
رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لِأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ المَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لِأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي القَلْبِ، لِأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِا لْإِطْلَاقِ. لِأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لِإِلَهِنَا. لِأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ ـ إشعياء 61: 1 و2 ـ , ويخبرنا لوقا البشير أن المسيح بعد أن تلا هذه النبوة الخاصة به قال للسامعين: ا لْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذا المَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ ـ لوقا 4: 21 ـ ,
ثانياً: بحضِّه اليهود على تلاوة الأسفار المقدسة ودرسها، إذ قال لهم: فَتِّشُوا الكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ التِي تَشْهَدُ لِي ـ يوحنا 5: 39 ـ ,
ثالثاً: بتوبيخه الصدوقيين لجهلهم الأسفار المقدسة وعدم إقامة أحكامها إذ قال لهم: تَضِلُّونَ، إِذْ لَا تَعْرِفُونَ الكُتُبَ وَلَا قُوَّةَ اللّهِ ـ مرقس 12: 24 ـ ,
رابعاً: باتخاذها سلاحاً ضد تجارب إبليس, إذ نقرأ في الإنجيل المقدس، أن يسوع صدَّ التجارب التي هاجمه بها إبليس في برية الأردن بآيات من الكتاب المقدس, ففي صد التجربة الأولى قال: مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِا لْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ ـ لوقا 4: 4 مأخوذة عن سفر التثنية 8: 3 ـ وفي صد التجربة الثانية، قال مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ ـ لوقا 4: 8 مأخوذة عن سفر التثنية 6: 13 ـ , وفي صد التجربة الثالثة قال: قِيلَ: لَا تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ ـ لوقا 4: 12 مأخوذة عن سفر التثنية 6: 16 ـ ,
وكذلك رسل المسيح، حذوا حذو معلمهم في الاستشهاد بنبوات العهد القديم لدعم كتاباتهم، كقولهم عن هلاك يهوذا الاسخريوطي: لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ المَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلَا يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ، وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ ـ أعمال 1: 20 مزمور 69: 25، مزمور 109: 8 ـ ,
وكقولهم عن حلول الروح القدس، في يوم العنصرة يَقُولُ اللّهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلَاماً. وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ ـ أعمال 2: 17 و18، يوئيل 2: 28 و29 ـ ,
فهل يعقل أن المسيح ورسله الأمناء الموحى إليهم يستشهدون لإثبات رسوليتهم وتعاليمهم بآيات من كتب محرفة، ثم يحضّون الناس على تلاوتها وإقامة أحكامها؟ أو هل يتجاسر أحد على القول بأن المسيح ورسله لم يكونوا عالمين بتحريفها، فاستشهدوا بها وهم لا يدرون؟
لو تجرأ إنسان أياً كان مذهبه على الأخذ بزعم كهذا، لطعن في صحة الوحي إلى الرسل والأنبياء, وبالتالي ينسب إلى الله الإهمال في حفظ كلمته, ولعل الطعن يكون أشد على القرآن، لأن القرآن يتضمن عدداً عديداً من الشهادات لصحة الأسفار المقدسة,
وإن قال المدَّعون بالتحريف إن اليهود عبثوا بنصوص العهد القديم بعد المسيح، نقول لهم إن هذا مستحيل، لأن جميع أسفار العهد القديم كانت موجودة في أيدي المسيحيين, فلو أقدموا على مسِّها، لشهَّر المسيحيون بهم,
وإن قال المدَّعون بالتحريف إن المسيحيين هم الذين حرفوها، نقول لهم إن شيئاً كهذا لا يمكن أن يحدث, ولو بالفرض حدث، أما كانت تقوم قيامة اليهود على المسيحيين؟
وإن قال المدعون بالتحريف، إن المسيحيين واليهود تواطأوا معاً على تحريف الكتب المقدسة، لألقوا أنفسهم في السخرية، لأن اليهود المقاومين المسيحية منذ البدء والمنكرين مجيء المسيح، لا يمكن أن يتقربوا من المسيحيين والاتفاق معهم,
ولو افترضنا أن المستحيل حصل، أفما كان اليهود يشترطون حذف كل النصوص التي تمجد المسيح وتتكلم عن لاهوته، وكل النبوات التي تتكلم عن تجسُّده وولادته المعجزية من عذراء، وكل الأقوال النبوية عن آلامه وموته وقيامته؟ أما وكل هذه النصوص التي تمجِّد المسيح ما زالت باقية، فكل ادعاء في هذا الأمر يسقط,
وهناك حقيقة لا يستطيع أي مدَّعٍ بالتحريف أن يتجاهلها، وهي أنه منذ فجر المسيحية كانت أسفار العهد القديم موجودة لدى اليهود والمسيحيين بذات اللغة التي كتب بها رجال الله القديسون, وقد أجرى العلماء عدة مقابلات دقيقة بين النسخ المحفوظة عند الفريقين، فوجدوا أنها في غاية الاتفاق,
وكذلك لنا الحق أن نسأل مَن يدعون التحريف: متى حدث تحريف الإنجيل، هل قبل القرآن أم بعده؟
إن قالوا قبل القرآن، يوقعهم القرآن نفسه في إشكال، لا قِبَل لهم على الخروج منه، لأن القرآن يأمر محمداً أن يستعين بالذين يقرأون الكتاب المقدس للتخلص من الشكوك, إذ يقول:
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الذِينَ يَقْرَأُونَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ـ سورة يونس 10: 94 ـ ,
وبما أن الله محيط علماً بكل شيء، فلا يليق بجلاله أن يحيل محمداً إلى قارئي كتاب محرف لكي يزيل الشكوك,
ويمضي القرآن في شهادته لصحة الكتاب المقدس فيقول: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِا لْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ـ سورة المائدة 5: 48 ـ ,
فالهيمنة هي الحراسة، والحراسة تعني الحفاظ على ما في كتاب الله من حقائق وشرائع إلهية, فإن كان التحريف المزعوم حصل بعد القرآن، فإن المدعي التحريف، يعني بقوله، إن القرآن أحبط في وظيفته كحارس,
وفي تعبير آخر، إن كان الإنجيل والتوراة قد حرفا بعد القرآن، يكون الادعاء بذلك اتهاماً صريحاً لأهل القرآن في التفريط بأهم الواجبات التي جاء القرآن لتأديتها, إذ كان عليهم على الأقل، أن يحتفظوا بنسخة أو أكثر من التوراة والإنجيل قبل تحريفهما، لأن الحراسة توجب وجود ما يُحرَس,
هكذا فعل المسيحيون، لما رأوا في التوراة نبوات عن المسيح سيدهم، فأقاموا أنفسهم حراساً عليها، وبذلوا الجهد في سبيل نشرها في العالم, حتى صارت اليوم تُقرأ بأكثر من 1400 لغة, فلماذا لم يفعل المسلمون هكذا، طالما هم يعتقدون بأن التوراة والإنجيل يحتويان على نبوات ودلائل عن محمد؟
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ـ سورة الحجر 15: 9 ـ ,
وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ـ سورة الأنعام 6: 34 ـ ,
لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ـ سورة يونس 10: 64 ـ ,
سُنَّةَ اللَّهِ التِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ـ سورة الفتح 48: 23 ـ ,
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ـ سورة الأنعام 6: 115 ـ ,
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ـ سورة الكهف 18: 27 ـ ,
هذه المجموعة من الآيات تحتوي وعوداً من الله بأنه لا يستطيع أحد أن يبدل كلمته، لأن الله أنزلها وهو حافظ لها,
ولعلنا بعد ما تقدم يجب أن نطرح هذا السؤال:
لو أن نفراً من المسلمين الذين يقيمون القرآن بدقة أرادوا الذهاب إلى أهل الكتاب ليسألوهم عن بعض الأمور الإلهية، صادفوا في طريقهم فريقاً من المدعين بالتحريف، وقالوا لهم إننا وفقاً لتعليم القرآن ذاهبون إلى أهل الذكر لنسألهم عن بعض الأمور، فهل يتجاسر أولئك المدَّعون على القول لهم: لا تذهبوا لأن ذكرهم محرف؟ ولو بالفرض أنهم تجاسروا، فماذا يكون موقف أولئك الأتقياء؟ هل يصدقون مَن يدعون التحريف، أم يصدقون قول القرآن:
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ـ سورة النحل 16: 43 ـ ,
والسؤال الأول يفرض أن نطرح سؤالاً آخر وهو:
ماذا يكون حال المدعين بالتحريف، لو أن الملحدين، الذين بثوا فيهم فكرة تحريف التوراة والإنجيل، رموا القرآن بما رموا به التوراة والإنجيل، وقالوا إنه محرف؟ فبماذا يردّون عليهم، وأي سلاح يشهرونه في وجه الملاحدة، بعد أن يكونوا قد طرحوا السلاح الوحيد الذي أوجده الله في أيديهم، وهو وعده بحفظ كتبه المقدسة من كل عبث وتحريف؟
وهناك سؤال ثالث وهو: ما هو موقف عامة المسلمين الذين أخذوا بادعاء المدعين بالتحريف من قول القرآن:
الم ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِا لْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ والذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلكَِ وَبِا لَآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَّبِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ـ سورة البقرة 2: 1-5 ـ ,
قُولُوا آمَنَّا بِا للَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ والأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ـ سورة البقرة 2: 136 ـ ,
فكيف يأمر القرآن الذين آمنوا بما أنزل فيه بأن لا يفرقوا بين قرآنهم وبين الكتاب الذي من قبل، وهو عارف بأن الذي أنزل من قبل محرف ومتغير ألا يكون الادعاء بالتحريف اتهاماً لبر الله وصدقه وأمانته؟
AL-ATHRAM
05-26-2021, 09:32 PM
saif
خذ الحقيقة من التاريخ
كل من قرأ التاريخ رأى أن المسيحيين منذ بداية العصر الرسولي إلى بداية القرن الرابع الميلادي عانوا الاضطهاد والتنكيل من الوثنيين واليهود, واحتملوا العذابات بأقسى ألوانها بصبر أدهش العالم، حتى معذبيهم أنفسهم, وهذا الاحتمال العجيب نشأ عن إيمانهم بالإنجيل المقدس، وتمسكهم بمبادئه الإلهية,
والتاريخ يروي لنا أنهم أقبلوا على الاستشهاد بفرح حباً بالمسيح، وطاعة لأمره القائل: كُنْ أَمِيناً إِلَى المَوْتِ ـ رؤيا 2: 10 ـ وأن كثيرين منهم ضوعفت عذاباتهم، لأنهم أبوا أن ينكروا المسيح، أو يرفضوا إنجيله، حباً بالنجاة, مفضلين بالأحرى، أي نوع من الموت، على التمتع الوقتي بالحياة,
افتح سجلات المسيحية، ترى ذكراً لسحابة من الشهود، الذين عُذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل, فهل يصدق أحد أن المسيحيين الذين قدموا هذه التضحيات الرائعة وتجرعوا مر الآلام لأجل مبادئ الإنجيل، يقدمون على تحريف إنجيلهم؟
وهل يسمح المسيحيون لأحد، أياً كان شأنه، أن يبدل كلمة من إنجيل الله، ولهم تلك الوصية الرسولية القائلة: وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا أي مرفوضاً ـ غلاطية 1: 8 ـ ,
وإني لأسأل كل مدَّعٍ بالتحريف: ما هو الباعث للمسيحيين على تحريف كتبهم المقدسة؟ هل يكون هذه الباعث أفضل من حياتهم الأبدية؟ إن ربهم وفاديهم الذي عبدوه بأرواحهم ودمائهم، وكل عزيز وثمين لديهم، قد ختم عهده معهم برسالة بلغها بواسطة رسوله الأمين يوحنا: لِأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذا الكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللّهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الحَيَاةِ، وَمِنَ المَدِينَةِ المُقَدَّسَةِ، وَمِنَ المَكْتُوبِ فِي هذا الكِتَابِ ـ رؤيا 22: 18 و19 ـ ,
أما إذا قالوا إن التحريف حدث بعد القرآن، فإن الواقع يدحض زعمهم بالاستناد على الحقائق التالية:
ـ 1 ـ إن الديانة المسيحية كانت منتشرة في بلدان عديدة، كالأناضول وبلاد العرب، وشمالي إفريقيا وإيران، والهند، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وإنجلترا، وألمانيا، فهل يسلم العقل السليم بأن المسيحيين المنتشرين في هذه البلدان المتعددة والمتباعدة، اجتمعوا يوماً في مكان واحد للاتفاق على تحريف الإنجيل؟
ـ 2 ـ إن الذين اعتنقوا المسيحية في تلك البلدان، لم تكن لهم لغة واحدة، بل لغات مختلفة, والكتاب العزيز كان منتشراً في لغاتهم مما يجعل اتفاقهم على تزوير الكتابات المقدسة أمراً مستحيلاً, سيما أنهم كانوا يجهلون لغات بعضهم البعض,
ـ 3 ـ إن المسيحيين في القرن الرابع، كانوا منقسمين إلى طوائف عديدة، يباعد بينها بعض العقائد المذهبية, وكل فريق يجتهد لدعم وجهة نظره بآيات الكتاب المقدس, فكثرت المناقشات حول التفسير, وعقدت مجامع بحثت فيها الخلافات العقائدية، وأشهرها مجمع نيقية الذي انتهى بشجب بدعة آريوس وأتباعه, ولهذا يسقط الادعاء بأن المسيحيين اتفقوا على تحريف الإنجيل, ولعله من الحق الصريح أن نسأل المدعين بالتحريف أن يذكروا لنا متى وأين حصل التحريف، ومن هم الذين حرفوه، وكيف حصل الاتفاق بينهم؟
إن العالم لم يخل يوماً من مؤرخين أمناء، دأبهم أن يدوّنوا الحوادث في سجلاتهم, فهل يستطيع أحد أن يذكر لنا اسم مؤرخ وثني أو يهودي أو مسلم، ذكر ولو تلميحاً أن مؤتمراً عُقد بين شعوب العالم المعتنقة اليهودية والمسيحية والمختلفة في العقيدة واللغة، وجرى فيه العبث بكلام الله؟ وإن كان هذا قد حدث، أفلم يكن في استطاعة أحد أن يحتفظ ولو بنسخة واحدة، لتبقى شاهداً على تواطؤ اليهود والمسيحيين؟
ويقيناً أنه لو حدث تواطؤ كهذا، لكان معناه أن الخصومات بين اليهود والمسيحيين قد زالت، وكان الثمن تحريف شريعة الله,
AL-ATHRAM
06-19-2021, 10:27 PM
saif
قول أعلام المسلمين في موضوع التحريف
رأينا في ما تقدم، أن القرآن يعتبر التوراة والإنجيل كلام الله, وأنه أكد أن كلام الله لا يمكن أن يبدل أو يغير, فإن كانت هاتان الشهادتان صحيحتين، كانت النتيجة ضرورة عدم تحريف التوراة والإنجيل، لا قبل القرآن ولا بعده,
والواقع أن علماء المسلمين في الهند، لما فحصوا هذه المسألة بتدقيق، على ضوء معطيات القرآن، اقتنعوا بأن أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لم تتبدل ولم تتغير، ولم تتحرف حسب مفهوم العامة, وإنما هناك إشارات إلى تصرف بعض اليهود بالتفسير تصرفاً سيئاً,
ولعل هؤلاء العلماء الأمناء، بنوا اقتناعهم على تفاسير العلماء لبعض آيات القرآن، كالرازي والجلالين وأبي جعفر الطبري,
منها:
مِنَ الذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بَأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ ـ سورة النساء 4: 46 ـ ,
وخلاصة تفسير الرازي لهذه الآية، أن قوماً من اليهود اعتادوا أن يدخلوا على محمد ليسألوه المسألة، فيجيبهم عليها, ومتى خرجوا من عنده يحرفون كلامه,
ونقرأ في تفسير الجلالين لهذه الآية، أن قوماً من اليهود، يغيرون الكلام الذي أنزل الله في التوراة، من نعت محمد، عن مواضعه التي وضع عليها, يقولون له إذا أمر بشيء سمعنا قولك وعصينا أمرك واسمع غير مسمع، بمعنى الدعاء, أي لا سمعت, ويقولون له راعنا، وهي كلمة سب في لغتهم, ليّاً أي تحريفاً بألسنتهم وطعناً في الإسلام ـ الجلالان 112 ـ ,
ونقرأ في تفسير الطبري أن اليهود كانوا يسبون محمداً ويؤذونه بأقبح من القول, ويقولون له: اسمع منا غير مسمع، كقول القائل للرجل يسبه: اسمع لا أسمعك الله, أما كلمة راعنا فقد فسرها بالإسناد عن ابن وهب، بأن الراعن هو الخطأ من الكلام,
وبناء على هذه التفاسير، لا يكون اليهود حذفوا شيئاً من نصوص الكتاب، أو زادوا شيئاً، بل حوروا معنى الكلام بلي اللسان ـ الطبري ـ ,
يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ـ سورة المائدة 5: 15 ـ ,
قال الإمام الرازي في تفسير هذه الآية إن اليهود فيما يقرأون التوراة ـ تثنية 22: 23 و24 ـ لووا ألسنتهم وبدلوا معنى الرجم بالجلد,
أما الطبري فيقول في تفسير هذه الآية إن اليهود جاءوا إلى محمد يسألونه عن الرجم، واجتمعوا في بيت, قال: أيكم أعلم؟ فأشاروا إلى ابن صوريا، فقال: أنت أعلمهم؟ قال: سل عما شئت! قال: أنت أعلمهم؟ قال: إنهم ليزعمون ذلك! فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى، ورفع الطور، وناشده بالمواثيق التي اتخذت عليهم، حتى أخذه أفكل ـ رعدة ـ فقال إن نساءنا نساء حسان فكثر فينا القتل، فاختصرنا، فجلدنا مئة جلدة وحلقنا الرؤوس, فحكم عليهم بالرجم ـ الطبري ـ ,
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الكِتَابَ الذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً ـ سورة الأنعام 6: 91 ـ ,
يتفق البيضاوي والرازي والطبري أن المراد بالتحريف هنا تشويه الحقائق بكتمان بعضاً من نصوص التوراة, بمعنى أنهم يعزون إلى اليهود أنهم كتبوا التوراة في قراطيس وأظهروا للناس كثيراً مما كتبوا, وأخفوا كثيراً مما ثبتوه في القراطيس فيُسرِّونه ويكتمونه الناس,
ونحن نقول إن عملهم شائن وممقوت، ولكن إخفاء القراطيس يختلف عن تبديل النص,
أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ـ سورة البقرة 2: 75 ـ ,
جاء في تفسير الطبري أن بعض أهل العلم، قالوا لموسى: يا موسى قد حيل بيننا وبين رؤية الله عز وجل، فاسمِعنا كلامه حين يكلمك, فطلب ذلك موسى إلى ربه، فقال: نعم، فمُرهم فليتطهروا وليطهروا ثيابهم، ويصوموا, ففعلوا, ثم خرج بهم حتى أتى الطور, فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى فوقعوا سجوداً, وكلّمه ربه، فسمعوا كلامه، يأمرهم وينهاهم حتى عقلوا ما سمعوا, ثم انصرف بهم إلى بني إسرائيل, فلما جاءوهم حرَّف فريق منهم ما أمرهم به,
فمما تقدم نفهم أن فريقاً من علماء اليهود حوروا معنى الكلام الذي سمعوه وعقلوه, ولكن الفريق الآخر تقيد بما سمع ـ الطبري ـ ,
وَمِنَ الذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ـ سورة المائدة 5: 41 ـ ,
جاء في تفسير الجلالين أن هذه الآية قيلت في جماعة من يهود خيبر، زنى فيهم محصنان، فكرهوا رجمهما, فبعثوا جماعة من قريظة ليسألوا محمداً عن حكمهما الذي في التوراة كآية الرجم, والتحريف الذي اتهموا به، هو أن يهود خيبر قالوا للذين أرسلوهم، إن أفتاكم محمد بالجلد فاقبلوه, وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا أن تقبلوه ـ الجلالان 150 ـ ,
ولعله من المناسب أن نطرح هذا السؤال: مَن مِنَ اليهود حرف التوراة، وفي أي عصر؟ يقول الإمام الرازي، إنهم معاصرو محمد بالذات, إلا أنه يقول في المجلد الثالث من تفسير القرآن، إن المراد بالتحريف هو إلقاء الشُّبه الباطلة والتأويلات الفاسدة، وصرف اللفظ عن معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه الحيل اللفظية، كما يفعل أهل البدع في كل زمان بالآيات المخالفة لمذاهبهم,
نحن لا ندافع هنا عن نزاهة اليهود، وإنما نود أن يعلم الناس أن اليهود لم يتجاسروا على تبديل آيات التوراة, وهذا الأمر لم يرد في اتهامات القرآن, وهنا أمر يجب أن نشير إليه، وهو أن القرآن لم يتهم المسيحيين، بأنهم حرفوا الإنجيل,
وعلى أي حال نقول لكل إنسان يدعي بتحريف الكتاب المقدس في نصوصه، أو يزعم أن الكتاب الصحيح غير موجود، نقول له إن مزاعمه تجعله مخالفاً لنصوص القرآن الصريحة التي تشهد بالكتاب المقدس بأنه حق، لا يأتيه الباطل، من بين يديه، ولا من خلفه, وقد تأكدنا أن من أهم أغراض القرآن أنه جاء ليكون مصدقاً للكتاب المقدس,
ويقيناً أنه ليس من أحد، يؤمن بالله وكتبه ورسله، يقدر أن ينسب إليه تعالى أنه أنزل القرآن مصدقاً لكتاب مزور ومشوش، في العقائد الدينية التي جاءت فيه.
أخوكم سيف
على ان لنا عودا حميدا مع مسألة الصلب
و مسائل أخرى لا تحصى إن شاء الله
AL-ATHRAM
07-14-2021, 09:20 PM
بشرى ...
أخي الكريم الأثرم ...
بداية أنا فعلاً أستغرب من قولك : (والرد على جزء وترك الباقي .. فما معناها .. )
وأنت حتى الآن لم تجب ولا على سؤال واحد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أما هذا الهجوم على اليهود لأنهم لوثوا سيرة الأنبياء .. فيبدو بأن الأنبياء لم يسلموا أيضاً من كلام القرآن ..
ففي حين أن التوارة لم تذكر ليوسف الصديّق أي خطيئة .. نجد أن القرآن ينسب له خطيئة لم يقترفها .( كما بين الأخ سينسر)
وابراهيم بحسب القرآن يأتي عملاً منكر وحرام , ويكذب أيضاً :
" فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ .فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ "( الصافات 88-89 )
وقال علماء الإسلام: النظر في علم النجوم حرام ، وحكمه بأنه سقيم كذب (الرازي )
يقول الطبري : " قال أرسل إليه ملكهم فقال إن غدا عيدنا فاحضر معنا قال فنظر إلى نجم فقال إن ذلك النجم لم يطلع قط إلا طلع بسقم لي فقال إني سقيم "
ويتابع الطبري ويقول : " حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو أسامة قال ثني هشام عن محمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب إبراهيم غير ثلاث كذبات ثنتين في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله في سارة هي أختي "
وإن كانت التوراة تذكر خطايا الأنبياء .. فليس الغاية من الكتاب المقدس تمجيد الأشخاص , وإنما تمجيد الله الكلي القداسة , الذي لم يترك خطيئة لا صغيرة ولا كبيرة إلا وبين شناعتها وبشاعتها ومرارتها وعقابها ..
بشرى ..
AL-ATHRAM
07-26-2021, 09:53 PM
بشرى ...
أخي سيف .. بداية أرحب بك , وأشكرك على هذا المقال الممتاز( حتى لو كان نسخ / لصق , فهذا هو أسلوبهم على كل حال ) .. فما جاء فيه من أدلة وبراهين علمية وتاريخية وشهادات لآباء الكنيسة الأوائل وأقوال لبعض علماء المسلمين البارزين , تدحض مزاعم كل المدعين بتحريف الكتاب المقدس .
ولكن المشكلة أن بعضاً من أمة أقرأ ,لا تقرأ .. ولا تريد أن تقرأ .
واسمح لي أن أضيف على مقالك ما قاله بعض علماء المسلمين بخصوص تهمة التحريف هذه :
" وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه أي يتأولونه على غير تأويله من بعد ماعقلوه أي فهموه " ( تفسير ابن كثير )
" ويعني بقوله ثم يحرفونه , ثم يبدلون معناه وتأويله ويغيرونه " .( تفسير الطبري )
" يسمعون كلام الله ثم يحرفونه أي يسمعون التوراة ويؤولونها تأويلا فاسدا حسب أغراضهم ".( تفسير الألوسي - روح المعاني )
وكذلك هو موقف البخاري : " يحرفون الكلم عن مواضعه , أي يزيلونه , وليس أحد يزيل لفظ كتاب من الله تعالى , ولكنهم يتأولونه على غير تأويله "
وكذلك ينقض الرازي معنى التحريف بتغيير اللفظ في النص المنزل فيقول : " لأن الكتاب المنقول بالتواتر لا يتأتى فيه تغيير اللفظ "
وهذا أيضاً ما يراه أحمد أمين في ضحى الإسلام 1 : 358 : " وذهبت طائفة أخرى من أئمة الحديث والفقه والإسلام إلى أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل ....... وحجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الأرض ومغاربها ( قبل ظهور القرآن ) ولا يعلم عدد نسخها إلا الله , ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ , بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة , مغيرة , والتغيير على منهاج واحد . وهذا ما يحيله العقل ويشهد ببطلانه .. "
فالقرآن وكبار علماء المسلمين يقولون بأن المقصود بالتحريف هو في تأويل معنى النص وليس في حرف النص المنزل .. وأن هذا الكلام موجه لفريق من اليهود , وليس كل اليهود , لأن أن الفريق الآخر " يتلونه حق تلاوته " أي " يقرؤونه كما أنزل " ( الجلالان ) .
إضافة إلى أنهم أجمعوا بأن التحريف ( تحريف التأويل ) هو حصراً في آية واحدة وهي الرجم , وقد يضيف بعض المفسرين صفة محمد " النبي الأمي " ..
وبعد كل هذا يأتي من يدعي بتحريف الكتاب المقدس ... والأدهى من هذا هو اتهامهم الإنجيل بالتحريف علماً بأن لا يوجد آية واحدة في القرآن تذكر النصارى وإنجليهم بالتحريف ...
وهذا طعن في القرآن .. وافتراء على الإنجيل والمسيحيين .
بانتظار تتمة موضوعك ..
لك التحية والسلام
بشرى
AL-ATHRAM
08-16-2021, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد كل هذا يأتي من يدعي بتحريف الكتاب المقدس ... والأدهى من هذا هو اتهامهم الإنجيل بالتحريف
إن قصة لوط عليه الصلاة والسلام في التوراة المحرفة تمثل منتهى الإسفاف والحقارة التي وصل إليها الأحبار الذين حرّفوا التوراة ولوثوا الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وتبلغ هذه الحقارة والدناءة أقصى دركاتها حطة .. في قصة لوط رسول الله الذي تزعم التوراة المحرفة أنه زنى بابنتيه .. وأنجب من كل واحدة منها ولداً .. أحدهما يدعي بن عمون والآخر موآب .. وتزعم التوراة المحرفة أن ذلك حدث بعد أن أهلك الله قرى سدوم وعمورة نتيجة لفسادها .. ونجّا الله لوطاً مع ابنتيه .. فلما نجاهم من القوم الفاسقين .. التجأ لوط وابنتاه إلى مغارة في الجبل ..
وهناك تقدمت الفتاتان وسقتا أباهما خمراً .. واضطجعت معه الكبرى في الليلة الأولى .. فلم يشعر باضطجاعها ولا بقيامها .. لأنه كان مخموراً لدرجة لا يميز فيها الأشياء .
وفي الليلة التالية سكر أيضاً واضطجعت معه الصغرى .. ولم يشعر باضطجاعها ولا بقيامها .. وحبلت الفتاتان وأنجبت الكبرى موآب وهو أبو الموآبيين _ الذين عاشوا في منطقة الأردن _ وأنجبت الصغرى بن عمون .. وهو أبو بني عمون الذين عاشوا أيضاً في الأردن..
صورة حقيرة موغلة في البذاءة والشر ..
أهذا هو المنطق ..؟ ..
أهذا هو الطريق الحقيقي المؤدي إلى الجنة ؟؟!!
رأوبين يزني بامرأة أبيه :
" ثم رحلً إسرائيل ونصب خيمتهُ وراء مجدل عِدْرَ. وحدث إذ اسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين _ بكر يعقوب _ ذهب واضطجع مع ( بلهة ) سرية أبيه وسمع إسرائيل .. وكان بنو يعقوب اثني عشره . بنو ليتة رأوبين بكرُبعقوب وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكرُ وزبولونُ . وابنا راحيل يُوسفُ وبنيامين . وابنا ( بلهة ) جارية راحيل دانُ ونفتالي . وابنا زلفة جارية ليئةَ جادُ وأشيرُ . هؤلاء بنو يعقوب الذين وُلدوُوا لهُ في فدان أرام . " ( التكوين 35 : 21 36 )
لم يعلن إسرائيل _يعقوب_ غضبه على هذه الفعلة الشنعاء بل سكت عليها وبارك ابنه البكر رأوبيين :
" رأوبيين أنت بكري قوتي وأول قدرتي . فضل الرفعة وفضل العز ، فائراً كالماء لا تتفضّل لأنك صعدت على مضجع أبيك . حينئذ دنسته . على فارشي صَعِدَ " ( تكوين 49 : 3 – 5 )
يهوذا يزني بكنته ثمارا زوجة ابنه عير :
قصة طويلة : يهوذا هو أحد الأسباط وأشجع أبناء يعقوب .... ( سفر التكوين 38 : 6 – 27 )
" .... ولما طال الزمان ماتت امرأة يهوذا فصعد يهوذا إلى جُزاز ... فأخبرت ثامارا وقيل لها هو ذا حموك صاعد .... تغطت ببرقع وتلففت وجلست في مدخل عينايم .. فنظرها يهوذا وحسبها زانية .... فمال إليها على الطريق وقال هاتي أدخل عليك . لأنه لم يعلم أنها كنته فقالت : ماذا تعطيني لكي تدخل علي؟ ... هل تعطيني رهناً حتى ترسله ؟ ... خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك . فأعطاها ودخل عليها فحبلت منه ..ولما كان نحو ثلاثة أشهر أُخبر يهوذا وقيل قد زنت ثامارا كنتك .. .. فقال يهوذا أخرجوها فتحرق ..
وقالت :
حقق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه. فحققها يهوذا .
وقال :
(( هي أبرُّ مني )) لأني لم أعطها لشيلة ابني ."
صورة بشعة ووقحة وقذرة ، تجمع أخلاق يهوذا من التظاهر بالدين ، حيث يطلب يهوذا المجرم الزاني أن تخرج ثامارا وتحرق لأنها زانية، فلما تحقق أنها حبلى نتيجة زناها قال : هي أبرُّ مني . ((( والأصح ))) أن يقول (( أنا أفجر منها وأفسق )) . فهو فاجر فاسق متظاهر بالدين حسب نصوص التوراة المحرفة التي ألزمكم بها ربكم يسوع .
" زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس " ( لوقا 16 : 17 ) .
وولدت ثامارا من زناها بيهوذا توأمين : أحدهما فارص والآخر زارح هؤلاء التوأمين هم أجداد الرب يسوع )) .
وتحدّر من فارص ولد الزنى داود كما يزعمون . أما سليمان بن داود فكان أيضاً حسب قولهم ابن زنى .. عندما قام داود _ حسب زعمهم _ (( بالاعتداء على حليلة جاره أوريا الحثّي )) وقائد جيشه {{ وأنجبت من زناها بداود }} حسب افترائهم سليمان .
يقول متى :
" كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم . إبراهيم ولد اسحق . واسحق ولد يعقوب . ويعقوب ولد يهوذا واخوتهُ . ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار ( زانية ) وفارص ولد حَصْرون وحصْرون ولد ارام . وأرام ولد عمّيناداب. وعمّيناداب ولد نَحْشون . ونَحْشون ولد سلمون . وسَلْمون ولد بوعز من راحاب ( زانية سفر يوشع 6 : 17 ) . وبوعز ولد عوبيد من راعوث. وعوبيد ولد يَسََّى . ويَسَّى ولد داود الملك . وداود الملك ولد سليمان من التي لاوريََا ( زانية ) . وسليمان ولد رَجَعْام . ...... ومتَّان ولد يعقوب . ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلدي منها يسوع الذي يُدْعَي المسيح .... " ( 1 – 17 ) .
هؤلاء هم أجداد الله ( الرب يسوع ) ..
وزوج أم الله ( الرب يسوع ) يوسف .. ينحدر من هذه السلسلة ..
أهذا هو المنطق ..
سبحان الله .. فأي نسب شريف هذا الذي تنسبونه للمسيح .. وأي تعظيم أو تشريف أو حتى تأليه تقصدونه .. فهل يعقل أن يكون أحد أجداد المسيح الذي تقدسونه زانياً ثلاثة منهما أولاد زنا من زانية . {{ ثم ترفعونه بعدها إلى مصاف الآلهة }} ؟!
هل هذا من الدين والأخلاق والمنطق ؟!
وهم ( كتبة الاناجيل ) بهذا يريدون فقط أن يقنعونا بأنه من نسب داود ، لأن في ذلك أهمية كبيرة .. وهي محاولة إثبات أنه ملك اليهود المنتظر ، الذي يجب أن يكون من صلب ونسب داود ، ليرث ملك أجداده .. فهل رأيتم تحريفاً أكثر من هذا ..
إن هذا ليؤكد أن المسيح ليس من نسل داود .. وانه بشر .. وليس بإله ..
وهذا الإله استغفر الله خالق الأرض والسماوات والملائكة والبشر والمجموعات الشمسية وكل شيء كما صوره كتبة الاناجيل .. ينزل من علياءه وعظمته ليدخل رحم امرأة هو خالقها ويعيش داخلها تسعة أشهر .. ويخرج هذا الإله من فرجها ملطخ بالدماء فاتحا فاه ليلقف ثديها ليشرب الحليب .. فتضمه هذه الأم المخلوقة إلى صدرها لتطعمه الحليب وتعطيه الحنان وتربيه وتعلمه .. ثم يختن هذا الإله وتقطع من عظوه الذكري قطعة صغير من اللحم ( غلفة الذكر ) على يد أحد خلقه ..
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
08-31-2021, 09:02 PM
ثم جاءت مداخلة من الأخ سيف .. وبدأ يكتب ويكتب .. ولم أقاطعه ..
saif
أخي الأثرم
مجاراة لك قي طريقتك في النقاش، أطرح بين يديك و أيدي كل الخراف الضالة من المسلمين هذا المبحث الذي فيه إن شاء الله شفاء لصدرك و رحمة. فاقرأ و تدبر القول عسى أن يجعل الله لك مخرجا و يثبتك و يهديك صراطا مستقيما، إنه كان على ذلك قديرا
أخوك سيف
الفصل الأول
عصمة الوحي
اعترض (صاحبنا) على التوراة لأنها ذكرت خطايا بعض الأنبياء, مع أن القرآن الذي يعوّل عليه المسلمون في العبادات والاعتقادات والمعاملات اقتبس من التوراة والإنجيل، وذكر أغلب خطايا الأنبياء تارة بالبيان الصريح وأخرى بالكناية والتلميح, وورد شيء من ذلك في الأحاديث (السُّنة), فلذا نورد اعتراضهما ثم نردُّ عليه من القرآن والحديث، لنجاوب بالأدلة المسلَّمة عنده التي يعتقد بصحتها, ونحن لا نعتقد بصحة المنقول عنه, ولكن لما كانت الغاية إقناع المسلم أوردنا له ما يعتبره الحكم الفصل,
قال صاحب السيف الحميدي:
ما نرى من نبي ذُكر في الكتب المقدسة من نوح إلى المسيح إلا ويكون فاسقاً أو كافراً أو كاذباً أو زانياً أو من أولاد الزنا, أعاذنا الله من أمثال هذه الاعتقادات الفاسدة في حق أنبياء الكرام , وقال: اني أتبرأ من اعتقادها بالقلب واللسان، واستغفر الله العظيم, وليس نقلها إلا كنقل كلمات الكفر، ونقل الكفر ليس بكفر ,
وللرد نقول:
1 - إن ادعاءه أن الكتاب المقدس نسب للأنبياء الكفر والفسق وغيرهما افتراء محض، فهم منزهون عن الكفر والكذب, إنهم معصومون عن كل عيب ونقص في إبلاغ ما أوحي إليهم, وكتاب الله ناطق بأن الروح القدس هو الذي كان يرشدهم إلى ما يقولون, ومع ذلك لا ننكر أنهم كانوا كسائر الناس في الأمور العادية، فكان يقع منهم الخطأ والسهو والنسيان,
2 - مما يدل على بطلان قوله، إن الكتاب المقدس ذكر أخنوخ و إيليا ويوسف الصديق ودانيال النبي وغيرهم، ولم ينسب إليهم أي خطأ, بل أن القرآن نسب إلى يوسف ما لم يفعله، فقال: ولقد همَّت به وهمَّ بها (يوسف 12:24) - أي قصدت مخالطته وقصد مخالطتها, والهمُّ بالشيء قصده والعزم عليه، ومنه الهمام وهو الذي إذا همَّ بشيء فعله, أما التوراة فقالت إنها لما طلبت مخالطته قال لها: كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟ (تكوين 39:9), فتأمل في العبارتين، وانظر أي الكتابين نسب إلى يوسف الخطية, وقد قال الإنجيل إن من اشتهى كان كمن اقترف ذات الفعل، والقرآن لم يقل إنه اشتهى فقط، بل عزم على الفعل,
3 - يقول الكتاب المقدس إن المسيح وحده هو القدوس المنزَّه عن النقص والعيب، حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى عِلَّة، فإنه كلمة الله الأزلي، الذي داس الشيطان بقوته وقدرته وقداسته, وقد ورد في آل عمران 3 : 36 إني سمَّيتها مريم، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم وللبخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: ما من بني آدم من مولود إلا نخسه الشيطان حين يُولد، فيستهلُّ صارخاً من نخسه إياه، إلا مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (صحيح البخاري كتاب التفسير - باب سورة آل عمران), وعن أبي هريرة أيضاً: كل ابن آدم يطعنه الشيطان في جنبيه بإصبعيه حين يولد، غير عيسى بن مريم، ذهب ليطعن فطعن في الحجاب (أي لم يمسَّه بشيء)(مشكاة المصابيح تحقيق الألباني - حديث رقم 5723), فمن هنا يظهر عدم صحة القول إن الكتاب المقدس لم يذكر نبياً ولا غيره إلا نسب إليه الفسق,
4 - مع ذلك فقد ذكرت التوراة أن بعض الأنبياء اقترفوا الآثام، فانهم بشر، والنقص ملازم للإنسان مهما كانت درجته ومنزلته وتقواه، والله وحده هو المنفرد بالكمال, وأما الإنسان فهو محل النقص و النسيان، ولا يُستثنَى من هذا الحكم أحد، لا عالم ولا جاهل، ولا كبير ولا صغير، ولا أمير ولا مأمور ومن ذا الذي ما ساء قط, ومن له الحسنى فقط , ومع ذلك فقد عصم الله الأنبياء الذين اصطفاهم لتبليغ رسالته وإعلان مشيئته وإرادته، فحفظهم من الخطأ والنسيان، وهداهم بروحه إلى ما يجب أن يقولوه ويبلغوه, فهم معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالة، ولكنهم غير معصومين في الأعمال العادية، دلالة على ضعف الطبيعة البشرية، وافتقار العالم قاطبة إلى فادٍ كريم يخلّصهم من الخطية ونتائجها فانه لما أخطأ آدم الذي خلقه الله في أحسن تقويم، وفي غاية القداسة والطهارة والفهم وسعة الإدراك، دخلت الخطية إلى العالم ببلاياها فأخطأت ذريته ولا عجب إذا أخطأ إبراهيم وموسى وداود وسليمان كما سنذكره, ولكن لما وقع أولئك الأفاضل في الخطايا اعترفوا بذنوبهم وصرحوا بتوبتهم واستغفارهم وبكائهم,
5 - توهَّم المعترض الغير مؤمن أن النبي ينبغي أن يكون معصوماً عن كل خطية، والحقيقة هي غير ذلك، فالنبي معصوم في تبليغ الأقوال الإلهية فقط، فلا يخطئ فيها مطلقاً,
قال فخر الدين الرازي: اختلف الناس في عصمة الأنبياء, وضبط القول فيها يرجع إلى أربعة أقسام:
أ - ما يقع في باب الاعتقاد، وهو اعتقاد الكفر والضلالة، فإن ذلك غير جائز عليهم,
ب - ما يتعلق بالتبليغ، فقد أجمعت الأمة على كونهم معصومين عن الكذب، مواظبين على التبليغ والتحريض، وإلا ارتفع الوثوق بالأداء, واتفقوا على أن ذلك لا يجوز وقوعه منهم عمداً ولا سهواً, ومن الناس من جوّز ذلك سهواً، وقالوا: لأن الاحتراز عنه غير ممكن ,
ج - ما يتعلق بالفتيا، فأجمعوا على أنه لا يجوز خطأهم فيها على سبيل العمد، وأجازه بعضهم على سبيل السهو,
د - ما يقع في أفعالهم, فقد اختلفت الأمة فيه على خمسة أقوال:
* قول من جوّز عليهم الكبائر,
* قول من منع من الكبائر وجوّز الصغائر على جهة العمد، وهو قول أكثر المعتزلة,
* لا يجوز أن يأتوا بصغيرة ولا كبيرة البتة، بل على جهة التأويل وهو قول الجبائي,
* لا يقع منهم الذنب إلا على جهة السهو والخطأ,
* لا تقع منهم كبيرة ولا صغيرة، لا على سبيل العمد ولا على سبيل السهو، ولا على سبيل التأويل, وهو قول الشيعة, وغير ذلك من الاختلافات (عصمة الأنبياء - فخر الدين الرازي تقديم ومراجعة محمد حجازي),
ومن جرد نفسه من الهوى جزم بجواز وقوعهم في الخطية كما هو نص القرآن والأحاديث، ولكنهم معصومون في تبليغ أقول الله، ولا يجوز أن يخطئوا فيها لا عمداً ولا سهواً، لأن الله هو الحافظ لهم في ذلك، وهو الناطق على ألسنتهم بروحه القدوس، وهم آلات في يده,
AL-ATHRAM
09-23-2021, 08:56 PM
saif
الفصل الثاني
خطية آدم
ابتدأنا بذكر خطية آدم لأنها من الحقائق الجوهرية في الديانة المسيحية، فنقول إنه كان نائباً عن ذريته، فأخذ الله عليه العهد والميثاق، فنكثه بمعصيته، فاستوجبت ذريته القصاص لأنه كان نائباً عنهم, فلما نقض العهد، نقضت ذريته العهد أيضاً,
ورد في القرآن ما يدل على أن آدم كان نائباً عن ذريته, جاء في الأعراف 7: 172 ، 173
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم، ألستُ بربكم قالوا بلى، شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟ ,
فقوله: أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ولم يقل ظهر آدم لأن الله أخرج ذرية بعضهم من ظهر بعض، وهم كلهم بنو آدم وأُخرجوا من ظهره, رُوي عن ابن عباس من طرق مختلفة، أن محمداً قال: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان، يعني عرفه، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم وقال:
ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن يقولوا يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين ,
وعن ابن عباس قال: أول ما أهبط الله آدم إلى الأرض أهبطه بدهناء أرض الهند، فمسح ظهره فأخرج منه كل نسمة هو بارئها إلى يوم القيامة بنعمان الذي وراء عرفه، فكلمهم الله وأنطقهم، وأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً بعد أن ركَّب فيهم عقولًا وتكفَّل لهم بالأرزاق وكتب آجالهم ومصائبهم وغيرها، ثم أعادهم في صُلبه، فلن تقوم الساعة حتى يُولد كل من أُعطي الميثاق يومئذ ,وقال محمد: أُُخذوا من ظهره كما يُؤخذ بالمشط من الرأس، وأخذ عليهم العهد , والأحاديث كثيرة في ذلك (انظر الطبري في تفسير الأعراف 172),
وقال الشيخ القزويني إنه استخرجهم من مسام شعرات ظهره, ومما يدل على أن ذريته أخطأت بخطيته، ما رُوي عن أبي هريرة، قال محمد: لما خلق الله سبحانه وتعالى آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل انسان وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال:'أي رب ، من هؤلاء؟` قال:'هؤلاء ذريتك` فرأى رجلًا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال:'يا رب من هذا ؟` قال:'داود`, قال: 'رب كم جعلت عمره؟` قال:'ستين سنة` قال:'يا رب زده من عمري أربعين سنة` قال محمد:'فلما انقضى عمر آدم إلا أربعين، جاءه ملك الموت، فقال آدم: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أوَلم تعطها ابنك داود؟` فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فأكل من الشجرة فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته (اخرجه الترمذي وغيره)(ابن كثير في تفسير الأعراف 173 ، 174),
وهذا الكلام لم يجئ في الكتاب المقدس، إلا أنه كاف في الدلالة على أن آدم كان نائباً عن ذريته، وأن الله أخذ عليه العهد, ولما أخطأ أخطأت ذريته نعم إن المعتزلة ذهبوا إلى غير ذلك، ولكن ردّ عليه الشيخ الشعراني فقال: إن المعتزلة زعموا أن معنى الآية المتقدمة هو أنه أخذ بعضهم من ظهر بعض بالتناسل في الدنيا إلى يوم القيامة، وأنه ليس هناك أخذ عهد ولا ميثاق حقيقة، وأن المراد بالعهد والميثاق هو إرسال الرسل, ولا يخفى ما في هذا المذهب من الخطأ, وكيف يصحّ للمعتزلة هذا القول؟ ومعظم الاعتقاد في إثبات الحشر والنشر مبنيّ على هذه المسألة, والذي يظهر لي أنهم أنكروا ذلك فراراً من غموض مسائل هذا البحث، فَرَضوا بالجهل عوضاً عن العلم, والحق أن الله أخذ عليهم العهد في ظهر آدم حقيقة، لأنه على كل شيء قدير ,
وقد كتب الشيخ محيي الدين ابن العربي مقالة على هذا الحديث (في الباب 305), فالمسلمون يعترفون بأن الله أخذ على آدم عهداً يسمّيه اليهود عهد الأعمال, لكن المسيحيين ينادون بعهدٍ جديدٍ هو عهد النعمة, ومن المؤسف ان المسلمين لا يعرفون عهد النعمة هذا، فذكروا الداء ولم يذكروا الدواء والخلاص، مع وجوده والمناداة به أما المسيحيون فيعرفون عهد الأعمال وعهد النعمة، الذي أوضحه الرسول بولس في رومية 5:18-20 فإذاً كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة, لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبراراً, وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية, ولكن حيث كثُرت الخطية ازدادت النعمة جداً , فعهد النعمة هو تجسُّد المسيح، وحفظه للناموس، وتقديمه ذاته كفارة عن المؤمنين، وهي نعمة عظمى,
كان آدم يعرف بعض المعرفة رحمة الله التي لم يكن ممكناً ظهورها بغير فداء المسيح، فلا شك أن خطيته أظهرت محبة الله في المسيح، وكانت السبب في هذا الخير العظيم,
أما خطية آدم كما ورد في التوراة، فهي أن الله نهاه عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، فخالف واستوجب الموت في جهنم، لأن كل نفس تخطئ موتاً تموت، لاستلزام عدل الله ذلك، فاقتبس القرآن هذا وصرح بسقوطه:
(1) اقتبس القرآن فكرة التوراة عن سقوط آدم، فورد في طه 20 : 121 : وعصى آدم ربه فغوى قال المفسرون: عصى ربه بأكله من الشجرة ، وقال البيضاوي: فَضَلَّ عن المطلوب وخاب، حيث طلب الخُلد بأكل الشجرة، أو عن المأمور به، أو عن الرشد، حيث اغترَّ بقول العدو ,
وقرر علماء الإسلام إن العصيان من الكبائر بدليل قوله: ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم (الجن 72:23),
وكلمة الغواية الواردة في الآية السابقة تؤكد ذلك، لأنها اتباع الشيطان، لقوله: إلا من اتبعك من الغاوين , فآدم استوجب الموت لعصيانه,
(2) ورد في طه 20:122 قوله: فتاب عليه , ولا تكون التوبة إلا عن الذنب لأنها الندم على المعصية، والعزيمة على ترك العَوْد إليها, ومن المؤكد انه لا يمكن مغفرة خطيئة بدون سفك دم، فالتوبة وحدها لا تفي العدل الإلهي حقه,
(3) مخالفته النهي عن الأكل من الشجرة وارتكاب المنهى عنه ذنب
ورد في البقرة 35: ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ,
(4) ورد في الاعراف 7:23 قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا، وإنْ لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
(5) قوله في البقرة 36 فأزلَّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ,
وقد دافع علماء الاسلام عن آدم بقولهم إنه وقع في هذه المعصية قبل النبوّة قال محيي الدين ابن العربي: عصى من كان في ظهره من ذريته، الذين هم أهل الشقاء، لأن ظهره كان كالسفينة لسائر أولاده ,
والعبارات القرآنية ناطقة بأنه هو الذي عصى، ونُسبت معصيته الى ذريته أيضاً، لأنه كان نائباً عنهم وعلى كل حال فالنفس التي تخطئ موتاً تموت، وهو حكم إلهي وقالوا إن آدم لما أكل من الشجرة أسودَّ جسده، لأن المعصية أثرَّت فيه، فالسواد علامة المعاصي، حتى قالوا نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن، فسوَّدته خطايا بني آدم
ذكرت التوراة أن آدم سقط وخرج من الجنة لأكله من الشجرة التي نهاه الله عنها فقط، ولم تذكر له غير ذلك وبما أنه كان نائباً عن ذريته أخطأت ذريته بخطيته، ودخلت الخطية الى عالمنا هذا، لأنه إذا كان آدم الذي خلقه الله طاهراً خالف الأمر الالهي، فكم بالحري ذريته، فالجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، فأتى الفادي ليخلِّص كل من يؤمن به (رومية 3:23),
AL-ATHRAM
10-05-2021, 10:14 PM
saif
الفصل الثالث
خطية نوح
اعترض المعترض الغير مؤمن على وقوع نوح في السُّكر، واستشهد بما ورد في التكوين 9:18 - 27 : كان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساماً وحاماً ويافث، وحام أبو كنعان هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن هؤلاء تشعَّبت كل الأرض وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً، وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجًا، فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على كتفيهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما فلما استيقظ نوح من خمره علم بما فعل ابنه الأصغر، فقال:'ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته`
شرب محمد للخمر: روى عبد الرحمن عن ابن عباس أن محمداً طاف وهو شاك على بعير ومعه محجن (والمحجن خشبة في طرفها اعوجاج مثل الصولجان) فلما مرَّ بالحجر استلمه بالمحجن، حتى اذا انقضى طوافه نزل فصلى ركعتين، ثم أتى السقاية فقال: اسقوني من هذا فقال له العباس: ألا نسقيك مما يُصنع في البيوت؟ قال: لا، ولكن اسقوني مما يشرب الناس فأتى بقدح من نبيذ فذاقه فقطب وقال: هلموا فصبُّوا فيه الماء ثم قال: زد فيه مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، ثم قال: إذا صنع أحد بكم هذا فاصنعوا به هكذا ,
وروى يحيى بن اليماني عن ابن مسعود الأنصاري أن محمداً عطش وهو يطوف بالبيت، فأتى بنبيذ من السقاية فشمه، ثم دعا بذَنوب من ماء زمزم (أي دلو) فصبّ عليه ثم شربه، فقال له رجل: أحرام هذا يا رسول الله؟ فقال: لا , (العقد الفريد - ابن عبد ربه - باب احتجاج المحلين للنبيذ)
وعن ابن عباس قال: قَدِم النبيُّ على راحلته وخلفه أسامة، فأتيناه بإناءٍ فيه نبيذ، فشرب وسقى فضلَه أسامة, وقال: أحسنتم وأجملتم، هكذا فاصنعوا قال ابن عباس: فنحن لا نريد أن نغيِّر ما أمَر به , (السيرة النبوية - ابن كثير ج4 وصحيح مسلم كتاب الحج, باب فضل السقاية),
وذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد أن الله حرم خمر العنب تعبّداً لا لعلة الإسكار، ولا لأنها رجس، ولو كان كذلك لما أحلَّها الله للأنبياء المتقدمين السالفين، ولا شربها نوح بعد خروجه من السفينة، ولا عيسى ليلة رُفع، ولا شربها أصحاب محمد في صدر الإسلام, ورووا أن سفيان الثوري كان يشرب النبيذ الصلب الذي تحمّر منه وجنتاه(العقد الفريد - ابن عبد ربه ج ,
فمن هذا ترى أن الخمر كانت جائزة، والتوراة والإنجيل يعلّمان أن شُرب الخمر جائز لكن السّكر بها هو الخطأ,
خطايا نوح حسب القرآن:
1 - من الخطايا التي نسبها القرآن الى نوح أنه دعا على المشركين بأن يزيدهم الله ضلالًا, في سورة نوح
71:24 فقال: ولا تزد الظالمين إلا ضلالًا وفي الآية 26 قال نوح: رب لا تذَرْ على الأرض من الكافرين ديّارًا ، ثم قال: رب اغفر لي وقال المفسرون:
إنه لما دعا على الكفار قال رب اغفر لي يعني ما صدر لي من ترك الأفضل أما في الإنجيل فورد في 2بط 2:5 أنه كان كارزاً للبر، فقام بوظيفته، ولم يقل إنه قصَّر في أداء الرسالة، ولا أنه أخذ يدعو على الناس بالإفناء, قال علماؤهم إنه ترك الأَوْلى والأفضل حيث استغفر ربه، وهذه الخطيئة أقبح من السُكر، ولا نعتقد بحصولها لعدم ورود شيء عنها في التوراة
2 - ومن الخطايا التي نسبها القرآن إلى نوح أيضاً طلبه من الله ما لا يجوز طلبه، فورد في هود
11: 45 - 47 ونادى نوح ربه، فقال:' ربي إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق وانت أحكم الحاكمين` قال:' يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح، فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين` قال:' رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين
قال المفسرون: المراد بابنه هنا كنعان، وكان كافراً وقالوا: إنه كان ابن زنا ليس من صُلب نوح فرموا امرأته بالزنا,
وما يؤيد ذلك قوله: ضَرَبَ ا للَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا ا مْرَأَتَ نُوحٍ وا مْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَاِدنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا (التحريم 66:10),
ولكن قال بعضهم: إنه ابنه وإن الله يُخرج الكافر من المؤمن والمؤمن من الكافر، ولا فرق في ذلك بين الأنبياء وغيرهم، فأخرج الله قابيل من صلب آدم وهو نبي، وكان قابيل كافراً وأخرج إبراهيم من صلب آزر وهو نبي, وكان آزر كافراً فكذلك أخرج كنعان وهو كافر من صلب نوح وهو نبي فهو المتصرف في خلقه كيف يشاء , فالقرآن يقول إن نوحاً سأل المحظور، فنهاه الله بقوله: فلا تسألني ما ليس لك به علم
وقوله: إني أعظك بأن تكون من الجاهلين فيه زجر وتهديد، ثم أن طلب المغفرة والرحمة يدل على صدور الذنب منه, واستدل علماء المسلمين بذلك على عدم عصمة الأنبياء, فالحكاية المتقدمة كافية في الدلالة على وقوع نوح في الخطيئة,
حام وكنعان: وقال: إن الذي نظر إلى عورة نوح هو حام أبو كنعان، والذي عوقب باللعنة ابنه كنعان، مع أن أخذ الابن بذنب أبيه خلاف العدل قال النبي حزقيال: النفس التي تخطئ هي تموت الابن لا يحمل إثم الأب، والأب لا يحمل إثم الابن بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون (18:20),
وللرد نقول: من تتبّع تاريخ كنعان رأى أنه أقبح من والده حام , فلعْنُ نوح لكنعان كان نبوّة من نوح, ثم إنّ لعن كنعان عقاب شديد لوالده حام لأنه لعَن ولده فلذة كبده, وكل والد في الدنيا يجعل كل عقله وفكره خير ابنه، ويتألم إذا حل به مكروه، ويتمنى أن يفديه بروحه, فلَعْنُ ولده عقاب شديد له، وهو أقسى من عقاب الوالد فقط,
ثم أن كنعان استحسن عمل والده حام - ونوح نبي صالح، ما كان ليلعن حفيده لو لم يكن ذلك الحفيد مشتركاً مع أبيه في فعلته الشنعاء، خصوصاً ونحن نعلم منزلة الحفيد عند جدِّه, نعم كان كنعان شريراً, وقد وضع نوح كل شيء في محله، فلعن حاماً مرتكب الخطية، ولعن ابن حام الذي كان شريراً كوالده وموافقاً على عمله,
وينقسم العقاب إلى قسمين: عقاب في الدنيا وعقاب في الآخرة، والأخطر هو عقاب الآخرة, فعقاب الدنيا هو ما يحل بالابن بسبب خطية والده، فإذا كان فاسقاً أو سكيراً أو لصاً تجرع أولاده وامرأته غُصص الفقر والضيق، وهو أمر طبيعي, مع أنه لا ذنب للابن في هذه الحالة غير انحراف والده فإذا فرضنا أن كنعان كان رجلًا صالحاً (وهو خلاف الحقيقة) فعقابه هو عقاب الدنيا، وهو لا ينافي أن الله سيجازي كل إنسان حسب عمله، خيراً كان أو شراً في الآخرة, وكثيراً ما يحل بالأمة كروب لانحراف ملكها، فيسلط الله على الملك العاصي من يخرب بلاده بسبب انحراف ملكها عن الصراط المستقيم,
وصحيح أن القرآن يتفق مع ما جاء في حزقيال 18:20 ، غير ان به الكثير مما عابه المعترض الغير مؤمن على عقاب كنعان,
الأبناء يُؤخذون بذنوب آبائهم: من العقائد الإسلامية المهمة أن الابن يؤخذ بذنب أبيه, ورد في الحديث: يا داود، أنا الله الودود, أنا الله ذو بكة، آخذ الأبناء بما فعله الجدود , وورد في الأنفال 8:25 : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة يعني تتعدى إليكم جميعاً، وتصل إلى الصالح والطالح, وأراد بالفتنة الابتلاء والاختبار,
وقال ابن عباس: أمر الله عز وجل المؤمنين أن لا يقرّوا المنكر بين أظهرهم فيعمّهم الله بالعذاب، فيصيب الظالم وغير الظالم , ومن الأحاديث: إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعل ذلك عذب الله العامة والخاصة , وقال ابن الأثير في الأصول إن محمداً قال: إذا خلت الخطيئة في الأرض، كان مَن شهدها فأنكرها كمَن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كمَن شهدها , قال علماؤهم: فإن قلت ظاهر قوله 'واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ` يشمل الظالم وغير الظالم، فكيف يليق برحمة الله وكرمه أن يوصّل الفتنة إلى من لم يذنب؟ قلت: إنه تعالى مالك الملك وخالق الخلق، وهم عبيده وفي ملكه، يتصرف فيهم كيف يشاء، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فيحسن منه على سبيل المالكية، أو لأنه تعالى علم اشتمال ذلك على أنواع من أنواع المصلحة ,
وقال ابن حزم: إن قوله: ليس للإنسان إلا ما سعى (النجم 53:39) نُسخت بقوله: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان (الطور 52:21) فيجعل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه، ويشفع الله الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء ,
وجرت العادة أنه إذا اقترف الأب ذنباً نُسب إلى ابنه مع أنه لم يفعله حقيقة، لكنه كان يقتدي بأبيه، فإن من شابه أباه فما ظلم، كان كأنه فعل ذنبه, كان محمد يشنّع في يهود عصره ويتهمهم بأنهم عبدوا العجل، مع أن آباءهم هم الذين عبدوه، فقال:
إن الذين اتخذوا العجل، سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة في الحياة الدنيا (الأعراف 7:152), (القرطبي في تفسير البقرة 2:76), فقال علماء المسلمين: المراد بالذين اتخذوا العجل اليهود الذين كانوا في زمن محمد قال ابن عباس: هم الذين أدركوا النبي، وآباؤهم هم الذين عبدوا العجل , وقال عطية العوفي: سينال أولاد الذين عبدوا العجل وهم الذين كانوا على عهد محمد, وأراد بالغضب والذلة ما أصاب بني النضير وبني قريظة من القتل والجلاء ,
وعلى هذا القول ففي تقرير الآية وجهان:
(1) تُعيِّر العرب الأبناء بقبائح أفعال الأباء كما تفعل ذلك في المناقب، فتقول للأبناء: فعلتم كذا وفعلتم كذا وإنما فعل ذلك من مضى من آبائهم, فكذلك هنا وُصف اليهود الذين كانوا على زمن محمد بأنهم اتخذوا العجل، وإن كان آباؤهم فعلوا ذلك, ثم حكم على اليهود الذين كانوا في زمنه بأنهم سينالهم غضب من ربهم في الآخرة وذِلة في الحياة الدنيا
(2) أن تكون الآية من باب حذف المضاف، والمعنى أن الذين اتخذوا العجل وباشروا عبادته سينال أولادهم الغضب، ثم حُذف المضاف لدلالة الكلام عليه (الرازي في تفسير الأعراف 7:152),
وعلى هذا القياس اقترف حام الخطيئة فلعن نوح كنعان ابن حام لأنه كان شريراً مثل والده, فالله العادل الحكيم العليم لا يظلم أحداً، بل وسيجازي كل إنسان حسب عمله خيراً كان أم شراً, لقد كان كنعان شريراً استوجب اللعنة, كنعان عبد لغيره:
قال المعترض الغير مؤمن : وما سُمع أن كنعان ولا بنوه كانوا عبيداً ولا في وقت من الأوقات، بل كانوا سادة وملوكاً وجبابرة في فلسطين ,
وللرد نقول: التاريخ ناطق بأن كنعان صار عبداً لإخوته، كما هو واضح من تاريخ بني إسرائيل، فاستولى الإسرائيليون على بلادهم وأذلُّوهم، كما جاء في سفر يشوع, وقد فلق الله نهر الأردن لبني اسرائيل وأوقع أسوار أريحا وأذلَّ الكنعانيين,
AL-ATHRAM
10-15-2021, 09:15 PM
saif
الفصل الرابع
خطية ابراهيم
قال المعترض الغير مؤمن : ورد في سفر التكوين12:10-20 أن إبراهيم لما دخل أرض مصر قال عن زوجته إنها أخته لأنه خاف أن يقتله المصريون بسببها، فطلب منها أن تقول إنها أخته ليكون له خير بسببها وتحيا نفسه من أجلها فأخبروا فرعون عنها فصنع إلى أبرام خيراً بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي فاستدعى فرعون أبرام ووبخه على عمله، وأعطاه زوجته (إلى آخر ما هو مذكور في هذا الأصحاح), ولا يليق بخليل الله أبي الأنبياء وصفوة الأمناء أن يرضى بترك حريمه ويسلّمها للغير
وللرد نقول: قول إبراهيم عن سارة إنها أخته قول صدق، لأنها أخته من أبيه فقط, وكان يجوز في تلك العصور القديمة الاقتران بغير الشقيقات, ولم تكن غايته اقتناء المواشي والأتن، كما ادَّعى المعترض الغير مؤمن ، بل كانت غايته النجاة من جور ملوك ذلك الزمان، لأنه قال: أخاف أن المصريين يقتلونني بسببك، فقولي إنك أختي فيستبقونني ولا يقتلونني , ولا ننكر أنه قال ذلك لضعف الطبيعة البشرية، فالله هو الكامل وحده، والنقص ملازم لكل إنسان مهما كان, أما الخير الذي حصل له فلم يكن مقصوداً بالذات، ولم تنسب إليه التوراة غير هذه الكذبة، وكذبة أخرى, ولكن تكلم الكتاب المقدس عن عظمة تقواه وقوة إيمانه، وقال إنه أبو المؤمنين وغير ذلك, أما القرآن فنسب إليه الكذب والشك وعبادة الأصنام,
خطايا ابراهيم حسب القرآن:
(1) ورد في الأنعام 6:77 أن إبراهيم قال عن الكواكب إنها ربه,
فلما رأى القمر بازغًا قال: 'إنه ربي` فلما أفل قال:'إن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين`
وفي عدد 78 قال: فلما رأى الشمس بازغة قال:'هذا ربي, هذا أكبر` ,
فإذا قال هذا عن اعتقاد كان شركاً، وإلا كان كذباً، فاعتذر عنه علماء الإسلام بقولهم إن ذلك صدر قبل تمام النظر في معرفة الله، إذ لا يتصور نبوَّة إلا بعد تمام ذلك النظر, واعتذروا بعذر آخر: أنه قال ذلك على سبيل الفرض، كأنه قال: لو كانت الكواكب أرباباً كما تزعمون، لزم أن يكون الرب متغيراً آفلًا، وهو باطل! ولكن عبارة القرآن ناطقة بوقوعه في عبادة الأصنام,
(2) يقول القرآن إنه شك في قدرة الله, ففي البقرة 2:260
وإذ قال ابراهيم:'ربي أرني كيف تحيي الموتى` قال:'أولم تؤمن؟` قال:'بلى، ولكن ليطمئن قلبي` ,
قالوا: إنّ الشك في قدرة الله كفر , وورد في الحديث : نحن أوْلى بالشك من إبراهيم (ابن كثير في تفسير البقرة 2:260),
(3) يقول القرآن إنه كذب, قال مفسروهم: لما كسر إبراهيم الأصنام دعاه نمرود الجبار وأشراف قومه قالوا:'أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟` قال: 'بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون` , وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات اثنتين منهن في ذات الله قوله :'إني سقيم` وقوله:'فعله كبيرهم` وقوله لسارة:'هذه أختي` حين أراد الجبار القرب منها (رواه البخاري ومسلم وابن كثير في تفسير الصافات 89),
4 - ومن خطاياه ما ورد في الصافات 37:89 فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم قال ابن عباس: كان قومه يتعاطون علم النجوم فعاملهم من حيث كانوا يتعاطون ويتعاملون به، لئلا ينكروا عليه أنه أراد أن يكايدهم في أصنامهم، ليلزمهم الحجة في أنها غير معبودة, وكان لهم من الغد عيد ومجمع، فكانوا يدخلون على أصنامهم ويقربون لهم القرابين، ويضعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم, وزعموا التبرك عليه فاذا انصرفوا من عيدهم أكلوه، فقالوا لإبراهيم: ألا تخرج معنا إلى عيدنا؟ فنظر في النجوم فقال: إني سقيم (أي مريض بالطاعون), وقال علماء الإسلام: النظر في علم النجوم حرام، وحكمه بأنه سقيم كذب, (الرازي في تفسير الصافات 37:89),
فهذه الأقوال ناطقة بأنه كان يعبد الكواكب، وأنه شك في قدرة الله، وأنه كذب عدة مرات وأهل الكتاب لا يسلِّمون بشيء من ذلك غاية الأمر أنه كذب مرتين من خوفه ويعتقدون أنه أبو المؤمنين ويضرب المثل بإيمانه، فإنه آمن بالله إيماناً ثابتاً، وأطاع أوامره طاعة كاملة، ولم يعتقدوا أنه كان يعبد الكواكب، ولا أنه شك في قدرة الله، ولا أنه نظر في علم النجوم,
AL-ATHRAM
10-27-2021, 09:15 PM
Saif
الفصل الخامس
خطية إسحق ويعقوب
فاذا كان هذا حال خليل الله، أو كما قال المعترض الغير مؤمن أبو الأنبياء وصفوة الأمناء ، فلا عجب إذا وقع إسحق في ذات هذه الخطية، فلم يقو على التجربة لضعف الطبيعة البشرية كما قلنا ولم تُذكر هذه القصص إلا لتعلمنا وجوب التيقّظ، لأن إبليس عدونا كأسد يود افتراسنا, فإذا لم يحفظنا الله بنعمته ويرعانا بقوته نسقط في شر الخطايا
سأل رجل الحسن: يا أبا سعيد، أينام إبليس؟ فأجابه: لو نام لوجدنا راحة، فلا خلاص للمؤمن منه إلا بتقوى الله تعالى , وقال في الإحياء قبيل بيان دواء الصبر: من غفل عن ذكر الله تعالى، ولو في لحظة، فليس له في تلك اللحظة قرين إلا الشيطان وقال محمد: جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم بل أشد من الأعداء ولما سُئل: أي الجهاد أفضل؟ فقال: جهادك هواك وقال لبعض أصحابه: رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر فجعل المجاهدة بالسيوف صغرى، فإن من ملك نفسه أعظم ممن يملك الحصون وورد أيضاً: أعدى أعدائك إليك نفسك التي بين جنبيك وهذه هي حالة الطبيعة البشرية، فلا عجب إذا وسوس الشيطان لإسحق وأغراه على الكذب كما فعل مع إبراهيم خليل الله ولا عجب أيضاً إذا استعان يعقوب بالمراوغة والخداع في نوال البركة من أبيه، وارتكن على الوسائط البشرية ولم يعتمد على الله وقد عاقبه الله بأن قيَّض له من خدعه، فإن الحصاد من جنس الزرع، فإن لابان غش يعقوب المرة بعد الأخرى وغاية الله هي أن يعلمنا أن نعتصم بالصدق في أقوالنا فانه أقوى لنا، وأن نهرب من الكذب في أفعالنا لأنه أفعى لنا
جاء في القرآن: أعطى كل شيء خَلْقه ثم هدى (طه 20:50) وورد فيه أيضاً: ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً، ولكن الله يزكي من يشاء (النور 24:21), وعن جابر، قال رسول الله: لا يُدْخِلُ أحداً منكم عملُهُ الجنة ولا يُجيره من النار، ولا أنا إلا برحمة الله رواه مسلم, (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني حديث رقم 237)
وقد ظهرت هذه الرحمة في يسوع المسيح، فإن الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية(يوحنا 3:16),
قال المعترض الغير مؤمن : إن الله بارك يعقوب لأنه لم يميز بينه وبين أخيه، مثل عدم تمييز أبيه ,
وللرد نقول: إن الله اختار يعقوب وجعله مباركاً بدون واسطة والده ولا غيره, وقد ذكرنا أنه أخطأ لاعتماده على الوسائط البشرية وعدم اعتماده على الله,
AL-ATHRAM
11-13-2021, 09:07 PM
Saif
الفصل السادس
خطية لوط
أنكر المعترض الغير مؤمن وقوع الخطأ من ابنتي لوط، لما أسكرتا أباهما واضطجعتا معه، ولم يعلم باضطجاعهما ولا بقيامهما، وقال: إنها دسيسة في الكتب السماوية, وطلب الاستفهام عن الغرض من ذكر هذه القصة
وللرد نقول: لنوضح ظروف لوط وابنتيه:
كان لوط في الجبل، فتوهمت ابنتاه أنه سينقطع نسلهما لأن الله أهلك سدوم وعمورة بأهلهما، ففعلتا ما فعلتاه فالسُّكر هو سبب هذا الشر الفظيع، والرب أراد أن ينفرنا منه بالأمثلة التي تقشعر منها الأبدان والمعروف أنه إذا سكر الإنسان تاه عن الصواب، وكان والمجنون واحداً, قال أبو حنيفة: حدّ السُّكر أن يصير الإنسان لا يعرف السماء من الأرض، ولا الطول من العرض، ولا المرأة من الرجل , فلا عجب إذا لم يدر لوط بما فعله في حالة سكره لأنه لم يشعر بعمله ولا بشرِّه,
1 - ولقد أوقع السُّكر الصحابة في الكفر، وفي ضرب بعضهم بعضاً، فقد كانت الخمر جائزة أولًا يشربها أصحاب محمد في صدر الإسلام، فورد في البقرة 219 :
يسألونك عن الخمر والميسر وقال المفسرون: نزلت هذه العبارة في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وجماعة من الأنصار أتوا محمداً فقالوا: يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر، فإنهما مَذْهبة للعقل مسلبَةً للمال, فنزلت هذه العبارة (الكشاف في تفسير البقرة 219), وقالوا إن أصل الخمر في اللغة الستر والتغطية، وسُمّيت الخمر لأنها تخامر العقل أي تخالطه، وقيل لأنها تستره وتغطيه وجملة القول إن المسلمين كانوا يشربونها في أول الإسلام وهي حلال لهم وصنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ودعى إليه ناساً من أصحاب محمد، فأطعمهم وسقاهم الخمر وحضرت صلاة المغرب فقدموا علي بن أبي طالب ليصلي لهم، فقرأ: قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون بحذف حرف لا , فكان ذلك سبباً في نزول: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فحرم محمد السُّكر في أوقات الصلوات, فكان الرجل يشربها بعد صلاة العِشاء فيُصبح وقد زال سكره، فيصلي الصبح, ويشربها بعد صلاة الصبح ، فيصحو وقت صلاة الظهر (الكشاف في تفسير البقرة 219 وأسباب النزول للسيوطي سبب نزول النساء 4:34),
2 - مما يدل على أن السكر كان السبب في كفاحهم ووقوع البغضاء بينهم، هو أن عتبان بن مالك أَقام وليمة ودعا رجالًا من المسلمين وفيهم سعد بن أبي وقاص، وكان قد شوى لهم رأس بعير، فأكلوا وشربوا الخمر حتى أخذت منهم، فافتخروا عند ذلك وانتسبوا وتناشدوا الأشعار، فأنشد سعد قصيدة فيها فخر قومه وهجاء الأنصار, فأخذ رجل من الأنصار لحْيَ البعير فضرب به رأس سعد فشجَّه, فانطلق سعد إلى النبي وشكى إليه الأنصاري، فقال عمر: اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ويُروى أيضاً أن حمزة بن عبد المطلب شرب الخمر يوماً وخرج فلقى رجلًا من الأنصار وبيده ناضح له، والأنصاري يتمثل ببيتين لكعب بن مالك يمدح قومه وهما:
جمعنا مع الإيواء نصراً وهجرة فلم يُر حيٌّ مثلنا في العشائر
فأحياؤنا من خير أحياء من مضى وأمواتنا من خيرِ أهلِ المقابر
فقال حمزة: أولئك المهاجرون وقال الأنصاري: بل نحن الأنصار فتنازعا، فجرد حمزة سيفه وعدا على الأنصاري، فهرب الأنصاري وترك ناضحه فقطعه حمزة, فجاءه الأنصاري مستعدياً إلى محمد، فأخبره بفعل حمزة، فغرم له محمد ناضحاً فقال عمر: بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت: يا أيها الذين آمنوا، إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة (المائدة 5:90 ، 91),
ورووا أن قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا حتى ثملوا وعبث بعضهم ببعض، فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ولحيته فيقول: فعل بي هذا فلان أخي , وكانوا إخوة ليست في قلوبهم ضغائن، فكان ذلك سبب تحريمها (الطبري في تفسير المائدة 90),
3 - حرمت التوراة السُّكر بالخمر من أول الأمر, قال سليمان الحكيم : لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج, لا تنظر إلى الخمر إذا احمرَّت، حين تظهر حُبابها في الكأس وساغت مرقرقة, في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان, عيناك تنظران الأجنبيات، وقلبك ينطق بأمور ملتوية، وتكون كمضطجع في قلب البحر، أو كمضطجع على رأس سارية, يقول: ضربوني ولم أتوجع، لقد لكأوني ولم أعرف! (الأمثال 23:29-35),
4 - فاذا وقع لوط في أقبح الخطايا، كان ذلك نتيجة السُّكر, على أن الأعمال بالنيات, والكتاب المقدس ناطق بأنه لم يدر بما فعل، والسكران يؤاخذ على سكره ولا يؤاخذ على ما يقترفه وهو سكران، فإن التكليف يسقط عنه,
فالسكران لا يدري ما فعل، ولكن إذا استفاق وجب عليه التوبة ولوط فعل ما فعله وهو لا يدري، ولما استفاق تاب وندم، وشهد له الكتاب المقدس بأنه كان باراً تقياً والمؤمن إذا وقع في خطيئة لا يهدأ باله إلا إذا تخلَّص منها، فخطيئته تكون مثل غبار أو قذى في عينه لا يرتاح إلا إذا خرج منها، بخلاف الشرير الذي يجد ارتياحاً ولذة في فجوره مثل قوم لوط، فلما أنذرهم المرة بعد الأخرى لم يكترثوا بنصيحته، ولم تؤثر فيهم مواعظه، فعاقبهم الله، وحافظ على هذا البار, وعلَّمنا بهذا المثال الامتناع عن السكر فانه يجرّس وينجس ويفلس ويوقع في الإشراك والهلاك,
5 - وقد نسب القرآن إلى لوطٍ عدم الاعتماد على الله، فقال إنه لما أتت الملائكة لوطاً بصورة رجال جمال الصورة، أراد قومه التعرُّض لهم، فقدم لهم بناته فلم يرضوا، فقال في عدد 80:
لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد (هود 11:80), وجواب لو محذوف، أي لقاتلتكم عن أبي هريرة قال رسول الله : يرحم الله لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد يعني أن الركن الشديد هو الله، فنسبوا إليه عدم الاعتماد على الله (ابن كثير في تفسير هود 80),
AL-ATHRAM
11-19-2021, 08:23 PM
Saif
الفصل السابع
جدود المسيح
استقبح المعترض الغير مؤمن أن بعض جدود المسيح لم يكونوا منزهين عن الخطأ فقال إن عوبيد بن لوط هو جد لداود واسم أمه راعوث، وإنها كانت موآبية، وإن رحبعام بن سليمان من أجداد المسيح واسم أمه نعمة، وهي عمونية من أولاد بني عمّي بن لوط, ورحبعام جد المسيح، مع أن بن عمّي من أولاد الزنا, وأنه كان لا يجوز للموآبي والعموني الدخول في جماعة الرب، وأنهم إذا قالوا إن اعتبار النسب بالآباء لا بالأمهات، فيكون ترجيحاً بلا مرجِّح
وللرد نقول: إذا نظرنا إلى الطبيعة البشرية رأينا أن آدم أبا البشرية خالف أمر الله وطُرد من الجنة، وإبراهيم أبا الأنبياء كذب ثلاث كذبات حسب قول محمد، وقِسْ على ذلك غيره فاتَّخذ المسيح من هذه الطبيعة الفاسدة جسداً ليصلحها ويرفع شأنها، فلا عجب إذا كان في سلسلة نسَبه مَنْ أخطأ خطايا فاحشة ولا يُقدَح في وجود بعض الموآبيين في سلسلة المسيح، فالأساس هو الإيمان بالله الحي فيا له من إيمان حقيقي ظهرت نفحاته بالأعمال الصالحة أما قوله إنه كان لا يجوز للموآبي الدخول في جماعة الرب، قلنا: هذا إذا كان باقياً على إلحاده وكفره، أما إذا آمن فإنه يصبح مقبولًا، لأنه ليس عند الله محاباة
حال أبوي محمد وعشيرته: ورغم تنقيب المعترض الغير مؤمن في صفات الأفاضل الذين اتخذ منهم المسيح الطبيعة البشرية، فإنه لم يجد أن أحدهم أشرك بالله, وهذا بخلاف أبوي محمد وعمه وعشيرته، فقد كانوا مشركين قال العلماء:
والشِرك بالله أكبر الكبائر، لقوله: إن الشرك لظلم عظيم, ويليه القتل بغير حق , ورد في النساء 4:48 : إن الله لا يغفر أن يُشرَك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيمًا وفي (عدد 116): ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيداً روي عن أبي ذر أنه قال: أتيتُ محمداً وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:'ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ` قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال: 'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر` (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني - حديث رقم 26),
إذاً الشرك من أعظم الكبائر التي لا تُغفر، ولكن الله يغفر ما دون ذلك وما نُسب إلى بعض الأفاضل من جدود المسيح من الخطايا هو من الهفوات والزلات التي لم يقووا على مقاومتها، بل كانت شديدة فغلبتهم، ولكنهم تابوا وندموا واستغفروا الله أما الشرك بالله فهو أعظم الآثام ويستوجب صاحبه جهنم النار، وقد كان والدا محمد مشركَيْن، ولما طلب محمد من الله ان يغفر لهما لم يُجَبْ إلى طلبه ورد في التوبة 9:113 : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيَّن لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرّأ منه ذهب المفسرون إلى أن هذه العبارة نزلت في شأن أبي طالب عم محمد، وهو والد علي، وفي والد محمد وأمه، فإن محمداً أراد أن يستغفر لهم بعد موتهم، فنهاه الله عن ذلك (أسباب النزول للسيوطي - سبب نزول التوبة 9:113),
استغفار محمد لأمه: قال أبو هريرة وبريدة: لما قدم محمد مكة أتى قبر أمه آمنة فوقف حتى حميت الشمس رجاء أن يُؤذَن له فيستغفر لها، فنزلت: وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين وروى الطبري وابن الجوزي عن بريدة، قال كل واحد منهما إن محمداً مرَّ بقبر أمه فتوضأ وصلى ركعتين ثم بكى، فبكى الناس لبكائه ثم إنصرف اليهم فقالوا: ما أبكاك؟ قال: مررت بقبر أمي فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن استغفر لها فنُهيت، فبكيت ثم عدت فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن أستغفر لها، فزُجرت زجراً، فأبكاني ثم دعا براحلته فركبها، فما سار إلا هنيهة حتى قامت الناقة لثقل الوحي، فنزلت : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى (أسباب النزول للنيسابوري - سبب نزول التوبة 113),
استغفار محمد لأبيه: وجاء أيضاً في أسباب النزول لجلال الدين السيوطي عن سبب نزول التوبة 113 : قال قتادة، قال محمد: لأستغفرنَّ لأبي كما استغفر ابراهيم لأبيه فنزلت هذه العبارة, وروى الطبري بسنده عنه، قال: ذكر لنا أن رجالًا من أصحاب الرسول قالوا: يا نبي الله، إن من آبائنا من كان يُحسِن الجوار ويصل الأرحام ويفك العاني ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال محمد: بلى، والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه فنزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ثم اعتذر الله عن إبراهيم حسب قولهم، فقال: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه (التوبة 9:114),
فالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة ناطقة بأن أبا محمد وأمه وعمه كانوا مشركين، ونهاية كل مشرك جهنم النار ولما حاول أن يستغفر لهم نُهي عن ذلك وزُجر زجراً أبكاه أما استغفار إبراهيم لوالديه فكان عن موعدة وعدها الله له، حسب كلامهم والمؤكد أنه لا شفاعة بعد الموت، فيُجازى كل إنسان حسب عمله، فالكافر مقره جهنم والمؤمن في النعيم الدائم، وعلماء المسلمين مسلِّمون بوجود والدي محمد في النار, وقال بعضهم: إنه لا يبعد أن يكون الله أقامهما من الموت ليؤمنا ثم أماتهما، وهي خرافة ونقول: إذا كان الله زجر محمداً عن الاستغفار لهما، فكيف يقيمهما؟ إن أبوي محمد هما في النار حسب شهادة القرآن، وشتان بين أبويه وجدوده الوثنيين، وبين العذراء القديسة مريم، وجدود المسيح - حسب الجسد - من أنبياء وملوك، مثل إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وداود، وسليمان، الذين اشتهروا بالتقوى الحقيقية ومعرفة الله الحي، وعندهم الكتب المقدسة والوحي الإلهي ولا عجب اذا وقع بعضهم في معصية ثم تابوا واستغفروا الله لأنهم بشر، والطبيعة البشرية تميل إلى الانحراف, والمسيح أتى واتخذ جسداً من هذه الطبيعة البشرية ليرفع قَدْرها كما قلنا,
AL-ATHRAM
11-26-2021, 09:03 PM
Saif
الفصل الثامن
خطيئة إخوة يوسف
قال المعترض الغير مؤمن : ورد في التكوين 35:22 : وحدث إذْ كان إسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سُريَّة أبيه, وسمع إسرائيل , ومع ذلك لم يَجْر الحدّ والتعزير على رأوبين ,
وللرد نقول:
من جهة الحد والتعزير فقد لعنه أبوه، ولم ينس خطيئته وهو مشرف على الموت (تكوين 4) ورأوبين هذا لم يكن نبياً ولا رسولًا, نعم لا يُنكر أن أباه كان من المشهورين بالإيمان والتقوى، ولكن النار قد تخلّف الرماد فخلف آدم قايين، وخلف نوح حسب قولهم كنعان وهو شرير, والحقيقة هي أنه خلف حاماً ولم يكن تقياً, ونسب القرآن إلى رأوبين الغدر بأخيه كما ورد في يوسف 12: 8 ، 9 :
إذ قالوا ليوسف: وأخوه أحبُّ إلى أبينا منّا، ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين, اقتلوا يوسف واطرحوه أرضاً يخْلُ لكم وجه أبيكم - قال المفسرون: لما قوي الحسد وبلغ النهاية من إخوة يوسف قالوا فيما بينهم:'لابد من تبعيد يوسف عن أبيه، وذلك لا يحدث إلا بأحد طريقين: إما القتل مرة واحدة، أو التغريب إلى أرض يحصل اليأس من اجتماعه بأبيه بأن تفترسه الأسود والسباع، أو يموت في تلك الأرض البعيدة` , أما نسبة أبيهم إلى الضلال فهو محض العقوق، وهو من الكبائر,
قال قائل منهم: لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت (أي قعر) الجب يلتقطه بعض السيارة (الذين يسيرون في الأرض) إن كنتم فاعلين (يوسف 10), قال محمد بن اسحق: اشتمل فعلهم هذا على جرائم كثيرة من قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وقلة الرأفة بالصغير الذي لا ذنب له، والغدر بالأمانة، وترك العهد، والكذب مع أبيهم , ثم ادعى أن الله عفا عن ذلك كله حتى لا ييأس أحد من رحمة الله !
ومن المعلوم أنه لا يوجد تفاوت في صفات الله، فليست صفة أعظم من صفة أخرى، فرحمة الله ليست أعظم من عدله، وعدل الله يستلزم قصاص المذنب ولا يمكن أن الله يعفو عن إخوة يوسف إلا بالكفارة والإيمان والتوبة,
خطايا إخوة يوسف حسب قول المسلمين: جاء في تفسير القرطبي على يوسف 12:15 فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ إن في موضع نصب، أي على أن يجعلوه في غيابة الجب, قيل في القصة: إن يعقوب عليه السلام لما أرسله معهم أخذ عليهم ميثاقاً غليظاً ليحفظنه، وسلمه إلى روبيل وقال: يا روبيل! إنه صغير، وتعلم يا بني شفقتي عليه، فإن جاع فأطعمه، وإن عطش فاسقه، وإن أعيا فاحمله ثم عجِّل برده إليَّ, قال: فأخذوا يحملونه على أكتافهم، لا يضعه واحد إلا رفعه آخر، ويعقوب يُشيّعهم ميلًا ثم رجع, فلما انقطع بصر أبيهم عنهم رماه الذي كان يحمله إلى الأرض حتى كاد ينكسر، فالتجأ إلى آخر فوجد عند كل واحد منهم أشد مما عند الآخر من الغيظ والعسف، فاستغاث بروبيل وقال: أنت أكبر إخوتي، والخليفة من بعد والدي عليَّ، وأقرب الإخوة إليَّ، فارحمني وارحم ضعفي فلطمه لطمة شديدة وقال: لا قرابة بيني وبينك، فادع الأحد عشر كوكباً فلتنجك منا , فعلم أن حقدهم من أجل رؤياه، فتعلق بأخيه يهوذا وقال: يا أخي! ارحم ضعفي وعجزي وحداثة سني، وارحم قلب أبيك يعقوب، فما أسرع ما تناسيتم وصيته ونقضتم عهده , فرقّ قلب يهوذا فقال: والله لا يَصِلون إليك أبداً ما دمتُ حياً، ثم قال: يا إخوتاه! إن قتل النفس التي حرم الله من أعظم الخطايا، فردُّوا هذا الصبي إلى أبيه، ونعاهده ألا يحدث والده بشيء مما جرى أبداً, فقال له إخوته: والله ما تريد إلا أن تكون لك المكانة عند يعقوب، والله لئن لم تدعه لنقتلنّك معه، قال: فإن أبيتم إلا ذلك فها هنا هذا الجب الموحش القفر، الذي هو مأوى الحيات والهوام فألقوه فيه، فإن أصيب بشيء من ذلك فهو المراد وقد استرحتم من دمه، وإن انفلت على أيدي سيارة يذهبون به إلى أرض فهو المراد , فأجمع رأيهم على ذلك,
قال علماء الإسلام: إن رأوبين (روبيل) لطم يوسف لطمة شديدة, والحقيقة هي أنه هو الذي أشار بالرأفة بأخيهم، ويهوذا هو الذي أشار ببيعه، ولم تأخذه عليه شفقة ولا رحمة فلا عجب إذا اقترف خطايا أخرى كخطية الزنا, وبيان ذلك أنه كان ليهوذا ابنان: عير وأونان, أما عير فكان شريراً فأماته الرب, ولما كانت شريعة موسى تقول: إنه إذا مات إنسان بدون عقب وجب على أخيه أن يقيم نسلًا له، حتى لا ينطفئ اسمه من عشيرته، تزوج أونان بامرأة أخيه لهذه الغاية, ولكنه أفسد على الأرض لكيلا يعطي نسلًا لأخيه، فقبُح في عيني الرب فأماته وكان ليهوذا ابن ثالث اسمه شيلة، فأخبر يهوذا امرأة ابنه، الذي مات بدون عقب، أن تمكث في بيتها إلى أن يكبر الابن الثالث, واتفق أن ماتت امرأة يهوذا، فمضت مدة مديدة ولم يقترن بزوجة ولما كانت ثامار امرأة ابنه الذي مات بدون عقب ترغب في إقامة نسل، وكان يهوذا قد ضرب عنها صفحًا، تزيَّت بزيّ زانية وأغرت يهوذا على الزنا بها، وأخذت خاتمه وعصابته وعصاه لتبرئة نفسها مما فعلته، ولتعاقبه على عدم مراعاة الشريعة التي كانت تجيز للعم الاقتران بزوجة ابن أخيه لإقامة النسل, فلما عرف يهوذا حقيقة الأمر قال: إنها أبرُّ مني، لأني حجبْتُ شيلة ابني عنها ولم أعطها له , فيتضح من هذه القصة أن يهوذا وقع في تجربة عظيمة، ولا سيما أنه كان مترملًا,
ومع كل ذلك فلا ننكر أنهما اقترفا إثماً عظيماً، فاستغفرا ربهما عن هذا الإثم، وقال الكتاب المقدس إنه لم يعد يعرفها، فندم كلّ منهما على عمله وتابا ولا يصح أن نعتبر كلًا منهما بمنزلة الزاني المصرّ على خطيئته,
قال المعترض الغير مؤمن : لا يتصور أن رذيلًا من الأرذال يعطي عمامته أجرة فعلٍ مثل هذا الفعل الشنيع ,
وللرد نقول: لم يرِدْ في التوراة أن ثامار أخذت عمامة يهوذا، بل أنها أخذت خاتمه وعصابته وعصاه, فالعصابة ليست هي العمامة، بل هي كل ما عُصبت به الرأس من عمامة أو منديل, والظاهر أنها كان منديلًا أو رباطاً على الرأس، فإن غاية ثامار كانت أخذ علامةٍ منه لتبرئة نفسها
وقال المعترض الغير مؤمن : لماذا قتل الله أونان الذي تزوج ثامار أرملة أخيه؟
,
وللرد نقول: إن الله عاقبه لأنه كره أخاه المتوفى، وأصرَّ على إطفاء اسمه وذكره، ففعل به الرب ما قصد أن يفعله بأخيه، فإن الحصاد هو من جنس الزرع,
وقال المعترض الغير مؤمن : داود من ذرية فارص بن ثامار المولود منها بالزنا، وابن الزنا لا يدخل في جماعة الرب حتى يمضي عليه الجيل العاشر، كما جاء في التثنية 23:2 , فكيف دخل داود وآباؤه في جماعة الرب، بل صار من رؤساء الأنبياء وصاحب كتاب والهام؟
وللرد نقول: الأمر الوارد في تثنية 23:2 خاص بالذين كانوا يستبيحون الفسق والآثام، فحذر الله بني اسرائيل من دخول أحدهم في جماعة الرب، بل حذرهم من مخالطتهم ومعاشرتهم لئلا تفسد أخلاقهم وآدابهم ولو سلمنا بأن المقصود من هذه العبارة العموم، لكان المراد منها أنه لا يجوز الدخول في جماعة الرب لمن يصرّ على الفسق، أما الذي يتوب فإن الله يقبل توبته ويجعله من جماعة المؤمنين به,
AL-ATHRAM
12-10-2021, 08:42 PM
Saif
الفصل التاسع
خطية هارون
قال المعترض الغير مؤمن : ورد في الخروج 32:4 أن هرون صوَّر العجل وعَبَده وأمر بني إسرائيل بعبادته
وللرد نقول: افترى المعترض الغير مؤمن على هرون، فقد ورد في خروج 32 أنه لما رأى بنو إسرائيل أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمعوا على هرون وألزموه على عمل صنم \يسير أمامهم فقال لهم: انزعوا أقراط الذهب التي في آذانكم وكانت غايته صرفهم عن ذلك، إذ لا شيء أعزّ عند المرأة من حليّها، فكان يظن أن نساءهم يبخلن بحليهن فلا يتحقق هذا الطلب, وكان مقصوده أيضاً اكتساب مُهلة الى أن يرجع موسى، فقد عجز هارون عن مقاومتهم بالقوة ولكن لم يتحقق ظنه، فأخذ الحلي وصوَّرها بالإزميل، فقالوا: هذه آلهتك يا اسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر
وقد ذكر القرآن هذه القصة في سورة البقرة والأعراف وطه وغيرها، فقال: لما رأى موسى من هرون خور العزيمة لعنه وجرَّه من شعر رأسه ومن لحيته واعتذر له هرون بأن قال له: إنهم استضعفوني وخفت أن يقتلوني, ومرة قال: أنا خفت على بني إسرائيل من التفريق والتمزيق وصيرورتهم أحزاباً ونكتفي بإيراد بعض الأقوال القرآنية:
1 - ورد في الأعراف 7: 148 - 151 : " واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلًا جسداً له خُوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا؟ اتخذوه وكانوا ظالمين ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا: لئن لم يرحمنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً، قال: بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجرُّه اليه قال ابن أمّ، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال: رب اغفر لي ولأخي "
2 - وورد في طه 20:85 -94 : " قال فإنّا قد فتنَّا قومك من بعدك وأضلَّهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً؟ أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي؟ قالوا: ما أخلفنا موعدك بملكنا، ولكنا حُمِّلْنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها، فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلًا جسداً له خوار، فقالوا: هذا إلهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولًا ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنما فتنتم به، إن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري، قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال: يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن؟ أفعصيت امري؟ قال: يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيت أن تقول: فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي "
هذه الأقوال تدل على انه لما عاد موسى من الجبل: (1) وبخ هرون بقوله: بئسما خلفتموني من بعدي , (2) كسر موسى الألواح من شدة غيظه, (3) جرَّ أخاه من شعره وشده من لحيته, (4) اعتذر هارون، فقال: إنهم استضعفوني وكادوا يقتلونني , (5) توبيخ موسى لهرون بقوله: إذا لم تتبعني قال ابن عباس: أوقد هرون ناراً وقال اقذفوا ما معكم فيها، وقيل إن هرون مرَّ على السامري وهو يصوغ العجل، فقال له: ما هذا ؟ قال: أصنع ما ينفع ولا يضر، فادْعُ لي فقال هرون: اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه فألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل في فم العجل، وقال: كن عجلًا يخور، فكان كذلك بدعوة هرون فذلك قوله فأخرج لهم عجلًا (الرازي في تفسير طه 20:8 , فلماذا الاعتراض على قصة التوراة، وقد أخذ القرآن هذه القصة منها، وأتى بالزيادة والنقصان؟ فإن ذكر السامري جَهْل بالتاريخ والجغرافيا، ولا نعلم من أين أتى هذا السامري! كان الأقرب إلى العقل أن يقول (عوضاً عن السامري) إنه أتى مع بني إسرائيل مصري عمل لهم العجل أبيس معبود قدماء المصريين، فإن الإسرائيليين كانوا في سيناء ولم يكونوا وصلوا إلى أرض كنعان، ولم يكن للسامرة اسم ولا رسم فذكر السامري خطأ ومما يشبه ذلك قوله: تربة حافر فرس جبريل ,
ثم قال إن للعجل خواراً وجسداً، فمثل هذه الأمور تقع على آذان العارف بحقائق التوراة كخرافات، فأقوال التوراة هي الصحيحة، وهي تنزيل الحكيم العليم,
قال المعترض الغير مؤمن : زعموا في حق موسى أنه أمر أن يصنع من ذهبٍ صورة كروبَيْن باسطيْن أجنحتهما إلى فوق، ووجه كل واحد منهما إلى الآخر، ويوضعان فوق غطاء تابوت الشهادة الذي فيه نسخة التوراة، كما في الخروج 37 ، مع أن موسى نهى عن اتخاذ الصور والتماثيل كما في الخروج 20 ,
وللرد نقول:
كان الكروبان من متممات التابوت الذي كان يتجلى الله فيه ويعلن لأنبياء بني اسرائيل أوامره، ويرشدهم إلى ما يجب أن يفعلوه ولا نعرف كيف خفي هذا على المعترض الغير مؤمن ، وهو مذكور في القرآن، وجعله من آيات الله للمؤمنين, فورد في البقرة 246 أنه لما طلب بنو إسرائيل من أحد أنبيائهم (وهو صموئيل) أن يولي عليهم ملكاً ليخرجوا ويقاتلوا أعداءهم، أخبرهم أن الله بعث لهم طالوت ملكاً (شاول) فتذمروا على هذا الملك، فأخبرهم أن الله اصطفاه عليهم وزاده بَسْطة في العلم والجسم، فطلبوا من النبي آيةً على ذلك فقال في البقرة 248: وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت، فيه سكينة من ربكم، وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين , أما قوله سكينة فصوابه شكينا باللغة العبرية,
السكينة:
ذكر علماء السير والأخبار أن الله أنزل على آدم تابوتاً فيه صورة الأنبياء، وكان التابوت من خشب الشمشاد، طوله ثلاثة أذرع في عرض ذراعين، فكان عند آدم، ثم صار إلى شيت، ثم توارثه أولاد آدم إلى أن بلغ إبراهيم ثم كان في بني إسرائيل إلى أن وصل إلى موسى، فكان يضع فيه التوراة ومتاعًا من متاعه، ثم كان عنده إلى أن مات ثم تداوله أنبياء بني إسرائيل الى وقت اشمويل, (صوابه صموئيل) (الرازي في تفسير البقرة 248),
واختلفوا في تلك السكينة ما هي، فقال علي بن أبي طالب : هي ريح خجوج (أي شديدة المر) هفافة، لها رأسان ووجه كوجه الإنسان , وقال مجاهد: هي شيء يشبه الهرة، له رأس كرأس الهرة وذَنَب كذنب الهرة، وله جناحان وقيل له عينان لهما شعاع، وجناحان من زمرد وزبرجد, وكانوا إذا سمعوا صوته تيقَّنوا النصر، فكانوا إذا خرجوا وضعوا التابوت قدامهم، فإذا سار ساروا، وإذا وقف وقفوا وكانوا إذا حضروا القتال قدموه بين أيديهم يستفتحون به على عدوهم فيُنصَرون, فلما عصوا وأفسدوا سلط الله عليهم العمالقة فغلبوهم على التابوت وأخذوه منهم، وكان السبب في ذلك أنه كان لعيلي (وصوابه عالي) وهو الشيخ الذي ربى اشمويل ابنان, وكان عيلي حبر بني إسرائيل وصاحب قربانهم، فأحدث ابناه في القربان شيئاً لم يكن فيه، وكانا يتشبَّثان بالنساء اللواتي يصلين، فأنذره الله، وسلط العمالقة حتى أخذوا التابوت ووقع عيلي وانكسرت رأسه، إلى أن بعث الله طالوت ملكاً وأخذ التابوت من العمالقة, ولما كان في بيت أصنامهم وقعت الأصنام (تفسير الطبري على البقرة 248),
والمطلع على تاريخ الكتاب المقدس يرى تاريخ بني إسرائيل وملوكهم وأنبيائهم مستوفياً، أما روايات القرآن وروايات أصحاب السير والأخبار الذين لم يطالعوا التوراة فهي في غاية التشويش والخلط، فيأخذون من قصة شيئاً، ثم يأتون بشيء من قصة أخرى لا مناسبة بينها وبين الأولى، بل تكون بعيدة عنها في الزمان والمكان بعداً قاصياً، شأن ناقل القصص التي كانت متواترة على ألسن الناس بدون تثبُّت ولا تروٍّ أو تحرٍّ، ولا سيما أن المعارف لم تكن منتشرة انتشارها في العصر الحاضر, ولكن لا عذر الآن في عدم المعرفة!
فإذا أراد المعترض الغير مؤمن معرفة التابوت، وجب عليه أن يطالع التوراة فيعرف حقيقته وغايته وتاريخه بالحق اليقين, ومع ذلك فالقرآن الذي يتمسك به المعترض الغير مؤمن قد ذكر التابوت وبعض لوازمه، وجعله من الآيات للمؤمنين، وعبَّر عن الكروبَيْن بلفظ السكينة كما يعلم من تعريف علي ومجاهد لها، وهي غير الصور والتماثيل التي نهى الله عن اتخاذها,
AL-ATHRAM
12-18-2021, 08:35 PM
Saif
الفصل العاشر
خطية موسى
قال المعترض الغير مؤمن : زعموا أن موسى استعفى واستقال من النبوَّة والرسالة، فاشتد غضب الله عليه حيث قال للرب: أرغب منك يا سيدي أن ترسل غيري (كما في خروج 4), فكيف يُتصوَّر غضب الله على موسى مع أنه من أنبيائه وأصفيائه، وغضبه يكون على أعدائه؟ وكذلك حرمانه مع أخيه هرون عن دخول الأرض المقدسة وإعراض الله عنهما في آخر حياتهما ,
وللرد نقول: ورد في الخروج 4:10 - 15 أن موسى قال للرب: أنا ثقيل الفم واللسان فقال الرب: من صنع للإنسان فماً، أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى؟ أما هو أنا الرب؟ فالآن اذهب, وأنا أكون مع فمك، وأعلّمك ما تتكلم به , فقال: اسمع أيها السيد، أرسِلْ بيد من ترسل! فحمي غضب الرب على موسى، وقال: أليس هرون اللاوي أخاك؟ إنه هو يتكلم، وأيضاً ها هو خارج لاستقبالك ,, وأنا الآن مع فمك ومع فمه , فموسى لم يرد التوجُّه الى فرعون لثقل لسانه، إقراراً بعجزه وتواضعاً منه، ولم يُحجم عن طاعة أمر ربه,
وقد جاء اعتذار موسى في القرآن، ففي الشعراء 26:12 -15( قال رب إني أخاف أن يكذبوني ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، فأَرْسل إلى هرون, ولهم عليَّ ذنب، فأخاف أن يقتلوني, قال: كلا فاذهبا بآياتنا، إنّا معكم مستمعون , )
هذا يدل على أنه لما أمر الله موسى، اعتذر عن التوجُّه بسبب العُقدة التي في لسانه، وبأنه قتل أحد المصريين، وطلب من الله أن يرسل إلى أخيه هرون بأن يبلغ الرسالة، فأخبره الله أنه سيكون معه، وأمره أن يتوجَّه مع أخيه هرون، وهي قصة مأخوذة من التوراة التي ذكرت أن الله غضب عليه، لأنه كان يجب طاعة الأمر حالًا وسريعاً، بدون اعتذار ولا إظهار عجز، لأن من يكون الله معه هو في غنى عن كل شيء, فإذا كان ضعيفاً وكان الله معه صار قوياً، وإذا كان جاهلًا أصبح حكيماً، وإذا كان ألكن أصبح فصيحاً,
على أن القرآن نسب خطايا أخرى إلى موسى غير ما ذُكر، فنسب إليه:
1 - أنه قتل, في القصص 28:15 ، 16 (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان، هذا من شيعته وهذا من عدوه، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، فوكزه موسى فقضى عليه, قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مبين, قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ,)
فقتل المصري قتل عمد وعدوان، واعترف : هذا من عمل الشيطان وقال: إني ظلمت نفسي وقوله في الشعراء 26:20\: ( فعلتها إذاً وأنا من الضالين ,) وغاية ما اعتذر عنه المفسرون أن ذلك كان قبل النبوة (الكشاف في تفسير الشعراء 20),
2 - ورد في الشعراء 26:43 قال لهم موسى:( 'ألقوا ما أنتم ملقون`) , فقال علماء الإسلام إنه أذن لهم في السحر، وإظهاره حرام، فيكون إذنه أيضاً حراماً, وأجابوا عنه بعدة أجوبة منها أن السحر كان جائزاً، وهو جواب في غير محله, ومنها أنه أراد إظهار معجزته في عصاه وتلقفها لما أفكوه,
3 - ورد في الأعراف 7:150 ، 151 : ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: بئسما خلفتموني من بعدي, أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرُّه إليه, قال: رب اغفر لي ولأخي , )
فموسى الذي كان مشهوراً بالوداعة والحِلم وقع في ضدهما,
4 - ورد في الكهف 18:71 ، 74 قول موسى للخضر:( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها) (أي الخضر) قال: أخرقتها لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئاً إمراً ,,, لقد جئت شيئاً نكراً , مع أن فعل الخضر لم يكن منكراً لأنه كان بأمر من الله حسب دعواهم, وفي (عدد 75) قال: (ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً؟ ), قال البيضاوي في تفسيره لهذه الآيات: زاد فيه 'لك` مكافحة بالعتاب على رفض الوصية، ووسماً بقلة الثبات والصبر لما تكرر من الاشمئزاز والاستنكار، ولم يرعو بالتذكير أول مرة حتى زاد في الاستنكار ثاني مرة ,
لقد نسَب القرآن إلى سيدنا موسى القتل، وشدّ شعر رأس أخيه وجرّه كما يجر البهيمة، واستقباحه أمر الله، وعدم ثباته وعدم صبره وعدم ارعوائه بالتذكير، وطلبه من الله أن يرسل أخاه إلى فرعون, أما التوراة فلم تذكر سوى اعتذاره بثقل لسانه, ولا يُخفى أن خطيئة واحدة مما نُسب إليه تكفي لحرمانه من دخول أرض الموعد، فإن الله قدوس طاهر يعاقب على أقل خطية، فإن عدله وقداسته يستلزمان عقاب أصغر الخطايا، ما لم يُكفَّر عنها بالذبيحة,
AL-ATHRAM
12-29-2021, 07:46 PM
Saif
الفصل الحادي عشر
خطية داود
قال المعترض الغير مؤمن :
زعموا في حق داود أنه اقترن بزوجة أوريا الحثي وحمل منها بولد، وأهلك زوجها بالمكر كما في 2 صموئيل 11 , وأنذَرَه ناثان بموت ابنه، كما في 12:14 ,
وللرد نقول: تشهد نصوص التوراة بتقوى داود وبطهارة قلبه ومسامحته أعداءه, فقد وقع شاول ألدُّ أعدائه مرتين في يده وسامحه حتى شهد له عدوه بأنه أبرُّ منه, مع كل ذلك وقع داود في الخطية، فاشتهى امرأة أوريا وزنى بها، وعرَّض زوجها في ميدان القتال لسلاح العدو فقتله، فأرسل الله إليه النبي ناثان ليوبخه على هذا العمل الوخيم، وحكى له قصة نعجة الرجل الفقير، فغضب داود وقال لناثان:
حي هو الرب، إنه يُقتل الرجل الفاعل ذلك، ويردّ النعجة أربعة أضعاف، لأنه فعل هذا الأمر، ولأنه لم يشفق , فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل! قتلت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امرأته!
والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، وهأنذا أقيم عليك الشر وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين الشمس، لأنك أنت فعلت بالسر، وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس , فاستغفر داود عن ذنبه، فأخبره ناثان: الرب قد نقل عنك خطيئتك, لا تموت , وضرب الرب الولد الذي ولده فمات (2 صموئيل 12),
وورد في سورة ص 38:21-25 :
(وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب، إذ دخلوا على داود ففزع منهم، قالوا لا تخف, خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط، وأهدنا إلى سواء الصراط, إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة، ولي نعجة واحدة، فقال أكفِلْنيها وعزَّني في الخطاب, قال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم, وظن داود أنما فتنَّاه، فاستغفر ربه وخرَّ راكعاً وأناب، فغفرنا له ذلك )
أقوال المسلمين في خطية داود:
قال المفسرون: كان داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام: يوم يقضي فيه بين الناس، ويوم يخلو فيه لعبادة ربه، ويوم يخلو فيه لنسائه, وكان له تسع وتسعون امرأة, وكان فيما يقرأ من الكتب أنه كان يجد فيه فضل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فلما وجد ذلك فيما يقرأ من الكتب قال: يا رب إن الخير كله قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي، فأعطني مثل ما أعطيتهم، وافعل بي مثل ما فعلت بهم, فأوحى الله إليه: إن آباءك ابتلوا ببلايا لم تُبتل بها, ابتُلي إبراهيم بذبح ابنه، وابتُلي إسحاق بذهاب بصره، وابتُلي يعقوب بحزنه على يوسف، وإنك لم تُبتل من ذلك بشيء, قال: يا رب ابتلني بمثل ما ابتليتهم به، وأعطني مثل ما أعطيتهم, فأُوحي إليه:
إنك مبتلي فاحترس, فمكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة من ذهب، حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلي، فمدَّ يده ليأخذه، فتنحَّى فتبعه، فتباعد حتى وقع في كوّة، فذهب ليأخذه، فطار من الكوّة، فنظر أين يقع، فيبعث في أثره, فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها، من أجمل الناس خلقاً، فحانت منها التفاتة فأبصرته، فألقت شعرها فاستترت به، فزاده ذلك فيها رغبة، فسأل عنها، فأُخبر أن لها زوجاً، وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا, فبعث إلى صاحب المسلحة أن يبعث أهريا إلى عدو كذا وكذا, فبعثه، ففُتح له, وكتب إليه بذلك، فكتب إليه أيضاً: أن أبعثه إلى عدو كذا وكذا، أشد منهم بأساً, فبعثه ففُتح له أيضاً, فكتب إلى داود بذلك, فكتب إليه أن أبعثه عدو كذا وكذا، فبعثه فقُتل المرة الثالثة، وتزوج امرأته,
فلما دخلت عليه لم تلبث عنده إلا يسيراً حتى بعث الله ملكين في صورة إنسيين، فطلبا أن يدخلا عليه، فوجداه في يوم عبادته، فمنعهما الحرس أن يدخلا، فتسوَّرا عليه المحراب، فما شعر وهو يصلي إذ هو بهما بين يديه جالسين، ففزع منهما، فقالا: لا تخف (إنما نحن) خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تُشطط يقول: لا تخف واهدنا إلى سواء الصراط , إلى عدل القضاء, فقال: قُّصَا عليَّ قصتكما, فقال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فهو يريد أن يأخذ نعجتي، فيكمل بها نعاجه مئة, فقال للآخر: ما تقول؟ فقال: إن لي تسعاً وتسعين نعجة ولأخي هذا نعجة واحدة، فأنا أريد أن آخذها منه، فأكمل بها نعاجي مئة, قال: وهو كاره؟ قال: وهو كاره؟ قال: إذاً لا ندعك وذاك, قال: ما أنت على ذلك بقادر, قال: فإن ذهبت تروم ذلك أو تريد، ضربنا منك هذا وهذا وهذا، وفسر أسباط طرف الأنف، وأصل الأنف والجبهة, قال: يا داود أنت أحق أن يُضرب منك هذا وهذا وهذا، حيث لك تسع وتسعون امرأة، ولم يكن لأهريا إلا واحدة، فلم تزل به تعرّضه للقتل حتى قتلته، وتزوجت امرأته, فنظر فلم ير شيئاً، فعرف ما قد وقع فيه، وما قد ابتُلي به، فخرَّ ساجداً يبكي أربعين يوماً لا يرفع رأسه (الطبري في تفسير سورة ص 21-25),
وروى البغوي بإسناد الثعلبي
عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول إن داود النبي حين نظر الى المرأة أوصى صاحب البعث فقال:'إذا حضر العدو فقرِّب فلاناً بين يدي التابوت`, وكان التابوت في ذلك الزمان يُستنصر به، ومن قُدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يُقتل أو يُهزم عنه الجيش، فقُتل زوج المرأة (الكشاف في تفسير سورة ص 21-25).
وقال الزمخشري أيضاً في تفسيره (الكشاف عند تفسير سورة ص): اتفق أن داود وقعت عينه إلى امرأة أوريا فأحبها، فسأله النزول له عنها فاستحى أن يرّده ففعل، فتزوجها وهي أم سليمان، فقيل له إنه مع عِظم منزلتك وكثرة نسائك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلًا ليس له إلا إمرأة واحدة النزول عنها لك، بل كان الواجب مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على ما امتُحنت به , قال ابن عباس وغيره: ان داود لما دخل عليه المَلَكان فقضى على نفسه، تحوَّلا في صورتهما وعرجا وهما يقولان: قضى الرجل على نفسه, فعلم داود أنهما قصداه، فسجد، فمكث أربعين ليلة ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض من جبهته وهو يقول في سجوده:'رب، زلَّ داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب, رب، إن لم ترحم ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً في الخلق من بعده`, فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة فقال: 'يا داود، إن الله تعالى قد غفر لك الهمَّ الذي همَمْت به`, فقال:'قد عرفت أن الله عدل لا يميل، فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال:'ربي دمي الذي عند داود؟`, فقال:جبريل:'ما سألتُ ربك عن ذلك، وإن شئتَ لأفعلن`, قال:'نعم`, فعرج جبريل، وسجد داود ما شاء الله تعالى, ثم نزل جبريل فقال:'سألتُ الله يا داود عن الذي أرسلتني فيه، فقال: قل لداود إن الله تعالى يجمعكما يوم القيامة، فيقول له: هَبْ لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب, فيقول الله تعالى: فان لك في الجنة ما شئت ما اشتهيت عوضاً عن دمك` ,
ومع ما في هذه الأقوال من غرابة، إلا أنها تدل على وقوع داود في الخطايا, وقد تواترت هذه القصة في أيام الصحابة، واتخذها الأراذل مسوّغاً لشهواتهم، فزجرهم عليٌّ عن التحدث بها, ولم يكن زجره إنكاراً لحقيقتها بل لصرف الناس عن الاشتغال بالمثالب, وقال علي: مَنْ حدَّثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدتُه مائة وستين، وهي حد الفرية على الأنبياء , ورُوي أنه حدث عمر بن عبد العزيز وعنده رجل من أهل الحق فكذب المحدث به وقال: إن كانت القصة على ما في كتاب الله فما ينبغي أن يُلتمس خلافها، وأعظم بأن يُقال غير ذلك, وإن كانت على ما ذكرت وكفَّ الله عنها سَتْرًا على نبيه، فما ينبغي إظهارها عليه , فقال عمر: لسَمَاعي هذا الكلام أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس ,
وقالوا إن القصة التي أتت في القرآن جاءت على طريق التمثيل والتعريض دون التصريح، لكونها أبلغ في التوبيخ, ولكن هذه القصة مذكورة في التوراة ببساطة الحق, وأعرب داود عن توبته في المزمور الحادي والخمسين فاعترف بخطيئته وتاب وندم,
قال المعترض الغير مؤمن : قال الشيخ السنوسي بعد أن أنكر قصة داود إن في كتب بني إسرائيل تخليطاً عظيماً لا يليق أن يُلتفت إليه ,
وللرد نقول: لقد أعمى التعصب الشيخ السنوسي فلم يذكر ما ورد في القرآن عن داود في التسعة وتسعين نعجة، وهو مأخوذ بالحرف الواحد من التوراة, فإنه لما سقط داود في الخطيئة أتاه النبي ناثان ووبخه، وضرب له هذا المثل كما تقدم,
AL-ATHRAM
01-10-2022, 08:17 PM
Saif
الفصل الثاني عشر
خطية سليمان
قال المعترض الغير مؤمن : ما أعجب ما نسبوه لسليمان، أنه في آخر عمره ارتدَّ وعبد الأصنام وبنى لها المعابد، كما في الملوك الأول 11 , وما أجرأ بني إسرائيل لأنهم نسبوا كبار الأنبياء إلى المعاصي، وأدخلوا هذا البهتان العظيم في التوراة ,
وللرد نقول:
ذكرت في التوراة أن النساء الغريبات أملن قلب سليمان حتى بنى لآلهتهن المرتفعات، فغضب الله عليه ومزق المملكة من بعده عقابًا له، لأن للمُلك سكرة وللنساء صولة, غاية المولى أن يعلم الملوك أن لا ينهمكوا في اللذات والشهوات التي تلهيهم عن تدبير الأمور وسياسة الجمهور، وعن القيام بالواجبات الدينية,
وقد ورد في القرآن ما يفيد أن سليمان اشتغل بالأمور الدنيوية التي ألهته عن عبادة الله، وانه سمح بعبادة الأصنام في بيته, وقالوا إنه لم يقدم المشيئة لله، ولم يتوكل عليه, ورد في سورة ص 38:31-33 :
( إذ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب, ردوها عليَّ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق )
ومع اختلاف المفسرين في هذه العبارة إلا أنها تدل على أن الخيل ألهتْهُ عن الصلاة حتى قالوا إنه ذبحها ليتخلص منها, وورد في عددي 35،34 :
( ولقد فتنَّا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب, قال: رب اغفر لي وهَبْ لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي (ابن كثير في تفسير سورة ص 31-33)
وكان سبب ذلك ما ذُكر عن وهب بن منبّه: قال: سمع سليمان بمدينة في جزيرة من جزائر البحر وهي صيدون بها ملك عظيم الشأن، فأخذها عنوة وقتل ملكها، وأخذ ابنته واسمها جرادة، لم يُرَ مثلها حسناً وجمالًا، فاتخذها له امرأة واحبها حباً لم يحبه شيئاً من نسائه, وكان لا يرقأ دمعها جزعاً على أبيها, فأمر سليمان الشياطين، فقال: مثِّلوا لها صورة أبيها في دارها حتى لا تنكر منه شيئاً فمثلوه لها حتى نظرت الى أبيها بعينه إلا أنه لا روح فيه، فألبسته ثياباً مثل ثيابه التي كان يلبسها، وكانت تغدو اليه في ولائدها فتسجد له ويسجدن معها كعبادتها في ملكه، واستمرت على ذلك أربعين صباحاً, وبلغ ذلك آصف بن برخيا، فأتى سليمان فقال له: إن غير الله يُعبد في دارك منذ أربعين صباحاً في هوى امرأة , فأمر سليمان بتكسير ذلك الصنم، وعاقب تلك المرأة وولائدها، ثم خرج إلى فلاة من الأرض وحده، وأمر برماد فُرش له وجلس عليه، وتمعك به في ثيابه تذللًا إلى الله وتضرعاً إليه، يبكي ويستغفر مما كان في داره, فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع إلى داره, وكانت له أم ولد يُقال لها أمينة، إذا دخل للطهارة أعطاها خاتمه، وكان ملكه في خاتمه, فأعطاها خاتمه يوماً، فأتاها شيطان اسمه صخر المارد في صورة سليمان لا تنكر منه شيئًا, فقال: خاتمي يا أمينة فناولته، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان, وخرج سليمان فأتى أمينة وقد تغيرت حالته وهيئته عند كل من رآه فقال: يا أمينة خاتمي قالت: من أنت؟ قال: سليمان بن داود قالت: كذبت! فقد جاء سليمان وأخذ خاتمه، وهو جالس على سرير ملكه , فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته، فخرج فجعل يقف على الدار من دور بني اسرائيل فيقول: أنا سليمان بن داود فيَحْثون عليه التراب، ويقولون: انظر إلى هذا المجنون، أي شئ يقول؟ يزعم أنه سليمان! , فلما رأى سليمان ذلك عمد إلى البحر فكان ينقل الحيتان لأصحاب السوق، ويعطونه كل يوم سمكتين, فإذا أمسى باع إحدى سمكتيه بأرغفة ويشوي الأخرى فيأكلها, فمكث على ذلك أربعين صباحاً - مدة ما كان يُعبد الوثن في داره, فأنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم الشيطان، وسأل آصف نساء سليمان وقال لهن: هل أنكرتم من ابن داود ما أنكرنا؟ فقلن: أشد ما يدع امرأة منّا في دمها، ولا يغتسل من الجنابة , وبعد مضي أربعين صباحاً طار الشيطان من مجلسه، ثم مرَّ بالبحر فقذف الخاتم فيه فبلعته سمكة، فأخذها بعض الصيادين وأُعطى لسليمان سمكتين أجرة يومه، فباع سليمان سمكة بأرغفة، وبقر بطن الأخرى ليشويها فوجد الخاتم، فتختّم به ساجداً لله وعاد اليه المُلك فعلى هذا يكون المراد بقوله جسداً الوارد في القرآن هو صخر (الرازي والجلالان في تفسير سورة ص 34 ، 35)
وهناك عدة اعتراضات أوردها الرازي في تفسيره سورة ص 34 ، 35 وهو يستبعد كلام القرآن لعدة وجوه (1) أن الشيطان لو قدر على أن يتشبَّه بالصورة والخلقة بالأنبياء، فحينئذ لا يبقى اعتماد على شيء من الشرائع, فلعل هؤلاء الذين رآهم الناس في صورة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ما كانوا أولئك، بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة لأجل الإغواء والإضلال، ومعلوم أن ذلك يبطل الدين بالكلية, (2) أن الشيطان لو قدر على أن يعامل نبي الله سليمان بمثل هذه المعاملة، لوجب أن يقدر على مثلها مع جميع العلماء والزهَّاد، وحينئذ وجب أن يقتلهم وأن يمزق تصانيفهم وأن يخرب ديارهم، ولما بطل ذلك في حق آحاد العلماء فلأَنْ يبطل مثله في حق أكابر الأنبياء أَوْلى, (3) كيف يليق بحكمة الله وإحسانه أن يسلط الشيطان على أزواج سليمان؟ ولا شك أنه قبيح, (4) لو قلنا إن سليمان أذن لتلك المرأة في عبادة الصورة فهذا كفر منه، وإن لم يأذن فيه البتة فالذنب على تلك المرأة، فكيف يُؤاخذ الله سليمان بفعل لم يصدر عنه؟
ولو لم يذكر المفسرون مثل البيضاوي والخازن وغيرهما هذه القصة، لضربنا عنها صفحاً, ولكن قد ذكرناها لتوضيح الأقوال القرآنية, ومع أنها مشحونة بالخزعبلات، إلا أنها كافية في الدلالة على أن سليمان أظهر ضعفاً حتى تساهل مع نسائه الغريبات وراعى خاطرهن حتى نزع الله المُلك منه وأذلَّه،
وصار يستعطي أربعين يوماً, وأين هذه الأقوال من أقوال التوراة البسيطة الخالية من التزويق والتلفيق!
يقول القرآن: فتنّا سليمان ويقول: وألقينا على كرسيه جسداً ويقول: ثم أناب وقال هو: ربّ اغفر لي , هذه العبارات تدل صراحة على وقوعه في الخطيئة,
ورُوي مرفوعًا أنه قال: لأطوفنَّ على سبعين امرأة تأتي كلُّ واحدةٍ بفارس يجاهد في سبيل الله , ولم يقل إن شاء الله , فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة جاءت بشق رجل, فوالذي نفس محمد بيده، ولو قال: إن شاء الله لجاهدوا فرساناً! (بداية ونهاية - ابن كثير ج2)(في ظلال القرآن في تفسير سورة ص 34 ، 35),
وقيل وُلد له ابن فأجمعت الشياطين على قتله، فعلم ذلك فكان يغذوه في السحاب, فما شعر به إلا أن أُلقي على كرسيه ميتًا، فتنبه على خطئه بأنه لم يتوكل على الله,
وقِس على ذلك, ما أشبهه من التلفيق الذي ذكروه لتفسير العبارة القرآنية ومهما كان فيدل على خطية سليمان, ومن يطالع آخر ما ورد في كتاب سفر الجامعة في التوراة يظهر له أن سليمان تاب ورجع إلى المولى, وسبحان من تنزَّه عن النقص، فهو المختص بالكمال وحده, (طبقات ابن سعد ج 2 باب تفسير الآيات التي في ذكر أزواج محمد)
قال المعترض الغير مؤمن : وما كفر سليمان، ولكن الشياطين كفروا (البقرة 2:102),
وللرد نقول: لو طالع المعترض الغير مؤمن تفسير هذه الآية لما استشهد بها لتأييد دعواه، فان جميع المفسرين قالوا إن المراد بها تبرئته مما نسب إليه اليهود من السحر, قالوا إن اليهود أنكروا نبوته، وقالوا إنما حصل له هذا الملك وسُخِّرت الجن والإنس له بسبب السحر، وقيل إن السحرة من اليهود زعموا أنهم أخذوا السحر عن سليمان فبرأه الله من ذلك، ولكن الشياطين كفروا، يعني ان الذين اتخذوا السحر لأنفسهم هم الذين كفروا, ثم بيّن سبب كفرهم فقال: يعلّمون الناس السحر أي ما كتب لهم الشياطين من كتب السحر, وقال السيوطي: قال اليهود انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل، ويذكر سليمان مع الأنبياء, أفما كان ساحراً يركب الريح ؟ فنزل واتبعوا ما تتلو الشياطين (أسباب النزول للسيوطي بسبب نزول البقرة 102),
ويتضح من كل ما تقدم ان المراد من هذه العبارة غير ما ذكره المعترض الغير مؤمن ,
يتبع إن شاء الله
أخوكم سيف
AL-ATHRAM
01-23-2022, 09:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن رأيته قد توقف عن الكتابة 14 يوم .. بدأت بالرد عليه ..
( 1 )
الأخ الكريم Saif .. يقول الشاعر :
لا تقل ما حييتَ إلا بخير .. ليكون الجواب خيراً لديكا
قد سمعت الصدى وذاك جماد .. كل شيءٍ تقوله رد عليكا
أولا : يا أخ Saif وهذا هو تعليقك :
" لا أكلف نفسي عناء جوابه عن كل نقطة من المليون نقطة التي يطرح دفعة واحدة . بل أنحو نحوه . وأدلو دلهوه . وأمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة . ومتى أجاب عن نقطة أغرفه بآلاف القضايا .
تتمحور استنساخاته على مسالة تناقض الكتاب المقدس وبالتالي تحريفه ثم مسألة الصلب .. فلنبدأ بالأولى ثم نمر للثانية متوسلين بمنهاجه.
( ومتى أجاب عن نقطة أغرفه بآلاف القضايا )
هذه هي حيلة الضعيف يا أخ Saif .. فقط تشويش .. لا أكثر .. أين ردودك على التناقضات .. لا شيء .. .. لو كنت على حق لما قلت ذلك .. كان يجب عليك الرد .. حتى لو كتبت مليون صفحة وتجاهلتك بالمرة .. فالأعضاء يقرؤون لي ولك .. وعندما قلت:
( لا أكلف نفسي عناء جوابه )
عذر مقبول .. وأتمنى ذلك .. لإنك لا تستطيع ..
(. وأمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة )
أنت أول من سيتخطى هذه الصفحات وكذلك الأعضاء .. للذهاب إلى قراءة ما يكتبه الاثرم ..
فلا تنسى العهد .. أغرقني بآلاف القضايا .. فالرجل عند كلمته .. .. وصدقني لقد خدمتي خدمة لا أنساها لك أبداً .. وعلى فكرة يا أخ Saif حتى لو انتهت قضاياك ورغبت في الحديث عن كرة القدم أو الطبخ .. أو أي موضوع شئت على هذه الصفحة .. صدقني لن أزعل .. اكتب ما شئت ..
فأما أنا ولله الحمد لا أقول مثلما قلت .. سأرد بإذن الله .. لأني على حق وهذا ديني .. يجب علي الدفاع عنه والتوضيح لما أثرت .. لو كان ديني كما قلت .. لما دخلت وناقشت .. فأنا أدرى بديني منك .. وسترى ان شاء الله .. وأحب أن اعرفك بنفسي .. أنا من أهل السنة ..
ثانياً يا أخ Saif :
إن القول بارتكاب الأنبياء والمرسلين للمعاصي والسيئات في نظر الإسلام هو قدح في نبوتهم مما يدفع البشر إلى عدم طاعتهم أو الاقتداء بهم في أفعالهم .. واجتراحهم السيئات والمعاصي يناقض ما أثر عنهم من كمال الخلق والهداية .. يقول الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن الكريم :
" أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ {90}." سورة الأنعام.
فصحَّ يقيناٌ أنه لو جاز أن يقع من أحد من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة السلام ذنب عمد سواء كان صغيراً أو كبيراً .. كان الله عز وجل قد حضّنا على المعاصي .. وندبنا إلى الذنوب وهذا محال.
وما وقّر الأنبياء أو نظر إليهم بشيء من التقدير أن كانوا سراقاً أو زناة ولاطة وبغائين ..
والله ما نعلم كفراً أكثر من هذا .. ولا استهزاء بالله تعالى وبرسله وبالدين أعظم من كفر أهل هذه المقالة ..
وليت شعري ما الذي أمنهم من كذبهم في التبليغ ..
لأنا لا ندري لعلهم بلغوا إلينا الكذب من الله تعالى ..
ونستطيع أن نؤكد ونحن مطمئنون أن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام لا يجترحون السيئات .. إذ كيف يجترحونها وبعض الناس لا يجترحها بنص القرآن الكريم ..
وأنبياء الله ورسله هم صفوة خلقه فهم أحق بهذه الدرجة وبكل فضيلة _ بلا خلاف _ فال تعالى في سورة الجاثية :
" أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {21}."
وجماع ما تقدم أن الله عز وجل قد طهّر أنبياءه ورسله وصانهم من كل ما يعابون به .. لأن العيب أذى .. وقد حرم الله عز وجل أن يؤذى رسوله .. قال تعالى :
" إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57}." سورة الأحزاب.
إن صدور كبائر الذنوب عمداً من الأنبياء والمرسلين يا أخ Saif يوجب سقوط هيبتهم من القلوب .. وانحطاط رتبتهم في أعين الناس فيؤدي ذلك إلى النفرة عنهم .. وعدم الانقياد لهم ويلزم منه إفساد الخلائق .. وترك استصلاحهم وهو خلاف مقتضى العقل والحكمة .. فهم معصومون من الكبائر مطلقاً وعن الصغائر عمداً ... فلو صدر منهم الذنب لحرم إتباعهم فيما صدر عنهم ضرورة لقوله تعالى :
" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {31}." سورة آل عمران .
ولو أذنبوا لردت شهادتهم إذ لا شهادة لفاسق بالإجماع لقوله تعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}. سورة الحجرات.
ولأن من لا تقبل شهادته في القليل الزائل بسرعة من متاع الدنيا كيف تُسمع شهادته في الدين القيم أي القائم إلى يوم القيامة.
وأنه إن صدر عنهم ذنب وجب زجرهم وتعنيفهم لعموم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ولا شك أن زجرهم إيذاء لهم وإذاؤهم حرام إجماعاً لقوله تعالى :
" إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57}." سورة الأحزاب .
ولو أذنبوا لدخلوا تحت قوله تعالى :
" وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً {23}." سورة هود.
وقوله : " أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {18}." سورة هود.
وقوله : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {44}." سورة البقرة.
ولو حدث لهم المعصية لم ينالوا عهده تعالى لقوله:
" قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124}." سورة البقرة.
والمذنب ظالم لنفسه .. وأي عهد أعظم من النبوة ..
ولكانوا غير مخلصين لأن الذنب بإغواء الشيطان .. وهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى حكاية عنه على سبيل التصديق :
" قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40}." سورة الحجر.
إنه تعالى قسم المكلفين إلى حزب الله وحزب الشيطان .. فلو أذنبوا لكانوا من حزب الشيطان .. ولكانوا خاسرين لقوله :
" أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ {19}." سورة المجادلة.
وخلاصة القول يا أخ Saif أنه في عقيدة الإسلام ... لا يجوز البتة أن يقع من الأنبياء والمرسلين أصلاً معصية بعمد لا صغيرة ولا كبيرة فالله سبحانه وتعالى عصمهم قبل النبوة وبعدها من كل ما يؤذون به فدخل في ذلك السرقة والعدوان والقسوة والزنا والبغي وأذى الناس في حريمهم وفي أموالهم وكل ما يعاب به المرء ويُشَتكّى منه .. ويؤذي بذكره .. قال الله تعالى ..
" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {75}." سورة الحج .
وكمبدأ عام يا أخ Saif فإن الإسلام لا يعرف الخطيئة الموروثة .. فخطيئة آدم لا تدينه أبداً ما دام رجع إلى ربه .. ولا تدين أبناءه من بعده .. ونجاته كانت رهينة بتوبته إلى الله .. قال الله تعالى :
" فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122}." سورة طه .
والمعروف يا أخ Saif أنه لا أحد يحمل خطيئة أحد .. حتى في قوانيننا الوضعية اليوم .. إذا أخطأت أنت فالمحكمة تدينك أنت .. ولا يمكن أن تأخذك بجريرة أبيك ...
فهل محاكمنا الوضعية أفهم من خالقها يا أخ Saif ؟
وفي حياتنا الوضعية عندما يخالف الموظف تعليمات المؤسسة التي يعمل بها تقوم المؤسسة بفصله .. فالأمر كله بدأ من آدم وانتهى في حينه ..وليس من العقل والمنطق أن يسحب شاؤول خطيئة آدم على جميع ذرية آدم لأن الأبناء لا يحملون خطايا الآباء والعكس صحيح ..
" لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يُتقل الأولاد عن الآباء . كل إنسان بخطيئته يقتل ." ( تثنية 24: 16 )
ولو قتل اليوم ابن مكان أبيه لقامت الحكومات والدول والصحافة والأعلام وهيئات حقوق الإنسان ولم تقعد ..
فهل البشر أفهم من خالقهم يا أخ Saif ؟
وثالثاً :
أنت تستشهد وتقول قال المفسر الفلاني .. وقال علان .. فهؤلاء بشر .. كل واحد منهم مجتهد .. من الممكن ان يصيبوا ومن الممكن ان يخطئوا .. والرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر لنا القرآن .. حتى تكون لك الحجة علينا ..
فأنا عندما أتكلم عن الكتاب المقدس ترى من خلال الفقرات التي استشهد بها .. لا تحتاج لمفسر .. ولا حتى لقاموس .. أي أن حتى الطفل يفهمها ..
وسأقول لك كلمة .. قد تضحك منها ويضحك الجميع .. أعتبرها طرفة ثانية .. نحن المسلمون أعلم بديننا منكم .. ونحن المسلمون أعلم بدينكم منكم ..
" ولو افترضنا أن المستحيل حصل ، أفما كان اليهود يشترطون حذف كل النصوص التي تمجد المسيح وتتكلم عن لاهوته وكل النبوات التي تتكلم عن تجسده وولادته المعجزية من عذراء ، وكل الأقوال النبوية عن آلامه وموته وقيامته ؟ أما ولك هذه النصوص التي تمجد المسيح ما زالت باقية ، فكل ادعاء في هذا الأمر يسقط ..
سأحل لك هذا اللغز ..
إن اليهود رأوا فيكم ما رأينا نحن المسلمين فسكتوا .. لكن نحن أهل السنة لا نسكت على الباطل .. سنظهر لكم الحق بإذن الله .. معنا كتاب الله ( القرآن الكريم ) .. فيه الحق والحقيقة .. فيه الهدى والنور .. الخ .
ولنرى يا أخ Saif هل العذراء مريم ام المسيح عليه السلام التي ذكرتها انت بقولك وولادته المعجزية (((( من عذراء )))) .. فعلا عذراء أم طعن بشرفها كما ذكر القرآن الكريم ..
ولنرى أيضا المسيح في اعتقادك وفي دينكم .. حيث قلت في الفصل الأول
( إن المسيح وحده هو القدوس عن النقص والعيب المنزه ، حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى عله فإنه كلمة الله الزلي .. )
طبعاً أعداءه بالنسبة لكم نحن المسلمين .. هذه هي الكلمة الوحيدة التي صدقت انت فيها .. .. فعلا انه رسول الله وحبيبنا وأخو نبينا ولا نرى فيه إلا ما نرى في رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ..
لنرى أحباءه ( انتم ) فيما بعد .. وسأكتب لك باذن الله قصة مريم والمسيح عليهم السلام .. وحتى ترى ويرى الجميع من هم أعداءه ومن يطعن بشرف امه ..
لكن قبل كل هذا سأتكلم عن بعض ما أثرته في فصولك .. وبعدها سأكمل موضوعي الأساسي ..
وحديثي القادم ان شاء الله عن هذه الآية التي ذكرتها انت في نهاية الفصل الرابع رقم ( 2 ) .. وهذا هو تعليقك :
يقول القرآن الكريم إنه شك في قدرة الله .. إلى نهاية الفصل ..
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260}". سورة البقرة.
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
02-04-2022, 09:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله في سورة البقرة :
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260} )
ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمن بقدرة الله تعالى .. لكنه يريد أن يعرف الكيفية ..
إن ابراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن شاكاً .. لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: " نحن أحق بالشك من ابراهيم اذ قال : ربِ أرنِي كيفَ تُحيِ الموتى قال أَولمْ تُؤمِن ، قال بلى ولكن ليطمئنَّ "
ونحن المسلمين لم نشك في هذا الامر .. .. اذن .. فإبراهيم عليه السلام لم يشك من باب أولى .. بدليل منطق الآية السابقة ..
فإن ابراهيم عليه السلام يسأل ربه (( أرني كيفَ تُحِي الموتى )) ؟ أي إنه يطلب الحال التي تقع عليها عملية الإحياء ..
إن ابراهيم عليه السلام لا يتكلم في القدرة على الإحياء ..
ولنضرب هذا المثل في حياتنا .. ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد .. والمثل لتقريب المسألة من العقول .. لأن الله منزه عن أي تشبيه :
إن أَحَدُنا يقول للمهندس المعماري : كيف بنيت هذا البيت ؟
إن صاحب السؤال يشير إلى حدث وإلى محدَث هو البيت وقد تم بناؤه .. إن صاحب السؤال يريد أن يعرف الكيفية .. ولنا أن نسأل : وهل معرفة الكيفية تدخل في عقيدة الإيمان ؟ إن الإجابة هي : أن معرفة الكيفية لا تدخل في عقيدة الإيمان .. إنها ترف زائد عن عقيدة الإيمان ..
إن عقيدة الايمان هي أن يعلم المؤمن أن الله يحي الموتى .. أما كيف يحي الموتى ؟ فلا مدخل لها في قضية الايمان . ...
إن الله سبحانه يعلم أن ابراهيم عليه السلام مؤمن تمام الإيمان ولكنه يسأل عن الكيفية .. والكيفية لا يمكن أن يتم شرحها بكلام إنما يتم شرحها بعملية واقعية .. إن الله سبحانه يأمر ابراهيم عليه الصلاة والسلام أن يأخذ اربعة من الطير الحيّ ويضمهن إلى صدره ليتأكد من ذوات الطير .. حتى لا يقول إن الله سبحانه ربما أحضر إليه طيرّاً آخر..
إذن ابراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمن إيمان الاتسدلال .. والمطلوب له الكيفية .. لأنه يجهل الحالة التي عليها كيفية الإحياء ..
وعندما خص الله موسى عليه الصلاة والسلام بميزة الكلام حدث عند موسى استشراق وقال ما دام الله قد كلمني فلأطلب منه فضلاً آخر .. هو أن اراه .. وعادة فإن الأنس والاستشراق بالله محبب إلى النفس المؤمنة .. أراد موسى عليه الصلاة والسلام أن يزداد أنساً بربه فقال :
" ربِ أرني أنظُرْ إليكَ (143) " سورة الاعراف آية .
ولكن موسى عليه السلام لم يقل رب أرني ذاتك .. لأنه يعرف أنه بطبيعة تكوينه البشري لا يستطيع أن يرى الله .. ولكنه يعلم أيضاً أن الله تعالى الذي خلق االقوانين يستطيع أن يغيرها ويبدلها متى أراد .. وما دام موسى عليه الصلاة والسلام ببشريته ليس معداً لهذه الرؤية .. فقد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يراه .. أي يغير طبيعة خلق موسى كإنسان لكي يرى .. والمهم أن الله تعالى هو الذي سيفعل .. ولكن المخلوق في الدنيا لا يحتمل في تكوينه أن يرى الخالق .... الخ .
الدليل على أن طبيعة موسى البشرية لا تتحمل رؤية الله سبحانه وتعالى : يقول الله في سورة الأعراف :
" وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ {143}."
لماذا قال الله تعالى (( انظر إلى الجبل )) لأن الجبل مفروض فيه الصلابة والقوة والثبات والتماسك .. والجبل بحكم الواقع وبحكم العقل .. أقوى من الإنسان وأصلب منه ملايين المرات .. والله سبحانه وتعالى يقول لموسى : انظرالى الجبل الصلب القوي المنيع .. فإن بقى مكانه فإنك ستراني .. وهنا يريد الله سبحانه وتعالى أن يبين لموسى استحالة أن يتحمل من هو أقوى منه ملايين المرات رؤية الله سبحانه وتعالى : فكيف يتحملها موسى ؟ ........ بعدها ..
" خرّ موسى صقعاً " ... .. " فلما أفاق قال سُبحانكَ تُبتُ إليكَ وأنا أول المؤمنين "
اي انه نزه الله سبحانه ..... بل وقال ( تُبتُ إليك ) وأن المسألة اقتضت توبته وموسى تاب إلى الله لأنه سأل الله ما ليس له به علم ..ولم يقف عند الحدود البشرية .. بل أراد أن يتجاوزها إلى التجليات المخالفة لقوانين الكون .. وكان الموقف بين يديّ الله يقتضي ألا يسأل موسى .. وأن ينتظر عطاء الله .. والله كلم موسى دون أن يطلب موسى ذلك .. ولكن موسى عليه الصلاة والسلام حباً في الله أراد أكثر وأكثر .. ونسى قدراته البشرية .. ولما أحس بما حدث اتجه إلى الله يطلب التوبه .. وقال : يا ربي أنا لم أصنع ذلك عن قلة ايمان .. فإن ذاتك العلية لا يقدر مخلوق أن يراها أو يدركها .. ولكني فعلت ذلك لفرط حبي لك .. وشغفي بك .. أنا أول المؤمنين .. إنك لا تدركك الابصار ..
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
02-21-2022, 05:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام :
" وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75}."
واليقين ينقسم إلى ثلاث مراحل :
يقين بعلم من تثق فيه .. ويقين بعين ما تخبر به .. ثم يقين بحقيقة ما تخبر به ..
فاليقين هنا بمراحله الثلاث قد دخل نفس إبراهيم ورسخ فيها ..
وتمضي الآيات تقول :
" فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً {76}. " سورة الأنعام.
كلمة " جَنَّ " تفيد الستر والتغطية .. ولذلك فإن الجنون ستر للعقل .. " جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ". بمعنى أظلم وستر ما حولك .. فغيرك لا يراك وأنت لا ترى غيرك .. والجنة سميت بهذا الاسم .. لأن فيها أشجاراً تستر من يمشي فيها .. أما كلمة " كَوْكَباً " فمعناها أنه يأخذ ضوءه من مصدر آخر .. ولقد أتى الله بهذا المثل .. لأنهم في وقت إبراهيم عليه السلام كانوا يعبدون القمر والنجوم والشمس والأصنام .
" قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77}." سورة الأنعام.
إن الذي قال عن إبراهيم إنه قال :
" هَـذَا رَبِّي "
هو الذي قال :
" وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37}". سورة النجم .
وهو الذي قال :
" وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124}." سورة البقرة.
إذن .. فقوله ( هذا ربي ) لا تخدش وفائه الإيماني .. ولكن لابد أن لها معنى آخر .. ذلك أن القوم كانوا يعبدون الكواكب والشمس والقمر .. ويريد إبراهيم أن يلفتهم إلى فساد العقيدة ولكن يلفتهم بأدب النبوة .. وليس بالشتائم ولا بالسب .. فلو أن إبراهيم من أول الأمر قال لهم : يا كذابون .. يا أهل الضلال .. وظل يوجه لهم السباب لما اهتموا به ولا سمعوا له .. لكن إبراهيم عليه السلام استخدم ما يسمى في الجدل بـ " مجاراة الخصم " ليستميل آذانهم ويأخذ قلوبهم معه .. وليعلموا أنه غير متحامل عليهم من أول الأمر فيأخذ بأيديهم معه ..
مثال على ذلك في حياتنا ..
تجد رجلا له ابنة جاء لها خطيب .. وهذا الخطيب قصير جداً .. بيمنا البنت _ ما شاء الله _ طويلة .. وحين جاء الخطيب ليراها وتراه تقول لأمها : هذا خطيبي ؟!
وهذا القول يعني أنها تنكر أن يكون هذا القصير عنها هو خطيبها .. وحين قال إبراهيم ( هذا ربي ) معناه إنكار أن يكون مثل هذا الكوكب أو ذلك القمر أو تلك الشمس هي الرب .
ولذلك فإن هذا الأسلوب يقتضي أن يذكر الشيء وفيه نقص والناس لا تلتفت إليه ولكن سياق الحركة يدل عليه ..
فكأن إبراهيم يقول هذا ربي يبدي استنكاره أن يكون هذا الكوكب حين إلهاً .. وهو يتهكم على الذين يعبدونه ..
والدليل ... هو سياق الحوار حين يقول :
" فَلَمَّا أَفَلَ ".
وأفول النجم والقمر وغروب الشمس .. أمور قد شهدها إبراهيم قبل ذلك مئات المرات .. فلا يمكن أن يكون (( قد فوجئ بأن النجم قد أفل )) .. أو أن الشمس قد غابت ولكنه كان يعلم ذلك جيداً ..
وينهي إبراهيم قوله لقومه بعد أن رأى النجوم والقمر والشمس تغيب أو تأفل ..
" يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78}." سورة الأنعام
فلماذا قال إبراهيم إني بريء مما تشركون ؟
ولم يقل لهم كونا جميعاً برآء مما تشركون .. لأن طبيعة المنذر أو المبشر أو المبلغ أو الرسول أن يحمل نفسه أولا على الأمر قبل أن يحمل مخاطبيه .. وألا يأمرهم بأمر يخالفه هو .. ذلك لأن الإنسان إذا غش الناس فإنه لا يغش نفسه .. والبراءة من الشرك هي التخلي عن المفسد أو الانقطاع عن العمل المفسد والدخول في العمل الصالح ..
وهكذا يثبت لهم أن كل كوكب _ حتى الشمس _ مصيره إلى أفول .. فكأنه قد وصل بهم بالمنطق إلى أن عبادة الكواكب لا تصلح .. واستخدم المنطق الذي يحقق نيته في أن ينكر هذه الربوبية .. ويستأنس به آذان من يسمعه ..
أما قول إبراهيم عليه السلام :
" إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79}." سورة الأنعام
فمعنى ذلك أنني توجهت لله الإله الحقيقي لهذا الكون الذي خلق السموات والأرض .. ولكن لماذا استخدم إبراهيم عليه الصلاة والسلام السموات والأرض كمظهر للكون ؟
ولم يقل مثلا إني توجهت للذي خلق النجوم والكواكب والشمس والقمر ..
أولاً : لأن هذا التعبير أعم ..
ثانياً : لأنه ظاهر للناس جميعاً لا يحتاج إلى دليل ..
ثالثاً : لأنه لا أحد من البشر منذ بدء الخليقة حتى الآن زعم أنه هو الذي خلق السموات والأرض ..
رابعاً : لأن خلق السموات والأرض يشعر بالقدرة الخارقة للإله الذي خلق هذا كله .. وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى :
" لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {57}." سورة غافر.
وحين أعلن إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبين للناس أن ما يعبدون هو مجرد إفك .. وأن ما اتخذوه آلهة لا ينفع ولا يضر ولا يخلق شيئاً .. بل هو مخلوق أو مما صنعته أيديهم هل اقتنع القوم بذلك ؟ بل أخذتهم العزة بالإثم
يقول الله في سورة الأنعام:
" وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ {80}. "
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
03-23-2022, 08:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء:
" وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ {51}."
والرشد هو اهتداء العقل إلى الأكمل في الصلاح والأعلى في الخير بحيث لا يأتي بعد الصلاح فساد ولا بعد الخير شر.
وهذا الرشد له نوعان : رشد بنية ورشد معنى :
فرشد البنية هو اكتمال تكوين الإنسان بحيث إن كل جهاز فيه يقوم بوظيفته خير قيام .. وهذا يحدث عادة بعد البلوغ .. هذا بالنسبة للرشد المادي.
وهناك رشد أعلى يأتي للقمة الفكرية وهو العقل والذهن الذي يختار به الإنسان بين البدائل وهو لا يأتي إلا من الله سبحانه وتعالى .. وأعطاه إبراهيم قبل أن يبلغ سن الرشد التي يحتاج إليها غيره من الناس .. فقد أنكر على قومه عبادتهم للأصنام ..
" إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52}." سورة الأنبياء.
وهذا ليس استفهاماً حقيقياً .. ولكنه استفهام تقريري وتوبيخي لهم كأنه ينكر ما هم عليه من ضلال وانحراف .. إنهم كانوا يعمدون إلى أشياء يمكن نحتها أو تشكيلها ويجعلونها على صورة إنسان ويصنعون منها التماثيل الصغيرة والكبيرة .. يصنعونها من الحجر أو النحاس أو الحديد أو العجوة وغير ذلك .. ويبالغون في بعضها فيصنعونه من المرمر ويضعون في عينيه خرزاً لامعاً حتى يخيل للرائي أن له عينين .. فالقوم كانوا يتفننون في صناعة هذه التماثيل ..
ومعنى " أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52}." سورة الأنبياء.
أي : مقيمون لأن الاعتكاف هو الإقامة .. ولأن كلمة عكف معناها أقام .. فالإنسان يعكف على الشيء أي يقيم عنده ..
واللام في قوله: " لَهَا {52}." سورة الأنبياء.
ليست بمعنى " على " .. ولكنها لام الملكية ولام النفعية لأنهم يعكفون لصالح هذه الأصنام كأنها تملكهم وتسخرهم كما تريد لأنهم يعبدونها ويتقربون إليها.
فلما سألهم إبراهيم عن سر عكوفهم على هذه التماثيل ردوا عليه بقولهم :
" قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ {53}." سورة الأنبياء.
إذن .. لا حجة لهم إلا التقليد .. فليس عندهم حجة لذاتية العمل ولكن حجتهم التقليد .. فهم في ضلال لأنهم قلدوا آباءهم والإيمان لا يكون بالتقليد وآباؤهم في ضلال لأنهم اقترحوا هذه المسألة .
وهذا دليل على عدم الفهم لأن العبادة هي أن يطيع العابد المعبود والأصنام ليس لها أوامر وليس لها تكاليف .
وبعد ذلك جاء رد إبراهيم عليهم :
لأن العبادة هي أن يطيع العابد المعبود والأصنام ليس لها أوامر وليس لها تكاليف
" لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {54}." سورة الأنبياء.
ولأن هذا الرد كان غريباً عليهم ولم يكونوا يتوقعونه .. لذلك ظنوا أنه يمزح معهم .. ولذلك استغربوا منه أن يصفهم وآباءهم بالضلال فكان ردهم عليه :
" قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ {55}." سورة الأنبياء.
فأخبرهم أنه جاءهم بالحق من عند الله الذي أمره أن يدعوهم إلى نبذ عبادة الأصنام وأن يعبدوا الله وحده لذلك قال:
" قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {56}." سورة الأنبياء
وكلمة ( بَل ) : تفيد أن كلامهم الذي قالوه وأصنامهم التي يعكفون عليها لا تنفع .. لأن الرب المستحق للعبادة هو الله خالق السماوات والأرض.
بعد أن قال لهم هذا الكلام .. وأقام عليهم الحجة وبيّن لهم طريق الحق جادلوه بالباطل .. وتملكهم العناد والغرور .. ولم يستجيبوا له .. فكر إبراهيم في الانتقام من أصنامهم حتى يبين لهم أنها لا تنفع ولا تضر .. ولا تستطيع أن تحمي نفسها فقال:
" وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ {57}." سورة الأنبياء
والكيد لا يكون للأصنام لأنها لا تعقل ولا تشعر بشيء .. ولكن إبراهيم بتكسيره للأصنام يكيد قومه الذين يعبدونها فهو يكيدهم في أصانامهم .. أما الأصنام نفسها فهي تسبح لله مثل كل شيء في الوجود .. وتتبرأ من عبادتهم لها من دون الله .
" فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ {90} فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ {91}." سورة الصافات.
كلمة ( فَرَاغَ ) : معناها تسلل خفية حتى لا يراه أحد .. وعندما وصل إلى الأصنام أول شيء فعله استهزأ بهذه الآلهة وقال لهم :
" أَلَا تَأْكُلُونَ {91}." سورة الصافات.
كأنه يعرض عليهم الطعام إن كانوا جوعى فلم يردوا عليه .. فقال لهم:
" مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ {92}. " سورة الصافات.
آلهة لا تنطق ولا تتكلم وكان رده عليهم هو تكسيرهم وتحطيمهم :
" فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ {93}."
واليمين تعني القوة والقهر والغلبة .
" فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ {58}." سورة الأنبياء.
ومعنى (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً )
الجذاذ هو القطع المتناثرة مثل الحطام .. فالشيء الذي كان له هيكل ومنظر تقطع وتفتت إلى قطع متناثرة .. فحطم الأصنام كلها وترك الصنم الأكبر لعلهم يسألونه عما حدث لباقي الأصنام . فلما ذهب القوم كعادتهم إلى مكان الأصنام ووجدوها مكسرة ومحطمة غضبوا وثاروا.
" قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ {59}." سورة الأنبياء.
فالذي فعل هذا الفعل في نظرهم ظالم ومجرم .. لأنه اعتدى على الآلهة السليمة وكسرها .. ولكنهم لم يفكروا لحظة واحدة في أن يراجعوا أنفسهم في عبادة آلهة لا تستطيع أن تدافع عن نفسها .. لما أخذوا يسألون عن الجاني الذي اعتدى على الآلهة وحطمها .. تطوع بعض القوم بالإبلاغ عن إبراهيم بما علموا عنه من كراهيته للأصنام ..
لأن القوم كان لهم يوم من الأيام يذهبون فيه إلى ناديهم الذي يجتمعون فيه عند الأصنام .. ويضعون لها الطعام والقرابين .. ففي هذا اليوم الذي يتجمعون فيه عند الأصنام .. أراد عم إبراهيم أن يأخذه معه .. لعله يهتدي إلى عبادة آلهة آبائه وأجداده .. ولعل صنماً يجذبه على عبادته.
وحاول القوم أن يصحبوه معهم .. ولكنه رفض أن يذهب معهم :
" فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ {89}." سورة الصافات.
فأخبرهم أنه مريض ولن يستطيع أن يذهب معهم .. وعزم في نفسه على تحطيم تلك الأصنام التي يعبدونها فكأن أحداً سمعه وهو يحدث نفسه بتكسير معبوداتهم .. فأخبرهم بأنه فتى اسمه إبراهيم كان يذكر الأصنام بسوء ..
" قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {60}." سورة الأنبياء.
فاتفقوا على أن يأتوا به على مشهد من القوم حتى يكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه التعدي على الآلهة .. فلا يجترئ أحد بعد ذلك على مثل هذه الفعلة .
" قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ {61}." سورة الأنبياء.
ومعنى : ( لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ )
أي يشهدون ما سيوقعونه به حتى لا يجترئ أحد على مثل هذا الفعل مرة أخرى ..
فذهب القوم وأحضروا إبراهيم على مشهد من الناس ووجهوا إليه الاتهام :
" قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ {62} ." سورة الأنبياء.
فرد إبراهيم بثبات المؤمن وكأنه يستغرب جهلهم وغضبهم بسبب آلهة مزعومة لا تنفع ولا تضر .
" قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ {95} وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {96}. " الصافات.
ثم قال :
" قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {63}." سورة الأنبياء.
كان إبراهيم ينتظر منهم أن يقولوا إن كبير الأصنام لا يستطيع أن يفعل شيئاً من هذا .. وحينئذ نقول لهم إذا كان عاجزاً عن أي فعل فلماذا تعبدونهم ؟
وهذا ليس كذباً من إبراهيم .. ولكنه توبيخ للقوم الكافرين حتى يصلوا إلى الجواب بأنفسهم .. ويقتنعوا بأن الأصنام لا تستحق العبادة .. وأنهم على ضلال ويجب عليهم أن يستجيبوا للحق.
ولكن القوم لم يسألوا الأصنام .. لأنهم يعرفون أنها لا تنطق :
" فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ {64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ {65}. " الأنبياء.
فبعد أن غلبهم الواقع أمامهم ودفعهم إلى محاولة قول الحق .. تذكروا ما يجره عليهم هذا الحق من فقدان لمكانتهم وسلطتهم الزمنية .
أي أنك تعلم أن هذه الآلهة لا تنطق .. فيرد عليهم إبراهيم ويقيم عليهم الحجة :
" أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ {66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {67}." سورة الأنبياء.
إذا كان الأمر كذلك .. فلماذا تعبدونهم من دون الله مع أنهم لا ينفعونكم إن عبدتموهم ولا يضرونكم إن تركتم عبادتهم .
وكلمة : (أُفٍّ ) :
معناها التضجر فهذا شيء يضايق النفس ويغيضها .. وهي في اللغة ليست اسماً ولا فعلاً ولا حرفاً .. ولكن يسمونها في اللغة " الخالفة " .. ومعناها : أنها اسم مدلوله فعل في اسم معناه فعل مثل هيهات معناها بعد.
ويسمونها الخالفة .. لأنها خالفت الأقسام الثلاثة الموجودة في اللغة هل هذا معقول أن تعبدوا ما تصنعونه بأيديكم وحين يقع تعدلونه .. وإذا كُسر تصلحونه .. وإذا جرفه السيل وغطاه الطين تغسلونه وتضعونه مكانه وتعبدونه .. هل هذا معقول؟ فماذا كان ردهم.
" قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ {97} فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ {98}. " سورة الصافات.
لم يستجيبوا لنداء العقل بل عزموا على الانتقام من إبراهيم واتفقوا على حرقه بالنار ..
" قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ {68}. "
شيء عجيب .. آلهة ينصرها المخلوقون اتفقوا على أن يحرقوا إبراهيم عليه الصلاة والسلام . الخ ..
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
04-13-2022, 10:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود :
" وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ {78} قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ {79} قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ {80}.
" وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ "
ومعنى ذلك أن قوم لوط جاءوا إله مسرعين متدفقين .. والإنسان حين يتعود على الإثم يفعله بسهولة ويسرع إليه .. فالذي يسرق أول مرة يكون متهيبًا وخائفاً أن يمسك به .. لأنه ليس له دراية بالسرقة .. أما الذي يسرق كل يوم .. فهو يقدم على السرقة بجرأة ونشاط .. وكلمة يُهرعون من ألفاظ اللغة العجيبة .. كل فعل له فاعل مثل يضرب زيد عمراً .. من الذي ضرب ؟ زيد .. وضرب من ؟ عمرا .. هذا فاعل وهذا مفعول ولكن كلمة يُهرع إذا سمعناها فالضمة على الياء .. وهي ملازمة البناء للمجهول .. يُهرع مثل جُن بضم الجيم .. ومعناها فلان أُصيب بالجنون .. ولكن هل هو أحضر لنفسه الجنون؟ .. لا .. الجنون هو الذي جاءه .. ونحن لا نعرف للجنون سببًا فبُنيت للمجهول .. مثلا يُقال نكب فلان .. وكلنا لا نعرف ما الذي نكبه؟ ولكن إذا جُهل الفاعل بني للمجهول .. إنما ما بعده يكون فاعلاً ..
قوله تعالى : " وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ "
الإنسان إذا أقبل على شيء باندفاع فهو عاشق إلى أن يذهب إلى ذلك الشيء .. ولا يعشق إنسان أن يذهب إلى شيء .. إلا إذا كان يذهب إلى ما يحب ودون أي هيبة .. فيه اندفاع منه وفيه دفع من غيره .. فأي جماعة تكون مقبلة على أمر محبب إلى نفسها تندفع إليه .. فإذا كان هناك نقص في مادة غذائية ثم عرف الناس أنها موجودة في محل معين هرعوا إليه .. أي اندفعوا إليه ودفعوا غيرهم .. وقوم لوط مدربون على هذا الإثم ..
ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى :
" وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ "
إذن فهم متدربون على هذا العمل .. يعشقونه ويفعلونه بلا هيبة ولا حياء .. .. ولكن إذا كانوا كلهم يقومون بهذه السيئة .. فلا أحد يخشى أو يمتنع .. لأن ما يفعلونه مع الرجال من الفاحشة قد تعودوا عليه ..
أقبل قومه على بيته بسرعة واندفاع [color="blue"] وفي أعداد كبيرة وهو يعلم نيتهم من سوابقهم .. ويريد أن يصرفهم عن ضيوفه انصرافاً من جنس اندفاعهم ..
" قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ "
أيعرض لوط بناته عليهم؟
لوط عليه الصلاة والسلام قال هؤلاء بناتي .. هل قالها بالنسبة لبناته اللاتي من صلبه؟ أو لبنات أمته ؟ أو بنات المؤمنين به ؟
لوظ عليه الصلاة والسلام لم يؤمن برسالته إلا هو وبنتاه .. إذن فلم يكن المقصود بنتيه .. لأنهما لا يكفيان هذا العدد الكبير .. أينهاهما من لواط ويقدم لهما الزنا .. إن لوطاً كان يحال أن يهدي قومه ويدفعهم إلى الزواج .. ولذلك فقوله بناتي يعني بنات القرية .. بدليل أنه قال :
" هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ".
أي : أن زواجكم من البنات أطهر لكم مما ترتكبونه من فاحشة مع الرجال .. فالزواج شريعة الله والفاحشة مع الرجال إثم عظيم ..
ثم عندما لم يحج اقتناعاً منهم بذلك .. حاول أن يستعطفهم بأن يحفظا عليه كرامته بالنسبة لضيوفه .. فقال كما يقص علينا القرآن الكريم :
" فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي."
ما هو الخزي ؟
الخزي هو الفضيحة أمام الناس .. فالإنسان حين يُهان لو كان بمفرده فهذا هوان .. ولكن الخزي أن يهان أمام جمهرة من الناس .. وقوله تعالى:
"
أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ {78}." سورة هود "
أي : رجل يقف مع الحق ويمنع هذه المهزلة ..
لما عرض لوط عليه السلام على قومه الزواج من بناته .. قالوا له :
" قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ {79}." سورة هود
يعني أنت تعلم أنه ليس لنا حق في بناتك .. وأنت تعلم أننا لا نريد البنات .. ولكننا نريد ضيوفك هؤلاء .. الضيوف الرجال ذوي الهيئة الحسنة لنرتكب معهم الفاحشة .. لوط أحس بالضيق الشديد والخزي وبالعجز .. فقال كما يقص علينا القرآن الكريم :
" قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ {80}." سورة هود
ساعة تسمع { لَوْ } تكون للتمني .. أي أتمنى أن تكون لي قوة أدفعكم بها عن ضيوفي .. لو أن عندي القوة لفعلت .. وإن لم يكن عندك القوة الذاتية .. فإنك تبحث عن قوى أو أقوياء .. تستطيع أن تأوي إليهم ليدفعوا عنك السوء .. وقوله تعالى :
" أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ "
أي أجد من الأقوياء من ينصروني عليكم .. فآوي إليهم ليدافعوا عني ..
والله تبارك وتعالى يقول في آية أخرى توضح موقف قوم لوط من الملائكة الذي جاءوا إليه بالبشرى والحوار الذي دار بينهم وبينه .. قال تعالى :
" وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ {67}." سورة الحجر.
أي جاء أهل المدينة فرحين مستبشرين .. لأن الاستبشار هو استشراف النفس إلى شيء مفرح وسار لأنهم حينما سمعوا بأن لوطاً جاءه جماعة في غاية الحسن والجمال : تحركت نوازعهم المنحرفة وقالوا : هذه فرصة .. فجاءوا مستبشرين ومسرورين .. فكأنهم رأوا أن هذه فرصة يجب إلا تفلت من أيديهم .. لأنهم كانوا أهل منكر وانحراف لا يستحون منه بل كانوا يفعلونه بسرور واستبشار ..
ولما جاءوا لوط قال لهم :
" هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ {68}." سورة الحجر.
وكان من عادة العرب أن الضيف يأخذ كرامته واحترامه من المضيف .. ولا يسمح لأحد أن يناله بسوء وهو عنده .. لأنه أخذ جواره .. وأي اعتداء على الضيف يعتبر نقيصة وعارًا على المضيف ..
وقوله : " فَلاَ تَفْضَحُونِ "
الفضيحة هي هتك المساتير التي يستحي منها الإنسان .. لأن هناك أشياء يفعلها الإنسان ولكنه يستحي أن يظهرها .. هذه تسمى المساتير ..
لأنك لو عرفت لمحسن حسنات متعددة .. ثم اطلعت منه على سيئة فقد تلعنه وتقاطعه .. فتحرم نفسك من حسناته فالمولى سبحانه يستر عنك هذه السيئة حتى تنتفع بحسناته ولذلك يقولون :
خذ بعلمي ولا تركن إلى عملي ... وأجن الثمار وخل العود للنار ..
فهو يقول لهم : لا تفضحون لأنهم ضيفي .. فهذه كرامتي .. ثم يقول لهم :
" وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ {69}." سورة الحجر.
الفضيحة تكون أمام النفس . والخزي يكون أمام الناس .. فردوا عليه بقولهم :
" قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ {70}. سورة الحجز.
ألم نقل لك لا شأن لك بهذا الموضوع .. وعن العالمين : العالم ما سوى الله تعالى .. أي دعنا نفعل في الكون ما نشاء .. وإياك أن تناقش هذا الأمر معنا لا في هؤلاء ولا في غيرهم .. إلى أخر القصة ..
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
05-02-2022, 12:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والآن إلى نهاية القصة ..
تنتهي قصة لوط عليه الصلاة والسلام بهذه الخاتمة :
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ {82} مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ {83}
وفي سورة الحجر قال الله تعالى :
" فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ {73} فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ {74} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ {75} وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ {76} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ {77}."
ذهب قوم لوط .. وبقيت العبرة والعظة ..
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ {75}."
الذين ينظرون في العواقب .. ويفكرون في نتيجة تصرفاتهم وأعمالهم . وقد جعل الله قرى قوم لوط في مكان تمر به قوافل قريش والعرب في رحلتهم إلى الشام . إنها لبسبيل مقيم .. بطريق واضح معروف مطروق .. وهم يعرفون ما حل بهؤلاء القوم المجرمين ..
فلماذا لا يتعظون ويعتبرون ؟! إن في ذلك لآية وعبرة للمؤمنين ..
*** وشتان ما بين نهاية قصة لوط وقومه في القرآن الكريم .. ونهاية قصة لوط وبناته في التوراة المحرفة ..
تنتهي القصة في القرآن الكريم بالموعظة والعبرة ..
وتنتهي القصة في التوراة المحرفة بدعوة إلى الفجور وإلى شرب الخمور .. وإلى اعتداء الإنسان على محارمه ...
تنتهي بصورة حقيرة بالغة الخسة تفوق خسة قوم لوط وشذوذهم ..
تنتهي بأن تزعم هذه التوراة المحرفة أن نبياً كريماً من أنبياء الله قد قارف الفاحشة مع ابنتيه بعد أن شرب الخمر .. ويا لها من صورة تثير التقزز والاشمئزاز ..
ولكنها عقلية أحبار يهود الذين لوثوا الأنبياء جميعهم .. ليسهل لهم اقتراف جرائمهم التي لا يدانيها جرائم أي قوم آخرين .. ولو كانوا قوم لوط عليه السلام .
بعد ذلك .. لنقرأ النص مرة ثانية ..
" وصعد لوط .... وابنتاه معه .... وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ ... هلم نسقي أبانا خمراً ونضطج معه .. فسقتاه .... ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ... ... وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ." سفر التكوين 19: 30 – 36 ) .
ماذا قالت البكر للصغيرة ؟
قالت : أبونا قد شاخ ..
إنسان كبير في السن .. شرب الخمر .. لدرجة أنه لم يعلم باضطجاع ابنته البكر ولا بقيامها .. وكذلك مع ابنته الصغيرة في الليلة الثانية ..
إنسان كالميت .. لا شعور له .. كيف ...... كيف أنجب ذرية ..
اخواني معذرة .. فليتخيل كلنا منا أنه يعيش هذا الحدث .. بالله عليك ماذا ستفعل ؟ والله أكره ان أتخيل ذلك .. فكيف وأنا أرى أطفالي من بنانتي أمام عيني ..
هب ان أحداً سأل لوط .. من هؤلاء ؟
ماذا سيكون جوابه ؟؟ ..
بعد ذلك يا أخ Saif .. تقول أن لوط بعد ان شرب الخمر وزنا بابنتيه .. تاب .. وتاب الله عليه .. وكذلك سليمان عندما زنا بحليلة جاره وقتل زوجها .. تاب وتاب الله عليه .. وغيرهم من زنا بأخته .. وبسرية أبيه .. كلهم تابوا وتاب الله عليهم ..
السؤال الذي يطرح نفسه .. كيف إن الله سبحانه وتعالى يتوب على هؤلاء ( زنا المحارم ) ..
ويغضب على ( آدم عليه السلام ) مجرد أن عصى أمره وأكل من الشجرة ؟
وكيف تقول وهذا هو تعليقك في الفصل الأول اقتباس :
4- ذلك فقد ذكرت التوراة .. ... فقد عصم الله الأنبياء .. .. فحفظهم من الخطأ والنسيان ... فهم معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالة ... ولكنهم غير معصومين في الأعمال العادية .. دلالة على صغف الطبيعة البشرية ..
كيف يعصمهم في التبليغ ولا يعصمهم من ارتكاب أبشع الجرائم والذي نهى عنها .. وتقول دلالة على ضعف الطبيعة البشرية .. إذن كيف تعبد بشر وهو المسيح ؟
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
05-30-2022, 09:56 PM
ثم جاءت مداخلة ..
Qassam
ينتقد المسلمون الكتاب المقدس لانه قد ذكر في بعض إصحاحاته بعض الأمور والتعبير الجنسية والمنسوبة لأنبياء الله في العهد القديم . كنشيد الإنشاد وتعابيره الجنسية . او قصة زنا بنات لوط مع أبيهم .. الخ
بداية .. فليعلم الاخوة الأحباء ان تناول مسألة الجنس في الكتاب المقدس ليس سهلا ولا يمكن تغطيته بفترة زمنية قصيرة . لهذا سنتناول اليوم مسالة محددة على ان نتابع بقية المسائل في حلقات أخرى لاحقة.
سوف نتناول اليوم مسالة لطالما سمعنا فيها وعنها من اخوتنا المسلمين الكثير والمؤلم. وهذه المسالة هي ( اضطجاع بنات لوط مع ابيهم) والمذكورة في (سفرالتكوين الاصحاح 19: 29-39)
وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وارسل لوطا من وسط الانقلاب.حين قلب المدن التي سكن فيها لوط وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه.لانه خاف ان يسكن في صوغر.فسكن في المغارة هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض. هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه.فنحيي من ابينا نسلا. فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي.نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من ابينا نسلا. فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من ابيهما. فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب. وهو ابو الموآبيين الى اليوم. والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي. وهو ابو بني عمون الى اليوم.
نستطيع ان نلخص اعتراض المسلمين حول هذه القصة - قصة لوط وبناته- بنقطتين:
الاولى: كيف نسب لنبي الله لوط مثل تلك الفواحش وهم المنزهون (المعصمون) عن الكبائر (الخطايا) !.
الثانية: هل يلق بكتاب الله ان يذكر مثل تلك القصص الفواحش...!.
نقول وبرب المجد يسوع نستعين:
لفهم هذه المسالة فهما كتابيا صحيحا. يجب علينا اولا ان نوضح بعض الامور التي يجهلها او يتجاهلها المسلم والتي تشكل بمجموها العائق الاساسي لفهم المسلم للكتاب المقدس.
تكمن مشكلة المسلمين في عدم فهمهم للكتاب المقدس في عدة نقاط نذكر هنا اهما:
1) ان المسلم عندما يقرأ الكتاب المقدس ، يقرأه من اجل نقده بالدرجة الاولى ولا يقرأه من اجل المعرفة والفهم. هذه العدوانية البغيضة تقف حاجزا امام فهم المسلم للكتاب لان نقده للكتاب سبق معرفته به.
2) اختلاف مفهوم الوحي والتنزيل في المسيحية والاسلام.
لا شك ان هناك اختلاف جوهريا في مفهوم الوحي والتنزيل في اليهودية والمسيحية عما هو في الاسلام. وهذا ايضا مما يقف عائقا في فهم المسلم للكتاب المقدس فهما صحيحا .
فكلام الله (عندهم) هو ما صدر من الله بصيغة مباشرة باللفظ والمعنى كما هو الحال في آيات القرآن، وكلام الله (عندنا) هو ما صدر من الله ولا يهم كيف تم التعبير عنه (يعنى ليس من الضرورة أن يتكلم الله بصيغة مباشرة كما هو الحال في القرآن) .
كلام الله عندنا يشبه "الحديث القدسي " عندهم والذي يعتبرونه كلام الله أيضا.
الكتاب المقدس ليس كتابا منزلا بالحرف والكلمة فليس في اليهودية ولا في المسيحية كتابا منزلا بالحرف والكلمة. ولا هو بكتاب تاريخ يدون أفعال الله التي أتاها منذ خلق العالم وحتى مجيء المسيح. بل هو رسالة الهية دونها أشخاص ليرووا فيها رسالة الله إلى البشر ويدونوها. وهي أيضا "قراءة لوجود الله وتدخله" في تاريخ البشر. وهذا التدخل الإلهي تم تسجيلهما وتدوينهما على أيدي بشر لا آلهة. انها رسالة الهية بلغة بشرية.
النقطة الثالثة والاخيرة التي اريد توضيحها هي (عصمة الانبياء) فالمسلم يصتدم عندما يسمع ان الكتاب المقدس قد نسب الخطايا للانبياء. وذلك لان عصمة الانبياء تعتبر من الثوات في الاسلام . فكيف نسبها الكتاب المقدس لانبياء الله البررة ؟.
الخطأ الذي يقع فيه المسلم هو انه يحكم على الكتاب المقدس من خلال تصوراته الإسلامية لها . إذا انه جعل من معتقداته الدينية المقياس الذي يحكم من خلاله على الكتاب المقدس. وهذا القياس غير منطقي لوجود اختلافا كبير في المفاهيم والمعتقدات ما بيننا وبين الاسلام وبالتالي المسلمين.
فالذي يعتبره الاسلام من الثوابت ( كعصمة الانبياء) تعتبره المسيحية على العكس تماما.
بمعنى : المسيحية لا تقول ولا تؤمن بعصمة الانبياء. موقف الكتاب المقدس من هذه المسالة (عصمة الانبياء = البشر) واضح وصريح ... ليس ولا واحد... الجميع خطاة
- لم يعرف ادم وحواء الجنس قبل سقوطهما.بل عرفا الجنس وبالتالي الانجاب بعد سقوطهما بالخطيئة لهذا يقول الكتاب : بالخطيئة حبلت بي امي-
اختلاف مفهوم العصمة بين المسيحية والاسلام هو الذي اوجب الخلاف بيننا وبين المسلمين . اضف اليه تعصب وقلة معرفة الطرف الاخر بالامور الكتابية. كلها عوامل ادت الى الخلاف. وبالتالي الى فهم خاطئ للامور الكتابية.
روحهم العدائية في فهمهم للكتاب المقدس ، جعلتهم ينظروا فقط لجانب واحد من القصة الا وهو نسب الخطيئة للوط. في الوقت الذي تعاموا فيه عن قراءة ما تحمله هذه القصة من معاني وعبر نفهما نحن المؤمنين باسمه بطريقة مختلفة عن طريقة فهمهم هم للامور.
وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه. لانه خاف ان يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه.
31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض.
32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه. فنحيي من ابينا نسلا.
33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة. ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.
34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي. نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه. فنحيي من ابينا نسلا.
35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.
36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما.
37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب. وهو ابو الموآبيين الى اليوم.
38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي. وهو ابو بني عمون الى اليوم.
ما هي ارادة الله لذكره هذه القصة في كتابه؟
دعنا اذا ان نرى في ضوء الحقائق سبب ذكر قصه لوط في الكتاب المقدس تكوين 19 من 31-38
قبل ان نمتد نسال لماذا ادان الله سدوم وعمرة وامطر عليهم كبريتا ونارا ؟
نجد ان الاجابه بسبب شرهم واغراقهم في اخطيه الذوذ الجنسي الذي ما زال قبيح في عيني الرب وسيكون دائما هكذا مكتوب ايضا في 1 كورينثس 6 عدد 9 انه لا يدخل ملكوت الله مضاجعوا الذكور.
نعود لقصتنا والمذكورة وماذا نتعلم منها:
الأختيار الخاطئ هو احد الأسباب لوط اختار المنظر الخارجي والثروى والغنى بدلا من القيم الروحية والبيئه الصالحة لتربية بناته ونرى انه اختار سدوم وكانوا اهل سدوم اشرار ونجد آيه في الكتاب تقول المعاشرات الريئه تفسد الأخلاق الجيده 1 كورينثس 15 عدد 33
وفي مزمور 1 عدد 1
طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس.
امثال 1 عدد 10
يا ابني ان تملقك الخطاة فلا ترض
امثال 4 عدد 14
لا تدخل في سبيل الاشرار ولا تسر في طريق الاثمة.
بل ان الله يقول في كتابه المبارك
مزمور 128 عدد1
طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه.
مزمور 112 عدد 1
هللويا.طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه.
مزمور 119 عدد 1
هللويا.طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه.
الكتاب المقدس يذكر هذه القصه ليرينا تأثير الخمر على الأنسان وعقله وكيانه البشري فتحت تاثير الخمر لم يعلم لوط انه اضطجع مع بناته في المرتين تكوين 19
عدد 33 وعدد 35
امثال 23 عدد 34
وتكون كمضطجع في قلب البحر او كمضطجع على راس سارية.
افسس 5 عدد 18 يقول : لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا من الروح القدس
امثال 20 عدد 1 :
يقول الخمر مستهزئه المسكر عجاج ومن يترجج بهما فليس بحكيم.
لا ننسى ان االناموس لم يكن قد اعطي بعد مع ان الناموس باليقين في ضمير الانسان وهكذا ايضا كلن في زمن لوط ولكن الحكم على الخطيف يتطلب وجود قانون الذي يحكم عليهاولم يكن في هذه الحاله الا قانون الضمير الذي يوبخه نفسيا حتى يصل الى يوم الحساب امام الله العادل روميه 2 عدد 14 الى 16
انه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم فيما بينها مشتكية او محتجة. في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح
كان لا بد من ذكر هذه القصه لنعرف تاريخ العمونيين والموآبيين ولو لم يذكر الكتاب هذه القصه كيف كنا قد عرفنا تاريخهم؟ نعلم ايضا ان العمونيين هم اباء الردنيين وجزء من سوريا وجزء من العراق وان المؤابيين هم ايضا اباء الاردنيين والسعوديين ومنهم شعب الجزيرة العربيه ومنهم الصحابه ومحمد ايضا.
نجد في لكتاب المقدس ان العمونيين مذكورين 117 مرة وكل ورة يذكرهم الكتاب بسبب نعاصيهم وخطاياهم وشرهو ضد الله وشعب الله وكما انه الموآبيين مذكورين 34 مرة كذلك الأمر معهم اشرارهم وصلت الى هذا الحد الشنيع ونستطيع ان نقراء حدودهم الجغرافيه في يشوع 12 عدد 2
سيحون ملك الاموريين الساكن في حشبون المتسلط من عروعير التي على حافة وادي ارنون ووسط الوادي ونصف جلعاد الى وادي يبّوق تخوم بني عمون
ويقول الكتاب المقدس ان الله ادان اعمالهم الشريرة ولأنهم كانوا محاولة جلب اللعنه على شعب الله تثنيه 23 عدد 3 الى 6
لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب.حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم احد في جماعة الرب الى الابد. من اجل انهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في الطريق عند خروجكم من مصر ولانهم استأجروا عليك بلعام بن بعور من فتور ارام النهرين لكي يلعنك. ولكن لم يشإ الرب الهك ان يسمع لبلعام فحول لاجلك الرب الهك اللعنة الى بركة لان الرب الهك قد احبك. لا تلتمس سلامهم ولا خيرهم كل ايامك الى الابد.
اما الان فقد فتح الله الباب للعمونيين وللموآبيين في المسيح يسوع له كل المجد اذ نقراء في الكتاب يوحنا 3 عدد 16
لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.
AL-ATHRAM
07-01-2022, 09:41 PM
Qassam
خطايا محمد
1 - ديانة محمد قبل نبوته
إنّ أبوي محمد وعمّه كانوا مشركين بالله، وإنه لما أراد الاستغفار لهم نهاه الله، بل زجره زجراً أبكاه, أما محمد فقد كان على ديانة أمته وعشيرته وقبيلته، فصرف أربعين سنة في العبادة الوثنية يعبد اللات والعزى ومناة, والدليل على ذلك ما ورد في سورة الضحى (93: 7 ، :
وجدك ضالًا فهدى، ووجدك عائلًا فأغنى , فهذه العبارة ناطقة بأنه كان على عبادة أهله وعشيرته, والضلالة من أعظم المعاصي، وكل معصية في النار, وتقدم حكم الإشراك, أما الأنبياء الذين اصطفاهم الله لتبليغ رسالته فكانوا من بني إسرائيل.
ولنورد ما قاله مفسّروهم تعليقاً على الضحى 7 ، 8: قال بعضهم إنه كان على دين قومه، يعبد اللات والعزى، كما هو صريح العبارة القرآنية, غير أن الزمخشري ردَّ عليهم بأن قال: ومن قال كان على أمر قومه أربعين سنة؟ فإن أراد أنه على خلوّهم عن العلوم السمعية فنعم، وإن أراد أنه كان على دين قومه فمعاذ الله! (الكشاف في تفسير الضحى 93:7 ، ,
قلنا إذا لم يكن على دين قومه، فماذا كان دينه؟ لقد كان على دين عشيرته, وقد أورد في جمع الجوامع في الجزء الثاني أقوالًا عن دينه فقال: اختلف العلماء هل كان محمد مكلَّفاً قبل النبؤة بشرع؟ فمنهم من نفى ذلك، ومنهم من أثبته, واختلف المُثبِت في تعيين ذلك الشرع، فقيل انه كان مكلفاً بشرع نوح، أي كان على دين نوح, وقيل كان على دين إبراهيم, وقيل كان على دين موسى, وقيل كان على دين عيسى, وقالوا غير ذلك ,
وقد كانوا في غنى عن هذا ما دام القرآن قال بصريح اللفظ إنه كان ضالًا, بل إذا سلَّمنا بأنه كان على دين أحد أولئك الأنبياء أولي العزم، فكان الواجب عليه حض قومه على التشبُّه والاقتداء به، لأن دين موسى وعيسى هو حق كامل، بل لم يكن داعٍ ولا باعث الى الإتيان بطريقة أخرى وديانة جديدة ,
قال البيضاوي: وجدك ضالًا عن علم الحكم والأحكام, فهدى فعلَّمك بالوحي والإلهام والتوفيق للنظر (البيضاوي في تفسير الضحى 93:7),
يتبع
AL-ATHRAM
07-26-2022, 09:34 PM
Qassam
خطايا محمد (تتمة)
2 - محمد يمدح آلهة قريش
ومن الأدلة على ميله إلى الأصنام، مدحه آلهة قريش وتقديم العبادة لها, وأغرب من ذلك اعتذار الله عنه وتسلية خاطره, وهذا هو الفرق بين القرآن والتوراة، فلم يذكر الله في التوراة خطيئة صغيرة ولا كبيرة إلا أوضح شناعتها وبشاعتها ومرارتها وعقابها، بخلاف القرآن الذي يستخفّ بها كأنها لا شيء, وعلى هذا لما وقع محمد في عبادة الأوثان ومدح اللات والعزى، قال إن الله عزّاه بأن أنزل عليه في سورة الحج 22:25 :
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنّى ألقَى الشيطان في أمنيته، فينسَخ الله ما يُلقي الشيطان ثم يُحكِم الله آياته، والله عليم حكيم ,
قال ابن عباس وجميع المفسرين، سواء كانوا متقدمين أو متأخرين: لما رأى محمد تولِيّ قومه عنه، وشقَّ عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به من الله، تمنّى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه، لحرصه على إيمانهم, فكان يوماً في مجلسٍ لقريش، فأنزل الله سورة النجم فقرأها محمد, حتى بلغ أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمنّاه، وهو: تلك الغرانيق العُلَى وإن شفاعتهنّ لتُرتَجى , فلما سمعت قريش ذلك فرحوا به, ومضى محمد في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها المسلمون بسجوده، وسجد جميع من في المسجد من المشركين، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد، غير الوليد بن المغيرة وأبي أحيحة سعيد بن العاصي، فانهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود, وتفرقت قريش وقد سرَّهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم، ويقولون: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر , وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويُميت ويرزق، ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، فإن جعل محمد لها نصيباً فنحن معه , فلما أمسى محمد أتاه جبريل فقال: يا محمد، ماذا صنعت؟ لقد تلوْتَ على الناس ما لم آتِك به من الله , فحزن محمد حزناً شديداً، وخاف من الله تعالى خوفاً كبيراً، فقال: إن الله أنزل هذه العبارة ليعزيه، وكان به رحيماً, وقد كان لهذه الحادثة طنة ورنة في عصره، والدليل على ذلك قولهم: وسمع بذلك من كان بأرض الحبشة من أصحاب محمد، وبلغهم سجود قريش , وقيل: قد أسلمت قريش وأهل مكة , فرجع أكثرهم إلى عشائرهم، وقالوا: هم أحبُّ الينا! , حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن الذي سمعوه من إسلام أهل مكة كان باطلًا، فلم يدخل أحد منهم إلا بجوارٍ أو مستخفياً, فلما نزلت هذه العبارات قالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله، فغيَّر ذلك , وكان الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان محمد قد وقعا في فم كل مشرك، فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه، وشدة على من أسلم (الرازي في تفسيره للحج 52),
قال ابن عباس تعليقاً على الحج 52 : في رواية عطاء أن شيطاناً يقال له الأبيض أتاه على صورة جبريل عليه السلام وألقى عليه هذه الكلمة فقرأها، فلما بلغ إلى تلك الكلمة قال جبريل عليه السلام: أنا ما جئتك بهذه, قال رسول الله إنه أتاني آتٍ على صورتك فألقاها على لساني (الرازي في تفسيره للحج 52),
والقول: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا إذا تمنى (أي أحب شيئاً واشتهاه وحدَّث به نفسه مما لم يُؤمر به) ألقَى الشيطانُ في أمنيته (أي في مراده), هذا هو نص جميع أقوال المفسرين والعلماء، فكان محمد يظن ثبوت الرئاسة له على قومه بقوله هذا, ولكن لما رأى أنهم اتخذوا ذلك سلاحاً طعنوه به، وزادوا رسوخاً وثبوتاً على دينهم، أضرب عن هذه الطريقة, ومع أن جميع المفسرين ذكروا العبارة التي حاول بها إغراء قومه على اتِّباعه ومدح بها آلهتهم، وهي قوله: تلك الغرانيق العُلى، وإن شفاعتهن لتُرتجى إلا أنهم حذفوها من نص القرآن، مع أنه صلى بها,
واعتذر بعض المفسرين عنه بقولهم: إن الشيطان نطق بها على لسانه , ونقول: إن كان الأمر هكذا، فما المانع من أن يكون الشيطان هو الذي نطق بباقي القرآن على لسانه؟ ولا سيما أنه ورد في الحديث: إنه ليُغان على قلبي، فأستغفر الله في اليوم مائة مرة , وقوله يُغان أي أن الشيطان يغشى قلبه (مشكاة المصابيح - تحقيق الألباني حديث رقم 2324),
ومع أن التوراة ذكرت للأنبياء بعض الخطايا والهفوات، إلا أنه لم يظهر نبي من الأنبياء الصادقين، يساير الناس على شركهم وعبادتهم الكاذبة, ولا مقارنة بين خطيئته وخطيئة سيدنا سليمان، الذي عبدت زوجاته الأجنبيات آلهتهن، ولم يقع هو في هذه العبادة, ومع ذلك عاقبه الله أشد عقاب، فمزق مملكته وأتى عليها بالرزايا والبلايا وسفك الدماء, وهذا بخلاف محمد، فانه لما وقع في عبادة الأصنام، قال إن الله أنزل عليه بعض الأقوال لتعزيته وتسليته, وحاشا لله من ذلك,
وورد في الإسراء 17:90-93 : وقالوا لن نؤمن لك حتى تُفجّر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب، فتفجّر الأنهار خلالها تفجيراً، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً، أو تأتي بالله والملائكة قبيلًا، أو يكون لك بيت من زخرف، أو ترقى في السماء, ولن نؤمن لرقيك حتى تُنزل علينا كتاباً نقرؤه, قل: سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولًا ,
قال ابن عباس: إن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، والنضر بن الحرث، وأبا البختري، والأسود بن عبد المطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، ونبيهاً ومنبهاً ابني الحجاج، اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد , فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك , فجاءهم محمد سريعاً وهو يظن أنه بدا لهم في أمره بدء، وكان حريصاً يحب رشدهم، حتى جلس إليهم فقالوا: يا محمد، إنا بعثنا إليك لنعذر فيك، وإنا والله لا نعلم رجلًا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك, لقد شتمت الآباء، وعبْتَ الدين، وسفَّهت الأحلام، وشتمت الآلهة، وفرّقت الجماعة, وما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك, فإن كنت جئت بهذا الحديث تطلب به مالًا، جعلنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالًا, وإن كنت تريد الشرف سوَّدناك علينا, وإن كان هذا الذي بك رئي تراه قد غلب عليك لا تستطيع ردَّه، بذلنا لك أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه ونعذر فيك , (وكانوا يسمُّون التابع من الجن الرئي),
فقال محمد: ما بي ما تقولون, ما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولًا، وأنزل عليَّ كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً , قالوا: يا محمد، إن كنت غير قابل منّا ما عرضنا عليك، فقد علمتَ أنه ليس أحدٌ أضيق بلاداً ولا أشد عيشاً منا، فسَلْ لنا ربك الذي بعثك فليُسيِّر عنا هذه الجبال التي قد ضيَّقت علينا، ويبسط لنا بلادنا، ويفجر لنا الأنهار كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا مَن مضى مِن آبائنا وليكن منهم قصيّ بن كلاب، فإنه كان شيخاً صدوقاً، فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل؟ فإن صدقوك صدقناك , فقال محمد: ما بهذا بُعثت، فقد بلغتكم ما أُرسلتُ به , قالوا: فإن لم تفعل هذا فسَلْ لنا ربك أن يبعث مَلَكاً يصدقك، واسأله أن يجعل لك جنات وقصوراً وكنوزاً من ذهب وفضة، يعينك بها على ما تريد، فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمس , فقال: ما بُعثتُ بهذا , قالوا: فأسقِط السماء كما زعمتَ أن ربك إن شاء فعل، فإنّا لا نؤمن لك إلا أن تفعل , وقال قائل منهم: لن نؤمن حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلًا ,
فلما قالوا ذلك قام محمد، وقام معه عبد الله بن أبي أمية، (وهو ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب) فقال: يا محمد، عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أموراً يعرفون بها منزلتك من الله فلم تفعل، ثم سألوك أن تعمل ما تخوّفهم به من العذاب فلم تفعل، فوالله ما أؤمن لك أبداً حتى تتخذ إلى السماء مرقى ترقى فيه، وأنا أنظر حتى تأتيها، فتأتي بنسخة منشورة معك، ونفر من الملائكة , وفي رواية: وأربعة من الملائكة يشهدون لك بما تقول , فانصرف محمد الى أهله حزيناً (الطبري في تفسيره للإسراء 17:90-93),
وهم معذورون إذا قاوموه ونبذوه, ولو كان قرآنه وحياً لما تأخر عن تأييده بمعجزة كما فعل كل الأنبياء الصادقين, وليس ذلك فقط، بل انه كثيراً ما كان يعجز عن إجابة أسئلة المستفهمين، وكان يقول إن جبريل كان يغيب عنه, روى البخاري أن محمداً قال لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا؟ فقال في سورة مريم: وما نتنزَّل إلا بأمر بك (وكان جبريل قد أبطأ عنه أربعين يوماً), ولما سأله قريش عن أصحاب الكهف أبطأ خمس عشرة ليلة لا يجيئه في ذلك وحي, ولا يصح أن يكون هذا حال نبي! (أسباب النزول - للسيوطي - سبب نزول الكهف 18:23 ، 24 ومريم 19:64),
يتبع
AL-ATHRAM
08-07-2022, 10:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
qassam
الكتاب المقدس يذكر هذه القصه ليرينا تأثير الخمر على الأنسان وعقله وكيانه البشري فتحت تاثير الخمر لم يعلم لوط انه اضطجع مع بناته في المرتين تكوين 19
عدد 33 وعدد 35
الاثرم ..
**** وولدت ثامارا من زناها بيهوذا توأمين : أحدهما فارص والآخر زارح هؤلاء التوأمين (( هم أجداد الرب يسوع ))
اخ qassam ... سأرد عليك وعلى اخينا Saif ... وبعدها سأكمل موضوعي الاساسي .. سأكتب لك قصة المدينة الغريبة .. واتمنى ان تفهم ما اقصده ..
ما هي هذه المدينة الغريبة ؟
المدينة الغريبة .. مدينة كانت فيها قوانين غريبة جداً .. كانوا يختارون رئيسهم ويعلمونه بعد تقريباُ خمس سنوات يطردونه من أسوار البلد .. كانت كل أسباب الحياة داخل أسوار البلد ... خارج البلد هناك الوحوش الضارية والآفات القاتلة ولا توجد قطرة ماء ... صحراء قاحلة ..
مات أو طُرد الرئيس وأرادوا أن يختارون رئيساً آخر لهم .. القوانين يعرفها الناس كلهم .. يعرفون ان كل رئيس يختار سوف يبقى مدة محددة خمس أو ست سنوات ثم يطرد .. تآكله السباع أو يموت جوعاً أو عطشاً .. ولا يفتح الباب إلا في موعد طرد هذا الرئيس ...
وأعلن المسئول عن اختيار الرئيس أو الجهة المسئولة عن فتح الباب لمن يريد أن يرشح نفسه ... لم يتقدم أحد .. لأنهم يعلمون ما وراء ذلك .. وبعد فترة تقدم شاب وقال : أنا أريد أن أنال هذا المنصب ...
قالوا أَوَ تعلم ماذا سيحدث لك بعد ذلك ؟! .. قال نعم .. وأنت مستعد لذلك .. قال نعم ... تقلد الأمر .. وقامت الاحتفالات بهذه المناسبة ..
ثم في أول يوم من أيامه اتفق مع عدد كبير من المزارعين دون أن يعلم أحد ... واتفق معهم أنهم إذا حلَّ الظلام فتحوا أسوار الحصن أو البلد .. فيخرجون خارج البلد ويشقون الترعْ ويسحبون قنوات للماء من داخل البلد إلى خارجها ، ويزرعون ما طاب من الثمار والأشجار حتى انتهت مدة حكمه ...
جاءت له اللجنة وقالت له أنت ستكون آخر أيامك غداً وسوف تطرد من المكان ... تعجبوا عندما رأوه يضحك ويبتسم !!
لم يبدوا عليه أي اضطراب ، وأي خوف ، وأي جزع .. بل قابل الأمر برحابة صدر وبابتسامة عريضة ... ما كان يحدث لهم هذا الأمر من قبل .. عندما يبلغون من يرأسهم بمغادرة البلد كان يبكي ويضطرب .. لأنه يعلم أنه سيموت ..وفي اليوم .. وفي الساعة المحددة يطرده أصطف الجيش والناس يرون هذه المناسبة العجيبة ...
ففتحوا أسوار البلد وإذا بالجنان خارج البلد والزروعات والمياه .. حتى أصبح خارج البلد أجمل من داخلها ..
ما الذي حدث ؟! .
. ما الذي جرى ؟!
فأخبرهم بما جرى .. فقالوا ما دُمت على هذا القدر من الذكاء والعقل والحكمة .. فإنا تختارك أن تكون رئيساً لنا للأبد .. وافق الجميع واتخذوه رئيساً لهم ..
قد يتساءل من يقرأ هذه القصة .. بأن هذه ليست من الواقع .. نقول له بل هذا هو الواقع .. هذه قصتنا جميعاً كبشر نحن في مملكة واحدة تسمى الأرض .. وخُلقنا لأجل غاية واضحة ..
يقول الله سبحانه وتعالى :
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق ولا أن يطعمون "
حدد لنا الهدف من خلقنا .. وأخبرنا بأن وجودنا في هذه الأرض لمدة محددة .. تختلف من واحد لآخر .. ولكننا لابد أن نغادر هذه الأرض يوماً من الأيام .. ومن مات قامت قيامته .. خلاص لا رجعة إلى الدنيا أبداً .. ولو أرجع الله أحداً .. لأرجع الأنبياء والرسل ومن يحب ..
ولكنه قضى أنه لا يرجع أحد إلى الدنيا ..
" حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ."
إذن هذه المملكة الأرض وكل منا له مدة محددة .. وانقسم الناس أمام هذا الأمر منهم أو الأغلب ...
معظم الناس كانوا مثل أُولئك الرؤساء الذين كانوا يعينونهم ثم لا يدركون .. أو ينسون مصيرهم فلا يستعدون لهذه النهاية فيموتون .. تأكلهم وتفترسهم السباع خارج البلد ... وقليل من الناس من أدرك مثل هذا الذكي .. أدرك أن مدته محدودة ، واستشعر هذا الأمر وأعد لما بعد الطرد أو بعد الموت ..
والكيّس هو من أعد بعد الموت واستعد للسفر الطويل قبل السفر الصغير .. هذا سفر قليل في الدنيا ولكن السفر الكبير الموت ...
لذلك على بن أبي طالب رضي الله عنه عرّف التقوى .. ماذا قال عندما سألوه عن التقوى ؟
قال التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل ..
يجب أن نكون كلنا مثل هذا الإنسان الذكي ... الشاب الذي غرس وزرع وشق الترع والماء .. استعداداً ليوم رحيله ...
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
09-27-2022, 08:47 PM
مداخلة ..
نزار
سادتي الأثرم و قسام و الآخرون
لقد كان السيد المشرف على الموقع واضحا في رسالته التي وجهها إلى كافة الأعضاء بمناسبة تجديد الموقع، حيث شدد على عدم المساس بالكتب السماوية و الأنبياء.
لذلك أوجه أولا دعوتي إلى المشرف لحذف هذا المنتدى لأنه يتكلم عن الإبطال. و هو مس واضح بالعقيدة المسيحية. كما أشير إلى ردود قسام و سيف التي تمس العقيدة الإسلامية
و أوجه دعوتي ثانيا إليكم أيها الإخوة المتحاورون على هذا الموقع لكي تغيروا طبيعة النقاش في اتجاه الاحترام المتبادل، و التفاعل بدل فكرة الصدام و إبطال عقائد بعضكم البعض.
و لكم الشكر
AL-ATHRAM
10-21-2022, 09:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم نزار ... هذه هي وجهة نظرك ... فلكل انسان وجهة نظر تختلف من واحد إلى آخر ..
نحن المسلمون لم نقصد الإساءة إلى أحد .. بل نرى كغيرنا من الناس أن احترام عقائد الغير أمراً واجباً .. بينما راعني ما يذكره اليهود عن أخلاق الأنبياء المعترف بهم من قبل كل الأديان السماوية بحيث لا يشعر المرء بغير الصدمة والإحباط وهو يطالع كتاب العهد القديم ( التوراة المحرفة ) للموبقات التي تفشت في بيوتات النبوة والتي تؤدي إلى قلب مفاهيم المرء الذي اتخذ انطباعاً عن الأنبياء على أنهم قمة في الهرم الأخلاقي والسلوك القويم ودعاة خير وقدوة لغيرهم من البشر..
فإذا فسدت القدوة فالأولى بالمقتدي أن يفسد .. وعندها تصبح الحياة كلها تعاسة وشقاء .. لا بأمن فيها الإنسان جوانب رسله وإلهه .
فإذا كان الله يا أخ qassam ر يرسل أنبياء بمثل هذه الصفات .. فمن يكون هو هذا الله ؟..
وما صفاته وما فائدة شريعته ؟..
إذا لم يكن حامياً وعاصماً للأنبياء ورسالاتهم من الأخطاء والزلل التي يقع فيها العوام من الناس .
لا شك يراود المرء هنا تساؤلات عن جدوى الحياة .. إذا كانت كلها قائمة على الغش والخداع والكذب والدجل والتي انخرط فيها الأنبياء ونساؤهم قبل عامة الناس ..
الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الثقة لدي الشخص بالأديان ويدفع المرء للبحث عن قوانينه الوضعية ليحمي نفسه من غائلة الشريعة الغاب التي ينتهجها البشر في حياتهم على الأرض ..
رغم أن النصوص التوراتية صريحة في تحريم الزنا وتعتبرها فعلة قبيحة ونجسة ( لا تكن زانية من بنات اسرائيل ولا يكن مأبون من بني إسرائيل )
وشددت العقوبة عندما تكون الزنا انتهاك لأعراض الآخرين ( إذا وجد رجل مضطجعاً مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان )
الا أننا نجد في التوراة المحرفة أنبياء يزنون دون أن يردعهم دين أو يطالهم عقاب ويظهر أن الشريعة اليهودية كانت تطبق بصورة انتقائية فيعفى منها شخصيات الطبقة العليا من المجتمع اليهودي بما في ذلك الأنبياء أنفسهم ويبقى الفقراء يترنحون تحت وطأة أحكامها ويدفعون ضريبتها ..
والأنبياء الزانون .. إما هم مغفلون توقع بهم بناتهم وكناتهم بدون إرادتهم وذلك باللجوء إلى مختلف وسائل المكر والخداع التي حذقتها المرأة عامة واليهودية خاصة أو أنهم يمارسون الزنا قوة وتجبرا ودونما خوف من الله وعقابه ..
وقصة النبي لوط مع بنتيه والعياذ بالله .. هي في منتهى السفالة واللا أخلاقية والغدر.. وتدل على سيكولوجية مستهترة للمرأة اليهودية وإلى الانحطاط الأخلاقي الشنيع حتى بمقاييس أوربيي هذا الزمان .. وتورد التوراة القصة على الشكل التالي :
" وصعد لوط .... وابنتاه معه .... هلم نسقي أبانا خمراً .. .. فسقتاه .... نسقيه الليلة أيضاً ... فسقتا أباهما خمراً تلك الليلة أيضاً ... فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ." سفر التكوين 19: 30 – 36 ) .
وفي الحقيقة نحن هنا أمام نبي والعياذ بالله .. مغفل مخدوع يشرب الخمر فيذهب عقله ويردي نفسه في مهاوي المعصية والرذيلة ومن المفترض أن الأنبياء معصومون عن الخطاء لأن الله يرعاهم كما رعى يوسف ومنعه من السقوط في حضن امرأة سيده ...
ولا نقتنع بأن لوطاً شرب الخمر بغير إرادته فوجود الخمر مع العائلة الثلاثية النازحة يدل بدون شك على أن الخمر كان رابعهم وأن لوطاً كان يقتنيه ويشربه فيتحمل هو مسؤولية فقدانه لعقله .. كما يتحمل مسؤولية تربية بنتيه تربية غير صالحة .. لدرجة أنهما استهترتا بدين أبيهما ولجأتا إلى أبشع ما عرفته البشرية من رذائل فخانتا أباهما وراودتاه عن نفسيهما وسقتاه خمراً واضطجعتا معه فحبلتا منه ..
وإله يهوه ساكت وهو قريب من مسرح الأحداث والسكوت علامة الرضى كما قيل قديماً وبذلك لا نبرئ ساحة الإله لأن ما جرى لم يكن دون مباركة وإذن منه وكان بإمكانه وهو الذي أنقذ لوط من السدوميين والعموريين أن يردع ابنتيه عن الإتيان بما هو منكر ومخالف لشريعة الإله نفسه القائلة (( لا تزن )) ..
كما هو مخالف لكل الأعراف الإنسانية ويمكن أن نذهب إلى أن ذلك تم لغايات أخرى ليس أقلها الإكثار من النسل لدي اليهود ليدفع بهم الله الذي يجسد في نفسه كل المفاهيم والإيديولوجية اليهودية التي ترتكز على جمع الأموال والخداع والإستلاء وللسيطرة على الشعوب الأخرى وممتلكاتهم وأراضيهم والتوسع على حسابهم ولو أدى بهم الأمر إلى التضحية بكل القيم والمبادىء الإنسانية وعلى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة .
وقد ضرب الإله يهوه مثلاً سيئاً للناس في هذه القصة وأصبح لوط قدوة سيئة للمجتمع اليهودي وشخصية جمعت بين نقيضين بين أشرف رسالة في الوجود وهي رسالة النبوة وبين أنجس ما قام به إنسان على وجه الأرض فلو كان لوط حياً الآن لاستحى من فعلته ولما عرف أين يأخذ وجهه من الناس .. وهذه ليست من شيم الأنبياء الذين خصهم الله بأفضل ما يعتز به انسان ...
وكأنما أراد مدونو التوراة هنا الإيحاء للعالم بأن أولاد الزنا والعديموا الأخلاق القليلوا الأصل يمكن لهم أن يرثوا الأرض ويعمروا فيها .. والإنسان كله بدون قيم ولا هدف له في هذه الحياة سوى الجنس والخداع والسيطرة على الغير واستعبادهم .. ولا بأس من وسيلة شائنة إذا أدت إلى مكاسب سريعة إلى نسل يرث الأرض مثلاُ :
" فحبلت ابنتا لوط من أبيهما . فولدت البكر ابناً ودعت اسمه مؤاب . وهو أبو المؤابيين إلى اليوم . والصغيرة أيضاً ولدت ابناً ودعت اسمه بن عمَي وهو أبو بني عمون إلى اليوم. " سفر التكوين 19: 30 – 36 ) . "
والهدف هنا واضح .. وهو التمسك بالأرض وإكثار النسل وجلب المنافع المادية والتطاول على الغير .
فقد تم هنا كوسيلة إلى ذلك استخدام الجنس بأبشع صوره لخدمة أقذر الغايات الإنسانية وكان الضحية الأولى المرأة التي طعنت في شرفها وأخلاقها ثم نبي طعن هو الآخر بنزاهة رسالته وأخيراً شعوب نكبت بأنفسها وأراضيها وتلك واحدة من أكثر أساليب اليهود إثارة في التاريخ ونعني بها استخدامهم للمرأة كوسيلة احتموا بأنوثتها وجمالها لإنقاذ أنفسهم أو إبادة الآخرين واستخدمها إلههم يهوه لإنقاذ شبعه من فرعون وفي كل الحالات كانت المرأة لعوبة بيد الله واليهود اللذين كان تعاملها مع المرأة والناس قائماً على النقيض من كل المفاهيم والقوانين والقيم التي أنتجتها الإنسانية خلال مراحل تطورها على مدى آلاف السنين .
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
01-28-2023, 10:15 PM
ثم جاءت مداخلة ..
Saif
سلامة الكتب المقدسة
(1)
تعريف التناقض
لا يمكن القول بوجود شيء وعدم وجوده في وقت واحد وبمعنى واحد, ولا يمكن أن تجتمع صفتان متناقضتان في شيء واحد, ولا يمكن أن يكون قول ما صادقاً وكاذباً معاً,
هذا المبدأ يتفق في الجوهر مع المبدأ المشهور الذي وضعه أرسطو وهو: يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في شخص واحد، في وقت واحد، وبمعنى واحد , فإذا ثبت مخالفة مبادئ هذا التحديد في أية عبارة فلا بد من الحكم بوجود تناقض فيها, غير أن ناقدي الكتاب المقدس غالباً يعبثون بمضمون هذا التحديد فيصيحون قائلين: هنا تناقض! بينما المبدأ السابق لا يبرر عملهم هذا,
(1) لا يمكن القول بوجود شيء ما وعدم وجوده في وقت واحد , وقد يكون أمراً غير قابل للتصديق (مع كونه صحيحاً) أن الناس يتوهمون وجود تناقض بين عبارتين، بينما يكون غائباً عن ذهنهم إن كان المقصود بالعبارتين شيئاً واحداً أم لا, ففي أعمال الرسل 12 يقال إن هيرودس قطع رأس يعقوب، وبعد هذا ببضع سنوات عند عقد المحفل الرسولي العام كما ورد في أعمال الرسل 15 نجد أن أحد المتكلمين يعقوب , فقد يتسرَّع الناقد الطائش ويقول: هنا تناقض! فلا يمكن أن شخصاً ما يكون موجوداً وغير موجود في وقت واحد ,
ونحكم بوجود تناقض إذا كان الشخص نفسه هو المذكور في الأصحاحين, فهل الشخص المذكور في الحادثتين هو يعقوب واحد؟
إن من له ولو معرفة بسيطة بالعهد الجديد يعرف أن يعقوب أعمال 12 هو يعقوب بن زبدي، بينما يعقوب أعمال 15 هو يعقوب بن حلفي, ولذا يتلاشى التناقض الظاهري حالما نلاحظ بتدقيق أن الفصلين يشيران إلى شخصين مختلفين,
(2) ولْنُلاحظ القول وقت واحد , قد يبدو تناقض بين عبارتين بسبب عدم ملاحظة الزمن المقصود, ففي تكوين 1 يُشار إلى إكمال الخليقة كحقيقة واقعة بينما تكوين 6 ينفي هذا الإكمال, قد وُجد من قال إن سفر التكوين يناقض نفسه, ولكن سواء بتعمُّد أو بغير تعمُّد، قد فاتهم أن الإكمال المُشار إليه كان بعد الخلق مباشرة، بينما العبارة التي تنفي هذا الإكمال تشير إلى الزمن السابق للطوفان, كم يكون من الجهل أن يُقال إن ما كان يصْدُق عن بلادنا منذ ألفي سنة مثلًا يجب أن يصدُق عنها اليوم!!
(3) نلاحظ في التحديد أيضاً هذه العبارة بمعنى واحد , كثير مما يُقال له تناقض يبدو واضحاً إذا روعيت هذه العبارة, كثيرون من غير المؤمنين يقولون بوجود اختلاف بين كلام المسيح عن يوحنا المعمدان وكلام المعمدان عن نفسه,
قال الرب يسوع عنه: إن أردتم أن تقبلوا، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي (متى 11: 14) بينما يوحنا المعمدان نفسه في ردّه على المرسَلين من قِبَل الفريسيين ليسألوه إن كان هو إيليا أم لا، أجاب: لست أنا , فإحدى العبارتين تقول إن يوحنا المعمدان هو إيليا، والأخرى تفيد عكس ذلك, فهنا يبدو لأول وهلة تناقض صريح, ولكن على القارئ أن يفحص إن كان للعبارتين معنى واحد أم لا,
وعند مراعاة هذه النقطة يزول التعقيد والتناقض الظاهري، فلم يقل المسيح عن يوحنا إنه نفس إيليا النبي القديم وقد رجع إلى الأرض، ولكنه يقول إنه إيليا الذي كان مزمعاً أن يأتي, يعني إيليا المتنبَّأ عنه، أو سابق مسيا بحسب ما جاء في ملاخي 4: 5 وهذا بخلاف ما يُستفاد من قول يوحنا عن نفسه, فمعنى السؤال الذي وُجِّه إليه كان: هل هو إيليا القديم الذي عاش في عهد أخآب وإيزابل أم لا؟ فكان جوابه الصحيح نفياً صريحاً, فمن اللازم أن نراعي بدقة معنى كل عبارة,
(4) الصفات التي تُسند إلى شخص أو شيء ما يجب ألّا تكون متناقضة، فالطول والقِصر مثلًا صفتان متناقضتان، بمعنى أن الشخص لا يمكن أن يكون طويلًا وقصيراً في وقت واحد,
ولكن قبل القول بتصادم العبارتين لأنهما تنسبان صفتين متناقضتين إلى شخص واحد أو شيء واحد، علينا أن نتروَّى لئلا نخدع أنفسنا, يقول الكتاب عن الله إنه نار آكلة، كما يقول أيضاً إنه رحيم، ولذا قيل إنهما صفتان متناقضتان, كثيراً ما يكون القاضي الجالس على كرسي القضاء للحكم على المجرمين صارماً، ولكن عند احتكاكه بالبائسين الجديرين بالعطف يبدو منه الإشفاق واللطف والعون,
ولنأخذ مثلًا آخر, يُقال في الكتاب عن المسيحيين إنهم قديسون، ويُقال عنهم أيضاً إنهم يخطئون, فيقول قائل: هنا عبارتان متناقضتان , بينما عند الفحص ولو قليلًا يتضح أن هاتين الصفتين تجتمعان جنباً إلى جنب,
يخبرنا الكتاب المقدس أن الإنسان المسيحي ذو طبيعتين، فهو خليقة جديدة مولود من روح الله، ولا يزال في الوقت نفسه بطبيعته الذاتية المولودة في الخطية، أي الإنسان الجديد والإنسان العتيق, فبحسب طبيعته الجديدة هو قديس، ولكن بحسب طبيعته العتيقة هو خاطئ, وهنا نرى الصفتين المختلفتين الموصوف بهما المسيحي مجتمعتين معاً (راجع رومية 7),
(5) القول الواحد لا يمكن أن يكون صادقاً وكاذباً معاً, فإذا قلنا مثلًا إن يوليوس قيصر هزم فرنسا، فلا يمكن أن تكون هذه العبارة صادقة وكاذبة, فإن قال قائل في موقف ما إن هذه العبارة صادقة، وقال في موقف آخر إنها كاذبة يكون هذا تناقضاً منه, يقول الكتاب المقدس: يوجد إله واحد فيظهر أمامنا شيء من التناقض إذا وجدنا في الكتاب ما يفيد أن هذا التصريح صادق وكاذب، ولكننا نقول بكل يقين إن الكتاب المقدس خالٍ على الإطلاق من مثل هذا,
وفي خاتمة تأملنا في تحديد التناقض هذا نرجو القارئ عندما يسمع عن وجود تناقض في الكتاب أن يرجع إلى هذا التحديد ويطبّق عليه كل عبارة، فيرى في الحال أن ما يُقال له تناقض لم يكن له وجود إلا في مخيلة الناقد!
عند فحص المتناقضات المزعومة، من المهم جداً أن نتذكر أنه قد توجد عبارتان مختلفتان الواحدة عن الأخرى دون أن تكونا متناقضتين, في الغالب أن الذين يتَّهمون الكتاب بوجود تناقض فيه هم فريسة لاضطراب الفكر، بمعنى أنهم لم يميّزوا بين الاختلاف والتناقض, فالقول بوجود ملاكين على قبر يسوع في يوم القيامة يختلف عن القول بوجود ملاك واحد, (قابل يوحنا 20: 12 ومرقس 16: 5) وكل عاقل يرى فرقاً في العبارتين، ولكن: هل هما متناقضتان؟ كلا البتة! فإن إحداهما لا تنفي الأخرى، ولكن الواقع أن إحداهما أوسع من الأخرى, ولما كان القانون المشار إليه مطابقاً للعقل ومعمولًا به في الحكم على مؤلفات البشر، حقَّ لنا أن نجعله أساساً لكل ما يُقال له تناقض في الكتاب المقدس,
(6) أحياناً يبدو شيء من التناقض بين عبارتين في الكتاب، والسبب في هذا وقوع خطأ أو عدم تدقيق في الترجمة, ففي حالة كهذه كل من له إلمام باللغة الأصلية يمكنه بكل سهولة حل المشكلة, والخطأ في مثل هذه الأحوال لا يرجع إلى أصل الكتاب بل إلى الترجمة, فاللغتان العبرانية واليونانية المُعطى بهما الكتاب أصلًا لهما اصطلاحات خاصة بهما, وكثيراً ما يتعذَّر ترجمة هذه الاصطلاحات إلى ما يعادلها في اللغات الأخرى, ويمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى عبارتين وردتا في سفر الأعمال بخصوص اهتداء شاول الطرسوسي, ففي أعمال 9: 7 وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين، يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً وفي أعمال 22: 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعدوا، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني , وعند أول وهلة يبدو في هاتين العبارتين تناقض ملموس, فالعبارة الأولى تفيد أن المسافرين مع شاول سمعوا الصوت، بينما الأخرى تفيد أنهم لم يسمعوه, ولكن من يعرف اللغة اليونانية يحل هذه العقدة بغاية السهولة، لأن العبارة الأولى تفيد مجرد سماع الصوت، أي مجرد وصول الصوت إلى الأذن, بينما العبارة الأخري تفيد أن المقصود بالسمع فهم كلام المتكلم, فأعمال 22 لا ينكر أن المسافرين مع شاول سمعوا الصوت سمعاً، ولكنه يفيد أنهم لم يفهموا معنى الكلام الذي قيل,
(7) لا يخفى أنه لا توجد بين أيدينا نسخ الأسفار المقدسة الأصلية، بل النسخ التي نُسخت فيما بعد, فمن المحتمل وقوع بعض هفوات في الهجاء وغيره أثناء النسخ, ولا يغرب عن ذهننا أن أصل الكتاب هو الموحَى به, وتعتبر النسخ التي نُسخت فيما بعد موحَى بها في كل ما كان فيها مطابقاً للأصل, على أن النسَّاخ الأولين قد تعبوا كثيراً وكانوا ذوي ضمائر صالحة, ولكن كما يوجد تشابه بين الحروف في كل لغة هكذا الحال أيضاً في اللغتين العبرانية واليونانية، مما يجعل النسخ عرضة لكتابة حرف بدلًا من حرف آخر,
هذا أمر مهم جداً فيما يختص بالأرقام، لأن اللغتين العبرانية واليونانية القديمتين لم يكن بهما الأرقام العربية, فكان العبرانيون يستخدمون الحروف الهجائية بدل الأرقام, وبعض هذه الحروف متشابهة الشكل, وكثير مما يُقال له تناقض يرجع سببه إلى عدم دقة غير مقصودة من الناسخ,
فمثلًا حرفا الدال والراء في العبرانية متشابهان كل التشابه, والباحث المخلص يجد أن غلطات كهذه يرجع سببها إلى النَّسْخ، ولا تؤثر البتة على نص الكتاب وتعليمه, ويمكن النظر إليها كما يُنظر إلى ما يقع من الغلطات الكثيرة في وقتنا الحاضر أثناء طبع الكتب المختلفة, ومهما كثر عدد الغلطات المطبعية في أي كتاب فهذا لا يغيّر نصَّه ومدلوله, وعلاوة على هذا لا يلقي أحدٌ مسؤولية خطأ كهذا على مؤلف الكتاب,
إذا لم تُنسَ هذه الحقائق فالمؤمن التقي لا يعتريه اضطراب عندما يرى خطأ في النَّسْخ، ولا يكون في الوقت نفسه أقل حقٍ للناقد أن يتطاول على وحي الكتاب المقدس,
( ومن المهم أن نذكر أنه عند النظر في أي تناقض ظاهري يكفي الإتيان بحل واحد أو توفيق واحد بين العبارات التي يبدو فيها التناقض، وليس من العدل المطالبة بأكثر من هذا, إذا كتب كاتبٌ مثلًا عن شخص ما أنه أصفر اللون، وكتب عنه آخر أنه أسمر، يبدو اختلافٌ بين العبارتين، ولكن يمكننا أن نبين أن العبارتين خاليتان من التناقض، لأن الأول يشير إلى هذا الشخص وهو شيخ، والثاني يشير إليه وهو شاب, حلٌّ كهذا جدير بالقبول، ولا يصحُّ رفضه ما لم يُؤتَ بالدليل على عدم صحته, بمعنى أن التناقض يتلاشى إذا أمكن الإتيان بتوفيق لا يمكن الاعتراض عليه,
قال أحد المفسرين: في حل أي عقدة يجب الاكتفاء بتوفيق واحد يمكن الإتيان به , وإذا أمكن تقديم جملة حلول أو توفيقات فلا مكان لاعتراض أي معترض على الكتاب المقدس, وفي حالة وجود توفيقات كثيرة لا يكون من اللازم الجزم بأفضلية أحدها عن باقيها, على أنه قد يجوز أخذ حل دون سواه,
(9) وعندما نقابل في الكتاب عقدة معقدة نتعب باطلًا في حلّها، لا يجوز لنا مطلقاً في حالة كهذه أن نسلِّم بوجود تناقض حقيقي أمامنا، لأن عجزنا عن حل عقدة لا يفيد أن غيرنا أيضاً يعجز كذلك, لا يخفَى أن إدراكنا محدود ومعرفتنا ناقصة واختبارنا قليل, فما أجهل أن يقول قائل إن ما يحيّره يحيّر غيره! كثيراً مما حيَّر أسلافنا نجده الآن سهلًا, ومن المحتمل أن الأجيال المقبلة لا تجد صعوبة في حلّ ما نراه الآن معقداً وغامضاً,
(10) من الغباوة والتطاول أن ترتفع عقولنا على حكمة الله العظيم, فما نحتاج إليه بصفة خاصة عند تناول ما يُقال له تناقض في الكتاب هو روح الخشوع والوقار، فنحني رؤوسنا إجلالًا عندما يتكلم الملك السرمدي الخالد الغير المنظور الإله الحكيم وحده, فمن اقترب من الكتاب بهذه الروح تتضح له الأمور التي تظهر للناقد الطائش كأنها سفر ذو سبعة ختوم, إن الله يعلن ذاته في كلمته كما في أعماله، ففيهما معاً نرى إلهاً يعلن ذاته ويخفيها، ولا يراه إلا طالبوه بالحق, وفي كلمة الله وأعماله يرى الإنسان ما يؤيد الإيمان، وقد يرى فيهما أيضاً (بسبب قصر نظره) ما يدعو إلى الكفر, فيهما يرى تناقضاً ظاهرياً لا يستطيع حله إلا من يسلّم ذهنه لإرشاد الروح بالوقار, وقبول الإنسان إعلانات الله عن نفسه هو امتحان لقلبه, فعلى الإنسان أن يأكل خبزه بعرق جبينه في حياته الروحية كما في حياته الجسدية أيضاً,
AL-ATHRAM
05-08-2023, 11:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
Saif
سلامة الكتب المقدسة
اخي .. Saif وهذا هو تعليقك في الصفحة رقم ( 5 ) تحت عنوان ( سؤال لا بد منه ) :
وكل النبوات التي تتكلم عن تجسُّده وولادته المعجزية من عذراء،
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
أين ولد الرب يسوع ؟!
ولد في مذود البقر !
سبحان الله .. لماذا ؟
لأنه لا يوجد مكان في المنزل !
يقول لوقا ( 2 : 7 ) :
" ولدت ( مريم المخلوقة ) ابنها البكر وقطمته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضعٌ في المنزل " .
** ولد ( الرب يسوع ) في مذود البقر ..
*** كيف ينام الرب في مذود البقر ؟!
وبعد ذلك يبصق أحد خلقه والعياذ بالله في وجهه ويستهزأ به ويضربه ويصلبه .. وتنتهي نهايته بموته بين لصين ..
بل لقد وصل بهم الحد إلى لعن المسيح عيسى ابن مريم ( ربكم وحبيبكم ) في كتابكم الذي كتبوه بأيديهم وقالوا إنه من عند الله ..
هذا الإله ملعون .. وإبليس ملعون ..
اقرأ معي رسالة بولس الثانية إلى غلاطية ( 3 : 13 ) يقول :
" إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة، إذ صار لعنة عوضا عنا _ لأنه قد كتب :
" ملعون كل من علق على خشبة "
لذا فإن قول المسلمين بأن المسيح لم يصلب ولم يقتل .. هو قول يرفع اللعن عن المسيح عليه الصلاة والسلام .. إن كنتم تعقلون .
يقول لوقا " ولما ابتدأ يسوع كان لهُ نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف ... " ( 3 : 23 )
لوقا يقول : " على ما كان يظن "
إذ أن قضية عيسى كونه ولد من غير أب كانت معروفة مثل الشمس !! لا بل مشهورة عند اليهود حتى إنهم رموا أمه العذراء بالزنى .. إلى أن جاء القرآن الكريم وبرأهما وشهد لها بالطهر والعفاف .. لا بل إنها أطهر نساء العالمين رغم أنف اليهود .
شك اليهود في المسيح وأمه واتهموهما بالزنا .. وشك النصارى واختلفوا في نسبه .. فمتى المزعوم قال إنه ابن يوسف بن يعقوب .. ولوقا قال إنه ابن يوسف بن هالي .. وبولس يقول انه ابن الله .. وابن داود .. وابن الإنسان .. لا يمكن للمرء أن يعرف حقيقة المسيح .. لم نعرف أحداً له أربعة آباء سوى المسيح ..
مما يثبت أنكم واليهود ليسوا على يقين من أمره لا في ميلاده ولا في إلوهيته ولا حتى في صلبه ..
وكان من الممكن أن يسري هراؤهم هذا في العالم أجمع لولا أن أنزل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليبين للناس الحقيقة .. فجاء القرآن منزهاً للمسيح وأمه بكل تأكيد .. وشهد ببراءتهما من كل ما حاولوا إلصاقه بهما إذ بشرت الملائكة مريم بأنها أشرف نساء العالمين .
يقول الله في سورة آل عمران :
” وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {45} وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ {46} قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47} ".
واصطفاك على نساء العالمين ..
** إن هذا التكريم والتشريف لم تحظ به مريم حتى في الكتاب المقدس ..
" يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} "
ما هو مصدر هذه التلاوة الجميلة والسامقة التي تحرك مشاعر الإنسان نحو السمو والبكاء ؟
إن الآية رقم ( 44 ) تجيب عن هذا السؤال ...
" ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} "
وعلى الرغم من تمام علمنا وإيماننا الكامل بأن القرآن الكريم هو كلمة الله الحقيقة ..
فإننا مع ذلك سنفترض جدلاً للحظة صدق أعداء محمد صلى الله عليه وسلم فيما زعموا من أنه ألّف القرآن الكريم ..
لقد كان يخاطب قومه من العرب وسواء وافقوه أو لم يوافقوه .. فقد أخبرهم في أسمى الأساليب وبكلمات كادت تحترق في قلوبهم وأفئدة مستمعيه :
أن مريم أم المسيح عليهما السلام الإسرائيلية من ناحية الجنسية اصطفيت على نساء العالمين . فلم تكن التي اصطفيت أمه ( أي أم محمد صلى الله عليه وسلم ) أو زوجته ولا حتى ابنته ولا أي امرأة عربية أخرى .. بل كانت امرأة إسرائيلية !
فهل يمكن لأحد أن يُفسر هذا الأمر ؟
فبالنسبة لكل أحد تأتي أمه وزوجته وابنته قبل نساء العالمين في المنزلة ..
فما الذي يعدو نبي الإسلام أن يُكرم امرأة من المعارضين ؟! وبخاصة من اليهود ؟!
** ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن يسأله كل عاقل هو كيف يجعل كل من متى ولوقا في هاتين القائمتين للمسيح أباً بيولوجياً ( يوسف ) ؟!
فهل هما يريدان يشاركا اليهود في تخرصاتهم عن عذرية مريم .. أم أنهما يريدان أن يغطيا الشمس بقطعة نقود يضعانها على أعينهما ؟.
إذ كيف تكتب هذه السلسلة الطويلة من الآباء لإنسان ليس له أب . سبحان الله .
إذاً فالمسيح بريء من هذا النسب الذي تراكمت فيه الأخطاء لا سيما محاولة ربطه بيوسف النجار مما يوحي بغمز في شرف أمه وأنها جاءت به نتيجة اتصال غير شرعي قبل الزواج من خطيبها كما زعم اليهود .
القرآن الكريم يقول عيسى ابن مريم انتهى نسبه إلى أمه فقط .. ..
وللحديث بقية ..
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
07-04-2023, 09:08 PM
ثم جاءت مدخلة ..
Saif
سلامة الكتب المقدسة من الاختلافات
قال المعترض الغير مؤمن: الكتب المقدسة غير موحى بها من الله، وتوجد فيها الاختلافات الكثيرة، إما بسبب التحريف القصدي، أو بسبب سهو الكاتب ,
وللرد نقول بنعمة الله : الكتب المقدسة منزَّهة عن الاختلاف والتناقض لأنها وحي الله الذي ليس عنده تغيير، فلا يُثبِت الله اليوم شيئاً ثم ينسخه غداً, قال الله: كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر (2تيموثاوس 3: 16), ولا يعقل أن من آمن بالله وباليوم الآخر يفتري على كتبه المقدسة ويصف بعضها بالكذب أو الاختلاف,
(1) على أن من طالع الكتب المقدسة بروح التواضع للاستفادة، وطرح عنه رداء التعسُّف وجدها منزَّهة عن التشويش والاضطراب والاختلاف والتناقض، وتيقن من توافقها وتطابقها, وعندما يرى أن أنبياء الله ظهروا في مدة 1600 سنة وفي بلاد مختلفة وبعيدة عن بعضها، ينذهل من وحدة غايتهم ومن توافق ديانتهم، ولا يسعه سوى الخضوع لكلامهم والاعتقاد بأنه وحي إلهي, فلو كان مصدر الكتب المقدسة من البشر لوجد فيها اختلافاً وتناقضاً، فالفلاسفة الذين درسوا في معهد واحد يناقض الواحد الآخر في مذهبه وتفكيره،
وكذلك المؤرخون والكتّاب ينقض الواحد ما يثبته الآخر، بخلاف كتب الوحي، فمثل العهد القديم والعهد الجديد كمثل الكاروبين (خروج 25: 20) وجهاهما كل واحد إلى الآخر، وأيضاً كان وجهاهما نحو الغطاء, فالأنبياء والرسل استقوا من ينبوع واحد، فلا عجب إذا اتفق الواحد مع الآخر في التعاليم والمبادئ والنبوات, لا ننكر أنهم اختلفوا في الأسلوب وطرق التعبير، إلا أن الأخلاقيات والتعاليم والمبادئ واحدة، فأحد الأنبياء زاد شرحاً عن غيره، ولكن لا يوجد في أقوالهم أدنى تناقض, كلهم أجمعوا على فساد الطبيعة البشرية، وأنه لا يمكن مصالحتنا مع الله إلا بواسطة كفارة المسيح، ولا يمكن العودة إلى حالة الطهارة والقداسة إلا بعمل الروح القدس فينا, فاتحادهم على هذه التعاليم من أقوى الأدلة على أن مصدر كلامهم هو العليم الحكيم, ولكن إذا أتى شخص وشذ عنهم كان كاذباً,
(2) لا يُعقل أن أهل الكتاب يعمدون إلى تحريف كتبهم الإلهية مع تأكدهم بأن هذه الكتب هي مصدر غبطتهم وسعادتهم وراحتهم وامتيازاتهم, بل لو فعلوا ذلك لزجرهم الأنبياء الذين كانوا يظهرون من جيل إلى آخر في مدة 1600 سنة, ولكن لم يفعل نبي ذلك دلالة على حرصهم على المحافظة عليها,
(3) ولكن ماذا نقول في محمد الذي كان يناقض نفسه بنفسه، فكان يأمر بالشيء ثم ينهى عنه, أمر بإظهار الرفق بالناس ثم أمر بقتلهم، وهو الذي جعل قِبْلته أولًا مثل قِبْلة المشركين، ثم جعلها نحو قِبْلة اليهود، ثم غيّرها نحو قِبْلة المشركين, وهو الذي كان يمدح آلهة المشركين ثم يذمها، ويحرّم على نفسه بعض النساء ثم ينكث عهده, ولما وصفه أهل الكتاب والعرب بالتقلّب والتردد في أموره، تخلّص من معارضتهم بأن وضع قانوناً في كتابه بأن الاختلاف والتناقض جائز في الأفعال والأقوال، وسمَّاه النسخ فقال:
ما ننسخ من آية أو نُنْسها نأت بخير منها أو مثلها , (البقرة 2: 106) هذا فضلًا عن المناقضات المذكورة في القرآن والأحاديث، وهي ليست قاصرة على المعاملات، بل تشمل العبادات, وغاية ما أجابوا به على ذلك هو تخفيف وتشديد، وهذا التفسير يستلزم أن الله يأمر بأمرين متباينين وأنه ذو إرادتين ومشيئتين، وأن له شريعتين, وحاشا لله من ذلك! والقرآن ذاته يسلّم بوجود الاختلافات، بل ذلك هو ركن من أركان الإسلام,
(4) ولا يصح الحكم على شيء بالخطأ إلا بعد معرفة الصواب، فهل وجد خطأ في كيفية عمل الله للدنيا في ستة أيام، أو في خلق الإنسان، أو في تواريخ ابراهيم وأخنوخ ونوح ويوسف وموسى وبني إسرائيل وسائر الأنبياء؟ ألم ير أن جميع علماء الدنيا اقتبسوا معلوماتهم عن هذه الأمور من الكتاب المقدس؟ والقرآن ذاته اقتطف طرفاً من هذه التواريخ وقال إنها من وحيه, أو هل رأى في هذه الكتب المقدسة أن نبياً من أنبياء الله مدح الأوثان وتقلّب في الأديان؟
(5) يعتقد جميع المسيحيين أن كتبهم المقدسة هي بإلهام الروح القدس ووحيه, قال الإنجيل: لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بطرس 1: 21), وإذا سردنا ما ورد في الكتاب المقدس من الآيات الباهرة الدالة على أن شريعة الله هي كاملة وأنها بإلهام الروح القدس، وجب أن نكتب مجلدين كبيرين, وعليك أن تنظر في مزمور 119 الذي يشتمل على 176 آية تتحدث عن كمال ناموس الله، وأنه بإلهام الروح القدس, فكل مسيحي يعتقد من صميم فؤاده أن كتابه هو الوحي الإلهي، وإلا لما كان يتعبد بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار,
(6) لا يجسر أحد على أن يحذف شيئاً أو يزيد عليه شيئاً، وقد أنذر الله قائلًا: إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب، وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب (رؤيا 22: 18 و19), فمن يقبل هذه الضربات وهو يعرف أنه لا يستفيد أدنى فائدة من عمله هذا؟ على أن الحذف والزيادة مستحيلان لأن أئمة الدين الذين يعدون بعشرات الألوف حافظوا على هذه الكتب، وهم يعرفون أنهم إذا حرّفوا أو بدّلوا سقطوا عن مقامهم وحُرموا من امتيازاتهم,
(7) أما القرآن فهو بخلاف ذلك من وجوه عديدة، منها:
(أ) إن كاتبه كان رجلًا أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، وكثيراً ما كان يغيّر أقواله ويبدلها,
(ب) إنه كُتب مفرّقاً في 25 سنة، ولابد من ضياع جانب كبير منه,
(ج_) إنه كُتب في عسب وعلى العظام، والله أعلم كم ضاع وكم بقي منه,
(د) إنه لم يكن في عصره رجال مخصوصون لحفظ الكتب الإلهية,
وعلى هذا لما رأى عثمان استفحال الشر، جمع ما جمعه، فزاد وحذف وحرّف وبدّل وغيّر، وأحرق باقي المصاحف, فكان للكثير من الصحابة مصاحف مختلفة، وبصرف النظر عن هذه العيوب فلا يجوز أن نقول إن القرآن هو موحى به من الله لأنه يخالف طريقة الله التي وضعها من الأول,
AL-ATHRAM
07-25-2023, 10:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
saif
سلامة الكتب المقدسة
الجزء الثاني :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
نحن المسلمين نؤمن كما أخبرنا القرآن الكريم أن مريم لم تكن مخطوبة وحتى لم تتزوج في حياتها من أي رجل .. . سأكتب لكم قصة مريم فيما بعد ..
أما في اعتقادكم وكما تروي لنا الأناجيل المحرفة إنها كانت مخطوبة ومتزوجة .. تعالوا معي لنقتبس من الكتاب المقدس بعض النصوص ونرى ذلك ..
يقول لوقا :
" مريم كانت مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف .. كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً ؟ " :
أمامنا نصان متناقضان تماماً .. الأول يقول فيه لوقا أو من دسّ هذا النص في إنجيله : إن مريم كانت مخطوبة ليوسف ، بينما الثاني تناقضه مريم وتقول : أنا لست أعرف رجلاً !
فإذا كانت مريم لا تعرف رجلاً معنى ذلك أنها لم تكن مخطوبة ليوسف هذا وإلاّ لما استغربت من البشارة بميلاد عيسى وقالت :
"كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً "
إذ ليس بعد الخطوبة إلا الزواج والحمل والولادة ! فهل لوقا هو الصادق في أن مريم كانت مخطوبة ؟
أم أن مريم هي الصادقة في أنها لم تكن تعرف رجلا ً !؟
ثم كيف يقع لوقا في هذا التناقض ..
ومما يؤكد أن مريم لم تكن تعرف يوسف هذا ولا غيره من الرجال كما قالت هو كونها كانت متعبدة في الهيكل .. ومكرسة نفسها لخدمته منذ نعومة أظفارها . إذ أن أمها قد نذرتها لذلك وهي لم تزل جنيناً في رحمها .. ومنذ أن دخلت الهيكل لم تخرج منه حتى بلغت ..
لذا فإن قولها للملاك :
" كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً "
هو قول صدق وهي صادقة تماماً فيما قالته ..
تصورا معي طفلة صغيرة دخلت ديراً للنساء وترهبنت منذ نعومة أظفارها ولم تخرج منه إلا في سن الخامسة عشر تقول :
" أنا لست أعرف رجلاً "
فهل نصدقها أم لا ؟!
وأنتم أيها النصارى أنفسكم ترددون اسمها وتقولون مريم " العذراء البتول " وهي حقاً كذلك ..
لأن معنى العذراء هي البنت البكر المحتفظة بعذريتها ولم يمسسها رجل .. أما البتول فهي الفتاة المنقطعة عن الرجال ولا أرب لها فيهم .. فكيف يزوجها الكاتبان ليوسف هذا وبعدها يقولان عنها العذراء البتول !؟ لأنها إن تزوجت لم تعد عذراء ولا بتولاً !! حتى لو رموها في أحضان شيخ عجوز على حافة قبره ..
وكما نلاحظ من ناحية أخرى أن سؤال مريم هذا لم يجب عليه لوقا . إذ أن قوله :
" الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود يدعى ابن الله " ( 1 : 34 – 35 )
لا يشكل جواباً على سؤالها ..
ولكن القرآن الكريم إذا سألت نفس السؤال أعطاها الجواب ..
" قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ "
فماذا قال القرآن الكريم ؟!
لقد ردّها الله سبحانه وتعالى إلى القدرة والمشيئة والكلمة التي خلق بها الكون كله .. إذ قال :
" كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47} ". ( سورة مريم )
هذا ما جاء في سفر التكوين أن الله خلق الكون وكل شيء فيه بالكلمة ( كن فيكون )
وللحديث بقية ..
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
08-21-2023, 08:57 PM
Saif
هل ضاعت أسفار من العهد القديم؟
قال المعترض الغير مؤمن: ضاع من الكتب المقدسة الكثير، مثل سفر الحروب (عدد 21: 14) وسفر ياشر (يشوع 10: 13) وثلاثة كتب لسليمان (1ملوك 4: 32_34)، وكتاب قوانين السلطنة للنبي صموئيل (1صموئيل 10: 25) وتاريخ صموئيل، وتاريخ ناثان النبي، وتاريخ جاد الرائي (1أخبار 29: 29 و30)، وكتاب شمعيا، وعدّو الرائي، وأخيا النبي، ورؤى يعدو الرائي (2أخبار 9: 29)، وياهو النبي ابن حناني (2أخبار 20: 34)، وكتاب إشعياء النبي عن الملك عزّيا (2أخبار 26: 22)، ورؤيا اشعياء النبي عن حزقيا (2أخبار 32: 32)، ومرثية النبي إرميا على يوشيا (2أخبار 35: 25)، وكتاب تواريخ الأيام (نحميا 12: 23), فجملة ما ضاع نحو عشرين كتاباً ,
وللرد نقول بنعمة الله : نذكر شيئاً عن كل كتاب من هذه:
1 _ سفر الحروب وياشر:
هذا السفر يحوي رواية نصرة موسى على عماليق، وقوانين لإرشاد يشوع في حروبه, ولم تُكْتَب بوحي إلهي، ولم يُكلّف موسى بتبليغها لبني إسرائيل، فلم تُدرج في الكتب الموحى بها,
و سفر ياشر معناه سفر المستقيم , وقال بعض أئمة اليهود إن المراد به سفر التكوين لأنه يتضمن قصة إبراهيم واسحق ويعقوب لأنهم من المستقيمين, وذهب بعضهم إلى أن المراد به سفر التثنية (تثنية 6: 18 و23: 7), وذهب البعض الآخر إلى أن المراد به سفر القضاة, فعلى هذا يكون سفراً موجوداً موحى به, وهو يحتوي على ذكر الحوادث التي حصلت للأمة اليهودية من سنة إلى أخرى، ولا سيما وقوف الشمس, ويشتمل على قوانين حربية، ونصائح عسكرية واستعمال القوس كما في 2صموئيل 1: 18, وعلى هذا فلم يُكتَب بوحي إلهي، بل دوّنه أحد المؤرخين الذي كان يدوّن حوادث عصره، وسُمّي ياشر أي المستقيم لصدق روايته, على أنه يوجد إلى يومنا كتاب باللغة العبرية يسمى ياشر ويشتمل على قصائد وطنية تذكر الأبطال الأتقياء الذين اشتهروا بالإقدام, وعلى هذا القول بما أنه ليس بوحي إلهي، فالواجب عدم الالتفات إليه، سواء كان موجوداً أو معدوماً,
وقد جرت عادة البُلغاء أن يعززوا كلامهم بالاستشهاد بالأقوال المشهورة أو المسلَّمة عند الخصم لإلزامه الحجة، وعلى هذا الأسلوب جرى الرسل والأنبياء الذين أعلنوا أقوال الوحي: (1) فاستشهد بولس الرسول في أعمال الرسل 17: 28 بشطر من أقوال (أراتس) وطبَّقها على مقصوده, (2) واستشهد في 1 كورنثوس 15: 33 بعبارة يُظن أنها مأخوذة من قصيدة (مناندو) من ثايس وهي إن المعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة , (3) واستشهدفي تيطس 1: 12 بقول أبيمانيدس شاعر من كريت، وكان عند الكريتيين بمنزلة نبي، فقال: إن الكريتيين دائماً كذابون وحوش ردية بطون بطالة , فأورد كلام هذا الشاعر في مقام الاستدلال، فيجوز الاستشهاد في أقوال الوحي بمثل هذه الأدلة,
وكثيراً ما استشهد القرآن بكتب غيره، فاستشهد في سورة النجم بما في صحف موسى وإبراهيم، وكذلك استشهد بها في سورة الأعلى, والحقيقة هي أنه ليس لإبراهيم صحف مطلقاً عند اليهود ولا عند غيرهم، فهي وهمية,
2 _ أسفار سليمان الثلاثة:
ورد في (1ملوك 4: 32_34): وتكلم (أي سليمان) بثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفاً وخمساً, وتكلم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط, وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك, وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته ,
(أ) تكلم سليمان بثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفاً وخمساً، ولكن هذا لا يدلّ على أنها تدوَّنت في كتب، بل إن سليمان فقط تكلَّم بها, ومع أنها عامرة بالحكمة إلا أنها ليست وحياً إلهياً, ولو كانت وحياً لدوَّنها اليهود وحافظوا عليها, والوحي يقصد هنا أن يصف حكمة سليمان العظيمة التي لم يصل إليها أحد قبله ولا بعده,
(ب) ألَّف سليمان عن النباتات والحيوانات، وهي مختصة بالعلوم، ولا يلزم أن كل إنسان يعرفها, ومع أن العلماء الباحثين في التاريخ يتأسفون على فقده، إلا أنه لا يختص بالدين,
3 _ كتاب قوانين المملكة:
لا يفهم من عبارة الوحي الإلهي أنه أُوحي لصموئيل بسفر غير السفرين اللذين عندنا، وهاك نص عبارة الوحي الإلهي كما في 1صموئيل 10: 25 فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة، وكتبه في السفر، ووضعه أمام الرب , يعني أنه دوّن القوانين الدستورية بين الملك وبين الشعب كما جرت عادة بني إسرائيل, ولما تولَّى داود المملكة قطع عهداً مع شيوخ بني إسرائيل كما في 2صموئيل 5: 3 , وكذلك لما تولى رحبعام المملكة طلب منه بنو إسرائيل أن يقطع معهم عهداً بالرفق بهم، ولما رفض انشقوا عنه (1ملوك 12: 4_24), ولما تولى يهوياداع قطع عهداً بينه وبين الله وبين الأمة (2ملوك 11: 17), وعلى هذا القياس دوّن صموئيل القوانين الدستورية ببيان امتيازات الملك وحقوقه، وعيّن حدوده حتى لا يستبد، وأوضح واجبات الأمة نحو ملكها، ووضع هذا القانون الدستوري أمام الرب شهادة على أن كل فريق يقوم بما عليه من الواجبات، وسلّمه للكهنة تثبيتاً لهذا, فهل يصح أن نفهم من هذا أن صموئيل كتب سفراً موحى به وضاع؟ حاشا وكلا!
4 _ كتب أخرى:
ونقرأ 1أخبار 29: 29 و30 : وأمور داود الملك الأولى والأخيرة هي مكتوبة في سفر أخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائي , ولا ينكر أحد أن تاريخ داود النبي مذكور بالتفصيل في سفر صموئيل النبي وفي سفر الملوك وفي سفر أخبار الأيام الأول, وهذه الكتب بأيدينا نتعبد بتلاوتها ونستفيد من مطالعتها، فلم يضِعْ شيء من تاريخ هذا النبي الفاضل, ومراد النبي في 1أخبار 29: 29 و30 الاستشهاد بأسفار صموئيل والملوك وأخبار الأيام، وهي موجودة, فالنبي لم يستشهد بشيء وهمي معدوم لا وجود له، بل استشهد بشيء له وجود حقيقي, وبيان ذلك أن سفري صموئيل النبي هما من كتابة صموئيل النبي ومعنونان باسمه, أما سفرا الملوك وسفرا الأخبار فكتبها عددٌ من الأنبياء، فكل نبي دوَّن حوادث عصره، ومن هؤلاء الأنبياء: ناثان وجاد، والدليل على ذلك أن تواريخ بني إسرائيل موجودة بالتفصيل التام في كتاب الله,
وهناك كتب ورد ذكرها في العهد القديم موجودة، ولكنها سُمِّيت بأسماء أخرى، فكتب صموئيل والملوك والأيام لم يكتبها نبي واحد، بل كتبها عدَّة أنبياء الواحد بعد الآخر، فإنه لم ينقطع قيام الأنبياء بين بني إسرائيل إلا عند ختام كتب العهد القديم، فكان إذا أراد الله تدوين تواريخ أو أخبار لنقلها إلى الخَلَف، أوحى إليهم ذلك, وعلى هذا كتب النبي جاد وناثان وعدّو وشمعيا وغيرهم أجزاء من هذه الكتب, ومما يؤيد أن عِدَّة أنبياء دوّنوا هذه التواريخ أن إشعياء النبي كتب في نبوته أربعة أصحاحات وردت في سفر الملوك الثاني، مما يدل على أنه هو الذي كتبها في الأصل (انظر 2ملوك 18_20 وقابلها بما ورد في إشعياء 36_39),
ومما يدل على عدم امكان ضياع شيء من العهد القديم ما يأتي:
(1) حفظ الله بعنايته الإلهية الكتب التي أوحى بها، وأراد بها تعليم كنيسته مدى الدهور والأيام, فلا يتصور أنه يسمح لأحد بإحباط عمله, وقد حفظ هذه الكتب سليمة من التحريف ومنزهة عن النقص مئات السنين في وسط التقلبات والانقلابات الجسيمة، ولا سيما عندما كان يحاول الكفرة ملاشاة ديانة اليهود,
(2) حرص اليهود على كتبهم المقدسة، وأظهروا غاية التحفظ والتيقظ في حفظها,
(3) تدل ترجمة الكتب المقدسة نحو 300 سنة قبل المسيح على أنه لم يضع من كتبهم شيء,
(4) تدل شهادة المسيح ورسله للكتب المقدسة على عدم ضياع شيء منها، فقد استشهدوا بها وحضّوا على مطالعتها مما يدل على سلامتها,
ونود أن نضيف بعض الأفكار الأخرى:
1 _ يجوز أن النبي يكتب أسفاراً لم يُؤمر بتبليغها وليست وحياً، يدوّن فيها تواريخ عادية أو تنبيهات خصوصية بدون وحي إلهي, فإذا كانت هذه الكتب موجودة أو غير موجودة كان الأمر على حد سواء,
2 _ لم يُفقَد كتاب من الكتب الموحى بها مطلقاً كما أوضحنا، فإذا كان المراد بسفر الحروب كتاباً موحى به، كان هذا الكتاب سفر العدد, وإن كان كتاباً وضعه موسى لإرشاد يشوع في الأعمال الحربية، ولم يؤمر بتبليغه، فيكون من الكتب غير الموحى بها, وقس على ذلك كتاب ياشر, فإذا أريد به شريعة موسى كان من الكتب الموحى بها، وإذا كان المراد به أناشيد الأبطال كان كتاباً عادياً,
3 - يقول الكتاب المقدس إن سليمان الحكيم نطق بأمثال وأناشيد وقصائد ولكنه لا يقول إنها تدوَّنت كلها، فهي من العبارات التي أُريد بها الإعراب عن حكمته الباهرة,
4 - أما عن كلامه في التاريخ الطبيعي أي على النباتات والطيور فهي ليست وحياً وتختص بالعلوم,
5 - أخذ صموئيل عهداً على الملك بمراعاة مصلحة الأمة، وعلى الأمة بتقديم الواجبات للملك، كما جرت عادة ملوك بني إسرائيل, وهل يُعقل أنه إذا جاءت عبارة في القرآن عن أخذ عهد وميثاق يقول قائل إنه قد ضاعت كتب العهد والميثاق؟!
6 - سفرا صموئيل موجودان، وفيهما تاريخ داود,
7 - أخبار ناثان وأخبار جاد عن الملك داود موجودة في أسفار الملوك وأخبار الأيام، وتاريخه مكتوب بالتفصيل في هذه الكتب, أما ذكر شمعيا وعدّو عن أخبار رحبعام الشرير فموجود في أسفار الملوك والأخبار، وأخبار أخيا النبي، ورؤى يعدو عن سليمان النبي، وما كتبه ياهو النبي عن تاريخ يهوشافاط كله موجود في هذه الأسفار, ودوّن إشعياء تاريخ عزّيا الأبرص وحزقيا وهو موجود في سفر الملوك, وقد ورد في 2أخبار 35: 25 أن إرميا رثى يوشيا وكذلك جميع المغنين والمغنيات ندبوه, فهل نفهم من هذا أن إرميا النبي كتب مرثية وضاعت؟ أما كتاب تواريخ الأيام المذكور في نحميا فهو سفر أخبار الأيام، وهو موجود,
8 - لم يقل يوسيفوس إن حزقيال النبي كتب كتابين بوحي إلهي ثم ضاعا، فيوسيفوس شهد أن الكتب المقدسة التي يؤمن اليهود أنها وحي إلهي هي 22 ، وبالتفصيل 39,
يقول المعترض: بعض البشارات عن محمد توجد في الكتب القديمة، ولا توجد في الكتب الحالية عندهم, فلعلها كانت موجودة في هذه الكتب المفقودة ,
وللرد نقول بنعمة الله : هل مراده أن النباتات والحيوانات التي كتب عنها سليمان هي بشارات عن محمد؟ أو هل مراده أن أخبار رحبعام الشرير وعزّيا الأبرص هي بشارات عن محمد؟
AL-ATHRAM
09-30-2023, 09:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحزء الثالث :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
إخوة الرّب
قد سمى الإنجيل يسوع : ابن يوسف فقال :
" ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة ،وهو على ما كان : ابن يوسف ابن هالي .. " ( لوقا 3 : 23 ) .
وقد دعت مريم يوسف رجلها : أبا لابنها ( الله ) يسوع .. فقد كان :
" أبواه ( مريم ويوسف ) يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح ... ولما أبصراه اندهشا .
وقالت له أمهُ : يا بني لماذا فعلت بنا هكذا . هو ذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين . فقال لها لماذا كنتما تطلبانني .. ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعاً لهما .. " ( لوقا 2: 41 – 52 )
(( كان الله خاضعاً لهما ))
تعبير " إخوة الرب " يطلقه النصارى على إخوة أشقاء لأم .. وأخوات أشقاء لأم .. للمسيح . ثم يختلفون في إخوة الرب. .
1- هل الأُخوة على الحقيقة ؟ أي هم مولودون مثله من مريم .. ولكن يختلفون عنه في أن المسيح مولود بدون زرع بشر .. وهم مولودون من زرع بشر .. هو يوسف النجار ..
2- هل الأخوة على المجاز .. أي هم من المؤمنين به .. والمناصرون له ؟ وإذا كانت الأخوة على الحقيقة ..
أ- فهل هم من يوسف النجار ومريم .. وقد ولدوا بعد ولادة المسيح .. لأن المسيح هو بكر مريم ؟
ب- هل هم من يوسف من زوجة سابقة له على مريم ؟
ت- هل هم أولاد خالة له تسمى مريم ؟
أما نصوص الأناجيل . فإنها :
1- تصرح بولادة المسيح من مريم وهي عذراء بدون زرع بشر .. كما صرح القرآن الكريم ..
2- وتصرح بإخوة أشقاء وأخوات شقيقات للمسيح من أمه بعد ولادته .. ولم يصرح القرآن الكريم ..
3- وتصرح بإخوة له وأخوات على المجاز ..
4- وتصرح بأن إخوته لم يؤمنوا بدعوته. .
5- ثم تصرح بأن بعض إخوته آمنوا به ..
وإيمانهم به .. وعدم إيمانهم به هو من باب التناقض في معاني الأناجيل .. أما وجود إخوة حقيقيين له وأخوات حقيقيات له .. فإننا نقول للنصارى :
هذا إن سلمتم بصحته .. يكن من باب الدلالة على إنسانيته .. لا على إلوهيته .. وها نحن نذكر النصوص ونجادل بها _ على ما هو المكتوب .. على طريقة إلزام الخصم بما يسلم بصحته _ ..
أولاً : النصوص التي تدل على أنهم ولدوا بعد يسوع .
1- يقول لوقا :
" فولدت ابنها البكر .. وقمَّطتهُ في واضجعتهُ في المذود " ( 2 : 7 )
( وولدت ابنها البكر ).., هو قول يدل على أنها ولدت غيره .. وأما البكر بين أبنائها فهو المسيح ..
2- يقول متى ( 1 : 24 – 25 ) :
" فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمرهُ ملاك الرب (( وأخذ امرأتهُ )) . ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر .. ودعا اسمهُ يسوع .."
يدل على أنه قد عرفها أي وطئها بعد ولادته .. وما كان قد وطئها قبل ولادته . . ووطؤها بعد ولادته .. لا يليق بمنصب الإلوهية _ كما يدعي النصارى فيه _ إذ هو يكون قد وطئ أمًّا إلهيه . .
2- يقول متى ( 1 : 18 ) :
" لما كانت مريم أمُّهُ مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وُجدت حبلى من الروح القدس "
قوله قبل أن يجتمعا يدل على أنهما قد اجتمعا بعد ولادته .. أي وطأها ونكحها . .
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
11-09-2023, 08:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
saif
) أما القرآن فهو بخلاف ذلك من وجوه عديدة، منها:
(أ) إن كاتبه كان رجلًا أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، وكثيراً ما كان يغيّر أقواله ويبدلها,
(ب) إنه كُتب مفرّقاً في 25 سنة، ولابد من ضياع جانب كبير منه,
(ج_) إنه كُتب في عسب وعلى العظام، والله أعلم كم ضاع وكم بقي منه,
(د) إنه لم يكن في عصره رجال مخصوصون لحفظ الكتب الإلهية,
الحزء الرابع :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
ثانياً : النصوص التي تدل على إنهم أخوة أشقاء وأخوات شقيقات على الحقيقة ..
1- في إنجيل يوحنا ( 2 : 12 ) :
" وبعد هذا انحدر إلى كفر ناحوم هو وامُّهُ واخوتهُ وتلاميذهُ ... "
قوله ( أمه وإخوته ) يدل على أنه مشى في البلاد للدعوة إلى الله مع أمه .. وأنها دعت معه إلى الله ..
ولو أن يوحنا لم يذكر ( وتلاميذه ) بعد { وأخوته } لدلت إخوته على إخوة مجازية أو أخوة طبيعية .. ولاحتمالها المعنيين .. ما كانت تكون نصاً قاطعاً في الأخوة الطبيعية ..
2- يقول متى ( 12 : 46 – 50 ) :
" وفيما هو يكلّم الجموع إذا أمُّهُ واخوتهُ قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلّموهُ . فقال لهُ واحدٌ هو ذا أمُك واخوتك واقفون خارجاً طالبين ان يكلّموك . فأجاب وقال للقائل لهُ. مَنْ أمّي ومَنْ إخوتي. ثم مدَّ يدهُ نحو تلاميذه وقال ها أمّي وإخوتي . لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمّي "
في هذا النص تجد أن إنساناُ يقول للمسح :
إن أمك وإخوتك يطلبونك .. وقوله هذا قد يدل على أم مجازية .. وإخوة مجازيين .. ويدل أيضاً على أم حقيقية وإخوة حقيقيين .. ولاحتماله هذين المعنيين .. تجد أن قوله :
" من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي "
قد عيّن أحد المعنيين وهو أن الطالبين له كانوا على الحقيقة ولم يكونوا على المجاز ..
3- يقول مرقس ( 6 : 3 ) :
" أليس هذا هو النجار ابن مريم . وأخو يعقوب ويُوسي ويهوذا وسمعان .. أوً ليست أخوته ههنا عندنا "
فقد نسبه اليهود إلى يوسف النجار .. وهو منسوب إليه مجازاً لأنه لم يعرف أمه حتى ولدت ابنها البكر .. ونسبوا إليه أربعة إخوة هم يعقوب ويُوسى ويهوذا وسمعان ..
ولو كانت الأخوة مجازية .. فلماذا ذكروا أربعة وقد كان له كثيرون يصنعون إرادة أبيه الذي في السماوات ؟
وفي كتبكم أيها النصارى أنه له أختان أيضاً هما أستير وثامار ..
وهذا حوار دار بين المسيح مع اليهود والاتهامات المتبادلة بينه وبينهم ..
قال اليهود للمسيح :
" إننا لم نولد من زنا لنا أب واحد هو الله " يوحنا ( 8 41 )
فقال له المسيح :
" أنتم من أب هو إبليس " ( يوحنا 8 : 42 )
هنا إشارتهم إلى الزنى .. غمز من اليهود في ميلاد المسيح إذ كانوا يزعمون أن مريم ولدته من زنى ( حاشا لله ) ..
وللحديث بقية ..
أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
11-23-2023, 08:03 PM
وهنا بدأ يكتب ..
saif
توضيحات لا بد منها بشأن ام يسوع و إخوته
أ?- يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى " و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" متى 12 : 47 – 50 .
و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 . ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 .
أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأن؟وماذا عن مريم؟ لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؟ لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته؟
ب?- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي: "أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 . وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .
من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي.
كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة. وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى. لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة.
لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي. ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم "فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 .
ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".
أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها. في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28 [/b]
AL-ATHRAM
12-13-2023, 08:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحزء الخامس ..
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
ثالثاً : النصوص التي تدل على عدم إيمان أخوته به :
1- يقول يوحنا ( 7 : 1 – 9 ) :
" ... وكان عيد اليهود عيد المظالّ قريباُ . فقال لهُ إخوته انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل . لأنه ليس أحدٌ يعمل شيئاً في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية . ان كنتَ تعمل هذه الأشياء فأَظهر نفسك للعالم. لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحظر بعدُ . وأما وقتكم ففي كلّ حينٍ حاضرٌ . لا يقدر العالم ان يبغضكم ولكنهُ يبغضني أنا لأني اشهد عليهَ ان اعمالهُ شريرة. اصعدوا أنتم إلى هذا العيد . لأن وقتي لم يكمل بعدُ . وقال لهم هذا ومكث في الجليل . "
ففي هذا النص تصريح من يوحنا بعدم إيمان إخوته لقوله :
" لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ "
2- في إنجيل مرقس ( 3 : 21 ) : أن المسيح لما صنع معجزات بإذن الله ، اجتمع عليه خلق كثير ..
" ولما سمع أقرباؤهُ خرجوا ليمسكوهُ لأنهم قالوا : أنهُ مختلٌّ. "
فأقرباؤه ههنا هم أنسباؤه من سٍبطه . والذين خرجوا ليمسكوه عن الدعوة من أقربائه ، لا يستبعد أن منهم إخوته الذين لم يؤمنوا به .
رابعاً : النصوص التي تدل على إيمان إخوته به :
يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس :
إن المسيح بعد قيامته من الأموات ظهر لصفا _ وهو بطرس _ ثم للاثنى عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة ..
" وبعد ذلك ظهر ليعقوب " ( 15 : 7 (
ويعقوب هو أخوه .
يقول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية :
" لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب " ( : 1 : 19 )
جعل بولس للرب أخاً ويقصد هنا بالرب " يسوع " ويعقوب أخو المسيح من أمه مريم . كيف يكون هو الرب ..
وهو مولود مخلوق كان في المهد ثم صار صبياً ثم شاباً ؟! مشى ونام وأكل وجاع وأخرج وخاف وبكى وحزن وصلَّى .. وحسب قول الأناجيل لطموه ولكموا وبصقوا في وجه واستهزءوا فيه وجلدوه وصلبوه ودفنوه !!! ما هذا الرب الذي تتحدث عنه الأناجيل ؟!!!!
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
12-21-2023, 08:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس ..
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
خامساً : إبعاد المسيح لمريم عن إخوته لعدم إيمانهم به :
ومكتوب في إنجيل يوحنا : أن المسيح وهو على الصليب ، رأى أمه واقفة مع يوحنا . فقال لأمه :
" .. يا امرأة هو ذا ابنك . ثم قال للتلميذ : هو ذا أمك . ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته ."
وهذا النص يدل على أن إخوته إلى حين الصلب _ كما تزعمون _ لم يكونوا على وفاق معه ، ولا مع أمه . وإلا ما كان يسلمها إلى يوحنا لتعيش في كنفه .. وما كانت هي ترضى به ..
وهنا أحب أن أضيف تعليق بسيط :
نفطة مهمة متصلة بنسب المسيح عليه السلام :
في خطأ شائع موجود في الإنجيل عموما .. ان دائماً نداء يوجه للمسيح يا ابن داود ..
سنحقق هذه القضية وهي :
النداءات الموجة في الإنجيل أو نسب المسيح إلى داود وسنثبت بطلان أساساً نسب المسيح إلى داود .. وانه لا ينتسب إلى داود وإنما ينتسب ( لهارون ) وأنه من سبط اللاويين ولا علاقة له بداود على الإطلاق ..
في الحقيقة إن المعلومات التي سأستقيها هي من مصدري الأساسي وهو الكتاب المقدس وأيضاً من القرآن الكريم فهو جاء في الكتاب المقدس في النصوص ..
في أناجيل متى ولوقا .. ولما دخل المسيح إلى أورشليم دخول الإنتصاري .. الأولاد هللوا وقالوا أُوصًنَّا مبارك الآتي باسم الرب .. مبارك ابن داود .
المقصود هنا في كلمة ( ابن داود ) إنهم يرجعوا بنسب المسيح إلى سبط يهوذا اللي منه ( داود الملك ( .. لكن في الحقيقة أنا أحب أن أقول : إن مرقس يختلف في هذه المسألة ... فأنا سأخرج النص من إنجيل مرقس ( 12 : 35 – 37 )
" ثم أجاب يسوع وقال وهو يعلْم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود . لأن داود نفسهُ قال بالروح القدس قال الربُّ لربّي اجلس عن يميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك . فداود نفسهُ يدعوهُ ربّاً . فمن أين هو ابنهُ . وكان الجمع الكثير يسمعهُ بسرور. "
في مرقس هنا ينفي ان المسيح ( ابن داود ) لما أجي أنا أحقق هذا الأمر في القرآن الكريم
" يَا أُخْتَ هَارُونَ "
وهنا لما يقول يا أخت هارون معناه أنه هو بينسبها إلى سيدنا هارون أخو موسى عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وموسى وهارون من سبط لاوي .. ومريم العذراء كانت مريم البتول التي عاشت في قدس الأقداس مع زكريا .. وهي أيضاً من سبط لاوي .. فالمسيح نسب إلى أمه .. لأنه من سبط لاوي ولم يكن على الإطلاق من سبط داود اللي منه يوسف خطيب مريم .
الفكرة في سبط داود .. لماذا ؟
انهم يريدون يلبسوا المسيح ثوب داود الملك على اعتبار أن هذا جاء ملك يخلص لبني إسرائيل ... لأنه هو سيعيد مملكة إسرائيل التي هي مملكة داود .. ففي هنا نص واضح جداً ان مرقس ينفي ان مريم تنتسب إلى سبط داود ولكنها تنسب إلى سبط لاوي وسبط لاوي هو سبط مخصص للهيكل ..
وخلاصة الكلام ان المسيح نادى بغير ما كان يتصور بني إسرائيل .. نادى بملكوت الله .. هم كانوا ينتظرون مسيحاً ملكاً مخلصاً يخلصهم ويحررهم من نيل الرومانيين .
من هنا نعلم :
ان غير معقول اطلاقاً ان نحن ننسب المسيح إلى واحد لا علاقة له به على الإطلاق وهو يوسف النجار .. فيوسف النجار عبارة عن خطيب لأمه .. كونا ننسب المسح أو ندخل المسيح كما رأيتم في سلسلة نسب يوسف فهذا لا يقره لا عقل ولا خُلق مع المسيح عليه أفضل الصلاة السلام .
إنما يُنسب إلى أمه ثم إلى نسبها الذي ينتهي كما رأيتم إلى سبط اللاويين وليس إلى سبط يهوذا كما ينادي دائماً ( يا ابن داود ) . لانه ليس لابن داود وإنما هو من سبط اللاويين .
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
01-21-2024, 08:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
Saif
توضيحات لا بد منها بشأن ام يسوع و إخوته
أ?- يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى
" و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" متى 12 : 47 – 50 .
و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 .
ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 .
أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأن؟وماذا عن مريم؟ لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؟ لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته؟
ب?- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي:
"أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 .
وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .
من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي.
كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة. وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى.
لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة. لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي. ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم
"فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 . ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".
أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها.
في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما"
أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28
AL-ATHRAM
02-09-2024, 09:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس ..
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
ثالثاً : النصوص التي تدل على عدم إيمان أخوته به :
1- يقول يوحنا ( 7 : 1 – 9 ) :
" ... وكان عيد اليهود عيد المظالّ قريباُ . فقال لهُ إخوته انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل . لأنه ليس أحدٌ يعمل شيئاً في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية . ان كنتَ تعمل هذه الأشياء فأَظهر نفسك للعالم. لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحظر بعدُ . وأما وقتكم ففي كلّ حينٍ حاضرٌ . لا يقدر العالم ان يبغضكم ولكنهُ يبغضني أنا لأني اشهد عليهَ ان اعمالهُ شريرة. اصعدوا أنتم إلى هذا العيد . لأن وقتي لم يكمل بعدُ . وقال لهم هذا ومكث في الجليل . "
ففي هذا النص تصريح من يوحنا بعدم إيمان إخوته لقوله :
" لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ "
2- في إنجيل مرقس ( 3 : 21 ) : أن المسيح لما صنع معجزات بإذن الله ، اجتمع عليه خلق كثير ..
" ولما سمع أقرباؤهُ خرجوا ليمسكوهُ لأنهم قالوا : أنهُ مختلٌّ. "
فأقرباؤه ههنا هم أنسباؤه من سٍبطه . والذين خرجوا ليمسكوه عن الدعوة من أقربائه ، لا يستبعد أن منهم إخوته الذين لم يؤمنوا به .
رابعاً : النصوص التي تدل على إيمان إخوته به :
يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس :
إن المسيح بعد قيامته من الأموات ظهر لصفا _ وهو بطرس _ ثم للاثنى عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة ..
" وبعد ذلك ظهر ليعقوب " ( 15 : 7 (
ويعقوب هو أخوه .
يقول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية :
" لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب " ( : 1 : 19 )
جعل بولس للرب أخاً ويقصد هنا بالرب " يسوع " ويعقوب أخو المسيح من أمه مريم . كيف يكون هو الرب ..
وهو مولود مخلوق كان في المهد ثم صار صبياً ثم شاباً ؟! مشى ونام وأكل وجاع وأخرج وخاف وبكى وحزن وصلَّى .. وحسب قول الأناجيل لطموه ولكموا وبصقوا في وجه واستهزءوا فيه وجلدوه وصلبوه ودفنوه !!! ما هذا الرب الذي تتحدث عنه الأناجيل ؟!!!!
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
03-12-2024, 11:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس ..
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
خامساً : إبعاد المسيح لمريم عن إخوته لعدم إيمانهم به :
ومكتوب في إنجيل يوحنا : أن المسيح وهو على الصليب ، رأى أمه واقفة مع يوحنا . فقال لأمه :
" .. يا امرأة هو ذا ابنك . ثم قال للتلميذ : هو ذا أمك . ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته ."
وهذا النص يدل على أن إخوته إلى حين الصلب _ كما تزعمون _ لم يكونوا على وفاق معه ، ولا مع أمه . وإلا ما كان يسلمها إلى يوحنا لتعيش في كنفه ، وما كانت هي ترضى به .
قد تكلمت عن نسب المسيح ... وهنا أحب أن أضيف تعليق بسيط :
نفطة مهمة متصلة بنسب المسيح عليه السلام :
في خطأ شائع موجود في الإنجيل عموما .. ان دائماً نداء يوجه للمسيح يا ( ابن داود ) ..
سنحقق هذه القضية وهي :
النداءات الموجة في الإنجيل أو نسب المسيح إلى داود وسنثبت بطلان أساساً نسب المسيح إلى داود .. وانه لا ينتسب إلى داود وإنما ينتسب ( لهارون ) وأنه من سبط اللاويين ولا علاقة له بداود على الإطلاق ..
في الحقيقة إن المعلومات التي سأستقيها هي من مصدري الأساسي وهو الكتاب المقدس وأيضاً من القرآن الكريم فهو جاء في الكتاب المقدس في النصوص ..
في أناجيل متى ولوقا .. ولما دخل المسيح إلى أورشليم دخول الإنتصاري .. الأولاد هللوا وقالوا أُوصًنَّا مبارك الآتي باسم الرب .. مبارك ابن داود .
المقصود هنا في كلمة ( ابن داود ) إنهم يرجعوا بنسب المسيح إلى سبط يهوذا اللي منه ( داود الملك ( .. لكن في الحقيقة أنا أحب أن أقول : إن مرقس يختلف في هذه المسألة ... فأنا سأخرج النص من إنجيل مرقس ( 12 : 35 – 37 )
" ثم أجاب يسوع وقال وهو يعلْم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود . لأن داود نفسهُ قال بالروح القدس قال الربُّ لربّي اجلس عن يميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك . فداود نفسهُ يدعوهُ ربّاً . فمن أين هو ابنهُ . وكان الجمع الكثير يسمعهُ بسرور. "
في مرقس هنا ينفي ان المسيح ( ابن داود ) لما أجي أنا أحقق هذا الأمر في القرآن الكريم
" يَا أُخْتَ هَارُونَ "
وهنا لما يقول يا أخت هارون معناه أنه هو بينسبها إلى سيدنا هارون أخو موسى عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وموسى وهارون من سبط لاوي .. ومريم العذراء كانت مريم البتول التي عاشت في قدس الأقداس مع زكريا .. وهي أيضاً من سبط لاوي .. فالمسيح نسب إلى أمه .. لأنه من سبط لاوي ولم يكن على الإطلاق من سبط داود اللي منه يوسف خطيب مريم .
الفكرة في سبط داود .. لماذا ؟
انهم يريدون يلبسوا المسيح ثوب داود الملك على اعتبار أن هذا جاء ملك يخلص لبني إسرائيل ... لأنه هو سيعيد مملكة إسرائيل التي هي مملكة داود .. ففي هنا نص واضح جداً ان مرقس ينفي ان مريم تنتسب إلى سبط داود ولكنها تنسب إلى سبط لاوي وسبط لاوي هو سبط مخصص للهيكل ..
وخلاصة الكلام ان المسيح نادى بغير ما كان يتصور بني إسرائيل .. نادى بملكوت الله .. هم كانوا ينتظرون مسيحاً ملكاً مخلصاً يخلصهم ويحررهم من نيل الرومانيين .
من هنا نعلم :
ان غير معقول اطلاقاً ان نحن ننسب المسيح إلى واحد لا علاقة له به على الإطلاق وهو يوسف النجار .. فيوسف النجار عبارة عن خطيب لأمه .. كونا ننسب المسح أو ندخل المسيح كما رأيتم في سلسلة نسب يوسف فهذا لا يقره لا عقل ( ولا خُلق مع المسيح ) عليه أفضل الصلاة السلام .
إنما يُنسب إلى أمه ثم إلى نسبها الذي ينتهي كما رأيتم إلى سبط اللاويين وليس إلى سبط يهوذا كما ينادي دائماً ( يا ابن داود ) . لانه ليس لابن داود وإنما هو من سبط اللاويين .
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
04-29-2024, 09:18 PM
Saif
توضيحات لا بد منها بشأن ام يسوع و إخوته
أ?- يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى " و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي"
متى 12 : 47 – 50 . و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 . ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 . أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأن؟وماذا عن مريم؟ لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؟ لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته؟
ب?- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي: "أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 . وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .
من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي. كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة. وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى. لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة. لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي. ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم "فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 . ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".
أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها. في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28
AL-ATHRAM
06-05-2024, 10:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحزء الخامس ..
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
ثالثاً : النصوص التي تدل على عدم إيمان أخوته به :
1- يقول يوحنا ( 7 : 1 – 9 ) :
" ... وكان عيد اليهود عيد المظالّ قريباُ . فقال لهُ إخوته انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل . لأنه ليس أحدٌ يعمل شيئاً في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية . ان كنتَ تعمل هذه الأشياء فأَظهر نفسك للعالم. لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحظر بعدُ . وأما وقتكم ففي كلّ حينٍ حاضرٌ . لا يقدر العالم ان يبغضكم ولكنهُ يبغضني أنا لأني اشهد عليهَ ان اعمالهُ شريرة. اصعدوا أنتم إلى هذا العيد . لأن وقتي لم يكمل بعدُ . وقال لهم هذا ومكث في الجليل . "
ففي هذا النص تصريح من يوحنا بعدم إيمان إخوته لقوله :
" لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ "
2- في إنجيل مرقس ( 3 : 21 ) : أن المسيح لما صنع معجزات بإذن الله ، اجتمع عليه خلق كثير ..
" ولما سمع أقرباؤهُ خرجوا ليمسكوهُ لأنهم قالوا : أنهُ مختلٌّ. "
فأقرباؤه ههنا هم أنسباؤه من سٍبطه . والذين خرجوا ليمسكوه عن الدعوة من أقربائه ، لا يستبعد أن منهم إخوته الذين لم يؤمنوا به .
رابعاً : النصوص التي تدل على إيمان إخوته به :
يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس :
إن المسيح بعد قيامته من الأموات ظهر لصفا _ وهو بطرس _ ثم للاثنى عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة ..
" وبعد ذلك ظهر ليعقوب " ( 15 : 7 (
ويعقوب هو أخوه .
يقول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية :
" لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب " ( : 1 : 19 )
جعل بولس للرب أخاً ويقصد هنا بالرب " يسوع " ويعقوب أخو يسوع من أمه مريم . كيف يكون هو الرب ..
وهو مولود مخلوق كان في المهد ثم صار صبياً ثم شاباً ؟! مشى ونام وأكل وجاع وأخرج وخاف وبكى وحزن وصلَّى .. وحسب قول الأناجيل لطموه ولكموا وبصقوا في وجه واستهزءوا فيه وجلدوه وصلبوه ودفنوه !!! ما هذا الرب الذي تتحدث عنه الأناجيل ؟!!!!
وللحديث بقية ..
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
06-20-2024, 10:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس ..
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
خامساً : إبعاد المسيح لمريم عن إخوته لعدم إيمانهم به :
ومكتوب في إنجيل يوحنا : أن المسيح وهو على الصليب .. رأى أمه واقفة مع يوحنا .. فقال لأمه :
" .. يا امرأة هو ذا ابنك . ثم قال للتلميذ : هو ذا أمك . ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته ."
وهذا النص يدل على أن إخوته إلى حين الصلب _ كما تزعمون _ لم يكونوا على وفاق معه .. ولا مع أمه .. وإلا ما كان يسلمها إلى يوحنا لتعيش في كنفه .. وما كانت هي ترضى به ..
قد تكلمت عن نسب المسيح ...
وهنا أحب أن أضيف تعليق بسيط :
نفطة مهمة متصلة بنسب المسيح عليه السلام :
في خطأ شائع موجود في الإنجيل عموما .. ان دائماً نداء يوجه للمسيح يا ( ابن داود ) ..
سنحقق هذه القضية وهي :
النداءات الموجة في الإنجيل أو نسب المسيح إلى داود وسنثبت بطلان أساساً نسب المسيح إلى داود .. وانه لا ينتسب إلى داود وإنما ينتسب لهارون وأنه من سبط اللاويين ولا علاقة له بداود على الإطلاق ..
في الحقيقة إن المعلومات التي سأستقيها هي من مصدري الأساسي وهو الكتاب المقدس وأيضاً من القرآن الكريم فهو جاء في الكتاب المقدس في النصوص ..
في أناجيل متى ولوقا .. ولما دخل المسيح إلى أورشليم دخول الإنتصاري .. الأولاد هللوا وقالوا أُوصًنَّا مبارك الآتي باسم الرب .. مبارك ابن داود .
المقصود هنا في كلمة ( ابن داود ) إنهم يرجعوا بنسب المسيح إلى سبط يهوذا اللي منه ( داود الملك ) .. لكن في الحقيقة أنا أحب أن أقول : إن مرقس يختلف في هذه المسألة ... فأنا سأخرج النص من إنجيل مرقس ( 12 : 35 – 37 )
" ثم أجاب يسوع وقال وهو يعلْم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود . لأن داود نفسهُ قال بالروح القدس قال الربُّ لربّي اجلس عن يميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك . فداود نفسهُ يدعوهُ ربّاً . فمن أين هو ابنهُ . وكان الجمع الكثير يسمعهُ بسرور. "
في مرقس هنا ينفي ان المسيح ( ابن داود ) لما أجي أنا أحقق هذا الأمر في القرآن الكريم
" يَا أُخْتَ هَارُونَ "
وهنا لما يقول يا أخت هارون معناه أنه هو بينسبها إلى سيدنا هارون أخو موسى عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وموسى وهارون من سبط لاوي .. ومريم العذراء كانت مريم البتول التي عاشت في قدس الأقداس مع زكريا .. وهي أيضاً من سبط لاوي .. فالمسيح نسب إلى أمه .. لأنه من سبط لاوي ولم يكن على الإطلاق من سبط داود اللي منه يوسف خطيب مريم .
الفكرة في سبط داود .. لماذا ؟
انهم يريدون يلبسوا المسيح ثوب داود الملك على اعتبار أن هذا جاء ملك يخلص لبني إسرائيل ... لأنه هو سيعيد مملكة إسرائيل التي هي مملكة داود .. ففي هنا نص واضح جداً ان مرقس ينفي ان مريم تنتسب إلى سبط داود ولكنها تنسب إلى سبط لاوي وسبط لاوي هو سبط مخصص للهيكل ..
وخلاصة الكلام ان المسيح نادى بغير ما كان يتصور بني إسرائيل .. نادى بملكوت الله .. هم كانوا ينتظرون مسيحاً ملكاً مخلصاً يخلصهم ويحررهم من نيل الرومانيين .
من هنا نعلم :
ان غير معقول اطلاقاً ان نحن ننسب المسيح إلى واحد لا علاقة له به على الإطلاق وهو يوسف النجار .. فيوسف النجار عبارة عن خطيب لأمه .. كونا ننسب المسح أو ندخل المسيح كما رأيتم في سلسلة نسب يوسف فهذا لا يقره لا عقل ولا خُلق مع المسيح عليه أفضل الصلاة السلام .
إنما يُنسب إلى أمه ثم إلى نسبها الذي ينتهي كما رأيتم إلى سبط اللاويين وليس إلى سبط يهوذا كما ينادي دائماً ( يا ابن داود ) . لانه ليس لابن داود وإنما هو من سبط اللاويين .
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM
06-27-2024, 10:40 PM
Saif
توضيحات لا بد منها بشأن ام يسوع و إخوته
أ?- يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى " و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" متى 12 : 47 – 50 . و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 .
ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 .
أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأن؟وماذا عن مريم؟ لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؟ لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته؟
ب?- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي: "أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 . وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .
من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي. كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة.
وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى. لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة. لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي.
ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم "فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 . ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".
أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها. في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28
AL-ATHRAM
07-08-2024, 10:47 PM
الجزء السابع :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
والآن نذهب وكما قلت يا اخ Saif في الفصل الأول .. تحت عنوان " عصمة الوحي " في السطر رقم 16
saif
- يقول الكتاب المقدس إن المسيح وحده هو القدوس المنزَّه عن النقص والعيب، حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى عِلَّة،
أعداءه بالنسبة لكم نحن المسلمين .. هذه هي الكلمة الوحيدة التي صدقت فيها .... فعلا انه رسول الله وحبيبنا وأخو نبينا ولا نرى فيه إلا ما نرى في رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام
والأن يا اخي العزيز لنرى قصة العذراء مريم عند أعدائكم ...
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران :
" إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {35} "
أي إن امرأة عمران حينما حملت .. وقبل أن تلد .. أو كانت تعرف أنها ستلد ذكراُ أو أنثى .. نذرت ما في بطنها لله سبحانه وتعالى ولعبادته .. وكان هذا النذر لمحة إيمانية من امرأة مؤمنة أرادت أن تهب الله ذريتها تقربً منه.
" فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {36} "
فوجئت امرأة عمران عندما وضعت .. أنها لم تضع ولداً ولكنها وضعت أنثى .. وفي هذه الحالة انتابتها الحيرة . فقد كانت تريد ولداً يدعو إلى منهج الله وينشأ في عبادته .. ولكنها وضعت بدلا من ذلك أنثى ..فاتجهت إلى الله سبحانه وتعالى :
" رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى .. 35 "
أي أن الذكر أو الولد له قدرات على المشاق من الحياة ..وعلى الدعوة لدين الله لا تملكها الأنثى ..
ورد الله سبحانه وتعالى ليذكّرها بطلاقة القدرة ..
فقال يا امرأة عمران انني أعلم بما وضعت ، وأنا الذي أخلق ما في الأرحام ولست اخلقه فقط بل أعلم كل شيء عنه من يوم مولده إلى يوم وفاته .. كم عمره .. وكم رزقه .. هل هو شقي أم سعيد .. مرزوق أن مقتر عليه في الرزق .. ماذا يحدث له من أحداث ويصيبه من أمراض .. في كل رحلة حياته .. واعلم كل صغيرة وكبيرة عما يواجهه في الحياة .. وليس هذا فقط بل انني أخلق صورته وأعلم هذه الصورة قبل أن يعرفها أحد من العالمين ..
ومن هنا فإن علمي بما جاء في الأرحام يتجاوز علم الدنيا كلها .. والله سبحانه وتعالى لو شاء أن تضع امرأة عمران ولداً لأعطاها ولداً ولكن الطلاقة الكبرى بدأت منذ اللحظة الأولى لخلق مريم في رحم أمها فجعلها الله أنثى وحينئذ اتجهت أمها إلى السماء وقالت يا ربي :
" وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {36} "
.. أي يا ربي لا تجعل للشيطان كيداً ولا سيطرة على مريم وعلى ذريتها ..
وللحديث بقية ...
اخوك / الاثرم
AL-ATHRAM
07-21-2024, 10:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
وهنا يأتي سؤال هام .. من أين عرفت امرأة عمران أن مريم ستكون لها ذرية _ هل أنبأها الله وتعالى بما هو قادم .. أم دعاء كل أم لابنتها حسب ما هو متبع .. ولا أحد يعلم إذا كان الله قد أنبأ أمها بما أعده لمريم .. فلم يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه أنبأها .. ولكنه في الغالب دعاء كل أم .
هنا بدأت الخطوة الأولى لالتقاء مريم مع طلاقة القدرة .. فتقبلها الله سبحانه وتعالى كنذر نُذر لله قبولا حسناً _ وهذا القبول غير الاصطفاء الذي سنتحدث عنه فيما هو قادم .. ولكنها الخطوة الأولى على الطريق إلى المعجزة الكبرى لطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. وما يعده لبني اسرائيل من نبي يفيقهم بطلاقة القدرة عن عبادة الأسباب والماديات وأنبتها نباتً حسناً . وذهبت مريم إلى مكان تنقطع فيه إلى العبادة .. وتنافس الأحبار ورجال الدين أيهم يكفلها ..فقد كانت من طيب المنبت والخشوع إلى الله سبحانه وتعالى بحيث رغب كل منهم في أن يكون له شرف كفالتها .. والقوا أقلامهم .. وقسم الله سبحانه وتعالى أن يكفلها زكريا .. ودخلت مريم وانقطعت لعبادة الله .
كان زكريا يدخل على مريم المحراب ليحضر لها طعامها وشرابها ويطمئن عليها بينما انقطعت هي إلى عبادة الله سبحانه وتعالى .. ولكن زكريا فوجئ بشيء غريب .. ذلك أنه كلما دخل على مريم وجد عندها رزقاً .. وأي رزق ذلك الذي وجده .. رزق عجيب .. فاكهة الصيف في الشتاء .. وفاكهة الشتاء في الصيف .. ورزق لا ينفذ مهما أكلت منه مريم .. ولا يتلف أو يتعفن .
كان هذا شيئاً عجيباً أثار انتباه زكريا .. وكان هذا أول اصطفاء لمريم بأن اختصها ربها بطلاقة القدرة .. فأراها أنه يعطي ما يشاء لمن يشاء دون أسباب .. حتى إذا وقعت المعجزة .. ووضعت مريم عليها السلام عيسى .. بدون الأسباب البشرية .. لم تهتز اهتزازاً يذهب نفسها .. ولم تشك في أن ما حدث ربما كان فيه خدعة .. بل انها رأت بعينها في الاصطفاء الأول بطلاقة القدرة .. ما يبرر ويسهل عليها فهم الاصطفاء الثاني على نساء العالمين .. بأن تضع بدون رجل .. ودون أن يمسها انسان .. ولذلك كانت طلاقة القدرة في رزق مريم عن غير طريق الاسباب بداية تمهيدية من الله سبحانه وتعالى ..
ولكن زكريا النبي الحريص على مريم دخل الشك إلى قلبه .. ورغم علمه بأن مريم متفرغة تماماً للعبادة ، وأنها لا تغادر غرفتها وتقضي الليل والنهار في الركوع والسجود لله سبحانه وتعالى .. إلا أنه ببشريته أراد أن يتأكد فسألها :
" ... أَنَّى لَكِ هَـذَا ...{37} آل عمران
أي من أين ذلك يا مريم .
والله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا هنا لفتة كريمة فيها صلاح الكون كله .. فلو أن كل رب لأسرة .. أو راع لمجموعة من الناس . عندما وجد مظهراً من النعم لا يتناسب مع القدرات البشرية .. فقال من أي لك هذا ؟ لصلح الكون كله .. ولأصبح كل انسان رقيباً حقيقياً على أسرته ..
ولكن الذي يحدث أن الأب أو المسئول عن الأسرة .. يجد من بناته وأولاده ما لا يتناسب مع قدراته المادية .. كفستان مرتفع الثمن ، أو مال كثير .. أو أي شيْ غال لا يستطيعون شراءه .. لو أنه وقف وقال من أين لكم هذا .. لعرف كل واحد منهم أنه إذا انحرف ، فأنه سيحاسب .. ولعلم قبل أن يمد يده إلى الحرام .. أن الحرام سيكشفه .. ويجعله موضع مساءلة .. ولكنه حين يغمض الأب عينيه ويرى مع بناته وأولاده ما لا يتناسب مع دخولهم فلا يسألهم من أين لكم هذا .. يشيع الفساد في الكون ..
وتلك الآية ترينا مدى حرص زكريا على مريم وسلوكها .. مع أنها عابدة متعبدة .. منقطعة لعبادة الله سبحانه وتعالى .. إلا أن ذلك لم يعفها من المساءلة من زكريا .. ولم يقل زكريا لنفسه أن مريم امرأة عابدة متعبدة لا يمكن أن يأتيها هذا إلا من طريق سليم .. ولكنه وضع المساءلة أولا .. ليكون متأكداً مائة في المائة من مصدر هذا الرزق .. حينئذ قالت مريم :
" قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {37} " آل عمران .
وكان الرد مفاجأة لزكريا .. فقد التقى وجها لوجه مع طلاقة قدرة الله التي تهب ما تشاء لمن تشاء دون اللجوء إلى الأسباب .. وإنما تقول للشيء كن فيكون .. وهنا ثارت في نفس زكريا قضية قديمة .. فهو ليس له ذرية وامرأته عاقر .. وهو كنبي يخاف على أتباعه بعد موته أن يتفرقوا أو يضلوا .. ويريد لهم قدوة سلوكية تحفظهم من بعده .
وثارت في نفس زكريا مسألة طلاقة القدرة .. فما دام الله سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغير حساب فلماذا لا يدعوه ليرزقه بولد .. وما دامت الأسباب لا تقيد قدرة الله سبحانه وتعالى .. فإنه قادر على أن يهب زكريا ما يريد .
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
08-08-2024, 11:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجز ء التاسع :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
إعجاز الخالق
وهنالك .. وفي محراب مريم :
" هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء {38}
رفع زكريا يده إلى السماء .. وهو في محراب مريم .. وقال يا ربي لقد تجلت طلاقة قدرتك في هذا المكان فرزقت مريم فاكهة وطعاماً ليسا موجودين في الدنيا .. فبحق طلاقة القدرة هذه .. هب لي ذرية طيبة واسمع دعائي .. ولم تمض إلا لحظات وزكريا قائم يصلي في المحراب عند مريم حتى نزلت الملائكة وقالت له :
" أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39} "
.. نزلت الملائكة على زكريا تبشره بالغلام .. ليس بهذا فقط .. بل تقول له ما هو مستقبله .. وإلى ماذا سيصير .. فلم تكتف الملائكة بإبلاغ زكريا بأن الله سيهب له غلاماً .. بل أنه سيكون سيداً ونبياً من الصالحين .. وهكذا كان الإبلاغ فيه إعجاز .. إعجاز بعلم الخالق قبل أن يخلق .. وقبل أن تحمل زوجة زكريا .. فقال له أن زوجتك ستحمل .. وستأتي بولد .. ولن أخبرك بهذا فقط .. بل إن هذا الغلام سيشب ويكبر .. ويكون سيداً في قومه .. ونبياً من الصالحين .. وهكذا نرى مدى التفسير الصحيح لقول الله سبحانه وتعالى :
" ويعلم ما في الأرحام "
وهو لم ينبئ زكريا بأن امرأته ستلد ولداً .. وهي قد حملت به .. أو قد مضى عليها في الحمل عدة شهور .. بل قال له وأنبأه بذلك قبل أن تحمل .. وقبل أن يحدث أي اتصال بين زكريا وزوجته . وأنبأه بالمستقبل الذي ينتظر هذا الطفل بعد سنوات طويلة .
هنا اهتز زكريا .. اهتز من اللقاء بطلاقة القدرة .
واعتقد أنه قد فهم خطأ .. فأراد أن يتأكد .. فرفع يده إلى السماء مرة أخرى .. وقال :
" قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ {40}.
رفع زكريا يده إلى السماء وقال يا ربي لقد التبس علي الأمر فأنا أريد أن أتأكد أنني لم أسيء الفهم .. أنا يا ربي رجل عجوز .. وامرأتي عاقر لا تلد .. الأسباب هنا ممتنعة من الناحيتين .. ناحية زكريا الذي بلغ من الكبر عتيا .. ولم يعد بالأسباب صالحاً لإنجاب الولد .. وحتى هب أن زكريا صالح لذلك فامرأته عاقر .. لم تلد طوال حياتها .. ولم تلد في شبابها .. فهل يا ربي إذا كانت زوجتي عاقراً لم تحمل طوال حياتها .. أتأتي الآن وهي عجوز لتحمل .. وآتي الآن أنا وأنا شيخ كبير لأفعل ما عجزت عن افعله في شبابي .. هنا اهتز زكريا بالأسباب .. وكان لقاؤه مع طلاقة القدرة .. وكان أول لقاء له .. لقاء قويا هزه من أعماقه فاعتقد أنه قد فهم خطأ قول الملائكة أو أن هناك لبسا ما .. حينئذ يقول له الله سبحانه وتعالى :
قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً {9} ." سورة مريم
وفي سورة آل عمرا ن .
كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {40}
هنا يُذكّر الله سبحانه وتعالى زكريا بحقيقتين هامتين حول طلاقة القدرة فيقول له أن الله يفعل ما يشاء ، أي ليس هناك قيود على إرادة الله سبحانه وتعالى .. وإذا كانت هناك الأسباب في الدنيا فالله هو الذي خلق الأسباب .. ولا يمكن أن يكون المخلوق قيداً على الخالق ..
إن الله سبحانه وتعالى خالق الأسباب لا تقيده هذه الأسباب وتحد من قدرته .. بل إنه يفعل ما يشاء دون أن تكون هناك في الكون كله قدرة مانعة لهذا الفعل .. أو موقفة له .. ولو كانت هي الأسباب التي خلقها الله سبحانه وتعال لنظام الحياة في الكون ..
ثم يلفت الله سبحانه وتعالى زكريا إلى الحقيقة الثانية .. فيقول له إنك تتعجب مما أبلغتك الملائكة وأخبرتك به .. ولكنك يجب إلا تتعجب لأن الذي تحسبه صعباً ومستحيلاً هو هين .. انه أمر بسيط جداً بالنسبة لي ..
أنا الذي خلقت هذا الكون كله بما فيه ومن فيه .. هل يستعصي علي أن أخلق لك غلاماً ذلك أمر هين وبسيط أمام قدرة الله سبحانه وتعالى ..
وإذا كنت تتعجب من ذلك فانظر إلى نفسك حتى يزول العجب فقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا .. أوجدتك من العدم .. فلماذا تتعجب أن أخلق لك ابناً .. إذا كنت أنا قد أتيت بك من العدم .. وخلقتك ووهبت لك الحياة .. فمن السهل علي أن أهب لك الولد .
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
09-05-2024, 10:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العاشر :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
وكانت هذه إفاقة لزكريا وهو واقف في محراب مريم.. وأول ما رآه من طلاقة قدرة الله التي جعلته بعد ذلك لا يشك في مريم أبداً إذا وجد عندها أشياء عجيبة .. بل يعلم أن طلاقة القدرة تستطيع أن تعطي بلا أسباب .. بدليل أنها أعطت زكريا الولد بلا أسباب ..
وكان هذا من الله سبحانه وتعالى تطيراً لمريم من أي شك يمكن أن يقع في أي نفس بشرية .. ذلك أن المعجزة التي تمت مع زكريا وفي المحراب عند مريم .. جعلته يعرف يقيناً أن الله يرزق من يشاء بغير حساب .. ولا يتساءل هو أو غيره عما يكون عند مريم من رزق يهبه الله لها .
ويمضي القرآن الكريم ليروي قصة مريم :
" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} "
هنا نزلت الملائكة إلى مريم لتنبئها أن الله قد اصطفاها وطهرها ثم اصطفاها على نساء العالمين .. الاصطفاء الأول هو بالعيش مع طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. والله تقبل مريم عن د ولادتها كنذر لله .. ثم اصطفاها بأن جعلها دون خلقه تعيش دائما مع طلاقة القدرة استعداداً لما سيحدث من ولادة المسيح عليه السلام ثم طهرها بعد ذلك بأن منع عنها الشياطين وجعلها تتطهر بالعبادة الدائمة له والركوع والسجود لله سبحانه وتعالى ..
ثم حدث الاصطفاء الثاني .. وهو اختيارها دون نساء العالمين كلهن .. أن تضع مولوداً دون أن يمسها رجل .. وكان الاصطفاء الثاني هو اصطفاء لمريم بالذات .. ولذلك نلاحظ في القرآن الكريم أنه حين تأتي أنباء المعجزات والقصص الإيمانية لا يذكر الله سبحانه وتعالى الاسم كاملاً ..
لماذا ؟ ..
لأن هذه لمحات إيمانية مقصود أن يقتدي بها الناس ... ولو أنهم ذكروا بأسمائهم كاملة . لكانت هذه المعجزات خاصة بهم لا تتكرر لغيرهم ..
إلا مريم .. فكلما ذكرت في القرآن .. قال الله سبحانه وتعالى مريم ابنة عمران ... لأن معجزة الميلاد من أنثى بلا ذكر لن تتكرر بالنسبة لنساء العالمين كلهن إلى يوم القيامة .. فهذا اصطفاء لمريم أو اختيار لها لهذه المعجزة دون نساء العالمين
ويلاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى لم يستخدم لفظ نساء الأرض .. ولكنه استخدم لفظ نساء العالمين .. أي نساء الإنس والجن وكل مخلوقات الله .. لن توجد أنثى يتكرر لها ما حدث لمريم ممن اصطفاء الله سبحانه وتعالى به وهي معجزة الميلاد من انثى بدون ذكر
تم الاصطفاء الأول .. ثم بعد ذلك قضت مريم سنوات في العبادة حتى تطهرت .. والتقت بطلاقة القدرة وألفتها فأصبح الله يرزقها بغير حساب ويطهرها ويحفظها من شياطين الإنس والجن .. ثم جاء الاختيار الثاني ونزلت الملائكة على مريم لتقول لها :
" إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .. {45} ".
كانت هذه أول بشارة لمريم ومحاولة لإعدادها لما سيتم من ولادة عيسى بن مريم عليه السلام ..
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
10-01-2024, 09:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي عشر :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
أخذت مريم بهذه البشارة .. فرغم التقائها مع طلاقة القدرة .. وتعودها عليها في الرزق من الله بغير حساب .. ورغم أنها قضت فترة طويلة تتعبد وتتطهر .. وحفظها لله من كل الشياطين .. فان نفسها اهتزت من وقع الخبر .. واتجهت إلى السماء وقالت :
" رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ .. {47}
اتجهت هي الأخرى كما اتجه زكريا إلى الأسباب .. ومع عيشها في ظل طلاقة القدرة في المحراب فإنها لم تستطع أن تستوعب تماماً طلاقة القدرة في الخلق .. فقالت يا ربي كيف ألد ولم يمسسني بشر .. لم يقربين رجل .. فكيف أضع غلاماً .. وهنا جاء رد الله سبحانه وتعالى :
" قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47}."
لم يقل الله سبحانه وتعالى لها كيف سيتم ذلك .. ذلك أن الخلق مما احتفظ الله به لنفسه .. ولم يطلع عليه أحداً من خلقه .. حتى أن إبراهيم عليه السلام حينما سأل الله :
" رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى .. {260}." ( سورة البقرة )
لم يقل الله سبحانه وتعالى كيف يحي الموتى .. ولم يطلعه على سر الحياة والموت وإنما أدخله في تجربة رأى فيها إحياء الموتى بقدرة الله.. فجاء بالطير وقطعه ثم وضع كل جزء على جبل ثم دعاهم فجاءوا إليه أحياء ..كانت هذه تجربة عملية على إحياء الموتى .. ولكنها لم تكن إخباراً من الله سبحانه وتعالى لإبراهيم عن سر الحياة والموت .
كذلك مريم .. حين سألت الله سبحانه وتعالى .. كيف سيكون لي ولد ولم يمسسني بشر لم يعطها سر الخلق .. ولكنه قال لها :
" كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ .. {47}."
أي لم تتعجبين إن الله قادر على أن يخلق ما يشاء .. وقد أراك طلاقة القدرة في الرزق .. وسيريك طلاقة القدرة في الاصطفاء .. لم تتعجبين يا مريم ..
ألم يخلق الله سبحانه وتعالى آدم بدون ذكر أو أنثى ..
ألم يخلق حواء من ذكر بدون أنثى ..
فالله سبحانه وتعالى ليس لقدرته حدود ..
إنه قادر أن يخلق بدون ذكر أو أنثى كخلق آدم ..
وقادر أن يخلق بدون أنثى كخلق حواء ..
وقادر أن يخلق من أنثى بدون ذكر كعيسى بن مبريم ..
وقادر أن يخلق من ذكر أو أنثى وهو خلق الأسباب ..
إذن فلا عجب هنا لأن الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء وإذا أراد أمراً فأنه لا يلجأ إلى الأسباب .. وإنما بطلاقة قدرته يقول له كن فيكون ..
إذن فلا تتعجبين مما بشرتك به الملائكة .. لأن الله قادر على أن يخلق عيسى دون أن يمسك بشر.
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
10-14-2024, 10:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني عشر :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
وجاء الملك المكلف بالمهمة إلى مريم .. فظهر لها على هيئة بشر .. وقد يقول بعض الناس ما دامت الملائكة قد بشّرت مريم بالغلام .. وما دام الله سبحانه وتعالى قد لفتها إلى طلاقة القدرة في أنه يقول للشيء كن فيكون .. فلماذا جاء الملك إلى مريم وتمثل لها في صورة إنسان ..
نقول أن في ذلك حكمة كبرى أن الملك لم يأت إلى مريم ولم يتمثل لها في صورة إنسان .. ويقول لها أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا .. ثم يختفي فجأة دون أن يمسها لو لم يحدث ذلك لريما دخل الشك إلى قلب مريم .. واعتقدت أن بشراً قد مسها بأن خدرها أو وهي نائمة .. وعلى العموم لم يكن الأمر يدخل يقيناً إلى نفسها ..
ولكن كون الملك جاء .. وكونه تمثل لها بشراً سنوياً .. وكونه قال لها إني رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا .. وكونه اختفى دون أن يمسها .. أدخل اليقين في قلب مريم في أن ما حدث لها .. هو من طلاقة قدرة الله وليس لبشر دخل فيه .. ولذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يُثبّت فؤادها مرة أخرى بعد أن اهتزت نفسها .. من تبشير الملائكة لها .. وتعجبت أن تلد بدون أن يمسها ذكر ..
وهنا .. ومع هذا التثبيت من الله سبحانه وتعالى لمريم .. لأنها تجربة سيكذبها فيها اليهود .. ولو لم تكن على يقين مما حدث ... وأنه من طلاقة قدرة الله فإن نفسها قد تهتز وتضعف .. ذلك لأنه أمر غير مألوف في تاريخ البشر كلهم .. وأنه يصطدم بأسباب العقل . وأنه لا يتمشى مع المنطق البشري ..
ومن هنا كان لا بد من تثبيت مريم تثبيت اليقين .. حتى لا تهتز نفسها أبداً لما سيقابلها أهلها وعشيرتها من إنكار وعدم تصديق لما حدث .. وكان لا بد أن تكون مريم على يقين كامل من أن مشيئة الله سبحانه وتعالى هي التي أعطتها عيسى عليه السلام .. ومن هنا كان التثبيت بالتعرف على طلاقة القدرة .. في أمور مادية محسة كالرزق ..
ثم التطهير بالعبادة حتى تشف النفس البشرية .. وتستطيع أن ترى ما لا يراه غيرها .. ثم بالاخبار من الملائكة .. ثم بعد ذلك باليقين من الروح أو الملك الذي أرسله الله له على صورة انسان .. والذي اختفى من أمامها دون أن يمسها .. ومع ذلك قالت مريم :
" أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20}". ( سورة مريم )
فرد الله :
" هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21}." ( سورة مريم )
هنا حسم الله سبحانه وتعالى المسألة مع مريم تماماً في رده عليها هذه المرة فقال إن ذلك على هين وبسيط أن أهبك غلاماً بدون بشر .. وسيكون هذا الغلام آية للناس ، أي معجزة من الله سبحانه وتعالى لخلقه يفيقهم من الماديات التي عبدوها من دون الله .. ورحمة منا .. أي أنه سيكون رحمة لمن يتبعه ..
يقودهم إلى الطريق .. ويرشدهم إلى المنهج .. ويكون قدوة لهم .. وينقذهم من ضلال بني إسرائيل وماديتهم ...
" وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} " سورة مريم.
هنا الحسم .. أي أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يقول لمريم أن هذا الأمر قد قضى وانتهى .. ولم يعد لك خيار فيه .. وأنه بعد هذا الاعداد كله فلا بد أن يدخل اليقين قلبك على أن الله سبحانه وتعالى يقول للشيء كن فيكون فيما يريد أن يفعله .. ولقد قضى الأمر وانتهى .. ولم يعد موضع أخذ ورد ..
وحملت مريم بطلاقة القدر .. وذهبت إلى مكان بعيد عن الناس .. فقد كانت تخشى أن تواجههم .. فهي تعلم يقينا أن هذا آية من آيات الله .. ولكن ماذا ستقول لهم .. وكيف تشرح لهم طلاقة القدرة .. وهم لا يعرفون عنها شيئاً .. إن بني إسرائيل أناس ماديون والمادة تبعد الشفافية عن الجسم وتجعله معتما .. لا يرى إلا ما هو مادي صرف .. معزول تماماً عن الغيبيات فكيف ستأتي إلى هؤلاء القوم .. لتقول لهم كلاماً عن طلاقة قدرة الله .. وكيف سيصدقونه وهم على غير علم.
وكان هذا يخيف مريم ....
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
11-05-2024, 10:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث عشر :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
كان هذا هو الذي يخيف مريم عليها السلام .. وهو الذي جعلها تبتعد عن الناس إلى مكان قصي بعيد تضع فيه طفلها .. لأنها لم تكن تستطيع أن تواجه وحدها قوما لا يعلمون شيئاً عن طلاقة القدرة .. بمعجزة من معجزات طلاقة القدرة .. مريم نفسها كانت على يقين مما حدث .. وبعد الآيات البينات التي أراها لها الله سبحانه وتعالى .. وتبشير الملائكة لها .. ثم الملك الذي ظهر ليجعلها تتأكد يقيناً أنه لم يمسسها بشر .. ثم قول الله سبحانه وتعالى:
" وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} " ..
كل ذلك قد جعل مريم لا تهتز ولا تظن بنفسها السوء .. بل هي على يقين من المعجزة .. ولكن ماذا تقول للناس .. وكيف تفسر لهم ما حدث.. وكيف تجعلهم يصدقون ؟
ولكن الله سبحانه وتعالى لم يكن غافلا عن هذا .. كان يعلم هذا كله .. وهو العليم بخلقه .. وكان يعرف أن مريم إذا واجهت بني إسرائيل وقالت لهم أنه طلاقة قدرة الله فلن يصدقوها .. ولن يستمعوا إليها .. وسيفترون عليها مختلف الافتراءات .. حينئذ جاء الحل من السماء .. قال لها الله سبحانه وتعالى أنت لن تتكلمي يا مريم ولا أريد لك أن تتكلمي .. ذلك أنك مهما قلت فإن كلامك قد يؤخذ وينسج على افتراءات ضدك .. ولكن الذي سيتكلم هو هذا الطفل الرضيع الذي يبلغ من العمر ساعات فقد .. سأجعله ينطق أمامهم لأريهم طلاقة القدرة .. فإذا ما رأوا آمنوا ..
لا يوجد طفل في العالم يتكلم بعد ولادته بساعات .. ولا يستطيع لفترة قد تزيد إلى العام .. ولكني سأجعل عيسى بن مريم يتكلم بعد ولادته بساعات .. لماذا .. لمجرد الإعجاز .. لا .. فالله سبحانه وتعالى أعلى وأكبر من أن يريد شهادة من خلقه على إعجاز ... أو أن يريد شهادة من خلقه على أي شيء .. ولكن حتى إذا كذبوا بطلاقة القدرة التي فعلت كل هذا وجاءت بعيسى بن مريم .. أريهم طلاقة القدرة على الطفل الصغير علها تفيقهم من غيهم وتجعلهم يحسون أنه من الجرم والاثم الكبير الافتراء على مريم. من هنا فإن عيسى بن مريم تكلم ساعة ولادته .. بل انظر إلى دقة تعبير القرآن الكريم ..
" فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} " ( سورة مريم ).
أي أن عيسى بن مريم عليه السلام تكلم لحظة ولادته وعمره دقائق فقط .. وقبل أن تمتد يد أمه لتلتقطه من تحتها .. لا تحزني فقد جعل الله تحتك نوراً منه يهدي إلى الحق .. وكان قول عيسى عليه السلام رداً على مريم التي كانت تفكر .. كيف ستلاقي قومها به .. وماذا ستقول لهم .. وكان الموقف بالنسبة لها عصيباً .. حتى أنها قالت :
" يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} " ( سورة مريم ).
وهي في لحظة تمنيها الموت لأنها تعرف ما ستقابله من بني إسرائيل .. وكيف سيقابلونها بالنكران والافتراءات .. والموقف العصيب الذي ستمر به ..
وهي في قمة هذا .. تكلم عيسى بن مريم وقال لأمه :
" أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} " ( سورة مريم ).
ثم نبهها الطفل الذي ولد منذ دقائق فقط أنها في حاجة إلى الطعام والشراب .. لتقوي وتشتد وتستطيع أن تواجه ما هو قادم .. فقال لها :
" وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ... {26} ( سورة مريم ) .
انكم تحتفلون بيوم الميلاد بتقليد تزينون فيه شجرة الصنوبر وتعلقون عليها الأنوار والهدايا والزينات والألوان المختلفة .. الخ . لماذا الشجرة .. مع ان المسيح ولد في مذود للحيوانات .. ألا يدل هذا على أن المسيح ولد تحت شجرة كما ذكر القرآن الكريم ..
ثم جاءت الآية الكبرى من الله سبحانه وتعالى :
" فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26} ( سورة مريم ) .
هكذا قال عيسى بن مريم لأمه مؤيداً بروح القدس .. ومؤيداً بنور من الله سبحانه وتعالى .. قال لها أن أحداً لا يطلب منك أن تتكلمي فمهما قلت في هذه الحالة فلن يفيد .. ولن يقنع أحداً .. ذلك أنهم معزولون عن طلاقة القدرة .. وقد جئت لهم لأخرجهم بطلاقة القدرة من المادة التي يعبدونها .. فمهما قلت يا مريم فقولك لن يقنع أحداً .. وفي مثل هذه الحالة قول الأم لا يفيد .. فاصمتي أنت تماما .. وقولي :
" إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً ... {26} ( سورة مريم ).
أي قررت أن أصوم لله تعالى .. فكان الصوم عن الكلام .. قولي لهم إنني لن أكلم إنساناً اليوم لنني صائمة عن الكلام .. ولكن الذي سيكلمكم .. ويناقشكم .. ويرد على حججكم .. هو هذا الطفل الصغير الذي عمره ساعات .. انه هو الذي سيرد ليكون دليلاُ مادياً ملموساً أمامكم على طلاقة قدرة الله التي جاءت به .. وما دمتم لا تعبدون إلا المادة ولا تثقون إلا في الماديات .. فقد اختار الله سبحانه وتعالى لكم معجزة من جنس ما تثقون فيه .. ليرد كيدكم .. ويكون آية من الله لكم لا تستطيعون إنكارها .. ولا تقدرون على إخفائها ..
عند هذه النقطة اطمأن قلب مريم .. وعرفت أن الله سبحانه وتعالى الذي اصطفاها على نساء العالمين لن يتركها .. وأنه سيرسل معها من يدل على صدقها وطهرها .. وأن هذا الطفل الصغير الضعيف سيكون الدليل على قدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى وعلى صدق مريم .
وللحديث بقية ...
اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM
03-23-2025, 01:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع عشر :
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
المواجهة .. بالمعجزة
وحين اطمأنت مريم إلى أن الله سبحانه وتعالى سيرسل معها الدليل المادي الذي لا يحمل الشك على صدقها .. اطمأن قلبها .. وحملت ابنها وذهبت إلى قومها ..
ويقول القرآن الكريم :
" فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً {27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً {28} ( سورة مريم ) .
وهكذا نجد أن المواجهة التي توقعتها مريم قد حدثت .. وأن بني إسرائيل قد واجهوا مريم بالسوء قبل أن يسمعوا منها كلمة واحدة .. وهم كقوم ماديين عبدوا الأسباب .. لم ينتظروا حتى تتكلم مريم لتروي لهم ما حدث وهو المنطق الطبيعي في هذه الأشياء .. فقد كان من الممكن أن يسألوها عن هذا الطفل .. ربما ليس طفلها .. ربما وجدته في مكان يواجه خطراً فجاءت به .. وربما ماتت أمه وهي تلده فحملته مريم إلى قومها ..
ولكن كل هذه الافتراضات التي تحتم الأخذ بحسن النية أولا لم ترد على خاطر بني إسرائيل .. بل افترضوا السوء من أول وهلة وأخذوا يعيرونها وأنها ارتكبت إثماً كبيراً ويذكرونها بطيب أصلها وصلاح أبويها وأخيها هارون .. وكيف أن هذا السلاح والتقوى كان يجب أن ينتقل إليها .. وأن تكون هي قدوة سلوكية حسنة .. واتهموا قبل أن يسألوا وقبل أن يعرفوا الحقيقة ..
وفي هذا يبن لنا القرآن الكريم سوء أخلاقيات بني اسرائيل وإسراعهم إلى الظن بالسوء والافتراء في الاتهام .. وكيف أنهم وقد عصوا الله وقتلوا أنبيائهم .. إنما ذلك عن خلق سيء لا يعرف للعمل الطيب مكاناً .
حينئذ ماذا فعلت مريم أشارت إلى عيسى عليه السلام وهي تحمله فبهت القوم لأنهم لم يتوقعوا منها ذلك .. كانوا يتوقعون أن تتحدث هي معهم .. أو أن تقول لهم شيئاً يبرئها .. أو تحاول تبرير ما حدث .. ذلك كان ظنهم ولكنهم فوجئوا بها وهي تشير إلى الطفل الصغير .. ولم يفهموا لأن طلاقة القدرة غابت عنهم وهم لا يتعاملون إلا بالأسباب .. فأبدوا عجبهم مما فعلته مريم فقالوا :
" كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29}
أي يا مريم أنت تستخفين بعقولنا فهذا طفل صغير عمره ساعات .. أو يوم أو بعض يوم .. فكيف تطلبين منا أن نتحدث معه .. وهل ينطق مثل هذا الطفل .. إن الأسباب كلها تقول لا .. أنه عاجز عن النطق .
ولكن الله سبحانه وتعالى أنطق عيسى بن مريم .. أنطقه وهو طفل صغير .. أنطقه ليثبت لهم طلاقة القدرة .. وأن الله سبحانه وتعالى الذي لا يجعل طفلاً ينطق إلا بعد عام أو أكثر من عام من عمره .. يستطيع أن يجعل طفلاً عمره يوم أو أكثر بعض يوم أن يتحدث .. ولا يجعله يتحدث حديث الأطفال .. بل يجعله يتحدث حديث الرجال راجحي العقل والمنطق .. وأن يناقش ويرد بالحجة عليهم .. وأن يكلمهم وكأنه قد بلغ مبلغ الرجولة .. وعقل كل شيء.
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
--------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس عشر :
اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
المعجزة .. والحكمة
لماذا وقعت هذه المعجزة .. ولماذا أتمها الله سبحانه وتعالى .. ليجعل هؤلاء القوم الماديين يوقنون بما حدث لمريم .. فلو أنها رزقت طفلا عن طريق عادي كما تلد النساء لما استطاع هذا الطفل أن يتكلم أن ينطق حرفاً واحدا .. وحتى ولو كانوا قد انتظروا عليه حتى يكبر .. ليتعلم النطق لكان حديثه حديث الأطفال .. فيه سذاجتهم وافتقارهم على المنطق والحجة والفهم .. ولكن كون عيسى بن مريم نطق بعد ولادته بيوم أو بعض يوم فإن ذلك معناه يقيناً أن ذلك الطفل لم يأت بالطريق العادي وهو الذكر والانثى .. ولكن معجزة كلامه تدل على طلاقة القدرة في مولده .. وأن مريم لم يمسسها بشر .. وإنما عيسى بن مريم جاء بكلمة " كن فيكون " .. وإلا إذا كانت مريم قد مسها أي بشر لجاءت بطفل عادي مما تلد النساء .. كان يجب على بني إسرائيل أن يفيقوا ساعة نطق عيسى بن مريم .. وأن يعلموا أنهم أمام معجزة خارقة لله سبحانه وتعالى . وأن يؤمنوا بكل ما تقوله مريم .. ويؤمنا بعيسى رسولاً ونبياً ..
ماذا قال عيسى بن مريم .. كان أول ما قاله :
" قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} ( سورة مريم )
أي أن أول ما بشر به هو رسالته .. قال إني عبد الله حتى لا يفتن الناس بمولده .. فيحملوا الأشياء أكثر مما تحتمل .. فحسم الموقف بأنه عبد من عباد الله وبشر ورسول ..
ثم بعد ذلك قال :
" آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30}
أي جعل لي كتاباً سأبلغه إليكم .. ورسالة من السماء لكم .. وهكذا كانت أولى معجزات عيسى عليه السلام في أولى كلمات نطقها ..
على عكس الكتاب المقدس .. وكما يقول لنا إنجيل يوحنا الإصحاح الثاني من فقرة 1 إلى 11 ) :
https://secure.ushaaqallah.com/forum/viewtopic.php?t=1989&postdays=0&postorder=asc&start=15
اقتباس:
قال لهم يسوع :
املأوا الأجران ((( ماء ))) فملأوها إلى فوق ،
ثم قال لهم : استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ. فقدموا . فلما ذاق رئيس المتكأ ((( الماء المتحول خمراً ))) ولم يكن يعلم من أين هي. لكن الخدام كانوا قد استقوا الماء علموا دعا رئيس المتكأ العريس وقال له : كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ، ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجدية إلى الآن .
{{{{{ هذه بداية الآيات }}}}} فعلها يسوع في قانا الجليل
<<<<<<<<< وأظهر مجده فآمن به تلاميذه " >>>>>>>>>>
نعود لنكمل القصة ..
فقد أبلغهم بالمستقبل وهو ما زال في المهد صبياً .. فقال لهم إني قد جئتكم بكتاب من الله سبحانه وتعالى .. لأهديكم إلى صراطه المستقيم . والله جعلني لكم نبياً .. وفوق ذلك آتاني الحكمة .. وأنتم ترون هذه الحكمة .. وأنا أتحدث إليكم .. فليس حديثي هذا حديث طفل رضيع .. ولكنه حديث رجل أوتي الحكمة يستطيع أن يجادلكم فيما تقولون .. وكان هذه معجزة ثانية بطلاقة القدرة .. انباء بغيب قادم ونبوة ورسالة .. وما زال عيسى بن مريم في المهد صبياً .. وانباء بأنه وهو طفل رضيع لم يعط نعمة الكلام فقط من الله سبحانه وتعالى بل أعطي نعمة الحكمة أيضاً .
" وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} ( سورة مريم ).
وللحديث بقية ...
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir